ديسمبر 23. 2024

الواشنطن بوست… في سوريا انتظار يائس لمساعدة لم تأتِ أبدًا

عفرين بوست ــ متابعة

نشرت صحيفة الواشنطن بوست الجمعة 10فبراير، تقريراً بعنوان “في سوريا التي ضربها الزلزال، كان هناك انتظار يائس لمساعدة لم تأتِ أبدًا”، ورصد التقرير واقع أعمال الإنقاذ في مدينة جنديرس المنكوبة بعد الزلزال المدمر الذي ضرب المنطقة فجر الإثنين 6 فبراير 2023.

جيب منسي

ووصف التقرير المنطقة بالجيب المنسي وذكر عدم وجود عمال إنقاذ دوليين لإنقاذ الأهالي ولم تُجلب شحنات من الأدوية المسكنة للناجين بعد انخفاض المخزون الدوائيّ، وأشار إلى أنه على بعد ستة أميال فقط، عبر الحدود في تركيا، تدفقت آلاف الأطنان من مواد الإغاثة؛ واستجابت فرق الدعم من أماكن بعيدة مثل تايوان لطلب المساعدة من الحكومة التركيّة. لكن سوريا، المنقسمة على نفسها والمعزولة عن معظم العالم، تُركت لتلتقط العينات لوحدها كما فعلت مرارًا وتكرارًا على مدار أكثر من عقد من الحرب والاضطراب.

وفي مدينة جنديرس المدمرة، تم انتشال 850 جثة على الأقل بحلول صباح الجمعة 10فبراير. رغم أن المئات لا يزالون في عداد المفقودين، إلا أنّ القليل منهم بقي أي أرواح لإنقاذها. ونقل عن رئيس بلدية المدينة محمود حفار قوله: “كنا بحاجة للمساعدة هنا، طلبنا المساعدة”، “لم يأتِ أبدًا.”

فقط جثث القتلى مرت من المعابر

وأشار التقرير إلى أنّ معبر باب السلامة الحدوديّ مع سوريا كان شبه خالٍ يوم الجمعة. وكانت سيارة إسعاف واحدة بأضواء ساطعة تنتظر الدخول. والسوريون الوحيدون الذين عبروا العودة هم أولئك الذين أعيدوا إلى عائلاتهم في أكياس جثث.

في زيارة نادرة لهذا الجيب السوريّ، الذي تسيطر عليه الميليشيات المسلحة المدعومة من تركيا، وجدت صحيفة واشنطن بوست مجتمعات محاصرة بالصدمة والحيرة، وحيدة للغاية. وفي جنديرس، وقف الآباء على أنقاض منازلهم وأخبروا عن الاستيقاظ ليجدوا زوجاتهم وأطفالهم ميتين. وبينما كانت الحفارات الضخمة تخدش الأنقاض، بحثاً عن صبي يبلغ من العمر 13 عامًا، طلب رجل من المراسلين مساعدته في الاتصال بالأمم المتحدة للحصول على المساعدة. قال: “ربما لا يعرفون ما حدث في جنديرس”. “لا أحد يستطيع رؤية هذا ولا يأتي إلى هنا”.

فقط المعاول كانت متاحة

ونقل التقرير عن شاهد عيان من المستوطنين ذهب للمساعدة في جهود الإنقاذ بعدما علم أن عمته وزوجها وأطفالهم قُتلوا في منزلهم هناك: “سمعنا أن جنديرس كان الأسوأ”. قالوا إن هناك المئات تحت الأنقاض ولم يكن لديهم المعدات اللازمة لمساعدتهم

كان يسمع صرخات طوال اليوم. كانت هناك خدوش على يديه من مخالب الأرض. قال، “تخيل أنّك ما زلت تبكي بعد أربعة أيام”، وتحول تعبيره إلى أجوف. “إنه أمر لا يمكن تصوره. مات الجميع “.

وقال التقرير كان عمال الإنقاذ والسكان يدركون بشكلٍ مؤلم أنَّ المعدات الوحيدة المتاحة لهم – معظمها معاول وجرافات مدمرة – وكانت في بعض الأحيان تؤذي الأشخاص الذين يحاولون إنقاذهم. كيف يمكنك استخدام هذه لإجراء في مثل هذه العمليات الدقيقة؟ لا يمكنك. قال أحد أفراد الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) في المنطقة “مستحيل”. “مات الناس هناك لأننا لا نملك المعدات.”

لا مساعدات إلى جنديرس

قالت وكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة يوم الجمعة إنّها أرسلت 14 شاحنة من المساعدات الإنسانيّة إلى إدلب (الخاضعة لسيطرة هيئة تحرير الشام)، وهي ثاني عملية تسليم من نوعها منذ الزلزال. وفي جنديرس، جاء توزيع المساعدات المرئي الوحيد من الجمعيات الخيرية المحلية – أكياس بلاستيكيّة من الطعام وبطانيات مكدسة على شاحنات مسطحة.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons