عفرين بوست ــ متابعة
في مقابلة مع موقع “المونيتور” الأمريكيّ في 15/1/2023، قال قائد قوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي إنّهم يأخذون تهديدات تركيا على محمل الجد، وحثَّ أنقرة على اختيار السلام وليس الحرب مع شعبه. وردَ على جملة من الادعاءات التركيّة بتأكيد أنّه سوريّ ومعني بمستقبل سوريا. وأنّه لا وجود لقواته غرب مدينة الباب، وأضاف أنّه لا ينبغي لتركيا معاقبة كرد سوريا بسبب فشلها في حل مشكلتها الكرديّة.
جدية التهديد التركيّ
فيما يتصل بالتهديد التركيّ قال عبدي: “نأخذ تهديدات تركيا على محمل الجد. نتوقع هجوماً في فبراير/ شباط. ومن المحتمل أن تكون مدينة كوباني هدفاً بسبب معناها الرمزيّ للكرد في جميع أنحاء العالم. تركيا تتجه للانتخابات، ونحن ندرك أن الرئيس أردوغان يريد حشد التأييد القوميّ ويبدو أنه يعتقد أنَّ مهاجمة روج آفا مرة أخرى يمكن أن تخدم هذا الغرض”.
وردّ عبدي على الادعاءات التركيّة فيما يتصل بالأمن القوميّ التركيّ بأنّها استخدمت تركيا هذه الأعذار نفسها لشن هجمات ضدنا في الماضي. أولاً، مؤكداً أنهم لا يشكّلون أيّ نوع من التهديد على تركيا أو شعبها أو حدودها أو أمنها القوميّ. وقال: أننا نحن الكرد السوريين، قوات سوريا الديمقراطية، الإدارة الذاتية نريد علاقات سلميّة مع تركيا. لم يسبق لنا أن هاجمنا تركيا من داخل حدودنا منذ اندلاع الصراع الأهليّ في سوريا ولم نتصرف أبدًا في الدفاع الشرعيّ عن النفس إلا عندما هاجمتنا تركيا ودائمًا داخل حدود سوريا فقط. ليست لدينا نوايا عدائية تجاه تركيا، سواء الآن أو بالمستقبل.
ونفى عبدي علاقة قواته بمقتل جندي تركيّ في اشتباكات غرب مدينة الباب، وقال “تلك المنطقة التي لا تتواجد فيها قواتنا نتيجة هجوم بدأ من القاعدة التركية هناك، ورداً على ذلك قتل الجندي”.
لا حل للقضية الكرديّة إلا بالحوار السلميّ
وفي توصيف إجماليّ لمشروعهم، قال عبدي: حاولنا بناء نظام حكم ديمقراطيّ تعدديّ هنا في شمال شرق سوريا، نتقاسم السلطة مع العرب والمسيحيين والمجموعات العرقيّة والطائفيّة المختلفة بهدف إنشاء نموذج لبقية بلادنا، لسوريا.
وأضاف: “أنا سوريّ كرديّ. مستقبلي هنا في هذا البلد”. وأشار إلى مساعدة حزب العمال الكردستانيّ لهم في القتال ضد “داعش”. مؤكداً عدم وجود دور لحزب العمال الكردستانيّ في إدارتهم كما تدّعي تركيا، فهم ليسوا فرعاً من حزب العمال الكردستانيّ. وأنّهم منفصلون.
وأشار إلى شخصية عبد الله أوجلان، هو رمز لهم في روج آفا وللكرد في أماكن أخرى. نافياً وجود أيّ مخططات لهم في أجزاء أخرى من كردستان – سواء كان ذلك في تركيا أو العراق أو إيران. قائلاً: “نحن معنيون بسوريا ومستقبل كل شعوبها. نحن لا نرغب في التورط أو أن نصبح كبش فداء لفشل تركيا في حل مشكلتها الكرديّة. لقد عانينا بالفعل بما فيه الكفاية ولا نقبل التعرّض لهجومٍ مستمرٍ بهذه الطريقةٍ. تهاجم تركيا البنية التحتيّة المدنيّة ومحطات الطاقة والمنشآت النفطيّة وتسببت بأضرار جسيمة. هذا مستوى جديد من التصعيد يهدف إلى تدمير إدارتنا الذاتيّة. يجب أن تتوقف تركيا عن معاقبة شعبنا والكرد الآخرين الذين يعيشون خارج حدودها لفشلها في حلِّ مشكلتها الكرديّة، بالوسائل الديمقراطيّة السلميّة.
وأكد عبدي أنّ القضية الكردية سواء في سوريا أو تركيا أو في أي مكان آخر لا يمكن حلها بالطرق العسكريّة. بل من خلال الحوار السلميّ والصادق. وعندما كانت تركيا تجري محادثات سلام مع حزب العمال الكردستانيّ، كان لها بالتأكيد تأثير إيجابي عليهم في روج آفا، والآن بعد تعليق محادثات السلام، شهدوا العكس.
الجهد الأمريكيّ غير كافٍ
وفيما يتصل بالجهودِ الأمريكيّة أشار عبدي إلى واشنطن أطهرت رفضها الواضح لأيّ عمليّة عسكريّة تركيّة في سوريا. إلا أنّ ذلك ما قيل، وتركيا، مستمرة في تهديداتها ما يدل على أنّ الجهود الأمريكية غير كافية. لذلك، عليهم أن يفعلوا المزيد.
وأشار عبدي إلى أنّه يود أن تفي الولايات المتحدة بتعهدها بالبقاء في شمال شرق سوريا، على الأقل خلال فترة إدارة بايدن، وأوضح أنّه على جميع الأطراف أن تأخذ بالاعتبار أنّهم يريدون السلام. ولكن إذا تعرضوا للهجوم فسيقاتلون بكل قوتهم، ومصممون المقاومة حتى النهاية. ولن يتكرر ما حدث في عفرين، مثل سري كانيه. ما يعني وقف العمليات ضد “داعش”.
المسار التصالحيّ
وفيما يتصل بالمطالب التركيّة والتي لا تقتصر بمطالبة الولايات المتحدة بإنهاء شراكتها مع “قسد” فحسب، بل مغادرة القوات الأمريكية، أشار عبدي إلى أنّ ذلك يحدث بالتوازي مع المسار التصالحيّ مع دمشق، وتحاول بوساطة روسية، إحياء تحالف ضدنا وإعادة تفعيل اتفاقيات أضنة وتوسيعها.
وحول مساعي موسكو أكد عبدي أنّها تحاول روسيا حل المشاكل القائمة في سوريا من خلال التفاوض بين أنقرة ودمشق، وأعرب عن اعتقاده بأن مثل هذه المحاولات لا يمكن أن تنجح. والنظام السوريّ لن يتنازل أبدًا عن مطالبه. وأبرزها الانسحاب التركي من الأراضي السوريّة ووقف دعمها لمجموعات المعارضة السنيّة المسلحة. وكذلك لن يستجيب لمطالب تركيا بسحق الإدارة الذاتيّة في الشمال الشرقي. وليس لديها الوسائل للقيام بذلك، ولا الظروف مواتية لخططٍ من هذا القبيل.