عفرين بوست-خاص
تواصل المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين ممن تسمي نفسها “الجيشَ الوطني السوريَ/ الجيش الحر”، انتهاكاتها بحق السكان الأصليين الكُرد في إقليم عفرين الكُرديّ المُحتل، التابع لـ “الإدارة الذاتيّة في شمال سوريا” سابقاً.
وفي هذا السياق رصدت “عفرين بوست” جملة من الوقائع التي حصلت خلال الفترة من الأول حتى الثامن من أكتوبر/ تشرين الأول 2021، (علماً أن هذه الانتهاكات ليست إلا ما تمكنا من توثيقه، ولا تتعدى أن تكون غيضاً من فيضِ الاحتلال!).
وفيما يلي ملــخص الأسبوع:
ــ شابٌ كرديّ يُقدم على الانتحار بسبب مضايقات ميليشيات الجبهة الشامية
ــ بسبب جوال زيتون مسروق عنصر من عشيرة الموالي يقتل ابن عمه في قرية “قستليه مقديد”
ــ استشهاد طفل وإصابة اثنين آخرين بجروح في قرية زارتيه/الزيارة بانفجار قنبلة عنقودية
ــ اختطاف 14 مواطنين كرد في عفرين بينهم ثلاث مواطنات. واعتقال شابين كرديين في مدينة حلب.
ــ مناشدة من داخل عفرين لإنقاذها من الموت بعد اكتساح كورونا للمدينة وأريافها
ــ ظاهرة خطيرة باستمرار عمليات بيع عقارات للمستوطنين في مدينتي عفرين وجنديرس
ــ تقرير حقوقي ميليشيات السلطان مراد المعتصم ينهبون المنطقة الصناعيّة في رأس العين/ سري كانيه
ــ بتمويل إخوانيّ ــ كويتي افتتاح قرية “بسمة” الاستيطانية في قرية شاديريه الإيزيدية بريف عفرين
ــ الاستيلاء على آلاف أشجار الزيتون وسرقة المحصول قبل بدء الموسم، وقطع مائتي شجرة زيتون.
وجاءت التفاصيل على الشكل التالي:
ــ جرائم القتل:
شابٌ كرديّ يُقدم على الانتحار بسبب مضايقات ميليشيات الجبهة الشامية
ــ في الخامس من أكتوبر/ تشرين الأول، أفاد مراسل عفرين بوست بأنّ شاباً كرديّاً أقدم اليوم الثلاثاء، على الانتحار بإطلاق الرصاص على نفسه من بندقية آلية، بسبب المضايقات التي كانت تمارسها ميليشيات الجبهة الشامية بحقه والتهديدات المستمرة باعتقاله وابتزازه مالياً.
وأوضح مراسل عفرين بوست أنَّ الشاب محمد بلال بلال، الذي يعمل في مطعم “تشكين ناغت” قرب السوق الصينيّ على طريق راجو في مركز مدينة عفرين، وأقدم على الانتحار بإطلاق الرصاص على نفسه، بسبب مضايقة المدعو “أبو جعفر ماير”، أحد مسلحي “الجبهة الشامية” عليه ومطالباته المتكررة بدفع فدى ماليّة والتهديد باعتقاله بسبب فرار شقيقه من مدينة عفرين جراء تعرضه خمس مرات للاختطاف من قبل الميليشيا ذاتها.
وأشار المراسل إلى أنَّ المدعو “أبو جعفر” طالبه اليوم أيضاً بفدية مالية لقاء عدم التعرض له واعتقاله بدلاً عن شقيقه، بينما كان يعمل في المطعم (معلم شاورما)، ما دفعه إلى جلب بندقية من أحد معارفه في جوار المطعم وأقدم على الانتحار بإطلاق الرصاص على رأسه، وفارق الحياة على الفور.
الشهيد” بلال” متزوج ولديه 3 أطفال، وهو من أهالي ناحية بلبله/بلبل.
يشار إلى أنّ مليشيا الجيش الوطني الموالي للاحتلال التركيّ تمارس أشنع انواع المضايقات والانتهاكات بحق اهالي عفرين ويتخذون تهمة التعامل مع الإدارة الذاتية السابقة او أداء خدمة الدفاع الذاتي حجة لخطف وابتزاز أهالي عفرين لتحصيل فدى مالية.
ــ الاختطاف وعمليات الابتزاز:
ــ في الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول، ذكرت عفرين بوست بأن سلطات الاحتلال التركيّ اعتقلت يوم أمس الجمعة، ثلاثة مواطنين كرد، بينهم امرأة بذريعة تعاملهم مع الإدارة الذاتية السابقة في إقليم عفرين شمال سوريا.
وقالت مصادر “عفرين بوست” أن الاستخبارات التركية شنت عمليات مداهمة في مدينة جنديرس ونفذت عمليات اعتقال طالت عدة مواطنين كرد، عرف من بينهم: المواطن عدنان عربو وحسن محمود تمو والمواطنة ثريا بركات (63عاماً)، ولا تتوفر معلومات حول مصير المعتقلين الثلاثة حتى اليوم.
وأضافت المصادر أن عمليات الاعتقالات الجديدة في مدينة جنديرس، تأتي بعد أيام من اعتقال مسؤول كبير في الاستخبارات التركية بتهمة تغطيته على مواطنين متهمين بالعمل مع الإدارة الذاتية السابقة مقابل تلقي رشاوي.
ــ في الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول، أفاد مراسل عفرين بوست بأنّ مليشيا فرقة الحمزات التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، اختطفت أول أمس الخميس 30/9/2021، المواطن الكردي “عبدو محمد حيدر” من أهالي قرية قوجمان- جنديرس واقتادوه إلى مركز الناحية.
وأوضح مراسل “عفرين بوست” أن المواطن “عبدو” تعرض للاعتقال للمرة الثالثة منذ احتلال مدينة عفرين، بالرغم من ثبوت براءته من التهم الموجهة إليه ودفعه فدية مالية في كل مرة، وذلك بعد قيام الميليشيا بتغيير عناصرها المتحكمين في القرية.
وأضاف مراسلنا، أن مليشيا “فرقة الحمزات” أقدمت على سرقة 8 جوالات زيتون من حقله الواقعة في قرية ”قيله” ومصادرة هاتفه الخليوي، دون معرفة التهمة الموجهة إليه.
وخلال شهر أيلول الماضي، رصدت “عفرين بوست” وقوع 35 حالة اعتقال واختطاف بحق السكان الأصليين في مناطق متفرقة من إقليم عفرين المحتل، وكذلك تم رصد الإفراج عن 12 مواطناً، بينهم معتقلون قضوا فترات طويلة في سجون الاحتلال التركي.
ــ في الخامس من أكتوبر/ تشرين الأول، ذكرت عفرين بوست أنَّ ميليشيات الاحتلال التركي اختطفت يوم أمس الإثنين، ثلاثة مواطنين في قرية فارفرتين بناحية شيراوا بعد مداهمة منازلهم في القرية دون التمكن من معرفة التهمة الموجهة إليهم.
وفقاً لمصادر محليّة، فأن الميليشيات اختطفت كلاً من المواطنين (أكرم حسين – محمد خالد وزوجته نازه عمر أحمد)، مشيراً إلى أن الميليشيات أفرجت عن المواطنة “نازي” بعد عدة ساعات، وساقت البقية إلى جهة غير معروفة حتى الآن.
وأضافت المصادر أنّ المختطفين الثلاثة تعرضوا للتعذيب الشديد بعد اختطافهم.
بعض حالات الاعتقال في أيلول
في 17/9/2021 أقدمت سلطات الاحتلال التركي على اعتقال المواطن بيرقدار محمد مصطفى/ الملقب مستانكي (51 عاماً) من أهالي قرية أشكا/ أشكان غربي – ناحية جنديرس.
وكان المواطن بيرقدار عائداً إلى مدينة عفرين ترافقه عائلته بنيةِ الاستقرار فيها، قادماً من مدينة حلب ــ حي الشيخ مقصود بعد أكثر من 3 سنوات من التهجير القسريّ. واقتيد المواطن بيرقدار إلى جهة مجهولة، فيما تركت زوجته وأولاده لوحدهم. ولم تتوفر معلومات عن مصيره.
وفي 23/9/2021، أقدم مسلحون من الميليشيات التابعة لاحتلال التركي على اختطاف المواطنة الكرديّة نسرين حمو وقاص وشقيقها المواطن محمد حمو وقاص من أهالي قرية كاخرة/ ياخور التابعة لناحية موباتا/معبطلي، ليتم الإفراج عنهم بعدما دفعهم فدية ماليّة مقدارها ثلاثمائة دولار أمريكي عن كلٍّ شخص منهم.
وفي 20/9/2021 اعتقلت الاستخبارات التركيّة وميليشيا الشرطة المدنية، المواطنة الكرديّة سلطانة (50 عاماً) زوجة المواطن محمد رشيد عبدو علي من أهالي قرية آفرازة/ أبرز، بناحية موباتا/ موباتا، وأطلق سراحها بتاريخ 22/9/2021 ولم تُعرف التهمة الموجهة لها.
ــ في السادس من أكتوبر/ تشرين الأول، أفاد مراسل عفرين بوست بأنّ ميليشيا “فيلق الشام” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، اختطفت السبت 2/10/20211، مواطناً كردياً في قرية جلمة التابعة لناحية جنديرس، وذلك بتهمة انتمائه لـ “وحدات حماية الشعب” إبان فترة الإدارة الذاتية في إقليم عفرين شمال سوريا.
وقال مراسل عفرين بوست” أن المواطن صبحي محمد كنجو (23 عاماً) اختطف من منزله وتم سوقه إلى جهة مجهولة، مشيراً إلى أن الميليشيا تطلب من ذويه فدرة مالية وقدرها 3 آلاف دولار أمريكي للإفراج عنه.
وخلال شهر أيلول الماضي، رصدت “عفرين بوست” وقوع 35 حالة اعتقال واختطاف بحق السكان الأصليين في مناطق متفرقة من إقليم عفرين المحتل، وكذلك تم رصد الإفراج عن 12 مواطناً، بينهم معتقلون قضوا فترات طويلة في سجون الاحتلال التركي.
ــ في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، علمت “عفرين بوست” اليوم الخميس، أن سلطات الاحتلال التركي أقدمت قبل نحو أسبوع على اعتقال خمسة من موظفي مجلس راجو المحلي التابع للاحتلال التركي، دون التمكن من معرفة التهم الموجهة إليهم.
وقال مراسلنا إنّ عملية الاعتقال جاءت بناءً على أوامر القائمقام التركيّ بناحية راجو، وعُرف من المعتقلين مواطن كردي اسمه “عماد” والذي أفرج عنه أول أمس الأربعاء، فيما لت تعرف هوية بقية المعتقلين.
يذكر أن عدداً من العاملين في المجالس المحلية التي أنشأتها سلطات الاحتلال التركيّ قد طالتهم الاعتقالات، وكذلك أعمال الاختطاف والسلب، ولا يمنحهم العمل في مؤسسات الاحتلال أي حصانة.
ففي أكتوبر/ تشرين الأول 2020 اعتقلت سلطات الاحتلال التركيّ 12 عضواً وموظفاً من المواطنين الكُرد في مجلس موباتا المحليّ بما فيهم رئيس المجلس عبد المطلب شيخ نعسان.
وفي 9/9/2020 أقدمت ميليشيا “الشرطة العسكرية”، على اعتقال المدعو “صبحي رزق”، رئيس مجلس الاحتلال المحلي في مركز ناحية جنديرس.
في 30/9/2019 اعتقلت ميليشيا الأمن السياسيّ كلاً من (منان حبيب، باسل عرب ومحمد عبد الحنان) من المجلس المحليّ لمدينة عفرين التابع للاحتلال التركيّ، وتعرضوا للضرب المبرح خلال فترة الاعتقال.
ــ وضع النساء في عفرين:
بهدف الضغط على نجلها ليسلّم نفسه سلطات الاحتلال التركي تعتقل امرأة كردية في قرية دير صوان
ــ في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، ذكرت عفرين بوست أنّ ميليشيا ”الشرطة العسكرية” التابعة للاحتلال التركيّ اعتقلت السبت 2/10/2021، مواطنة من منزلها في قرية دير صوان – ناحية شرّا/شران، بهدف الضغط على نجلها لتسليم نفسه إلها.
في التفاصيل، فقد تم اعتقال المواطنة “عائشة محمود نعسان 55عاماً – أرملة المرحوم أحمد حسين جمو- وسوقها إلى مقر الميليشيا في مدينة إعزاز المحتلة، بهدف الضغط على نجلها المتواجد خارج عفرين ليسلّم نفسه بزعم أنه “قيادي” في قوات سوريا الديمقراطية.
وكانت المواطنة “عائشة” تقيم في مناطق الشهباء، ولكنها عادت إلى قريتها قبل نحو شهرين، حتى تعرضت للاعتقال بهدف المقايضة مع نجلها، وتشترط الميليشيا قيام ابنها “محمد” بتسليم نفسه لسلطات الاحتلال لقاء الإفراج عنها.
ــ الاستيطان في عفرين:
بتمويل إخوانيّ ــ كويتي افتتاح قرية “بسمة” الاستيطانية في قرية شاديريه الإيزيدية بريف عفرين
ــ في السادس من أكتوبر/ تشرين الأول، ذكرت عفرين بوست أنّ سلطات الاحتلال التركي افتتحت يوم أمس الثلاثاء 5/10/2021 قرية بسمة الاستيطانية في قرية شيح الدير/ شاديريه، بريف عفرين، بعد عام من بدء العمل فيها، وتتألف القرية من 96 شقة سكنية موزعة على ثماني كتل، كل منها تضم 12 شقة سكنية، بمساحة 45 م2 لكل شقة.
وقد قامت جمعية “الأيادي البيضاء” بتنفيذ بناء قرية بسمة الاستيطانيّة بدعم من جمعية تنمية الكويتيّة، وتشمل القرية على مرافق ملحقة وهي: مركز صحيّ، مسجد، معهد لتحفيظ القرآن، فيما يستمر العمل على بناء مدرسة.
وتم اختيار الأسر التي تم نقلها إلى القرية وفق معايير محددة من الأسر المستوطنة في المخيمات والتي فقدت معيلها، بعضها من مخيم حبة البركة العشوائي في قرية كفرجنة ومخيم سرمدا في إدلب.
وقال المدعو ضياء عبد اللطيف المدير التنفيذي لجمعية الأيادي البيضاء أنّ العمل سيستمر لتوسيع القرية لبناء المزيد من الشقق السكنيّة المزمع بناء محلات تجارية وسوق في القرية، واشار إلى دور المجلس المحلي في عفرين وجنديرس وتقديمهما الدعم والتسهيلات لبناء القرية.
وتم اختيار موقع القرية الاستيطانية جنوب قرية شاديريه – ناحية شيراوا وتحديداً في وادي شاديريه – تقلكي القريب من قرية ايسكا، على بعد 15 كم من الحدود التركية السوريّة.
والمعروف أنّ قرية شاديريه الإيزيدية الكردية، كان يقطنها نحو 500 نسمة قبيل الغزو التركي – الإخواني عام 2018، وبعد احتلال القرية في 14/3/2018، تم تهجيرهم وتمكن فقط 50 مواطناً من أهلها الأصليين العودة إليها، فيما استوطن المسلحون وعوائلهم في القرية واستولوا على منازل وممتلكات المواطنين المهجرين قسراً.
ــ الاستيلاء على أملاك الكُرد العفرينيين:
في ظاهرة خطيرة استمرار عمليات بيع عقارات للمستوطنين في مدينتي عفرين وجنديرس
ــ في السادس من أكتوبر/ تشرين الأول، ذكرت “عفرين بوست” أنها رصدت عمليات بيع وشراء (سرية) لمحاضر عقارية وحقول الزيتون في مدينتي عفرين وجنديرس، بين أهالي عفرين والمستوطنين، دون مرورها على الدوائر التابعة للاحتلال التركي أو تلك التابعة للدولة السورية.
في السياق، أقدم المواطن “محمد أبو عبدو”، من أهالي قرية عين حجريه- معبطلي، على بيع سطح بناء سكني (مساحته 215 م) يقع على طريق السرفيس بحي الأشرفية – جانب حلويات الشبلي، للمستوطن مصطفى أوسو – من أهالي بلدة حيان بريف حلب – وبمبلغ عشرون ألف دولار أمريكي، وتم بناء أربع شقق سكنية على المحضر.
كما قام المواطن (علي الخليل البناوي) باع محضر، يقدر مساحته بـ 310 متراً، ويقع على طريق القوس على طريق عفرين – حلب إلى المستوطن محمد أوسو- من بلدة حيان بريف حلب- بمبلغ 32 ألف دولار أمريكي، وتم بناء عمارتين سكنيتين عليه.
وكذلك قام المواطن (محمد عمر) وهو من أهالي قرية كاخريه- معبطلي – ببيع محضر (دار عربي) في حي عفرين القديمة لمستوطن منحدر من إدلب، الذي يقوم حالياً بتحضيره لرفع بناء سكني عليه.
في السياق ذاته، تشهد ناحية جنديرس عمليات بيع لحقول الزيتون والشقق السكنية، ما أدى لارتفاع أسعار المحاضر وأشجار الزيتون، إذ تم رصد بيع حقل للزيتون في حي يلانقوز بمدينة جنديرس بمبلغ 170 ألف دولار أمريكي، بواقع 800 دولار للشجرة الواحدة دون التمكن من معرفة تفاصيل إضافية.
قالت مصادر خاصة لـ “عفرين بوست” ان الانتعاش الحاصل في مجال بيع المحاضر وحقول الزيتون يعود لإقبال مستوطنين منحدرين من الغوطة الشرقية وبلدة عينجارة بريف حلب على شراء الأراضي من سكان الناحية الأصليين بأسعار مغرية، والتي تتم بوساطة سماسرة محليين.
وأشارت المصادر إلى أن منظمات إخوانية تغدق بالأموال الطائلة على هؤلاء المستوطنين لشراء الأراضي من السكان الأصليين في إطار سياسة عملية التغيير الديموغرافي.
ــ من داخل عفرين:
أنقذوا عفرين من الموت مناشدة من داخل عفرين بعد اكتساح كورونا للمدينة وأريافها
ــ في الرابع من أكتوبر/ تشرين الأول، نشرت عفرين بوست تقريراً حول الواقع الصحي في لإقليم عفرين الكرديّ في ظل اجتياح فيروس كورونا والظروف بالغة التعقيد، أولها واقع الاحتلال وحملات الاختطاف والسرقة الممنهجة لموسم الزيتون وتردّي الواقع الصحيّ، الذي لا يحتمل أي أعباء وهموم إضافية.
8 مصابين بالفيروس بين كل 10 مرضى
وقال طبيبٌ كرديٌ لشبكة “عفرين بوست” إنّ وباء كورونا انتشر بشكل كبير بين السكان، سواء في المدينة أو في الريف، موضحاً أنّ العديدَ من المصابين بعدوى فيروس كورونا يرتادون عيادته، لدرجة أنّه بين كلّ 10 مرضى هناك 8 مصابون وفق التشخيص الأوليّ.
ويعزو المصدر الطبيّ سبب اكتساح كورونا للمنطقة إلى عدم التزام الأهالي بقواعد السلامة والحماية الشخصيّة، وكذلك الجهلِ بماهية وخطورة المرض، علاوة على سوء الخدمات الصحيّة التي تقدمها سلطات الاحتلال التركيّ، وكذلك قلة عدد مراكز العزل والمعالجة والتي باتت تغصُّ بالمرضى وتعجر عن استقبال المزيد من المصابين.
أنقذوا عفرين
من جهةٍ أخرى كتب مواطنٌ مقيمٌ في مدينة عفرين على صفحته الشخصيّة على موقع فيسبوك: “بعد مروري ولا زلت بأيام عصيبةٍ نتيجة التعامل مع فيروس العصر كوفيد ــ 19 يتبين لدي يوماً بعد يوم بأنّ الذي يتعامل مع المرض يتغيّر معه نمط الحياة اليوميّة قد يصل إلى بعض الأحيان وخاصة بعد الشفاء من المرض إلى درجة ان تكون منبوذاً من المحبين وحتى أقرب المقرّبين. أرى هذا ضمن الطبيعيّ باعتباره يشكل خطرا على حياة الانسان”.
وفي توصيف للواقع الصحيّ الذي تعيشه عفرين تحت وطأة الفيروس أضاف: “عفرين بنواحيها وقراها تتجه نحو الهلاك والموت إن لم تتحرك القوى والفعاليات المجتمعيّة للحد من هذا الوباء اللعين، لقد انتشر هذا المرض وخاصة في الآونة الاخيرة بشكل سريع وإلى كافة مجالاتِ الحياة دون أيّ اهتمام إن كان من المجالس المحليّة أو لجان المجتمع المدنيّ”.
وختم المواطن بالقول “أنقذوا عفرين من الموتِ”
13 وفاة يوم أمس الأحد
وقالت (مديرية الدفاع المدنيّ في عفرين) التابعة للاحتلال التركي يوم أمس الأحد، إنّ الانهيار يستمر في الوضع الصحي في شمال غربي سوريا مع شحّ المستلزمات الطبيّة الخاصة بالكشف عن حالات الإصابة بفيروس كورونا والمستهلكات الطبية في مشافي الاستجابة للجائحة، بالتزامن مع ارتفاع معدل الإصابات والوفيات.
وأضافت أنّ الفرق المختصة (بالدفاع المدنيّ السوري) نقلت يوم الأحد 3 تشرين الأول 13 حالة وفاة بينهم 6 نساء من المشافي الخاصة بفيروس كورونا ودفنتها وفق الإجراءات الاحترازية، وبلغ عدد الإصابات التي نقلتها الفرق إلى مراكز العزل 49 حالةً بينهم 30 امرأة وطفلان.
ونوّهت إلى أنّ المتحور الجديد “دلتا” يصيب كافة الفئات العمريّة حتى الأطفال والشباب، ونصحت باتباع إجراءات الوقاية (ارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي وتعقيم اليدين باستمرار)
وأعلنت عن حملة “نَفَس” لتأمين المستلزمات الطبية المنقذة لحياة المصابين بالفيروس عبر جمع التبرعات إما عبر منظمة بنفسج أو فريق ملهم التطوعيّ.
75% من الحالات في المشافي حادة
من جهتها قالت منظمة “أطباء بلا حدود”: المرافق الطبيّة في شمال غرب سوريا على وشك الانهيار بسبب تفشّي “كورونا”، وحذرت المنظمة من نقص الخدمات الطبية في شمال غربي سوريا، في ظل تفشي فيروس “كورونا” وارتفاع حالات الوفيات جراء الإصابة بالفيروس إلى 300 حالة خلال شهر أيلول.
وقالت المنظمة عبر “تويتر”، إنّ الوضع خطير، و”كورونا” ينتشر بسرعة، والمرافق الصحيّة على وشك الانهيار. وتحدثت عن عمقِ الحاجة إلى الأوكسجين، ومجموعات اختبار “كورونا”، والإمدادات الطبيّة، للحفاظ على عملِ المشافي.
ولفتت المنظمة إلى أنَّ 75% من الحالات التي أدخلت إلى مراكزها هي حالات حادة، وإلى أنّ 50% من المصابين بالفيروس ضمن أحد مراكز “أطباء بلا حدود” في عفرين، دون سن الأربعين.
وأعلن “الدفاع المدني” الأربعاء 29/9/2021 العجز الكامل في القطاع الصحيّ في شمال غربي سوريا وإشغال كافة الأسرّة في المشافي ومراكز العزل، وعدم القدرة على استيعاب المزيد من الإصابات، ونقص حاد جداً في الأوكسجين، مع استمرار تسجيل أعداد كبيرة يوميّاً من المصابين بفيروس “كورونا”.
ارتفاع ملحوظ في أعداد الوفيات
ونشرت “صفحة الوفيات في منطقة عفرين” على الفيس بوك، وهي صفحة اجتماعية محلية تختص بنشر أخبار الوفيات، نعوات 41 حالة وفاة لأهالي الإقليم منذ الأول من شهر أكتوبر الجاري ( 4 ايام)، دون الاشارة إلى سبب وفاتهم، إن كان بسبب الاصابة بكورونا أو بأمراض أخرى، أم لأسباب طبيعية، ولكن يُلاحظ أن أغلب المتوفين هم من كبار السن، ويرجح أن أغلب الوفيات حدثت بفعل كورونا – كوفيد 19.
ونشرت الصفحة المحلية اليوم، نبأ وفاة الشاعرة الكُردية هدى أحمد محمد في قريتها “بيكيه” – ناحية بلبله/بلبل، من مواليد 1982، متأثرة بإصابتها بمتحور دلتا – كوفيد 19 الذي يكستح الإقليم الكردي المحتل.
قصور في الإجراءات
ورغم أنّ الموجة الرابعة من فيروس كورونا المتحور ضرب عفرين وقراها بقوةٍ، منذ أكثر من شهر ونصف إلا أن سلطات الاحتلال والمؤسسات الصحيّة لم تتخذ الإجراءات الكافية لحصر الإصابات، وذكرت “عفرين بوست” الإثنين 13/9/2021، أنّ سلطات الاحتلال التركيّ أغلقت جميع المدارس في مدينة عفرين المحتلة، بسبب تفشي وباء “كورونا” بين الكادر التدريسيّ.
وأطلق ناشطون قبل نحو أسبوعين مناشدات بضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائيّة والابتعاد عن الأماكن المزدحمة للحدِّ من الانتشار عدوى الإصابة بفيروس كورونا، وجاءتِ المناشدات متزامنةً مع حالة الازدحام التي تشهدها مشافي مدينة عفرين، وعزوف الأهالي عن مراجعتها خشية زيادة المضاعفات من جهة وكذلك بسبب الأسعار الخياليّة للإشراف الطبيّ التي لا تُحتمل.
وقد جرى فرض الحظر الكلي على بعض القرى ومعسكرٍ لمسلحي ميليشيا “فيلق الشام”، إلا أنّها إجراءات متأخرة جداً، تأتي بعد زيادة عدد الإصابات.
ــ أشجار عفرين ومحاصيلها:
ــ في الخامس من أكتوبر/ تشرين الأول، أفاد مراسل عفرين بوست بأنّ ميليشيات الاحتلال التركيّ أقدمت على قطع مائتي شجيرة زيتون عائدة لمهجري عفرين بهدف بيع أحطابها في الأسواق المحليّة.
وقال مراسل “عفرين بوست” أن الميليشيات الإسلامية أقدمت مؤخراً على قطع 120 شجرة زيتون بشكل كامل في قرية شيخورزه – ناحية بلبل، وتعود ملكيتها للمهجر أحمد أبراهيم.
كما تواصل الميليشيات قطع حقل للزيتون يقع على طريق مبنى “هيئة الدفاع” سابقا في مركز مدينة عفرين، وتعود ملكيته لعائلة “برانة” من أهالي قرية بابليت، وتم قطع نحو 80 شجرة زيتون ونقل أحطابها إلى أسواق إدلب.
ويشهد إقليم عفرين المحتل شمال سوريا، عمليات سرقة ونهب واستيلاء واسعة النطاق تطال محصول الزيتون لهذا العام، وخاصة في قري ناحية بلبله، حيث تداعى بعض الأهالي إلى جني محاصيلهم مبكرا في عدد من القرى (قرية بيباكا نموذجاً) لإنقاذ ما يمكن من محاصيلهم.
ــ موسم الزيتون:
قبل بدء الموسم.. ميليشيا لواء صقور الشمال تقضي على محصول 17 ألف شجرة زيتون في ناحية بلبله
ــ في الثالث من أكتوبر/ تشرين الأول، علمت “عفرين بوست” من مصادرها في ناحية بلبله/بلبل بريف إقليم عفرين شمال سوريا اليوم، أن ميليشيات “صقور الشمال” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين قد قضت بشكل كامل على محاصيل الآلاف من أشجار الزيتون العائدة لمهجري المنطقة والتي تستولي عليها الميليشيا.
وأوضحت المصادر أن الميليشيا قامت بجني ونهب محاصيل 17 ألف شجرة زيتون العائدة لأهالي القرى التالية (عبودان وزيتوناك وقُرنه وشيخورزيه) رغم أن موسم القطاف لم يحن بعد.
وكانت الميليشيا قد افتتحت معصرة فنية (مستولى عليها) في قرية عبودان لغرض عصر المحاصيل المستولى عليها وكذلك تلك الثمار التي يسرقها المستوطنون.
في سياق ذي صلة، أقدم عناصر ميليشيا “فرقة الحمزة” على قطع عشرات الأشجار الحراجية والزيتون، في المنطقة الواقعة بين قريتي كازيه وساتيا – ناحية ماباتا/معبطلي بغرض بيع أحطابها في الأسواق المحلية.
ــ في الثالث من أكتوبر/ تشرين الأول، علمت “عفرين بوست” من مصادرها في ناحية بلبله/بلبل بريف إقليم عفرين شمال سوريا اليوم، أن ميليشيات “صقور الشمال” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين قد قضت بشكل كامل على محاصيل الآلاف من أشجار الزيتون العائدة لمهجري المنطقة والتي تستولي عليها الميليشيا.
وأوضحت المصادر أن الميليشيا قامت بجني ونهب محاصيل 17 ألف شجرة زيتون العائدة لأهالي القرى التالية (عبودان وزيتوناك وقُرنه وشيخورزيه) رغم أن موسم القطاف لم يحن بعد.
وكانت الميليشيا قد افتتحت معصرة فنية (مستولى عليها) في قرية عبودان لغرض عصر المحاصيل المستولى عليها وكذلك تلك الثمار التي يسرقها المستوطنون.
في سياق ذي صلة، أقدم عناصر ميليشيا “فرقة الحمزة” على قطع عشرات الأشجار الحراجية و الزيتون، في المنطقة الواقعة بين قريتي كازيه وساتيا – ناحية ماباتا/معبطلي بغرض بيع أحطابها في الأسواق المحلية.
ــ في الثالث من أكتوبر/ تشرين الأول، نشرت عفرين بوست نقلت عن التقرير الأسبوعيّ لحزب الوحدة الديمقراطيّ الكرديّ “يكيتي”، الذي صدر في يوم أمس السبت 2/10/2021، أن ميليشيا سمرقند المنضوية في صفوف مرتبات ميليشيا الوقاص أبلغت في الآونة الأخيرة، مواطنين كرداً في قرية كفر صفرة التابعة لناحية جنديرس، قرار الاستيلاء حقول زيتونهم ومنع من جني المحصول، والمواطنون هم:
– /450/ شجرة للمُهجّر قسراً “حسين محمد طرموش”، علماً أن زوجته “زينب عبدو” مقيمة في البلدة.
– /300/ شجرة للغائبين الخمس أولاد المرحوم “رشيد إيبش”، علماً أن والدتهم/أرملته “مقبولة” مقيمة في البلدة.
– /650/ شجرة للغائبين أولاد المرحوم “مجحم حاج عبدو”، علماً أن والدتهم/أرملته “أمينة رشيد إيبش” مقيمة في البلدة.
– /1800/ شجرة للغائبين من أولاد المرحوم “حنان حسن بن محمد بريم”، علماً أن والدتهم/أرملته “بريهان حسن” مقيمة في البلدة.
ويُذكر أن ميليشيا “سمرقند” منذ سيطرتها على البلدة – آذار 2018، قد استولت على ما يقارب /36/ ألف شجرة زيتون تعود للمواطنين المهجرين والغائبين عن القرية:
/3700/ شجرة لعائلة المرحوم ـ”رشيد خورشيد إيبش” بعد وفاته بأسبوع ولم يبقَ لزوجته المسنة سوى /50/ شجرة فقط.
/1200/ للمواطن “مراد رشيد خورشيد”، /1700/ للمواطن “فيدان حاج عبدو زوجة المحامي خليل”، /850/ للمواطن “محمد حنان مجحم”، “/1050/ للمواطن رشيد، /900/ للمواطن محمد، /1350/ للمواطن عبد الحنان” أولاد مراد آغا حاج عبدو، /4000/ للدكتور خليل حسين حاج عبدو، /1050/ للمواطن جمال محمد حاج عبدو، /1200/ للمواطن “محمد خليل بولو”، /700/ للمواطن “خليل أحمد حاجي”، /1000/ للمواطن “حاجي أحمد حاجي”، /500/ للمواطن “عزيز خلو”، /1425/ للمواطن “حسين عبدالله حاج عبدو”، /1300/ للمواطن “عبدو عصمت مراد وأشقائه”، /1800/ للمواطن”نبي مراد بن خليل نبي”، /350/ للمواطن عابدين حاج عبدو، /500/ للمواطن جلال محمد مراد”، /8000/ لعائلة كدرو “محمد وحسين وجميل كدرو، خليل إيبو، وغيرهم”، /150/ للمواطن”محمد حسين جاسو”؛ وقد أعادت حقول “برزاني خليل مراد” بعد دفعه إتاوة مقدراها /5/ آلاف دولار.
ــ مهجرو عفرين في الشهباء وشيراوا:
ــ استشهاد طفل وإصابة اثنين آخرين بجروح بانفجار قنبلة عنقودية في قرية زارتيه/الزيارة بريف عفرين
ــ في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، أفاد مراسل عفرين بوست بأنّ طفلاً كرديّاً اُستشهد اليوم الخميس، وأصيب اثنين آخرين بجروح متفاوتة جراء انفجار قنبلة عنقودية من مخلفات الحرب بهم بالقرب من قرية الزيارة بناحية شيراوا بريف عفرين الشرقي.
وأوضح مراسلنا أن الطفل “حنان مراد أحمد 14 عام” استشهد أثناء إسعافه الى أحد مشافي مدينة تل رفعت في مناطق الشهباء، كما اصيب الطفلان “يوسف بوزان محمد 14 عام” و “ريناس أحمد عبد القادر 14” عام بجروح طفيفة في منطقة الرأس، منوهاً أن الأطفال الثلاثة من أهالي قرية زارتيه/ الزيارة.
الجدير بذكره حصدت مخلفات الحرب عشرات الشهداء بينهم أطفال ونساء من مخلفات الحرب والغام داعش المنتشرة بكثافة في مناطق الشهباء، حيث استشهدت الطفلة ”رولافا خالد محمد علي قارنو” 10 أعوام يوم الخميس 23 أيلول الفائت، متأثرة بجراحها بأحد مشافي مدينة حلب جراء انفجار لغم أرضي بمجموعة من الأطفال أثناء عودتهم من المدرسة في قرية الأحداث بمناطق الشهباء في ريف حلب الشمالي.
كما أصيب ثلاثة أطفال آخرين بجروح وهم “عصمت تتار أخرس 12 سنة” و “محمد تتار أخرس 6″سنوات” و” زاهر تتار أخرس 14 سنة” فأصيبوا بجراح طفيفة وتلقوا الإسعافات الأولية في مشفى آفرين.
ــ مع حلول الشتاء يزيد الحصار ونقص المازوت مخاوفَ أهالي عفرين المهجرين قسراً
ــ في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، نشرت عفرين بوست تقريراً حول مضاعفات اقتراب فصل الشتاء وبرودة الطقس، وخشية أهالي عفرين المهجرون قسراً في ظل ظروف الراهنة حيث لا يتوفر مازوت التدفئة ولا تتوفر الكهرباء ليكون البديل كافياً، فيما تؤثر ظروف الحصار سلباً، إذ لا يمكن تأمين كثير من المستلزمات الضروريّة.
أعدت وكالة نورث برس تقريراً حول أوضاع أهالي عفرين المهجرين قسراً والمقيمين في المخيمات وقرى منطقة الشهباء والنواقص لديهم لمواجهة تغير أحوال الطقس ودخول فصل الشتاء، وأجرت عدة لقاءات مع الأهالي.
تخشى شادية نجار (51 عاماً)، وهي من مدينة عفرين، تكرار المعاناة التي عاشتها مع عائلتها خلال العام الماضي في مخيم برخدان، بسبب عدم توفر مازوت التدفئة ومستلزمات الشتاء من لباس وسجاد وغيرها. وتذكر أنّ الأهالي المهجرون في المخيمات قضوا أسابيع دون أن يتمكنوا من إشعال المدافئ خلال الشتاء الماضي، بسبب قلة مخصصاتهم من المازوت.
وأشارت شادية إلى أنّ خيمتها تفتقر للسجاد والحصائر، فاضطرت لمد بطانيات رقيقة على الأرض للجلوس عليها، وتقول: مرت ظروفٌ صعبة مرت علينا، ونحن على أبواب الشتاء ولم نستلم مخصصاتنا من مازوت التدفئة حتى الآن”.
مخاوف مهجري عفرين تزداد مع اقتراب فصل الشتاء بسبب عدم تأمين مادة المازوت ووسائل التدفئة نتيجة الحصار المفروض من قبل حواجز حكومة دمشق على المنطقة.
نحو 300 ألف مواطن هو التعداد العام لأهالي عفرين المهجرين قسراً بعد العدوان التركي في 2018، يسكن نحو ألفي عائلة في خمسة مخيمات هي: عفرين وبرخدان وسردم والعودة وشهبا، بينما يتوزع البقية على 42 قرية وبلدة بريف حلب الشمالي ويقدر تعدادهم بنحو 140 ألف مواطن بحسب إحصائيّة لهيئة الشؤون الاجتماعية والعمل لإقليم عفرين.
ومنذ تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، تمنع الحواجز التابعة للحكومة السورية دخول الكميات اللازمة من محروقات والغاز والمواد الاستهلاكيّة والأدوية والطحين إلى مناطق ريف حلب الشمالي. كما لم تسمح في الشتاء الماضي الحواجز الحكوميّة قرب مدينة منبج بعبور المحروقاتِ من مناطق الجزيرة إلى ريف حلب الشمالي، سوى مخصصاتِ الدفعة الأولى التي لم تكفِ العائلات المهجّرة.
“كارثة بحق المهجرين”
وبحسب إحصاءات لجنة المحروقات التابعة للإدارة الذاتيّة بريف حلب الشمالي، تحتاج العائلات المهجرة وسكان المنطقة نحو 300 برميل يوميّاً لتلبية احتياجات الوقود للقطاع الخدميّ من تشغيل مولدات الكهرباء (الأمبيرات) والأفران والمراكز الصحيّة وسيارات النقل الداخليّ. وبحسب تصريح سابقٍ للإداري في اللجنة مصطفى محمد، فإنّ “كمية المحروقات التي تدخل إلى المنطقة لا تلبّي سوى 30% فقط من هذه الاحتياجات، وسط استمرار حالة الحصار”. وحذّر الإداريّ في لجنةِ المحروقات، حينها، في حالِ استمرارِ الحصار على المنطقة، “من وقوعِ كارثةٍ بحقِّ المهجرين في حال استمرت حكومة دمشق في تسييس مسألة احتياجاتهم”.
ويشمل نقص المواد بسبب الحصار، مادتي الغاز والبنزين اللتين لا تدخلان المنطقة بشكل اعتياديّ، بل يشتريهما الأهالي من السوق السوداء بأسعار “باهظة”.
المواطنة فريال سليمان (45 عاماً) تسكن مع عائلتها في قرية بابنس في منزل بدون نوافذ وأبواب لشمالي، تشير إلى المخاوف من تكرارِ معاناةِ الشتاء الماضي تقول: “مرَّ علينا شتاءٌ قارس، كنا نحصل على 50 ليتراً من المازوتِ على شكلِ دفعاتٍ متباعدة ولم تكن تكفينا، وكانت الرياح والأمطار تدخل إلى المنزل”.
وتضيف أنّها بعدما هُجّرت قسراً من منزلها في عفرين لا تملك مصدرَ دخلٍ لشراء احتياجات عائلتها من المازوت أو الحطب، “لا نملك شيئاً هنا، تركنا أموالنا وممتلكاتنا في عفرين، وبحال لم نستلم المازوت سيكون وضعنا صعباً”.
واضطر الأهالي المهجرون لتأمين وسائل التدفئة خلال الشتاء الماضي، لجمع أغصان الأشجار اليابسة وأكياس النايلون لتدفئة أنفسهم. فيما تعجر أغلب العائلات عن شراء المازوت والحطب من السوق السوداء لارتفاع أسعارهما، ويصل سعر ليتر المازوت إلى ثلاثة آلاف ل.س، وسعر كيلوغرام من الحطب إلى 500 ل.س.
يُذكر أنّ حوادث مفجعة وقعت أثناء جمع الحطب في الأراضي وفي الحقول نتيجة انفجار ألغام مزروعة في فترة سابقة.
معاناة مضاعفة في الخيم
وبحسب عبد حنان معمو، الرئيس المشارك لهيئة الشؤون الاجتماعية والعمل لإقليم عفرين فإنّهم يستعدون لتوزيع مدافئ جديدة على المهجّرين في المخيمات وتوزيع ملابس الأطفال على العائلات “المحتاجة”. ولكن “معمو” ذكر، أنّهم لا يمتلكون حلولاً بحال استمرار الحصار على المنطقة.
وأشار إلى أنَّ المساعداتِ التي تقدّمها المنظمات للنازحين، “لا تغطي إلا 20% من احتياجات المهجّرين، ففي بداية فصل الشتاء الماضي وزعتِ المنظمات أغطية وإسفنجات ولم تشمل كلِّ العائلاتِ”.
المواطنة المهجّرة نائلة محمد (58 عاماً) تقيم في مخيم برخدان تتحدث عن صعوبات حياتها في المخيم. وتقول قمت بخياطةِ وترقيع الأجزاء التي اهترأت من الخيمة، وعندما يهطل المطر، تتسرب المياه إلى الخيمة وعندما أشعل المدفأة في الشتاء يتكون البخار والرطوبة وتتبلل أغراضنا”. وتضيف: “هذ حالنا في الخيم، ماذا عساي أن أقول؟”.
رغم قيام البلديات التابعة للإدارة الذاتيّة بريف حلب الشمالي بمدِّ الحصى على الطرقات الفرعيّة وعند غرف الحمامات والمغاسل منعاً لتراكم الوحل في الشتاء، إلا أنَّ المهجرين يقولون إنَّ المعاناة تحت الخيم تتضاعف على مدار السنة.
ــ جرائم الاحتلال وتنظيم الإخوان المسلمين:
ــ في الثالث من أكتوبر/ تشرين الأول، أفاد مراسل “عفرين بوست” في مركز إقليم عفرين شمال سوريا أن عنصراً من ميليشيات “الجبهة الشامية” احتالت على عنصر من جيش النظام بعد ادعائه تأمين “انشقاقه” وتهريبه إلى الأراضي التركية عبر المناطق المحتلة تركياً.
وأوضح المراسل أن عنصراً من “الجبهة الشامية” بتهريب العسكري محمد نور 23 عاماً- من سكان مدينة دمشق- من مناطق سيطرة الحكومة السورية وإيصاله إلى مدينة إعزاز المحتلة لقاء مبلغ ألفي دولار أمريكي، إلا أن المسلح لم يفي بوعده، وقام بتسليمه إلى ميليشيا “الشرطة العسكرية”.
وأضاف المراسل أن الميليشيا أودعته في إحدى سجون المدينة “إعزاز” وتطالب ذويه حالياً بفدية مالية وقدرها مسة آلاف دولار أمريكي لقاء الإفراج عنه.
وتنشط حركة التهريب والاتجار بالبشر بين مناطق الحكومة السورية والمناطق السوري المحتلة من قبل، وخاصة في المنطقة الواقعة في ناحية شيراوا – ريف عفرين المحتل وبلدتي نبل والزهراء،
وتختلف أسعار تهريب البشر التي تتلقها ميليشيات أنقرة “الجيش الوطني” حسب الوضع السياسي وعمر الشخص المراد تهريبه، فمثلا يتم تهريب كل شخص من المدنيين إلى عفرين لقاء 700 دولار أمريكي، والعسكري 2500 دولار والموالي للنظام 4000 دولار والأطفال بمبلغ 500 دولار أمريكي.
ــ في الرابع من أكتوبر/ تشرين الأول، أفاد مراسل عفرين بوست بأنّ عنصراً من مسلحي عشيرة الموالي أقدم اليوم الإثنين، على قتل ابن عمه في قرية قسطل مقداد بناحية بلبل، على إثر نشوب خلافات على كيس زيتون تم سرقته من حقول مهجري القرية.
وأوضح المراسل أن المدعو “أبو رداح الموالي” قد قتل بعدة طلقات نارية على يد ابن عمه، بسبب نشوب خلاف بين الطرفين على توزيع سرقات الزيتون من كروم أهالي قرية قسطل مقداد، حيث قام المسلحان بتوزيع السرقات فيما بينهم، ولكنهما اختلفا على جوال (كيس) واحد من الزيتون، ما أدى لحصول مشاجرة بين المسلحين تطور الى إطلاق النار.
وتشن ميليشيات الاحتلال التركي حملات نهب وسرقة واسعة النطاق في ناحية بلبله/بلبل بحق محاصيل الزيتون العائدة للأهالي سواء الباقون منهم أو المهجرون قسراً.
وكانت “عفرين بوست” نشرت أمس، خبراً عن استيلاء ميليشيا “صقور الشمال” على محاصيل 17 ألف شجرة زيتون في قرى قرنه وعبودان وزيتوناك وشيخورزيه وغيرها من القرى الخاضعة لسيطرة الميليشيا.
التتريك في إقليم عفرين:
متزعم ميليشيا السلطان مراد يتوعد بتتريك سوريا وضمّها للأمة التركيّة
ــ في الرابع من أكتوبر/ تشرين الأول، ذكرت عفرين بوست أنّ تغريدة المدعو فهيم عيسى ردود أثارت فعلٍ غاضبة من قبل السوريين الرافضين لهذه الدعوة الانفصاليّة، وبعضهم طالب بمحاسبة فهيم عيسى وعزله من منصبه.
أثارت تغريدة المدعو فهيم عيسى متزعم ميليشيا “السلطان مراد” ردود فعلٍ غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعيّ، والتي توعد فيها علناً بتتريك سوريا والشعب السوري وضمّهم إلى ما سماها “الأمة التركية“.
وقال المدعو فهيم عيسى في تغريدته التي يحتفل بها بيوم تعاون الدول الناطقة بالتركية “نأمل بعد تطهير سوريا من نظام الأسد القاسي والمنظمات الإرهابيّة، أن نكون سوريا الحرة دولة يتم التحدث فيها باللغة التركيّة، وأن نكون في المجلس التركيّ“.
واعتبر المعلقون على كلام المدعو ودعوته إلى تتريك الشعب السوريّ وجعله يتكلم باللغة التركيّة، خطوة خطيرة تهدد هوية الشعب السوري.
يذكر أنّ ميليشيا السلطان مراد والتي يتزعمها أشخاصٌ من أصول ٍتركمانية، بدأت بقوام كتيبة منتصف 2012 قرب مدينة حلب، وتزعمها يوسف الصالح” وهو من قرية “قره كوبري” 25 كم شرق إعزاز، القريبة من الحدود التركية، وكان يعمل في صناعة الأحذية قبل الأزمة السورية.
كان الهدف من تأسيس ميليشيا السلطان مراد أن تتبنى أيديولوجيا قومية، تضمن أنقرة ولاءها الكامل، أي أن تمثل التركمان كجماعة عرقيّة. وتكون محل اعتماد السلطات التركية في سياسة التتريك وتغيير الهوية الثقافيّة. وفي آذار 2013 تحوّلت إلى لواء، وإلى تشكيل “فرقة السلطان مراد” في كانون الثاني 2015 وفي عام 2017 انضمت إلى صفوفِ الفيلق الثاني.
المدعو فهيم عيسى ينحدر من أصول تركمانيّة وكان يعمل في ورشة لصناعة الأحذية في حي الهلك، بدأ مع الميليشيا قائداً ميدانياً، وهو مقرّب من الاستخبارات التركية، واليوم يتزعم فهيم عيسى “حركة ثائرون” التي تشكلت مؤخراً وتضمُّ عدة ميليشيات،
وبسبب ميليشيا السلطان مراد أدرجت الولايات المتحدة تركيا في القائمة الأمريكيّة للدول المتورطة في تجنيد الأطفال، وذلك بسبب علاقات السلطات التركية الوثيقة مع الميليشيا.
وترتبط ميليشيا “لواء السلطان مراد” بعلاقات وثيقة بتنظيم “جبهة النصرة” الموصوف إرهابيّاً في ريف حلب وإدلب، بتنسيق من المخابرات التركيّة أيضًا، كما كانت لديها علاقات قوية مع “داعش” وتضم في صفوفه عشرات العناصر الموالية للتنظيم الإرهابيّ.
شاركت الميليشيا في القتال في ليبيا، وتحدثت صحيفة “أحوال تركية” عن حجم الممارسات التي ترتكبها بحق الشعب الليبي ومدى الفساد والتخريب على يد عناصرها. وقالت الصحيفة إنّ فرقة السلطان مراد، معتادة على ارتكاب مجازر ترقى لوصفها بجرائم الحرب يحمل سجلها وقائع خطيرة ارتكبتها في سوريا.
السلطان مراد الرابع بن أحمد الأول، هو السلطان العثمانيّ السابع عشر، تولى الحكم بعد عزل عمه السلطان مصطفى الأول وتولى الخلافة وهو صغير بمساندة أمه “السلطانة قوسم”. وكان مصاباً بمرض الشك فقتل أخاه قاسم عام 1635 قبل خروجه لقتال الصفويين في بغداد وبعدها بثلاث سنوات قتل أخويه بايزيد وسليمان.
ــ تآمر الاحتلال التركي ومخططاته:
ــ في الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول، ذكرت عفرين بوست أنّ اندماجاً جديداً تم الإعلان يوم أمس الجمعة 1/10/2021 بين ميليشيات ما يسمّى “الجيش الوطني” تحت اسم “حركة ثائرون”.
فقد أعلنت سبع ميليشيات تنضوي في إطار ما يسمّى غرفة القيادة الموحدة “عزم” اندماجها بشكل كامل ضمن تشكيل عسكري جديد باسم حركة “ثائرون“. والميليشيات التي اندمجت هي: السلطان مراد، وفيلق الشام (قطاع الشمال)، والفرقة الأولى” بمكوناتها (لواء الشمال، الفرقة التاسعة، اللواء 112)، وفرقة المنتصر بالله، وكتائب ثوار الشام.
وصرّح المتحدث الرسميّ باسم غرفة “عزم”، المدعو يوسف حمود: حركة “ثائرون” تشكيلٌ عسكريّ يعمل تحت مظلة “غرفة القيادة الموحدة” (عزم)، وهي حالة اندماج كامل تلغى فيها مسميات الفصائل المشكّلة لها وسيتم العمل بنظام قيادة مركزيّ موحد لجميع الفصائل المندمجة.
وفي 15/7/2021 أُعلن عن تشكيل (غرفة القيادة الموحدة “عزم”) على أن تقوم بمهام أمنيّة، وضمّت في بداية تشكيلها ميليشيات الجبهة الشامية والسلطان مراد، ثم انضمت إليها عدة ميليشيات منها: الحمزة، جيش الإسلام، وسليمان شاه، المعتصم، صقور الشمال وأحرار الشرقية وجيش الشرقية.
وانشقّت لاحقاً خمس ميليشيات لتشكل في 9/9/2021 ما يسمّى الجبهة السورية للتحرير “جسل” وهي: المعتصم، الحمزات، وسليمان شاه وصقور الشمال، الفرقة 20.
وعمدت تركيا في أغسطس 2016 إلى استقطاب وتجميع الآلاف عناصر من عناصر تنظيم داعش وغيرها من الميليشيات المتطرفة في إطار ما يسمى بـ “الجيش الوطني السوري” واستخدامها في محاربة الكرد في سوريا، إذ لم يسبق أن فتح هذا الكيان معركة حقيقية ضد جيش النظام السوري وتنحصر معاركه في مواجهة قوات سوريا الديمقراطية، إلى جانب قيامه معارك “تمثيلية” في مدينتي جرابلس والباب.
وعملية الاندماج التي يروّج لها على أن تكون إطاراً تنظيمياً للتنسيقِ، هي في الحقيقة عملية تذويب وتضييع لأسماء الميليشيات للتمويهِ على الجرائم والانتهاكات المرتكبة من قبلها، وبخاصة أنَّ تقارير دوليّة ذكرت تلك الميليشيات بالاسم، كما أنها تأتي في إطار محاولة التركيّ لإشغال تلك الميليشيات بعمليات توحيد خلبيّة للتملص من الاستحقاقات أمام الاستهداف المتكرر للطيران الروسي والتغطية على تسليم مناطق جديدة.
ــ مقاومة الاحتلال:
مقتل وإصابة 4 جنود أتراك في قصف لـ قوات تحرير عفرين بريف حلب الشمالي
ــ في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، أفاد مراسل عفرين بوست بأنّ عنصراً من جيش الاحتلال التركي قُتِل اليوم الخميس، وأصيب اثنين آخرين بجروح متفاوتة بينهم حالات حرجة، جراء استهداف قاعدة “تويس” العسكرية التركية، على يد مقاتلي “قوات تحرير عفرين”.
ووفقاً لمراسل “عفرين بوست” فقد لقى الجندي (تايفون أوزكوسا 24 عاماً) من مرتبات البحرية التركية، الذي كان في مهمة عسكرية بمنطقة الباب في القاعدة التركية بالقرب من قرية تويس، كما أصيب ثلاثة جنود آخرين بإصابات بليغة وتم إسعافه إلى المستشفى الحكومي في مدينة كلس بجنوب تركيا، علاوة على تدمير دبابة تركية داخل القاعدة.
وعقب مقتل الجندي التركي، قصفت قوات الاحتلال التركي بالمدفعية الثقيلة قرى السد والسموقية وتل مضيق وقول سروج منذ ساعات الصباح الاولى وحتى الآن، دون ورود معلومات عن حجم الخسائر البشرية والمادية حتى اللحظة.
ــ النظام السوري:
حاجزٌ أمني للنظام السوري يعتقل شابين كرديين على مداخل حي الشيخ مقصود بحلب
ــ في الثالث من أكتوبر/ تشرين الأول، أفاد مراسل عفرين بوست بأنّ حاجزاً أمنيّاً تابعاً لفرع “أمن الدولة” التابعة للنظام السوري، اعتقل شابين من أهالي عفرين قرب صالة ميديا في حي الشيخ مقصو بحلب وتم اقتيادهما إلى جهةٍ مجهولةٍ.
وأوضح مراسل عفرين بوست، أن دورية تابعة للأمن الدولة أقدمت على اعتقال الشاب “شيرو” من أهالي قرية ترنده – مركز عفرين، وصادرت سيارته الخاصة نوع “كيا ريو” نمرة أوروبيّة والتي يستخدمها كسيارة أجرة ضمن حيّ الشيخ مقصود والأشرفية.
اعتقال “شيرو” تمَّ بشكلٍ تعسفيّ وجرى تحويله إلى مقر فرع أمن الدولة في حلب.
وأضاف المراسل أن حاجز الفرقة الرابعة المتواجدة بالقرب من مغسلة الجزيرة أقدم على اعتقال الشاب “جهاد عبد الرحمن محمد “من أبناء قرية “علي كارو” بناحية بلبل، بتهمة التعامل بالقطع الأجنبي “دولار” واقتياده الى جهة مجهولة.
يشار إلى أن الشابين مطلوبين للخدمة الاحتياطيّة وسط مخاوف من تعرض الشابين للتعذيب وإرسالهما الى جبهات القتال في إدلب.
ــ تقارير:
تقرير حقوقي ميليشيات السلطان مراد المعتصم ينهبون المنطقة الصناعيّة في رأس العين/ سري كانيه
ــ في السادس من أكتوبر/ تشرين الأول، صدر اليوم الثلاثاء تقريرٌ مشتركاً ما بين ثلاث مؤسسات حقوقيّة هي: “بيل – الأمواج المدنيّة” و”رابطة تآزر” و”سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” تضمن أدلة تثبت تورط الميليشيات الإخوانيّة المنضوية فيما يسمى “الجيش الوطنيّ”، والتابعة للاحتلال التركيّ، بعمليات نهب وسلب واسعة النطاق للممتلكات في منطقة رأس العين/سري كانيه عقب العدوان العسكريّ على منطقة رأس العين/ سري كانيه فيما يسمى عملية “نبع السلام”.
وذكر التقرير أنّه بعد سيطرتها على المنطقة الممتدة ما بين رأس العين/سري كانيه وتل أبيض خلال عملية “نبع السلام” التركيّة، التي بدأت في 9 تشرين الأول/أكتوبر 2020، نفذت ميليشيات عسكريّة تابعة لما يسمى الجيش الوطني السوريّ عمليات نهب وسلب واسعة، طالت أملاكاً عامة وخاصة، من بينها محتويات المحلات والورشات والمستودعات التي تقع في المنطقة الصناعية في رأس العين/سري كانيه، والتي تحتوي على أكثر من 220 محل وورشة صناعيّة، وقد قدّر الأصحاب الأصليين للممتلكات قيمة المواد المنهوبة بملايين الدولارات.
عمليات بيع إلى جهات متعددة
تمّت إعادةُ بيع جزء بسيط جداً من المواد المنهوبة والمسروقة من المنطقة الصناعيّة من قبل مسلحي الميليشيات إلى أصحابها الأصليين، بينما قامت تلك المجموعات المسلّحة المدعومة من تركيا ببيع وصهر جزء آخر من المسروقات والاتجار بها لصالح تجار سوريين محليين وأتراك (قدموا من تركيا).
استولت ميليشيا “السلطان مراد” التي يتزعمها المدعو “فهيم عيسى” على محلات المنطقة الصناعيّة بشكل أساسيّ، ثمّ نهب مسلحو الميليشيا وسرقوا واستولوا على محتوياتها بالكامل. وأكّدت شهادات أخرى أنّ ميليشيا “فرقة المعتصم” التي يتزعمها المدعو “معتصم عباس”، متورطة أيضاً بعمليات النهب والسرقة. وتمّت تلك العمليات جميعها دون ان يتخذ الجيش التركيّ أيّ خطوات لمنع تلك الانتهاكات رغم وجوده الكبير بالمنطقة.
إضافة إلى ذلك، قامت ميليشيات أخرى موجودة في المنطقة الممتدة ما بين مدينة تل أبيض ورأس العين/سري كانيه ميليشيا (لواء صقور الشمال – تجمع أحرار الشرقية) بنهب وسلب أملاك عامة من أجل استخراج “مادة النحاس”، وقد تسبب ذلك بتخريب شبكتي الكهرباء والرّي والإضرار بالعديد من المباني والأراضي الزراعية.
تضمن التقرير عدداً كبيراً من الشهادات التي جمعها الباحثون الميدانيون لدى الشركاء الثلاثة الذين عملوا على هذا التقرير (منظمة بيل/الأمواج المدنية وسوريون من أجل الحقيقة والعدالة ورابطة تآزر) لضحايا الاجتياح العسكري التركيّ لشمال شرق سوريا)، عن تورط المجلس المحليّ لمدينة رأس العين، التابع لما يسمى لحكومة السورية المؤقتة (الائتلاف السوري المعارض)، في عملية تسهيل نهب وبيع المعادن المنهوبة، مقابل مبالغ ماليّة.
البيع إلى تجار أتراك بعلم والي أورفا
وذكر التقرير، أنّ مصدراً محليّاً مطلعاً بشكل كبير على عمليات “بيع الحديد” كشف لسوريون من أجل الحقيقة والعدالة، أنّ عمليات البيع تلك فيما يسمى “منطقة نبع السلام”، حدثت بعلم من والي شانلي أورفا، وبتنسيق منه، ما بين التجّار الأتراك وميليشيات “السلطان مراد والحمزة”، وعملية الاستيراد هذه، تمنعها السلطات التركية عادة، لتجنّب المنافسة مع المنتجات المحلّية التركيّة، حيث تأتي المواد الخام المسروقة من سوريا بسعر أقل من السعر المتعارف عليه في السوق التركيّة.
وعلمت “سوريون” أنّ جزءاً من المواد المنهوبة تم بيعها للحكومة السورية عبر “الفرقة الرابعة”، وبواسطة تجار آخرين من دمشق، بالتنسيق مع أحرار الشرقية وجيش الشرقية، وخرجت المواد المنهوبة من “معبر تفاحة” بعد حوالي ثلاث أشهر من عملية نبع السلام، باتجاه معامل “حمشو”.
خرق للاتفاقات والقوانين الدوليّة
تعزز النتائج التي وصل إليها الشركاء الثلاث في هذا التقرير، ما توصلت إليه لجنة التحقيق الدولية المستقلة حول سوريا، في تقريرها الذي نُشر بتاريخ 14 آب 2020 (A/HRC/45/31)، والذي أكّد وجود عمليات نهب واستيلاء على الممتلكاتِ بطريقة منظمة وواسعة النطاق في منطقة رأس العين/سري كانيه. (ب – الفقرة 49).
تخرق الأفعال الواردة في هذا التقارير مجموعة من قوانين الحرب، إضافة إلى بنود عديدة من “الاتفاق التاريخي” بين الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا حول وقف إطلاق النار عقب الغزو التركي لشمال شرق سوريا، منها البند الرابع الذي نصّ على حماية المجتمعات الدينية والعرقية وتعهّد تركيا بعد إلحاق الضرر بالمدنيين وضمان سلامة ورفاه المقيمين في جميع المراكز السكانية (البند السابع).
إنّ الشهادات الواردة في هذا التقرير تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك، أنّ تركيا لم تلتزم بالتعهدات التي وقعتها في الاتفاقية مع الولايات المتحدة، بل غضّت النظر وقامت أحياناً بأفعال يمكن أن ترقى إلى جرائم حرب وربّما جرائم ضد الإنسانية.
يطالب الشركاء الثلاثة الولايات المتحدة الأمريكية، بتوسيع نطاق العقوبات التي فرضتها على فصيل “أحرار الشرقية” السوري المعارض خلال شهر تموز/يوليو 2021، بحيث تشمل الكيانين العسكريين (فصيل السلطان مراد وفرقة المعتصم) وقياداتهم العسكرية إضافة إلى المجلس المحلي لمدينة رأس العين بسبب تورطهم في أعمال نهب وسلب واسعة النطاق بحق ممتلكات المدنيين (وخاصة من الكُرد السوريين) في منطقة رأس العين/سري كانيه.
وكان المركز السوري للعدالة المساءلة قد اعتبر أنّ فرض العقوبات الأميركية على فصيل “أحرار الشرقية” المسلح المدعوم من تركيا خطوة إلى الأمام في حماية حقوق الإنسان في شمال سوريا. مطالباً بتوسيع العقوبات وفقاً لذلك لتشمل الجماعات المسلحة الأخرى التي ترتكب الانتهاكات في المنطقة دون عقاب، بما في ذلك فصائل الجيش الوطني السوري مثل لواء السلطان سليمان شاه. وينبغي أن تقترن هذه العقوبات بضغط دبلوماسي لمقاومة محاولات تطبيع الاحتلال التركي لشمال غرب سوريا.
شهادات من المواطنين
الشاهد محمود علي (35 عاماً)» المقيم في الحسكة. كان عاملاً بالمنطقة الصناعية في رأس العين وعاد إليها بعد أقل ن شهر على احتلالها، لتفقد محله وممتلكاته. ووجد أنّ المسلحين قد أفرغوا محله وسرقوا منه كافة ا لمواد والمعدات، وكان مسلحو ميليشيا “السلطان مراد” يتمركزون بالمنطقة الصناعيّة ولا يسمحون لأحد بالاقتراب منها لأنهم كانوا قد جمعوا قسماً من المواد والمعادن التي سرقوها هناك”. وعلى مرأى منه باع المدعو “حمزة شاكر” المتزعم في ميليشيا “السلطان مراد” وجماعته. أطناناً من المعادن وحديد البناء والخردوات المنهوبة جمعوها في ساحة مؤسسة الإسمنت/الجمارك سابقاً، إلى تجارٍ أتراك يتحدثون العربية بصعوبة جاؤوا برفقة شاحنات كبيرة ورافعات من أجل تحميل المعادن وحديد البناء والخردوات المنهوبة ونقلها إلى تركيا
وأشار الشاهد أنّه قد شهد عملية تخزين جزء من المعادن والمعدات المنهوبة في العراء وتم بيعها مبلغ بخس مقارنة بقيمتها الحقيقيّة (بعد أن تم نهبها أثناء غياب مالكيها). وقام متزعمون من ميليشيا “السلطان مراد” منهم “حمزة شاكر” و “الجحيشي” ببيع الخردوات والمعادن المنهوبة إلى تجار أتراك، ومن ضمن المعدات المنهوبة قطع تبديل محركات وكوليات فرامل السيارات والآليات.
مسلحون من ميليشيا “السلطان مراد” وتحديداً كتيبة “ميماتي باش” ويتزعمها “أبو البراء” و”أبو الموت”، حوّلوا الثانوية الصناعيّة بجانب الفرن الآليّ إلى موقع لتجميع وتخزين المعادن والخردوات.
المواطن إدريس الأحمد تعرض للاعتقال من قبل مسلحي ميليشيا “السلطان مراد” لعدة أيام، وشهد على تجميع أطنان من المعدات الصناعيّة والمعادن في الثانوية الصناعيّة التي سُجن فيها، وأفاد بأنّ مسلحي الميليشيا حوّلوا قسماً من المدرسة إلى سجن احتجز فيه وتعرض مع آخرين للتعذيب، واستخدموا القسم الآخر إلى موقع لتجميع المعادن وصهرها بهدف بيعها لاحقاً”.
كما جاء في الشهادات أنّ تاجراً ينحدر من السفيرة بريف حلب يدعى “أبو محمود السفراني”» حوّل عدة محلات تجارية قرب دوار الحسكة إلى مخازن يجمع فيها المواد التي يشتريها من متزعمي ميليشيا “السلطان مراد” من حديد بناء ومحركات آبار المياه وغيرها ثم يبيعها إلى تجار من مدينة تل أبيض”.
وقال مواطن (رمضان علي/اسم مستعار) بأنه “ترك جميع ممتلكاته وراءه نتيجة العملية العسكرية التركيّة. وعندما عاد إلى المدينة الصناعية مرة أخرى ليتفقد محله تفاجأ بأنّ الجزء الأكبر من البضاعة والمعدات قد سُرق ونُهب. وطلب منه مسلحو ميليشيا “السلطان مراد” مبالغ طائلة ليحصل على بضاعته التي يملكها أساساً. وأنّ كان شخصاً اسمه (حمزة شاكر) مسؤولٌ عن المنطقة من جهة ميليشيا “السلطان مراد”. ويبدو أنَّ جميع عمليات النهب والسلب وإخراج البضائع لاحقاً كانت تتم بإشرافه”.
المواطن (حسين أحمد/اسم مستعار) خاطر بحياته وزار المدينة بعد الاحتلال وبقي فيها مدة 10 أيام. وزار المدينة الصناعية وشاهد أنْ جميع المحلات قد تم فتحها ونهب وسُرق معظم البضاعة. قام مسلحو ميليشيا المعتصم (التي كانت تسيطر على الجزء الذي يقع فيه محله) بأخذه إلى المحل وهو فارغ تماماً من بضاعة كانت تُقدّر بحوالي 150 ألف دولار. ولم يعطوه محله مجدداً وعاد أدراجه خائباً.
المواطن (أبو محمد) عاد إلى المدينة بعدما أصبحت مدينة أشباخ، وتابع “لقد قمت بإعادة شراء القسم المتبقي من بضاعتي التي أملكها حيث قام المسلحون بجلبها لي إلى “حي زرادشت’””. بحماية مسلحين من فرقة “السلطان مراد”. لقد كانت البضاعة التي باعوني إياها لا تشكّل سوى 10% من مجموع كامل البضاعة التي كنت أملكها”.