ديسمبر 23. 2024

فصل معلمة في أعزاز بسبب فيديو تيك توك وحملة تشهير مركّزة ضدها

عفرين بوست ــ متابعة

أصدرت مديرية التربية والتعليم التابعة للاحتلال التركيّ في مدينة أعزاز المحتلة، اليوم الأحد، قراراً يقضي بفصل المعلمة “هنادي عثمان” عن العمل في مدرسة علي بن أبي طالب الابتدائية في المدينة، مبررة القرار بأنه استناداً لمقطع نشرته على موقع تيك توك.

وفي الواقع جاءت العقوبة بعد حملة تشهير وإساءة كبيرة للمعلمة، لتستجيب معها مديرية التربية بإصدار قرار الفصل. والتي تخشى أن يطالها الانتقاد فيما لو اكتفت بإجراء إداريّ من قبيل الإنذار.

حملة التشهير لم تقتصر على رواد صفحات التواصل الاجتماعي، فقد نشرت العديد من المواقع الإخباريّة مقطع التيك تيك وأسأت إلى المعلمة ووصفت المقطع بصورة مبالغ فيه، من قبيل بأنها مسيئة للعملية التعليمية، وقلة الادب والفساد الأخلاقي.

المقطع الذي صوّرته “عثمان” فيما لو صحّ أنها هي من صورته، يبدو داخل قاعة صف بمدرسة لا يحتوي صوراً خادشة للحياء وتظهِر فيه قدماها فقط مع خلفية لمقطع أغنية باللغتين العربية والتركية، وتجاوز معلّقون الحدود لتهديدها، باسم الأخلاق والحرص على عملية التربية والتعليم.

مواقع التواصل عادت لنشر قرار الفصل مع التهليل والترحيب به، والإساءة مجدداً، دون اعتبار للتداعيات المحتملة لهذه الإساءة على حياة المعلمة نفسها، ومكانتها الاجتماعية. وقد أراد البعض استغلال الحادثة لتوجيه رسائل مباشرة إلى عموم النساء لتخويفهن وقمعهن، وجعلوا المعلمة هنادي نموذجاً. ولتعكس الحادثة واحدة من حالات كثيرة للتنمر الذكوريّ والإساءة الأخلاقية، ومعاملتها في المجتمع المحافظ والمتشدد.

زميلات المعلمة هنادي في المدرسة نفسها، أشدن بكفاءتها في العمل واهتمامها بعملها والتزامها المهني، إلا أنّ انتشار المقطع وحملة التعليقات دفعت إلى اتخاذ هذا القرار، رغم أن الخطأ المرتكب لا يتعلق مباشرة بتقصيرها المهنيّ.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons