ديسمبر 23. 2024

عوائل مستوطنة تغادر عفرين المحتلة… هل انطلق قطار التصالح مع دمشق؟

عفرين بوست ــ خاص

رصدت “عفرين بوست” توجّه العشرات من العوائل المستوطنة في إقليم عفرين المحتل إلى محافظة إدلب، ومنها إلى المناطق الخاضعة لسيطرةِ الحكومة السورية بهدف إجراء مصالحات والعودة إلى ديارها في المناطق التي هُجّروا منها اعتباراً من مطلع أبريل 2018.

وشهدت قرى في ناحية بلبله مغادرة نحو 15 عائلة والتي تم رصدها على طريق كوتانا – ميدانكي، وهم يستقلون شاحنات كبيرة مليئة بالأثاث المنزليّ المنهوب من منازل مهجري عفرين، وحسب المعلومات فإنّ أغلب تلك العائلات تنحدر من أرياف إدلب وحماه تخضع لسيطرة الحكومة السوريّة منذ فبراير 2020 عندما سقطت العديد المدن والبلدات تباعاً.

في هذا السياق غادر المدعو “أبو محمد الفوال” وعائلته، وهو مستوطن منحدر من مدينة حرستا بريف دمشق، حي الأشرفية في مدينة عفرين إلى مناطق النظام بهدف إجراء مصالحة مع قوات النظام للعودة إلى دياره، ونُقل عن المستوطن قبيل مغادرته قوله: “سأعود إلى منزلي وليحصل ما يحصل، أفضل من أن تستولي ميليشيات إيران عليه”.

وشهدت مناطق في محافظة إدلب اليوم الإثنين مسيرة كبيرة اتجهت إلى باب الهوى لدخول الأراضي التركية، إلا أنها قوبلت بصد من قبل الأجهزة الأمنية التابعة لهيئة تحرير الشام.

بهذا لم تحقق أنقرة في المناطق الخاضعة لسيطرتها أدنى شروط الأمن والاستقرار، وكانت دعوتها للمعارضة للتصالح مع حكومة دمشق إقراراً بالفشلِ، ما أثار هواجس المستوطنين في عفرين، وأنّ أنقرة بصدد صفقة على حسابهم، ليعيد البعض حساباته، على مفرق الخيار بين العودة إلى منطقته الأصليّة عبر مركز المصالحة الذي أنشئ مؤخراً في خان شيخون أو الانضمام إلى قافلة النور غير واضحة المعالم.  

فقد افتتحت الحكومة السورية يوم الإثنين 6/9/2022 مركزاً للمصالحات في مدينة خان شيخون بريف إدلب الجنوبيّ، وذلك في توقيت أثار العديد من التساؤلات حول مدى ارتباط ذلك بمؤشرات التقارب بين أنقرة ودمشق في الآونة الأخيرة. وبخاصة بعد تصريحات المسؤولين الأتراك المشجعة على المسار التصالحي، فقد دعا وزير الخارجية التركيّ مولود جاويش أوغلو في 11/8/2022، إلى “المصالحة بين النظام والمعارضة السورية”، فيما قال الرئيس التركي أردوغان، في 19/8/2022 إنّه “يتوجب علينا الإقدام على خطوات متقدمة مع سوريا”.

وفي متغير لافت أيضاً تم تداول طلب الحكومة التركية من “الائتلاف الوطني” مغادرة الأراضي التركيّة، ليقع الجدل بين أعضاء الائتلاف حول الجهة التي يمكنها أن يقصدونها بعد إسطنبول وانقسموا ما بين الرياض والأردن.

دفع التغيّر في سياسة أنقرة السوريين في مختلف مدن تركيا للدعوة إلى تنظيم “قافلة النور” للهجرة إلى دول الاتحاد الأوروبيّ، وتزامن ذلك مع ارتفاع خطاب الكراهية تجاه السوريين ووقوع العديد من حوادث القتل بدوافع عنصرية بحق السوريين. وفيما بلغ عدد الذين أعلنوا الانضمام إلى القافلة بلغ نحو 60 ألف شخص وهو في زيادة مع مرور الوقت لم يحدد موعد انطلاق القافلة كما لم تُعرف الجهات المنظمة له، والادعاء بعفوية الحملة سطحيّ جداً، ذلك لأن تنظيم قافلة بهذا الحجم لا يمكن أن يتم إلا بموافقة أنقرة ودول الاتحاد الأوروبي والمنظمات الأمميّة والإغاثية ذات الصلة.

جملة هذه المتغيرات في سياسة أنقرة تجاه السوريين تتزامن مع قصف روسيّ في مناطق في محافظة إدلب، لتعيد مجدداً سيناريوهات سابقة، تم تنفيذها مراراً في العديد من المناطق بتزامن القصف مع افتتاح مراكز المصالحة، إلا أنّ المستجد هذه المرة، أنّه لا توجد جغرافيا بديلة للجوء إليها مع تغير موقف أنقرة، والخيار المطروح حالياً إما الهجرة إلى أوروبا ومثالها “قافلة النور”، أو العودة إلى المناطق الأصلية عبر مركز المصالحة التابعة لحكومة دمشق.   

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons