سبتمبر 20. 2024

أخبار

#بانوراما_الأسبوع: توثيق: مقتل 11 مسلحاً وإصابة 4 بعمليات نفذتها قوات تحرير عفرين ومقتل مسلح وإصابة ثلاثة في حادثي تفجير منفصلين وتقرير لجنة التحقيق الدوليّة المستقلة بشأن سوريا يدين مسلحي الميليشيات الإسلاميّة بارتكاب جرائم ويحمّل أنقرة المسؤولية عنها.

Photo Credit To تنزيل

عفرين بوست-خاص

تواصل المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين ممن تسمي نفسها “الجيشَ الوطني السوريَ/ الجيش الحر”، انتهاكاتها بحق السكان الأصليين الكُرد في إقليم عفرين الكُرديّ المُحتل، التابع لـ “الإدارة الذاتيّة في شمال سوريا” سابقاً.

وفي هذا السياق رصدت “عفرين بوست” جملة من الوقائع التي حصلت خلال شهر الفترة من الحادي عشر وحتى السابع عشر من سبتمبر/ أيلول 2021 (علماً أن هذه الانتهاكات ليست إلا ما تمكنا من توثيقه، ولا تتعدى أن تكون غيضاً من فيضِ الاحتلال).

وفيما يلي ملــخص الأسبوع:

ــ مقتل 11 مسلحاً وإصابة 4 في عمليات نفذتها قوات تحرير عفرين HRE

ــ خطف مواطن ومواطنة من أهالي عفرين الكرد وإخلاء سبيل عن مواطن ومواطنة آخرين.

ــ مقتل مسلح وإصابة ثلاثة في حادثي تفجير منفصلين.

ــ سلطات لاحتلال التركي تواصل تتريك إقليم عفرين الكردي عبر التعليم والمناهج المدرسية

ــ الاحتلال التركي يغلق المدارس في عفرين المحتلة بسبب تفشي وباء كورونا

ــ تقرير جديد لجنة التحقيق الدوليّة المستقلة بشأن سوريا يدين مسلحي الميليشيات الإسلامية على جرائمها محمّلا أنقرة المسؤولية عنها

ــ مركز وقف إطلاق النار لحقوق المدنيين (وقف إطلاق النار) والمركز الكردي للدراسات والاستشارات القانونيّة يصدر تقريره السنويّ المفصل عن الانتهاكات في عفرين.

وجاءت التفاصيل على الشكل التالي:

ــ الاختطاف وعمليات الابتزاز:

ــ في الثاني عشر من سبتمبر/ أيلول، أفاد مراسل عفرين بوست أنّ عناصر الاستخبارات التركيّة اعتقلت أول أمس الجمعة، المواطن الكرديّ الشاب كيفارا حسن (29 عاماً) من منزله في حي الأشرفية بمركز إقليم عفرين المحتل شمال سوريا ولم تعرف التهمة الموجهة إليه. والشاب كيفارا في محل ميكانيك السيارات في المنطقة الصناعية بالمدينة.

وفي سياق آخر من الاعتقالات، ذكر مراسل عفرين بوست أنّ مسلحي ميليشيا “الحمزات” اعتقلوا منذ نحو أسبوعين المدعو محمد حمود والملقب محمد حمرش، وهو أحد مسلحي الميليشيا نفسها، وذلك بتهمة سرقة أسلحة من الميليشيا والاتجار بها.

وقال المراسل إنّ المدعو حمود هو من أبناء عشيرة العميرات العربيّة في عفرين، ويسكن في حي الزيدية بمدينة عفرين المحتلة.

ــ في الخامس عشر من سبتمبر/ أيلول، قال مراسل “عفرين بوست” ان سلطات الاحتلال التركي اعتقلت أول أمس الإثنين 13/9/2021، مواطنة كردية في مركز إقليم عفرين المحتل شمال سوريا، أثناء زيارتها لزوجها في سجون الاحتلال التركي وميليشياته.

وأوضح المراسل أن ميليشيا “الأمن السياسي” التابع للاحتلال التركي اعتقلت المواطن فريدة مصطفى أثناء قيامها بزيارة زوجها المعتقل “حمودة عبد القادر سيدو” بذريعة أن اسمها موجود على قائمة المطلوبين المتعاونين مع الإدارة الذاتية السابقة في مقاطعة عفرين.

المواطنة فريدة 28 عاماً، أم لطفلين، من أهالي قرية كوركا – ناحية معبطلي، ولا يزال مصيرها مجهولا حتى اليوم.

ويشار إلى أن ميليشيات الاحتلال التركي قد اعتقلت أوائل شهر سبتمبر الجاري، المواطن” حمودة عبد القادر سيدو” –  من أهالي قرية بريمجه/ناحية معبطلي – على الحاجز الأمني المقام في المدخل الشرقي لمدينة عفرين المحتلة (حاجز القوس).

وكانت سلطات الاحتلال التركيّ قد أفرجت يوم أمس الإثنين 13/9/2021، عن المواطنة الكردية سيران مصطفى جندو، من سجن عفرين المركزيّ الكائن في قرية ماراته، بعدما قضت مدة عامين في الاحتجاز، رغم أن المواطنة سيران أم لطفلين، كانا رضيعين يوم أُدخلت السجن، وكان أحدهما بعمر سنة واحدة، فيما كان الآخر حديث الولادة، وقد رافقها طفلاها طيلة فترة السجن.

يذكر أنّه خلال فترة السنتين الماضيتين طُرح موضوع الاحتجاز القسري مراراً، وفي 2/9/2020 قام المدعو “نصر الحريري” بزيارة استعراضية قام المدعو “نصر الحريري”، وتم عرض مقاطع مصورة دعائية من داخل السجن، وتحدث المدعو “ياسر فرحات” مسؤول ملف المعتقلين بعد زيارة سجن عفرين المركزيّ، عن تطابق ظروف الاعتقال مع المعايير الواردة في القانون الدوليّ الإنسانيّ، رغم وجود نساءٍ مختطفات تعسفياً مع أطفال رضع داخل السجن.

ــ الإفراج عن معتقلين:

ــ في الثالث عشر من سبتمبر/ أيلول، أفاد مراسل عفرين بوست بأنّ سلطات الاحتلال لتركي أفرجت بتاريخ 11/9/2021، عن المواطن إسماعيل حسن الملقب بـ “سمعو”، بعد نحو شهر من اعتقاله من مكان عمله في حي الأشرفية بمركز إقليم عفرين المحتل شمال سوريا.

وأوضح مراسل “عفرين بوست” أن المواطن “سمعو” كان اعتقل بتهم عديدة بينها تعامله مع الإدارة الذاتية السابقة. وأجبر على دفع ثلاثة آلاف دولار أمريكي لقاء إطلاق سراحه.

 وكانت ميليشيا الشرطة العسكريّة اعتقلت الخميس 29/7/2021، المواطن إسماعيل حسن مصلح المسجلات المعروف في حي الأشرفية باسم سمعو أبو محمد، ومحله على طريق السرفيس، وينحدر في أصوله من مدينة إعزاز إلا أنّه يعيش في مدينة عفرين منذ سنوات طويلة، ويعرفه أهالي عفرين.

وأضاف المراسل أنّ الدورية اعتقلت المواطن إسماعيل وصادرت سيارته أيضاً.

ــ في الرابع عشر من سبتمبر/ أيلول، أفاد مراسل عفرين بوست بأنّ سلطات الاحتلال التركيّ يوم أمس الإثنين 13/9/2021، أفرجت عن المواطنة الكردية سيران مصطفى جندو، من سجن عفرين المركزيّ الكائن في قرية ماراته، بعدما قضت مدة عامين في الاحتجاز.

في 3/8/2019 اعتقل الشاب جنان خليل جندو (32 عاماً) من أهالي قرية مسكة فوقاني ــ ناحية جنديرس، قرب مفرق القرية أثناء عودته من عمله في بلدة جنديرس. وفي 15/9/2019 داهمت قوة عسكريّة تركيّة منزله واعتقلت زوجته المواطنة سيران مصطفى جندو (23 عاماً) وشقيقه باور خليل جندو (25 عاماً) وبعد شهرين من الاعتقال تمّ الإفراج عن المواطن باور.

في محكمة تركيّة صدر قرارٌ بالسجن المؤبد بحق المواطن حنان، وعلى زوجته سيران بالسجن لمدة سنتين.

يذكر أنَّ المواطنة سيران أم لطفلين، كانا رضيعين يوم أُدخلت السجن، وكان أحدهما بعمر سنة واحدة، فيما كان الآخر حديث الولادة، وقد رافقها طفلاها طيلة فترة السجن.

يذكر أنّه خلال فترة السنتين الماضيتين طُرح موضوع الاحتجاز القسري مراراً، وفي 2/9/2020 قام المدعو “نصر الحريري” بزيارة استعراضية قام المدعو “نصر الحريري”، وتم عرض مقاطع مصورة دعائية من داخل السجن، وتحدث المدعو “ياسر فرحات” مسؤول ملف المعتقلين بعد زيارة سجن عفرين المركزيّ، عن تطابق ظروف الاعتقال مع المعايير الواردة في القانون الدوليّ الإنسانيّ، رغم وجود نساءٍ مختطفات تعسفياً مع أطفال رضع داخل السجن.

ــ التفجيرات في عفرين:

ــ في الرابع عشر من سبتمبر/ أيلول، أفاد مراسل عفرين بوست بأنّ مسلحاً على الأقل قتل وأصيب اثنان آخران من مسلحي ميليشيا “الحمزات” في عملية تفجير عبوة ناسفة بسيارة عسكرية بناحية راجو

وفي التفاصيل انفجرت عبوة ناسفة مساء أمس الإثنين 13/9/2021 في مركز ناحية راجو، بسيارة عسكرية من نوع (فان) تابعة لميليشيا “الحمزات”، وأدى الانفجار إلى مقتل المدعو “عامر جنيد” الملقب “أبو الموت” وأصيب مسلحان آخران كانا برفقته.  

وعلى إثر الانفجار توجهت سيارات الإسعاف إلى المكان، ونقلت المصابين إلى المشفى العسكريّ في حي المحمودية بمدينة عفرين. فيما لم تتبنّ أي جهة مسؤوليتها عن التفجير.

ــ في الرابع عشر من سبتمبر/ أيلول، أفاد مراسل عفرين بوست بأنّ مسلحين مجهولين ألقيا صباح اليوم الثلاثاء، قنبلة يدوية على سيارة تابعة لميليشيا “الجبهة الشامية” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين في حي الأشرفية بمركز إقليم عفرين المحتل شمال سوريا، موضحاً أن العملية أسفرت عن إصابة عنصر من الميليشيا، فيما لاذ المسلحان بالفرار.

من جهة أخرى، انفجرت عبوة ناسفة بمدينة عفرين في تمام الساعة السادسة صباح اليوم دون ورود معلومات إضافية.

ــ الاستيلاء على أملاك الكُرد العفرينيين:

ــ في الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول، أفاد مراسل عفرين بوست بأن مشاجرة وقعت من بعد ظهر الخميس 9/9/2021، بين جماعة “طبش” التابعة لميليشيا “الجبهة الشامية” وجماعة من أهالي العويجة، بجانب حديقة في حي الأشرفية، بسبب الاختلاف حول منزل رشيد عثمان محمد الكائن في البناء المقابل للحديقة، وأسفر الشجار عن جرح شخصين من أهالي العويجة على يد مسلحي أمنية “الجبهة الشامية”.

وفي سياق متصل بالتصرف بممتلكات أهالي عفرين، رفض مستوطن ينحدر من الغوطة الشرقيّة، تسليم المحل الذي استولى ويقوم ببيع البوظة فيه باسم “بوظة آفين” عليه، وتعود ملكيته للمواطنة الكرديّة سلطانة خليل من أهالي قرية علي كارو، ويطالب صاحبة المحل بدفع مبلغ 1200 دولار أمريكي لقاء إخلائه، بحجّة أنه قام بتجهيز المحل.

كما يرفض مستوطن بدل الإيجار عن المنزل الذي استأجره من المواطن محمد أمين من أهالي قرية قورت قلاق، بعدما أقدم مسلحو ميليشيا “السلطان مراد على اختطاف المواطن محمد أمين من محله في المنطقة الصناعيّة قبل نحو شهر، على خلفيّة عمليات اختطاف طالت أكثر من ثلاثين مواطناً من أهالي قريته.

قام المدعو “فراس أوسو” مستوطنٌ ينحدر من الغوطة الشرقيّة ببيع منزلٍ تعود ملكيته للمواطن الكرديّ المهجر قسراً عصام محمد من أهالي قرية بعدينا ــ ناحية راجو، وكان يعمل مستخدماً في مشفى آفرين. ويقع المنزل على طريق ترندة مقابل صيدلية الحياة جانب فرن الإيمان، وتم بيع المنزل بمبلغ مقداره ١٢٠٠ دولار إلى مستوطن ينحدر من بلدة خان العسل بريف حلب الغربي.

المستوطنون يتاجرون بمنازل أهالي عفرين.. رغم تواجد بعض مالكيها في المدينة!

ــ في الثاني عشر من سبتمبر/ أيلول، أفاد مراسل عفرين بوست بأنّ مستوطناً منحدراً من الغوطة أقدم على بيع منزل المواطن الكردي حميد خليل- من أهالي قرية مراوانيه/شيه – لمستوطن منحدر من القلمون، وبمبلغ 750 دولار أمريكياً، رغم تقدمه بشكوى لدى ميليشيا “الشرطة العسكرية” لاسترداد منزله الذي يقع قرب سوق الأربعاء بحي الأشرفية.  

كما قام مسلح من ميليشيا “جيش الإسلام” ببيع منزل المهجر “عبدو احمد”، من أهالي قرية براد – ناحية شيراوا، إلى مسلح آخر وبمبلغ 900 دولار أمريكي/، ويفع المنزل/شقة سكنية/ في محيط ساحة البازار – الأشرفية، علماً أن المنزل يباع للمرة الثانية على التوالي.

وتقدر نسبة الملكيات الخاصة التي يستولي عليها المسلحون والمستوطنون بنحو 60%، والتي تعود للمهجرين قسراً إلى خارج الإقليم الكردي، كما تعود قسماً منها إلى الباقين من أهالي عفرين الذين لم يتمكنوا من استرداد بيوتهم وحقولهم رغم مرور نحو ثلاثة أعوام ونصف على الاحتلال التركي وميليشياته لعفرين.  

ميليشيا السلطان مراد تستولي على منزل مواطن كرديّ في مدينة عفرين رغم وجود صاحبه

ــ في الثالث عشر من سبتمبر/ أيلول، أفاد مراسل عفرين بوست بأنّ مسلحين من ميليشيا “السلطان مراد” استولوا على منزلِ المواطن الكردي المهجّر قسراً صلاح عثمان من أهالي قرية كفرجنة ــ ناحية شرا/ شران، والمقيم بمدينة حلب، ويقع المنزل جانب جامع الشيخ شواخ في حي عفرين القديمة في مدينة عفرين المحتلة.

وأضاف المراسل أنّ شقيقة المواطن صلاح كانت تتصرف به، وتقوم بتأجيره، وقبل أقل من أسبوع أخلى مستأجر من أهالي عفرين المنزل، وبدأت على إثر الإخلاء أعمال الصيانة فيه تمهيداً للسكنِ فيه مجدداً. إلا أنّ مسلحين من ميليشيا “السلطان مراد” قاموا بكسر الباب والاستيلاء عليه.

يُذكر أنّ الحي يقع ضمن سيطرة جماعة مسلحة تُعرف باسم “الشيشاني” تابعة لميليشيا “السلطان مراد”، والتي تسيطر على أكثر من 40 منزلاً و30 محلاً تجاريّاً.

ميليشيا السلطان مراد تستولي على منزل مواطن كردي بعد طرد مستأجره بقوة السلاح

ــ في الرابع عشر من سبتمبر/ أيلول، أفاد مراسل عفرين بوست بأنّ ميليشيا “السلطان مراد” التابعة للاحتلال التركيّ وتنظيم الإخوان المسلمين، استولت على منزل المواطن الكرديّ “محمد عثمان” – من أهالي بلدة شرا/ شران – الكائن بمحيط جامع الشيخ شواخ في حي عفرين القديمة بعد إخراج المستأجر منه بقوة السلاح، والمستأجر مواطن كردي من أهالي قرية شيخوتكا- ماباتا/معبطلي.

في إطار عمليات الاتجار بمنازل مهجري عفرين، قام أحد المستوطنين ببيع منزل المواطن حسين محمد في حي عفرين القديمة إلى مستوطن غوطاني، وبمبلغ 1600 دولار أمريكي، علماً أن صاحب المنزل من أهالي قرية اشكان شرقي – ناحية جنديرس، حسب مراسل “عفرين بوست” في المدينة. 

وفي سياق متصل قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن “القوات التركية مصحوبة بفصائل ما يسمى “الجيش الوطني” على عفرين والنواحي التابعة لها ضمن عملية ماتعرف بـ” غصن الزيتون” منذُ أن سيطرت تعمد القوات التركيّة والفصائل التابعة لها إلى إجراء عمليات تغيير ديمغرافي بطرق وأساليب مختلفة، كان آخرها قيام قيادات عسكريّة ضمن الفصائل بشراء عقارات من المهجرين بأسعار زهيدة”.

وأشار المرصد إلى أن “قادة عسكريون من مختلف فصائل “الجيش الوطنيّ” الموالي لتركيا، عمدوا خلال الفترة الأخيرة إلى التواصل مع أصحاب منازل ومحال وأراض من أبناء عفرين المهجرين بفعل عملية “غصن الزيتون” وشراء بعض من عقاراتهم بأسعار أقل عن سعرها الأساسي، وذلك عبر وسطاء من أصحاب المكاتب العقارية أو أشخاص من أقرباء لأصحاب الممتلكات أو من خلال توكيل أشخاص متواجدين في عفرين لبيع عقاراتهم”. 

وأضاف المرصد أن “قادة “الجيش الوطني” يستغلون أوضاع المهجرين العفرينيين من خلال الحديث معهم وإعطائهم رسائل مبطنة مفادها بأن ممتلكاتهم سيتم الاستيلاء عليها عاجلًا أم آجلًا وأن المنطقة أصبحت تحت أمرة القوات التركية والفصائل، مما يدفع الكثير من مهجري عفرين إلى بيع ممتلكاتهم بأسعار بخسة، خوفًا من خسارتها بشكل كامل أسوة بآلاف الممتلكات التي جرى الاستيلاء عليها من قِبل فصائل “الجيش الوطني” منذ السيطرة على عفرين مارس/آذار من العام 2018”.

ــ السرقات والإتاوات في عفرين:

ــ جرائم الاعتداء البدني:

مسلحون من عينجارة يعتدون بالضرب على مسن كردي ونجله بسبب خناقة أولاد

ــ في الثاني عشر من سبتمبر/ أيلول، أفاد مراسل عفرين بوست بأنّ مسلحين ينحدرون من بلدة عين عينجارة بريف حلب اعتدوا الخميس الماضي، على المواطن الكردي “محمود محمد” ووالده الستيني في مدينة عفرين المحتلة، بسبب “خناقة” اندلعت بين أولاد الطرفين.

وأوضح مراسل “عفرين بوست” أن عراكاً نشب بين الأطفال في محيط جامع بلال بحي الأشرفية، وبعدها تجمع عدد من المسلحين واعتدوا بالضرب المبرح على “محمود” والده، والانتقام منه.

الشاب محمود من أهالي قرية خلالكا- ناحية بلبل، ويعمل موظفاً في مجلس الاحتلال المحلي في المدينة، كسائق جرافة(تركس).

ووثقت “عفرين بوست” العشرات من حالات اعتداء المستوطنين على السكان الأصليين الكرد وتنمرهم عليهم، ففي مايو 2021 أطلق مستوطن أغنامه في حقل زيتون تعود ملكيته للمواطنة المسنة “أمينة احمد” من أهالي قرية ساتيا، وعندما طلبت المسنة منه إخراج أغنامه من الحقل، تهجم عليها المستوطن وشتمها بألفاظ نابية سيئة، وضرب بعصا كانت بيده على رأس المسنه، ما تسبب بإحداث جرح عميق في رأسها.

ولم يكتفِ المستوطن بالشتم والضرب، بل بالغ بإهانتها أمام أهالي القرية، الذين لم يجرؤوا على التدخل وتقديم المساعدة لها، لكون المستوطن مدعوم من ميليشيا “فرقة الحمزات” التي تسيطر على القرية، وتطاول المستوطن على كل أهالي القرية الأصلاء عبر توجيهه الكلام للسيدة المسنة: “هذه الأرض ملك لأردوغان وليست ملك لكم، ونحن لنا حرية التصرف بهذه الأملاك”.

وعلى إثر الاعتداء على المسنة توجّه بعض سكان القرية لرفع شكوى ضد المستوطن مقر ميليشيا الشرطة العسكرية، في مركز ناحية موباتا/ معبطلي، إلا أنّ عناصر الشرطة العسكرية تجاهلت الشكوى، واكتفت بالقول بأنهم سيحاسبونه، دون عملية، فقد استمر المستوطن برعي أغنامه في حقول أهالي القرية، بعد تقديم الشكوى ضده، دون أن يحتسب لاحتمال المساءلة، وكأن شيئاً لم يكن.

ــ اقتتال المليشيات التركية والإخوانية:

ــ من داخل عفرين:

الاحتلال التركي يغلق المدارس في عفرين المحتلة بسبب تفشي وباء كورونا

ــ في الثالث عشر من سبتمبر/ أيلول، علمت “عفرين بوست” من مصادرها اليوم الإثنين، أن سلطات الاحتلال التركي قد أغلقت جميع المدارس في مركز إقليم عفرين المحتل شمال سوريا، بسبب تفشي وباء “كورونا” بين الكادر التدريسي.

وأوضحت المصادر بأن عدد حالات الإصابة جاءت كالتالي: (مدرسة “الأشرفية” المُحدثة/ التقدم: 12 حالة – مدرسة صالح العلي: 5 حالات – مدرسة سليمان الحلبي: 8 حالات – مدرسة ميسلون: 5 حالات – مدرسة الاتحاد العربي: 7 حالات) إضاقة لوجود 4 حالات في شركة مياه عفرين و6 حالات في مجلس عفرين المحلي، كما أنّ الوباء انتشر بشكلٍ واسعٍ بين مسلحي الشرطة المدنيّة والعسكريّة وكذلك المخيمات.

وكانت مديرية التربية والتعليم التابعة لمجالس الاحتلال المحلي في إقليم عفرين المحتل قد أعلنت عن انطلاق العام الدراسيّ 2022-2021م لكافة الصفوف وفي جميع المدارس؛ وذلك اعتباراً من الأحد 5 أيلول 2021.

ويذكر أن مدينة عفرين تحتوي على 16 مدرسة، تم تحويل 4 منها إلى مقرات عسكرية تابعة للكوماندوس التركيّ والاستخبارات التركية وميليشيات الشرطة المدينة والعسكرية.

ــ أشجار عفرين ومحاصيلها:

ــ في الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول، أفاد مراسل عفرين بوست باستمرار عملية القطع الجائر لأشجار الزيتون الواقعة في حرم قناة المياه بآخر الأشرفية، وفي الأيام الأخيرة الماضية تم قطع ١٥ شجرة من حقلٍ تعود ملكيته للمواطن الكرديّ حسن ناصر من أهالي قيبار، كما تم قطع أشجار من حقولٍ تعود ملكيتها للمواطنين نوري نجار ومحمد شيخ حس من أهالي قرية ترندة، ولم يُعرف عدد الأشجار المقطوعة.

ــ آثار عفرين:

في سياقِ إمحاء هوية عفرين التاريخيّ تل أرندة الأثري تعرض لعمليات تجريف على عمق 5 أمتار

ــ في الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول، نشرت عفرين بوست تقريراً عن الانتهاكات التي طالت تل أرندة الأثريّ. في سياق استمرار الاحتلال التركيّ وميليشيات تنظيم الإخوان المسلمين التابعة له لعمليات تدمير المواقع الأثريّة والتاريخيّة في إقليم عفرين الكرديّ، بهدف إمحاءِ هويته الثقافيّة والتاريخيّة، وكان تل أرندة من أحد المواقع التي تعرضت للتخريب والتدمير. ونشرت مديرية الآثار في عفرين اليوم تقريراً حول الانتهاكات التي طالت التل عبر عمليات الحفر والتجريف.

تقع قرية أرندة في الجهة الغربيّة من مدينة عفرين على بعد حوالي (30) كم منها، وتتبع إداريّاً لناحية شيه (شيخ الحديد) وهي من القرى القديمة المرتفعة والمطلة على سهل العمق من الطرف الشرقيّ قرب الحدود السوريّة التركيّة، ويقع التل الأثريّ بجوار القرية من الطرف الغربيّ وكان سطحه بالكامل مزروعاً بأشجار الزيتون المعمرة والكرمة.

بعد الاحتلال التركي لمنطقة عفرين السورية تعرض تل أرندة الأثريّ لعمليات حفر بالآليات الثقيلة أدّت الى إحداث دمار هائل وكبير بالطبقات الاثريّة وتدمير اللقى الاثريّة الهشّة بحسب الصور التي وردت إلى مديرية آثار عفرين، من مصادر خاصة بتاريخ 15/7/2021، حيث يظهر مدى الضرر الحاصل بعد حفر التل بالآليات الثقيلة، وتظهر آلية ثقيلة تقوم بتدمير الطبقات الأثريّة على التل الاثريّ، ويتم ترحيل البقايا الماديّة للحضارات البشريّة التي استوطنت التل.

وأضاف التقرير أنّ الآثار تعرضت للكسر والتخريب وسُرقت القطع الظاهرة بشكلٍ سليم ونُهبت وتم تصديرها الى السوق العالميّة لتجارة الآثار. ويُقدر عمق الحفر بحوالي (5 م) بحسب ما هو ظاهر في الصور.

وحرصاً على دقة المعلومات قامت مديرية آثار عفرين بإرفاق صورة فضائيّة تعود إلى تاريخ 15/8/2020 تثبت بشكلٍ دامغٍ وتؤكد المعلومات المذكورة من تعرض التلِ للتدمير والتخريب واقتلاع جميع اشجار الزيتون والكرمة التي كانت تغطي كاملَ مساحة التل، وبحسب قائس المساحات المتوفر على برامج الصور الفضائيّة يمكن تقدير المساحة المدمرة ب (11000م2) وقد أشار الشهود من داخل المنطقة أنّ هذه الحفريات نُفذت في النصف الثاني من عام 2020، وهو ما تؤكده الصور الفضائيّة التي تشير الى سلامة التل بتاريخ 28/9/2019.

والجدير بالذكر أنَّ ميليشيا السلطان سليمان شاه المعروف ب (العمشات) ويتزعمها المدعو “محمد الجاسم الملقب بأبو عمشة” تسيطر على القرية، وتقع عليه وعلى الدولة التركيّة المسؤوليّة المباشرة عن تخريب وتدمير التل وسرقة وتصدير محتوياته من اللقى الأثريّة.

وذكرت عفرين بوست في 25/1/2020 أن آليات حفر ضخمة تابعة لقوات الاحتلال التركي بدأت بالحفر في تل قرية أرندة التابعة لناحية شيه\شيخ الحديد، بحثاً عن الآثار، بغية سرقتها وتشويه تاريخ المنطقة بتحريف الدلائل وفقاً لمصالحها.

وفي السياق نفسه قام مسلحون من ميليشيا “فيلق الشام” يوم الثلاثاء 15/11/2019، على مرأى قوات الاحتلال التركيّ بتجريف في تل قرية أرندة مستخدمين الاليات الثقيلة من جرافات وشاحنة كبيرة بحثاً عن الآثار.

ملاحظة: إحداثيات التل على غوغل إيرث (32 36° 97 ’3) شمال و(37. 36° ’20 .16) شرق

ــ مهجرو عفرين في الشهباء وشيراوا:

التتريك في إقليم عفرين:

سلطات لاحتلال التركي تواصل تتريك إقليم عفرين الكردي عبر التعليم والمناهج المدرسية

ــ في الرابع عشر من سبتمبر/ أيلول، نشرت عفرين بوست تقريراً عن استمرار عمليات التتريك في إقليم عفرين الكردي المحتل الذي يأخذ بعداً الأكثر عمقاً عبر المناهج التعليمية عبر فرض اللغة التركية والمواد المدرسية التي تتوافق مع سياسة الاحتلال والتي تمجد تركيا في حاضرها الاستعماري وماضيها العثماني لتتجاوز النتائج الحاضر إلى المستقبل، بالمقابل تعمد سلطات الاحتلال التركيّ إلى تغييب كامل للغة الكرديّة إمعاناً بطمس هوية المنطقة الثقافية

فقد أعلنت ما تسمى مديرية التربية والتعليم في غصن الزيتون عن بدء العام الدراسيّ (2021 ــ 2022) لكافة المراحل التعليمية في مختلف المدارس اعتباراً من يوم الأحد 5 أيلول 2021. وأرفقت الإعلان مع أسماء المواد الدراسيّة في المناهج التعليميّة المعتمدة المرحلة الثانوية، والتي تضمنت اللغتين العربيّة والتركيّة والإنكليزية. كما تضمن المنهاج مادتين دينيتين هما مادة (تلاوة القرآن وتفسير واستحفاظ) ومادة (الثقافة الدينية والأخلاق والإيمان).

وكان لافتاً إدراج مادة “الوطنية” في المنهاج التعليميّ، ما يطرح السؤال أي نوع من الوطنية يمكن أن يُدرس في ظل الاحتلال ومن قبل المؤسسات التعليميّة التابعة له؟

وتضمن البرنامج التعليميّ للمرحلتين الإعدادية والثانويّة ثلاث لغات (التركية والعربية والإنكليزية) إلا أنّه جعل تعليم اللغة الكرديّة اختياريّاً، ولا تحتسب في نتائج نهاية العام الدراسي، وبذلك كان القبول بتعليم اللغة التركيّة قراراً مع وقف التنفيذ لغاية الدعاية وتجميل الاحتلال. رغم حقيقة أنّ ثقافة عفرين الأصيلة تنبعُ من روافد كرديّة تاريخيّة واجتماعية وتمثل اللغة الكرديّة هويتها.

وأفادت مصادر عفرين بوست أن المنهاج المدرسيّ للمرحلة الابتدائية تضمن حصتين أسبوعياً للغة الكردية في مركز مدينة عفرين، وبعض مدارس جنديرس، فيما لا وجود لها نهائياً في مدارس الريف عموماً بحجة عدم وجود كادر تدريسيّ، ذلك لأن سلطات الاحتلال التركيّ اعتبرت اللغة الكردية مادة اختيارية، ولا إلزام بتعليمها، بمقابل فرض اللغة التركية. وفق المنهاج المعتمد من قبل الائتلاف السوري – الإخواني. 

وتوزعت الحصص الدراسية للمرحلة الابتدائية على التالي: اللغة العربيّة: 6 حصص – اللغة الإنكليزية 3 حصص – اللغة التركية: حصتان الرياضيات: 6 حصص – الديانة (حياة النبي والقرآن والحديث): 3 حصص.

وفي بيان ترقيعي يهدف لتجميل صورة الاحتلال التركي أصدرت ما تسمى “الحكومة المؤقتة” بياناً، أنكرت فيه إلغاء تعليم اللغة الكردية في المناهج الدراسيّة في عفرين. وقالت إنّها تتخذ قراراتها في إطار أحكام القانون الدوليّ ومبادئ حقوق الإنسان وأهداف الثورة السوريّة.

يُذكر أنّه في محاولة لإلغاء اللغة الكردية أجرت سلطات الاحتلال التركي استبياناً لآراء الأهالي والطلاب فكانت النتيجة أن 70 % طلبوا التعلم، بمقابل رفض 30% التعلم.

وكانت سلطات الاحتلال التركي والميليشيات الإخوانيّة قد حوّلت عدداً من المدارس في مدينة عفرين المحتلة إلى مقرات عسكريّة وأمنيّة منها مدرسة فيصل قدور التي تحولت لمقر للكوماندوس التركي، والثانوية التجاريّة لسجن للشرطة العسكرية، وثانوية الشهيدة عزيمة (أمير غباري للبنات) مقراً للشرطة المدنية، وحوّلت مدرسة أزهار عفرين الخاصة إلى سجن ومقر عسكري. وتم الاستيلاء على ثانوية الزراعة معهد “فيان أمارة” ومدرسة الكرامة.

ــ مقاومة الاحتلال:

 مقتل 11 مسلحاً وإصابة 4 في عمليات نفذتها قوات تحرير عفرين HRE

ــ في الثاني عشر من سبتمبر/ أيلول، أصدرت قوات تحرير عفرين اليم الأحد 12/9/2021 بياناً للرأي العام كشفت فيه حصيلة عملياتها خلال الفترة من السابع إلى العاشر من أيلول الجاري، والتي أسفرت عن مقتل 11مسلحاً من الميليشيات التابعة للاحتلال التركيّ وإصابة أربعة آخرين بإصابات متفاوتة. وجاءت العملية على النحو التالي:

في 7 أيلول نُفذت عملية مداهمة للميليشيات في ناحية شرا، وأسفرت عن مقتل 5 مسلحين وإصابة اثنين آخرين بجروح، وإعطاب دراجة نارية وسلاح دوشكا. والاستيلاء على ساحين وجهاز اتصال وبطاقات شخصية للمسلحين.

في 9 أيلول، نفذت عملية في تل مالد ــ ناحية مارع وأسفرت عن مقتل 3 مسلحين وإصابة رابع.

في 10 أيلول نُفذت عملية في قرية كلجبرين ــ منطقة إعزاز المحتلة واسفرت عن مقتل 3 مسلحين وإصابة رابع.

ــ النظام السوري:

ما حقيقة أسر جندي للنظام السوري من قبل ميليشيات أنقرة في كفر خاشر بريف حلب الشمالي؟

ــ في الثاني عشر من سبتمبر/ أيلول، تداولت صفحات تابعة لمليشيات الاحتلال التركي المعروفة باسم ”الجيش الوطني” خبراً مفاده بتمكن مليشيا الفيلق الثالث من صد عملية تسلل لجيش النظام على محور قرية كفر خاشر بريف حلب الشمالي، وأسر جندي نظامي.

بخصوص ذلك أوضح مراسل “عفرين بوست” في مناطق الشهباء بريف حلب الشمالي، أن عنصر للنظام يدعى”محمد إبراهيم العليان” من أبناء الخفسة، أقدم على شرب حبوب مخدرة وحاول الهروب الى مناطق مليشيات” الجيش الوطني”، فاستهدفه ضابط من قوات النظام برصاصة أصابت ظهره، إلا أنه العنصر تمكن من الهروب والوصول إلى قرية كفر خاشر. 

وكان عددٌ من المواقع الإخبارية التابعة لمليشيات الجيش الوطني قد احتفت بأسره “المزعوم” ووصفته بـ “الإنجاز الكبير”!

في سياق منفصل، توفي مسلح من ميليشيات الجبهة الشامية ويدعى “خالد اوتوز” المنحدر من بلدة الشيفونية بريف دمشق، متأثراً بجراحه التي أصيب بها جراء انفجار عبوة ناسفة بسيارة من نوع سنتافيه في حي الأشرفية بإقليم عفرين المحتل بتاريخ 5 أيلول الجاري.

وكان” اوتوز” قد اصيب جراء عملية اغتيال بعبوة ناسفة طالت القيادي “كمال سعيد جواد” من أبناء مدينة مضايا بريف دمشق من ميليشيات “الجبهة الشامية” التابعة للاحتلال التركي وأصيب عدد آخر من الأشخاص يوم الأحد بتاريخ 5 أيلول الجاري في حي الأشرفية بعفرين المحتلة، ولم تتبنى أي جهة عملية الاغتيال حتى الآن.

ــ بيانات:

منظمة مدنية تدعو الأمم المتحدة للقيام بواجباتها والتدخل لإيقاف جرائم الحرب والتغيير الديمغرافي والاستيطان بعفرين

ــ في الرابع عشر من سبتمبر/ أيلول، نشرت عفرين بوست مضمون البيان الذي أصدرته المبادرة الوطنية من أجل عفرين يوم السبت 11/9/2021 حول التغيير الديمغرافيّ والاستيطان في إقليم عفرين الكردي المحتل.

وذكر البيان أنّ عفرين تتعرض لسياسات ممنهجة تدخل في إطار التطهير العرقيّ وحرب الإبادة بحق أهلها الكرد، فكانت النتيجة موجات تهجير ونزوح لعشرات الآلاف منهم. بالإضافة لممارسة سياسة الترهيب والرعب بحقهم والاستيلاء على الآلاف من بيوت ومنازل العائلات الكردية وأملاكها، فبات الوجود الكردي اليوم في عفرين مهدداً بشكلٍ خطير، بعدما كان لقرون مضت أغلبية تتجاوز %95.

وأشار البيان إلى عمليات الاستيطان بجلب عشرات الآلاف من العائلات العربية والتركمانية وخاصة عائلات عناصر تلك الفصائل التابعة وإسكانهم محل من نزح من السكان الأصليين بقصد التغيير الديمغرافي وفرض وقائع جديدة على الأرض، ولم تكتف سلطات الاحتلال التركي بذلك بل بادرت لبناءِ قرى استيطانية كاملة وتحت غطاء عمل منظمات إنسانيّة منها الكويتية والفلسطينيّة من داخل إسرائيل.

ووصف البيان ممارسات الاحتلال والميليشيات المسلحة بأنها ترقى لـ “جريمة حرب” وفقاً لنصوص القوانين الدوليّة. وأن تركيا أخلت بمسؤوليتها كدولة “احتلال” بحماية الحق في السكن الوارد بالمادة 25 من الإعلان العالميّ لحقوق الإنسان والمادة 11 من العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصاديّة والاجتماعيّة والثقافية، وحماية الحق بالملكية الذي لا يسقط بعدم الاستعمال مهما طال زمن عدم الاستعمال، ولا يتقادم ولا يزول بزوال الدول أو بتغيير السيادة، والوارد بالمادة 17 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والمادة الخامسة من الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز العنصريّ 1969.

كما أشار البيان إلى المسؤولية القانونية عن تأمين عودة المهجرين الطوعيّة والآمنة لمنازلهم ومسؤولية الدول باتخاذ جميع التدابير الممكنة لتسهيل العودة الطوعية والآمنة للاجئين والنازحين، وإعادة إدماجهم وتوفير الاحتياجات الأساسية لهم.

وأكد بيان المبادرة الوطنيّة من أجل عفرين أنَّ ما تقوم به الحكومة التركية والميليشيات التابعة لها يتحدى القرارات الدوليّة خاصةً قرار مجلس الأمن رقم 2254 لعام 2015 الخاص بسوريا والذي ينص في المادة 14 منه على” الحاجة الماسة إلى تهيئة الظروف المواتية للعودة الآمنة والطوعية للاجئين والنازحين داخليّاً إلى مناطقهم الأصلية”.

وختم البيان بمناشدة المبادرة الوطنية من أجل عفرين جميع القوى المحلية والإقليمية والمجتمع الدولي ممثلاً بـ غير بيدرسون المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا للقيام بواجباتهم للتدخل لإيقاف جرائم الحرب والتغيير الديمغرافي والاستيطان في عفرين، كما تحتفظ المبادرة الوطنية من أجل عفرين بحقها بدعم أهل منطقة عفرين بكافة السبل القانونية والسياسية والإعلامية لملاحقة المنظمات والجهات المتورطة في نشاطات الاستيطان والابادة الجماعيّة.

ــ تقارير:

 تقرير جديد لجنة التحقيق الدوليّة المستقلة بشأن سوريا يدين مسلحي الميليشيات الإسلامية على جرائمها محمّلا أنقرة المسؤولية عنها

ــ في الخامس عشر من سبتمبر/ أيلول، نشرت عفرين بوست مضمون التقرير الذي أصدرته لجنة التحقيق الدوليّة المستقلة بشأن سوريا في دورتها الثامنة والأربعين حول انتهاكات حقوق الإنسان في مناطق خاضعة لسيطرة الاحتلال التركيّ والفصائل التابعة له

وعرضت اللجنة في تقريرها المقدم إلى مجلس حقوق الإنسان عملاً بقراره 46/22، النتائج التي استخلصتها من التحقيقاتِ في الحوادثِ التي وقعت في الفترة ما بين 1 تموز/ يوليو 2020 و30 حزيران/ يونيو 2021 في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة؛ إدلب وغرب حلب. شمال حلب ورأس العين. وشمال شرق سوريا.

الولاية والمنهجية

ــ قالت اللجنة إنّها عملت بمنهجيتها المتبعة واسترشاداً بالممارسات المعياريّة للجان التحقيق والتحقيقات في مجال حقوق الإنسان، واعتمدت في المقام الأول على 538 مقابلة أجريت شخصيّاً في المنطقة ومن جنيف. وتمَّ جمع وتحليل الوثائق والتقارير والصور ومقاطع الفيديو وصور الأقمار الصناعيّة من مصادر متعددة. كما طلبت اللجنة، كتابةً وأثناء الاجتماعات، معلومات عن الحوادث والأحداث والتطورات من الحكومة وأطراف النزاع والدول الأعضاء في الأمم المتحدة. واُعتبر معيار الإثبات مستوفياً عندما كان لدى اللجنة أسباب معقولة للاعتقاد بأنَّ الحوادث وقعت على النحو الموصوف، وحيثما أمكن، ارتكبت الانتهاكات من قبل الطرف المتحارب الذي تم تحديده.

ــ وأشارتِ اللجنة إلى أنّ تحقيقاتها تظل مقيدة بسبب منع الوصول إلى البلاد والمخاوف المتعلقة بالحماية فيما يتعلق بالمقابلات. في جميع الحالات، ظلت اللجنة تسترشد بمبدأ “عدم إلحاق الضرر”.

وذكرت أنّه خلال الفترة قيد الاستعراض، عانى المدنيون في منطقتي عفرين ورأس العين من مستويات متزايدة من العنف، بما في ذلك العديد من السيارات المفخخة والقصف المدفعيّ وقُتل وجرح العشرات من الرجال والنساء والأطفال وألحقت أضرارٌ بالبنية التحتيّة المدنية. وما زاد من تفاقم الوضع الأمنيّ ​​الهش، استمرار معاناة المدنيين من انتهاكات دوليّة لحقوق الإنسان على أيدي القوات العاملة تحت مظلة “الجيش الوطنيّ السوريّ”.

تفجيرات وقصف

أفادت التقارير بوقوع 59 حادثة على الأقل، تسببت فيما يقرب من 641 ضحية باستخدام أجهزة متفجرة، في عفرين ورأس العين. ووثقتِ اللجنة سبعة انفجارات من هذا القبيل في مناطق مزدحمة أسفرت عن سقوط ما لا يقل عن 243 ضحية في مناطق سيطرة “الجيش الوطنيّ السوريّ”. في 14 سبتمبر 2020، حوالي الساعة 6 مساءً، انفجرت سيارة مفخخة قرب دوار كاوا في مدينة عفرين، ما أسفر عن مقتل 10 مدنيين بينهم صبي، وإصابة 31 آخرين، بينهم 3 سيدات و7 أطفال. وصف أحد الأشخاص الذين تمت مقابلتهم نقل جثث 4 مدنيين محترقة من سيارة أصيبت بالانفجار.

في 30 كانون الثاني/ يناير 2021، لقي ما لا يقل عن 6 مدنيين، بينهم 3 صبية، مصرعهم وجرح 29 آخرين، بينهم 3 نساء و8 أطفال، عندما انفجرت عبوة ناسفة محمولة على مركبة في منطقة الصناعة التجارية في عفرين. في اليوم التالي، 31 يناير، انفجرت عبوة أخرى من هذا النوع في منطقة سوق في إعزاز، ما أسفر عن مقتل 6 مدنيين، بينهم امرأة وفتاتان، وإصابة 25 آخرين، من بينهم صبيان وفتاة واحدة.

كما تم توثيق هجمات باستخدام عبوات ناسفة محمولة على سيارات في منطقة رأس العين. على سبيل المثال، في 26 سبتمبر 2020، في حوالي الساعة 5:30 مساءً، انفجرت مثل هذه العبوة في منطقة تجارية في جنوب رأس العين، ما أسفر عن مقتل 7 مدنيين، بينهم طفلان وإصابة 11 آخرين، من بينهم طفل واحد على الأقل. قُتل ما لا يقل عن 4 آخرين، من بينهم طفلان، وأصيب 12 آخرون عندما انفجرت عبوة ناسفة مفخخة في سيارة مفخخة في منطقة تجارية مماثلة بالقرب من سوق في رأس العين في 25 فبراير.

في هجوم فظيع بشكل خاص وقع في 12 حزيران/ يونيو، أصاب قصف صاروخي ومدفعي مواقع متعددة في مدينة عفرين، ما أسفر عن مقتل ما لا يقل عن 16 شخصًا وإصابة 20 آخرين، بمن فيهم الأطفال والموظفون الطبيون والإنقاذ. وصف الشهود كيف أصابت الذخائر، حوالي الساعة 6 مساء، أراض زراعيّة بالقرب من الطريق الرئيسي المؤدي إلى جنديرس وعدة منازل مدنية بالقرب من مستشفى ابن سينا. بعد دقائق، أطلقت ثماني ذخائر على الأقل على منطقة سكنيّة بوسط عفرين، ما أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل، بينهم مقاتل واحد في “الجيش الوطنيّ السوريّ”. بين الساعة 6:30 والساعة 7 مساءً، بينما كان السكان ينقلون الضحايا إلى مستشفى الشفاء القريب، على بعد حوالي كيلومترين، أصابت ثماني ذخائر أخرى بشكل مباشر الجانب الشرقي من المستشفى، ودمرت قسم الطوارئ حيث تم نقل الضحايا للتو. كما لحقت أضرار بوحدة التوليد والأطفال. وذكرت اللجنة تبادل الاتهام بين الميليشيات التابعة للاحتلال التركيّ ووحدات حماية الشعب. والتحقيقات جارية.

التضييق على الكرد

ذكرت اللجنة استمرار حرمان المدنيين – من أصل كردي بالمقام الأول – من حريتهم بشكل غير قانونيّ على أيدي مسحي الميليشيات الفرقة 22، الحمزات؛ الفرقة 14، اللواء 141 والفرقة 13، لواء محمد الفاتح وفيلق الشام. أثناء الاحتجاز، كان الضحايا يُنقلون في كثير من الأحيان إلى منشآت مؤقتة تديرها الميليشيات على مستوى المناطق الفرعيّة. واستمرتِ الميليشيات نفسها، كما تمّ توثيقه سابقًا، بنهب ممتلكات المدنيين ومصادرتها، إضافة لاحتجاز الأفراد، بما في ذلك الأراضي الزراعية التي يملكها أفراد الأقلية الإيزيديّة.

التعذيب خلال الاعتقال

 وصف محتجزون سابقون تعرضهم للضرب والتعذيب على أيدي مسلحي الميليشيات، بما في ذلك أثناء الاستجوابات الأولية، في محاولة لانتزاع اعترافات أو معلومات أخرى يحتمل أن تكون قد تدينهم. لم يبلغ الأشخاص الذين تمّت مقابلتهم بأسباب اعتقالهم، وبالتالي حُرموا من التمثيل القانونيّ والاتصال بعائلاتهم. بمجرد انتزاع الاعترافات بالإكراه، نقل عناصر “الجيش الوطنيّ السوريّ” الأفراد من مراكز احتجاز مؤقتة إلى سجون مركزية، غالبًا في البداية إلى سجن الراعي ثم سجن معراتة في عفرين. كما حدثت عمليات النقل هذه عندما دفع المحتجزون رشاوي لمسلحي الميليشيات. وروى البعض كيف حُرموا من الاتصال بمحام، وكيف اعتُبرت الاعترافات والمعلومات الأخرى المنتزعة تحت التعذيب أو سوء المعاملة المصدر الرئيسي للأدلة في الإجراءات الجنائية اللاحقة. وكان العديد منهم لم يمثلوا أمام المحكمة. وأحيل آخرون إلى محاكم عسكرية في منطقة عفرين

اعتقالات في قرى شيراوا

 برزت الغارات التي شنتها كتائب مختلفة على القرى كاتجاه خلال الفترة قيد الاستعراض. على سبيل المثال، بين 4 و7 كانون الأول/ ديسمبر 2020، داهم عناصر فيلق الشام قرى باعي، باصوفان، برج حيدر وكباشين التي يسكنها الإيزيديون في ناحية شيراوا التابعة لمنطقة عفرين، بزعم رداً على اغتيال متزعم في الميليشيا، ووصفت شاهدة كيف اقتحم خمسة مسلحين منزلها في 5 ديسمبر/ كانون الأول، وحوالي الساعة 10 مساءً، واعتقلوا واحتجزوا شقيقها، وسرقوا أموالاً ومتعلقات شخصيّة. وأثناء ضربها صاح عناصر فيلق الشام “ليش مازلت هنا؟”. وزُعم أنّه تم إلقاء القبض على عددٍ غير معروفٍ من الرجال، ثم أطلق سراحهم بعد حوالي 10 أيام. تعرضت قرية باصوفان لمداهمات متكررة طوال شهر شباط/ فبراير من قبل ميليشيا الحمزة ومع تغير السيطرة، من قبل ميليشيا فيلق الشام.

اعتقالات في كاخرة

ــ في 27 كانون الثاني/ يناير، نحو الساعة الثالثة والنصف صباحاً، داهم أفراد من الفرقة 14، اللواء 142 (لواء سليمان شاه) عدة منازل في قرية الياخور/كاخرة، قرب بلدة المعبطلي (منطقة عفرين). لتقييد حركة المدنيين، حاصروا المنطقة وفرضوا حظر تجول أثناء المداهمة. قُبض على ما لا يقل عن 18 رجلاً وصبي واحد، وعُصبت أعينهم وأُحضِروا إلى مقر ميليشيا “سليمان شاه”، حيث تعرضوا للضرب المبرح والتعذيب. وصف أحد الأشخاص الذين تمّت مقابلتهم رؤية آثار الضرب على بعض الضحايا بعد الإفراج عنهم بعد حوالي 24 ساعة.

التحرش الجنسي والاغتصاب

وقال التقرير إنه: لطالما أظهرت ممارسات الاحتجاز في سوريا بُعداً جنسانياً بشدة. خلال الفترة المشمولة بالتقرير، واصلت اللجنة توثيق الانتهاكات على أساس النوع الاجتماعي، بما في ذلك الانتهاكات ذات الطبيعة الجنسية.

ــ كما في حالة المحتجزين الذكور، تم نقل المحتجزات طوال فترة احتجازهن بين سجون تديرها مختلف الميليشيات التابعة لـ”لجيش الوطنيّ السوريّ” على مستوى المناطق الفرعيّة في منطقة عفرين. وعادة ما يتم احتجاز النساء والفتيات إما بنفسِ الوقت مع أقاربهن الذكور أو بعد احتجاز أزواجهن، للاشتباه بصلاتهم بالإدارةِ الذاتيّة.

وذكر التقرير نقلاً عن معتقلات سابقات تعرضهن لعمليات اغتصاب وضرب وتعذيب متعددة من مسلحي الميليشيات وحرمانهن من الطعام بانتظام. وتعرض آخرين للتهديد بالاغتصاب أثناء الاستجواب، والاعتداء والمضايقة، بما في ذلك أثناء الاحتجاز بالسجن الانفراديّ، ما زاد من المخاوف والترهيب. وتعرض الضحايا في بعض الأحيان للمضايقة أمام المحتجزين الذكور، بينما يُجبر الأقارب الذكور على الاستماع إلى صراخهم أثناء تعرض النساء للضرب أو الاعتداء.

ــ وفي حالتين، وثّقت اللجنة كيف تم احتجاز النساء بشكلٍ منفصلٍ في منزل مدنيّ في منطقة عفرين، حيث أحضرهن قائد كبير في “الجيش الوطنيّ السوريّ” مقابل هدايا تلقاها من صاحب المنزل. وزُعم أنَّ واحدة على الأقل من النساء تعرضت للاغتصاب والعنف الجنسيّ أثناء احتجازها.

التوصيف والمسؤولية

رغم استمرار التحقيقات لتحديد الجناة، فإنَّ لدى اللجنة أسباباً معقولة ًللاعتقاد بأنَّ جريمة الحرب المتمثلة في شنِّ هجمات عشوائيّة أسفرت عن مقتل أو إصابة مدنيين ربما تكون قد ارتكبت أيضاً فيما يتعلق بقصف مناطق مدنيّة موصوفة أعلاه، بما في ذلك ما يتعلق بالهجوم الذي أصاب مستشفى الشفاء. تتمتع المرافق الطبيّة بحمايةٍ خاصة بموجب القانون الدوليّ الإنسانيّ في جميع الظروف.

ــ استناداً إلى الحالات الموصوفة للاعتقال والاحتجاز لأفراد الأقليات أثناء مداهمات الميليشيات بما في ذلك الفرقة 22 (الحمزة) والفرقة 14 (اللواء 141) والفرقة 13 (اللواء محمد الفاتح- فيلق الشام، لدى اللجنة أسباب معقولة للاعتقاد بأن الأفراد قد حُرموا بشكل غير قانونيّ وتعسفيّ من حريتهم، على الأرجح لأسباب تمييزيّة. هناك أيضًا أسباب معقولة للاعتقاد بأن عناصر “الجيش الوطنيّ السوريّ” قد مارسوا التعذيب والمعاملة القاسية والاعتداء على الكرامة الشخصيّة، بما في ذلك الاغتصاب وغيره من أشكال العنف الجنسيّ، التي تشكل جرائم حرب.

وحمل التقرير تركيا، مسؤوليّةَ ضمان النظام العام والسلامة العامة، وتوفير حماية خاصة للنساء والأطفال. وأن تظل ملزمة بالتزاماتها في مجال حقوق الإنسان تجاه جميع الأفراد الموجودين في هذه الأراضي.

كرد عفرين السوريون يواصلون دفع ثمن الاحتلال التركيّ

ــ في السادس عشر من سبتمبر/ أيلول، نشرت عفريت بوست مضمون التقرير الذي نشرته صحيفة “ديفنس بوست” The Defense Post.  يوم الأربعاء 15/9/2021، بعنوان “كرد عفرين السوريون يواصلون دفع ثمن الاحتلال التركيّ”، للصحفيّة ريبيكا آن بروكتور، ذكرت فيه ممارسات سلطات الاحتلال التركيّ والميليشيات التابعة لها.

منذ أن سيطرت تركيا على عفرين في عام 2018، يواجه الكرد السوريون في المدينة اعتقالات تعسفيّة وتعذيب وانتهاكات جنسيّة وسرقة ممتلكات وقتل خارج نطاق القضاء وعنف قائم على النوع الاجتماعيّ.

قصة المسنة زينب

زينب، سوريّة كردية عمرها (73 عامًا)، عاشت في منزلها في عفرين شمال غرب سوريا لمدة 13 عامًا. كانت وحيدة، توفي زوجها مؤخرًا وليس لديها أطفال. وفي عام 2018، دخلت القوات التركيّة مدينتها. وعلى عكس السكان الآخرين الذين فروا إلى كانتون الشهباء القريب، كانت زينب مصممة على البقاء، أي إلى أن أجبرتها القوات التركيّة جسديًا على المغادرة.

وتذكرت ممثلة مجلس سوريا الديمقراطيّة بواشنطن، سينام شيركاني، كيف جاء مسلحون من ميليشيا سوريّة مدعومة من تركيا ذات يوم وطردوا “زينب” ولم يسمحوا لها بأخذ أيّ ملابس. وهم يهددون سكان عفرين بالتعذيب. وقالت لصحيفة The Defense Post: “إنّهم خائفون على حياتهم، ويضطرون للمغادرة”.

لا تزال زينب التي تم تغيير اسمها حفاظاً على سلامتها تعيش في عفرين وتتنقل بين منازل أبناء أخواتها. لقد سألت الأشخاص الذين يعيشون حاليًا في منزلها – الميليشيات السورية المدعومة من تركيا – ما إذا كان بإمكانها العودة، لكنهم لم يسمحوا لها.

قصة زينب مألوفة للغاية في شمال سوريا الذي مزّقته الحرب. في جميع أنحاء الأراضي التي تحتلها تركيا، أصبحت دائرة العنف والانتهاكات شائعة حيث تتجه مجموعات المعارضة المدعومة من تركيا إلى الأنشطة الإجراميّة لاستغلال المواطنين، وخاصة الكرد السوريين والإيزيديين.

عملية غصن الزيتون التركيّة

نحو أربع سنوات مرت منذ أن شنّت تركيا “عملية غصن الزيتون” غزوها العسكريّ لعفرين. أعلنت تركيا، التي بدأت في كانون الثاني 2018، “تحييد الإرهابيين المنتمين إلى حزب العمال الكردستاني/ حزب الاتحاد الديمقراطيّ/ وحدات حماية الشعب وكذلك تنظيم الدولة الإسلاميّة في منطقة عفرين من أجل ضمان الأمن والاستقرار في حدودنا والمنطقة”.

بحلول آذار 2018، كانت عفرين تحت السيطرة التركيّة. ولم يتحقق “أمن واستقرار” أنقرة إلا للمستوطنين العرب والتركمان في عفرين، وليس لسكانها الكرد.

يواجه كرد عفرين السوريون، مثل زينب، الاعتقالاتِ التعسفيّة والتعذيب والانتهاكات الجنسيّة وسرقة الممتلكات والقتل خارج نطاق القضاء والعنف القائم على النوع الاجتماعيّ. وقصتهم لا تزال غير مروية إلى حد كبير.

تحريف الحقيقة

العديد من المواقع الإخباريّة الدوليّة، أبرزها نيويورك تايمز وصحيفة الموندو الإسبانية، شوّهت هذه الحقيقة المروّعة واتهمت بـ “تبييض الاحتلال العسكريّ التركي لعفرين وتطهيرهم العرقيّ للشعب الكرديّ المقيم”.

في فبراير 2021، وصفت صحيفة نيويورك تايمز أنه بينما تعرضت تركيا لانتقادات واسعة عندما أرسلت قوات إلى سوريا، فإن جنودها الآن “يقفون بين ملايين السوريين ومجازر محتملة على يد قوات الرئيس بشار الأسد”.

عارض مركز معلومات روجافا، وهو وكالة أنباء في شمال شرق سوريا، التقرير، قائلاً إن عفرين “تعاني من اختطاف نساء وفتيات إيزيديات وكرد، أكثر من 150 حتى الآن، فضلاً عن جرائم عنف أخرى، يرتكب الكثير منها الميليشيات التابعة لتركيا “، نقلاً عن أرقام من تقرير نساء عفرين المفقودات لعام 2020.

قالت ميغان بوديت، مؤسسة مشروع مفقودات عفرين، لصحيفة The Defense Post إن عفرين هي الآن من بين أسوأ الأماكن في سوريا لحقوق المرأة والتمثيل السياسي.

قالت بوديت، منذ الاحتلال التركي، أُجبرت النساء بالكامل تقريبًا على الخروج من المجال العام، ولا سيما النساء الكرد واليزيديات من السكان الأصليين.

لقد تم تطهيرهم عرقيا من قبل تركيا والقوات التي تعمل بالوكالة لها. وقالت لم يعد هناك وجود للمرأة في الحكم أو الحياة العامة، وهو ما يتناقض بشكل كبير مع ما نراه في ظل الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.

يتم سرد جانب آخر من القصة خارج عفرين، في المناطق ذات الغالبية العربية من شمال سوريا الواقعة أيضًا تحت الاحتلال التركي. في مدن مثل جرابلس أو اعزاز، يشعر الكثير من السكان العرب والتركمان بالسرور من الوجود التركي.

قال توماس شمينغر، أستاذ العلوم السياسية ومؤلف كتاب روجافا: الثورة والحرب ومستقبل كرد سوريا: “إذا تحدث الصحفيون إلى هؤلاء الأشخاص فقط، فمن السهل أن يصبحوا مكبرات صوت للدعاية التركية”.

وأوضح لموقع The Defense Post أنه إذا أراد المرء السفر إلى عفرين، فإن الاحتمال الوحيد هو جزء لا يتجزأ من القوات التركية. “الصحفيون الذين يزورون عفرين لا يمكنهم التحدث إلى ضحايا الاحتلال الكرد بدون” مترجم “، وبالتأكيد لا يمكنهم التحدث مع النازحين داخلياً الذين فروا من الاحتلال التركي”.

حكايات التعذيب

في أبريل 2021، سافر صحفيون من مركز معلومات روج آفا إلى كانتون الشهباء للتحقيق في انتهاكات حقوق الإنسان في عفرين وحالة مخيمات النازحين.

هناك قابلوا محمود، وهو كردي عمره 18 عامًا من قرية ترنده في عفرين. بعد الغزو التركيّ، هربت عائلته إلى شهبا، لكن مع مرور الوقت ساءت أوضاعهم الاقتصاديّة. حثّته والدته على الذهاب للبحث عن عملٍ في تركيا. اضطر للعبور بشكل غير قانوني من الشهباء إلى عفرين للقيام بذلك. بعد شهر من وجوده في عفرين تم اعتقاله.

قال: “لقد جروني من السيارة من قدمي، لنحو 500 متر، إلى… مركز للشرطة العسكرية”. وكان المرتزقة من “الجبهة الشامية” ومرتبطون بالشرطة العسكريّة، تجمعوا حولي وضربوني بأعقاب بنادقهم وبدأوا بتعذيبي”.

قُيد محمود بالسلاسل، وعُلِّق من السقف، وأُجبر على الاستلقاء على الأرض ورجلاه متجهتان لأعلى، بينما كان باطن قدميه يُضرب بخرطوم.

قال: “نفس التعذيب الذي كانوا يتعرضون له كان يُستخدم أيضًا ضد النساء”، كما يروي كيف كان في زنزانته أيضًا مقاتلون من داعش، وأذربيجانيون، وروس، وكرد، وألمانية، وامرأة فرنسيّة، إضافة لجنود النظام.

على سبيل المثال، كانت هناك فتاة عمرها (16 عامًا) من قرية معرسكة التابعة لناحية شرا. قام عشرة رجال باغتصابها أمام النزلاء الآخرين وضربوها أثناء قيامهم بذلك أمامنا. في المرة الأولى التي أخذوها فيها، كانت بأمر من ضابط تركيّ. بعدما تمرّد السجناء، تركوها”.

أمضى محمود تسعة أشهر في السجن. أُجبر والديه على دفع 4000 دولار لإطلاق سراحه. وساعده مهرّب بالعودة إلى الشهباء.

الثقافة الكردية تتلاشى

تعمل تركيا على توسيع نفوذها شمال سوريا منذ عدة سنوات. إن وجودها ليس سياسيّاً أو عسكريّاً فقط. وتشير مصادر عديدة إلى احتكارها الآن لثقافة المنطقة واقتصادها وحتى تعليمها، ما دفع الكثيرين للنظر إلى مثل هذه الإجراءات على أنّها محاولة “لتتريك” شمال سوريا.

قالت شيركاني من مجلس سوريا الديمقراطيّة، إنّه بينما أصر الرئيس التركي أردوغان على أن بلاده لا تنوي احتلال سوريا، فإنَّ التتريك خطيرٌ بشكلٍ خاص في عفرين. وهناك الآن دروس إلزاميّة للغة التركية في المدارس وتطبيقها كلغة إداريّة في المنطقة. ثقافتنا الكرديّة مهددة بالانقراض”.

قام المتمردون المدعومون من تركيا بتغيير أسماء الشوارع في عفرين، وإزالة أي إشارات إلى اللغة والثقافة الكردية. وقالت شيركاني: إنَّ اللُقى الأثريّة في عفرين وتل أبيض ورأس العين نُهبت وأُرسلت إلى تركيا، لا سيما من تلال عفرين الأثريّة.

قبل الاحتلال، كان أقل من 100٪ بقليل من سكان عفرين من الكرد. واليوم انخفضت تلك النسبة إلى 20%. والغالبية، 80% هم الآن من المستوطنين العرب والتركمان.

علاوة على ذلك، فإن المناظر الطبيعية في عفرين تتعرض للدمار. منذ عملية غصن الزيتون، تم قطع حوالي 300000 شجرة غابة وزيتون، بينما تم حرق أكثر من 10000 هكتار من الأراضي الصالحة للزراعة. يُباع الكثير من المنتجات الزراعيّة المتبقية، بما في ذلك الزيتون، الآن في تركيا، وفقًا لمركز معلومات روجافا.

دعوات للعمل الدولي

لأن دونالد ترامب أعطى تركيا الضوء الأخضر لغزو عفرين، يقول البعض إنّه يجب محاسبة المجتمع الدوليّ على المساعدة بإصلاح المنطقة من الأذى الذي وقع.

في آذار 2018، طالب البرلمان الأوروبيّ تركيا بمغادرة عفرين ووقف الهجوم، لكن دون جدوى. كما أثارت الأمم المتحدة مخاوف بشأن مستوى العنف في شمال سوريا. وتقول الأمم المتحدة إنَّ الضحايا يشملون أولئك الذين يُنظر إليهم على أنّهم ينتقدون الجماعات المسلحة التابعة لتركيا.

منذ عدة سنوات، دأبت شيركاني على دعوة الكونغرس الأمريكيّ بواشنطن العاصمة، حيث يوجد مقرها، إلى إرسال منظمة مستقلة إلى عفرين للتحقيق في الجرائم. ولم تتلقَّ أيَّ رد، لكن يبدو أنّ هناك بعض الأمل الآن.

اتخذت الولايات المتحدة خطوات لمعاقبة “الجيش الوطني السوري” المدعوم من تركيا على جرائمه في شمال شرق سوريا. في نهاية تموز/ يوليو، فرضت وزارة الخزانة عقوبات على ميليشيا “أحرار الشرقيّة” المتشددة السورية، مستهدفة وكيلًا تركيًا لأول مرة منذ بدء الحرب في سوريا.

كما وضع تقرير وزارة الخارجية الأمريكيّة عن الاتجار بالبشر لعام 2021 الحكومة التركيّة على قائمة الدول المتورطة في استخدامِ الجنود الأطفال، بما في ذلك دولة من دول الناتو لأول مرة.

لكن تركيا رفضت التقرير الأمريكيّ، واتهمت واشنطن بـ “الكيل بمكيالين والنفاق” مع التركيز بشكل خاص على دعم أمريكا للمقاتلين الكرد السوريين.

بالنسبة للكرد السوريين مثل زينب ومحمود، تستمرُّ الحياة تحت الاحتلال التركيّ بتعطيل حياتهم اليوميّة، ما يتسبب باستمرار العنف والصدمات واليأس. وهناك خوف الآن من أنّه قريبًا لن يتبق شيء من المكان الذي سموه يوماً بالوطن.

تقرير حقوقي يرصدُ تفاصيل الانتهاكات في عفرين المحتلة

ــ في السابع عشر من سبتمبر/ أيلول، نشرت عفرين بوست مضمون التقرير السنويّ الذي أصدره مركز وقف إطلاق النار لحقوق المدنيين (وقف إطلاق النار) والمركز الكردي للدراسات والاستشارات القانونيّة (YASA e.V. –  ياسا) حول مجمل الانتهاكات المرتكبة في إقليم عفرين الكردي الذي تحتله القوات التركيّة والميليشيات الإخوانيّة التابعة لها، تحت عنوان “عفرين بعد عملية غصن الزيتون: تحديث للوضع في شمال غرب سوريا”، وهو التقرير المقدم إلى لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة بشأن سوريا ــ سبتمبر 2021.

تضمن التقرير جوانب عديدة للانتهاكات المرتكبة، ومعلومات موثقة تم الحصول عليها عبر مقابلات وتقارير إعلاميّة لمؤسسات تتابع الوضع في عفرين وريفها.

ويغطي التقرير الفترة من تموز 2020 إلى حزيران 2021 ويستند إلى 125 حالة إضافيّة موثّقة منذ نشر التقرير السابق. وتوصل إلى أنَّ أنماط الاعتقال التعسفيّ التي تستهدف السكان الكرد مستمرة مع الإفلاتِ من العقاب، ما يؤدي إلى استمرار نزوح السكان المحليين خارج المنطقة. وتشجّع عمليات الاستيلاء على الممتلكات والأراضي على نطاقٍ واسع، إلى جانب مشاريع الإسكان والبنية التحتيّة الرئيسيّة الجديدة، على إعادة توطين السوريين من المحافظات الأخرى في عفرين، ما يعزز أنماط التغيير الديمغرافيّ. بالتزامن مع استمرار مع تدمير مواقع التراث الدينيّ والثقافيّ لتغيير الطابع التاريخيّ للمنطقة. ويخلقُ الاقتتال الداخليّ المستمر بين ميليشيات “الجيش الوطنيّ” بيئة أمنيّة غير مستقرة للجميع، وتؤدي الاشتباكات والتفجيرات المتكررة إلى سقوط ضحايا من المدنيين. وتتعرض النساء والفتيات للتحرش الجنسيّ والزواج القسريّ وأشكال أخرى من العنف القائم على النوع الاجتماعيّ على أيدي مسلحي الميليشيات التابعة للاحتلال التركيّ.

وكان مركز وقف إطلاق النار لحقوق المدنيين (وقف إطلاق النار) والمركز الكرديّ للدراسات والاستشارات القانونيّة (ياسا) قد أصدر تقريره السابق في تموز 2020، بعنوان “زراعة الفوضى: عفرين بعد عملية غصن الزيتون”، وهو تقريرٌ شامل عن انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الإنسانيّ الدوليّ في عفرين التي تحتلها تركيا. والنزوح القسريّ والتغيير الديمغرافيّ؛ والاعتقالات التعسفيّة ونهب الممتلكات والسرقة؛ والاعتداءات على التراث الدينيّ والثقافيّ.

واعتمد التقرير على مقابلات ونقل تفاصيل الحالة باستخدام أداة إبلاغ آمنة عبر الإنترنت صممها مركز وقف إطلاق النار لحقوق المدنيين Ceasefire.  وشمل من تمت مقابلتهم الضحايا المباشرين للانتهاكات وكذلك شهود الانتهاكات (مثل أفراد الأسرة المقربين، الأصدقاء والجيران)، لحماية سلامةِ المشاركين بعملية التوثيق وإخفاء هويتهم، وحذف الأسماء وتفاصيل التعريف الشخصيّة للضحايا والشهود.

Post source : عفرين بوست

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons