تواصل المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي انتهاكاتها المتواصلة بحق المدنيين في إقليم عفرين الكُردي التابع للإدارة الذاتية سابقاً، وفي هذا السياق رصدت “عفرين بوست” بعضاً من الوقائع التي حدثت خلال شهر يناير، في الفترة المُمتدة ما بين الحادي عشر الى الواحد والثلاثين من يناير (مع الإشارة إلى أن هذه التجاوزات لا تمثل إلا ما تمكنت “عفرين بوست” من توثيقه، وهي جزء يسير من واقع الاحتلال).
حراك مجتمعي..
في الحادي عشر من يناير، توجهت كلاً من “جمعية هيفي في بلجيكا” و”الهيئة القانونية الكُردية” لإلقاء مُحاضرة وندوة سياسية سينظمها البرلمان البلجيكي، وجاءت هذه الندوة بناءاً على دعوة من الكتلة البرلمانية لـ “حزب الشعب البلجيكي”، ونظمت مجموعة من أبناء الجالية الكُردية في برلين، وقفة احتجاجية أمام السفارة الأمريكية في المانيا، بناءاً على دعوة مشتركة من “جمعية الدفاع عن الشعوب المهددة” و”حزب الوحدة-يكيتي”، تنديداً بالغزو التركي الذي أدى إلى احتلال عفرين. وفي التاسع عشر من يناير، بالتزامن مع الفاجعة الأولى للغزو التركي المرافق بمليشيات إسلامية متطرفة عاملة تحت مسميات (الجيش الحر، الجيش الوطني وغيرها)، أصدر حزب الاتحاد الديمقراطي السبت، بياناً مشيراً إلى أن تركيا تحاول «اقتلاع الشعب الكردي من جذوره» داعياً أبناء الشعب الكردي والقوى الديمقراطية إلى الخروج يوم غد إلى الساحات للتنديد بسياسة الإبادة وعمليات التغيير الديموغرافي التي يقوم بها الجيش التركي في عفرين. بدوره، طالب “مجلس سوريا الديمقراطية” عبر بيان، الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات الحقوقية محاسبة الاحتلال التركي وميليشياته على انتهاكاتهم وجرائمهم بحق أهالي عفرين، داعياً أصدقاء الشعب السوري بالمشاركة في اليوم العالمي للتضامن مع عفرين، مؤكداً أن تحرير عفرين من أولوياته. أما “الإدارة الذاتية السابقة في عفرين” والمتواجدة حالياً في مناطق الشهباء، فقد استنكرت هجمات جيش الاحتلال التركي وميليشياته على عفرين، من جانبه أدان “الحزب الديمقراطي التقدمي الكردي في سوريا” الاحتلال التركي لعفرين وطالب المجتمع الدولي بالعمل على انهاء الاحتلال التركي. وعلى سياق متصل، كشف مصدر مُطلع في “مجلس سوريا الديمقراطية”، الواجهة السياسية لـقوات سوريا الديمقراطية لـ “عفرين بوست”، أن احتلال تركيا لإقليم عفرين الكردي التابع للإدارة الذاتية سابقاً، كان مُقراً بين الدول الضامنة في الاستانة (روسيا، تركيا وإيران). وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أن تسليم عفرين من قبل روسيا للاحتلال التركي، كان سيتم سوآءا إن تم تسليمها للنظام السوري أم لم يتم ذلك. وفي الثامن والعشرين من يناير، وبمناسبة الذكرى الخامسة لإعلان الإدارة الذاتية الديمقراطية في مقاطعة عفرين 29/1/2014، أصدر المجلس التنفيذي بياناً كتاباً إلى الرأي العام، أكدت فيها على استمرار النضال مع الشعب حتى تحرير عفرين وتحقيق الازدهار. وفي التاسع والعشرين من يناير، عقد وفد من منظمات حقوقية ومدنية كُردية، لقاء مع الأمم المتحدة في جنيف بسويسرا، وجرى خلاله تسليم مذكّرة توثيقية بخصوص أوضاع إقليم عفرين الكردي إلى لجنة التحقيق الدولية والمفوضية السامية لحقوق الانسان التابعتين للمنظمة الدولية.
جرائم متفرقة..
في الحادي عشر من يناير، أقدمت الميليشيات الاسلامية التابعة للاحتلال التركي على تدمير شواهد القبور في مقبرة بلدة ميدانكي التابعة لناحية شران، وقامت أيضا بقطع الأشجار الحرجية المحيطة بالمقبرة، وفي الخامس عشر من يناير، تناقل ناشطون كُرد صوراً لتدمير مقبرة قرية آدما\ادمانلي التابعة لناحية راجو، وأكدوا أن ميلشيا “فيلق الشام” المعروفة بتبعيتها لجماعة الإخوان المسلمين السورية، حطمت شواهد القبور في مقبرة آدماEdema\ التابعة لناحية راجو، وفي الثالث والعشرين من يناير، أفادت مصادر محلية لـ “عفرين بوست” أن جيش الاحتلال التركي حول المدرسة الابتدائية الواقعة على طريق قرية أرنده في بلدة شيه/شيخ الحديد إلى مقر عسكري بعد أن أحاطها بجدران اسمنتية عالية.
السرقات..
في الحادي عشر من يناير، قال مركز عفرين الإعلامي أن قوات الاحتلال التركي والمليشيات الإسلامية التابعة له، استولت على منازل مئات المدنيين الكُرد في حيِّ “الأشرفية” بمدينة عفرين، وحسب المصدر، فقد “استولت قوات الاحتلال التركي على 130 منزلاً للمدنيين الكُرد في شارع (الفيل) بحيِّ (الأشرفية) في مدينة عفرين، وقال المصدر إن قوات الاحتلال التركي والمليشيات الإسلامية التابعة له طردت أصحاب تلك المنازل منها، ثم استولت عليها، وأضاف المصدر ذاته أن “كافة محتويات تلك المنازل، بالإضافة إلى محتويات وأبواب المحلات، نُهبت وسُرقت”. وفي الرابع عشر من يناير، أكدت “منظمة حقوق الأنسان في عفرين” أن المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي اقتحمت منزل مواطن كردي بمركز إقليم عفرين الكُردي، وقالت المنظمة: “اقتحمت العناصر المسلحة التابعة لفصيل أحرار الشرقية المنضوية ضمن إطار الجيش السوري الحر بتاريخ 03/01/2019 منزل المواطن عبد القادر من أهالي قرية جولاق التابع لناحية جنديرس والكائن في مدينة عفرين جانب الثانوية التجارية وقاموا بطرد العائلة واستولوا على كافة محتويات المنزل بحجة أن ملكية العقار مسجلة باسم أبنتهم التي تقيم في حلب”. كذلك أفاد مراسل “عفرين بوست” أن مسلحين يتبعون لميليشيا “الحمزة” الاسلامية أقدمت على اقتحام منزل المواطن الكردي “مصطفى عبد القادر قدو” الكائن في قرية “ترنده\الظريفة” القريبة من مركز المدينة، ووجهت الأسلحة إلى رأسه وزوجته مهددين إياهما بالقتل في حال حاول الاستنجاد بالجيران، وأشار المراسل أن مسلحي المليشيا تمكنوا من سلب العائلة الكردية مبلغ /6/ ملايين ليرة سورية، علاوة عن تشليح زوجته عدد من المصوغات الذهبية. وفي الرابع والعشرين من يناير، زود ناشطون “عفرين بوست” بصور تثبت استخدام المسلحين في قرى ريف عفرين لـ “سيارة اسعاف” في قضاء اغراضهم الشخصية، (رجح الناشطون أنها قُدمت للمعارضة السورية، بغية تلبية احتياجات الأهالي). والصور التي التقطت خلال موسم الزيتون، تثبت استخدام المسلحين، لسيارة الإسعاف في نقل “جوالات” الزيتون المسروق (أكياس خيش كبيرة مُخصصة لتعبئة الزيتون). وفي هذا السياق، قام مسلحو مليشيا “فرقة الحمزة” التابعة للاحتلال التركي في قرية قدا التابعة لناحية راجو، بسرقة عشرات تنكات الزيت العائدة ملكيتها لأهالي القرية، حوالي ٧٠ تنكة زيت، بالإضافة إلى سرقة عدة ماكينات خياطة عائدة لأحد أهالي القرية المُهجرين في مناطق الشهباء. وقالت مصادر محلية أن مسلحي “الحمزة” حولوا منزل المُهجر الكردي “عدنان بلال” في مدخل القرية لمقر عسكري ووضعوا حاجزاً أمامه. اعتدى مسلحون من ميليشيا “الجبهة الشامية” الإسلامية، على الثمانيني محمد رمو، في بلدة موباتا/معبطلي، بسبب وفض العجوز الكُردي دفع إتاوة. وفي السابع والعشرين من يناير، أفادت مصادر خاصة لـ “عفرين بوست” أن ميليشيا “لواء سليمان شاه-العمشات” الإسلامية التابعة للاحتلال التركي نشرت تعميماً، بفرض أتاوة تحت مسمى “الزكاة” على مزارعي الزيتون في قرى ناحية شيه/شيخ الحديد، مشيرة إلى أنه على كل مزارع عليه دفع عبوة زيت الزيتون على أقل وحسب نسبة إنتاجه من الموسم الحالي، رغم أن مجالس الاحتلال المحلية فرضت على المزارعين الكُرد نسب متفاوتة على الموسم، ذهبت حصة منها للميليشيات الإسلامية. وفي الثامن والعشرين من يناير، قالت الهيئة القانونية الكردية، أن المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي في قرية في قرية كيمار قد أقدمت على الاستيلاء بالقوة وفي وضح النهار على 45 رأس غنم عائد للمواطن “احمد محمد بن مجيد” من اهالي قرية صوغانكة في المنطقة الواقعة بين صوغانكة وكيمار، وإطلاق وابل من الرصاص على الحمار العائد له والذي كان يرافق قطيع الغنم وقتله. وفي الواحد والثلاثين من يناير، حصلت “عفرين بوست” على صور خاصة تبين سرقة عدادات المياه في حي طريق جنديرس، حيث يتوضح فك وسلب جميع العدادات من الأبنية، وهو أمر تكرر في مناطق أخرى احتلتها المليشيات الإسلامية كأحياء حلب الشرقية.
مجالس الاحتلال..
في السابع عشر من يناير، علمت “عفرين بوست” من مصادر مطلعة على أن المجلس المحلي التابع للاحتلال التركي في مدينة عفرين، تقدم بطلب مبالغ مالية طائلة لدى جمعية خيرية لتغطية نفقات المحروقات والمدارس، حيث تقدم بطلب خطي إلى جمعية الرحمة الخيرية، يدعي حاجته إلى مبلغ 220 ألف دولار لتغطية نفقات سد ميدانكي ومدارس الإقليم من مادة المحروقات، وكذلك طلب مبلغ 180 ألف دولار لتغطية المستلزمات المدرسية من كتب وألبسة لطلاب المدارس في اقليم عفرين. في السياق ذاته، يتداول المواطنون انباء عن اتهامات عدة تدور حول فساد رئيس المجلس المحلي لناحية راجو، المدعو فاضل هورو، الذي عينته الاستخبارات التركية في ذلك المنصب، حيث تتردد أنباء عن قيامه بالاستيلاء على محاصيل الزيتون العائدة للمهجرين من أهالي الناحية وكذلك اقدامه على عقد صفقات شراء للزيت المسروق مع الميليشيات الإسلامية وبالتحديد مع ميليشيا “أحرار الشرقية”. وفي السابع والعشرين من يناير، اعتدى مسلحو ميليشيا “السلطان سليمان شاه”، على المدعو مصطفى شيخو، عضو مجلس الاحتلال المحلي في بلدة شيه /شيخ الحديد، وذلك بعد تقدمه بشكاوى تتعلق بالانتهاكات لوفد تابع للاحتلال التركي.
الاستيطان..
بحجة القتال بين النصرة و الزنكي، ادخل الاحتلال التركي أعداد كبيرة من مسلحي المليشيات الإسلامية برفقة عائلاتهم للاستيطان في قرى عفرين الكردية، قادمين من ريف حلب الغربي ومن ادلب وريفها، وبحسب مصادر محلية وصل حوالي ثلاثة آلاف مسلح من حركة نور الدين الزنكي مع عائلاتهم إلى ناحية جنديرس، فيما وصل عدد منهم لقرى ناحيتي راجو وبلبلة، من جانبها، قالت وسائل اعلام موالية للمليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي الاحد، أن ألف مسلحي من ميلشيا “أحرار الشام الإسلامية”، ومليشيا “جيش النصر” وصلوا من ريف حماة إلى عفرين، بموجب اتفاق مع “هيئة تحرير الشام” بعد دخولها إلى المنطقة وفرض سيطرتها، ما اثار مخاوف مراقبون كُرد من عمليات التدفق المتواصل من قبل مسلحي المليشيات الإسلامية بحجة الفرار من القتال مع جبهة النصرة، حيث أكدت جهات وأحزاب كُردية أنها تنفيذ لمخطط تركي، لزيادة عدد المستوطنين في عفرين، الذين يتشكلون في غالبيتهم من عوائل المسلحين، وقالت تلك الوسائل أن هؤلاء المسلحين هم من مجموع 2700 مسلح، ممن يتجهزون للخروج إلى مناطق ريف حلب الشمالي، مُبررة تدفق المستوطنين الى عفرين بعدم ثقتهم بـ ”تحرير الشام” بعد فرض سيطرتها على مناطق كانت تحتلها المليشيات الإسلامية بريف حلب الغربي وريف ادلب. وفي الثالث عشر من يناير، قالت وسائل إعلام موالية للمليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي الاحد، أن مستوطنين افتتحوا دائرة للسجل المدني في إقليم عفرين، وأكد ناشطون من عفرين مساعي الاحتلال التركي لتزوير الحقائق والعمل على إحداث دوائر نفوس وسجلات مدنية للمستوطنين في عفرين، بغية دمجهم مع السكان الأصليين من الكُرد في الإقليم، ويشير هؤلاء أن الاحتلال يسعى إلى استصدار بطاقات تعريف جديدة لا تميز بين السكان الأصليين من الكُرد والمستوطنين، الذين سيمكن تزويدهم ببطاقات تعريف جديدة تنسبهم إلى عفرين، بحجة ضياع او تلف او احتراق ثبوتياتهم، إضافة إلى تسجيل مواليد المستوطنين الجدد على أنهم من ولادة عفرين. وفي الصدد، قال المكتب الإعلامي لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا-يكيتي: “سياسات أنقرة تلك ومطامعها من خلال تصريحات مسؤوليها الشوفينية والهجومية، ومن خلال تهديدات تركيا باجتياح مناطق شمال شرق سوريا، وممارساتها في منطقة عفرين المحتلة، إذ يتصدرها تغيير ديمغرافي ممنهج وقمع واضطهاد متواصل، حيث أن ألاف من مسلحي إدلب المهزومين مؤخراً أمام هجمات جبهة النصرة (المصنفة إرهابية) قد دخلوا المنطقة مع عوائلهم، وأُسكنوا في منازل شاغرة وغير مكسية بمدينة جنديرس وغيرها، وبعضهم في مخيمات، بتخطيط تركي، إضافةً إلى جملةٍ من انتهاكات وجرائم يومية”، مستعرضاً إلى مجموعة من القرى التي يطالها التغيير الديموغرافي. وأظهر مقطع مُصور حصلت عليه “عفرين بوست” كيف أن المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي قامت برسم شعاراتها على واجهات المحال التجارية التي قامت بالاستيلاء عليها من ملاكها الكرد في شارع السرفيس بحي الاشرفية بقلب إقليم عفرين الكردي. وفي الرابع عشر من يناير، أعد “عفرين بوست” تقريراً عن إقامة الاحتلال التركي لـ “قاعدة عسكرية” في قرية تللف التابعة لناحية جنديرس، ضمن منازل سكان القرية الواقعة على قمة التلة، مع منع سكانها من العودة إلى ديارهم، والسماح للمستوطنين بدخولها والاستيطان فيها، حيث تمكنت 12 عائلة كُردية فقط من العودة إلى “الحي التحتاني” من القرية، من مجموع 65 منزلاً تتشكل القرية منها، ودفعت تلك العائلات مبالغ مالية طائلة لحاجز القرية التابع لميليشيا “الحمزة” لقاء السماح لهم بالعودة إلى منازلهم، واستجلبت قوات الاحتلال التركي وميليشياته رعاة غنم إلى القرية في وقت سابق، حيث قاموا بنصب الخيام في ميادين القرية للإقامة فيها، ويعمد هؤلاء الرُعاة إلى رعي قطعان مواشيهم بين حقول الزيتون بشكل جائز، ما تسبب بالحاق أضرار بالغة بالحقول الزراعية في القرية. وفي الخامس عشر من يناير، ذكرت مصادر خاصة لـ “عفرين بوست” أن مجلس الاحتلال المحلي فرض على موظفيه استصدار بطاقة التعريف التي يحاول الاحتلال التركي فرضها على العفرينيين كبديل عن الهوية السورية في التعاملات الرسمية، وأشارت أن الموظفين الذين قد يمتنعون عن استصدار بطاقة التعريف تلك، سيصار إلى قطع مرتباتهم، وأنه يجري الحصول على وصل لبطاقة التعريف مقابل مبلغ 500 ليرة سورية، فيما يتم استقاء المعلومات من الهويات النظامية أو دفاتر العائلة، وأشارت المصادر أن الاحتلال التركي وميلشياته الإسلامية يمنعون المواطنين من التنقل عبر حواجز الا بموجب البطاقة الجديدة، وذلك لدفع السكان الأصليين من الكُرد، والمستوطنين إلى استصدار هذه البطاقة. من جهتها، قالت “منظمة حقوق الإنسان في عفرين” أن “الهدف من هذا الإجراء هو توطين المهجرين إلى منطقة عفرين، واعتبارهم من السكان الأصليين”، متابعة بالقول: “هذا ما سيؤدي بالنسبة للمهجرين إلى عدم التفكير بالعودة إلى ديارهم وممتلكاتهم” في مناطقهم الأصلية”، واعتبرت المنظمة هذا الإجراء خطوة أولى لعملية التغيير الديموغرافي وشرعنته حسب القوانين والتشريعات الصادرة عن حكومة الاحتلال التركي. وفي العشرين من يناير، حذر ناشطون كُرد في عفرين من الانجرار خلف مخططات الاحتلال التركي الرامية إلى تهجير السكان الأصليين الكُرد في عفرين، لتوطين عوائل المليشيات الإسلامية المسلحة التابعة للاحتلال والمعروفة بمسميات (الجيش الحر والجيش الوطني وغيرها). وقال الناشط (س، ع) لـ “عفرين بوست” أنه يجري “الحديث من بعض الشبان الكرد برغبتهم في بيع أملاكهم والتوجه لخارج عفرين، نتيجة الأوضاع الأمنية السائدة في ظل الاحتلال التركي، والمخاطر التي يشكلها المسلحون الإسلاميون عليهم، من حيث الخطف الكيفي والتعذيب والفدية”. وقال الناشط الكردي أن “ذلك يشكل خطراً كبيراً على التركيبة السكانية في عفرين”، وفي هذا السياق، حصلت “عفرين بوست” على معلومات تفيد بأن أحد المستوطنين يبحث عن بيانات المالك الأصلي للمنزل الذي يستوطنه بالقرب من شركة مياه عفرين ليقوم بتزوير عقد بيع وشراء وتقديمه لمجالس الاحتلال المحلية بهدف استملاك المنزل، في وقت الذي تقوم فيه تلك المجالس بإجراء المسح العقاري للمنازل والمحال التجارية والمحاضر، على الرغم أن أكثر من نصف سكان المنطقة الأصلين هجروا قسرياً إلى خارج الإقليم. وفي الواحد والعشرين من يناير، أكد مصدر خاص لـ “عفرين بوست”، أن الجمعيات والمنظمات العاملة حالياً في إقليم عفرين الكُردي، تمتنع عن توظيف المواطنين الكُرد من أهالي عفرين بين طواقمها. وقال المصدر أن تلك المنظمات تُعين كحد أقصى مُوظفاً واحداً أو مُوظفين ضمن مُلاكها من الكُرد، مضيفاً: “أحد اقربائي تقدم للعديد من تلك المنظمات سعياً للعمل فيها، ورغم ما يمتلكه من خبرات سابقة، إلا أنه جرى رفض توظيفه”، مشدداً أن المنظمات تُعين فقط المستوطنين القادمين برفقة المليشيات الإسلامية المُحتلة لـ عفرين. وأضاف المصدر أن “غالبية العاملين من المستوطنين ضمن تلك المنظمات، يعملون وقف شهادات مُزورة، يتم استصدارها من مدينة اعزاز، وهو أمر ينطبق على مجالي التوظيف ضمن المنظمات الإغاثية والتعليمية”. وأردف المصدر: “عرض أحد المستوطنين على شبان كُرد أن يجلب لهم شهادات مُزورة وفق مبالغ مالية من مدينة اعزاز، كي يتمكنوا من تقديمها إلى المنظمات الإغاثية او التعليمية، فيستطيعوا العمل ضمنها”. وفي الثاني والعشرين من يناير، أفاد مراسل “عفرين بوست”، ان الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي بدأت من جديد بإجبار عائلات كُردية في عدد من القرى على إخلاء منازلها، بهدف استيطان عوائل مسلحي ميليشيات فيها، بحجة أن “جبهة النصرة” قد طردتهم مُؤخراً من ريف حلب الغربي وريف إدلب. وأوضح مراسلنا أن ميليشيا “الحمزة” الإسلامية، أجبرت الكثير من العائلات الكُردية في قرى ماراتي وكوندي مازن وجوقي وداركر، إضافة لعدد من العائلات العربية الموجودة ضمن تلك القرى في منازل تسكنها بالإيجار أو مستولى عليها، على الخروج منها، وأضاف مراسل “عفرين بوست” أن قوافل المطرودين من عائلات ميليشيات “نور الدين الزنكي” و”صقور الشام” و”أحرار الشام” و”جيش الأحرار” وغيرها، تتدفق بشكل يومي إلى إقليم عفرين الكُردي، بمعدل “15” حافلة يومياً. وفي الرابع والعشرين من يناير، قال مراسل عفرين بوست في ناحية شرا\شران، أن المليشيات الإسلامية التي تحتل قرية “قطمة” الكُردية بريف عفرين الشرقي، المُتاخم لمنطقة اعزاز (التي تشكل مرتع لتلك المليشيات)، تضايق العائلات الكُردية، وتحاول خلق المشكلات لها. وأضاف مراسلنا أن المليشيات الإسلامية تضايق عدة عائلات في القرية الكُردية بحجة أنها تسكن في بيوت كبيرة، وينبغي لها أن تقوم بإدخال المستوطنين إلى تلك البيوت إلى جانب العائلات الكُردية. وأشار مراسلنا أنه في واحدة من الحالات، يقوم مسلحو المليشيات الإسلامية بالاستقواء على سيدتين كبيرتين بالعمر (أم وابنتها الغير متزوجة)، كونهما تسكنان وحدهما في منزلهما، بحجة أنه “كبير”، (عقب تهجير بقية افراد العائلة مع فرض الاحتلال العسكري على القرية). ونوه مراسلنا أن المليشيات تُطالب السيدتين الكُرديتين بالسكن ضمن غرفة واحدة ضمن منزلهما، ليتم إسكان عائلات مُستوطنة مُوالية لتلك المليشيات في بقية المنزل. ومن جهة أخرى، قال مراسل “عفرين بوست” أن المليشيات الإسلامية تواصل محاولاتها لفرض تطرفها على المجتمع العفريني المعروف بانفتاحه واحتضانه لمختلف المشارب الفكرية. وقال مراسلنا أن الطواقم الطبية الموالية للمليشيات الإسلامية والتي احتلت مشفى آفرين سابقاً (مشفى الشفاء حالياً)، قامت بعزل استراحة الرجال عن استراحة النساء في بهو المشفى. وأضاف مراسلنا أن الطواقم الطبية العاملة في المشفى، طالبت زوجات كُرد بالانفصال عن ازواجهن، والتوجه للانتظار في الاستراحة المُخصصة للسيدات، وهو ما يعتبر حداً من حرية الأهالي، وفرضاً للتشدد على المواطنين الكُرد. وأكد مراسلنا بأنه قد بات ممنوعاً جلوس الرجال والنساء في الساحة الكبيرة الموجودة أمام بوابة المشفى، كما كان الحال سابقاً، حيث يتوجه عاملون في المشفى لمُطالبة الأزواج بالانفصال عن زوجاتهم أو اقربائهم، وينتظر كل منهم على انفراد!. وفي تقرير لـ “عفرين بوست”، انتشرت خلال الأشهر الماضية، حالاتُ ترك لأطفالٍ حديثي الولادة ومجهولي الهوية، أمام دور العبادة ومداخل الأبنية السكنية، في ظاهرة اجتماعية لم يشهدها الإقليم في السنوات الماضية. وحسب عدة مصادر متقاطعة من داخل مدينة عفرين، لوحظ أن هذه الظاهرة ارتفعت بشكل ملحوظ منذ أن استجلب الاحتلال التركي بموجب صفقات إقليمية-دولية عشرات الآلاف من المسلحين وعائلاتهم التي تحاول الاستيطان في أراضي وأملاك سكان عفرين الأصليين الكُرد، حيث تمكنت “عفرين بوست” من تسجيل 11 حالة لأطفال حديثي الولادة تخلى عنهم ذويهم وذلك في الأماكن التالية من المدينة: – جامع الشيخ شواخ: 3 حالات – مدرسة فيصل قدور: حالة واحدة – جامع شيخ بكر: 6 حالات – شارع الفيلات/ فيلا خليل قره تبه: حالة واحدة. وتتداول صفحات التواصل الاجتماعي التي تديرها أوساط الميليشيات الإسلامية وتتهم ميليشيات أخرى، أنباء افتتاح مراكز للدعارة في المناطق الواقعة تحت الاحتلال التركي المعروفة بـ “درع الفرات وغصن الزيتون”، وتقوم بعض الصفحات أحيانا بنشر صور ومقاطع مصورة تظهر تورط البعض من قيادات تلك الميليشيات في ممارسة الدعارة وآخرها كان نشر صور المدعو هيثم العفيسي، رئيس هيئة الأركان في ميليشيات “الجيش الوطني السوري”. وتتركز دور الدعارة التي يديرها مسلحون من تلك الميليشيات، في حيي المحمودية والأشرفية في عفرين، حيث يتم في هذه الدور تشغيل نساء ينحدرن في الغالب من ريف حلب ودير الزور وإدلب ونسبة قليلة من الغوطة. من جهة أخرى، يُقدِم البعض من مسلحي الميليشيات على ابتزاز فئة الرجال والشباب منهم خاصة، وايقاعهم في كمائن تنفذ باستخدام النساء، حيث حصلت عدة حالات جرى من خلالها استدراج رجال بطرق مبتكرة ومن ثم مطالبة الضحية فيما بات يُعرف بـ “الشرفيّة” التي وصلت إلى ميلون ليرة سورية مقابل حلحلة القصة كما يُقال. وفي السادس والعشرين من يناير، وفي تقرير آخر خاص بـ “عفرين بوست”، حول منع أهالي قرية بوفالونيه من العودة إليها، قال مصدر خاص لـ “عفرين بوست” أن عدة عائلات توجهت سابقاً الى قريتها (بوفالونيه) بعد فترة من التهجير، وقد توجهوا بداية إلى مركز ناحية شرا\شران، وقاموا بتنظيم اوراقهم بغية العودة إلى قريتهم”. مضيفاً: “سمح لهم بالتوجه للقرية، وأرسل معهم أحد مسلحي (الجيش الحر)، ولكن وما أن وصلت العائلات الكُردية الى القرية، حتى تم فتح جبهة عليهم، حيث قام افراد العائلات المستوطنة، التي قدمت للقرية مع احتلال الاتراك والجيش الحر، بإطلاق اعيرة نارية بشكل كثيف، كلاً من الدار التي استولى عليها، وذلك في محاولة لترهيب الأهالي الكُرد العائدين وتحذيرهم من مغبة العودة للقرية”. وأردف المصدر أن العدد التقريبي لمنازل القرية يقارب الـ 100 منزل، يوجد فيها جميعها عائلات مستوطنة، وقد اعتقدت العائلات الكردية بأنه سوف يتم قتلها في مكانها، ليغادروا فوراً بعد تلك الحادثة. من جهته يقول المواطن الكُردي (م، ن) من بوفالونيه لـ “عفرين بوست”: “وصلنا لقناعة بأننا لن نستطيع الحياة بينهم، كوننا سنكون اقلية ضمن عائلات المسلحين والمستوطنين، كما أنهم عمدوا إلى تغيير معالم القرية وتقطيع الأشجار والاحراش”، مردفاً: “انهم شعب صحراوي ويكره الأشجار، يرغبون في تقطيع الأشجار جميعها!” متابعاً: “توجد حوالي عشرين عائلة من القرية مُقيمة حالياً في عفرين، حيث منع الأهالي من العودة إلى قريتهم، وقد سمح سابقاً لبعض العائلات بالتوجه للقرية والاطلاع على بيوتهم، لكنهم منعوا من الإقامة فيها، حيث توجه بعض المسنون إلى شران وتقدموا بشكوة، وعند توجههم للقرية، قال لهم المستوطنون عودوا من حيث اتيتم، متى عدنا إلى بيوتنا، تعودون أنتم إلى بيوتكم!”. وأعلنت مصادر محلية، أن المليشيات الإسلامية والمستوطنين المرافقين لها من عائلاتها، قد افتتحت جامعاً في أحد بيوت القرية، وقالت إن مسلحي مليشيا “الجبهة الشامية” قد ازالوا جدار أحد المنازل وقاموا بتحويله إلى مسجد، وتعين أحد المستوطنين إماماً. وفي السابع والعشرين من يناير، أكد مصدر خاص لـ “عفرين بوست”، أن المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي، تعمل على حرق منازل السكان الكُرد عند رغبة أهلها بالعودة إليها من مناطق التهجير. وقال المصدر أن العائلات الكُردية التي تتمكن من العودة عبر طريق منبج جرابلس او غيرها، وعند وصولها إلى عفرين ومطالبتها بمنازلها فإن المليشيات الإسلامية عادة ما تطلب مهلة قبل تسليمها المنزل، وخلال تلك المهلة، يُقدم المستوطنون القابعون في منازل الكُرد على حرقها قبل الخروج منها. وبرر المصدر فعل المستوطنين ذلك، في رغبتهم التغطية على عمليات السرقة التي يقومون بها، حيث يتم بذلك إخفاء جرائم السرقة التي يقومون بها، بحجة أن جميع محتويات المنزل قد حرقت. وفي التاسع والعشرين من يناير، كشفت “منظمة حقوق الإنسان في عفرين” بعض الانتهاكات والتجاوزات في ناحية شرا\شران. وقالت المنظمة في تقرير تابعته “عفرين بوست”، أن المليشيات الإسلامية التي تحتل قرية “قره تبه” أقدمت على قطع حوالي ستين شجرة زيتون (قطع عشوائي: قطع كامل الشجرة أو قطع نصفها أو الأفرع الضخمة منها) من عدة كروم تعود ملكيتها لعدة أشخاص. مضيفة أن المليشيات المحتلة في قرية “مشاليه\مشعلة”، بقيادة المدعو “ناصر نهار” من مليشيا “السلطان مراد”، قطعت بشكل قطع عشوائي 500 شجرة زيتون في مفرق طلعة القرية تعود ملكيتها للجمعية التعاونية الفلاحية منذ عشرات السنوات. وذكرت أيضاً أن المستوطنين في قرية “خرابة شران” قطعوا 32 شجرة زيتون من الأراضي الواقعة بين قرية خرابة شران وقطمة وجلبها إلى قرية خرابة شران وتقطيعها ومحاولة ترحيلها، ولكن صاحب الأشجار تقدم بشكوى لدى مليشيا “الشرطة” في شرا\شران، والتي تقاسمت حمل السيارة مع المستوطنين وتركتهم، بحجة أنهم ادعوا بأنهم قد اشتروا الحطب من أحد الفلاحين. مؤكدةً أن مسلحي المدعو “أبو بسام” من مليشيا “أحرار شرقية” قاموا بقطع أطنان من الأشجار الحراجية المحيطة ببلدة شرا\شران، متهمة مليشيات “الشرطة” والاحتلال التركي بالتواطؤ مع الجُناة. وأشارت المنظمة أن مسلحي مليشيا “لواء الحرب” التي تحتل بلدة “شرا\شران”، تقوم بقطع يومي للأشجار الحراجية، وبيع الطن بـ 12000 ل.س، مذكرةً أن طن الحطب لا يقل سعره عن 30000 ل.س في الحالات الطبيعية. وفي الثلاثين من يناير، أفاد مراسل “عفرين بوست” أن مسلحون من ميليشيا “حركة نور الدرين الزنكي” الإسلامية بقيادة الرائد “ياسر عبد الرحيم” اتخذوا من 14 منزلا عائدا للمهجرين، مقرات عسكرية لهم وذلك في قرية كيلا. وأوضح المراسل أن نحو 155 مسلحا بقيادة الرائد ياسر، وصلوا قبل نحو أسبوعين إلى قرية كيلا/كيلانلي التابعة لناحية بلبل بعد طردهم من قبل تنظيم “النصرة”، واستولوا على منازل المهجرين رغم أن القرية خاضعة لاحتلال ميليشيا “فيلق الشام” التابعة للاحتلال التركي. وأكد مراسل “عفرين بوست” أن أعمال النهب والتشليح والسرقة ازدادت في القرية ومحيطها مع قدوم هؤلاء المسلحين. وفي تقرير لـ “عفرين بوست”، أكد أن الميليشيات الاسلامية التابعة للاحتلال التركي تواصل منع المدنيين الكُرد من العودة إلى عدد من القرى ومنها قرية بيباكا التابعة لناحية بلبل. حيث تحتل القرية ميليشيات” لواء المعتصم” و”السلطان مراد” وقد سمحت لإحدى عشر عائلة فقط من أصل 155 عائلة بالعودة إلى منازلها، فيما لا تزال بقية سكان القرية مهجرة في القرى المجاورة، وكذلك مدينة عفرين والشهباء. ويحتل المسلحون والمستوطنين القادمون من إعزاز وتركمان بارح وريف إدلب وحماه وحمص، بيوت المهجرين من أبناء القرية ويتصرفون بممتلكاتهم وأكثر من نصفهم من التركمان. ووثقت “عفرين بوست” أسما السكان العائدين وهي كالتالي: (جمال دلو-محمد بكر شرف-محمد دلو-احمد قاسم -احمد رشيد -مصطفى دلو-ريزان رشيد -رسول رشيد-احمد معمو-عزالدين رشيد حبش-عبد القادر معمو). وقال الشاب المهجّر ريبر شيخ أحمد، لـ “عفرين بوست” أن عائلة منحدرة من حمص استوطنت منزله الكائن في قريته بيباكا، كما أن المسلحين استولوا على داره الآخر أيضا في مدينة عفرين. ويؤكد الثلاثيني ريبر، الذي يعيش حاليا في مدينة أربيل بإقليم كردستان العراق بعد تهجيره القسري من عفرين، أن الميليشيات المسيطرة على قريته أقدمت على قطاف وسرقة ثمار 1200 شجرة زيتون يملكها في القرية وتركها خلفه. وأشار ريبر أن الميليشيات استفسرت عنه من سكان القرية العائدين وسألت عن مكان وجوده بهدف اعتقاله بتهمة انتمائه للقوات الأمنية الكردية “الاسايش” قائلا” أنا مطلوب حيا أو ميتا من قبل المسلحين التابعين للاحتلال التركي، وهناك أفراد آخرون من عائلتي مطلوبون لها”. واعتقلت الميليشيات الشاب احمد رشيد عارف/23/عاما/ والمعروف باسم “أحمد بيباكا” منذ نحو خمسة أشهر ولا يزال مصيره مجهولا، كما جرى اعتقال الشاب رستم محمد كاني منذ نحو عشرة أشهر ومن المرجح أنه موجود في سجون مدينة إعزاز. فيما قال المواطن ” س” الذي يقيم حاليا في إحدى القرى المجاورة لـ “بيباكا” أنه حاول العودة إلى منزله في قريته إلا أن المستوطنين انهالوا عليه بالضرب وطردوه من القرية وسط تهديده بالقتل في حال عاود الكرّة. وأفادت مصادر خاصة لـ “عفرين بوست” أن مسلحي ميليشيا “لواء المعتصم والسلطان مراد” أقدموا على قطاف ثمار أكثر من 30 ألف شجرة زيتون عائدة لمهجري القرية، وأنهم سمحوا للعائدين فقط بجني محاصيل الزيتون العائدة لهم ولكن شريطة دفع نسبة 50% للمسلحين كإتاوة. وتوجد نحو 14 قرية تابعة لناحية بلبلة/بلبل لا تزال خالية أو شبه خالية من سكانها الأصليين مثل كوتانا وشيخورزي/3اقسام/ وقزلباشا وقسطل مقداد وعبودان وبركاشي وقرني وقورتا وقاشا على جارو وحفتارو، علاوة على مركز الناحية بلدة بلبل. وفي الواحد والثلاثين من يناير، قالت منظمة حقوقية في عفرين أن ظاهرة خطيرة وغير مألوفة، بدأت تنتشر في ريف إقليم عفرين الكُردي. وأضافت أن ذلك يجري في ناحية موباتا\معبطلي، من خلال ظهور جماعة تكفيرية متشددة مؤلفة من عشرة أشخاص وربما أكثر بقليل يرتدون ملابس مشابهة لألبسة الدواعش (كلابية قصيرة وكوفية). وأردفت المنظمة أن هؤلاء ينتشرون في زوايا الشوارع بالناحية وأمام الجامع، ليقوموا برش (بخ) العطر على المواطنين ويطلبوا منهم الدخول للجامع. مُختتمة بالقول، إن هؤلاء المتطرفين بدئوا خلال الأيام القليلة الماضية، بطرق أبواب الأهالي، ودعوتهم للذهاب الى الجامع للصلاة.
موسم الزيتون..
خرجت تقييمات عديدة للمبالغ التي سرقها الاحتلال التركي والمليشيات الإسلامية من موسم الزيتون الكردي في عفرين، وقال المكتب الإعلامي لحزب الوحدة أن انتاج كمية الزيت التقديرية في عفرين تبلغ /3/ مليون تنكة بوزن /16/كغ، وأن إجمالي خسائر الضياع وفرق السعر حوالي /105/ مليون دولار، عدا التكاليف المختلفة”. بدورها خصصت مجلة “لوبوان” الفرنسية ملفاً كاملاً لـ “تخلي الغرب عن الاكراد” تحت عنوان “مأساة الاكراد”، الى جانب تحقيقات كشفت كيف “قامت تركيا بنهب محصول الزيت في عفرين، وقد بلغت قيمته 130 مليون يورو العام الماضي، بعد ان هجّرت انقره 200 ألف كردي من المنطقة لدى استيلائها عليها في 18 من آذار/مارس الماضي، خلال عملية أطلق عليها، يا للمفارقة،” تقول “لوبوان”، اسم “غصن الزيتون”، وتشير “لوبوان” إلى أن “عائلات عفرين الكُردية، التي لجأت الى فرنسا، تستعد لتقديم شكوى ضد تركيا بتهمة التطهير العرقي لأكراد عفرين من خلال الخطف والتعذيب والنهب الممنهج وهي جرائم يمكن إدراجها تحت خانة الجرائم ضد الإنسانية” تقول “لوبوان”. فيما دعا عضو البرلمان السويسري بيرنهارد غول حكومة بلاده والبرلمان إلى إجراء تحقيق في صفقات مشبوهة لنظام الرئيس التركي رجب طيب اردوغان يقوم من خلالها بتمويل التنظيمات الإرهابية في سورية، ونقلت صحيفة بيبلكو الاسبانية عن غول قوله في رسالة وجهها إلى البرلمان السويسري إن “هناك عمليات تجارية غير مشروعة عبر بيع زيت الزيتون المسروق من منطقة عفرين شمال سورية والتي تحتلها قوات النظام التركي إلى دول أوروبية عدة” مؤكدا أنه “لا يهم إذا كانت الوجهة النهائية هي إسبانيا أو ألمانيا ولكن في رأيي من المهم للغاية أن تقوم الدول التي تقوم باستقبال البضائع التركية بإجراء تحقيق جنائي تحدد فيه الشركات التي تتعامل بتجارة الزيتون أو الزيت المسروق وفي حال ثبت أنه يباع كأنه زيت تركي فهو خرق واضح للقوانين”. ولعل أكثر ما اثار استهجان العفرينيين، كان أن وصل الزيت العفريني المنهوب من قبل الاحتلال التركي والمستوطنين المرافقين للمليشيات الإسلامية، إلى الأسواق الخليجية بطريقة مستهجنة، عندما نسب المستوطنون الزيت الكردي لأنفسهم، حيث تفاجئ الأربعاء، أحد أهالي عفرين المقيمين في السعودية بعبوات زيت الزيتون معروضة في احدى أسواق السعودية ومصدرها من جبال عفرين حسب المعلومات المكتوبة على العبوة، حيث توضح الصورة التي لقطت من مدينة الطائف السعودية، أن الشركة التي قامت بتعبئة الزيت العفريني المنهوب وتصديره إلى الأسواق السعودية هي مؤسسة “محمد سمير التتان” المسجلة في /سوريا-حماه/ وجرى تصدريها خصيصا لشركة “بركات الغوطة” التجارية في السعودية، وفي تعليق لها حول “وصول زيت عفرين المنهوب إلى الأسواق الخليجية والأوروبية”، استهجنت الصحفية الكُردية، “أمينة مستو” ذلك، وقالت لـ “عفرين بوست”: «بعد فشل كل المحاولات لحماية ربع الموسم على الأقل من السرقة، كان أبي الأكثر حظاً كونه لم يغادر عفرين واستطاع أن يحمي بعض التنكات للمونة بعد أن استولى المسلحون على كل موسم المنطقة»، وأضافت مستو أن «الصدمات تتوالى على المواطنين الذين يعيشون في أوربا ودول الخليج، وهم يرون زيت أهلهم المسروق في الأسواق بشركات تركية أو شركات تابعة لمستوطنين من الغوطة وغيرها من مناطق التسوية في سوريا».
الاختطاف..
واصل جيش الاحتلال التركي وميليشياته الإسلامية انتهاكاتهم ضدَّ المدنيين العزّل في عفرين المحتلة، وقالت مصادر إعلاميّة كُردية في الثالث عشر من يناير، إن مسلّحي مليشيا “العمشات” اختطفت 3 مدنيين في ناحية “شيه” بريف عفرين، وهم (أحمد كعلو- 27 عاماً، وليد جوجو- 24 عاماً، محمد كوجر- 36 عاماً). وفي التاسع عشر من يناير، أفاد مراسل “عفرين بوست” في مركز عفرين، أن الميليشيات الإسلامية شنت حملة اختطاف في صفوف المدنيين الكرد في مدينة عفرين، في محيط دوار ماراتي وسط المدينة، مشيرا إلى أن الحملة أسفرت عن اختطاف أكثر من 20 شخصا بينهم مواطنون من قريتي “كمرش وكوتانا”، بالتزامن مع حلول الفاجعة الأولى لبدء الغزو التركي على الإقليم الكردي. وفي العشرين من يناير، أقدمت الميليشيات الإسلامية او ما تسمى “الشرطة العسكرية” التابعة للاحتلال التركي، على اختطاف مواطنين كُرديين من منزلهما الكائن في ريف إقليم عفرين الكُردي. وقال نشطاء محليون، أن ميليشيا “الشرطة عسكرية” داهمت يوم أمس قرية “بيلي/بيلان” التابعة لناحية “بلبلة\بلبل”، واختطفت كل من “رستم محمد بن مصطفى” و”دارا عمر بن حسن”، واقتادتهما الى مركزها في بلدة شرا\شران. وفي الواحد والعشرين من يناير، أقدمت ميليشيا “أحرار الشرقية” الإسلامية التابعة للاحتلال التركي، على إعادة اختطاف عدد من المواطنين الكرد في قرية “موساكا” التابعة لناحية “راجو” بريف، بعدما أفرجت عنهم قبل أسبوع مُقابل دفع فدية مالية لها. وأفاد مراسل “عفرين بوست” في ناحية راجو، أن مسلحي ميليشيا ” أحرار الشرقية” أعادت اختطاف كل من “نضال مصطفى” و”أنور مسلم” و”محمد مصطفى” و”كمال مصطفى” و”سعيد موسى” و”عمر عليكو”، ليلة أمس الاثنين. وأشار المراسل أن تلك الميليشيا كانت قد اختطفت نفس الأشخاص قبل نحو أسبوع، وأفرجت عنهم بعد إجبارهم على دفع فدى مالية تُقدر بـ /150/ ألف ليرة سورية عن كل شخص منهم. وفي السابع والعشرين من يناير، اختطفت ميليشيا “فيلق الشام” الإسلامية والتابعة للاحتلال التركي الاحد، الممرض عدنان بستان كردي في ناحية راجو، وأفرجت عنه بعد أن عذبته بشدة وقبضت فدية مالية. وأفاد نشطاء محليون من الناحية أن المواطن عدنان كردي، من أهالي قرية بليلكو/بلاليكو، جرى اختطافه على يد مسلحين من ميليشيا “فيلق الشام” وجرى اقتياده إلى مركزها، الذين قاموا بتعذيبه بشدة بهدف الحصول على فدية مالية. وظهر الممرض عدنان، الذي يعمل كمعالج فيزيائي، في مقطع فيديو، صورته الميليشيا المذكورة لتبرئة ذاتها ونسب العملية لفصيل منشق عنها “فيلق المجد” وإظهارها على أنها الجهة الخاطفة. وذكر النشطاء أن الممرض عدنان سبق له أن تعرض لعدة مرات للخطف من قبل الميليشيا المذكورة بهدف طلب الفدية. وفي التاسع والعشرين من يناير، أقدمت ميليشيا “السلطان مراد” التابعة لقوات الاحتلال التركي برفقة جنود الأخير، على اقتحام قرية “قوتا\قوطانلي” في ناحية بلبلة\بلبل، واختطفت عدداً من المدنيين الكٌرد بحجة العمل مع “الإدارة الذاتية” السابقة. وأفاد مراسل “عفرين بوست” في بلبلة نقلاً عن مصدر خاص من الناحية أن ميليشيا “السلطان مراد” الإسلامية مُرافقة بعربات عسكرية تحمل جنود الاحتلال الأتراك، داهموا قرية قوتا/قوطانلي، وشنوا حملة مداهمات وتفتيش في منازل القرية، هم كل من (•جعفر جعفر •جميل جعفر •رشيد سيدو •حميد شيخو •علي أحمد حيدر •كاميران حيدر •محمد حنان شيخو •نضال حنان سيدو) وفق ناشطين، كما قال ناشطون أن المليشيات الإسلامية أقدمت على اختطاف الشاب “خليل محمد علي كوجر” البالغ من العمر 40 عاماً في مركز مدينة عفرين. كذلك أقدمت الميليشيات الإسلامية التابعة لجيش الاحتلال التركي على اختطاف المسن محمد طاري، من قرية بريمجة في ناحية معبطلي، واقتادته إلى جهة مجهولة. وقالت مصادر محلية إن مجموعة مسلحة تابعة للميليشيات الإسلامية اختطفت طاري، البالغ من العمر 70 عاماً بالقرب من قرية بريمجة دون معرفة الميليشيا التي تنتمي لها المجموعة المسلحة. كما أقدمت ميليشيا فيلق الشام على اختطاف أربعة أشخاص بالقرب من قرية قاسم أثناء توجههم إلى ناحية راجو، وقامت بسلب السيارة التي كانت تقلهم وسرقة مبلغ 500 ألف ليرة سورية وهواتفهم المحمولة. وقال ناشطون إن مجموعة مسلحة تابعة لفيلق الشام اختطفت كل من محمد صلاح سيدو، ومحمد مصطفى سيدو، ومحمد أحمد ابراهيم وداوود حسين إيبش، واقتادتهم إلى شركة المياه على طريق قرية كيلا في ناحية بلبلة، قبل سرقتهم وإطلاق سراحهم. كما اختطاف المدني عارف محمد 50 عاماً من أهالي قرية كعنيكوركة من الشارع داخل مدينة عفرين أثناء تسوقه مستلزمات محل السمانة العائد له، لتفرج عنه ميليشيا “الشرطة العسكرية” التابعة للاحتلال التركي بعد اختطافه يومين.
مفقودون..
وجه أهالي المحامي الكُردي “حسن منان” من أهالي قرية “سيويا\اليتيمة” التابعة لناحية “موباتا\معبطلي”، نداءاً عبر “عفرين بوست” للكشف عن مصيره. ووفقاً للمعلومات التي تتوفر لدى ذوي المحامي منان، فإن الأخير وخلال محاولته الخروج من عفرين إبان الغزو التركي المُرافق بالمليشيات الإسلامية، في السابع عشر من آذار\مارس، قد فقد الاتصال معه. ومنذ ذلك الحين، أي بعد مرور قرابة عشرة أشهر، لا يزال الاتصال مفقوداً مع المحامي منان، ولا يزال مصيره مجهولاً، حيث لا يعلم ذوه إن كان قد اختطف من قبل مسلحي المليشيات الإسلامية، أو أنه قد واجه مصيراً مختلفاً. ونوه ذوو المحامي منان، أن المرة الأخيرة التي شوهد فيها كانت في قرية “كورزيليه\قرزيحل”، والتي كانت تعتبر منطقة عبور سير على الاقدام بين قرى شيراوا ومركز مدينة عفرين، حيث سلك عشرات آلاف العفرينيين ذات الطريق للنجاة بأرواحهم من القصف العشوائي الذي طال عفرين إبان غزوها. ولا يزال مصير آلاف الشبان والمواطنين الكُرد مجهولاً، إذ فقد الكثير منهم حياته أثناء الدفاع عن إقليمهم الكُردي، فيما لم تتمكن فرق الإسعاف من إجلاء اعداد منهم، نتيجة استهداف الطواقم الطبية من قوات الاحتلال التركي وميليشياته الإسلامية. وأكدت سابقاً، مصادر محلية في العديد من قرى عفرين التي شهدت مواجهات مسلحة إبان الغزو التركي، وجود جثامين للعشرات من المقاتلين والمقاتلات الكُرد، بين الأراضي الزراعية وأشجار الزيتون، حيث منعتهم قوات الاحتلال وميليشياته الإسلامية من دفنهم، في محاولة للإساءة إلى قيمة الشهداء الكُرد وتوجيه رسالة ترهيب للأهالي.
اقتتال المسلحين..
في السادس عشر من يناير، قُتل مسلحان من الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي، في اقتتال داخلي فيما بينهم وقع وسط مركز إقليم عفرين، وأفاد مراسل “عفرين بوست” أن اقتتالاً داخلياً نشب، بين ميليشيا “جيش الإسلام” المَطرودة من غوطة دمشق من جهة، ومليشيا “أحرار الشرقية” التي ينحدر غالبية مسلحيها من ريف دير الزور من جهة أخرى، ونوه المراسل أن الاقتتال جرى بالقرب من دوار القبَّان، بمحيط الجسر الجديد وسط عفرين، ما أسفر عن سقوط قتيلين من مليشيا “احرار الشرقية”، دون تكشف أسباب الاقتتال، رُجح أن يكون نزاعاً على السطوة والنفوذ، إذ عادةً ما تقتل المليشيات على تقاسم مسروقات أهالي عفرين، أو على أحقية إقامة الحواجز وفرض الأتاوات على السكان الأصليين. وفي الخامس والعشرين من يناير، بدأت، حلقة جديدة من مسلسل المواجهات بين مسلحين من دير الزور ومستوطنين من الغوطة، وقالت وسائل إعلام موالية للمليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي أن ثلاثة مدنيين أصيبوا بجراح متفاوتة بعد تعرضهم للطعن بالسكاكين وإطلاق رصاص استهدف مكتبتهم في “شارع الفيلات” وسط عفرين من قبل عناصر ينتمون لمجموعة تابعة لمليشيا “جيش الشرقية”. وأفادت تلك الوسائل أن مسلحاً دخل “مكتبة ألوان”، وطلب من صاحبها المستوطن في عفرين من الغوطة الشرقية شراء “قلم” ليوضح له صاحب المكتبة بأنهم يقومون بجرد محتويات المكان وعليه العودة لاحقاً. وتابعت تلك الوسائل الموالية للمليشيات الإسلامية، أن المسلح أصر على الحصول على حاجته، وهدد بأنه سيأخذ كل أقلام المكتبة، ليتطور الحديث إلى مشاجرة كلامية بين الطرفين. وأضافت أن المسلح عاد إلى المكتبة الواقعة بالقرب من “دوار نوروز” وبصحبته 25 مسلحاً، قاموا بمهاجمة المستوطن وطعنه، في حين أصيب اثنان آخران بجروح طفيفة نقلوا على إثرها إلى المشفى. ومن جهة أخرى، قتل مستوطن من منطقة جوبر بريف دمشق، بعد تعرضه لإطلاق نار من قبل مجموعة مسلحة، لجيش الشرقية. عقب مُشادة كلامية جرت بين المستوطن الذي يعمل في محل لبيع ”الأسلحة”، حيث أصيب المدعو “أبو العز بقعة” وقتل ”ملحم حامد أبو كرم”، وأفادت مصادر خاصة من داخل المدينة، أن خلافا نشب بين مجموعة المدعو «أبو عزام/أحرار الشرقية/ والمستوطن “أبو كرم” المنحدر من القلمون الغربي، وتطور إلى اشتباك مسلح بين الطرفين في شارع الفيلات وسط المدينة، واستخدم فيه الرصاص والعصي، مسفرا عن مقتل المستوطن “أبو كرم” وإصابة اثنين من أقربائه علاوة على إصابة مسلحين من ميليشيا «أحرار الشرقية”. وفي السادس والعشرين من يناير، أظهرت مشاهد مصورة، بثها ناشطون لمظاهرة خرج بها مستوطنون، وهم يهتفون لإخراج مسلحي مليشيا “الشرقية” التي ينتمي غالبية مسلحيها إلى المنطقة الشرقية وبشكل خاص من محافظة دير الزور. وبينت الصور تجمهر قرابة المائتي مستوطن امام الكراج القديم في عفرين، محتشدين في مقابل مدخل ساحة الشهداء التي تم تأسيسها في عهد الإدارة الذاتية الكردية السابقة في عفرين. والتقى مع المستوطنين المتظاهرين المدعو رامي طلاس قائد مليشيا الشرطة الحرة في عفرين، وهو أحد المستوطنين المطرودين من مدينة الرستن بريف حمص، بموجب اتفاقات الاحتلال التركي مع روسيا، والتي تم فيها تسليم عفرين مقابل طرد المسلحين من حمص ودمشق. وبالرغم من محاولات التهدئة الحثيثة التي بذلها طلاس، الذي وعد مستوطني الغوطة بالسماح لهم للقاء مع والي الاحتلال التركي، إلا أن المستوطنين رفضوا ذلك معلنين استيائهم من الانتهاكات المتواصلة. ورغم أن المستوطنين يتمتعون بميزات كبيرة، ولا يستطيع المسلحون التجاوز عليهم كونهم في معظمهم مرتبطون بمليشيا ما تبعاً للمنطقة التي ينتمون اليها، الا ان احتجاجاتهم تثبت كم الانتهاكات التي يقوم بها المسلحون. وفي حين يحق للمستوطنين التظاهر والمطالبة بمحاسبة الجناة، فإن السكان الأصليين الكُرد في عفرين لا يتمتعون حتى بذلك الحق، إذا جرت محاولات سابقة لذلك، جوبهت بالقوة المسلحة، كما استشهد عدد من المواطنين الكُرد تحت التعذيب في معتقلات المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي. وبينت مشاهد أخرى بثت أمس محاولة أحد المستوطنين حرق نفسه بمادة البنزين، قبل أن يقوم آخرون بمنعه، احتجاجاً على تجاوزات مسلحي مليشيا الشرقية، التي يبدو أنها مارست مضايقات مقصودة بحق مستوطني الغوطة. وفي هذا السياق، أكد مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين الكردي، أن مسلحي ميليشيا “أحرار الشرقية” ضربوا طوقاً أمنياً في حي المحمودية وأغلقوا طريق راجو بين دوار نوروز والحي. وفي التاسع والعشرين من يناير، وفي إطار اقتتال المسلحين على السطوة والنفوذ والسرقات، أشار مراسلنا أن مواجهات اندلعت ليلة الاثنين، بين مليشيا “فرقة الحمزة” ومليشيا “الجبهة الشامية”، ما أسفر عن سقوط جرحى بين الطرفين، نتيجة الخلاف حول أحقية استيلاء أي من الميليشيتين على الأراضي الزراعية في قرية “عين دارة”!. كذلك، أغلقت هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً – تنظيم القاعدة في سوريا)، المعابر المؤدية من ريف حلب الغربي وريف إدلب إلى إقليم عفرين بالسواتر الترابية بشكل تام، بعد منعها حركة التنقل إلى مناطق تحتلها مليشيات إسلامية معروفة بـ (الجش الحر، الجيش الوطني) التابعين للاحتلال التركي. وقالت مصادر محلية إن هيئة تحرير الشام وضعت سواتر ترابية على طريق دارة عزة المؤدي إلى معبر قرية غزاوية في ناحية شيراوا، ومنعت بذلك مرور القوافل التجارية وحركة المدنيين من ريف حلب الشمالي إلى الغربي. وسيطرت هيئة تحرير الشام على بلدات وقرى ريف حلب الغربي وريف إدلب بعد طردها الميليشيات الإسلامية التابعة لجيش الاحتلال التركي مطلع كانون الثاني/ يناير الجاري، إذ توجه مسلحو مليشيا الزنكي وحركة أحرار الشام الإسلامية المتطرفتين إلى ريف عفرين عقب خروجهم من تلك المناطق، في خطوة أكد مراقبون أنها بتخطيط تركي لزيادة اعداد المستوطنين في الإقليم الكردي.
تفجيرات..
في الخامس عشر من يناير، وقع انفجار في مدينة عفرين مساءاً بالقرب من مركز الاسايش السابق في حي المحمودية، ناجم عن تفجير عبوة ناسفة بسيارة فان من نوع هيونداي، وقال ناشطون أن التفجير الذي حصل في حي المحمودية بعفرين، استهدف مقراً لمليشيا “فرقة الحمزة” التابعة للاحتلال التركي، مشيرة في هذا السياق إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف المسلحين، وأظهر مقطع مصور بثه ناشطون سيارة وقد تم تدميرها بشكل كامل، إضافة إلى انتشار الفوضى والتسيب في صفوف مسلحي المليشيات الإسلامية. وفي الثامن عشر من يناير، قتل سبعة عناصر وأصيب أربعة آخرين من ميليشيا الحمزة التابعة لجيش الاحتلال التركي، جراء قصف صاروخي على نقطة عسكرية في قرية كيمار التابعة لناحية شيراوا بريف عفرين، وقالت مصادر محلية إن مقاتلي وحدات حماية الشعب استهدفوا بصاروخ حراري من قرية سوغناكه في ناحية شيراوا مقراً عسكرياً لميليشيا الحمزة في قرية كيمار، ما أسفر عن مقتل 7 عناصر وإصابة أربعة آخرين. واستهدفت القوات التركية وميليشيا الحمزة قرية سوغناكه بقذائف مدفعية عقب استهداف النقطة العسكرية بصاروخ حراري، ما أدى لإصابة أربعة مدنيين بجروح طفيفة ووقوع ضرار مادية في منازل الأهالي، بحسب المصادر ذاتها. وفي العشرين من يناير، قتل مسلحان من الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي في انفجار عبوة ناسفة بهما، وأفاد مراسل “عفرين بوست” في مركز الإقليم، أن مسلحين من ميليشيا “فليق الرحمن” الإسلامي (المطرود من ريف دمشق بموجب تفاهمات بين انقرة وموسكو)، قتلا إثر انفجار عبوة ناسفة بهما في معسكر قرب قرية “قيباريه\عرش قيبار”، الذي تبعد نحو 5كم شرقي عفرين المدينة. وكانت عبوة ناسفة موضوعة في حاوية للقمامة، انفجرت بالقرب من مركز الأسايش سابقاً بحي المحمودية، دون أن يسفر عن إصابات. وفي العشرين من يناير، تزامناً من الفاجعة الأولى للغزو التركي، انفجرت عبوتين ناسفتين استهدفت احداها حافلة نقل عامة في محيط دوار كاوا وسط مدينة عفرين، وأفاد مراسل “عفرين بوست” أنه قد حصل انفجاران متزامنان ناجمان عن تفجير عبوتين ناسفتين، إحداها انفجرت في مساحة خالية مقابل كراج المدينة، والأخرى استهدفت حافلة نقل مدينة/سرفيس، عائدة لمواطن يُدعى “شيخ”، وأسفرت عن أربعة ضحايا، بينهم ثلاثة من المستوطنين، وشهيد كُردي واحد، واصابة خمسة أشخاص آخرين، 3 منهم من الكرد، واثنان من المستوطنين. وحسب مصادر خاصة لـ “عفرين بوست” فإن الشهيد الكردي هو المواطن “جميل بكر”، من أهالي قرية خليلاك ويعمل كتاجر زيت، فيما أصيب كل من المواطنون الكرد “حورية محمود، محمد موسى ورفعت شيخ سيدي (سائق الحافلة)” بإصابات متفاوتة. وكشف أحد الناجين من تفجيرات عفرين لـ “عفرين بوست” تفاصيل عن التفجيرات التي ضربت حافلة، وأكد الناجي (س، ه) أنه بينما كان يستقل الباص (السرفيس) مُتوجها إلى حي الأشرفية، صعدت امرأة منقبة في مفرق فرن الذرة إلى الباص، وهي تحمل بيدها كيساً أسوداً وضعته أسفل الكرسي، ونزلت أمام الكراج القديم، مشيراً إلى أنه يتذكر أن تلك المرأة المنقبة نزلت خالية اليدين دون أن يخطر بباله الشكوك حول ماهية الكيس المتروك تحت الكرسي. وأضاف الناجي أنه بعد مسافة 150 متراً ولحظة وصول الباص إلى ما بعد مقصف النجار بأمتار قليلة، وقع الانفجار، ليغما عليه بعدها، ولا يتذكر شيئاً إلى أن وجد نفسه في المشفى. وفي هذا السياق، أكدت عدة مصادر متقاطعة أن مسلحين من الميليشيات الإسلامية مما يسمى “الشرطة المدنية”، روجت في اليوم الذي سبق التفجيرات عن وجود مُفخخة داخل المدينة وأنها تبحث عنها! وعقب التفجيرات، شنت الميليشيات الإسلامية عمليات اختطاف في المنطقة الصناعية طالت عدداً من الحرفيين بتهمة الوقوف وراء التفجيرات، حيث دأبت تلك الميليشيات على شن عمليات مًماثلة بين المدنيين الكًرد حصراً بعد كل عمل تخريبي. ويرجح ناشطون أن تلك الميليشيات هي نفسها من تقف وراء تلك التفجيرات المتواترة بين الفترة والأخرى، بهدف بث البلبلة والذعر بين سكان عفرين الأصليين الكُرد، للضغط عليهم ودفعهم نحو ترك الإقليم الكردي وإحداث تغيير ديموغرافي شامل لصالح المستوطنين من عوائل المليشيات الإسلامية. وفي هذا السياق، دعا الناشطون الكُرد الأهالي الموجودين في عفرين إلى توخي الحيطة والحذر، واليقظة في حال مصادفتهم حالات مماثلة لمنقبات قد يحملن مفخخات!. وفي الثالث والعشرين من يناير، انفجرت سيارة مفخخة، أمام مقر ميليشيا “أحرار الشرقية” الاسلامية التابعة للاحتلال التركي، في حي المركز الثقافي وسط مدينة عفرين، مُسفرةً عن سقوط قتلى وجرحى في صفوفها. وأفاد مراسل “عفرين بوست” من المدينة أن سيارة “صفراء اللون” مفخخة، انفجرت أمام المركز الثقافي الذي تتخذه ميليشيا “أحرار الشرقية” الاسلامية مركزاً لها، وأسفر عن سقوط عدد من المسلحين بين قتيل وجريح.
قصف..
في الثامن عشر من يناير، أصيب مدني في قصف نفذته لميليشيات الاسلامية التابعة للاحتلال التركي على قرية صوغانه/سوغانكي التابعة لناحية شيراوا بريف اقليم عفرين، وقصفت المليشيات الإسلامية انطلاقا من قرية كيمار المحتلة والمُجاورة، حيث سقطت عشرة قذائف على القرية حسب مصادر عفرين بوست المحلية. وتسبب القصف بإصابة المواطن علي مامو وعدد آخر من المواطنين. وفي الثالث والعشرين من يناير، قالت قوات الاحتلال التركي، أن مدفعيته المتمركزة في منطقة تحتلها مليشيات “درع الفرات” التابعة له، قصفت مواقع لوحدات حماية الشعب في منطقة تل رفعت التابعة لمقاطعة الشهباء. وقالت وكالة الأناضول التركية إن مدفعية الجيش التركي أطلقت 5 قذائف على مواقع “ي ب ك” في محيط تل رفعت، وهي المنطقة التي هجر إليها أكثر من 150 ألف عفريني من مجموع قارب 350 ألف مهجر، إبان الغزو التركي لمقاطعة عفرين.
قتل..
في الخامس عشر من يناير، عثر مواطنون، على جثمان المواطن الكُردي “عكيد محمد شيخ حسن”، وهو مَرمي بين حقل زيتون عائدةٍ له، في سهل قرية آفرازي بالقرب من منطقة زرافكي، وذلك بعد فترة اختفاء طالت ثلاثة أيام، وبحسب مصادر خاصة لـ “عفرين بوست” أن الشاب “عكيد” خرج من منزله قبل أربعة أيام إلى مدينة عفرين لتسجيل حضوره لدى محكمة عفرين، ولم يعد بعدها، إلى أن عثر مواطنون على جثته مَرمية قرب سيارته في حقل الزيتون العائد له، وأكدت تلك المصادر أن “عكيد” كان في الفترة الماضية، معتقلاً لدى الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي، والتي فرضت عليه زيارة المحكمة لتسجيل وجوده في الإقليم، ولم تتوضح بعد ملابسات استشهاده والجهة التي تقف ورائها، والمواطن عكيد /24عاماً متزوج ولديه ولدين، وهو من أهالي قرية آفرازي التابعة لناحية موباتا/معبطلي، ويشير التضيق الذي مورس على عكيد واختطافه السابق من قبل المليشيات الإسلامية بأصابع الاتهام إلى المسلحين التابعين للاحتلال التركي، خاصة أنهم الجهة المسؤولة حالياً عن سلامة المواطنين الكُرد، بعد أن فرضوا أنفسهم بقوة السلاح التركي على أهالي المنطقة الكردية، وانهوا بذلك حالة الأمن التي كانت تعيشها عفرين إبان حكمها من قبل “الإدارة الذاتية” الكُردية. وفي الواحد والعشرين من يناير، قالت وسائل إعلام موالية للمليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي، إن ما يسمى “الجهاز الأمني التابع” لمليشيا “فيلق الشام” سلم جثة أحد مسلحيها لذويه الذين يستوطنون في منطقة ميدانكي بريف إقليم عفرين، بعد تعرضه للتعذيب خلال فترة سجن لأكثر من أسبوع في سجون المليشيا. ووفقاً لتلك الوسائل الإعلامية الموالية للمليشيات الإسلامية، فإن المدعو “محمد سعيد العتر” المسلح الذي حارب مع جيش الاحتلال التركي اثناء غزو عفرين، ينحدر من مدينة القصير بريف حمص، وقد قتل تحت التعذيب في سجون ميلشيا “فيلق الشام”، بعد تعذيبه، نتيجة قيامه بأعمال سرقة وفق المليشيا نفسها.
النظام السوري..
في الثالث والعشرين من يناير، أفاد مصدر خاص من ناحية شيراوا لـ “عفرين بوست”، أن النظام السوري يعرقل عمليات التسلل والهجومية التي تنفذها وحدات حماية الشعب ضد مواقع الاحتلال التركي وميليشياته الإسلامية في إقليم عفرين الكُردي، ورجح المصدر أن يكون الاحتلال التركي قد مارس ضغوطا على الجانبين الروسي والإيراني المتواجدين في عدة نقاط عسكرية في مناطق الشهباء والقرى الثمانية التي تشكل الحزام الأمني لبلدتي نبل والزهراء، وذلك لوضع حد للعمليات العسكرية في تلك المناطق المتداخلة، وهذا ما دفعت الوحدات الكردية إلى العمل باسم جديد “قوات تحرير عفرين”. وفي السابع والعشرين من يناير، قال “مراسل عفرين” في حي الاشرفية بمدينة حلب، أن قوات النظام السوري تعمد إلى إجراء مسح في المناطق الخاضعة لسيطرته تحت حجة التأكد من قاطني المنازل، وذلك عقب عودة قسم كبير من السكان الكُرد الى الحي المعروف بأنه يحوي غالبية كُردية. وقبل وصول الحرب الأهلية السورية إلى حلب، اشتهرت عدة مناطق في محافظة حلب بأنها ذات غالبية كردية، ومنها حيا الاشرفية والشيخ مقصود، حيث لا يزال الأخير خاضعاً لوحدات حماية الشعب التي تشكل العامود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية. وأضاف مراسل “عفرين بوست”، أن لجان تابعة للنظام السوري تقوم بزيارة جميع المنازل في حي الاشرفية بحجة التأكد من قاطنيها، وأثناء ذلك تطلب من السكان دفتر العائلة ورقم الهاتف ومعلومات حول الشبان الذين هم في عمر الخدمة العسكرية الإلزامية او الاحتياطية في صفوف قواته. وتجنب الشعب الكردي خلال سنوات الحرب الاهلية السورية ارسال أبنائهم إلى الخدمة الإلزامية، حيث سجل آلاف الشبان حالات تخلف عن الخدمة الإلزامية، لكن احتلال عفرين اجبر الكثير منهم على التوجه نحو مناطق سيطرة النظام في حلب، حيث قام الأخير باعتقال الكثير منهم والحاقهم بصفوف قواته. ويحاول الشبان الكرد المتواجدون في مناطق الشهباء الوصول الى حلب عبر سلك طرق التهريب التي يتكفل بها تجار البشر وهم في غالبهم من بلدتي نبل والزهراء المواليتان للنظام السوري، حيث جرت عمليات تهريب البشر بأسعار كبيرة في بداية احتلال عفرين وصلت إلى مليون ليرة سورية للشخص الواحد، وانخفضت مؤخراً عند اعتاب الـ 75 ألف ليرة سورية. وفي هذا السياق، قال مصدر مدني لمراسل “عفرين بوست” أن “قوات النظام السوري وعقب زيارتها منزله بحجة التأكد من ثبوتيات امتلاكه منزله، بدأت سؤاله عن شبابه الذين في عمر الخدمة العسكرية استناداً إلى المعلومات الموجودة في دفتر العائلة، حيث يتم تسجيل جميع المعلومات المتعلقة بجميع الشبان، لكن دون التطرق لسبب السؤال”. وأضاف المواطن أنه و”عقب عدة أيام، اتصلت قوات النظام معه وطلبت منه التوجه لحاجز قوات النظام المتواجد امام حديقة الاشرفية بحي الاشرفية، حيث يتمركز عناصر للنظام السوري هناك”. مردفاً: “لدى توجهي برفقة اثنين من جيراني الذين كان قد تم الاتصال بهم ايضاً، جرى سؤالي عن ابني، وقد اخبرتهم انه موجود في المانيا، وعندها طلب مني أن أقوم بتسليم ابني في حال عودته الى سوريا، وقد امضيت على أوراق رسمية تثبت أني تلقيت تبليغ حول ضرورة التحاق ابني بالخدمة الاحتياطية في صفوفه”. وتتقاسم السيطرة في حي الأشرفية قوات النظام السوري، ووحدات حماية الشعب، حيث يتواجد حاجزان متقاربان بالقرب من جامع صلاح الدين بالحي، يفصل بين الجانبين، حيث يسيطر النظام السوري من جامع صلاح الدين باتجاه الدوار الثاني وما بعد، في حين تسيطر وحدات حماية الشعب في المنطقة الممتدة ما بين جامع صلاح الدين وصولاً إلى حي السكن الشبابي وامتداداً إلى حي الشيخ مقصود. وتمكنت كل من روسيا وتركيا من تحقيق صفقة على حساب عفرين ومناطق في ريف دمشق وحمص، عندما جرى الموافقة من جانب روسيا على اجتاح عفرين، مقابل إخلاء تركيا لمناطق تسيطر عليها مليشيات مدعومة من قبلها في محيط دمشق، ونقلها إلى عفرين بغية تغيير ديمغرافيتها والقضاء على كُردية المنطقة. ووفرت الصفقة التركية الروسية مكسباً كبيراً للنظام من خلال إفراع الحاضنة السنية في محيط العاصمة دمشق، حيث تمكن رئيس النظام السوري بشار الأسد من زيارة الغوطة الشرقية يوم الثامن عشر من آذار مارس المنصرم، أي في يوم احتلال تركيا لمنطقة عفرين الكردية، وهي زيارة لم يتمكن أحد من مسؤولي النظام القيام بها خلال سنوات خلت، نتيجة سيطرة المليشيات الإسلامية عليها. ومنذ احتلال عفرين آذار\مارس المنصرم، لا يسمح النظام السوري للمواطنين الكُرد الذين تنتمي قيودهم إلى عفرين بالتوجه إلى حلب، حيث سبق وأعيد المئات من المواطنين المسنين والسيدات من على حواجزه في مشارف حلب إلى مدينة تل رفعت بريف حلب الشمالي أو مناطق الشهباء، في حين كان يتم اعتقال الشبان ممن هم في عمر الخدمة الاحتياطية أو الإلزامية لصالح قوات النظام. كما شكلت عمليات تهريب المهجرين العفرينيين من مناطق الشهباء نحو الأحياء التي تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية في حلب كحي “الشيخ مقصود”، إضافة إلى باقي أجزاء حلب، “تجارة رابحة” للمهربين الذين ينحدرون في غالبيتهم من بلدتي (نبل والزهراء).