ديسمبر 23. 2024

النظام السوري يمنع وصول الكتب الدراسية إلى مناطق الشهباء.. و”اليونيسيف” تلتزم الصمت

Photo Credit To تنزيل

عفرين بوست

في منطقة الشهباء حيث برزخ التهجير القسري يقيم نحو 300 ألف مواطن من أهالي عفرين المهجرين قسراً، ومع افتتاح العام الدراسيّ الجديد توجه نحو 16 ألف طالب وطالبة من أبنائهم إلى المدارس، رغم صعوبات العديدة وفي مقدمها عدم توفر الكتب المدرسيّة للعام الدراسيّ الرابع بسبب الحصار.

يتوزع مهجّرو عفرين على خمسة مخيمات هي برخدان وعفرين وسردم والعودة والشهباء، فيما يتوزع البقية على 42 قرية وبلدة.

عملية تعليم من العدم

تمنعُ الحواجز الأمنيّة التابعة لحكومة النظام قرب مدينة منبج على مدى ثلاثة سنوات، مرور الكتب المناهج التعليمية المعتمدة لدى الإدارة الذاتيّة، وكذلك مستلزمات التعليم اللوجيستيّ كالمقاعد والألواح والخرائط الجغرافيّة ووسائل الإيضاح ولوازم التعليم المختلفة، إلى مناطقِ الشهباء حيث يقيمُ أهالي عفرين المهجّرون قسراً.

ومع عدم توفر أبنية مدرسيّة في المخيمات، فإنّ كاملَ عملية التعليم تصبح شكلاً من التحدّي وخلقاً من العدم، ويعمد المعلمون إلى كتابةِ الدروس على السبورة وتخصيص حصة درسيّة للنقل إلى الدفاتر المدرسيّة، وحصة أخرى لشرح الدرسِ، الأمر الذي يستهلك الكثير من الوقت والجهد، فلا تُتاح الفرصة لشرح الدرس بشكلٍ كافٍ، ما يؤثر سلباً على نوعيّة التعليم. وفي الوقت نفسه فإنّ الحاجةَ تضاعفت على الدفاتر والقرطاسيّة ما يتسبب بأعباء ماليّة إضافيّة. فيما يسهم توفر الكتب المدرسيّة بتوفير الجهد والوقت ويخفف الأعباء الماديّة، ويحسّن نوعيّة التعليم.

ويعود سبب منع الحواجز مرور الكتب المدرسيّ إلى موقف النظام السوري الرافض لأي منهاج مدرسيّ إلا المنهاج الذي تعتمده وزارة التربيّة التابعة له. رغم أن هيئة التربية والتعليم في الإدارة الذاتيّة تواصلت مع منظمة التربية والعلوم (اليونيسيف) ومنظمات حقوق الإنسان للتدخل وإيجاد صيغة تسمح بدخول الكتبِ المدرسيّة إلى ريف حلب الشمالي، إلا أنها لم تتلقَّ رداً.

ومع بداية العام الحالي، توجه نحو 16 ألف طالب وطالبة في مراحل التعليم الثلاث إلى المدارس بحسب هيئة التربية في الإدارة الذاتيّة لإقليم عفرين، التي تواصل عملها في مناطق التهجير القسريّ بريف حلب الشمالي.

ومع هذا العدد الكبير للطلاب فإنّ الإمكانات غير متاحة لتوفير الكتبِ المدرسيّة، لعدم وجود مطبعة حديثة، وأقصى ما تم إنجازه هو نسخ كمية محدودةٍ من الكتبِ باللونين “الأسود والأبيض، وهي لا تروق للتلاميذ في الصفوف الأولى.  

ومع افتتاح المدارس انتهت هيئة التربية من تجهيز خمس مدارس كانت قد تضررت بسبب المعارك التي دارت بالمنطقة، وليرتفع عدد المدارس الجاهزة إلى نحو 80 مدرسة، وبلغ قوام الكادر التدريسي نحو 850 معلم ومعلمة.

تحدياتٌ إضافيّة

يشكّل انتشار فيروس كورونا، تحدّياً آخر، بسبب الاضطرار لإيقاف العملية التعليميّة في إجراء احترازيّ لمنع إصابة الطلاب، في ظل حصار كاملٍ ونقص المواد الطبيّة والأدوية، كما أنّ مناطق التهجير القسري في منطقة الشهباء وناحية شيراوا تتعرض على نحو مستمر لقصف قوات الاحتلال التركيّ والميليشيات الإخوانية التابعة له، ما يشكّل ضغطاً إضافيّاً على عملية التعليم ويصعّب التعويضَ في نقص الدروس.

علماً أنّ ذاكرة الطلاب ما زالت تحتفظ بصور مؤلمة للعدوان التركي على عفرين والتهجير القسريّ، الأمر الذي يحتاج تعاملاً نوعيّاً معهم، وتوفير كافة المستلزمات لهم، إلا القصف المتكرر يجدد مخاوف الطلاب ويفقدهن الاستقرار النفسيّ. وبخاصة أنّ معظم ضحايا القصف التركيّ من الشهداء والجرحى كانوا من الأطفال. 

ففي 2/12/2019 ارتقى 10 شهداء بينهم 8 أطفال 10 وأُصيب عددٌ آخرٌ بجراحٍ، جراء قصف قوات الاحتلال التركيّ.

وفي 23/1/2020 ارتقى أربعة شهداء بينهم طفلان، وأصيب ثمانية آخرون.

وفي 24/2/2020 انهار سقف منزل على عائلة مهجرة في قرية آقبيه/عقيبة، واُستشهدت طفلة ووالداها.

وفي 11/7/2021 أصيب أربعة أشخاص، بينهم طفل، في قصف تركيّ بطائرة مسيّرة على بلدة تل رفعت.

المبادرة كانت من عفرين

يذكر أنّ الإدارة الذاتية في عفرين كانت المبادرة في اعتماد المناهج المدرسيّة باللغة الأم (الكرديّة) في العام الدراسي 2014- 2015، للصفوف الثلاث الأولى، وتدرجت بتعميمها على باقي المراحل الدراسيّة، وفي في العام الدراسي 2015-2016 تم تطبيق التجربة في كوباني والجزيرة بتطبيق ذلك. وتم تجهيز المناهج الدراسيّة باللغات المحليّة الثلاث (العربيّة والكرديّة والسريانيّة) إضافة إلى مادة اللغة الإنكليزيّة.

Post source : عفرين بوست

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons