سبتمبر 21. 2024

أخبار

أبو عمشة الكيماوي.. طالباً في كلية الحقوق! فكيف حدث ذلك؟

عفرين بوست

أثارت الصورة المتداولة للشهادة الثانوية الممنوحة لمتزعم ميليشيا “السلطان سليمان شاه” والمعروفة بـ “العمشات” المدعو “محمد الجاسم أبو عمشة” والمختومة من قبل (المجلس المحلي في عفرين) التابع للاحتلال التركي و(مديرية التربية والتعليم) في إقليم عفرين المحتل، جدلاً وسخرية كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأظهرت الوثيقة أن حصول المدعو “أبو عمشة” على مجموع قدره (192.2) من أصل المجموع الكلي البالغ (240) درجة، كما بينت الوثيقة درجات “أبو عمشة” العالية في كل مادة على حدة وشكلت صدمة للسوريين خاصة في الكيمياء فلقبه البعض (أبو عمشة الكيماوي).

وتداول النشطاء في وقت سابق صورة بيان قديم لأبو عمشة تحت عنوان: “استمارة قائد وحدة” حدد خلالها المستوى التعليمي بالمرحلة “الابتدائية”.

ولم تكن شهادة الثانوية هي الوحيدة التي خلقت مفاجأة وصدمة لمن شاهدها، فقد نشرت شبكة (احتيملات نيوز) عبر معرفها الرسمي على تلغرام، وثيقة تظهر قبول “أبو عمشة” في كلية الحقوق بجامعة حلب الحرة.

مؤسسات الاحتلال التركي تعترف بـ “كارثية التعليم”

هذا ما أكده تقريرٌ لموقع راديو روزنة، الذي تواصل مع مصدر مسؤول من داخل جامعة حلب الحرة- رفض ذكر اسمه- الذي قال: “إنّ الجامعة وفق نظامها تطلب الشهادة الثانوية للطالب، والجاسم أحضر شهادة من مجلس عفرين، موضحاً أنّ شهادة المجالس المحلية معتمدة من مجلس التعليم العالي”، مضيفاً أنأي طالب يحضر وثيقة شهادة ثانوية من جهة معتمدة في وزارة التربية أو مجلس التعليم العالي يتم تسجيله.

كما تواصلت “روزنة” مع موظف في (المجلس المحلي بمدينة عفرين) التابع للاحتلال التركي دون ذكر اسمه، الذي أكد أن المدعو “محمد الجاسم” تقدم إلى امتحان الثانوية مثل أي شخص آخر وحصل على الشهادة، موضحاً أن شهادة البكالوريا تُمنح للشخص بإشراف وزارة التربية التركية، التي تأخذ أوراق الامتحانات وتصدّر النتائج، مؤكداً حال حدوث مشكلة فإنها ليست من طرف المجلس المحلي “ربما تكون من الجانب التركي”.

وأشار المصدر إلى أن التربية التركية تشرف بشكل إداري وتقني على الامتحانات وتُصدر النتائج، بينما المعلمون السوريون يراقبون الامتحانات فحسب.

اعتراف بتزوير الشهادات وفوضى التعليم:

 أكد المدعو عبد الله عبد السلام، المكلّف بتسيير أمور ما تسمى (وزارة التربية في الحكومة السورية المؤقتة)، وجود كم كبير من تزوير الشهادات في مناطق الاحتلال والنفوذ التركي في الشمال السوري، مشيراً إلى كشف المكاتب التابعة لهم عام 2019 كثير من الشهادات المزورة”. حسب موقع روزنة.

واتّهم المدعو “عبد السلام” (المجالس المحلية التابعة لأنقرة) والبالغ عددها نحو 11 مجلس في مناطق الاحتلال التركي بالتقصير والفوضى، حيث يتبع لكل مجلس محلي مديرية تربية، قائلاً إنّهم وخلال أحد السنوات الدراسية الأخيرة، كل مديرية تربية حذفت جزءاً من المنهاج بشكل عشوائي غير منظم، ما أدى إلى وجود خلل عند الامتحانات!

من سائق تراكتور لقائد وحدة

يعد “أبو عمشة” أحد أكثر الشخصيات إثارة للجدل، المولود في قرية جوصة التابعة لمنطقة حيالين بريف حماة الشمالي عام 1985، تحوّل بين ليلة وضحاها من سائق لجرارات الحراثة (تراكتور) والحصادات الزراعية قبل اندلاع الحرب السورية، إلى أحد أبرز قادة ميليشيات “الجيش الوطني” التابعة للاحتلال التركي وصاحب السيارات والمرافقات وغيرها.

ومع الاحتلال التركي لإقليم عفرين (جياي كورمنيج) مارس 2018، سيطرت ميليشيا “العمشات” التي يتزعمها “أبو عمشة” على ناحية شيه “شيخ الحديد، وارتكب فيها العديد من الجرائم بحق سكان الكرد الأصليين الباقيين فيها.

وكان هو من بين المتزعمين المدنيين الذين منحتهم سلطات الاحتلال التركي في يونيو/ حزيران الماضي، رتباً عسكرية “رسميّة”، بهدف مواجهة لائحة غربية محتملة بتسمية عدد من تلك الفصائل وقادتها كمجرمي حرب، فمنحته وثيقة قائد وحدة يظهر فيها حصوله على الابتدائية فقط.

تركيا تدير العملية التربوية من خلف الستار

ادعت تركيا في المحافل الدولية خلال شنها للعدوان على إقليم عفرين أنها تحارب الإرهابيين وتساعد السوريين في تحرير أراضيهم وتضمن حمايتهم من المجازر التي يرتكبها النظام السوري، ولا تعترف بكونها سلطة احتلال، ولكنها في الواقع تمارس كافة المهام الأمنية والعسكرية والإدارية بالتشارك والإشراف مع الميليشيات الإسلامية والمجالس التابع لها.

في السياق، كشف مصدرٌ مسؤول في (مجلس عفرين المحلي) أن أنقرة عيّنت مسؤولين أتراك على كافة الدوائر في الإقليم، والذين يديرون مجمل الإدارات المشكلة من قبلها من خلف الستار، معتبراً أن هذه المجالس لا تحل ولا تربط في أي تفصيل حياتي، دون توجيه من المندوب التركي الذي يعمل خلف الستار (مندوب لكل دائرة).

وأوضح المصدر أن المدعو “جعفر طيار”، مواطن تركي من ديار بكر، هو الذي يدير مجمل العملية التعليمية في إقليم عفرين.

وأضاف المصدر أن المندوبين الأتراك (مدنيون وأمنيون وعسكريون) لا يقيمون في عفرين، وإنما يلتزمون بالدوام الرسمي (8 صباحاً – 4 عصراً) ويتنقلون يومياً من عفرين إلى تركيا وبالعكس عبر معبر “حمام” الحدودي.

وأنشأ الجيش التركي وجهاز الاستخبارات التركية، العديد من القواعد والنقاط العسكرية والمقرات في طول عفرين وعرضها، بينها “مدرسة أمير الغباري – قاعدة جبل غر – جبل هاوار(كوندي جيه) – محطة الإذاعة (كوندي خليل – قاعدة قرية تلف وغيرها الكثير)، علاوة على تعيينها لوالٍ تركي مرتبط بولاية هاتاي/أنطاكية، ويتخذ من قصر السراي الحكومي مقرا له.  

الانتهاكات وتجميل الصورة

ومنذ سيطرته على ناحية شيه فرض الإتاوات على إنتاج الزيت واستولى على المحاصيل الزراعية إلى جرائم القتل والاغتصاب وخطف المدنيين وطلب فدى مالية ضخمة شرطاً لإطلاق سراحهم.

ونشر موقع مونيتور تقريراً في 22 تموز الفائت عن تورّط ميليشيا “العمشات” في انتهاكات حقوقيّة في عفرين، بما في ذلك عمليات الخطف والتطهير العرقي وإجبار مزارعي الزيتون على دفع حصة للميليشيا من محصولهم.

ووفقاً لتقرير مونيتور فإن متزعم الميليشيا “أبو عمشة”، لا يتلقى أوامر من “الجيش الوطني السوريّ أو وزارة الدفاع فيما يسمى الحكومة المؤقتة للمعارضة السورية بل ينسق بشكل مباشر مع المخابرات التركية.”

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons