عفرين بوست ــ خاص
يعود تاريخ قرية موساكا إلى أربعة قرون ماضية، وأولى العوائل الكرديّة التي سكنت القرية، علي قره، مسته أوسب، دريجي، قنبر، مسته خادي.
تتبع قرية موساكا إداريّاً لناحية راجو وتبعد عن مركزها مسافة 2 كم، وتضم نحو 200 منزل، وكان عدد سكانها، /1100/ نسمة سكّان كُـرد أصليين، نزحوا منها إبّان العدوان عليها، وعاد منهم 68 عائلة (225 نسمة)، والبقية هُجّروا قسراً، وتم توطين حوالي 102 عائلة (650 نسمة) من المستقدمين فيها.
العدوان والاحتلال
صباح الجمعة 2/2/2018 تعرضت قريتا بيسكا وموساكا للقصف تلاه قصف مدفعيّ، وتجدد القصف على مدى أسبوع اعتباراً من يوم 6/2/2018، وسقطت فيه أكثر من 30 قذيفة على محور قرية موساكا وصولاً إلى مدخل بلدة راجو، وأسفر ذلك عن أضرار منازل المدنيين. ودارت اشتباكات عنيفة في محيط القرية يومي 2و3/3/2018، واُستهدفت أبراج الاتصالات في 6/3/2018.
تم تدمير منزل “المرحوم “حسين موسى يوسف” بشكلٍ كلي بالقصف، وتدمير خزان مياه الشرب الرئيسي.
تُسيطر على القرية ميليشيا “الفرقة التاسعة”، التي اتخذت منزل “نظمي عارف قره” مضافةً لها، وقد سرقت كافة محتويات منازل القرية عدا أربعة بشكل جزئي، عاد أصحابها مبكراً، من أثاث ومؤن وأواني نحاسية وأسطوانات الغاز والأدوات والتجهيزات الكهربائية وغيرها، وجرار زراعي لـ”الشهيد أحمد قوشو قره (بروسك)”، ومجموعة توليد كهربائية (أمبيرات) لـ”كريم قوشو” ومجموعتي توليد كهربائية صغيرتين، ومحوّلة وكوابل وبعض أعمدة شبكة الكهرباء العامة.
الاعتقالات والاختطاف
تعرّض أهالي قرية موساكا الباقون فيها لمختلف صنوف الانتهاكات والجرائم، من قتل واختطاف واعتقالات تعسفيّة وتعذيب وإهانات وابتزاز مادي وغيره، واختطف واعتقل العشرات منهم، فسجنوا لمدد مختلفة أو أُخفوا قسراً ودفعوا فدى وغرامات ماليّة.
في 28/3/2022، اعتقلت الاستخبارات التركية برفقة “الشرطة العسكرية” شقيقين مسنين من أهالي قرية موساكا، وهما: “حسين قره” (62 سنة) و”حسن قره” (55 سنة) بتهمة مشاركتهما بمراسيم تشييع الشهداء إبان فترة الإدارة الذاتيّة. كما اعتقلت المواطن “حسن محمد عماري” (45 سنة) من أهالي موساكا” المجاورة، بتهمة العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة.
في 13 آذار 2022 اعتقل عناصر “الشرطة العسكرية” التابعة للاحتلال التركيّ المواطن “خليل محمد رشيد” (40 سنة) من أهالي قرية موساكا بناحية راجو وزوجته “نازلية مصطفى”، لدى مرورهما من حاجز المحمودية على طريق راجو بمدخل مدينة عفرين الشمالي.
في 21/2/2021 اعتقلت الاستخبارات التركية المواطن الكرديّ “حميد قدرو محمد” من منزله في قرية موساكا، واقتيد إلى جهة مجهولة. وفي 10/2/2021 أقدمت “الشرطة العسكرية” على اعتقال المواطن الشاب “نضال علي حسين كولين” من القرية، بتهمة العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة.
في مطلع أيلول 2021 اعتقلت سلطات الاحتلال التركي /11/ موظفاً من العاملين في مياه الشرب لدى المجلس المحلي في راجو، بينهم المواطن “صلاح عثمان مصطفى” من أهالي قرية موساكا.
في نهاية تموز 2021، اعتقلت ميليشيا “الشرطة العسكريّة” الشاب الكردي “رامي عمر قاره” من أمام منزله بسبب ظهوره في مقطع مصور على مواقع التواصل الاجتماعيّ (فيسبوك) يتحدث عن الفوضى في مدينة عفرين المحتلة والانتهاكات الفلتان الأمنيّ، واقتيد إلى سجن ماراته/معراته.
في 1/9/2020 اعتقلت ميليشيا “الشرطة العسكرية” المواطن “نوري نظمي رشيد عكاش”، بتطويق منزله في مدينة عفرين، وتم اعتقاله واقتياده إلى جهة مجهولة. والمواطن نوري، لديه محل للمعجنات (الكعك) في دوار كاوا بمدينة عفرين المحتلة. وهو نجل المواطن نظمي عكاش المتوفى قهراً.
يوم 21/1/2019، مساءً أقدم مسلحو ميليشيا “أحرار الشرقية” التابعة للاحتلال التركي، على إعادة اختطاف عدد من المواطنين الكرد في قرية موساكا بعدما أفرجت عنهم قبل أسبوع مُقابل دفع فدية مالية لها مقدارها 150 ألف ليرة سورية لكل منهم. والمواطنون المختطفون هم: “نضال مصطفى، وأنور مسلم ومحمد مصطفى وكمال مصطفى وسعيد موسى وعمر”.
صبيحة 25/7/2019، تم اعتقال المواطن “مصطفى عمر كنعان” من قبل دورية جيش تركي، أثناء قيامه بسقاية بستانه قرب موقع “كوليه” أسفل القرية.
بتاريخ 27/10/2019 تم اعتقال المواطن “مصطفى محمد محمد” (عائلة درده) البالغ (45 سنة)، بعد تفتيش منزله وتعرضه للضرب والتعذيب.
كما تم اختطاف المواطن “أمين بن شيخ رسول عماري” (27 سنة) منذ أربعة أشهر، ولايزال مصيره مجهولاً، واعتقال “بشار بن كمال حسين مصطفى”، حيث اعتقل سابقاً بعض الرجال والنساء وتم الإفراج عنهم بعد دفع فدى أو غرامات مالية.
حكم بالسجن لسنة ونصف
في 10/2/2021 صباحاً داهم رتلٌ من العربات العسكريّة التابعة لسلطات الاحتلال التركي: (عربة بانزر تركيّة، وحافلة لميليشيا “الشرطة المدنية” وأربع سيارات تابعة للاستخبارات وسيارتان لميليشيا “الشرطة العسكرية”) القرية بحثاً عن عددٍ من الشبان الكرد، إلا أنّها لم تجد الأسماء المطلوبة في القرية، وانتقلت العربات نفسها إلى مدينة عفرين، واعتقلت الشاب “زكي علي صبري –خجونة” أثناء عمله في ورشة الخياطة العائدة له، واقتادته إلى جهة غير معروفة. وتواصلت ميليشيا “السلطان مراد” مع عائلة المواطن “زكي” وطالبتها بدفع ألفي دولار للإفراج عنه.
وفي 24/2/2022 ذكرت شبكة “عفرين بوست” أنّ محكمة الاحتلال التركيّ في أعزاز حكمت على المواطن “زكي علي صبري خجونة” بالسجن مدة سنة ونصف.
استشهاد تحت التعذيب
في 19/5/2021 أبلغت السلطات التركية في عفرين عائلة المواطن “مسعود يوسف يوسف” (42 سنة) باستلام جثمانه، وأبلغوهم بأنهم قطعوا أحد رجليه في وقت سابق دون تقديم أيّ تفسيراتٍ. وقد تم نقل المواطن “يوسف” بين عدة سجون، بما فيه سجن بمنطقة إصلاحية بولاية هاتاي/ اسكندرون، وحتى سجن الراعي سيء الصيت، ليستشهد تحت التعذيب، وقد تم اعتقاله بعد احتلال عفرين في مارس 2018. وتم تداول أخبار متضاربة حول مصيره.
الوفاة قهراً
وفي 24/5/2020 وقعت جريمة مروّعة أفضت إلى استشهاد المواطن الكُردي المسن “نظمي رشيد عكاش” (65 سنة)، نتيجة نوبة قلبية عقب مواجهته لمستوطنين في قريته، عندما اعترض “نظمي” على إفلات أغنام تعود للمستوطنين في حاكورته بجانب منزله، فتهجم عليه حوالي عشرة مستوطنين في القرية وتشاجروا معه، ما أدّى لإصابته بجلطة قلبيّة، أسعف إثرها إلى عفرين، لكنه استشهد أثناء اسعافه.
الإتاوات وقطع الأشجار
فرضت ميليشيا “الفرقة التاسعة” إتاوة 25% على انتاج مواسم الغائبين الموكّلين لأقرباء لهم وأخرى على مواسم الموجودين، وقامت بقطع جزئي لمئات أشجار الزيتون وفي الغابات الحراجية المحيطة بالقرية، بغاية التحطيب، علاوةً على اندلاع النار في الغابة المحيطة بالقرية في 24/12/2021.
وذكرت “عفرين بوست” في 26/1/2021 أنَّ مسلحين من ميليشيات الاحتلال التركي وذويهم من المستوطنين، قطعوا نحو 130 شجرة حراجية من نوع السنديان الرومي في المنطقة الواقعة بين قرية موساكا وبلدة ميدان أكبس، للاتجار بأحطابها، وتعدُّ شجرة السنديان الرومي أو العجمي من الأصناف الحراجية المهددة بالانقراض وتحظى بمكانة مهمة في التراث الثقافي لأهالي إقليم عفرين المحتل.
استيلاء على منزل
عدا المنازل المستولى عليها في القرية، ذكرت “عفرين بوست” في 16/2/2021، أنّ مسلحاً ينحدر من مدينة حمص ومنتمٍ لميليشيا “لواء المعتصم” باع منزل في الجمعية السكنية (مساكن الفيلات)، إضافة لمتجر موجود في المحضر ذاته، بمبلغ 3500 دولار أمريكي، لمستوطن ادلبي، علماً أن المنزل والمتجر تعود ملكيتهما للمواطن “محمد يوسف” من أهالي قرية موساكا.
البحث عن الآثار وسرقة جسر هره دره
وقامت ميليشيات الاحتلال التركي بحفر ونبش موقع مقبرة القرية “بارجوق- Barcoq” بالكامل وحتى بعض القبور، بحثاً عن الآثار والكنوز الدفينة وسرقتها، والذي يعتبر موقعاً تاريخياً مأهولاً مندثراً.
وتعرّض جسر هره دره/حشركِه- Heşargê لخط قطار الشرق السريع القريب من القرية لسرقة عوارضه ورصيفه الخشبيّ، من قبل مسلحي ميليشيا “الفرقة التاسعة”، وبقي هيكلاً، ويبلغ طول الجسر 450 م، وبدأ إنشاء السكة عام 1907، وسار القطار عليه لأول مرة عام 1912.
وصمة عار
يعد المدعو “علي محمد سينو” المقيم في ألمانيا، وصمة عار لقرية موساكا، فهو رجل الاستخبارات التركيّة، وآخر وظيفة اُسندت إليه أنّه رئيس ما يسمى “العشائر الكردية” في عفرين المحتلة، ليكون أداة في إطار الاحتلال التركيّ مع أدوار سابقة قام بها في خدمة الاحتلال التركيّ. وفي يوليو 2021، أسند للمدعو مهمة إنشاء كيانٍ سياسيّ باسم “تيار التجمع الوطنيّ لأحرار عفرين” ويضمُّ في عضويته نحو “25” شخصاً من المجلس الوطني الكرديّ ENKS، والغاية تذويب قضية عفرين، وزعم التيار السياسيّ الوليد أنّ مهمته تقديم المساعدة لأهالي عفرين، والهدف الأساسيّ منه أنّ يكون مشروعاً سياسيّاً لاستقطاب الكرد المهجرين في مناطق الشهباء وإفراغ مخيمات الشهباء
يُذكر أنّ المدعو “سينو” وُلد وترعرع في حي السكريّ بمدينةِ حلب في بيئة دينيّة متشددة (إخوانيّة).
مصادر المعلومات:
– المكتب الإعلامي لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا.
– عفرين بوست.