عفرين بوست ــ خاص
رغم صغر قرية عشونة إلا أنها تعرضت لحجم كبيرٍ من الانتهاكات والتجاوزات على أهلها وترابها وأشجارها ومواسمها.
قرية عشونةــ عشانلي Gundî ‘Eeşûnê اسم علم مؤنث، يُقال إنّه يعود لأول امرأة سكنت القرية، وكنت تنحدر من قرية شيخ Gundî Şêx على جبل هاوار، وكانت شقيقة شيخ إيحمو مؤسس قرية “شيخ”.
عشونه قرية صغيرة تقع جنوب غرب بلدة بلبله على بعد 21 كم، وتعتلي سفح مرتفع كلسيّ، تنحدر منه المسيلات نحو وادي جرقا الذي يمرُّ من غربها يحدها شمالاً على بعد 500م قرية “صاغر أوبه سي”، وجنوباً واد سيلي وسلسلة جبلية ومزرعة ” زفتك”، وغرباً واد سيلي وسد عشونة وقرية ” ديك أوبه سي” في أعلى مرتفع و”جتال قويو”، وشرقاً سلسلة جبلية عالية مزروعة بالأشجار الحراجية وقرية “خليلاك أوشاغي”.
تربة القرية غضارية لحقية، بُني بجانبها سدٌّ تخزينيّ لم يستثمر، بسببِ خلل بالدراسةِ الجيولوجيّة. فقد تشرّبت طبقات الأرض كميات هائلة من الماء خلال بضع ساعات، فسمحت الحكومة للمواطنين باستعادة أراضيهم في موقع السد.
يبلغ عدد بيوتها نحو 35 منزلاً، وعمرها حوالي 200عام، بيوتها القديمة حجريّة طينيّة ذات سقوف خشبيّة مستوية والحديثة إسمنتيّة تتوسع باتجاه الشمال الشرقيّ، تتوفر فيها شبكة كهرباء ومدرسة مشتركة، وفيها معصرة زيتون حديثة، تشرب القرية من الصهاريج التي تجمعُ فيها مياه الأمطار، يعملُ معظم سكانها بزراعة الزيتون والحبوب والكرمة بعلاً على مساحة 160 هكتار إلى جانب تربية الأغنام والماعز.
ضحايا على الطريق
خلال العدوان التركيّ على منطقة عفرين، وبعد احتلال مركز ناحية بلبل، اشتدّ القصفُ على القرى، واضطرتِ العوائل لمغادرة منازلها باتجاه مدينة عفرين، وفي 5 آذار 2018، غادرت عوائل من قرية عشونة. ولدى وصولها إلى مفرق قرية بربنه بناحية راجو استهدف القصف الجويّ سيارة صغيرة ما أسفر عن استشهادِ المسنة أمينة محمد مصطفى 80 سنة ونوري جمعة، وأصيب معظم من كانوا على متن السيارة، وبينهم أطفال: جمعة حسين عبد القادر (7 سنوات)، محمد حسين عبد القادر سنة ونصف، فوزية محمد أمين (35 سنة)، فيدان حميد بكر (17 سنة)، هداية علي عمر (40 سنة)، دجلة أحمد بكر (26 سنة).
اعتقالات واختطاف
في 9/3/2021 اختطف مسلحو ميليشيا “السلطان مراد” المواطنين: محمد خليل عثمان من قرية كَاريه ومحمد سيدو كالو من قرية عَشونِه وأهانتهما، وأفرجت عنهما بعد أربعة أيام ودفع فدية /1500/ دولار لكل واحدٍ منهما.
في 12/2/2020، اعتقلت دوريّة من ميليشيا “الشرطة المدنيّة” المواطنين: حسين عارف عبد القادر وقادر شيخو عبدالقادر بتهمة التعامل مع الإدارة الذاتية، ونُقلا إلى سجن معراته المركزيّ
في 11/10/2019 اعتقل عناصر ميليشيا “الشرطة العسكريّة” أربعة مواطنين من قرية “عشونة” بتهمة التعامل مع الإدارة الذاتيّة سابقاً. وهم: حسن عارف، رودين عمر، عبد القادر بريم، شاهين حسن.
9/10/2019 اعتقال مواطنين حسن آلو (62 سنة) ونجله شاهين، رودين معمو مسكيليه بذريعة واجب الدفاع الذاتي”. من قرية عشونة، و (سيدو إسماعيل إسماعيل) من قرية زفنكه- ناحية بلبل، بعد تفتيش منازلهم، من قبل “الشرطة العسكريّة” والاستخبارات التركيّة.
تهمة ملفقة وابتزاز
في 21/5/2019 أقدم مسلحون من جماعة المدعو “الدكتور” على وضع ثلاث قطع سلاح في مغارة قرب جسم سد عشونة الواقع بين قريتي “عشونة” و”زفنكي”، واتهموا أهالي قرية عشونة بأنهم يتعاونون مع مقاتلين من وحدات حماية الشعب، وطالبوا لقاء حل الموضوع بمبلغ مليون ليرة سورية. وبعد تفاوض أهالي القرية مع المسلحين لإنهاء التهمة المُلفقة، تم الاتفاق بأن تدفع كل عائلة تنكة زيت زيتون والتي بلغت 33 تنكة بما يعادل ألف دولار.
“الدكتور” وأبو عثمان
هو متزعم في ميليشيا “السلطان مراد”، ينحدر من أصول تركمانيّة، وتتمركز جماعته في قرية “بركاشي”، وتمارس كلّ أنواع الانتهاكات والتضييق بحق أهالي القرى المحيطة.
المدعو “أبو عثمان” هو المسؤول الاقتصادي في ميليشيا “السلطان مراد” وهو من تركمان حمص ويتخذ من منزل المواطن الكردي المهجر (عفدي معم كوريه) في قرية “كاريه/صاغر اوباسي” مقراً له، ويستولي منذ احتلال إقليم عفرين، على 146 ألف شجرة زيتون، تتوزع على عدد كبير من الحقول في قرى ناحية بلبله، ويشرف منه على عمليات سرقة المحاصيل والأحطاب في الحقول العائدة للمهجرين، وذلك في قرى: (كاريه – عشونة – زفنكي – قوطا – خليلاكا – عبلا – بركاشيه). ولا يعترف المدعو “أبو عثمان” بالوكالات الصادرة عن مجلس بلبل المحلي التابع للاحتلال التركي، والتي تخول الأهالي من إدارة أملاك وحقول أقربائهم المهجرين قسراً.
انتهاكات واستيلاء وسرقة المواسم
في مايو 2022 تم رصد عدد من عمليات الاعتداء على الملكيات الخاصة للأهالي، بينها قيام مستوطنين في قريتي زفنكة وعشونة برعي أغنامهم بين كروم العنب إلى جانب جني وسرقة أوراق العنب رغم الشكاوى المقدمة للميليشيات المسيطرة على القريتين (فرقة السلطان مراد).
في 29/6/2021 عمل مسلحون على مدى أربع أيام على سرقة الأكبال الكهربائية في قرى زفنكة وعشونة وديكيه وقيسم.
في مايو 2020 فرض المدعو “أبو كاسم” المنحدر من قرية الحجيرة، وهو مسلح في ميليشيا “فيلق الشام” على كل سيارة محملة بورق العنب مبلغ 5000 ل.س.
في أبريل 2021 عرضت ميليشيا “السلطان مراد” الأراضي الواقعة ضمن حرم سد عشونة للبيع بالمتر للمستوطنين بحجة أنّها “أملاك دولة”، وهي أراض خصبة وتصلح للزراعة وأغلبية تلك الأراضي الزراعيّة- بعضها تحوي كروما للعنب أو الزيتون، تعود ملكيتها لأهالي قرى ديكي وعشونة وزفنكي وكاريه، علماً أن الدولة أعادت الأراضي للأهالي بعد فشل مشروع السد.
وكان أهالي قريتي “عشونة وكَريه” يزرعون البساتين في أراضي السد الذي يجف أواسط الربيع، التي تعود ملكيتهم بالأصل لهم، وتجنبوا زراعتها في موسم صيف 2020، بسبب مطالبة ميليشيا “السلطان مراد” إتاوات باهظة عليهم (100-250 ألف ل.س) حسب مساحة الأرض المزروعة، لقاء السماح لهم بالزراعة.
في موسم العنب 2020، اضطر أصحاب كروم العنب في قرى ناحية راجو وأخرى محيطة بـ “سد عشونة” لنقل محصول ورق العنب إلى عفرين عبر الطريق الأبعد “كوتانا- ناحية شرا”، والاضطرار على حواجز مسلحة كثيرة ودفع إتاوات مختلفة.
9/11/2020 اعتدى المدعو “الدكتور” بالضرب المبرح والإهانات على ثلاثة شبان من قرية عشونة أمام معصرة قرية قوتا.
في 22/5/2019 اقتحم المدعو “الدكتور” على رأس مجموعة مسلحة قوامها خمسون فرداً، قرى “كاري/صاغر اوباسي” وكيلا وعشونة، وأطلقوا الرصاص فوق رؤوس الأهالي الكُرد والعمال الذين كانوا يجنون ورق العنب في منطقة “سد عشونة” وطردوهم من الحقول للاستيلاء على محاصيل الكروم في المنطقة، والبالغة نحو تسعة آلاف كرمة عنب.
في 25/5/2019 تعرّض كروم العنب العائدة لمواطنين (محمد شيخ بريم إيبش، محمد شيخو علو) قرية كيلا، (معمو مسكيله، نوري أحمد خوجة) قرية عشونة، (حنان طاهر، علي بطال، فوزي جعفر، علي جعفر) قرية كاريه، إلى حملات سرقة متكررة لورق العنب من قبل جماعة (الدكتور)، كما خرجت جموع من المسلحين بالسيارات على الطريق العام بين قريتي كيلا وعشونة لاستعراض القوة وترويع الأهالي وترديد شعارات مستفزة لهم.
وكانت تنسق جماعة “الدكتور” مع مسلحي “فيلق المجد” المسيطرة على قرية “زركا/زركانلي” لتنفيذ أعمال السطو المسلح على موسم ورق العنب، وكانوا يجلبون كل يوم نحو 20 مستوطناً لقطف ورق العنب من الكروم، وبحال تصادف قدوم أصحاب الكروم، يطردونهم بالقوة.
28/11/2019 أقدم المستوطن “عبد العزيز عثمان محمد” من أهالي منطقة الباب تاجر ضامن لأشجار الزيتون في قريتي قوطان وعشونة وما يحيطها من الحقول بتواطؤ من مسلحي ميليشيا “السلطان مراد” وبخاصة المدعو “الدكتور” بقطعِ آلافِ أشجار الزيتون بعد جني ثمارها.
تنمر واعتداء
في 10/5/2022 اعتدى مستوطنان شقيقان (ع. ر – ب.ر)، من تركمان ريف حمص، وهما نجلا أحد مسلحي ميليشيات “فرقة السلطان مراد” السيطرة على قرة عشونة، وضرب المواطن الكردي “محمد سيدة محمد” (40 سنة) بالعصي بسببِ منعه لهما من رعي الأبقار وسط كروم العنب، ما يسبب بأضرار لموسم ورق العنب مصدر الدخل، ما تسبب بكسور في رأسه.
سطو مسلح
يوم 17/2/2019 اقتحمت مجموعة مسلحة من ميليشيا “السلطان مراد” بقيادة المدعو “أبو عجاج”، الساعة الثانية والنصف فجرا منزل المواطن الكُردي المسن حسين عبدو منان (72 سنة) الملقب بـ «حسيني توسن» في قرية عشونة وأقدمت على خلع سرواله وتكميم رأسه به، ومن ثم قامت المجموعة المسلحة بتقييد أطرافه وانهالت عليه بالضرب والتعذيب بهدف الكشف عن مكان نقوده، وسلبت منه مبلغ “10 آلاف ليرة سورية، بالإضافة إلى اسطوانتي غاز وأدوات مطبخ ولاذوا بالفرار.
اعتقال سيدة كُردية احتجت على وزن الخبز
في 8/12/2019 اختطف أن مسلحون من “جماعة الأوسو”، المواطنة الكُردية “خالدة علي (45 سنة) بعد اعتراضها على وزن ربطة الخبز أمام كوة فرن “الحمادة” بحي الأشرفية الذي يحميه مسلحو الميليشيا، وسلموها لميليشيا “الشرطة العسكرية” التي حولتها إلى مركزها بتهمة ملفقة هي العلاقة بالتفجير الذي ضرب شارع السياسيّة وسط مدينة عفرين.
المصادر:
– عفرين بوست
ــ تقارير حزب الوحدة الكردي (يكيتي) الأسبوعية
ـ كتاب عفرين… نهرها وروابيها الخضراء