عرضت وسيلة إعلامية موالية للمليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي مقطعاً مُصوراً حول انتشار منظمة تركية متطرفة تسمى الذئاب الرمادية في إقليم عفرين الكُردي التابع للإدارة الذاتية سابقاً.
وقالت تلك الوسيلة التي تسمى “ستيب نيوز” أن الذئاب الرمادية الآن في عفرين من بوابة الايتام، وذلك في إشارة إلى ما سمي بافتتاح مركز “سليمان الحلبي” في قرية كوتانا\كوتانلي التابعة لناحية بلبلة\بلبل، حيث حضر الافتتاح منظمات تابعة للاحتلال التركي قادمة من تركيا، إلى جانب موالين لهم من المليشيات الإسلامية وانصارهم من المستوطنين.
ولم تشهد عفرين سابقاً افتتاح أي دار ايتام سوى دار نوبال للأيتام، والتي كانت معنية اساساً برعاية الأطفال القادمين من خارج عفرين غالباً، كون المجتمع العفريني يرفض ادخال اطفاله الى تلك المراكز، وعادة ما يتم تربية الاحفاد لدى ذويهم في حال تعرض ابويهم لمكروه.
ورفع الأطفال في المركز الذي يرعاه الاحتلال التركي، الأعلام التركية وشعار الذئاب الرمادية، في حين قال أحد المسؤولين عن المركز أن الأطفال سيتلقون تعليم القرآن واللغة التركية!
وأشارت الوسيلة أن المنظمة التركية (الذئاب الرمادية)، بدأت عملها بشكل كبير في سوريا عقب تنفيذ غزوتي درع الفرات وغصن الزيتون، اللتين جرى من خلالهما احتلال مناطق سورية عديدة كـ جرابلس واعزاز والباب ومارع، إضافة إلى إقليم عفرين الكُردي.
ونوهت الوسيلة أن “الذئاب الرمادية” تقدم الدعم بشكل كبير للتركمان، حيث عقد في التاسع والعشرين من يناير، اجتماع لمن سموا تركمان المنطقة الوسطى، الذين يحاول الاحتلال التركي توطينهم في عفرين. ورفع في الاجتماع علم خاص بالتركمان، كما رفع التركمان المشاركون في ذلك الاجتماع شعار “الذئاب الرمادية”، بينما كان أحد الحاضرين الاتراك من “حركة اليسوي” يتحدث في الجمع باللغة التركية ويزودهم بتوجهاته!
واتهمت الوسيلة بشكل مُبطن على صيغة سؤال المنظمة التركية بمحاولة غسل عقول الأطفال السوريين من صغرهم، وكأن المليشيات الإسلامية التي تعمل لدى الاحتلال التركي تتوقع من الأخير أنه يقوم بخدماته تلك، بشكل مجاني ولغايات واهداف إنسانية، دون وجود أي نوايا توسعية احتلالية!
ولا يعتبر رفع شعار “الذئاب الرمادية” جديداً من قبل المجالس والمليشيات التي تحتل عفرين، حيث استخدم مسلحون ذلك الشعار منذ الأيام الأولى للغزو التركي، ففي الخامس والعشرين من فبراير \ شباط من العام 2018، وأثناء الغزو التركي على عفرين، دنس مسلحو المليشيات التابعة لتركيا، رايةً كُردية وهي (العلم الرسمي المُعتمد في إقليم “كُردستان العراق”)، بعد أن سقطت في حوزتهم أثناء قيامهم باقتحام المنازل، وسلب ممتلكاتها بريف عفرين.
وقام مسلحو المليشيات أثناء تدنيسهم للراية الكُردية، بإطلاق صيحات التكبير، كما شكلوا بأياديهم شعار “الذئاب الرمادية”، وهو تنظيم قومي تُركي، يميني مُتطرف، تشكل في أواخر 1960، ويعتبر الذراع المسلح الغير الرسمي لحزب “الحركة القومية” المُتطرف، والذي يعارض أي تسوية سياسية مع الأكراد في تركيا.
وفي التاسع والعشرين من نوفمبر \ تشرين الثاني العام 2018، أظهرت صورة تداولها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مجموعة من المليشيات الإسلامية وأعضاء ما تسمى “مجالس الاحتلال”، وهم يقومون برفع إشارة الذئاب الرمادية أمام مركز مليشيا “الشرطة” في ناحية جنديرس. وتُظهر الصور عداء المليشيات للشعب الكردي، حيث تعمل تبعاً لأوامر المخابرات التركية لتنفيذ سياسات عنصرية تجاه الكُرد، ساعية لاستفزازهم وتهجيرهم.
وتركز “الذئاب الرمادية” في أفكارها على تفوق العرق والشعب التركي، كما تسعى لتوحيد الشعوب التركية في دولة واحدة تمتد من البلقان إلى آسيا الوسطى، مُستلهمين ذلك من تاريخ الدولة العثمانية التي جمعت تحت سلطتها الكثير من الولايات في آسيا وأوروبا وأفريقيا، كما يحاول هذا التنظيم المُتطرف دمج الهوية التركية والدين الإسلامي في توليفة واحدة، وهو خطاب مُهيمن في أطروحاتهم، إضافة إلى مُعاداة القوميات الأخرى كالكُرد واليونان والأرمن والعرب أو المجموعات الدينية الأخرى كالمسيحيين واليهود وغيرهم.