عفرين بوست – خاص
تواصل المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركيّ وتنظيم الإخوان المسلمين ممن تسمي نفسها “الجيشَ الوطني السوريَ/ الجيش الحر”، انتهاكاتها بحق السكان الأصليين الكُرد في إقليم عفرين الكُرديّ المُحتل، التابع لـ “الإدارة الذاتيّة في شمال سوريا” سابقاً.
وفي هذا السياق رصدت “عفرين بوست” جملة من الوقائع التي حصلت خلال الفترة من الثاني عشر إلى الثامن عشر من يونيو/ حزيران 2021 (علماً أن هذه الانتهاكات ليست إلا ما تمكنا من توثيقه، ولا تتعدى أن تكون غيضاً من فيضِ الاحتلال!).
وفيما يلي ملــخص الأسبوع:
ــ مقتل واستشهاد 22 شخصاً وإصابة 32 آخرين في قصفٍ صاروخي استهدف مدينة عفرين المحتلة
ــ مقتل 11 مسلحاً وإصابة 13 آخرين في سلسلة عمليات لقوات تحرير عفرين.
ــ اعتقال خمسة مواطنين كرد، والإفراج عن اثنين آخرين.
ــ بدء العمل بالمشروع الاستيطاني الثالث في ناحية شيراوا. واستيلاء على قطعة أرض في ناحية شيه للبدء بمشروع استيطانيّ.
ــ حملة حفر وتجريف جديدة في محيط “قلعة النبي هوري”، وتلة الأثريّة غربي قرية دير صوان
ــ قصف تركيّ على تل بلدة رفعت وقرى ناحية شيراوا ومنطقة الشهباء
ــ الشهيدة المسنة حنيفة يوسف تاتو، قُتلت بدم بارد وألقي جثمانها في العراء ونماذج من جرائم القتل.
ــ حزبان كرديان يدعوان بايدن إلى إنهاء الاحتلال التركيّ للمناطق الكُرديّة في سوريا وتسليمها لأبنائها برعاية دوليّة.
ــ قرية جلمه.. تغيير ديموغرافي ممنهج وانتهاكات مستمرة بحق الباقين من سكانها الأصليين/ ملف
وجاءت التفاصيل على الشكل التالي:
ــ الاختطاف وعمليات الابتزاز:
ــ في الثامن عشر من يونيو/ حزيران، أفاد مراسل “عفرين بوست” في مركز مدينة عفرين بأن ميليشيا “الأمن السياسيّ” اعتقلت يوم الجمعة 11/6/2021 المواطن الكُرديّ أحمد إبراهيم محمد (35 عاماً) من أهالي قرية خليلاكا التابعة لناحية بلبله/ بلبل، وذلك على الحاجز الأمني الكائن في مدخل مدينة عفرين (حاجز القوس). بتهمة الانضمام على قوات الحماية الجوهرية خلال فترة الإدارة الذاتية سابقاً.
وأضاف المراسل أن المواطن أحمد يعمل بمهنة طيّان (مزرّق)، ويقيم في حي الأشرفية ــ طريق السرفيس ــ جانب مقر المدعو “نعيم التابع لميليشيا “الجبهة الشاميّة”، وكان في طريقه إلى عمله في قرية ماتينا/ ماتنلي عندما تم اعتقاله.
ــ في الثامن عشر من يونيو/ حزيران، نقلت “عفرين بوست” نقلاً عن مصادرها، قيام دورية مشتركة من الاستخبارات التركيّة برفقة مسلحين من ميليشيا “الشرطة العسكرية” عصر يوم الأربعاء 16/6/2021، بمداهمة مكتب ”خلو” للصرافة على طرق راجو وسط مدينة عفرين، واعتقال صاحبه ونجله دون التمكن من معرفة التهمة الموجهة إليهما.
ووفقاً لمصادر “عفرين بوست” فقد تم اعتقال المواطن الكُرديّ زكريا خلو (50عاماً) وابنه عثمان خلو (25 عاماً) من مكان عملهما في مكتب الصرافة الواقعة مقابل مقصف المدينة سابقاً على طريق راجو، وتم سوقهما إلى جهة مجهولة حتى الآن
وصادرت الدورية المؤلّلة التابعة لسلطات الاحتلال خلال عملية المداهمة، كافة أجهزة الخليوي وأجهزة الكمبيوتر من المكتب، علاوة على تفكيك كاميرات المراقبة المركبة في بالمكتب.
وعلى صعيد متصل، أقدمت سلطات الاحتلال التركيّ (الاستخبارات التركيّة والشرطة المدينة) ظهر يوم الخميس 17/06/2021، على مداهمة منزل المواطن حسين كالو- من أهالي قرية شيخورزه بناحية بلبل- الكائن مقابل مبنى مجلس الاحتلال المحلي بمدينة عفرين، وقامت بتفتيشه ومصادرة كافة الهواتف الخليوية لأفراد الأسرة، ومن ثم اعتقلته واقتادته إلى المقر الأمني التابع لها، رغم تعامله وتعاونه مع سلطات الاحتلال، وفقاً لمنظمة حقوق الإنسان بعفرين.
وفي 14/06/2021، أقدمت سلطات الاحتلال التركيّ (الاستخبارات التركيّة والشرطة المدنية) على اعتقال المواطن محي الدين عبد الله داود – من أهالي قرية عتمانا/ ناحية راجو- واقتادته إلى جهة مجهولة.
ــ الإفراج عن معتقلين:
ــ في الثامن عشر من يونيو/ حزيران، ذكرت “عفرين بوست” أنّ سلطات الاحتلال التركيّ أفرجت بتاريخ 3/6/2021، عن المواطن الكُرديّ “عابدين علي حمو (30 عاماً) من أهالي قرية شِلتعته/ شلتاح بناحية شرّا/شرّان بعد اعتقال ثلاثة سنوات وثلاثة أشهر، وفي اليوم التالي 4/6/2021 أفرجت سلطات الاحتلال التركيّ عن المواطن الكُرديّ هوريك رشيد سلو (30 عاماً) من القرية نفسها بعدما أمضى مدة ثلاثة سنوات وشهر ونصف في الاعتقال. بحسب تقرير حزب الوحدة الكُرديّ (يكيتي) الذي صدر يوم أمس السبت 12/6/2021.
ويذكر أنّ المواطنين عابدين وهوريك قضيا معظم مدة احتجازهما مخفيين قسراً في سجن الراعي- منطقة الباب المحتلة سيء الصيت.
ــ التفجيرات في عفرين:
ــ في الثاني عشر من يونيو/ حزيران، أفاد مراسل “عفرين بوست” أنّ 7 أشخاص قُتلوا وأصيب نحو 14 آخرين، مساء اليوم السبت، جراء سقوط عدة قذائف صاروخية على مواقع في مركز إقليم عفرين المحتل، مصدرها أطراف بلدتي نبل والزهراء الخاضعتين لسيطرة جيش النظام.
ووفقاً لمراسل “عفرين بوست” في المدينة، أن القذائف الصاروخية سقطت على الأوتوستراد الغربي ومحيط مقر الكوماندوس التركيّ (مدرسة فيصل قدور سابقاً) وشارع السياسية ومشفى آفرين، وكذلك سقطت عدداً منها على طريق عفرين – ماراتي، ما أدى لسقوط 7 قتلى وإصابة 14 آخرين، بينهم نساء وأطفال، وجراح بعضهم خطيرة ما قد يرفع أعداد القتلى.
ومن جهتها، استهدف قوات الاحتلال التركيّ بالمدفعية الثقيلة أطراف قرية عقيبة وبينه والزيارة بناحية شيراوا بالإضافة إلى استهداف قرية مرعناز ومحيط النقطة الروسية في قرية الوحشية بريف منطقة الشهباء دون ورود معلومات عن حجم الخسائر حتى اللحظة.
ــ في اليوم نفسه وبعد القصف الصاروخي مباشرة، نفت قوات سوريا الديمقراطية، مسؤوليتها عن تنفيذ القصف الصاروخي الذي استهدف مركز مدينة عفرين، مؤكدة أنه لا تواجد لقواتها في المناطق التي انطلقت منها القذائف الصاروخية بريف حلب الشمالي.
جاء ذلك في بيان مقتضب – وصلت لـ “عفرين بوست” نسخة منه – أصدره مدير المركز الإعلامي لقوات سوريا الديمقراطية السيد فرهاد شامي، وقال فيه إن بعض وسائل الإعلام نشرت أخباراً غير صحيحة عبر نسب عملية استهداف مركز مدينة عفرين لـ “قسد”.
وأوضح البيان بالقول: ”إننا في قوّات سوريا الديمقراطية نؤكد على أنه ليس لدينا أيّ تواجد في تلك المناطق، وندعو كافة وسائل الإعلام إلى الالتزام بالمصداقية في نشر الأخبار التي تخصّ قواتنا”
وسارع الإعلام التركيّ الرسمي وكذلك الإعلام الموالي له والتابع لتنظيم الإخوان المسلمين، إلى اتهام قوات سوريا الديمقراطية بالوقوف وراء عملية الاستهداف الصاروخي لمدينة عفرين المحتلة.
وكان مراسل “عفرين بوست” في ناحية شيراوا ومناطق الشهباء قد أكد أن القصف الصاروخي انطلق من أطراف بلدتي نبل والزهراء الخاضعتين لسيطرة جيش النظام السوري.
ــ في الثالث عشر من يونيو/ حزيران، أفاد مراسل “عفرين بوست” بأنّ حصيلة الخسائر البشريّة جراء القصف الصاروخي على المدينة ارتفعت إلى 22 شهيداً وقتيلاً إضافة لـ 32 مصاباً، جرى إسعافهم لمشافي عفرين وكذلك مشافي مدينة إعزاز، وجراح بعضهم خطيرة ما قد يرفع من أعداد الشهداء والقتلى.
وكان مركز إقليم عفرين تعرض لهجومٍ بالقذائف الصاروخيّة التي سقطت على الأوتوستراد الغربي ومحيط مقر الكوماندوس التركيّ (مدرسة فيصل قدور سابقاً) وشارع السياسية ومشفى آفرين، كما سقط عددٌ منها على محيط دوار ماراتي وطريق عفرين -–ماراتي.
ووثق مراسل “عفرين بوست” أسماء الشهداء والقتلى والمصابين كالتالي:
الشهداء من أهالي عفرين:
1-ملك عثمان خليل من أهالي قرية خليل – ناحية شيخ حديد (شيه) في ريف عفرين.
2-المسنة). زلوخ حنان محمد (85 عاماً) من أهالي قرية معراته في ريف عفرين
3- زينب شيخ داود (21 سنة) ــ قرية معراته
4- الطفل يوسف قليج، (سنتان) ــ قرية معراته
5- لانا مصطفى العميري (سنتان) ــ عفرين.
6- أمين قوشو (56 سنة) ــ قرية خلنيريه
مصابو عفرين:
1-فاطمة صاغر أحمد (56 سنة).
2- مزكين محمد حسن (39 سنة).
3- علي علي محمود (21 سنة).
4- عوفة الناصر محمد 50 سنة).
5- نضال حج إبراهيم (55 سنة).
6- ليث العميري مصطفى (4 سنوات).
7- نسرين العرعور عبد الكريم (سنتان).
8- عائشة قليج كولين (56 سنة).
أسماء الضحايا من خارج عفرين:
1- رنا فوزي المنفوخ” معرة النعمان إدلب” ممرضة
2- ماجد كبيش
3_ أنور أحمد الظاهر
4-غيث عباس (23 سنة).
5- محمود دياس (35 سنة).
6- محمد أسامة ممدوح (33 سنة).
7- سميرة السوفي (41 سنة).
8- فضل حج إبراهيم.
9 – ليث الحموي
10-الوهاب الأخرس (مسلح)
المصابين من خارج عفرين:
1-محي الدين الزين عمر (55 سنة).
2- إسماعيل نعسان (39 سنة).
3- محمد صالح (23 سنة).
4- زاهد حمشو (36 سنة).
5- دعاء كامل سعد الدين (60 سنة).
6- عبد الله العبد (33 سنة).
7ــ إيمان غضب زكريا (5 سنوات)
8ــ جلال القصاب عمر (30 سنة).
9ــ إيمان الأخرس محمد (22 سنة).
10ـ محمد قادرية (27 سنة).
11ــ إسماعيل نعسان محمد (39 سنة).
12ــ محمد حميدي عطية (36 سنة).
13ـ قصي محمد خليل (31 سنة).
14ـ محمد زاهر السقا (41 سنة).
15ــ بلال رمضان (29 سنة).
16ــ حسام نور الدين فاروق (37 سنة).
17ــ طارق نجم محمد فيصل (31سنة).
وسارع الإعلام التركيّ الرسمي وكذلك الإعلام الموالي له والتابع لتنظيم الإخوان المسلمين، إلى اتهام قوات سوريا الديمقراطية بضلوعه في عملية القصف الصاروخيّ لمدينة عفرين المحتلة. في حين أصدر المكتب الإعلامي في قوات سوريا الديمقراطيّة بياناً مقتضباً نفى فيه أيّ علاقة بالهجوم، واعتبر ذلك أخباراً غير صحيحة، وأكد على عدم وجود قواتها في تلك المناطق، ودعا البيان كافة وسائل الإعلام للالتزام بالمصداقية في نشر الأخبار التي تخصّ قوات سوريا الديمقراطيّة.
وكان مراسل “عفرين بوست” في ناحية شيراوا ومناطق الشهباء قد أكّد أن القصف الصاروخيّ انطلق من أطراف بلدتي نبل والزهراء الخاضعتين لسيطرة جيش النظام السوريّ.
ــ في الثالث عشر من يونيو/ حزيران، علمت “”عفرين بوست” من مصادرها الميدانية، أن جيش الاحتلال التركيّ عمد إلى إخلاء نقطة عسكرية تابعة له، قبيل القصف الصاروخي الذي استهدف مركز مدينة عفرين انطلاقاَ من مناطق سيطرة قوات النظام السوري أمس السبت.
وأوضحت المصادر أن جنوداً أتراك يستقلون ست عربات عسكرية (عليها أعلام تركية) قد أخلوا مقرهم العسكري المقام في مبنى (مطبعة روناهي سابقا) الملاصق لمشفى آفرين (الشفاء حالياً) قبل 4 دقائق فقط من بدء القصف الصاروخي على المدينة، ما يشير إلى أنهم كانوا على علم بالاستهداف الصاروخي وتوقيته.
وتسبّب القصف الصاروخي بدمار كبير في مشفى “آفرين” وخاصة قسم “الأمراض النسائية” الذي خرج عن الخدمة، وكذلك تعرضت مواقع أخرى للقصف الذي خلّف ورائه مجزرة مروعة، راح ضحيتها العشرات بين شهيد وقتيل ومصابين.
ــ في الثالث عشر من يونيو/ حزيران، رصدت “عفرين بوست” في سياق متابعة أخبار القصف الصاروخيّ على مدينة عفرين يوم السبت 12/6/2021، والذي أسفر عن عشرات الضحايا ممن فقدوا حياتهم ومن المصابين سواءٌ من أهالي عفرين الكرد أو المستوطنين عدة مواقع على وسائل التواصل الاجتماعي لناشطين وإعلامين محسوبين على الميليشيات المسلحة التابعة للاحتلال التركيّ، وقد أفادوا بأن سلطات الاحتلال التركيّ منعت الناشطين والإعلاميين من دخول المشفى وسمحت فقط لمراسل وكالة الأناضول التابعة للحكومة التركيّة من دخول المشفى والتصوير.
ويقول ناشط أنه لا يُسمح لأي قناة أو وكالة سواء كانت سورية أو عربية أو دولية من فتح مكاتب بمدينة عفرين، ويضيف أن سبب المنع مجهول، طبعاً صاحب القرار أولاً وأخيراً هو المسؤول التركيّ أو “الوالي”. ويشير إلى مفارقة في التعامل مع الإعلاميين، فالتصوير ممنوع بسبب الأوامر، ولدى الطلب التصوير لتوثيق الحدث، يقال لهم ما خرب بيتنا إلا أنتو، ولكنهم يسألون عن الإعلاميين في مناسبات أخرى.
ويقول ناشط آخر: “السلطات الأمنية التابعة للضامن في عفرين منعت الإعلاميين مجدداً من تغطية الجريمة والمجزرة، وسمحت لوكالة الأناضول فقط بالدخول إلى مشفى الشفاء لتغطية ما حدث.
ويضيف الانتهاكات ضد حرية الإعلام وترهيب الصحفيين والإعلاميين في عفرين مستمرة منذ ثلاث سنوات.
ويسأل: إلى متى؟! ومن المستفيد؟!!
بالمجمل تعمل سلطات الاحتلال التركيّ على الاحتفاظ بحصرية الخبر فيما يتعلق بالمناطق التي تحتلها والتي أصبحت مناطق مغلقة أمام العدسات والإعلاميين، إلا ما يتسرب من قبل الناشطين أو في ظروف خاصة، والهدف أن تكون الصورة عن المناطق المحتلة متطابقة مع توجهات حكومة أنقرة.
ــ في الخامس عشر من يونيو/ حزيران، قُتل ثلاثة أشخاص وأصيب ستة آخرين بجروح متفاوتة، ظهر اليوم الثلاثاء، نتيجة انفجار سيارة مفخخة بالقرب من مفرق قرية كفرجنة على طريق حلب – عفرين.
وفقاً لمراسل “عفرين بوست” في المدينة، فإن الانفجار الذي وقع في مفرق قرية كفرجنة بالقرب من حاجز لمليشيات الاحتلال التركيّ” المعروفة باسم ”الجيش الوطني” أدى إلى مقتلِ ثلاثة أشخاص، بينهم سائق السيارة المفخخة، بالإضافة لإصابة ستة أشخاص آخرين، جراح بعضهم بليغة، وعرف من بين المصابين المدعو “محمود محمد عثمان”.
وأضاف مراسلنا، أن مليشيا الشرطة العسكريّة كانت قد عممت على حواجزها أوصاف سيارة يستقلها شخص مجهول الهوية، من المحتمل أن يكون وراء التفجير الذي ضرب مفرق قرية كفرجنة.
ــ الاستيطان في عفرين:
ــ في السابع عشر من يونيو/ حزيران، علمت “عفرين بوست” من مصادرها الميدانية، ببدء أعمال تشييد قرية استيطانية في ناحية شيراوا، هو المشروع الثالث من نوعه، لتوطين عوائل مسلحي ميليشيا “الشرطة المدنية” التابعة للاحتلال التركيّ فيها.
وبحسب المصادر، فإن القرية الاستيطانية الجديدة تقع في منطقة غابية على الطريق الواصل بين قريتي كوباليه- وخالتا/الخالدية في ناحية شيراوا وبالقرب من مستوطنة “القرية الشامية”، حيث بدأت الجرافات باقتلاع الأشجار وتسوية الأرض تمهيدا لبناء المستوطنة الخاصة بمسلحي ميليشيا “الشرطة المدينة” وعوائلهم.
وكانت الميليشيا قد فتحت يوم الخميس الماضي 10/6/2021 باب التسجيل على امتلاك الشقق السكنية فيها، وقد بلغ عدد المسجلين حتى اليوم أكثر40 مكتتباً.
المشروع الجديد تموله الهلال الأحمر القطري، وتنفذه جمعية “شام الخيرية” وهي أحد أذرع تنظيم الإخوان المسلمين.
وتتكفل الجهة الممولة والمنفذة بتأمين كافة مواد البناء والاكساء والتجهيزات، على أن يقوم المكتتب بدفع أجور العاملين فقط، علماً أن مساحة كل منزل تبلغ 150 م2.
في السياق، رصد مراسل “عفرين بوست” في مدينة عفرين قيام عدد من العوائل المستوطنة المنحدرة من أرياف دمشق والتي كانت تحتل منازل في حي الأشرفية، بالانتقال إلى مستوطنة “القرية الشامية” والاستقرار فيها، مشيراً إلى أم المستوطنين لم يسلموا المنازل التي يحتلونها لأصحابها، وإنما قامت بتأجيرها لمستوطنين آخرين.
والجدير بالذكر أن سلطات الاحتلال التركيّ قد زادت بشكل محموم، من النشاط الاستيطاني في إقليم عفرين المحتل في الأشهر الأخيرة مع تلقيها تمويلاً “مجزياً” من المنظمات والجمعيات التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين العالمي، بهدف تكريس التغيير الديموغرافي والاحتلال التركيّ للمناطق المحتلة في الشمال السوري.
ويعتبر المشروع الجديد الثالث من نوعه، حيث نشرت “عفرين بوست” سابقاً، عن قيام سلطات الاحتلال ببناء مستوطنتي “القرية الشامية” و”كويت الرحمة” في محيط قرية خالتا /الخالدية على سفح جبل ليلون – شيراوا.
ــ الاستيلاء على أملاك الكُرد العفرينيين:
ــ في السادس عشر من يونيو/ حزيران، ذكرت “عفرين بوست” نقلاً عن مصادرها أنّ المدعو “محمد جاسم/ أبو عمشه” متزعم ميليشيا “سليمان شاه/ العمشات” التابعة للاحتلال التركيّ يواصل الاستيلاء على مزيد من أراضي المواطنين لبناءِ إمارته الخاصة، وترسيخ التغيير الديمغرافي ببناء المستوطنات.
استولى مسلحو ميليشيا “سليمان الشاه /العمشات” التابعة للاحتلال التركيّ والتي تسيطر على ناحية شيه/شيخ الحديد على قطعة أرض تبلغ مساحتها حوالي هكتارين وتعود ملكيتها للمواطن الكُرديّ سعيد كوجر من أهالي شيه/شيخ الحديد، بحسب شبكة نشطاء عفرين.
ويذكر أنّ الأرض المستولى عليها كانت مسيجة بأشجار السرو، وقام المسلحون بقطع تلك الأشجار بهدف بناء مستوطنات بالإضافة إلى بناء صالة للأفراح.
في سياق متصل ببناء المستوطنات، بدأ مسلحو الميليشيات التابعة للاحتلال التركيّ ببناء غرف من البلوك على شكل مخيمات في موقع معروف باسم ليچه lêçe قرب قرية جقالو شيه.
يذكر أنَّ المخطط الذي بوشر بتنفيذه منذ حوالي ثلاثة أشهر يتضمن بناء مخيم يضم نحو 600 غرفة، تهدف لإسكان عوائل الذين قُتلوا خلال العدوان على إقليم عفرين، وقد بدأ بالعمل منذ حوالي أسبوعين تقريباً. وفي سياق تهيئة الأرض للبناء وتسويتها عمد المسلحون إلى قطع أشجارٍ معمرة، ومن بينها الشجرة المعروفة الأهالي باسم شجرة شنكليه والتي كانت موجودة بالموقع.
وقد ذكرت “عفرين بوست” في 27/1/2021 أنّ سلطات الاحتلال التركيّ بدأت قبل نحو شهر مع بداية العام الحالي 2021 مشروع بناء ثلاث مجمّعات سكنيّة على الشريط الحدوديّ في ناحية شيخ الحديد في المنطقة الواقعة بين قرية جقلا حتى سهل شاديا/راجو، والجهة المنفذة هي ميليشيا “العمشات”، لإسكان عوائل قتلى معارك ليبيا ومستوطنين من المزمع جلبهم من محافظة إدلب.
وقد بدأ العمل بإقامة معمل بلوك في سهل قرية أرندة بمنطقة تُدعى “ليجي دوبريه دينك- Lêçê Dûbirê Dînik الممتدة على مسافة 3 كلم مربع بين قرية قرميلق وجقلا، وأحضرت آليات ثقيلة من جرافات وغيرها إلى الموقع وبدأت تجريف التربة وتسوية الأرض، وشُقَّت طريقاً ترابيّاً من الموقع إلى الطريق الرابط بين قرية جقلا وشيه، ومن المزمع إسكان 300 عائلة من عوائل مرتزقة ميليشيا “العمشات” الذين قتلوا في معارك ليبيا.
المجمع الاستيطاني الثاني سيتم بناؤه في منطقة ”ليجي توفي Lêçê Tofê في سهل قرية سناريه المحاذية للحدود التركيّة، والثالث في منطقة ”ليجي شاديا- Lêçê Şediya” في سهل قرية شاديا. وقد توقف العمل بالمشروع جاء بناء على أوامر تركيّة ولأسباب غير معروفة.
وفي وقت لاحق استأنفت سلطات الاحتلال التركيّ تجهيز مخيم ليجه أرنده في ناحية شيه، وتتواصل أعمال التسوية بواسطة الآليات الثقيلة.
وفي 11/3/2021 ذكرت “عفرين بوست” أنَّ المدعو “أبو عمشة” استولى على أراضٍ في ناحية شيه لإنشاء مخيمٍ للمستوطنين وكراجٍ للسيارات، ولم يكتفِ بمصادرة الأراضي من الأهالي، بل سعى لتحميلهم تكلفة البناء، بفرض إتاوة مقدارها 7 دولارات على كل عائلة. وتعود ملكية قطعة الأرض المستولى عليها إلى عدد من المواطنين الكرد عرف منهم:
ــ عبيد خليل سلو ١٥ دونم
ــ مصطفى مدينة ١٠ دونم
ــ مصطفى سيدو ٦ دونم
ــ عامر احمد ٥ دونم
ــ سليمان ٥ دونم
ــ وحيد شحادة ٥ دونم
ــ منان آغا شيخ زاده ٤ دونم
وفي 16/2/2021 دشّن المدعو أبو عمشة، مجموعات من المحلات التجاريّة في ساحة مركز ناحية شيه شملت مقهى باسم الرئيس التركيّ أردوغان ومول تجاري بحضور مسؤول تركيّ، وفي مراسم متكلفة لدرجة المبالغة حضر المدعو نصر الحريري ليضع حجر الأساس لمشروع بناء مشفى على أرضٍ كانت حقلَ زيتون، واستولى عليها المدعو “محمد جاسم /أبو عمشة” في وقت سابق وتعود ملكيتها لعائلتين إحداها أرملة كرديّة.
ــ السرقات والإتاوات في عفرين:
ــ في السادس عشر من يونيو/ حزيران، علمت “عفرين بوست” من مصادرها أنّ ميليشيا “الحمزات” تقوم حالياً بسحب أكبال الهاتف من الخطوط الأرضية في قرية حج خليل – ناحية راجو لبيع النحاس المستخرج منها، وذلك عبر استخدام جرافة في حفر المنطقة الواقعة بين مدخل القرية ودوار البلدية على مسافة 1كلم تقريبا.
وأشارت المصادر إلى أن أعمال الحفر تسببت بتدمير أجزاء كبيرة من الطريق الأسفلتي وأحداث حفر فيها وعلى مرأى من سلطات الاحتلال التركيّ.
ــ في الثامن عشر من يونيو/ حزيران، أفاد مراسل “عفرين بوست” بأنّ مجهولين أقدموا في 14/6/2021 على عملية سرقة استهدفت منزل المواطن الكُرديّ بهزاد محمد شيخ محمد الكائن في حي عفرين القديمة وسط المدينة، وسرقوا ثلاثة أجهزة هاتف جوال ومبلغاً من المال.
وأضاف المراسل أنّ المواطن بهزاد من أهالي قرية جقللي فوقاني التابعة لناحية جندريسه. ولديه محل للصرافة عند بناية السنتر الأزرق في شارع راجو. ولكنه لم يفصح عن مقدار المال الذي سُرق منه
وعملية السرقة هذه هي الثانية في غضون شهرين التي يتعرض لها المواطن بهزاد، فقد أقدم مجهولون على سرقة سيارته من أمام منزله.
ــ جرائم الاعتداء البدني:
ــ في الثامن عشر من يونيو/ حزيران، أفاد مراسل عفرين بوست بأن مجموعة من اللصوص مجهولي الهوية أقدمت يوم السبت 12/6/2021 على الاعتداء بالضرب على المواطن الكُرديّ خالد علو (55 عاماً) من أهالي قرية قطمة بناحية شران، والمقيم في مدينة عفرين، ونتيجة الاعتداء عليه بقي طريح الفراش لمدة خمسة أيام، لا يستطيع الحركة، إلى أن علم الجيران بأمره، ونقلوه للمشفى العسكري.
يذكر أنّ المواطن خالد يعيش وحيداً منذ عدة سنوات في مدينة عفرين بالمنطقة الصناعية، وسابقاً في طريق قرية ترندة، وهو مريضٌ يعاني من إضرابات نفسيّة وعصبيّة منذ فترة طويلة بسبب ظروف عائليّة صعبة، ناتجة عن تشتت عائلته، وتقيم زوجته وأولاده في مدينة حلب.
وتشهد مدينة عفرين المحتلة وقرى الإقليم الكُرديّ مئات حوادث التنمر، والاعتداء الجسديّ على الأهالي الكرد، فيما لا تتخذ الجهات الأمنيّة التابعة للاحتلال التركيّ أية إجراءات رادعة، ما يشجع المسلحين والمستوطنين والرعاة القادمين من خارج الإقليم على ارتكاب المزيد من الاعتداءات، والتي أفضى بعضها إلى الموت.
ــ اقتتال المليشيات التركيّة والإخوانية:
ــ في الثاني عشر من يونيو/ حزيران، ذكرت “”عفرين بوست”” أنها رصدت في وقت متأخر من ليلة أمس، اندلاع اشتباكات بين ميليشيات ”الزنكي” و”الشرطة العسكرية، في مدينة جنديرس بريف عفرين، بسبب خلاف نشب بين الحاجز الأمني لميليشيا “الشرطة العسكرية” ومسلحي “حركة نور الدين الزنكي”، ما أسفر عن إصابة مسلح من الأخيرة، وسط استنفار تام لميليشيات الاحتلال في المدينة.
وتزامناً مع تلك الاشتباكات، أقدمت قوات الاحتلال التركيّ المتمركزة على أطراف مدينة دارة عزة والبحوث العلمية في مدينة إعزاز بريف حلب الشمالي، في ليلة الجمعة- السبت، على استهداف قرى وبلدات” تل رفعت والطريق الواصلة بين مدينة تل رفعت وقرية دير جمال” بالعشرات من قذائف المدفعية، كما طال القصف التركيّ الزيارة ومياسة وزرناعيت وصوغانكه وعقيبه وبينه التابعة لناحية شيراوا.
القصف التركيّ المكثف ترافق مع وقوع اشتباكات عنيفة بين قوات تحرير عفرين ومليشيات الجيش الوطني التابعة للاحتلال التركيّ على محور قرية مرعناز بريف حلب الشمالي دون ورد معلومات عن حجم الخسائر.
ــ آثار عفرين:
ــ في الخامس عشر من يونيو/ حزيران، ذكرت “عفرين بوست” أنَّ سلطات الاحتلال التركيّ بدأت منذ أوائل حزيران/يونيو الجاري، بحملة حفر وتجريف جديدة في محيط “قلعة النبي هوري”، وكذلك في تلة أثرية تقع غربي قرية دير صوان، بهدف استخراج وسرقة اللقى والدفائن الأثرية وباستخدام الجرافات والآليات الثقيلة الأخرى.
ففي موقع “سيروس/النبي هوري” جددت ميليشيا “جيش النخبة” التي يتزعما المدعو “العميد معتز رسلان” أعمال الحفر والتجريف في موقع قريب من أحد روافد نهر عفرين، رافقتها اقتلاع الأشجار على جانبي النهر، وبعلم جيش الاحتلال التركيّ الذي يتمركز في منطقة قريبة واقعة شمال مفرق قرية زيتوناك المجاورة.
كما تعكف ميليشيا “فرقة السلطان مراد” التي يتزعمها المدعو “فهيم عيسى” حفر “تل دير صوان” الأثريّ، الذي يبعد عن القرية مسافة 2 كلم من جهة الغرب، وذلك في وضح النهار وباستخدام الآليات الثقيلة وخلف سواتر ترابية، للتنقيب عن الآثار وسرقتها بإشراف الاستخبارات التركيّة، التي يتردد عناصرها على الموقع للاطلاع على الحفريات.
وكان “مركز آثار إدلب” قد نشر في 13 تموز 2018م تقريراً عن أضرار لحقت بالموقع بشكلٍ مفصل وبالصور بعد جولةٍ تفقدية لفريق مختص منه، والمدعو “محمد أسعد علوش- تاجر آثار من إدلب” قد نشر في أواسط تشرين الثاني 2019م على صفحته الفيس بوك صوراً للوحات فسيفسائية مكشوفة ومزال عنها التراب وهي بالأرض، وهو يقول في إحدى ردوده على التعليقات (عفرين بالنبي هوري)، ولكن حذف ذاك المنشور بعد إثارة ضجةٍ إعلامية حوله.
ويشار إلى أنَّ سلطات الاحتلال التركيّ كانت قامت في وقت سابق بِترميم مسجد وضريح/مزار المدفن الهرمي الروماني في الموقع، لإظهاره كأثر ومعلم عثماني، بعد (العبث بالمزار وتخريب ضريحه وحفر أرضيته واستبدالها ببلاط حديث واستبدال الضريح القديم بضريح حديث، وكذلك التخريب في البيت الروماني الذي كشفته ورممته وأعادت بنائه البعثة السورية اللبنانية بين أعوام 2006-2011، حسب تقرير مركز آثار إدلب/المعارضة المنشور في 13 تموز 2018م)، وسرقة محتوياته وحفر ساحته وقلع أشجاره من قبل الميليشيات إبان غزو المنطقة في آذار 2018م؛ علماً أن موقع سيروس مدرج في لوائح اليونيسكو للتراث الإنسانيّ العالميّ.
واعتبر تقرير توثيقي صادر عن حزب الوحدة الكُرديّ بتاريخ 12/يونيو الجاري، أنّ “التعديات التي وقعت ولا تزال على مجمل المواقع والتلال الأثريّة في منطقة عفرين بشكلٍ واسع وممنهج خلال أكثر من ثلاث سنوات تُعدُّ انتهاكاً جسيماً لاتفاقيتي لاهاي /1907/ و /1954/، والبروتوكولين – الأول والثاني /1977م/ الإضافيين إلى اتفاقيات جنيف الأربعة، وتتحمل مسؤوليتها بالدرجة الأولى تركيا كونها احتلت المنطقة بجيشها وتفرض سيطرتها الفعلية عليها”.
ــ مهجرو عفرين في الشهباء وشيراوا:
ــ في الثالث عشر من يونيو/ حزيران، أفاد مراسل “عفرين بوست” بأنّ جيش الاحتلال التركيّ والميليشيات الإخوانية التابعة له بدأوا صباح اليوم الأحد 13/6/2021 قصف بلدة رفعت في منطقة الشهباء الآهلة بآلاف المواطنين الكرد من أهالي عفرين المهجرين قسراً بالطائرات المسيّرة (الدرون)، وقذائف المدفعيّة، ولم ترد معلومات عن إصابات بشريّة.
وأضاف المراسل أنّ طائرات المسيرة (الدرون) نفذت غارتين على بلدة تل رفعت، وما زالت البلدة تشهد تحليق الطائرات المسيرة في أجوائها.
وجاء قصف قوات الاحتلال التركيّ اليوم في مواصلة للقصفِ الموسّع الذي نفذته يوم أمس انطلاقاً من إقليم عفرين المحتل وشمل قرى (آقيبة وبينيه وسوغانكي وكشتعار ومرعناز وعين دقنه وبيلونية)، وأمطر تلك القرى بعشرات قذائف المدفعيّة ما تسبب عن إصابة 3 مواطنين بينهم طفل وألحق أضراراً ماديّة كبيرة بالممتلكات، وكذلك في سياقِ الاستهداف المستمر لقرى ناحيتي شرا/ شران وشيراوا ومنطقة الشهباء.
وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان مساء أمس السبت أنّ جيش الاحتلال التركيّ استهداف 15 موقعاً في ناحيتي شرا/ شران وشيراوا ومناطق الشهباء، بأكثر من 180 قذيفة صاروخية ومدفعية.
ــ جرائم الاحتلال وتنظيم الإخوان المسلمين:
ــ في الخامس عشر من يونيو/ حزيران، ذكرت “عفرين بوست” أمثلة من الجرائم التي ارتكبتها قوات الاحتلال التركيّ وميليشياتها الإسلامية المعروفة باسم “الجيش السوري الحر/الجيش الوطني السوري” بحق المدنيين العالقين في القرى والبلدات التي تمَّ غزوها واستباحتها عن بكرة أبيها.
وكشفت عدة مصادر لـ “عفرين بوست” أنّه لدى غزو الجيش التركيّ والميليشيات الإخوانية المرافقة له قرية حاج خليل – ناحية راجو بتاريخ 4 آذار 2018م، لم يكن يتواجد في القرية من سكانها سوى المسنة). “حنيفة يوسف تاتو /65/ عاماً” – عزباء- مختبئة في إسطبل للدواب، فقام المسلحون والجنود الأتراك حينها بتصفيتها رمياً بالرصاص بدم بارد فاستشهدت على الفور، ومن ثم ألقوا بجثمانها في العراء.
وحسب تلك المصادر فقد ظل جثمان “حنيفة” عدة أيام في العراء تنهش فيه الكلاب والقطط الشاردة.
جرائم مماثلة
ومن الجرائم المفجعة التي تكشفت خيوطها مؤخراً، جريمة تصفية الشاب الكُرديّ “كمال محمد علي” وهو من أهالي قرية “غزاوية” التابعة لناحية شيراوا.
حيث كان الشاب مقيماً مع عائلته في قرية “برج عبدالو” القريبة، لكون لهم أملاك فيها، قبل أن يتعرض أواخر شهر أيار عام 2018، مع رجلٍ آخر من أهالي سراقب التابعة لمحافظة إدلب، كان يعمل لدى العائلة، أثناء عملهما في ري البساتين ليلاً، إلى الضرب والتعذيب والقتل العمد على يد مسلحين من الميليشيات.
ولم يتم نشر الخبر على وسائل الإعلام وصفحات التواصل الاجتماعي في حينه، خشية تعرض العائلة لجرائم أخرى، إذ بقيت الجريمة قيد النسيان وسجلت ضد مجهول، كما كل الجرائم التي يقترفها مسلحو الاحتلال وتنظيم الإخوان المسلمين، المعروفين بمسمى “الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”.
وفي قرية ديكيه، لا يزال قتلة الراعي الكُرديّ طاهر حبش “المعاق ذهنياً” من مسلحي ميليشيا “فيلق الشام” طلقاء يتحكمون في مصائر من تبقى من السكان الأصليين في قرية ديكيه التابعة لناحية بلبل/بلبلة دون محاكمة أو حساب.
كيف حصلت الجريمة بحق طاهر؟
رفض الشاب الكُرديّ طاهر محمد حبش البالغ من العمر حينها (39عاما) الخروج من قريته كما العديد من أهالي القرى، وبينما كان يسرح بقطيعه من المواشي بأواخر شهر آذار 2018، في الأحراش “جبل هاوار” الواقعة بالقرب من مفرق قرية “شيخ” إلى جانب رُعاة آخرين، وصل مسلحون من تلك الميليشيا إلى المنطقة، وبدأوا بإطلاق الرصاص الغزيز في الهواء، ما أثار الذعر في نفوس الرُعاة، وحاول طاهر الذي كان يعاني من إعاقة ذهنية الهروب، فأطلق أحد المسلحين من مسافة قريبة الرصاص المباشر عليه وأراده شهيداً.
وحسب مصادر “عفرين بوست”، تقدم أشقاؤه (فريد وصلاح) بشكوى لدى نقطة عسكرية تابعة لجيش الاحتلال التركيّ في قرية “جيه/جبلية”، إلا أن جنود الاحتلال لم يحركوا ساكناً.
وبعدها بفترة وجيزة، أقدمت دورية من ميليشيا “فيلق الشام” قادمة من قرية “ميدان أكبس/راجو” على اختطاف فريد حبش وشقيقه صلاح حبش، وتم سوقهما إلى سجن الميليشيا في “ميدان أكبس” حيث قضيا في مركز الاختطاف ذاك نحو شهر ونصف، لاقا خلالها شتى صنوف التعذيب النفسي والجسدي، بسبب إقدامها على التقدم بشكوى ضد الميليشيا لدى الجنود الأتراك.
وأقدمت الميليشيا حينها على الاستيلاء على شاحنة من طراز “هونداي” من منزلهما في القرية، وكذلك أقدمت الميليشيا على سرقة كافة محتويات منزل المواطن “فريد حبش” في القرية خلال فترة اختطافه مع شقيقه.
وأفرجت الميليشيا عن الشقيقين (فريد وصلاح) بعد إجبارهما على دفع مبلغ 500 ألف ليرة سورية، شريطة ألا يقدما ثانية على فتح جريمة قتل شقيقهما “طاهر”.
مسلحون تابعون لأنقرة يحملون أحد الشهداء/المصابين في قرية حاج خليل إبان الغزو التركيّ لعفرين
ــ في الخامس عشر من يونيو/ حزيران، أفاد مراسل “عفرين بوست” بأنَّ المدعو “عبد الكريم” وهو متزعم في ميليشيا “جيش النخبة” التي تحتل قرية زيتوناك- ناحية شران، متزوج من ابنة حجي محمد أفندي شيخ زادة “فهيمة” يقوم ببناءِ فيلا في القرية بتكلفة 70 ألف دولار بجانب منزل والد زوجته “حجي محمد” وهو إمام جامع قرية زيتوناك. فيما يبني معتز أرسلان متزعم الميليشيا في موقع مفرق القرية مشروعاً يرجّح بأنّه محطة وقود.
وفي سياق متصل بانتهاكات متزعمي ميليشيا “جيش النخبة” أفادت مواقع محسوبة على الميليشيات المسلحة بأنّ ميليشيا “النخبة” تحتجز عشرات المختطفين داخل سجونها من بينهم أكثر من 20 شخصاً من أهالي معرة حرمة، ولا يُفرجُ عن أي مختطفٍ إلا بعد دفع فدية، ولا تقيم اعتباراً لميليشيات الشرطة العسكرية والمدنيّة.
وتقولُ المواقعُ التابعة للميليشيات إنّ ميليشيا “النخبة “تديرُ عدة سجون عُرف منها سجن في حور كلس وسجن بقرية عبودان وسجن ثالث في ميدانكي، ودفع الفدية هو سبيل الإفراج عن المختطفين، وتضيف هذه المواقع أنّ المدعو معتز ورسلان والمحسوبين عليه متورطون في تعاطي المخدرات والحشيش، وكذلك أغلب عناصره، ومنهم المدعو أبو علاء قنطار وسمير رحال وأبو أيوب.
وتقول إنّ المدعو “معتز رسلان” هو الموزّع المعتمد في كلّ أنحاء عفرين ومناطق في شمال سوريا، وهو يعطي المخدرات للمدعو “أبو سلمو” الذي يتولى أمر التوزيع، وممن يعملون في التوزيع أيضاً المدعو محمد سليمان رحال وهو أحد أكبر موزعي وتجار المخدرات في شمال سوريا، ووصفت علاقته بالمدعو “معتز رسلان” بأنّها حميميّة وقوية، ووصلت لدرجة أنّه تغاضى عنه عندما أطلق المدعو “رحال” النار على ابن شقيق المدعو “رسلان”، لأن العلاقة بينهما أكبر بكثير، وهي مصالح تتعلق بتجارة المخدرات وترويجها.
ويُنقل على لسان عنصر مسلح من ميليشيا النخبة قوله إنه “شاهد على ما يتم داخل معتقلات معتز رسلان من فظائع وجرائم لا تعد ولا تحصى”، ومنها:
عملية خطف المدعو زياد الصياد من قرية باريسة حيث أخذوا على رأسه فدية مقدارها 100 ألف دولار مقابل الإفراج عنه من السجن، علماً أنَّ ميليشيا سمرقند هي التي استدرجت زياد الصياد في عملية مدبّرة من قبل المدعو معتز رسلان والمدعو أبو يعقوب المسؤول الأمني في ميليشيا “جيش النخبة”، وزياد هو شقيق المدعو أكرم الصياد تاجر السيارات، ولذلك قاموا بخطفه والمطالبة بالفدية بعد وساطة من شيوخ العشائر، وتشير هذه المواقع إلى أنّ قائمة هؤلاء المجرمين سوداء وطويلة فقد قاموا بعمليات خطف وإعدام لعدة أشخاص في شمال سوريا.
أضف إلى ذلك عملية الخطف التي جرت بحق نازحين من معرة حرمة وقرية تقاد كانوا يقطنون في قرية عمارة بعفرين ومازال بعض هؤلاء داخل سجون معتز ومقر أمنية ميدانكي مقر متعاطي الحشيش والمخدرات أبو يعقوب سائق الحصادة ومعقب المعاملات صادروا أملاك أهل معرة حرمة واستولوا على سياراتهم ونهبوا صيدلية الصيدلاني محمد نذير إسماعيل وتتجاوز قيمة الأدوية المصادرة 100 ألف دولار، ومازال المختطفون قيد الاحتجاز.
ويمكن فهم سبب احتجاز المستوطنين من أهالي قرية معرة حرمة، في ضوء الاختلافات بين متزعمي الميليشيات، فالمدعو خالد إسماعيل زهير ينحدر من القرية نفسها، وهو الذي ارتبط اسمه باكتشاف عدد من جثث القتلى في قرية عمارا، ففي 31/8/2021 ذكرت “عفرين بوست” أنّ ميليشيا “الشرطة العسكرية” سلمت في 29/8/2020 الملف الأمنيّ لقرية عمارا، لمجموعةٍ من ميليشيا “جيش النخبة” بقرية شيخوتكا، بعد افتضاح أمرها في جرائم خطف والتصفية الجسديّة، وعثور ميليشيا “الشرطة العسكرية” على 14 جثة دُفنت في أماكن متفرقة بقرية عمارا، واعتراف ثلاثة مسلحين من المجموعة بتنفيذ عمليات تصفية.
ففي منزل المواطن الكُرديّ أمين مجيد الذي يحتله والد المدعو “خالد إسماعيل زهير”، عُثر على جثتين، وفي حديقة تقع في طلعة قرية عمارا عُثر على 3 جثث، إضافة لجثتين عثر عليهما في منزل المواطن الكُرديّ منان آمكي الذي استولى عليه مسلحون من الميليشيا (إحداها لنجل العقيد عمار).
وفيما لم تعلن ميليشيا “الشرطة العسكرية” لمن تعود الجثث فمن المرجح أنَّ معظمها يعود إلى مسلحي الميليشيا نفسها، الذين فُقد أثرهم في أوقاتٍ متفاوتة، وتم قتلهم في إطار تصفيات داخليّة، بينما كان قتلُ النساء تغطية على الممارسات اللاأخلاقيّة حيث وجدت جثث أربع نساء.
واعتقلت ميليشيا “الشرطة العسكرية”، 13 مسلحاً من ميليشيا “النخبة” التي تحتل قرية “عمارا” بناحية “موباتا/معبطلي”، بينهم 3 اعترفوا بارتكابهم جرائم تصفية بحق 14 شخصاً، فيما لم تعرف بعد هويات الضحايا.
وجرى كشف تلك الشبكة بعد خطف الفتاة الكُرديّة القاصر سلوى شاشو (14 عاماً)، والمتورطون في جرائم الخطف والقتل هم: المدعو خالد زهير إسماعيل (29 عاماً) المنحدر من قرية كفر حرمة في سهل الغاب وهو متزعم المجموعة بقرية عمارا، ويعمل محققاً أيضاً، إضافة للمدعوين” أمين” و”حموي”.
في 19/8/2020 اختطف مسلحو ميليشيا “جيش النخبة” التابعة للاحتلال التركيّ الفتاة سلوى، من أهالي قرية دار كريه/ دار الكبير من أمام منزلها الكائن في شارع الفيلات وسط مدينة عفرين واقتادوها إلى مقرها بقرية عمارا، بعدما فصل المسلحون عمداً الكهرباء عن منزل العائلة الكُرديّة، وتم اختطاف الفتاة لدى نزوله لرفع القاطع المثبّت بمدخل البناء السكنيّ، إلا أنّ الجيران أحسوا بهم وأبلغوا ميليشيا “الشرطة العسكرية”، ما يشير إلى أن العملية كانت مخططة من قبل المسلحين وتمت بالتنسيق مع ميليشيا “أحرار الشرقية” التي تحتل ذلك القطاع من مركز المدينة أو أنها تغاضت عنها.
وترتكب ميليشيا “جيش النخبة” كل أنواع الانتهاكات كالخطف وطلب الفديات وفرض الإتاوات بحق الأهالي الكُرد، بجانب مصادرة أملاكهم وأشجار الزيتون، وإلزام جراراتهم بحراثة أراضٍ مستولى عليها مجاناً، وقد انتقل بعض مسلحيها للقتال في ليبيا.
ومنذ أوائل شهر حزيران الجاري، عادت ميليشيات “جيش النخبة” ومتزعمها “العميد معتز رسلان” مرةً أخرى إلى الحفر والتجريف في موقع “النبي هوري- سيروس” ومحيطها.
اللافت أن المسلحين يشتركون في ارتكابِ الانتهاكات وأعمال الاختطاف والاستيلاء على ممتلكات أهالي عفرين، ولكنهم في إطار خلافاتهم وتنافسهم يكشفون الكثير من الحقائق.
ــ في الثامن عشر من يونيو/ حزيران، ذكرت “عفرين بوست” مقلاً مصادرها بأنّ أهالي ماراتي/معراته قاموا يوم أمس الأحد، بمراسم دفن الشهيدين زينب شيخ داود 21عاماَ وابنها يوسف خوشناف قليج البالغ من العمر سنتان فقط، الذين قضيا في القصف الصاروخي الذي استهدف مركز إقليم عفرين يوم السبت الماضي.
وبحسب معلومات “عفرين بوست” فإن ذوي الشهيدين تقدموا بطلب لإدارة سجن ماراتي/معراته المركزي والتابع للاحتلال التركيّ، للسماح للمعتقل “خوشناف قليج”، بحضور مراسم دفن وعزاء زوجته ونجله، إلا أن سلطات الاحتلال رفضت طلبهم.
ويقبع “خوشناف” (30 عاماً) في السجن الذي يحمل اسم قريته “سجن ماراتي/معراته” منذ نحو ستة أشهر، بعد أن اعتقلته ميليشيا “الشرطة المدنية” التابعة للاحتلال التركيّ في مركز مدينة عفرين يوم الثلاثاء 15/12/2020 بتهمة ملفقة “بيع سيارة مسروقة” واقتادوه إلى مركز الشرطة بغرض الابتزاز الماديّ، إذ علمت “عفرين بوست” من مصادرها أن الميليشيا طلبت منه مبلغاً مالياً وقدره 800 ألف ليرة سورية للإفراج عنه.
واستشهدت “زينب وطفلها “يوسف” جراء سقوط قذيفة صاروخية، على منزلهم في محيط دوار ماراتي بمركز مدينة عفرين، كما أن القذيفة الصاروخية ذاتها أدت لاستشهاد المواطنين “أمين قوشو 56عاما وزلوخ حنان محمد 85 عاماً في المنزل المجاور.
وتعرضت مدينة عفرين يوم السبت 12/6/2021، لرشقات من القذائف الصاروخية، مصدرها مناق سيطرة جيش النظام السوري بريف حلب، والتي أسفرت عن استشهاد ومقتل 22 شخصاَ، بينهم 6 مواطنين من أبناء عفرين وإصابة 9 آخرين.
ــ تآمر الاحتلال التركيّ ومخططاته:
ــ في الثاني عشر من يونيو/ حزيران، ذكرت عفرين خبر افتتاح الرئيس التركيّ أردوغان يوم أمس الجمعة عبر تقنية الفيديو كونفرانس، سد عفرين العلويّ في ولاية كلس جنوب شرق تركيا.
وذكرت وزارة الزراعة والغابات التركيّة أن السد الذي تبلغ تكلفته 300 مليون ليرة وبسعة تخزينية 38 مليون متر مكعب، سيكفي احتياجات مياه الشرب والمرافق العامة في كلس، مضيفة أنه تم الانتهاء أيضا من بناء خط النقل البالغ طوله 2850 مترا وتكلفته 200 مليون ليرة، والذي سيتدفق عبره 19 مليون م3 من المياه سنويًا إلى كلس.
وأشارت الوزارة أن السد سيحمي أيضًا 30 ألف دونم من الأراضي من الأضرار الناجمة عن الفيضانات.
وتشير تسمية السد” عفرين العلوي” على الأرجح إلى أنه أقيم على مجرى نهر عفرين، الذي ينبع أحد روافده “سابون سوي” من الأراضي التركيّة، في حين أن نسبة 60% من مياه نهر عفرين تنبع من داخل أراضي إقليم عفرين شمال سوريا.
وتأتي الخطوة بالتزامن مع استمرار تركيا بقطع مياه نهر الفرات، ما أدى إلى انخفاض منسوب سد الفرات وتوقف كل عنفات توليد الطاقة الكهربائية، علاوة على تضرر الإنتاج الزراعي على صفتي النهر في سوريا، ما ينذر بكارثة إنسانية في المنطقة.
ــ في الثامن عشر من يونيو/ حزيران، ذكرت “عفرين بوست” بعداً جديداً من أبعاد مخطط الاحتلال التركيّ، ومساعيه إلى استبدال الميليشيات المسلحة الإخوانيّة بعناصر جهاديّة، ولترسخ عبرها احتلال مناطق شمال سوريا المحتلة اعتباراً من عفرين والباب.
يدور السجال بين موسكو وأنقرة حول الوجود الجهادي في إدلب، وفيما تسعى أنقرة إلى تعويم “هيئة تحرير الشام” وهو عنوان التحول الذي قامت به “جبهة النصرة”، واعتبارها جزءاً من الحراك المعارض، أُعلن في 11 يونيو/حزيران الجاري عن تشكيل ميليشيا مسلحة باسم جيش القعقاع بن عمرو التميميّ، ليكون ذلك خطوة جديدة في سلسلة التحولات التي يجريها المدعو “أبو محمد الجولانيّ” التي بدأها بفك ارتباطه عن القاعدة، للتنصل من قوائم الإرهاب الدوليّة. ويستدرج بذلك دعماً دوليّاً.
وبالتوازي مع التصعيد العسكريّ الروسيّ في محافظة إدلب تسعى أنقرة إلى إنقاذ “هيئة تحرير الشام” عبر نقلٍ تدريجيّ لمسلحيها إلى المناطق التي تحتلها، وقد ذكرت “عفرين بوست” في 9/1/2021 أنّها حصلت على معلومات موثوقة تفيد بأنَّ ميليشيا “الوحدات الخاصة” التابعة لميليشيا “فيلق الشام” التي يتزعمها المدعو عبد الله حلاوة بدأت بإدخال نحو ٢٠٠ عنصرٍ من الجهاديين من الجنسية الأوزبكيّة إلى قرى ناحية شيراوا.
“تحرير الشام” ومحاولة للخروج من الجيب الإدلبيّ
تحاول “هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة”، الخروج من الجيب الإدلبيّ، لتتجاوز بذلك قوائم الإرهاب، وأوفدت عدداً من متزعميها إلى عفرين ليلتقوا مع متزعمي ميليشيات (الجبهة الشامية، فيلق الشام، سليمان شاه)، وتم ذلك بدعم مباشر من الاستخبارات التركيّة، ويبدو أنّ أنقرة تحاول بذلك وضع حدٍّ للاقتتال الفصائليّ من جهة وتثبيت الاحتلال من جهة أخرى،
مصادر إعلامية كشفت عن دخول هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة في مدينتي عفرين وإعزاز تحت مسمى “جيش القعقاع”، الذي أعلن عن نفسه رسمياً يوم الجمعة 11 من حزيران/يونيو الجاري، وأصدرت بياناُ بذلك حصلت “عفرين بوست” على نسخة منه، فيما أعلنت فرقة أسود جبل الزاوية انضمامها لهذا التشكيل الجديد في اليوم التالي.
حصلت شبكة “عفرين بوست” الإخبارية على تسجيل صوتيّ لمتزعم “جيش القعقاع” يقول فيه أنّه تم تأسيس جيش القعقاع وهو تابع لهيئة تحرير الشام، والذي سيسيطر على كافة مناطق الشمال السوريّ تحت راية واحدة وجيش واحد، وقيادة واحدة، وزعم أن كل الميليشيات في مناطق الباب وعفرين انضمت إلى الميليشيا الوليدة.
في 9/4/2021 أفاد مراسل “عفرين بوست” بأن ثلاثة مسلحين من ميليشيا “الجبهة الشامية” قُتلوا وأصيب 4 آخرين ليلة الخميس- الجمعة، جراء هجوم نفذه مجهولون على أحد مقراتها في ناحية شرا/شران بريف إقليم عفرين المحتل، باستخدام الأسلحة الرشاشة والقنابل اليدوية. واستهدف اجتماعاً بين عناصر من “تحرير الشام” وميليشيا “الجبهة الشامية”. وأشار المراسل إلى وجود عناصر من “هيئة تحرير الشام” الإرهابيّة، بين الجرحى نُقلوا إلى مشافي عفرين للعلاج، برعاية وحماية أمنية من قبل مليشيا “الجبهة الشامية”، تحسباً من أي استهداف آخر لهم.
واليوم تتداول المصادر أن ما يسمّى “جيش القعقاع” يتمركز في مواقع ضمن إقليم عفرين والباب الخاضعتين لاحتلال تركيا وميليشياتها، ولفتت المصادر إلى أن الكثير من عناصر “الجبهة الشامية” انضموا للكيان العسكري الجديد، بالإضافة للقسم الأكبر من فصيل “حركة أحرار الشام” الذي يعتبر “تنظيماً جهادياً”.
من هو أبو المعتصم زبداني؟
وبحسب شبكة أوغاريت بوست فإنّ المدعو أبو المعتصم زبداني عرّف نفسه في تسجيل صوتيّ بأن اسمه “سليمان الدالاتي” من مدينة الزبداني بريف دمشق (32 عاماً)، وأنّه متزوج ولديه أولاد، وأشار إلى أنّه سبق أن سُجن في عام 2006، بتهمة قتل مواطن “مسيحيّ”، وأوضّح أنه قتل “المسيحيّ” داخل المحكمة العسكرية بمنطقة المزة، وقضى فترة 5 سنوات ما بين سجني صيدنايا وعدرا، وأُفرج عنه بداية الأزمة، وانضم لميليشيا “أحرار الشام” وبعد محاصرتهم في الزبداني وطردهم، انضمَّ إلى “الجبهة الوطنية” في تل ملح وجبين وحمامايات، وشارك في عدة معارك ضد قوات النظام السوري.
ــ مقاومة الاحتلال:
مقتل 11 مسلحاً وإصابة 13 آخرين:
ــ في الثامن عشر من يونيو/ حزيران كشفت قوات تحرير عفرين في بيان للرأي للعام، عن سلسلة عمليات نفّذتها في الفترة 6 ــ 15 حزيران الجاري، في إقليم عفرين ومناطق الاحتلال التركيّ بريف مدينة حلب الشماليّ الشرقيّ، والحصيلة النهائيّة مقتل 11 مسلحاً وإصابة 13 آخرين.
6/6/2021: عملية في مدينة عفرين على طريق جنديرس أسفرت عن مقتل مسلح واحد.
7/6/2021: عملية في بلدة الراعي بمنطقة الباب وأسفرت عن مقتل 3 مسلحين وجرح 9 آخرين وتدمير دراجة ناريّة.
8/6/2021: استهدفت بعبوة ناسفة سيارة للمسلحة بحي المحمودية بمدينة عفرين وأسفرت عن إصابة مسلحين اثنين.
11/6/2021: استهداف قاعدة لجيش الاحتلال التركيّ بقرية تلجبرين التابعة لمنطقة إعزاز، وأسفرت عن مقتل 3 مسلحين وإصابة صيب آخر.
12/6/2021: عملية خاصة في مدينة جرابلس المحتلة، أسفرت عن مقتل المسلح “فيصل خليل” وإصابة مسلح آخر.
15/6/2021: تمَّ تفجير عبوة ناسفة بسيارة عسكريّة في قرية كفرجنة، أسفرت عن مقتل 3 مسلحين وإصابة آخر، وتدمير السيارة.
ــ بيانات:
حزبان كرديان يدعوان بايدن إلى إنهاء الاحتلال التركيّ للمناطق الكُرديّة في سوريا وتسليمها لأبنائها برعاية دوليّة
ــ في الثامن عشر من يونيو/ حزيران، طالب حزبا الوحدة الديمقراطي الكُرديّ في سوريا “يكيتي”، والحزب الديمقراطي التقدمي الكُرديّ في سوريا، الرئيس الأمريكيّ، جو بايدن، بالضغط على الحكومة التركيّة لـ “وقف سياساتها العدوانية والتوسعية وممارساتها وتهديداتها في المنطقة، وسحب قواتها إلى الحدود الدولية، وإنهاء احتلالها للمناطق الكُرديّة في سوريا”.
جاء ذلك في رسالة – وصلت لـ “عفرين بوست” نسخة منها- وجهها الحزبان الكُرديّان إلى الرئيس الأمريكيّ المتواجد حالياً في بروكسل للمشاركة في قمة حلف شمال الأطلسي، تتعلق بلقائه المرتقب مع الرئيس التركيّ، أردوغان.
ودعا الحزبان “التقدمي و”الوحدة” الرئيس الأمريكي إلى “تسليم إدارة المناطق المحتلة (عفرين – رأس العين/سري كانيه – تل أبيض) لأبنائها برعاية دولية حتى يتم إيجاد حل عادل وشامل للأزمة السورية وفق القرارات الدولية، وخاصة القرار2254، حسب تعبير الرسالة.
وأوضحت الرسالة الموجهة لـ “بايدن” ما يلاقيه أهالي المناطق الكُرديّة المحتلة (عفرين – رأس العين – تل أبيض) على يد الدولة التركيّة ومرتزقتها من الفصائل العسكرية الراديكالية لائتلاف المعارضة السوري، مشيرة إلى أن تلك المناطق تتعرض للتغيير الديموغرافي المنهجي، وتمارس فيها الجرائم والانتهاكات المروعة ضده، بما في ذلك: القتل، والتهجير القسري، والاختطاف، والاعتقال على أساس الهوية الشخصية، وفرض الإتاوات، ومصادرة الممتلكات، وإسكان الآلاف من العرب والعائلات التركيّة مكانه، ناهيك عن بناء 18 مستوطنة في عفرين (كرداغ).
وأضافت الرسالة أن تركيا وميليشياتها تقطع مياه نهري دجلة والفرات، وكذلك تقطع المياه عن محطة علوك التي تزود محافظة الحسكة بأكملها بمياه الشرب، علاوة على قيامها بتتريك المناطق السورية المحتلة، وترسيخ الثقافة الدينية المتطرفة في أذهان الأطفال، وأفعال أخرى ترقى في مجملها إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانيّة، وتنتهك مبادئ حقوق الإنسان وتهدد وجود شعب على أرضه التاريخية حسب تقارير منظمات حقوق الإنسان الدولية والمحلية.
ونظمت منظمات الحزبين في أوروبا مظاهرة ظهر أمس الإثنين في العاصمة البلجيكية بروكسل تزامناً مع انعقاد قمة حلف الأطلسي وذلك “بهدف الضغط على الرأي العام الدولي لوقف الانتهاكات والممارسات التي تقوم بها تركيا ومرتزقتها من الجماعات الراديكالية المسلحة التابعة للائتلاف في مناطقنا الكُرديّة المحتلّة (عفرين وسري كانيه وتل أبيض”.
ــ مواقف سياسيّة رسميّة:
واشنطن تدين هجوم عفرين الهمجي وتطالب بوقف فوري للتصعيد
ــ في الثامن عشر من يونيو/ حزيران، ذكرت “عفرين بوست”، أنّ المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، ندّد الأحد 13/6/2021، بالهجوم “الهمجي” الذي استهدف مستشفى آفرين (الشفاء) في مدينة عفرين المحتلة، يوم السبت، وأودى بحياة 22 شخصاً وإصابة آخرين.
وقال برايس، في بيان للوزارة: “ندين بأشد العبارات هجمات الأمس على مستشفى “الشفاء” … أودى هذا الهجوم الهمجيّ بحياة الأطفال والطاقم الطبي والمستجيبين الأوائل”، وأكد المسؤول الأمريكي أنه “يجب ألا يكون المدنيون والبنية التحتية المدنيّة، بما في ذلك المستشفيات، هدفاً لعمل عسكريّ”.
ولفت نيد برايس إلى أنَّ الهجوم وقع رغم أنه “تمت مشاركة إحداثيات هذا المستشفى مع آلية الأمم المتحدة لمنع التصعيد في سوريا”، ووصفه بأنه “جزء من تصعيد للعنف في الآونة الأخيرة، في شمال غرب سوريا، ويجب أن يتوقف”.
وكانت مدينة عفرين المحتلة قد تعرضت لهجوم بالقذائف الصاروخية بعد ظهر السب 12/6/2021 استهدف عدداً من المواقع في المدينة لا تتصف بتوصيف عسكريّ، وسقطت القذائف على الأوتوستراد الغربي ومحيط مقر الكوماندوس التركيّ (مدرسة فيصل قدور سابقاً) وشارع السياسية ومشفى آفرين، كما سقط عددٌ منها على محيط دوار ماراتي وطريق عفرين – ماراتي.
وارتفعت حصيلة الخسائر البشرية جراء القصف الصاروخي على المدينة إلى 22 شهيداً وقتيلاً إضافة لـ 32 مصاباً، تمَّ جرى إسعافهم لمشافي عفرين وكذلك مشافي مدينة إعزاز، وهناك احتمال لزيادة عدد الشهداء والقتلى نظراً حالات حرجة بين الجرحى.
يُذكر أنّ هذه هي المرة الثانية التي يخرج فيها المشفى عن الخدمة، فقد سبق أن استهدف طيران جيش الاحتلال التركيّ المشفى نفسه في 15/3/2021 خلال العدوان التركيّ على عفرين، وأسفر الاستهداف عن استشهاد 16 مواطناً، وكان ببينهم سيدتان حبليان، وألحقت الغارة الجوية أضراراً كبيرة بالمشفى وأخرجته عن الخدمة، فيما كان المشفى يستقبل الجرحى من المصابين بسبب القصف التركيّ.
ــ إلهام أحمد تطالب المجتمع الدولي بمحاسبة ميلشيات أنقرة
ــ في الثامن عشر من يونيو/ حزيران، طالبت رئيسة الهيئة التنفيذيّة لمجلس سوريا الديمقراطيّة، إلهام أحمد، اليوم الإثنين، المجتمع الدولي بمحاسبة “ميلشيات تركيا التي لها باع طويل في استهداف المدنيين الأبرياء.”
جاء ذلك في تغريدة نشرتها “إلهام أحمد” على حسابها الرسميّ في موقع تويتر، في تعليقٍ لها على القصف الصاروخي الذي استهدف مركز مينة عفرين أول أمس السبت.
وقالت “أحمد”: يجب على المجتمع الدوليّ محاسبتهم (الميليشيات الإخوانيّة المعروفة باسم الجيش الوطنيّ) والوقوف في وجه الاتهامات التي توجهها إلى قوات سوريا الديمقراطيّة”، مقدّمة تعازيها لأهالي ضحايا مشفى آفرين “الشفاء حالياً” في عفرين.
وسارع مسؤولو الحكومة التركيّة وكذلك الإعلام الرسميّ التركيّ والإعلام الإخوانيّ الموالي له، في الدقائق الأولى من سقوط الصواريخ على المدينة، إلى اتهام قوات سوريا الديمقراطيّة بتنفيذها.
وكتب القائد العام لقوات سوريا الديمقراطيّة، الجنرال مظلوم عبدي، في تغريدة على تويتر أنّ “قسد تنفي نفياً قاطعاً أن تكون أيٌّ من قواتها مسؤولة عن الهجوم المأساويّ الذي وقع في مستشفى عفرين أو متورطة فيه”.
وأدان عبدي الهجوم دون تحفظ، معبّراً عن حزنه “العميق لفقدان أرواح الأبرياء”، معتبراً استهداف المستشفيات ”انتهاكاً للقانون الدوليّ”.
ــ حكاية قرية:
قرية جلمه.. تغيير ديموغرافي ممنهج وانتهاكات مستمرة بحق الباقين من سكانها الأصليين
ــ في السادس عشر من يونيو/ حزيران، نشرت “عفرين بوست” ملفاً عن قرية جلمة.
جلمه بلدة الخير، ينتشرُ في أراضيها الزراعيّة الخصبة، وبين أهلها في تعاملهم فيما بينهم، وفي نموذج العيش المشترك، فهي البلدة الكُرديّة التي احتضنت مكوّنات أخرى. حتى كان العدوان والاحتلال التركيّ والميليشيات الإخوانيّة الذي خرّب نموذجَ الحياة الفريد.
الاسم:
جلمه – Celemê يقول هنري لامانس عنها في كتابه “كتلة جبل سمعان ويزيدية سوريا”، إنّها قرية Galamo الصليبيّة الواقعة في أبرشية إنطاكية، وقال عنها إنّها من القرى الإيزيديّة سابقاً، ولكن لم يُعرف لهذا الاسم معنىً. وتختلف الروايات حول اسم “جلمة”، حيث يفسرها البعض بقطعة اللحم، أو أنّه منسوبٌ لراعٍ إبلٍ قديمٍ، وتقول رواية بين العامة أنّها سابقاً كانت تسمّى “مير بي” MÊR BÎ بمعنى “كن رجلاً” باللغة الكُرديّة. وهي قرية تاريخيّة يقطنها الكرد والعرب وتتميز بتعدد مكوناتها العرقيّة وإن بنسب قليلة.
الموقع:
قرية كبيرة في أقصى جنوب شرق ناحية جندريسه وتبعد عن مركز الناحية 8 كم. وتقع ما بين السفح الغربيّ لهضبة ملاصقة لجبل ليلون، وشمال سلسلة جبليّة وعرة لجبل سمعان القريبة ومزار الشيخ بركات ودارة عزة، وعمرها حوالي 500عاماً، ويُرجع مؤرخين آثار القرية إلى قبائل ميتانيّة عاشت في موقعها، ويوجد شمال القرية تل أثريّ يعود للعهد الرومانيّ. وتنتشر في القرية وحولها عدد من الكهوف التاريخيّة والأثريّة
وكانت جلمه من قرى آل كنج في سهل جومه قبل مغادرتهم إلى تركيا في العقد الخامس من القرن العشرين. وتتبع جلمة تتبع إداريّاً لناحية جنديرس، وتتبعها ثلاث مزارع: أبو كعب شرقي، أبو كعب غربي، حاجيلر
السكان والنشاط العام:
بلغ تعداد سكانها 4800 نسمة، (88% كرد، و٧% عرب، ٥% تركمان)، ويعمل 80% من سكان البلدة بالزراعة لطبيعتها السهلية الخصبة الملائمة لزراعة شتّى أنواع المحاصيل الزراعية، ويمر نهر عفرين في أراضيها كما توجد فيها ثلاثة ينابيع هي: مرجان، كوله وكند/ mercan, gole, gund باللغة الكُرديّة، وتعود تسمية نبع مرجان نسبة إلى فتاة اسمها مرجان وهي من عائلة علي غزال كانت دائماً تذهب مشياً إلى النبع.
يبلغ إجمالي مساحة جلمة 1894 هكتار، منها 1425 هكتار مزروعة بعلاً، ونحو 470 هكتار مروية، وأهم الأشجار المزرعة الزيتون والرمان، أما المساحة المتبقية من الأراضي الزراعية فتزرع بأنواع كثيرة من المحاصيل وفي مقدمتها التبغ ويبلغ وسطي الإنتاج السنويّ نحو 500 طن، وكذلك أشجار المشمش والجوز إضافة إلى زراعة الخضار والشوندر والقمح والشعير.
ويعمل الأهالي في تخمير التبغ (الفرجيني) البعلي، والتبغ (البرلي) المسقي، ويوجد في القرية حوالي 25 فرناً لتجفيف التبغ وتخميره، إلى جانب تربية الأغنام والأبقار والماعز. فيما يعمل بقية الأهالي بالصناعة والتجارة.
استهداف القرية قبل العدوان
في 22/8/2016 استهدفت الميليشيات المسلحة قرى تل سلور وجلمة بقذائف صاروخيّة مصدرها أطمة – باب الهوى.
في 17/9/2017 تعرضت قرية جلمة للقصف بالقذائف. وفي مساء يوم 11/12/2017 قصف الجيش التركيّ عدداً من قرى إقليم عفرين ومنها جلمة، ردّت وحدات حماية الشعب على مصدر القصف.
11/1/2018 قصف الجيش التركيّ، عدة مواقع في منطقة عفرين وبدأ الجيش التركيّ برمايات المدفعية التركيّة استهدفت جلمة وإيسكا وشاديره في ريف عفرين.
19/1/2018، قبل العدوان على إقليم عفرين بيوم تعرضت مناطق عديدة للقصف ومنها قرية جلمة.
العدوان واحتلال القرية:
في24/1/2018 قصف طيران الاحتلال التركيّ قرية إيسكا بناحية شيروا ومحيط قرية جلمة بناحية جندريسه.
في 30/1/2018 تعرضت عدد من القرى لقصف عشوائي من الطيران الحربيّ التركيّ جلمة في جنديرس وإيسكا وشاديره في ناحية شيراوا.
16/2/2018 تم استهداف قرية جلمة وسقطت القذائف وسطها.
في 3/3/2018 دمر مقاتلو وحدات حماية الشعب والمرأة آلية عسكريّة محملة بسلاح دوشكا تابعة لجيش الاحتلال التركيّ في قرية جلمة.
في 12/3/2018 سيطرت الميليشيات التابعة للاحتلال التركيّ على قريتي جلمة وحسن كلكاوي. وتسيطر على القرية حالياً ميليشيا “فيلق الشام”.
في 28/3/2021 قُتل مسلح في قرية جلمة بعملية نفذتها قوات تحرير عفرين
الاستيطان
بلدة جلمة جنوب عفرين تضم نحو 1200 منزل، وبقي من أهلها الأصليين حوالي 2500 نسمة يسكنون في حوالي /700/ منزل، وتم توطين حوالي /10/ آلاف من المستقدمين فيها، ضمن المنازل وتجمعات خيم في محيط البلدة، ومعهم مواشيهم؛
وإذ طال الأهالي انتهاكات وجرائم عديدة، خاصةً في الاستيلاء على الممتلكات ونهبها، واعتقالات عشوائية تعسفية لأبنائهم، كما تمَّ قطع غابة حراجيّة في غربي البلدة بالكامل، تُقدر مساحتها بحوالي /30/هكتار، ونُصبت في أرضها خيم مُهجًّري ريف إدلب.
في 18/4/2020 ذكر تقرير حزب الوحدة الأسبوعيّ أنّ أشجار غابة جلمة الغربيّة قُطعت، وتُقدر مساحتها بنحو /30/هكتار، ونُصبت في أرضها خيم مُهجًّري ريف إدلب.
كما تستباح حقول الزراعة بإطلاقٍ عشوائيّ لقطعان ماشية عديدة في محيط بلدة جلمة.
في سياق التغيير الثقافي لإقليم عفرين الكُرديّ ونشر التطرف عمدت سلطات الاحتلال التركيّ عبر دائرة الأوقاف في ولاية هاتاي إلى بناء مساجد جديدة في قريتي جلمة وبرجكه بناحية جندريسه.
اختطاف
26/1/2019 تم في بلدة جلمة باستدعاء /50/ شخصاً وإطلاق سراحهم فيما بعد. وجرى اقتحام منازل مواطنين- رفض أغلبهم الكشف عن أسمائهم خوفاً من العقاب حيث أن أهالي جلمة تعرضوا لجملة انتهاكات، ولا يزال أبناؤهم (قاسم كدلو، جمعة عبد الحميد ولي، نادر علي كلخلو، علي مصطفى رفعت، فتاة لم نتمكن من معرفة اسمها) مفقودين، والأربعة (جوان أحمد عرب، كاميران علي خلو، سليمان جميل كلخلو، مصطفى محمد أيوب) موقوفين لدى سلطات الاحتلال.
30/3/2019 اعتقال الشاب نضال إيبش بن علي من قرية جلمة منذ الخميس الماضي وهو يتعرض للتعذيب ولم يتم الإفراج عنه بعد،
20/4/2019 اختطاف المواطنين (شيار أكرم كلخلو، دليل محمد علوش، محمد محمد موري، إبراهيم نحله كلخلو، حيدر عبد الرحمن سيفو) – بلدة جلمة، من قبل ميليشيا “فيلق الشام”.
27/4/2019 اختطف المواطن شيار إيبش بن علي (35 عاماً) من بلدة جلمة
8/6/2019 اختطاف المواطنين (دليل كدلو بن محمد منذ شباط 2019، عيسى كدلو بن عارف مقرّب من الميليشيات المسلحة وبتهمة مساعدته لأهالي عفرين، قاسم كدلو بن عارف منذ تشرين أول 2018، علوش كدلو بن فاضل مقرّب من الميليشيات المسلحة ومنذ كانون الثاني 2019)، ولا يزال مصيرهم مجهولاً.
– اعتقال المواطن “علي خليل خليل” من أهالي بلدة جلمة، بتاريخ 2/6/2020م، من قبل ميليشيا “فيلق الشام”.
في 27/8/2020 نفذت ميليشيا الشرطة المدنيّة حملة اعتقالات في بلدة جلمة، واعتقلت المواطنين: محمد حسن زوري (40عاماً)، علي حسن زوري (30/عاماً)، كنجو صبحي كنجو (35 عاماً)، فهد علي علي (35عاماً) بتهمة التعامل مع الإدارة الذاتية السابقة، وأُفرج عنهم بعد ثلاثة أيام، بعدما دفع كلٌّ منهم مبلغ 1000ــ2000 ليرة تركيّة.
بتاريخ 16/3/2021 اُعتقل المواطنان “أحمد جمال بركات، باسل بكر كل خلو” من أهالي بلدة جلمة،
في 2/2/2021 ذكرت “عفرين بوست” بأنّ المواطنة بريفان شاهين فُقد أثرها قبل نحو أسبوع، أثناء توجهها من بلدة جلمة لزيارة أهلها في قرية كفر صفرة. وأفادت روايات أنّ مسلحي فيلق الشام اختطفوا المواطنة بريفان وسلموها لهيئة تحرير الشام، وهو ما لم يتسنَّ التأكد منه.
سرقات
– في أواخر شهر تشرين الأول 2019، أقدمت ليلاً عناصر مسلحة ملثمة بعملية سطو مسلح على منزل المواطن مصطفى محمد خليل الملقب (مصطفى عرمي) وزوجته سهام، البالغين حوالي السبعين عاماً من العمر، في بلدة جلمة، وبعد تهديدهم وضربهم بشكل مبرح، سرقوا حوالي مليوني ليرة سورية نقداً (قيمة محصول موسم الزيتون) ومصاغ ذهبي يقدر بمليوني ليرة سوريّة.
في 27/3/ 2020 سُرقت لوحات الطاقة الشمسية الكهربائية من سطحي منزلين، وفي ليلة الخميس/الجمعة 3/4/2020، قامت عصابة مسلحة بسرقة ما لا يقل عن ثلاثة أدوات بث شبكات النت.
3/8/2019 سرقة أعمدة شبكة الكهرباء العامة مع الأسلاك والكابلات، على طريق جندريسه- جلمة، من قبل مجموعة مسلحة، بوضح النهار.
17/8/2019 فرضت ميليشيات مسلحة أتاوى باسم “العيدية” على مواطنين في قرى محور ترندة- جلمة
مساء 18/3/2021 انتهك مستوطنون حرمة منزل المواطنة الكُرديّة الأرملة “زهيدة” حرم المرحوم الأستاذ حيدر عبد الحميد، وينحدر المستوطنون من مدينة حلب ويستولون على منازل أهل البلدة المهجرين قسراً، وقاموا بسرقة غطاس ولم تقم المواطنة “زهيدة” بالشكاية خشية مضاعفات ذلك، وفبركة أيّ حجة لإخراجها من منزلها
اعتقال ومحاكمة
في شهر أيار 2018، قامت الاستخبارات التركيّة بالتنسيق مع مسلحي ميليشيا “فيلق الشام” بمداهمة بلدة جلمة، واعتقلت ثلاثة شبان، وهم:
1-كميران علي خلو (30) عاماً، بسبب العثور على قرص صلب لفيديو عن الشهيد كمال حنان في منزله.
2-جوان محمد عرب /28/ عاماً، بسبب العثور على العلم الكُرديّ في منزله.
3-عبد القادر مستو /20/ عاماً من أهالي قرية “بعيه” – شيروا، أثناء وجوده بزيارة خاله بالبلدة.
ونُقل المعتقلون إلى ولاية هاتاي- التركيّة، وتم إيداعهم في سجن ييلاداغ بالولاية. وفي 15/6/2019 حُكم عليهم بالسجن لمدة حبس أربع سنوات.
أهالي بلدة جلمة يعترضون
اعترض أهالي بلدة جلمة بكل مكوناتها من السكان الأصليين (كُـرد، عرب، تركمان) على موافقة مجلسي جلمة وجندريسه المحليين على بناء مخيم من قبل “جمعية السعادة” على ساحة “كوليه” القريبة من تل البلدة، لقاء رشاوى دُفعت للمتنفذين في المجلسين حسب مصادر منهم؛ حيث تجمع حوالي المئة منهم أمام مقرّ مجلس جلمة ومخفر ميليشيا “فيلق الشام” والمقر التركيّ، يوم الجمعة 29/5/2020، مطالبين بوقف أعمال إنشاء المخيم التي بدأت بوصول جرافة وقيامها بقطع مياه الينابيع عن مساحة /14/ هكتار ومن الأملاك العامة، والتي كانت مصيفاً وساحة لإقامة احتفالات نوروز والرحلات وملعباً لكرة القدم ومرعى للمواشي في فصل الربيع. ومن شأن إقامة المخيم قرب البساتين وحقول أشجار الفاكهة الإضرار بها حكماً ونهبها. رغم وجود مساحات غير مزروعة (بور) حول البلدة لتشييد المخيم دون أن يؤثر على ممتلكات وتراث البلدة. ومن جهةٍ أخرى قام الأعضاء الخمسة لمجلس جلمة، ضمناً رئيسها المدعو “محمود علي”، ببناء خمسة محلات بمحاذاة الطريق العام وعلى ساحةٍ عائدة للمدرسة (ملك عام)، من جهتها الغربية وسط البلدة، بغية إقامة ما يشبه سوق الهال حسب أقوالهم، واعترض الأهالي على بناء المحلات أيضاً؛ سيما وأنَّ أعمال بناء المخيم على ساحة “كوليه” والمحلات قد توقفت حينها فيما يترقب الأهالي الوضع بقلق.
اختطاف وزواج بالإكراه
كانت الفتاة هيفين حسين دبسو (20 عاماً) تقيم ببلدة جلمة في منزل جدها “محمد موري موري”، فيما كانت عائلتها تتعرض لتهديدات عديدة من قبل عنصر مسلح بسبب رفضهم تزويجها له، وفي آخر مرة هدد بقتل الفتاة أو اختطافها إن أصرّ أهلها على الرفض.
في 11/4/2020 قامت مجموعة مسلحة تستقل سيارة مغلقة (فان) باختطاف الفتاة هيفين وسط بلدة جنديرس أثناء تبضعها في السوق مع خالها محمد موري.
وتقدمت المواطنة غزالة موري والدة الفتاة المختطفة هيفين ببلاغ رسمي إلى ميليشيا الشرطة العسكريّة في جنديرس للبحث عن ابنتها ولكنها امتنعت عن تنظيم ضبط أصولي واتخاذ إجراءات فورية لملاحقة الخاطفين أو البحث عن الفتاة رغم وجود فيديو مسجل للعملية
ففي اليوم التالي 12/5/2020 أرسل المسلح أحمد إبراهيم محمد (31 عاماً) وهو من عناصر ميليشيا “السلطان مراد”، وجهاء إلى منزل الفتاة المخطوفة برفقة المختار وبحوزتهم بيان إثبات الزواج ممهور باسمه واسم ابنتهم ومسجل بمحكمة الراعي. وبذلك وُضعت الفتاة تحت أمر الواقع، فيما اعتبروا أنّ الزواج تمّ بالإكراه
مصير مجهول لعائلة من جلمة
ما زال مصير عائلة المهندس وليد حسن بركات (40 عاماً) مجهولاً منذ اعتقالهم في 8/12/2020 في منطقة أدرنه ضمن الأراضي التركيّة، أثناء محاولتها للهجرة مع عوائل أخرى بالعبور إلى اليونان، وتم الإفراج عن الجميع عداهم. وأفاد محامي العائلة بأنّ السلطاتِ التركيّة قد نقلت أفرادها إلى سوريا، دون أن تتمكن من التواصل مع أحد ولا تزال مخفية قسراً ومجهولة المصير. علماً أنَّ الأسرةَ سافرت من عفرين إلى إسطنبول الصيف الماضي.
وأفادت مصادر محليّة من داخل عفرين بأن السلطات التركيّة سلمت العائلة إلى “هيئة تحرير الشام /جبهة النصرة”. وأضاف المصدر بأن هناك معلومات أخرى تقول بأنهم نقلو إلى سجن في منطقة “حوار كلس” التابعة لمدينة أعزاز التي تسيطر عليها فصيل “السلطان مراد” التابع للاحتلال التركيّ.
وأفراد العائلة هم: 1ــ المهندس وليد حسن بركات (42 عاماً)، وزوجته أربيل إبراهيم حنان وولداه حسن وليد بركات (8 أعوام)، ولافند وليد بركات (6 أعوام).
انفجار سيارة مفخخة
في 2/1/2021 أفادت بوقوع انفجار ضخم دوّت به بلدة جندريسه/جنديرس، سببه انفجار سيارة مفخخة قرب أحد المخابز في محيط مفرق بلدة جلمة، ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة 9 آخرين من بينهم 3 نساء وطفلان، الإصابات متفاوتة إلا أن إحداها وُصفت بالخطرة.
استشهاد ثلاثة من عائلة واحدة
في 18/11/2017 اُستشهدت مواطنة كرديّة مع ولديها الاثنين في بلدة جلمة بانفجار لغم أرضي خلال قيامهم بجني محصول الزيتون. والشهداء هم: لمعان كالخو قادر (45 عاماً)، وولداها عبد القادر سيد (19 عاماً) وجمعة سيد (17 عاماً). كما أصيب مواطنان، واللغم من مخلفات “هيئة تحرير الشام” (تنظيم جبهة النصرة الإرهابي) وقد زُرع بحقل الزيتون على خطوط التماس أثناء وجودهم في منطقة قريبة من البلدة عام 2012.
إعدام ميدانيّ
في 29/4/2018 عُثر في قرية براد بناجية شيراوا على جثمان المواطن قادر محمد كلسلي من أهالي جلمة مع نجله خالد، وقد نُفذ بحقه إعدام ميدانيّ، وكانا قد اُختطفا وتعرضا للتعذيب الشديد. والمواطن قادر كان معروفاً بعمله مطرباً شعبيّاً بالمنطقة.
إصابة بانفجار لغم أرضيّ
ــ أدّى انفجار لغم أرضيّ من خلفات إرهاب داعش، في 3/10/2020 إلى إصابة المواطنة الكُرديّة المهجرة قسراً مايا كل خلو (42) من أهالي جلمة والمقيمة في بلدة تل رفعت ــ منطقة الشهباء.