عفرين بوست
قرية جقلي جوميهÇeqelê Cûmê قرية صغيرة تقع على طرفي واد يخترقها من الشمال نحو الجنوب، وبين قرية اشكان شرقي من الجهة الشرقية وقرية مسكة من الجهة الغربية.
الموقع والسكان
تتبع جقلي جوميه لناحية جنديرس، على مسافة 15 كم إلى شمال شرقي بلدة جنديرس، وعلى بعد 23 كم من مدينة عفرين و83 كم من مدينة حلب شمالي سوريا، على ارتفاع 440 م عن سطح البحر، وبمساحة 325 هيكتار.
التسمية
چقلي جوميه: جقل Çeqel معناها في الكردية ابن آوى، كما أن چقلي اسم عشيرة كردية، أما جوميه: فهو اسم سهل جومه، وجوم تعني بالكردية المنخفض، ونسبت إليه تميزاً لها عن قرية أخرى تحمل الاسم نفسه موجودة في ناحية شيه/شيخ الحديد.
ويعتقد أن سبب تسمية القرية عائد إلى أنه في الماضي كانت القرية محاطة بالكامل بغابات من السنديان وغيرها من الأشجار البرية وكانت تعيش فيها الآلاف من الحيوانات البرية وخصوصا ابن آوى “الجقل” لهذا عرفت بهذا الاسم.
الآثار
تشتهر القرية بوجود حوالي خمسين مغارة فيها استخدمها سكان القرية الأوائل قبل بنائها للدور السكنية الحجرية والإسمنتية، أبواب معظم تلك المغاور سدت بالأتربة والأوساخ مع مرور الزمن ولم يبق منها سوى القليل.
تتميز هذه الكهوف والمغاور بمجاورتها لبعض منها كانت متصلة ببعضها البعض حيث كان بإمكان الجيران التواصل فيما بينهم دون الخروج من المغارة، وكانت الغاية حماية أنفسهم من اللصوص والحيوانات المفترسة.
السكان
تتألف القرية من حوالي /100/منزل، وكان يسكنها حوالي /500/ نسمة من سكّان كُـرد أصليين، 35% منهم كُـرد إيزديين وذلك قبل العدوان التركي على إقليم عفرين.
لكن جميعهم نزح إلى مدينة عفرين أثناء العدوان على المنطقة في 2018، وهجر نحو 21 عائلة (155 نسمة) قسراً، أما البقية عادوا إلى القرية، لكن سلطة الاحتلال وطنت حوالي 30 عائلة (200 نسمة) من المستقدمين فيها.
الاحتلال والاستيلاء على منازل المهجرين
قصف منزل المواطن “رياض إيبو حمدي Hemedê” بالطيران الحربي أثناء العدوان التركي على المنطقة، فتدمَّر بشكلٍ كامل.
وبعد الاحتلال التركي وميليشياته على عفرين في 18 مارس/ آذار 2018 سيطرت ميليشيات “أحرار الشرقية” على القرية، واستولت على 21 منزلاً بكامل محتوياتها للمهجرين قسراً هم “تتر غريبو” ولأنه إيزيدي حوّلت منزله إلى مسجد، علماً أن زوجته موجودة في القرية وتقيم حتى الآن لدى أحد أقاربها، وغيره عدنان تتر، إيبو حمدي، عبد الرحمن إيبو حمدي، علي سلو، عبد الرحمن عبدو نعسو، خليل عبدو نعسو، قازقلي سيدو نعسو، محمود سيدو نعسو، محمد نصيري، مصطفى كرد، مسعود مصطفى كرد، جانكين مصطفى كرد، فريد خليل نعسو، حسن عمو، مصطفى نبي مجي، زياد نبي مجي، عشي غريبو، صبحي علي جوكير، جلال صبحي علي جوكير، نبي أحمد تتر.
كما سرقت معظم محتويات المنازل الأخرى من مؤن وأجهزة وأدوات كهربائية وأسطوانات غاز وأواني نحاسية وزجاجية وفرش وكافة لوحات ولوازم الطاقة الشمسية الكهربائية وأشياء أخرى، وجرار زراعي للمواطن “مصطفى كُرد”، وأكثر من عشر دراجات نارية منها لـ”مصطفى كُرد، أصلان عبدو، أولاد نبي مجي، أولاد علي سليمان…”، وغطّاس بئر ارتوازي لـ”مصطفى عبد الرحمن”.
الاستيلاء على الأراضي الزراعية وقطع أشجارها
استولت ميليشيا “أحرار الشرقية” على أكثر من 10 آلاف شجرة زيتون وعدد من أشجار الجوز عائدة للعوائل المهجرة المذكورة أعلاه، وعلى مبنى معصرة زيتون لـ”نبي موسى – إيزيدي”، حيث جلب متزعمو الميليشيات آلات معصرة مسروقة وقاموا بتركيبها وتشغيلها لصالحهم مع إجبار أهالي القرية لعصر منتوجهم من الزيتون فيها.
كما قطعت ما يقارب 200 شجرة زيتون من أملاك المُهجّرين بكل جائر، مع قطع عدد من الأشجار الحراجية المتفرقة في محيط القرية من أجل التحطيب والتجارة، إلى جانب ذلك رعي قطعان الماشية بشكلٍ جائر بين الحقول والأراضي الزراعية ودون رادع من قبل المستقدمين.
إعدام المدنيين
أقدمت ميليشيا “أحرار الشرقية” بعد سيطرتها على القرية مباشرة بإعدام مدنيي القرية: الشابين “حسين عبد الرحمن حسين صاغر /24/عاماً، وليد جميل صوراني /18/عاماً” رمياً بالرصاص في ساحة إحدى مدارس مدينة عفرين، وكذلك “فريد خليل نعسو، محمد عبدو مجي” لخدمتهما ضمن الأسايش في ناحية راجو، و”زكريا إيبو حمدي” لخدمته ضمن الأسايش في قرية “ديوا” – جنديرس.
واستشهد في القرية أربع مقاتلات مدافعات عنها، حيث بقيت جثامينهن تحت الأنقاض لفترة طويلة إلى أن قامت الميليشيات بإخراجها ودفنها في مكانٍ غير معروف.
التضييق والابتزاز
أما باقي أهالي القرية المتبقين وحتى المقيمين في تركيا تعرضوا لمختلف صنوف الانتهاكات، من التضييق والابتزاز المالي والخطف والاعتقال التعسفي وغيره، مثل إجبار الميليشيات للكُـرد الإيزيديين لارتياد المسجد وأداء الصلاة، وفرض أتاوى على مواسم الزيتون؛ 10% بالنسبة لمواسم أهالي القرية المتبقين، 50% لمواسم الغائبين وإن كانوا موكّلين أقرباء لهم في القرية.
اعتقالات تعسفية
اعتقل الأمن التركي في استنبول دفعتين من شباب ورجال القرية المقيمون هناك، الأولى /11/ شخصاً في سبتمبر/ أيلول 2020م، والثانية /18/ شخصاً في مارس/ آذار 2021م بتُهم العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، علماً أن معظمهم كانوا مقيمين في تركيا منذ أعوام 2013-2014 م.
وأقدمت ميليشيا “الشرطة العسكرية” في 17 أبريل/ نيسان 2020 على اعتقال الشابين الكُرديين “زهير عبد وصبحي صوراني” من على حاجز لها يقع على طريق عفرين – جنديرس، بتهمة الخدمة لدى “قوات الدفاع الذاتي” إبان عهد الإدارة الذاتية السابقة لإقليم عفرين، وأطلقت سراحهم بعد مدة، وتعود في 17 يونيو/ حزيران 2021، لاعتقال صبحي صوراني ثانية واقتياده لجهة مجهولة.
مصادرالمعلومات: موسوعة جيايي كورمينج – كتاب جبل الكرد – عفرين بوست – تقارير حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا.