ديسمبر 23. 2024

“العمشات” تفرض الحجاب على النساء الكرديات.. تحت طائلة حلق الشعر والاعتقال

Photo Credit To تنزيل

عفرين بوست

لم تقتصر الانتهاكات التي تقوم بها ميليشيا “سليمان شاه” /العمشات التي يتزعمها المدعو “محمد الجاسم” (أبو عمشة) في ناحية شيه / الشيخ حديد، على الاستيلاء على ممتلكات المواطنين الكرد أهالي المنطقة الأصليين والمساهمة في تنفيذ سياسة الاحتلال التركيّ بالتغيير الديمغرافي، بل يتعدى ذلك إلى التضييق على من تبقى من أهالي المنطقة، وبخاصة النساء والفتيات دون سن الثامنة عشرة، وتتدخل الميليشيا في معظم تفاصيل حياتهم الخاصة، بما في ذلك اللباس الذي يرتدونه.

نقل المرصد السوريّ لحقوق الإنسان عن مصدر من ناحية شيه /شيخ الحديد ــ فضل عدم ذكر اسمه ــ قصة حدثت لطفلة لا يتجاوز عمرها أربع عشرة سنة، تعرضت للضرب والتهديد بحلق شعرها على يد المدعو “محمد الجاسم” (أبو عمشة) متزعم الميليشيا بنفسه.

في 15/10/2020 اعترض مسلحو الميليشيا الطفلة في شارع في البلدة، واعتقلوها على الفور بتهمة التبرج ومخالفتها لقرار ارتداء اللباس الإسلاميّ الكامل والمفروض، وتم اقتيادها إلى مركز الشرطة، وصدف أن كان المدعو أبو عمشة في زيارة للمركز، وفور وصولها، بادر إلى صفعها على الوجه عدة مرات، ثم أمر عناصره بإحضار حلاق لقص شعرها بشكل كامل. الفتاة الصغيرة هالها الموقف فراحت تبكي بحرقة، ولم لم يسمح لها المسلحون أن تتواصل مع عائلتها لمساعدتها. بعد بكاء مرير وتوسل، تراجع أبو عمشة في اللحظات الأخيرة قبل قص شعرها، وأُفرج عنها لتعود إلى بيتها، بعد تهديدها وإنذارها بعقوبة شديدة في المخالفة وضبطها دون “اللباس الشرعي/ الحجاب”.

رغم المعلومات الكثيرة والمتضافرة عن سلوكيات الانتهاكات والقضايا الأخلاقية لمسلحي ميليشيا “سليمان شاه ومتزعمها المدعو “أبو عمشة” إلا أنها تنفرد عن باقي الميليشيات في مناطق سيطرتها في ريف حلب الشمالي والتي لا تتدخل في مسألة لباس المواطنات الكرديات، وفيما تبقى من انتهاكات لحقوق الإنسان فإن كل الميليشيات سواء.

المرصد السوريّ لحقوق الإنسان تابع موضوع اللباس، وأكدت نقلاً عن مصادره أنّ مسلحي ميليشيا “سليمان شاه/ العمشات” يتدخلون في اختيار اللباس للفتيات الكرديات في ناحية شيه/ شيخ الحديد والقرى المحيطة بها، ويفرض على غير المحجبات منهن ارتداء الحجاب بالإكراه تحت طائلة العقوبة، والتي قد تكون حلاقة كاملة للشعر، أو الاعتقال والتعذيب، وتتذرع الميليشيات بحجة أنّ على المواطنات الكرديات أن يتشبهن بالمستوطنات في الناحية والقادمات من بيئات مختلفة في ثقافتها وخصوصياتها.

من جهة ثانية تجري عملية مراقبة السوق ومحلات بيع الألبسة في الناحية للتأكد من عدم وجود لباس خارج تعليمات الميليشيا، وبذلك يتم تأكيد أن المستجلبين إلى إقليم عفرين هم مستوطنون، وليسوا نازحين، لأنّ النازح شخص مغلوبٌ على أمره يحاول استيعاب ثقافة المنطقة التي يلوذ بها، مقابل قبول احتضانه، فيما المستوطن يفرض ثقافته على أهالي المنطقة الأصلاء، ويضايقهم.

على هذا النحو فإن البيئة التي يعيشها الأهالي الكرد في مركز الناحية وقراها يسودها الخوف والقلق، خشية فبركة حجة باسم اللباس للاعتقال أو فرض الإتاوة، ويصف المستوطن (ع.أ) وهو ينحدر مكن منطقة الغاب بريف حماه، ويقيم في مركز ناحية شيه، في حديثه للمرصد أن الجو العام السائد هو الرعب، حيث يتعامل مسلحو ميليشيا “سليمان شاه” بقبضة من حديد، ما يجعل الناس يشعرون بخوف دائم من الاعتقال والضرب، وأبسط مخالفة صغيرة لأوامر وقرارات ما يسمونها “القيادة” من قبل أيّ من السكان تُقابل بقسوةٍ شديدةٍ من قبل مسلحي الميليشيا ومتزعمه المدعو “أبو عمشة”، ويضيف المستوطن (ع.أ) أنّ الأهالي الكرد هم الأكثر عرضة للانتهاك والمضايقة من قبل مسلحي الميليشيا الذين يواصلون مصادرة ممتلكاتهم من منازل ومحلات تجارية ومزارع وتحويلها لصالح متزعمي الميليشيا، وتجري بشكل دائم حالات اعتقالات للموطنين الكرد، ويُساقون إلى السجون بتهمة التواصل مع القوات الكرديّة المسلحة، أو العمل لصالح الإدارة الذاتيّة سابقاً، ومعظم الانتهاكات تحدث بإشراف مباشر من قبل متزعم الميليشيا المدعو “محمد الجاسم” (أبو عمشة) أو شقيقه المدعو “سيف عمشة”، وبعض متزعمي الميليشيا المقربين منه، وأشار (ع.أ) في نهاية حديثه للمرصد السوريّ إلى عدم صحّة ادعاء مسلحي ميليشيا “سليمان شاه” لضبط الأمن والاستقرار في مناطق سيطرته، فهناك الكثير من حالات السرقات والخطف والاغتيالات شهريّاً وسط تغييب إعلاميّ عما يحدث في الناحية

الجدير ذكره أنّ ناحية شيخ الحديد تتبع لمدينة عفرين، وتخضع الناحية والقرى المحيطة بها إلى سيطرة ميليشيا “السلطان سليمان شاه” التي يتزعمها “محمد الجاسم” ( أبو عمشة) والقوات التركية، وقد تم تهجير أكثر من 70% من أهالي الناحية الأصليين من الكرد، وتعتبر ميليشيا “سليمان شاه” الأكثر نفوذاً من بين جميع ميليشيات ما يسمى “الجيش الوطني” التابع لسلطات الاحتلال التركيّ، ويُعرف المدعو “أبو عمشة” كواحد من المقربين لتركيا، ولذلك مُنح صلاحيات كبيرة وحصل على الجنسية التركية، ويُعرف أيضاً بالولاء المطلق لتركيا ورمزها ورئيسها، ويتلقى دعماً كبيراً بشكل مباشر من الاستخبارات التركيّة.

يُذكر أنّ الفضائح الأخلاقيّة تلاحق مسلحي الميليشيات التابعة لتركيا ومتزعميها، وقبل يومين ألقي القبض على عدد من مسلحي ميليشيا الحمزات بالجرم المشهود وهم يمارسون الفعل المنافي للحشمة، فيما تتداول صفحات المسلحين أنفسهم أخبار الفضائح المشينة من اغتصاب لزوجات المسلحين والإدمان على المخدرات، ومعظمها موثق بالصور والمقاطع الصوتيّة، والتي يقومون بابتزاز بعضهم على أساسها. 

Post source : عفرين بوست

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons