عفرين بوست ــ متابعة
جدد وزير الخارجية التركيّ مولود جاويش أوغلو تصريحاته السابقة، الداعية إلى إحياء مسار التصالح بين المعارضة والحكومة السوريّة، الأمر الذي أدى حالة إحباط وشعور بالخذلان لدى المعارضة السورية، وانشقاق واضحٍ بين الرؤى، بين مدافعين عن موقف الحكومة التركيّة، ومنتقديها على أنها تخلت عنهم.
وخلال مؤتمر صحفي مع وزير خارجية لاتفيا، إدغار رينكيفيكس، عُقد أمس الثلاثاء في أنقرة. جدد وزير الخارجية التركيّ مولود جاويش أوغلو، تأكيده على مضمون تصريحه والدعوة إلى التصالح بين المعارضة والنظام السوري وهدد بكسر الأيادي التي تطال علم بلاده في إشارة إلى المظاهرات الأخيرة التي تم خلالها حرق العلم التركيّ.
وكان وزير الداخلية التركيّ سليمان صويلو قد صرح في وقت سابقٍ أنّه تم خلال عملية أمنيّة اعتقال شخصين قاما بإحراق العلم التركيّ، وأنّ عملية الملاحقة مستمرة. كما تمّ اعتقال ستة سوريين في مدينة جرابلس أيضاً.
أثارت تصريحات وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، حول ضرورة مصالحة المعارضة السورية مع النظام بطريقة ما، الكثير من التساؤلات حول مستقبل اللاجئين السوريين في تركيا، لكن السؤال الأبرز يتعلق بمستقبل المنطقة الآمنة التي تعمل تركيا على إنشائها في شمالي سوريا.
وفي السياق نفسه أكد دولت بهجلي زعيم حزب الحركة القوميّة مضمون تصريح وزير الخارجية التركيّة أيضاً. وقال “الكلمات البنّاءة والواقعيّة لوزير خارجيتنا حول إحلال السلام بين المعارضة السوريّة ونظام الأسد هي متنفّس قوي للبحث عن حلٍّ دائم، ولا ينبغي لأحدٍ أن ينزعج من ذلك”.
مستقبل الميليشيات العسكرية
أولى الأسئلة المطروحة بعد التصريحات التركيّة تتعلق بمستقبل مسلحي الميليشيات، وحاضنتهم والمستوطنين في المناطق المحتلة وبخاصة عفرين، وهذا ما خلق حالة الارتباك والقلق، وجاءت تصريحات الائتلاف وما يسمى الحكومة المؤقتة موازية للتصريحات التركيّة، فيما انقسم متزعمو الميليشيات، ما بين من أيّد التصريحات التركية ومن حاول ركوب موجة التظاهر. وبالمجمل لا يمكن التنبؤ بمصير المسلحين مع انطلاق المسار التصالحي على المستوى السياسيّ، لأن التواصل مع المستوى الاستخباراتي تم تأكيده عبر لقاءات سابقة.
التوجه العام السائد يتمحور حول فكرة أن مواقف أنقرة تنطلق أساساً من مصالحها وليس مصالح السوريين، ومع احتمال رفع يدها عن الميليشيات فإن مصيرها سيكون في مهب الريح، وهذه المخاوف دفعت بعشرات المسلحين للتوجه إلى الجدار الحدوديّ في قرية شاديا بناحية راجو للهرب إلى الأراضي التركيّة، وسط اعتقاد أنّ الحكومةَ التركيّة عقدت صفقة على حسابهم متجاهلة مصيرهم.
مسارُ تصالحيّ صعب وعمل عسكري مستبعد
يمر التحالف الحاكم في أنقرة مرحلة عصيبة، وكان ذلك سبب التهديد بعمليةٍ عسكريّةٍ جديدةٍ، لتقديمه إنجازاً في سياق السباق الانتخابيّ، ولكن مع انسداد سبيل للحصول على موافقة بعمل عسكريّ، والضغط الروسيّ، لم يبقَ أمام التحالف الحاكم إلا الرضوخُ للمطلبِ الروسيّ، ومحاولة انتزاع الملفات الخلافية الأساسيّة من يد المعارضة التركية وفي مقدمها ملف اللاجئين السوريين والتصالح مع دمشق.
وإذا كان المسار التصالحيّ مستبعداً، فإنّ العمل العسكريّ مستبعدٌ أيضاً، وصرح وزير الداخلية التركيّ سليمان صويلو مساء أمس الثلاثاء 17/8/2022، أنّه “لا توجد عملية في سوريا، سيكون هناك تحذير صغير”.
وجاء تصريح الوزير التركي بعد نداءات في مساجد قرقميش ــ عينتاب تعلن عن بدء عمليةٍ عسكريّةٍ تركيّةٍ على مناطق بشمال شرق سوريا، وقال محافظ غازي عينتاب داوود غول: “النداءات التي صدرت في مساجد قرقميش تجاوزت الغرض منها، ولا يوجد حظر تجول، وما إلى ذلك، ولا يوجد أي موقف خارج عن المعتاد”.
وعلق صويلو للصحفيين، على تلك النداءات بالقول “الإعلان تجاوز الغرض منه”. كما تداولت صفحات التواصل مقاطع مصورة عن هجوم لمدنيين على مخفر حدوديّ تركي، وقال الناطق الإعلامي لقسد بأن المقطع مفبرك وأن المشاهد قديمة وهي ليست لأيّ منطقة في شمال وشرق سوريا.