عفرين بوست – خاص
تكشف يوماً بعد يومٍ أبعاد مخطط الاحتلال التركيّ، ومساعيه إلى استبدال الميليشيات المسلحة الإخوانيّة بعناصر جهاديّة، ولترسخ عبرها احتلال مناطق شمال سوريا المحتلة اعتباراً من عفرين والباب.
يدور السجال بين موسكو وأنقرة حول الوجود الجهادي في إدلب، وفيما تسعى أنقرة إلى تعويم “هيئة تحرير الشام” وهو عنوان التحول الذي قامت به “جبهة النصرة”، واعتبارها جزءاً من الحراك المعارض، أُعلن في 12 يونيو/حزيران الجاري عن تشكيل ميليشيا مسلحة باسم جيش القعقاع بن عمرو التميميّ، ليكون ذلك خطوة جديدة في سلسلة التحولات التي يجريها المدعو “أبو محمد الجولانيّ” التي بدأها بفك ارتباطه عن القاعدة، للتنصل من قوائم الإرهاب الدوليّة. ويستدرج بلك دعماً دوليّاً.
وبالتوازي مع التصعيد العسكريّ الروسيّ في محافظة إدلب تسعى أنقرة إلى إنقاذ “هيئة تحرير الشام” عبر نقلٍ تدريجيّ لمسلحيها إلى المناطق التي تحتلها، وقد ذكرت عفرين بوست في 9/1/2021 أنّ حصلت على معلومات موثوقة تفيد بأنَّ ميليشيا “الوحدات الخاصة” التابعة لميليشيا “فيلق الشام” التي يتزعمها المدعو عبد الله حلاوة بدأ بإدخال نحو ٢٠٠ عنصرٍ من الجهاديين من الجنسية الأوزبكيّة إلى قرى ناحية شيراوا.
“تحرير الشام” ومحاولة للخروج من الجيب الإدلبيّ
تحاول “هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة”، الخروج من الجيب الإدلبيّ، لتتجاوز بذلك قوائم الإرهاب، وأوفدت عدد من متزعميها إلى عفرين ليلتقوا مع متزعمي ميليشيات (الجبهة الشامية، فيلق الشام، سليمان شاه)، ويتم ذلك بدعم مباشر من الاستخبارات التركيّة، ويبدو أنّ أنقرة تحاول بذلك وضع حدٍّ للاقتتال الفصائليّ من جهة وتثبيت الاحتلال من جهة أخرى،
مصادر إعلامية كشفت عن دخول هيئة تحرير الشام/جبهة النصرة في مدينتي عفرين وإعزاز تحت مسمى “جيش القعقاع”، الذي أعلن عن نفسه رسمياً يوم الجمعة 11 من حزيران/يونيو الجاري، وأصدرت بيان بذلك حصلت عفرين بوست على نسخة منه، فيما أعلنت فرقة أسود جبل الزاوية انضمامه لهذا التشكيل الجديد في اليوم التالي.
حصلت شبكة عفرين بوست الإخبارية على تسجيل صوتيّ لمتزعم “جيش القعقاع” يقول فيه أنّه تم تأسيس جيش القعقاع وهو تابع لهيئة تحرير الشام، والذي سيسيطر على كافة مناطق الشمال السوريّ تحت راية واحدة وجيش واحد، وقيادة واحدة، وزعم ان كل الميليشيات في مناطق الباب وعفرين انضمت إلى الميليشيا الوليدة.
في 9/4/2021 أفاد مراسل عفرين بوست بأن ثلاثة مسلحين من ميليشيا “الجبهة الشامية” قُتلوا وأصيب 4 آخرين ليلة الخميس- الجمعة، جراء هجوم نفذه مجهولون على أحد مقراتها في ناحية شرا/شران بريف إقليم عفرين المحتل، باستخدام الأسلحة الرشاشة والقنابل اليدوية. واستهدف اجتماعاً بين عناصر من “تحرير الشام” وميليشيا “الجبهة الشامية”. وأشار المراسل إلى أنّه وجود عناصر من “هيئة تحرير الشام” الإرهابيّة، بين الجرحى نُقلوا إلى مشافي عفرين للعلاج، برعاية وحماية أمنية من قبل مليشيا “الجبهة الشامية”، تحسباً من أي استهداف آخر لهم.
واليوم تتداول المصادر أن ما يسمّى “جيش القعقاع” يتمركز في مواقع ضمن إقليم عفرين والباب الخاضعتين لاحتلال تركيا وميليشياتها، ولفتت المصادر إلى أن الكثير من عناصر “الجبهة الشامية” انضموا للكيان العسكري الجديد، بالإضافة للقسم الأكبر من فصيل “حركة أحرار الشام” الذي يعتبر “تنظيماً جهادياً”.
من هو أبو المعتصم زبداني؟
وبحسب شبكة أوغاريت بوست فإنّ المدعو أبو المعتصم زبداني عرّف نفسه في تسجيل صوتيّ بأن اسمه “سليمان الدالاتي” من مدينة الزبداني بريف دمشق (32 عاماً)، وأنّه متزوج ولديه أولاد، وأشار إلى أنّه سبق أن سُجن في عام 2006، بتهمة قتل مواطن “مسيحيّ”، وأوضّح أنه قتل “المسيحيّ” داخل المحكمة العسكرية بمنطقة المزة، وقضى فترة 5 سنوات ما بين سجني صيدنايا وعدرا، وأُفرج عنه بداية الأزمة، وانضم لميليشيا “أحرار الشام” وبعد محاصرتهم في الزبداني وطردهم، انضمَّ إلى “الجبهة الوطنية” في تل ملح وجبين وحمامايات، وشارك في عدة معارك ضد قوات النظام السورية.