عفرين بوست – خاص
تواصل جماعة “الأحباب” الإسلامية المتطرفة نشاطها الدعوي الإكراهي في مدينة عفرين المحتلة، وتغري الفتيات الصغيرات في المدارس على ارتياد الدروس الدينية وتشجعهنّ على لبس النقاب.
ووفقاً لمصادر خاصة لـ “عفرين بوست”، تقوم مجموعات من جماعة “الأحباب” بجولات على الأحياء داخل مدينة عفرين وتطرق الأبواب وتوزّع مناشير وكتيبات تشجّع النساء على ارتداء اللباس الشرعي.
كما تزور المدارس وتوزّعها على الطالبات والتلميذات وتشجّعهنّ على ارتياد حلقات العلم في الجوامع بحجة تعليم دروس التقوية في الديانة الإسلامية وفق منهجهم السلفي المتطرف، وتركّز اهتمامها على الفتيات الصغيرات اللواتي بأعمار تسع وعشر سنوات، وتحببهنّ بالحجاب والنقاب.
بالإضافة إلى أن كتاب الديانة الإسلامية في المنهاج المدرسي يحوي دروساً حول الحجاب الشرعي على أنه طاعة لله واستجابة لأمره، واعتبار ما خالف ذلك هو كُفر ويمنع عليهن التشبّه بالكافرات في دعوة صريحة للتطرّف والعداء لغير المسلمين وغير المتذمتين والتحريض ضدهم على حساب انحسار الأفكار الداعية لنبذ العنصرية والدعوة للعيش بسلام ووئام بين مختلف مكونات المجتمع.
وبدأت تنتشر هذه الجماعة في إقليم عفرين منذ مطلع عام 2021، حيث لوحظ ظهور نسوة منقبات في شوارع المدينة تحت مسمى “حبيبات الله”، ويترددن على المحال التجارية التي تديرها النساء، ويعملن على نشر أفكار متطرفة بينهنّ. ومن ثم وسعت نشاطها إلى القرى الكردية الإيزيدية وأجبرتهم على نطق الشهادتين ودخول الدين الإسلامي، وكانت مجموعة مستوطنين يتجولون على المحال التجارية ويجبرونهم على ارتياد الجوامع.
ويأتي ذلك في سياق تشجيع الاحتلال التركي للدورات الدينية استكمالاً لسياسته الطائفية، حيث افتتح عدداً من المعاهد والهيئات الدينية، منها “معهد الفتح المبين” و مدرسة الإمام الخطيب “باشا كاراجا”.
من هم جماعة “الأحباب” السلفية
يعود تأسيس جماعة “الأحباب” أو كما تُعرف أيضاً بجماعة التبليغ والدعوة، إلى المدعو “محمد إلياس الكاندهلوي” في الهند عام 1926م، وتنتشر الآن في معظم البلاد العربية والإسلامية، تقوم الجماعة بأمرين أساسين الأول هو تبليغ من لم تبلغه الدعوة الإسلامية، ومحاولة إدخاله للإسلام، والثاني هو وعظ المتساهلين من المسلمين إلى الصلاة بوصفها عماد الدين، ثم يخرجون بهم للدعوة أياماً ليروا صورة من صور إيمانهم والمحبة بينهم.
لا تعتبر جماعة الأحباب من الجماعات القليلة عدداً فأعدادهم بالملايين على مستوى العالم إلا أن ليس لها ناطق رسمي ولا ممثل أو مخاطَب معتمد.
ووفق مرصد الشمال السوري؛ انتشرت بأعداد كبيرة في معظم المناطق السورية ولا سيما في محافظتي حلب وحماة في الستينات من القرن الماضي، وعندما اندلعت الحرب السورية حاولت أن تقف على الحياد، وكان لها مركزاً كبيراً في مدينة الباب يسمى مركز “سلمان الفارسي” يضم آلاف الشباب من إدلب حتى الميادين في محافظة دير الزور.
كما لا يلتقي فكرها مع فكر تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” وتم إقصاؤها على يد “داعش” في مناطق تواجدها في أرياف حلب والرقة وحماة، إلا أن عدداً منهم التحق بالتنظيم وباقي ميليشيات “الجيش الحر” ومن ثم “الجيش الوطني”.
وحصلت الجماعة على إذن رسمي من الاستخبارات التركية في مدينة قباسين بمنطقة الباب المحتلة لممارسة نشاطها من بعد سيطرة الاحتلال التركي عليها في 27 فبراير 2017 بعد معارك عنيفة مع تنظيم “داعش”.
ويعتمد أسلوبها في نشر تعاليم الدين الإسلامي على الخروج إلى الناس في بيوتهم وفي الأسواق والقرى لأنهم يرون أن الدعوة على المنابر لا تنفع بسبب اقتصارها على الحاضرين في المسجد.
واليوم لا توجد إحصائية دقيقة لعددهم في الشمال السوري لكن يُقّدر عددهم بـ 12 ألف شخص وفقاً لبعض المتابعين.