عفرين بوست – خاص
يوم بعد يوم تنكشف المزيد من الجرائم التي ارتكبتها قوات الاحتلال التركي وميليشياتها الإسلامية المعروفة باسم “الجيش السوري الحر/الجيش الوطني السوري” بحق المدنيين العالقين في القرى والبلدات التي تمت غزوها واستباحتها عن بكرة أبيها.
في السياق، كشفت عدة مصادر لـ “عفرين بوست” أنه لدى غزو الجيش التركي والميليشيات الإخوانية المرافقة له قرية حاج خليل – ناحية راجو بتاريخ 4 آذار 2018م، لم يكن يتواجد في القرية من سكانها سوى المسنة “حنيفة يوسف تاتو /65/ عاماً” – عزباء- مختبئة في اصطبل للدواب، فقام المسلحون والجنود الأتراك حينها بتصفيتها رمياً بالرصاص بدم بارد فاستشهدت على الفور، ومن ثم ألقوا بجثمانها في العراء.
وحسب تلك المصادر فقد ظل جثمان “حنيفة” عدة أيام في العراء تنهش فيه الكلاب والقطط الشاردة.
جرائم مماثلة
ومن الجرائم المفجعة التي تكشفت خيوطها مؤخراً، جريمة تصفية الشاب الكرُدي “كمال محمد علي” وهو من أهالي قرية “غزاوية” التابعة لناحية شيراوا.
حيث كان الشاب مقيماً مع عائلته في قرية “برج عبدالو” القريبة، لكون لهم أملاك فيها، قبل أن يتعرض أواخر شهر أيار عام 2018، مع رجلٍ آخر من أهالي سراقب التابعة لمحافظة إدلب، كان يعمل لدى العائلة، أثناء عملهما في ري البساتين ليلاً، إلى الضرب والتعذيب والقتل العمد على يد مسلحين من الميليشيات.
ولم يتم نشر الخبر على وسائل الإعلام وصفحات التواصل الاجتماعي في حينه، خشية تعرض العائلة لجرائم أخرى، إذ بقيت الجريمة قيد النسيان وسجلت ضد مجهول، كما كل الجرائم التي يقترفها مسلحو الاحتلال وتنظيم الإخوان المسلمين، المعروفين بمسمى “الجيش الوطني السوري\الجيش الحر”.
وفي قرية ديكيه، لا يزال قتلة الراعي الكُردي طاهر حبش “المعاق ذهنياً” من مسلحي ميليشيا “فيلق الشام” طلقاء يتحكمون في مصائر من تبقى من السكان الأصليين في قرية ديكيه التابعة لناحية بلبل/بلبلة دون محاكمة أو حساب.
كيف حصلت الجريمة بحق طاهر؟
رفض الشاب الكُردي طاهر محمد حبش البالغ من العمر حينها (39عاما) الخروج من قريته كما العديد من أهالي القرى، وبينما كان يسرح بقطيعه من المواشي بأواخر شهر آذار 2018، في الأحراش “جبل هاوار” الواقعة بالقرب من مفرق قرية “شيخ” إلى جانب رُعاة آخرين، وصل مسلحون من تلك الميليشيا إلى المنطقة، وبدأوا بإطلاق الرصاص الغزيز في الهواء، ما أثار الذعر في نفوس الرُعاة، وحاول طاهر الذي كان يعاني من إعاقة ذهنية الهروب، فأطلق أحد المسلحين من مسافة قريبة الرصاص المباشر عليه وأراده شهيداً.
وحسب مصادر “عفرين بوست”، تقدم اشقائه (فريد وصلاح) بشكوى لدى نقطة عسكرية تابعة لجيش الاحتلال التركي في قرية “جيه/جبلية”، إلا أن جنود الاحتلال لم يحركوا ساكناً.
وبعدها بفترة وجيزة، أقدمت دورية من ميليشيا “فيلق الشام” قادمة من قرية “ميدان أكبس/راجو” على اختطاف فريد حبش وشقيقه صلاح حبش، وتم سوقهما إلى سجن الميليشيا في “ميدان أكبس” حيث قضيا في مركز الاختطاف ذاك نحو شهر ونصف، لاقا خلالها شتى صنوف التعذيب النفسي والجسدي، بسبب إقدامها على التقدم بشكوى ضد الميليشيا لدى الجنود الأتراك.
وأقدمت الميليشيا حينها على الاستيلاء على شاحنة من طراز “هونداي” من منزلهما في القرية، وكذلك أقدمت الميليشيا على سرقة كافة محتويات منزل المواطن “فريد حبش” في القرية خلال فترة اختطافه مع شقيقه.
وأفرجت الميليشيا عن الشقيقين (فريد وصلاح) بعد إجبارهما على دفع مبلغ 500 ألف ليرة سورية، شريطة ألا يقدما ثانية على فتح جريمة قتل شقيقهما “طاهر”.