عفرين بوست ــ متابعة
تكشف الأحداث عن أبعاد جديدة لشروط التصالح التركيّة ــ السورية التي تم التوصل إليها برعاية روسية بعد سلسلة لقاءات أمنيّة، فبالتزامن مع إدخال مسلحي “هيئة تحرير الشام” إلى عفرين المحتلة، بوشر بتنفيذ الخطوة الأولى بإعادة أهالي معرة النعمان دون أن يشمل النازحين إلى المناطق الخاضعة لسيطرة “هيئة تحرير الشام” والاحتلال التركي.
قال المرصد السوريّ لحقوق الإنسان اليوم الأربعاء، إنّه حصل على معلوماتٍ حول مخطط روسي- تركيّ بما يخص المناطق الخاضعة لسيطرة قوات النظام في محافظة إدلب، ونقل عن مصادره بأنَّ المخطط يهدف إلى إعادة سكان مدينتي معرة النعمان وخان شيخون بريف إدلب الجنوبي إلى منازلهم، بحماية وضمانة الجانبين التركي والروسي، على أن يخرج النظام القوات العسكريّة من المدينتين ويُبقي على “الدوائر الرسميّة والمؤسسات الحكومية المدنية”، وتضمن تركيا عدم مهاجمة “هيئة تحرير الشام” أو الفصائل المناطق آنفة الذكر.
وأضاف المرصد “المخطط سيتم تجربته في معرة النعمان وخان شيخون، وبعد ذلك سيمتد إلى سراقب ومناطق نفوذ النظام شرقي إدلب ووصولاً إلى ريف حماة الشمالي فيما بعد.
وأشار المرصد السوريّ إلى أنَّ عودة المواطنين من مناطق تحرير الشام إلى مناطق النظام في إدلب هي “إعلامية” فقط، وهو ما تروج له وسائل إعلام النظام والروس، وغالبيّة الذين ظهروا على أنّهم عادوا، هم إما هناك بالفعل أو قدموا من مناطق النظام الأخرى وليس من مناطق الفصائل وتحرير الشام.
ونقلت وسائل الإعلام الحكوميّة الرسميّة السبت 15/10/2022 خبر عودة 800 أسرة إلى مدينة معرة النعمان، قدموا إليها من محافظات سوريّة مختلفة عبر مركز استقبال خاص، وذلك بعد تقديمهم طلبات العودة، ولم تشكل أهالي المدينة النازحين إلى إدلب وريف حلب، وفي 19/10/2022 زار وفد حكومي يضم عدد من الوزراء المدينة.
يُذكر أن قوات الحكومة السوريّة سيطرت على مدينة معرة النعمان بالكامل في 29/1/2020، وجاء قرار عودة أهالي مدينة معرة النعمان بعد سنيتن وتسعة أشهر، فيما تمت استعادة السيطرة على خان شيخون في 21/8/2019، وشملت العودة عمليّاً فقط النازحين إلى مناطق سيطرة الحكومة. بالتوازي مع الخطوات الفعليّة للتقارب بين أنقرة ودمشق برعاية روسيّة، ومن بينها ما شهدته عفرين من اشتباكات تضمنت إدخال مسلحي “هيئة تحرير الشام” إلى المدينة وقراها لتتولى الإدارة الأمنية.