نوفمبر 08. 2024

أخبار

قرية خرابي سماق … مهجّرة بالكامل ويحتلها مستوطنون رُعاة أغلبهم من التركمان

عفرين بوست _ خاص

يواصل الاحتلال التركي والميليشيات الإسلامية التابعة له، استباحة العديد من قرى إقليم عفرين الكُردي التابع للإدارة الذاتية سابقا وتمنع سكانها من العودة إليها.

في سلسلة تغطياتها وتقارير عن القرى المنكوبة في الاقليم تتوقف ” عفرين بوست” في هذه المحطة على ما آلت إليها أوضاع قرية خرابي سماق/ خربة سماق بعد نحو عام من الاحتلال والاستباحة.

خرابي سماق في سطور

مزرعة صغيرة تتبع لناحية راجو و تقع على الجانب الغربي لوادي ساري سين، ويحدها شمالاً خراب مجيد، وجنوباً عين بطمان، وشرقاً سلسلة جبلية وقرية /هوبكانلي/، وغرباً سهل العمق و /تل كشور/.

والقرية موقع سكن قديم، تكثر فيه شجيرة السماق، وتحيط بها غابات حرجية كثيفة.

وتتألف القرية مما يقارب عشرون منزلا حجريا وهناك بعض المساكن القديمة والتي تسمى زنج Zincوهي بيوت حجرية وأسقفها تبنى بالقش، وبنيت القرية على يد عائلات تنحدر من قرية حسن “علكلار” ومن قرية كمرشي” هوري” وتشتهر القرية بتربية المواشي.

احتلت القرية في 15/2/2019 من قبل الميليشيات الإسلامية مدعومة بجيش الاحتلال التركي وذلك عقب معارك مع المقاتلين والمقاتلات الكُرد وتقع حاليا ضمن نظاف سيطرة ميليشيا “الفرقة التاسعة” الإسلامية التي تتخذ من منزل المواطن “وليد علي هورو” مقرا عسكريا لها.

خرابي سماق بعد الاحتلال

ما أن بدأ العدوان التركي في الـ 20 من شهر كانون الثاني 2018 على إقليم عفرين، حتى تحولت القرية إلى خط المواجهات العسكرية كونها قرية حدوديةـ وأدى القصف العشوائي التركي إلى تهجير سكانها منذ الأيام الأولى للعدوان.

بعد أن وقعت تحت الاحتلال تعرضت منازل القرية إلى النهب الواسع على يد الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي التي لم تبقي في القرية شيئا.

أما عن وضعها الحالي، أفاد مُراسل “عفرين بوست” في ريف الإقليم أنه لم يعد حتى تاريخ اليوم أي من سكانها الأصليين إلى ديارهم وأغلبهم يعيشون حاليا في مناطق الشهباء كمهجرين قسريين مثلهم مثل عشرات الآلاف من مواطني الإقليم.

وأضاف المُراسل أن عائلة واحدة من سكان القرية تقطن في قرية “سوركي” المجاورة، كما أنه هناك عائلتين تقطنان حاليا في قرية “حسن”.

وأكد المُراسل أن المستوطنين القادمين من أرياف حماه وإدلب وحلب يحتلون كل منازل القرية وتتصرف بممتلكات مهجّري القرية بالكامل، كما قاموا بنصب مخيم في جوار القرية ويتألف من 50 خيمة كونهم رعاة ولديهم الآلاف من رؤوس الماشية.

وأشار المُراسل إلى أن أغلب الرُعاة المستوطنين ذوو أصول تركمانية، حيث يعمد الاحتلال التركي على توطين التركمان في الشريط الحدودي على غرار الحزام العربي الذي أنشأ في إقليم الجزيرة في ستينات القرن الماضي.

وكان مسلحو ميليشيا “الفرقة التاسعة” الإسلامية، أقدموا في الشهر التاسع من عام 2018 على إضرام النيران في الغابات الحراجية في الجبال المقابلة لقرية خربة سماق والتي امتدت الحرائق حقول الزيتون الواقعة بين تلك الجبال، مسببة أضرار جسيمة في البيئة وممتلكات المواطنين.

والتهمت النيران مساحات واسعة من الأحراش المحيطة بقرى هوبكا وخربة سماق وشاديا في ناحية راجو، وكذلك تسببت في احتراق المئات من أشجار الزيتون في الحقول الواقعة في وادي ساريسين وخاصة في محيط ﻣﻘﻠﻊ ﺣﺞ ﺭﺷﻴﺪ.

ويُشار إلى أن الاحتلال التركي يعمدُ إلى عدم توفير الأمن والاستقرار في الإقليم ويشيع الفوضى والفلتان الأمني بهدف الضغط على من تبقى من السكان الكُرد وتهجيرهم ومن جهة أخرى يغلق دروب العودة أما المهجرين لإحداث التغيير الديموغرافي الشامل وإبادة الكُرد في الإقليم الكُردي.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons