عفرين بوست
بعد العقوبات التي أصدرتها وزارة الخزانة الأمريكيّة 28/7/2021، والتي شملت لأول مرة ميليشيا سوريّة مسلحة تدعمها أنقرة، وهي “أحرار الشرقيّة”، على خلفية ارتكابها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانيّة. يبدو أن واشنطن بصدد تأكيد رسائلها إلى أنقرة عبر العقوبات بحق مزيد من الميليشيات التي تدعمها.
تناقلت مصادر إعلاميّة أن وزارة الخزانة الأمريكيّة بصدد إصدار حزمة عقوبات جديدة وتشمل عدداً من الشخصيات والكيانات العسكرية، منها ميليشيات (السلطان مراد، والحمزة وسليمان شاه/العمشات). وهي جماعات سبق أن تم اتهامها ضمن تقارير مؤسسات أمميّة ومنظمات حقوق الإنسان المحليّة والأممية وكذلك التقارير الإعلاميّة بأنها ارتكبت انتهاكات العديد وُصفت بأنها ترقى إلى مستوى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانيّة في المناطق التي تحتلها تركيا (عفرين، تل أبيض، رأس العين، الباب، جرابلس…) وشهدت المناطق المحتلة عمليات نزوح قسري لمئات الآلاف من الأهالي. بحسب مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا
وتحدثت كثير من التقارير عن قيام الميليشيات التي تدعمها أنقرة بضم عناصر جهاديّة وعناصر سابقين في داعش، وقد وصل بعضهم إلى مراكز قيادية مثل المدعو سيف أبو بكر بولاد متزعم ميليشيا “الحمزات” الذي تم توثيق بيعته لداعش في مقطع مصور تم تداوله في المواقع الإعلاميّة يوم اجتاح داعش مدينة الباب، وتسنم موقعاً قيادياً في داعش.
كما ثبت تورط ميليشيا “الحمزات” في قضية اختطاف النساء واغتصابهن، في حادثة اقتحام مستوطنين من ريف دمشق لمقرها بتاريخ 28/5/2020، بعد أعمال عنفٍ وضُبطت في سجونها نساء عاريات، فيما الاتهامات تلاحق كل الميليشيات بارتكابها انتهاكات لحقوق الإنسان من أعمال الاختطاف والإخفاء القسري والاستيلاء على الأملاك والتهجير القسريّ والقتل تحت التعذيب وفرض الإتاوات.
وفي تأكيد على أن الميليشيات التابعة لأنقرة تأخذ العقوبات الأمريكيّة بحق ميليشيا “أحرار الشرقيّة” على محمل الجد، وفي محاولة للتملص من عواقبها، أعلنت يوم أمس الثلاثاء 10/8/2021، ميليشيا “صقور السنة” انشقاقها عنها، والانضمام إلى ميليشيا “الفرقة 20”. علماً أن ميليشيات “”أحرار الشرقيّة” و”الفرقة 20″ تنضويان في صفوف الفيلق الأول التي يتزعمها المدعو العقيد “معتز رسلان” وهو متزعم ميليشيا “النخبة”.
وكانت واشنطن قد اتخذت خطوة ابتدائية في 1/7/2021، عندما تضمن تقرير وزارة الخارجية السنويّ لعام 2021، إدراج تركيا على قائمة الدول المتورطة بتجنيد الأطفال خلال العام الماضي، وقالت إنّ تركيا تقدم دعماً ملموساً لميليشيا “السلطان مراد”.