ديسمبر 23. 2024

تنظيم “الأستاذ” وظيفة استخباراتية غامضة واسعة الصلاحيات بينها الإشراف على السجون بالمناطق الخاضعة للاحتلال التركيّ

عفرين بوست ــ خاص

تتبع سلطات الاحتلال التركيّ سياسة الترميز للوظائف ذات الطابع الاستخباراتي والعمليات السريّة، ومن جملة هذه الرموز مصطلح “الأستاذ” أو “المعلم”، والذي أُسندت إليها مهمة إدارة السجون ومراقبتها إضافة لصلاحيات واسعة.

حصلت “عفرين بوست” على معلومات تفيد بأنّ الجهةَ التي تشرف على إدارة السجون في مختلف المناطق التي تحتلها تركيا، اسمها منظمة “الأستاذ” أو “المعلم”. وهي نفسها هي المسؤولة عن هياكل ما يُسمّى “الجيش الوطنيّ” في المناطق المحتلة والتي تصدر أوامر الاختطاف والاعتقال والاعتداء على الأهالي والاستيلاء على الأراضي والبيوت.

تنظيم الأستاذ أو منظمة المعلم، وهي هيئة تنسيق مركزيّة يديرها ضباط أتراك وتعتبر السلطة العليا لكافةِ الميليشيات الموالية لتركيا، ويُعهد إليها مسؤولية الإشراف على السجون السريّة أنشأتها سلطات الاحتلال التركيّ في مدن الراعي والباب وجرابلس وأعزاز وعفرين وشرق الفرات (تل أبيض ورأس العين).

داعشي يوصف بالأستاذ

تفيد المعلومات أيضاً عن أحد الأشخاص الذين عرفوا بتوصيف “الأستاذ” هو المدعو “كمال غزوان كمال”، وهو عنصر قياديّ سابق في “داعش”، وشغل منصب مسؤولٍ أمنيّ، وقد اعتقلته السلطات التركيّة عام 2018، وهو أحد من يُعرف بلقبِ “الأستاذ”، ولا تتوفر المعلومات التفصيليّة عنه.

ولا تتوفر معلومات تؤكد أنّ المدعو “كمال” تم احتجازه فعلاً في السجون التركيّة، إلا أنّه ظهر لأول مرة بعد 6 شهور من اعتقاله في مدينةِ الراعي لأول مرة، كقياديّ ومسؤولٍ عن الهياكلِ الأمنيّةِ التابعةِ للمعارضةِ، وقد ساهم المدعو “كمال” باعتقال عددٍ كبيرٍ من عناصر “داعش”، ولديه صلات واسعة بالمعارضة السورية التابعة لسلطات الاحتلال التركيّ. وهو المرجع لكلِ الأوامر المتعلقة بالتشبيحِ على الناسِ والقتلِ وفرضِ الإتاواتِ ومصادرةِ الأراضي والعقاراتِ التي تعودُ ملكيتها لمواطنين عرب وكرد ومهاجرين.

شهادة لمواطنةٍ ناجيةٍ من أقبية الموت

في شهادة جريئة أدلت بها المواطنة “ناديا سليمان” العائدة من أقبية التعذيب والموت، تعرضت لأسوأ أنواع التعذيب الجسديّ والنفسيّ وصفت الفترة التي قضتها لدى الاستخبارات التركية بأنها الأسوأ، وقالت “كان أحد العناصر الأتراك يتردد إلينا، ولعله ضابط، وطلب أن نخاطبه “أستاذ” كان يحدثنا بالعربيّة الفصحى، ولم يحقق معنا، وقد حاول استدراجي بأسلوب مختلفٍ، بأنّه يمكنه أن يخلّصني من ذلك المكان، ويأخذني إلى تركيا، وفي آخر لقاء سألني بالعربيّة الفصحى “هل تتزوجيني؟” لم أجرؤ على الإجابة نفياً أو إيجاباً، فقط قلت لا أعلم، فقد كانوا يضربوننا لأتفه الأسباب، منها مرة من أجل بضع حبات من العطون رفضتُ أكلها، وخفت أنّ يأخذني بالقوة. فقد هددني في حال لم أوافق سيوجّه إليَّ تهمةً كبيرةً”.

وأضافت “بعد 4 أشهر جاء أستاذ آخر، والمعاملة لم تتغير، وقام بتصويرنا، وتم تلقيننا على الكلام عن المعاملة الحسنة بدون إساءة أو تحرش أو اغتصاب. كنا نتحدث أمام الكاميرا فيما السلاح مرفوع وراء الكاميرا، وتمَّ تصويرنا عراة بالألبسة الداخليّة”.

المواطنة نادية كانت محتجزة في سجن ميليشيا “فرقة الحمزة/ الحمزات” مع 11 مواطنة أخرى، وكُشف عن مصيرهن لدى اقتحام المبنى بعد اشتباكات مسلحة في 25/5/2020، وأفرج عن المواطنة ناديا بعد قضاء 878 يومٍ في سجون الميليشيات الموالية لتركيا تنقلت خلالها ضمن 9 سجون، في 4 مدن خاضعة لسيطرة الجيش التركيّ، منها 90 يوم قضتها في سجونٍ خاضعة لإشراف مباشرٍ من أجهزة الاستخبارات التركيّة.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons