عفرين بوست – خاص
لم يكن قد مضى على وفاة المسن “محمد أمين عثمان” في قرية جوقي/جويق سوى أيام قليلة متأثراً بإصابته بفايروس كورونا، إذ سبقته زوجته بالوفاة بأسبوع تقريباً، وبنفس المرض، حتى سارع مسلحون من ميليشيا “فرقة الحمزة” إلى الاستيلاء على منزل العائلة بعد طرد شقيقة المرحوم “عثمان “خارجاً دون أدنى اعتبار للضمير أو القانون.
لا تعد قصة “عثمان” الوحيدة من نوعها، ففي قرية كيلا – بلبله/ بلبل، أبدى أحد متزعمي ميليشيا “فيلق المجد” تحت خيمة عزاء عن اعتزامه على الاستيلاء منزل المرحوم “سيدو بلو” بعد وفاته جراء إصابته بفايروس كورونا، وبقاء حفيدته لوحدها في المنزل.
الجدير بذكره أن ما يقارب 125 ألف نسمة من أصل 552 ألف من السكان الأصليين لعفرين قد تمكنوا من العودة إلى منازلهم وأملاكهم وجلُّهم من المسنين والمسنات.
في السياق، أبدى العديد من سكان القرى لـ “عفرين بوست” عن مخاوفهم من أن توسع الميليشيات وذويهم من المستوطنين من نطاق عمليات الاستيلاء على المنازل العائدة للمسنين المقيمين لوحدهم وخاصة بعد اكتساح الفايروس لكافة أرجاء الإقليم الكردي في ظل سوء الخدمات والإجراءات الصحية المقدمة للأهالي من قبل سلطات الاحتلال التركي في سبيل الحد من انتشار الوباء الذي يفتك بهم منذ نحو شهرين.
ويشهد إقليم عفرين الكردي المحتل انتشاراً كاسحاً لوباء كورونا وبشكل مخيف منذ نحو شهر ونصف، وسط حالة من الفوضى في تطبيق الإجراءات الوقائية والتدابير العلاجية.
وأفادت مصادر خاصة لـ “عفرين بوست” أن نسبة الإصابات بوباء كورونا في الإقليم قاربت 70 % من عدد السكان المواطنين والمستوطنين معاً، بما فيهم الشباب والأطفال.
ويغيب عن الإقليم تطبيق برنامج صحي متكامل إلى جانب شح المستلزمات الطبية للكشف عن المرض، بالتزامن مع ارتفاع معدلات الإصابة والوفيات.
وتفيد المعلومات الواردة لـ “عفرين بوست” بقلة الكوادر وضعف الإمكانات الطبية وعدم توفر مراكز للحجر الصحي، بينما خُصص اثنان من المشافي الخاصة وبعدد محدود من الغرف وبأسعار باهظة ومشفيان عامان، بقدرات استيعابية متدنية، لاستقبال المصابين بكورونا الذين يرتعبون من اللجوء إليها إلاّ في حالات الاضطرار الشديد، بسبب كثرة الوفيات فيها.
من جهة أخرى لا تزال تُقام الأعراس ومجالس العزاء والأسواق الشعبية والتجمعات وزيارة المرضى في المستشفيات وغيرها، ولم تغلق المدارس بشكلٍ تام، ولا تُفرض إجراءات التباعد الاجتماعي واستخدام الكمّامات ولا تتم عمليات التلقيح على نطاقٍ واسع، في ظل اكتظاظ المراكز والعيادات الطبية بالمراجعين والمرضى.
كورونا مؤامرة!
ويساهم الجهل والتخلف وعدم الاكتراث بخصوص الوباء في الوعي العام، الذي يحتاج للكثير من المعرفة ورفع المستوى، إلى انتشاره الكبير في الإقليم.
في حين تنشط الحركة الدينية المتطرفة في المنطقة والتي تُعدّ لها البرامج وموارد مالية ضخمة، تُشارك فيها عشرات المؤسسات والجمعيات المرتبطة بشبكات الإخوان المسلمين العالمي وحزب العدالة والتنمية – تركيا، ولا تهتم بمكافحة الوباء، بل وأن معظم أئمة المساجد تُصرّ على تغسيل جثامين المتوفين بالفيروس وعلى فتح مجالس العزاء وإلقاء الخطب ورفع الأدعية في جموع المعزين.
ولا تقوم تركيا كسلطة فعلية بواجباتها على ما يرام في مكافحة الوباء بعفرين، مثلما تعاملت معه في مدنٍ تركية قريبة “قره خان وكلس”.
وبلغ عدد الوفيات بوباء كورونا، الأحد الماضي، 7 حالات وفاة المسجلة من المشافي الخاصة في شمال غربي سوريا وسُجلت 19 إصابة جديدة في مراكز ومشافي العزل.