عفرين بوست – خاص
في الأول من فبراير الجاري مرّت الذكرى الثالثة لاستشهاد المواطن الكردي” سعيد رشيد مجيد”، إذ تم العثور على جثمانه مرمياً بين حقول الزيتون في محيط قرية حسيه/ ميركان بناحية موباتا/ معبطلي، بعد رحلة اختطاف امتدت لنحو ثلاثة أشهر على يد مسلحين من ميليشيا “فرقة الحمزة” التابعة لأنقرة.
كيف بدأت الجريمة ؟
في ليلة الحادي عشر من شهر نوفمبر 2019 وأثناء عودته من مدينة عفرين بسيارته إلى منزله في بلدة راجو، وذلك بعد استلامه حوّالة مالية (أكثر من 30 ألف دولار)، لاحقته سيارتين يستقلها مسلحون من ميليشيا “فرقة الحمزة” الذين قاموا باختطافه على مسافة قريبة من حاجز مفرق قرية بربني (كلي تيرا- وادي النشاب) – ناحية راجو واقتادوه إلى جهة مجهولة.
كعادة وكغيرها من العصابات التي تمتهن خطف المدنيين بهدف الابتزاز المالي، وبعد أيامٍ من اختطاف “سعيد” تواصل الخاطفون مع أحد أقربائه وطلبوا منه فدية مالية ضخمة (خمسمئة ألف دولار أمريكي) لقاء الإفراج عنه متحججين بأن سعيداً ينحدر من عائلة كبيرة وغنية.
إلا أنه وأمام ضخامة المبلغ واستحالة تأمينه حاول ذويه التفاوض مع المسلحين محاولين تخفيض الفدية إلى حدود المعقول والمتاح، لكنهم رفضوا ذلك وباتوا يقومون بتعذيبه وتصويره وإرسال المقاطع الصوتية والمرئية إلى أهله بهدف الضغط عليهم، حتى مضت أسابيع طويلة من الانقطاع، فتواصل المسلحون من جديد ومن رقم آخر وقاموا بتخفيض مبلغ الفدية إلى عشرين ألف دولار بشكل مفاجئ، فسارعت عائلة “سعيد” إلى التعاون فيما بينها وجمعت المبلغ المطلوب، وتم تحويله إلى أحد مكاتب التحويل في الداخل السوري على أن يتم إطلاق سراحه بعد ساعتين من التحول والاستلام، إلا أن الخاطفون قاموا بإغلاق خط الهاتف المستخدم نهائياً، وبعد ذلك بأربعة الأيام تم العثور على جثمان “سعيد” في محيط قرية حسيه/ميركان.
حسب مصادر “عفرين بوست” فإن الطبابة الشرعية التابعة للاحتلال التركي في مدينة عفرين قد حلّلت الجثة وقالت إن التاجر الكردي قد توفي قبل أربعين يوماً من تاريخ العثور عليه مقتولاً، ما يشير إلى أن الميليشيا كانت قد ارتكبت جريمتها وتواصل التفاوض مع ذويه لانتزاع ما يمكن من أموال قبل إلقاء جثمانه في البراري.
وكان قد استطاع المسلحون الذين استلموا الفدية المالية، من إقناع القائمين على مكتب التحويلات المالية بأن هذه الأموال مخصصة لشراء الأدوية ومساعدة للنازحين!
وأدّعت ميليشيات الاحتلال التركي أنها قبضت على شخص واحد اعترف بأنه منفّذ الجريمة رغم أن منقذي الجريمة كانوا شبكة كبيرة شاركت في الخطف والقتل حسبما ذكرت المصادر لـ “عفرين بوست”.
وأضافت المصادر أن الميليشيات جعلت أحد أفراد عائلة “سعيد” يلتقي بـ “القاتل ” في أحد السجون، إلا أن القاتل المزعوم روى له رواية متناقضة، حيث زعم ذلك الشخص أنه قتل “سعيد” ورمى جثته في أحد الأنهار، رغم أن جثمانه تم العثور عليه في محيط براري قرية حسيه!.