نوفمبر 08. 2024

أخبار

تقرير: السجون في عفرين المحتلة.. أوكارٌ للاغتصاب

Photo Credit To تنزيل

عفرين بوست – خاص

مازالت الفضائح الأخلاقيّة تلاحق المدعو محمد حمادين (أبو رياض) متزعم ميليشيا الشرطة العسكريّة، فيما يتصل بممارسة التحرش والقيام بالاعتداءات الجنسيّة ضد نساءٍ معتقلاتٍ في سجون عفرين، ورغم ذيوع هذه الفضائح، إلا أنّ سلطاتِ الاحتلال التركيّ لم تتخذ أيّة إجراءات بحقه لمحاسبته، كغيره من المسلحين، حتى بات اغتصاب المعتقلات سلوكاً ممنهجاً.

بعد إعلان احتلال إقليم عفرين الكرديّ، أنشأت سلطات الاحتلال التركيّ والميليشيات التابعة لها، مجموعة من السجون، لا يُعرف عددها بالتحديد، وفيما تشرفُ الاستخبارات التركيّة على بعضها، فإنّ الميليشيات الإخوانيّة تدير بقية السجون، وبعض الميليشيات تدير ثلاث سجون لوحدها، كما لا يُعرف تحديداً عدد المواطنين الكرد المحتجزين داخلها، من الرجال والنساء، وتُمارس في السجون أسوأ أنواع التعذيب وصلت حد الوفاة، ولذلك سُميت “مسالخ بشريّة”، وتتوزع السجون في عفرين والراعي والباب.

كشف يوم اقتحام مقر ميليشيا الحمزات بحي المحموديّة، في 28/5/2020 من قبل مسلحي ومستوطني الغوطة لأول مرة عن مصير أكثر من عشر نساء كرديات، كان مصيرهن مجهولاً، وأدلت ناجية بحديث مطولاً حول وضع السجون والتعذيب فيها وعمليات التحرش الجنسيّ والاغتصاب المتكررة فيها. ورغم ذلك لم تبادر سلطات الاحتلال لاتخاذ إجراءات رادعة.

وأفاد مصدر لمراسل عفرين بوست بأن سجن قرية ماراته/معراته يشهد حالات اغتصاب، يرتكبها المدعو “أبو رياض حمادين” متزعم ميليشيا “الشرطة العسكرية”، ووفقاً لشهادة نساء أفرج عنهن، فقد اغتصب المدعو “حمادين” وعناصره 33 معتقلة في ذلك السجن، مستغلاً سطوته وباستخدام الترهيب والقوة.

وأشار المصدر إلى أنّ المدعو “حمادين” لجأ إلى أسلوبٍ وضيع لابتزاز المعتقلات عبر تصوير كل حالات الاغتصاب التي قام بها، ليضمن بذلك عدم رفضهن لأيّ من طلباته لاحقاً، وبات المدعو “حمادين” ذائع الصيتِ في عفرين بهذه الممارسات، إلا أنّ سلطات الاحتلال التركيّ لم تحرّك ساكناً”.

انتحار فتاتين كرديتين جراءء الاعتداءات الجنسية

قضى الشاب الكردي (م.ب) أكثر من 3 أعوام في قبوِ سجن الراعي محروماً من نور الشمس والاستحمام والعناية الصحية، ولكنه لاقى الكثير من التعذيب بتهمة الانتماء لوحدات حماية الشعب قبيل الغزو التركي – الإخواني لعفرين، إلى جانب نحو ألف معتقل/ة كردي/ة، الذين ذاقوا الويلات على يد جلادي الاحتلال التركي في السجن سيء الصيت.

يقول المفرج عنه لـ “عفرين بوست”: كان قد مضى على اعتقالنا نحو عام وثلاثة أشهر (اعتقل في نيسان 2018) أقدمت فتاتين كردتين على إشعال النيران بنفسيهما داخل السجن بسبب التعذيب الشديد والاعتداءات الجنسية المتكررة من قبل جلادي السجن بإشراف من جنود أتراك ما أدى لوفاتهما على الفور” مضيفاً : ” كانت النساء موجودات في الطابق العلوي من السجن، كنا نسمع أصوات المعذبات، وأذكر حينها أن إدارة السجن نقلت المعتقلات إلى مكان آخر بعد هذه الحادثة”.

ونوّه الشاب الكردي وهو من أهالي ناحية بلبل – لن نكشف عن اسمه لضرورات أمنية – أن الفتيات الكرديات كن يعرّفن عن أنفسهن بأسماء وهمية في السجن، ولم يكن حتى جلادي السجن يعرفون عنهن شيئا، كونهن لم يكن يحملن هويات شخصية، ورفض الاعتراف بمعلوماتهن الشخصية رغم كل التعذيب الممارس بحقهن.

واستذكر الشاب الكردي حادثة أخرى جرت من رجل كردي كان معتقلاً هو الآخر في نفس البهو، بينما كانت زوجته في الطابق العلوي، فقال: كان هناك رجل يدعى “محمود” ولا أتذكر من أي قرية كان، ولكن ذات يوم تم إخراجه من البهو، فاعتقدنا أنه ذاهب لحفلة تعذيب! ولكن حين عاد كان يبكي بحرقة شديدة، بسبب اغتصاب عناصر السجن لزوجته أمامه، فظل يبكي لمدة عشرين يوما متواصلا، لم يرفع رأسه من على ركبتيه”.

تسريبات من قنوات إعلامية موالية للاحتلال التركي  

وقد تداولت قنوات تيليغرام مقربة من الميليشيات خبراً مفاده بأن أبو رياض حمادين اغتصب المعتقلة “زينب محمد” في سجن قرية معراته، لعدة مرات. وأضافت: أنّ “القذر أبو رياض رئيس فرع الشرطة العسكريّة في عفرين اغتصب اثنتين من السجينات (زينب وهديل).

وذكرت تلك القنوات تفاصيل الاغتصاب: “هديل اختارت أن تذهبَ مع أختها إلى مناطق الحر (ميليشيات الاحتلال التركيّ) لتعمل معهم وعندما أتت هديل سلمت نفسها لفرع الشرطة العسكريّة في عفرين، وقالت لهم قصتها فسجنها أبو رياض لأنّها تلفت النظر وجميلة، وفي احدى الليالي جاء مدير السجن بنفسه وكان اسمه أبو ضياء وأخذ هديل وكانت المرة الأولى التي يأتي أبو ضياء ويأخذ سجينة إلى التحقيق. بعد 3 ساعات أحضروا هديل وكانت تبكي وبقيت على هذه الحال يومين وبعدها قالت أخذني أبو ضياء إلى العقيد أبو رياض وحاول التحرش بي ورفضت لكنه اغتصبني وكان موجوداً على هذا المشهد أبو عرب مباحث ولم يفعل شيئاً فقط كان يضحك ويقول أنتي عميلة وتستاهلين”.

وكانت عفرين بوست قد حصلت في وقت سابق على تسجيلات صوتيّة تداولتها غرف على تطبيق الواتس (خاصة بمسلحي الميليشيات)، تفيد بوقوع اعتداءات وتجاوزات من تحرش جنسيّ واغتصاب بحق المعتقلات في سجن ماراته / معراته، على يد المدعو “محمد حمادين” المكنى بـ “أبو رياض” سيء الصيت والذي يشغل منصب “قائد” ميليشيا الشرطة العسكريّة” التابعة للاحتلال التركي. وفيما يبدو هناك توجّه لدى سلطات الاحتلال التركي للتضحية به، واستثمار قضية الاعتداءات الجنسيّة الموثّقة دوليّاً في عفرين المحتلة.

مصطفى عبدي: سجون الاحتلال التركي مسالخ بشرية

وبهذا الشأن قال الإداري في مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا مصطفى عفرين لعفرين بوست بأنهم وثقوا عدة حالات اغتصاب في سجون ميليشيا الاحتلال التركي، وأضاف: “هناك شهادات موثقة من الضحايا الذي تحدثوا عن تعرضهم للاغتصاب طيلة فترة الاعتقال، ووسائل متعددة من التعذيب ومختلف الانتهاكات”.

وأشار عبدي أيضاً إلى أنّ “هناك أكثر من ألفي مختطف في سجون هذه الميليشيات أغلبهم معتقل منذ آذار ٢٠١٨، ولا معلومات مطلقاً عن مصيرهم، حيث ترفض تركيا وميليشياتها زيارة السجون وترفض السماح بعرض المعتقلين وهم في الغالبيّة العظمى مدنيون اُعتقلوا فقط لأنّهم من عفرين وهذه تهمتهم”.

ونوه مصطفى عبدي إلى أنّ هؤلاء لم يسمح لهم بأيّ محاكمة: “ولم يُسمح بزيارتهم أو توكيل محامي، ويجري عزلهم عن العالم في مسالخ بشريّة موجودة في عفرين وفي مدينة الراعي والباب وهي خاضعة لإشرافِ أجهزة المخابرات التركيّة وعليه فإنَّ الدولة التركيّة تتحمل تبعات كل ما يرتكب من جرائم في تلك السجون”.

Post source : عفرين بوست

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons