نوفمبر 08. 2024

أخبار

متزعمون في ميليشيا “النخبة” يبنون مشاريع وفلل بعشرات آلاف الدولارات في قرية زيتوناك بريف عفرين

Photo Credit To تنزيل

عفرين بوست ــ خاص

مزيدٌ من الانتهاكات وعمليات الاختطاف والاستيلاء على ممتلكات أهالي عفرين الكرد، تتكشف بمرور الوقت، مع أعمال البناء باهظة التكلفة التي يقوم بها المسلحون أو في سياق اختلافاتهم، وميليشيا “النخبة” هي أحد الأمثلة. 

أفاد مراسل عفرين بوست بأنَّ المدعو “عبد الكريم” وهو متزعم في ميليشيا “جيش النخبة” التي تحتل قرية زيتوناك- ناحية شران، متزوج من ابنة حجي محمد أفندي شيخ زادة “فهيمة” يقوم ببناءِ فيلا في القرية بتكلفة 70 ألف دولار بجانب منزل والد زوجته “حجي محمد” وهو إمام جامع قرية زيتوناك. فيما يبني معتز أرسلان متزعم الميليشيا في موقع مفرق القرية مشروعاً يرجّح بأنّه محطة وقود.

وفي سياق متصل بانتهاكات متزعمي ميليشيا “جيش النخبة” أفادت مواقع محسوبة على الميليشيات المسلحة بأنّ ميليشيا “النخبة” تحتجز عشرات المختطفين داخل سجونها من بينهم أكثر من 20 شخصاً من أهالي معرة حرمة، ولا يُفرجُ عن أي مختطفٍ إلا بعد دفع فدية، ولا تقيم اعتباراً لميليشيات الشرطة العسكرية والمدنيّة.

وتقولُ المواقعُ التابعة للميليشيات إنّ ميليشيا “النخبة “تديرُ عدة سجون عُرف منها سجن في حور كلس وسجن بقرية عبودان وسجن ثالث في ميدانكي، ودفع الفدية هو سبيل الإفراج عن المختطفين، وتضيف هذه المواقع أنّ المدعو معتز ورسلان والمحسوبين عليه متورطون في تعاطي المخدرات والحشيش، وكذلك أغلب عناصره، ومنهم المدعو أبو علاء قنطار وسمير رحال وأبو أيوب.

وتقول إنّ المدعو “معتز رسلان” هو الموزّع المعتمد في كلّ أنحاء عفرين ومناطق في شمال سوريا، وهو يعطي المخدرات للمدعو “أبو سلمو” الذي يتولى أمر التوزيع، وممن يعملون في التوزيع أيضاً المدعو محمد سليمان رحال وهو أحد أكبر موزعي وتجار المخدرات في شمال سوريا، ووصفت علاقته بالمدعو “معتز رسلان” بأنّها حميميّة وقوية، ووصلت لدرجة أنّه تغاضى عنه عندما أطلق المدعو “رحال” النار على ابن شقيق المدعو “رسلان”، لأن العلاقة بينهما أكبر بكثير، وهي مصالح تتعلق بتجارة المخدرات وترويجها.

ويُنقل على لسان عنصر مسلح من ميليشيا النخبة قوله إنه “شاهد على ما يتم داخل معتقلات معتز رسلان من فظائع وجرائم لا تعد ولا تحصى”، ومنها: 

1ــ عملية خطف المدعو زياد الصياد من قرية باريسة حيث أخذوا على رأسه فدية مقدارها 100 ألف دولار مقابل الإفراج عنه من السجن، علماً أنَّ ميليشيا سمرقند هي التي  استدرجت زياد الصياد في عملية مدبّرة من قبل المدعو معتز رسلان والمدعو أبو يعقوب المسؤول الأمني في ميليشيا “جيش النخبة”، وزياد هو شقيق المدعو أكرم الصياد تاجر السيارات، ولذلك قاموا بخطفه والمطالبة بالفدية بعد وساطة من شيوخ العشائر، وتشير هذه المواقع إلى أنّ قائمة هؤلاء المجرمين سوداء وطويلة فقد قاموا بعمليات خطف وإعدام لعدة أشخاص في شمال سوريا.

أضف إلى ذلك عملية الخطف التي جرت بحق نازحين من معرة حرمة وقرية تقاد كانوا يقطنون في قرية عمارة بعفرين ومازال بعض هؤلاء داخل سجون معتز ومقر أمنية ميدانكي مقر متعاطي الحشيش والمخدرات أبو يعقوب شوفير الحصادة ومعقب المعاملات صادروا أملاك أهل معرة حرمة واستولوا على سياراتهم ونهبوا صيدلية الصيدلاني محمد نذير إسماعيل وتتجاوز قيمة الأدوية المصادرة 100 ألف دولار، ومازال المختطفون قيد الاحتجاز.

ويمكن فهم سبب احتجاز المستوطنين من أهالي قرية معرة حرمة، في ضوء الاختلافات بين متزعمي الميليشيات، فالمدعو خالد إسماعيل زهير ينحدر من القرية نفسها، وهو الذي ارتبط اسمه باكتشاف عدد من جثث القتلى في قرية عمارا، ففي 31/8/2021 ذكرت عفرين بوست أنّ ميليشيا “الشرطة العسكرية” سلمت في 29/8/2020 الملف الأمنيّ لقرية عمارا، لمجموعةٍ من ميليشيا “جيش النخبة” بقرية شيخوتكا، بعد افتضاح أمرها في جرائم خطف والتصفية الجسديّة، وعثور ميليشيا “الشرطة العسكرية” على 14 جثة دُفنت في أماكن متفرقة بقرية عمارا، واعتراف ثلاثة مسلحين من المجموعة بتنفيذ عمليات تصفية.

 ففي منزل المواطن الكردي أمين مجيد الذي يحتله والد المدعو “خالد إسماعيل زهير”، عُثر على جثتين، وفي حديقة تقع في طلعة قرية عمارا عُثر على 3 جثث، إضافة لجثتين عثر عليهما في منزل المواطن الكردي منان آمكي الذي استولى عليه مسلحون من الميليشيا (إحداها لنجل العقيد عمار).

وفيما لم تعلن ميليشيا “الشرطة العسكرية” لمن تعود الجثث فمن المرجح أنَّ معظمها يعود إلى مسلحي الميليشيا نفسها، الذين فُقد أثرهم في أوقاتٍ متفاوتة، وتم قتلهم في إطار تصفيات داخليّة، بينما كان قتلُ النساء تغطية على الممارسات اللاأخلاقيّة حيث وجدت جثث أربع نساء.

واعتقلت ميليشيا “الشرطة العسكرية”، 13 مسلحاً من ميليشيا “النخبة” التي تحتل قرية “عمارا” بناحية “موباتا/معبطلي”، بينهم 3 اعترفوا بارتكابهم جرائم تصفية بحق 14 شخصاً، فيما لم تعرف بعد هويات الضحايا.

وجرى كشف تلك الشبكة بعد خطف الفتاة الكُرديّة القاصر سلوى شاشو (14 عاماً)، والمتورطون في جرائم الخطف والقتل هم: المدعو خالد زهير إسماعيل (29 عاماً) المنحدر من قرية كفر حرمة في سهل الغاب وهو متزعم المجموعة بقرية عمارا، ويعمل محققاً أيضاً، إضافة للمدعوين” أمين” و”حموي”.

في 19/8/2020 اختطف مسلحو ميليشيا “جيش النخبة” التابعة للاحتلال التركي الفتاة سلوى، من أهالي قرية دار كريه/ دار الكبير من أمام منزلها الكائن في شارع الفيلات وسط مدينة عفرين واقتادوها إلى مقرها بقرية عمارا، بعدما فصل المسلحون عمداً الكهرباء عن منزل العائلة الكُرديّة، وتم اختطاف الفتاة لدى نزوله لرفع القاطع المثبّت بمدخل البناء السكنيّ، إلا أنّ الجيران أحسوا بهم وأبلغوا ميليشيا “الشرطة العسكرية”، ما يشير إلى أن العملية كانت مخططة من قبل المسلحين وتمت بالتنسيق مع ميليشيا “أحرار الشرقية” التي تحتل ذلك القطاع من مركز المدينة أو أنها تغاضت عنها.

وترتكب ميليشيا “جيش النخبة” كل أنواع الانتهاكات كالخطف وطلب الفديات وفرض الإتاوات بحق الأهالي الكُرد، بجانب مصادرة أملاكهم وأشجار الزيتون، وإلزام جراراتهم بحراثة أراضٍ مستولى عليها مجاناً، وقد انتقل بعض مسلحيها للقتال في ليبيا.

ومنذ أوائل شهر حزيران الجاري، عادت ميليشيات “جيش النخبة” ومتزعمها “العميد معتز رسلان” مرةً أخرى إلى الحفر والتجريف في موقع “النبي هوري- سيروس” ومحيطها.

اللافت أن المسلحين يشتركون في ارتكابِ الانتهاكات وأعمال الاختطاف والاستيلاء على ممتلكات أهالي عفرين، ولكنهم في إطار خلافاتهم وتنافسهم يكشفون الكثير من الحقائق.

Post source : عفرين بوست

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons