عفرين بوست – خاص
تستمر سلطات الاحتلال التركي في تغيير هوية إقليم عفرين الكردي، عبر استبدال أسماء الأماكن والأبنية بأسماء قتلاها، في إطار تغيير ديمغرافية الإقليم وثقافته.
وأقدمت سلطات الاحتلال التركي مؤخراً، على افتتاح مدرسة في بلدة راجو، وتسميتها باسم “ثابت خلف الهويش”، أحد قتلى ميليشيا “أحرار الشرقية”، وذلك عبر مراسم رُفعت خلالها الأعلام التركية بشكل رئيسي فوق المدرسة، وبحضور مسؤولين أتراك ومتزعمي الميليشيات الإسلامية.
الجدير بذكره أن المدعو “ثابت الهويش”، المعروف باسم “أبو عبد الرحمن شرقية”، كان مسؤولاً أمنيّاً سابقاً في تنظيم “داعش”، ومتزعماً في ميليشيا “أحرار الشرقية” لاحقاً، بعد قيام أنقرة باستقطاب المئات من عناصر تنظيم داعش بعد اندحاره في آخر معاقله بالباغوز على يد قوات سوريا الديمقراطية بدعم من التحالف الدولي.
وقُتل “الداعشي” في تفجير دراجة ناريّة مفخخة في بلدة سلوك بريف كري سبي/ تل أبيض في يناير / كانون الثاني 2020، واتهمت ميليشيا “أحرار الشرقية” آنذاك ميليشيا “الفرقة 20” بتدبير التفجير وقتل على إثرها ثمانية مسلحين.
بعد احتلال البلدة لم يبقَ فيها سوى مدرسة ابتدائية وإعدادية بمبنى واحد، إذ ألغيت المدرسة الثانوية فيها والتي تأسست منذ أكثر من /35/ عاماً، بعد أن اتخذ الجيش والاستخبارات التركية مدرستَي “الإعدادية والثانوية” براجو مقرين لهما.
ويأتي استهداف المدارس في سياق عملية متكاملة للتغيير الديمغرافي والثقافي، بالعداء على ثقافة الانفتاح الأصيلة في عفرين، وإحلال فكر التطرف والتكفير محله.
وفرضت وزارة الخزانة الأمريكية، في 29 يوليو/ تموز 2021 عقوبات جديدة على سوريا، من بينها وللمرة الأولى شملت قيادات “الجيش الوطني” وميليشيات “أحرار الشرقية”، وهي واحدة من أكبر التشكيلات العسكرية المشكلة للجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا.
وأوضحت أنّ هذه الخطوة تأتي في إطار إجراءات منفصلة لمواجهة الإرهاب ومرتبطة بسوريا.
قالت الخزانة “ارتكبت أحرار الشرقية العديد من الجرائم ضد المدنيين، لا سيما الأكراد السوريين، بما في ذلك القتل غير المشروع والاختطاف والتعذيب ومصادرة الممتلكات الخاصة. كما ضم التنظيم أعضاء سابقين في تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) إلى صفوفه. وتضاعفت هذه الأعمال المروعة من معاناة السكان الذين عانوا تكرارا من النزوح الجماعي”.