ديسمبر 23. 2024

قوات الاحتلال التركيّ تخلي قاعدة عسكرية ثالثة في عفرين المحتلة

عفرين بوست ــ خاص

أخلى جيش الاحتلال التركيّ الجمعة 22/4/2022 القاعدة العسكريّة الكائنة في قرية جيه/ الجبلية – بناحية راجو، من كافة التجهيزات والآليات العسكريّة والجنود، فيما لم تعرف الجهة التي قصدتها القوات، لتكون ثالث قاعدة عسكريّة يتم إخلاؤها.

فقد بدأ الاحتلال التركيّ منتصف مارس الماضي بإخلاء قاعدته في قرية تلف – ناحية جنديرس، وسحب السلاح الثقيل والمعدات العسكريّة منها، ولم يتبقَ فيها سوى بضعة جنود أتراك لا زالوا متمركزين في القرية. وتزامنت العملية مع عملية إخلاء أخرى للقاعدة العسكريّة في قرية كاخريه، واستكمل انسحابه من القاعدتين لاحقاً.

لا تتوفر معلومات حول نوايا القوات التركيّة، ويبدو أنّها بصدد عملية إعادة انتشار بالمنطقة، إذ لم ترد معلومات تفيد بانسحاب قواتٍ باتجاه الأراضي التركيّة. وإذ لا تتضح المعلومات حول مجريات الإخلاء وطبيعتها، إلا أنّه يمكن التوقف لدى توقيتها.

بالمجمل الوجود التركيّ في منطقة عفرين مرتبطٌ مباشرةً بالتوافق مع الجانب الروسيّ، وكان انسحاب الشرطة العسكريّة الروسية من قاعدة كفرجنة توقيتاً لبدء العدوان التركيّ على عفرين في 20/1/2018، ولذلك فإنّ أيّ متغيّر في العلاقة بين موسكو وأنقرة، وبخاصة بعد الحرب في أوكرانيا، يحتملُ أنّ تكون له تداعياتٌ على مستقبلِ وجودِ القواتِ التركيّة في سوريا بشكلٍ عام.

ليلة الجمعة الماضي 22 أبريل سادت حالة من الهلع والذعر في مدينة عفرين، وأطفئت الأنوار في القواعد العسكريّة التركيّة، بالتزامن مع غاراتٍ جوية روسيّة وسماع صوت انفجارات ضخمة، وتبين لاحقاً أنّه ما من موقعٍ عسكريّ تم استهدافه في عفرين.

تدرك أنقرة جيداً هشاشة البنية الإداريّة والتنظيميّة لما سمّته “الجيش الوطنيّ” وأنّه تجميعٌ ميليشياويّ لمسلحين يمكن زجّهم في أيّ ميدانٍ مقابل الكسب الماديّ، وقد تم ذلك في ليبيا وأذربيجان، ولذلك لا يمكنها التعويل عليه في بقائها بعفرين، إلا أنّها تستندُ إلى ولائهم وفق اعتبارين: الأول هو القوميّ بالنسبة للتركمان، والثاني هو الدينيّ بالنسبة للإخوان المسلمين، إلا أنّ أنقرة مضطرة في المرحلة الحالية لتخفيف سطوة الإخوان لصالح استعادة علاقاتها السياسيّة مع دول الجوار وتبنّي منهجٍ تصالحيّ معها.

إعلان وزير الخارجية التركيّ “مولود جاويش أوغلو” إغلاق المجال الجويّ التركيّ أمام الطائرات الروسيّة العسكريّة المتجهة إلى سوريا، انسجاماً مع قرارٍ أوروبيّ سابق بنفسِ السياقِ سيكون له تداعياته على علاقة التنسيق الروسيّة ــ التركية في سوريا.

عودة العمليات العسكريّة النوعية والموجعة لقوات تحرير عفرين بعد فترة من الهدوء النسبيّ، هو ما تحسب له أنقرة، ذلك لأنّ هذه العمليات لا يمكن التكهن بتوقيتها أو مكانها وحجم الخسائر بسببها، وآخرها مقتل 10 عناصر من الشرطة التركيّة الخاصة وإصابة 6 آخرين باستهداف مدرعة عسكريّة في مارع وعربة عسكريّة في مدينة الباب مساء الجمعة 22/4/2022. ومعلومٌ أنّ أنقرة غير مستعدة لتحمل الخسائر البشريّة لجنودها، في وقتٍ ترتفع فيه الأصوات المعارضة الداعية إلى تبني نهجٍ تصالحي مع سوريا وإنهاء وجود اللاجئين السوريين في تركيا في توقيت اقتصاديّ وانتخابيّ عصيبٍ.      

تجربة إخلاء القواعد العسكريّة التركيّة جرت في إدلب، فقد اضطرت قوات الاحتلال التركي لإخلاء العديد من القواعد شمالي حماه وجنوبي إدلب، وإعادة الانتشار شمالاً لتكون أقرب لمناطق سيطرة “هيئة تحرير الشام”!

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons