عفرين بوست
لا توجد إحصائية دقيقة لعدد المواطنين المعتقلين في عفرين ولا عدد السجون التي تم إنشاؤها في الإقليم الكرديّ بعد احتلاله، وأضحى الاعتقال والاختطاف التعسفيّ سلوكاً يوميّاً طال آلاف المواطنين وكان مضمون الكثير من التقارير الإعلامية والحقوقيّة .
قالت صحيفة "أحوال" التركيّة
المعارضة في تقرير نشرته اليوم الجمعة 15/4/2022، بعنوان “سجون أردوغان السرّية في سوريا”، إنّه بينما كانت انتهاكات حقوق السجناء في تركيا من أبرز ما جاء في تقرير الخارجيّة الأمريكيّة حول أوضاع حقوق الإنسان في تركيا، تسرّبت معلومات عن وجود سجون سرّية تتبع الحكومة التركية في شمال سوريا الخاضع لسيطرة أنقرة بشكل مباشر، حيث تمّ احتجاز العديد من الأشخاص وتعذيبهم دون تقديم أيّ اتهامات رسميّة.
وبحسب جوناثان سبايدر من صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، فإنَّ تصريحات المحتجزين في هذه السجون والذين تمَّ إطلاق سراحهم تم تسجيلها مؤخراً. وذكر سبايدر أنَّ الملف المرسل إليه احتوى على بيانات وصور، وأنّ الملف نفسه تمّ تقديمه أيضًا إلى الولايات المتحدة، وأنهم كانوا متأكدين من دقة الوثائق التي فحصها الخبراء من قبل مجموعتين منفصلتين لحقوق الإنسان.
شهادة سجينة
تطرق التقرير إلى قصة المواطنة ناديا سليمان التي كانت محتجزة في أحد هذه السجون التركيّة شمال سوريا، وأنّه بعد شهرين من اختفاء زوجها، في يونيو 2018، نقلها الأشخاص الذين قالوا إنهم سيأخذونها إلى زوجها المختطف في عفرين، لتعتقل بعد ذلك، وتمر بأيام مروعة، على حدّ قولها. وتوجّه إليها تهمة تأييد النظام السوريّ وحزب العمال الكردستاني، وتعرضت للتعذيب الممنهج يومياً وللاغتصاب المتكرر.
وذكرت ناديا وجود عددٍ لا يحصى من السجون غير الرسميّة في شمال سوريا، وأنَّ 11 امرأة أخرى كن محتجزات معها. وأن هذه الأماكن تدار من قبل المخابرات العسكريّة التركية، وقد تم استجوابها بشكل متكرر من قبل المسؤولين الناطقين باللغة التركيّة.
وفي إشارة إلى تعرض السجينات الأخريات لنفس المعاملة السيئة، قالت سليمان إن الأطفال المحتجزين في هذه السجون غير الرسمية لا يتم فصلهم عن سوء المعاملة. وأوضحت ناديا سليمان أنه تم إعطاؤهم أدوية غير معروفة، وتعرضوا للصعق بالكهرباء، كما يتم رشّهم بالماء البارد باستمرار في الشتاء.
أُفرج عن ناديا بعد إخفاء قسريّ واحتجاز غير قانونيّ لمدة 29 شهراً، وأدلت بشهادتها للرأي العام عن حالات التعذيب والاغتصاب في سجون مرتزقة “الحمزات”، والاستخبارات التركيّة. وفي شهادتها الجريئة أكدت بالفعل تعرض كلّ امرأة من النساء المحتجزات للتحرش والاغتصاب والشتائم، وصنوفٍ متعددة من التعذيب بطرق شتى أمام وبمشاركة جنود وعناصر من المخابرات التركية. ولفتت إلى أنّهم عذبوها، وصوروها، وأنّها ذاقت التعذيب في بادئ الأمر، ثم الاغتصاب مرات عدة، وذكرت أنّ حالات الاغتصاب طالت نساء أخريات، وقالت إنّها كانت شاهدة على وفاة شخصين تحت التعذيب.
وتعتقد مجموعتان لحقوق الإنسان لتوثيق الانتهاكات، فحصتا الشهادات المقدمة أيضًا إلى وزارة الخارجية الأميركية، أن 8590 شخصًا محتجزون في هذه السجون غير الرسمية منذ 2018. وأنّ 1500 من هؤلاء في عداد المفقودين ومصيرهم مجهول. وبحسب ما ورد ذكره فإن تركيا عضو في الناتو وتسيطر على شمال سوريا، ومن المستحيل عدم المعرفة بوجود هذه المراكز.
وكشف اقتحام مسلحي ومستوطني الغوطة لمقر ميليشيا “الحمزات” في 28/5/2020 عن مصير 11 مواطنة كردية، مجهولات المصير، وقد ظهرن في مقطع مصور ليكون دليلاً ثابتاً على وجودهن في عهدة الميليشيا بعد انقطاع أخبارهن. وبذلك اضطرت المرتزقة للإفراج التدريجيّ عنهن.