يوليو 04. 2024

أخبار

ملف || تل سلور… قرية النهر والسمك والتنوع الكرديّ ــ العربي باتت بؤرة التطرف

عفرين بوست ــ خاص

تقع قرية تل سلّورــ تسلور Til silorê، جنوب نهر عفرين وتتميز ببساتينها المثمرة المتنوعة ومياهها الغزيرة وينابيعها الكثيرة، وتبعد /4/كم جنوب ناحية جنديرس وتتبعها إدارياً ومتاخمة لحدود محافظة إدلب من الشمال، وتعد من القرى السياحية الأولى. ويوجد شمال القرية تلٌ أثريّ وعدد من المغارات. ووفق رواية الأهالي فالقرية أخذت اسمها من التل والمغارات، ذلك لأنّ مياه نهر عفرين تدخل إلى المغارات لتشكل أحواضاً طبيعية لسمك السلور. وهو يتوافق نسبياً مع ما قاله ياقوت الحموي بأنّه من سمك السلور “السمك الأسود” /قسم1، ص137/، وكان يعيش بكثرة في نهر عفرين والبحيرات والينابيع التي ترفده، ورغم ذلك فالاسم محل اختلاف فيما يرجع اسم سلور إلى أصول يونانيّة أو سريانيّة.

تتألف من حوالي/80/ منزلاً، تقريباً نصفها من الكُـرد والنصف الآخر من المكون العربيّ (الذين سكنوها منذ نهاية الخمسينات وبداية الستينات من القرن الماضي إثر تطبيق قانون الإصلاح الزراعيّ). يعمل أهالي القرية بالزراعة وتربية المواشي.

تل سلور في مواجهة العدوان

بسببِ موقعها الجغرافيّ كانت في مرمى أسلحة الميليشيات الإسلاميّة المتطرفة (داعش، جبهة النصرة وأخواتها)، كما تعرضت منذ 2012م لعدة هجمات بمختلفِ أنواع الأسلحة.

خلال العدوان التركيّ استهدف القصفُ المدفعيّ قرية تل سلور، واستشهدت المواطنةِ سوسن جميل سليمان (46 سنة) وأصيب طفلها محمد علي عصمت (7 سنوات) وابن شقيقها نتيجة سقوط قذيفة مدفعية في 23/1/2018، كما استهدفت القرية مراراً عديدة خلال العدوان.

– أثناء العدوان على تل سلور استشهد 8 من المقاتلين الكُـرد، وبعد الاحتلال جمعت ميليشيات “أحرار الشام” التي تسيطر على القرية، جثامينهم قرب فيلا “أبو رافي” شرق التل، وبقيت مكشوفة حتى تفسخت، وبعد مرور شهر وبإلحاح من الأهالي سُمح لهم بنقل الأشلاء ووضعها في ساقية قديمة شرق القرية وردمها بالتراب، دون إجراءاتِ دفنٍ نظاميّة.

وتم تدمير منزل محمد رشيد رشو، بالكامل وثلاثة منازل أخرى جزئيّاً جراء القصف، وكذلك تدمير فيلا المحامي المرحوم رياض اليازجي بتفجيره بعبوة ناسفة بعد الاجتياح بحجّة أنها كانت مقراً لوحدات حماية المرأة YPJ.

التغيير الديمغرافي

هجر معظم سكانها إثر اجتياح القرية بداية مارس 2018، وعاد منهم نحو /67/ عائلة معظمهم من العرب، أما البقية فلم يستطيعوا العودة خوفاً من التنكيل بهم، ومعظم المُهجَّرين قسراً من العوائل الكرديّة، وتم توطين نحو 40 عائلة (أكثر من 200 شخص) من المستقدمين في منازلهم وفي بعض منازل العوائل الموجودة في القرية أو من تم اختطافهم، وكذلك في خيم متفرقة على أطراف القرية.

مع زيادة المعارك والقصف في إدلب في فبراير 2020، قدمت عوائل من إدلب إلى عفرين، وأُجبرت عوائل كردية في قرية “تل سلور بقوة السلاح على قبول إسكان أكثر من خمس عائلات فارة من إدلب في منازلها.

الأضرار والسرقات

اتخذت ميليشيا “أحرار الشام” المسيطرة مزرعة المواطن الملقب “أبو رافي” وهو عربي من أهالي كفرتخاريم – إدلب ومقيم في جنديرس، ومنزل المواطن محمد سليمان بن كمال، مقرّين لها؛ فيما مزرعة المواطن أبو سمير من أهالي قرية كفردلي فوقاني والمقيم بمدينة عفرين أصبحت مقراً عسكرياً للجيش التركي.

لدى اجتياح القرية وقبل عودة الأهالي تعرضت معظم المنازل وخاصة المواطنين للكُـرد، للسرقة، وشملت المسروقات المؤن والأواني النحاسية والأدوات الكهربائية وشبكات الطاقة الشمسية والدراجات النارية، وعدة سيارات “تكسي وبك آب” عنوةً أمام أنظار الأهالي. كما كسر السارقون الأواني والأدوات المنزليّة الزجاجية في عدة منازل القرية.

واستولى المدعو “أبو عبد الرحمن تيمية” وهو متزعم في ميليشيا “الجبهة الشامية” على منازل وأراضٍ واسعة، في قرية تل سلور، ويقوم المستوطنون في تل سلور ومحيطها على سرقة أكوام محصود العدس وغيره من المحاصيل لإطعام مواشيهم. وتعرض تل القرية الثرية لأعمال الحفر والنبش بحثاً عن اللقى الأثرية.

الاختطاف والاعتقال التعسفي

بدأت عمليات الاختطاف والاعتقال مباشرة بعد الاحتلال، وبعد وصول العائدين إلى منازلهم مباشرة في مارس 2018م، واحتجزت الاستخبارات التركيّة وميليشيا  “أحرار الشام” عدداً من المواطنين في المسجد، واعتقلت عدداً منهم: محمد رشو (50 سنة)، أسعد منان (65 سنة)، عزاوي خضر (60 سنة)، فوزي كمال (48 سنة)، رسول نجاة عيشو (38 سنة)، دلشاد فوزي محمد (17 سنة)، أحمد محمد سليمان (53 سنة)، محمد علي بن أدهم (53 سنة)، سمير محمد فايق (32 سنة)، رشيد صبحي عيشو (54 سنة)، زينب فايق حوالي (30 سنة)، جيهان أحمد جوبري (35 سنة)، لقمان محمد بن كمال (38 سنة)، حسين إبراهيم رشو (55 سنة)، أولاد محمد نور، محمد أحمد شحادة (25 سنة) من المكون العربي…. )، إذ تعرضوا للتعذيب والتحقيق، وأُفرج عن معظمهم (منهم بعد ساعات والبعض بعد عدة أيام)، وفرضت عليهم إتاوات ماليّة /50-200/ ألف ليرة سورية. واستمر احتجاز آخرين لشهور أو سنين، بعضهم بات طريح الفراش من شدة التعذيب كالمواطن رسول عيشو الذي اضطر بعد شفائه للخروج مع أسرته من عفرين هاربين إلى مدينة الحسكة خوفاً من تكرار الاعتقال. وتم نفي المواطن محمد أدهم علي مع إحدى زوجاته من عفرين بعد الإفراج عنه، واُستولي على منزله وسيارته أيضاً. أما جيهان أحمد جوبري فأُرسلت إلى سجون تركيا ولا يزال مصيرها مجهولاً.

وبقي لقمان محمد وسمير محمد ومحمد شحادة مجهولي المصير ونقلا إلى سجن ماراتِه، بعدما كانا محتجزين في سجن الراعي سيء الصيت، وأفرج عن سمير محمد الحاصل على الإجازة في الاقتصاد بداية يناير 2021، وعن محمد أحمد شحادة في 4/3/2021، فيما أفرج عن المواطن الكردي لقمان كمال محمد (41 سنة) في 1/6/2021، بعد احتجاز طال لنحو 3 سنوات و3 أشهر تنقل فيها بين عدة سجون وفرض غرامة ماليّة ومقدارها 3100 ليرة تركية. وأقدمت الميليشيا على طرد أسرته من منزلهم وأسكنت عائلة مسلح فيه واستولت على نصف إنتاج حقل زيتون عائد له.

كما اُعتقل الشاب علي حميدي بن رمضان من أهالي تل سلور من المكون العربي منذ بداية الاحتلال.

اعتقلت مليشيا الشرطة العسكريّة في 8/1/2019 أربعة مواطنين كُرد من عائلة واحدة وهم: محمد عزيز حبش (60 سنة)، وهو مدرس متقاعد وقريبه محمد رشو ونجليه (بيشانك وشيركو) من أهالي القرية ويقيمون في مدينة جنديرس.

15/6/2022 اعتقلت الاستخبارات التركية ثلاثة مواطنين، بتهمة التعامل مع الإدارة الذاتية السابقة المواطنين الكرديين حسين فوزي علي” (36 سنة) ونظمي أكرم رشو والمواطن من المكون العربي باسل أحمد الحسن.

21/6/2022، اعتقلت استخبارات الاحتلال التركيّ المواطن خبات إسماعيل حنان بعد مداهمتهم القرية.

29/6/2022، اعتقلت الشرطة العسكرية ثلاثة مواطنين هم: رمزي شيخ محمد محمود (32 سنة)، محمد جوان محمد (28 سنة)، عبدو نزار خليل (24 سنة)، بتهمة التعامل مع الإدارة الذاتيّة.

14/7/2022 اعتقلت الشرطة المدنيّة والشرطة العسكريّة المواطنين علي شير محمود (32 سنة)، نورس خليل علي (28 سنة).

20/7/2022 اقتحم مسلحون القرية واختطفوا المواطنين بحري حسين سليم (28 سنة) وفوزي محمود علي (27 سنة) بتهمة التعامل مع الإدارة الذاتيّة سابقاً.

اشتباكات في تل سلور

صباح الثلاثاء 4/1/2022، وقعت اشتباكات بين مجموعة من مسلحي “أحرار الشام” والحاجز المسلّح العائد لذات الميليشيا على الطريق العام في قرية تل سلور، ما أسفر عن مقتل المدعو “محمود البنيان” متزعم لواء المهاجرين وابن شقيقته المرافق له “مصعب شحادة قاسمو” من المجموعة وجرح آخرين من الطرفين.

19/5/2022 وقع خلاف بين عناصر ميليشيات “أحرار الشام” و”فيلق الشام” حول السيطرة على الحاجز الواقع على طريق قريتي تل سلور وديوا، ما أدى إلى قيام الطرفين بقطع الطرق المؤدية إلى المنطقة، واستمر التوتر نحو أسبوع.

في 26/5/2022، اندلعت اشتباكات عنيفة بين إرهابيي “هيئة تحرير الشام” ومسلحي “أحرار الشام” على محور أطمه ــ دير بلوط ــ تل سلور اُستخدمت فيها كافة أنواع الأسلحة الثقيلة.

مساء 18/6/2022 اقتحم مسلحو “هيئة تحرير الشام” تحت رايات مسلحي “أحرار الشام” قرية تل سلور دون ممانعة أو قتال من ميليشيات “فيلق الشام، جيش الشرقية، أحرار الشرقية، فرقة الحمزات…” المتواجدة هناك. وذلك على خلفيّة الاشتباكات التي وقعت بين مسلحي “أحرار الشام ــ القطاع الشرقة والجبهة الشاميّة” في مدينة الباب. وبعد التوصل إلى اتفاق بين الميليشيات المتقاتلة، لم ينسحب الكثير من عناصر “تحرير الشام” من إقليم عفرين وتمركزوا في مقرات ميليشيات “أحرار الشام” في قرى كوران وكوردا وتل سلور.

انفجار في القرية

في 26/9/2020 حدث انفجار كبير بمستودعٍ للأسلحة في قرية تل سلور- جنديرس، فتسبب بذعر وخوف شديد بين الأهالي، دون اتضاح الأسباب، حيث أن مكان الانفجار كان منشأة دواجن عائدة للمحامي حسين يازجي من أهالي القرية.

استشهاد مواطن بحادث دهس

17/11/2020، تعرض المواطن محمد نبو وزوجته زليخة من أهالي قرية حمام ـ جنديرس، أثناء عودتهما على متن دراجة نارية من قرية جلمة لحادث من قبل مصفحة عسكرية تركية مسرعة على طريق القرية ما أدى إلى فقدان نبو لحياته على الفور وإصابة الزوجة بجروح وكسور، نُقلت على إثرها إلى إحدى المشافي التركية.

جريمة أخلاقية

في 24/4/2018 اعتدى مسلحون على مواطنة كردية، بعد تعذيبها بأساليب بشعة (ولا يفضل الكشف عن اسمها)، وجاء الاعتداء على خلفية رفض المواطنة الكرديّة العمل معهم، وتهدد المسلحون أهالي القرية بجعل المواطنة المحتجزة أمثولة لبث الرعب في نفوس الأهالي وإخضاعهم.

نشاط دعويّ متطرف في القرية

أقدمت سلطات الاحتلال على تغيير إمام مسجد القرية في أولى خطوات نشر التطرف بالقرية.

في 24/7/2022 تجول أربعة مستوطنين مما يسمّى جماعة “الأحباب” السلفيّة في القرية وطرقت أبواب الأهالي ودعتهم إلى إتباع الدورات الشرعية وإقامة الصلاة في الجوامع. وطالبوهم بتطبيق أحكام الشريعة الإسلاميّة إكراهاً كالحديث عن عدم مخالطة النساء للرجال وارتداء النقاب والحجاب والتركيز على إرسال الأطفال لدورات الشريعة الإسلاميّة التي تعقدها الجماعة في الجوامع ككتاتيب وحلقات العلم.

ويُشار إلى أن هذه الجماعة لا تتطرق للانتهاكات التي يتعرض لها الأهالي على يد الميليشيات المسلحة ولا تحاول أن تمنعها عنهم.

ميليشيا متطرفة في تل سلور

كما تتخذ ميليشيا “جيش تحرير الشام” قرية تل سلور مقراً لها والذي يقودها المدعو النقيب “فراس البيطار” والذي خرج من ريف دمشق في 19/4/2018 إلى عفرين. والميليشيا محدودة العدد (نحو 50 مسلحاً)، إلا أنّها متهمة بمبايعة “داعش” فيما سبق. والمشاهد المصورة لأسلوب قتالها وعمليات التصفية التي نفذتها وسوء التعامل مع جثث القتلى في المعارك تؤكد أنّها متشددة جداً، ومتطرفة طائفيّاً.

تأخذ الميليشيات الأخرى إزاءها موقفاً سلبياً، نظراً لأنّها وصلت إلى إقليم عفرين بعد إعلان احتلاله، وينكرون عليها الاستيلاء على منازل أهالي عفرين الكرد، ليس كمسالة حقوقية، بل لعدم مشاركتها في العدوان والاحتلال، ويتهمونها بتصفية عناصر ما يسمى “الجيش الحر”، وقربها من “داعش”، وكغيرها من الميليشيات هناك الكثير من الشكاوى بحقها بعضها مسجل لدى الأمنية المشتركة في جنديرس.

ظاهرة كونية في تل سلور

مساء يوم 16/6/2022 شهدت قرية تل سلور ظاهرة كونية بظهور قمر الفراولة العملاق فوق القرية.

المصادر:

شبكة عفرين بوست الإخبارية

تقارير حزب الوحدة الكرديّ (يكيتي) الأسبوعيّة.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons