سبتمبر 20. 2024

أخبار

ملف || قرية حسن ديرا.. استعبادٌ للأهالي واستيلاء على الممتلكات وتغيير ديموغرافي طال أكثر من 60% من سكانها الأصليين

عفرين بوست

قرية حسن ديرا- Hesen Dêra، قرية متوسطة تقع عند أسفل السفح الشرقي لجبل هاوار، حيث الميل خفيف والتربة غضارية صالحة للزراعة والرعي، يفصلها عن الجبل وادي عشونة، حيث تكثر كهوف ورسوم منقوشة في الصخر وآثار مندثرة، ومسقط رأس الفنان الكردي محمد علي تجو.

الاسم

حسن ديرلي  أو دير حسن أو حسن ديرا؛ فالاسم حسن هو اسم أول شخص أقام في الموقع بالقرب من دير أثري فسميت القرية به وبالصفة الأثرية للمكان (دير).

الموقع

تتبع ناحية بلبله على بعد 17 كم باتجاه الجنوب الشرقي منها، يحدها شمالاً جبل هواري وقرية قوري كول، وجنوباً واد سيلي وسلسلة جبلية عالية وقرية شوربة أوغلي، وغرباً واد سيلي وجبل هواري وقرية شيخلر أوبة سي، وشرقاً وادي سيلي وقرية نازا أوشاغي.

السكان والنشاط العام

يبلغ عدد بيوتها حوالي 140 بيت وعمرها حوالي 400 عام، بيوتها القديمة حجرية طينية ذات سقوف خشبية مستوية والحديثة إسمنتية توسعت باتجاه الشرق، يعمل معظم سكانها بزراعة الزيتون والحبوب والبقول بعلا (150 هكتارا) إلى جانب تربية الأغنام والماعز، يشرب أهاليها من الصهاريج التي تجمع فيها مياه الأمطار، ولها مزرعتان (كازه /5/ منازل، باخاشيه /10/ منازل).

الاستيطان

بلغ عدد سكانها حوالي 800 نسمة من الكُـرد الأصليين، إلا أنه بقي منهم 35 عائلة أي نحو 125 نسمة، والبقية هُجِّروا قسراً، وتم توطين حوالي 105 عائلة بنحو 650 نسمة من المستقدمين فيها، عدا عن بعض الخيم في محيط القرية.

أثناء الغزو التركي

تعرضت القرية أثناء الغزو التركي على عفرين في يناير 2018 للقصف ما أدى لتدمير ثلاثة منازل في مزرعة “كازه” بشكلٍ جزئي بالقصف وواحد بانفجار لغم أرضي.

وأصيب أربعة مواطنين (رجلان وطفلان) بجروح متفاوتة أثناء مجزرة حي المحمودية في عفرين بتاريخ 16/3/2018م، حيث أصبح المواطن “رشيد منان عثمان” معاقاً من قدميه.

احتلال القرية

مع بداية احتلال القرية في مارس 2018 لم تسمح الميليشيات المسلحة بعودة الأهالي إليها، فاضطّروا للبقاء في قرية “شوربه” المجاورة حوالي أسبوعين، حيث سرقت ما تريد، وقامت مجموعة منها في ذاك الوقت باستدراج المواطن “س. ش” مع سيارته الجيب الحديثة إلى خارج القرية لتجبره على التخلي عنها، لكنه قاوم فتعرّض لإطلاق الرصاص وتمكن بسيارته الرجوع إلى ذويه فيما المجموعة لاذت بالفرار.

استولى الجيش التركي على مزرعة “كازه” العائدة لـ”عصمت شيخو وأشقائه و محمد حسن شيخو” واتخذها نقطة عسكرية.

انتهاكات “أحفاد الرسول”

سيطرت ميليشيا “أحفاد الرسول” التي يتزعمها المدعو “أبو جمعة” على القرية واستولت على حوالي /110/ منازل بما فيها من محتويات وحوالي /15/ محلاً تجارياً وورشات للخياطة، منها لـ”أنور شيخو، محمد رشيد شيخو، شعبان سيدو”، وعلى معصرة زيتون لـ”عصمت شيخو” ومدجنتين للفروج لـ”محمد حسن شيخو، منان عثمان علو” وتستخدم مبنييهما حالياً لتربية المواشي.

السرقات

سرقت ميليشيا “أحفاد الرسول” 75% من محتويات باقي المنازل، من مؤن وأواني نحاسية وأسطوانات الغاز وأدوات وتجهيزات كهربائية، ومحركات ديزل وبنزين ومولدات صغيرة ومجموعة توليد كهربائية للأمبيرات ومجموعتان كبيرتان لتوليد الكهرباء لتشغيل محطة ضخ مياه الشرب، وكذلك جرارين زراعيين وسيارة بك آب وسيارة تكسي ودراجتين ناريتين.

الاستيلاء على المحاصيل

واستولت على حوالي /6/ آلاف شجرة زيتون و /400/ شجرة تفاح وعنب، منها عائدة لـ”عصمت شيخو، عابدين هورو، حج حنان حمزة، سعيد حنان، منان علو”.

وفرضت أتاوى بنسبة /20-25%/ على مواسم الزيتون العائدة للمواطنين الغائبين الموكّلين لأقارب لهم، ونسبة من مردود معاصر الزيتون.

وقامت بقطع /140/ شجرة زيتون لـ”محمد حسن شيخو” و/20/ شجرة للمرحوم رمزي شيخو بشكلٍ جائر، وكامل أشجار السرو بمحيط معصرة الزيتون في مفرق القرية، وبشكلٍ كبير في غابات جبل هاوار المطلّة على القرية من الجهة الغربية، بغية التحطيب وصناعة الفحم والتجارة.

وهناك رعي جائر لقطعان المواشي بين حقول الزيتون والأراضي الزراعية، دون أن يجرؤا أحداً من الأهالي على منعه.

ففي أكتوبر 2019 قامت ميليشيا “فرقة الحمزة” بزعامة المدعو “طارق جورية”  تحت تهديد السلاح، بمنع مزارعي قرية “حسن ديرا” من التوجه إلى حقولهم لجني محاصيلهم من الزيتون، وجلبوا عمالاً من المستوطنين وقاموا بجني الحقول العائدة لأهالي القرية، حيث تم ملء شاحنتين بأكياس الزيتون وإرسالها إلى المعاصر، بغية عصرها لصالح المدعو “طارق جورية”.

وفي نوفمبر 2021 قام مستوطنون متمركزون في قرية حسنديرا بقطع نحو 20 شجرة زيتون بشكل عشوائي في الحقول العائدة للمواطنين (محمد حميد سيدو والمرحوم فوزي شيخو وشقيقته مياسة) بهدف بيع أحطابها.

اعتقالات وانتهاكات

تعرّض المتبقون من الأهالي لمختلف صنوف الانتهاكات، منها الاختطاف والاعتقال التعسفي والإهانات والتعذيب والابتزاز المادي وغيره، حيث اعتقل المواطن “فرات محمود إبراهيم- مواليد 1993م” وأخفي قسراً في سجن الراعي منذ 28/3/ 2018م وبعد حوالي ثلاثة أعوام نُقل إلى سجن ماراته وأطلق سراحه.

وفي 21 سبتمبر 2020 أقدم مستوطنون على الاعتداء بالضرب على المواطن الكرُدي “بكر حسو” (في السبعينات من عمره) بسبب خروجه إلى سطح منزله بهدف تركيب ألواح الطاقة الشمسية، معتبرين الأمر كشفا على نسائهم.

كما قام المدعو “حياني” متزعم في ميليشيات “الجبهة الشامية” في نوفمبر 2021 ببيع منزل “محمود خليل” من أهالي القرية إلى أحد المستوطنين وبمبلغ 1400 دولار أمريكي، ويقع المنزل في حي المحمودية – عفرين.

وفي 31/8/2020 افتعل مسلحون من ميليشيا فيلق الشام في الغابات الحراجيّة في جبل هاوار شرق قرية آفراز التابعة لناحية ماباتا وامتدت النيران امتدت إلى قرى (حسن ديرا، شوربة، سيمالكا، آفرازة) واستمرت أكثر من أربع أيام.

وفي بداية عام 2021 أقدمت ميليشيات الاحتلال التركي على اعتقال المواطن “محمد سفر رشو” من أهالي القرية، في مفرق مدينة إعزاز المحتلة، وذلك بتهمة العمل في غرفة الزراعة إبان عهد الإدارة الذاتية السابقة.

فرض السخرة

ووفقاً لمصادر “عفرين بوست” منعت الميليشيا بزعامة المدعو “أبو سليمان” في يوليو 2020 ما تبقى من سكان القرية بإقامة المناسبات الاجتماعية من حفلات خطوبة وأعراس وغيرها بشكل مختلط، ومنعت النساء من الظهور في ساحات القرية إلا بوضع الحجاب، كما استعبدت أيضاً رجال القرية، واستخدمتهم قسراً في القيام أعمال السخرة دون أي رادع ديني أو أخلاقي.

وكانت قد اختطفت المليشيا المواطن الكُردي “سليم سيدو خليل/30عاماً” من منزله بذريعة العثور على سلاح فردي بالقرب من منزله، وقادته إلى مقرها في القرية، ليقوم المسلحون بتعصيب عينه وتقييده بشكل كامل ومن ثم قاموا بضربه وتعذيبه بشكل جماعي، وكان السبب الحقيقي للاعتداء عليه هو رفضه للعمل في توسيع جامع القرية بدون أجر.

كما أجبرت الميليشيا رجال القرية على العمل مجاناً في حفر المواقع الأثرية في نطاق القرية، بحثاً عن الدفائن والكنوز الأثرية المزعومة.

المصادر:

– المكتب الإعلامي لحزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)

– عفرين بوست

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons