عفرين بوست – متابعات
بعد أن هددت تركيا بتنفيذ هجوم عسكري آخر في شمال سوريا وسط الخلافات التركية مع روسيا والولايات المتحدة وبروز اسم بلدة تل رفعت كهدف لهذه العملية, أوضح الكاتب التركي (فهيم تاشتكين) في مقالة له على موقع (المونيتور) الأمريكي بأن معظم المحللين الأتراك يستبعدون أن يأمر أردوغان بإطلاق عملية عسكرية واسعة النطاق في سوريا, ويخاطر بتصعيد كبير دون الحصول على ضمانات من روسيا لاستخدام المجال الجوي السوري, مشيراً إلى أن استقالة خمسة قادة عسكريين أتراك مسؤولين عن مهام متعلقة بسوريا تثير تكهنات بتصاعد السخط وعدم الرضا في الجيش التركي بشأن العمليات العسكرية التي تفتقر فيها القوات التركية إلى الحماية الكافية.
وأضاف تاشتكين: لا يمكن أيضاً استبعاد احتمال شن عملية عسكرية تركية جديدة في سوريا بسبب مشاكل أردوغان السياسية والاقتصادية المتزايدة في الداخل والتي قد تدفعه إلى مغامرة عسكرية أخرى لتشتيت انتباه الجمهور وإذكاء المشاعر القومية وتأجج التصور بأن أنقرة تمهد الطريق لحملة عسكرية عندما سقطت خمس قذائف هاون أطلقها مجهولون من سوريا في بلدة كركاميش الحدودية التركية دون وقوع إصابات, حيث أعاد هذا الحادث إلى الأذهان تسجيلاً صوتياً تم تسريبه في عام 2014 وصف فيه رئيس المخابرات التركية على ما يبدو كيف يمكنه شن هجوم صاروخي على تركيا من سوريا لتوفير ذريعة للحرب, حيث تقوم عناصر تابعة لتركيا باستهداف الأراضي التركية لخلق الذرائع من أجل إطلاق عمليات عسكرية.
ومن جهة أخرى أوضح الكاتب بأن فورة أردوغان هي رد فعل على الرئيس الأمريكي (جو بايدن) الذي أقرّ بأن تصرفات تركيا في سوريا تهدد الأمن القومي الأمريكي والمصالح الأمريكية.
وأشار الكاتب إلى أنه ومن خلال القول بأن تركيا تتعرض للهجوم يسعى أردوغان إلى زيادة الضغط على واشنطن لإنهاء الدعم الأمريكي لقوات سوريا الديمقراطية, وتبدو ورقة (تل رفعت) وكأنها أداة يستخدمها أردوغان للحفاظ على الوضع الراهن في إدلب, ومع ذلك لا يمكن لمثل هذه المناورات أن تصد الضغوط على تركيا في إدلب إلى الأبد, فقد أظهرت روسيا عدم وجود رغبة لديها في مقايضة تل رفعت ومنبج بإدلب, ومن غير المرجح أن توافق روسيا على هجوم تركي جديد من وجهة نظر دمشق لأن القضية حرجة للغاية بسبب الاعتبارات التالية:
– استيلاء القوات التركية على تل رفعت قد يجعل حلب عرضة للهجمات مرة أخرى.
– إن ربط قوات المعارضة في مناطق درع الفرات وغصن الزيتون التي تسيطر عليها تركيا بممر تل رفعت سيوسع الجبهة المعارضة للحكومة السورية.
– إذا حصل ذلك فقد تستولي تركيا على منبج أيضاً وسيؤدي ذلك إلى السيطرة التركية على منطقة غرب الفرات في شمال سوريا بأكملها.
– ستعرض السيطرة التركية على تل رفعت المستوطنات الشيعية في حلب للخطر, مما يعني أن حزب الله والجماعات الشيعية الأخرى المدعومة من إيران ستقاوم مثل هذه الخطوة.
– إذا أصبحت تل رفعت تحت السيطرة التركية فستكون المكاسب الاستراتيجية المتعددة للحكومة السورية في خطر وسيصبح إخراج القوات التركية من المنطقة أكثر صعوبة.
وفي ختام مقالته قال الكاتب: في سيناريو آخر قد تحصل تركيا على ضوء أخضر لعملية محدودة في تل رفعت لن تؤثر على السيطرة على الأرض مقابل انسحابها من طريق إم 4 في إدلب, وبالنظر إلى الأهمية التي توليها دمشق وحلفاؤها لتل رفعت فإن أية خطوة هناك ربما تتطلب خطوة كبيرة من قبل أردوغان من شأنها أن تغير الوضع على الأرض بشكل كبير.
نقلا عن موقع حزب الاتحاد الديمقراطي