عفرين بوست – متابعات
جندت أنقرة 1316 طفل خلال أعوام 2014ــ 2019، ولكنها جنّدت 900 طفل ما بين عامي 2018ــ 2020، أي بعد تدخلها العسكريّ واحتلالها لمناطق سوريّة.
اتهمتِ الأمم المتحدة في تقريرها الميليشيات المسلحة التابعة لتركيا بتجنيد أكثر من 900 طفل للقتال في سوريا في الفترة الممتدة بين 1 تموز 2018 إلى 30 حزيران 2020، وأشار التقرير إلى أنّ هذا العدد “قد يكون أكبر بكثير لأنّ غالبية الأسر غير مستعدة للحديث عن تجنيد أولادها، خوفاً من التعرض لأعمال انتقاميّة”.
تجنيد الأطفال واستخدامهم بالقتال مستمر
قدّم الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريش” لمجلس الأمن الدوليّ في 19/5/2021 تقريره الثالث، عن الأطفال والصراع في سوريا. وتضمن الانتهاكات لحقوق الأطفال، القتل والتشويه والتجنيد الإجباريّ والإخفاء القسري والتعذيب والخطف.
وقال غوتيريش إنّ الأمم المتحدة تحققت من مقتل 1557 طفلاً (847 فتى و356 فتاة و354 من مجهولي الجنسية)، وتشويه 1160 طفلاً (754 فتى و211 فتاة و195 من مجهولي الجنسية). وتم التأكد من وقوع تلك الحوادث في 12 محافظة، معظمها في إدلب (1152) وحلب (632) ودير الزور (220).
وأكّد غوتيريش أنّ تجنيد الأطفال واستخدامهم بالقتال مستمرٌ على نطاق واسع وممنهج، وتمَّ التأكيدُ من 1423 حالة (1306 فتيان و117 فتاة)، منها 274 حالة بالنصف الثاني لعام 2018 و837 حالة عام 2019 و312 حالة بالنصف الأول من عام 2020. ووجدت أن 98٪ من الأطفال مارسوا أعمالاً قتاليّة.
وأشار إلى أنّه تم التأكد من 73% من تلك الحالات في الجزء الشمالي الغربي من سوريا (إدلب وحلب وحماة) و26% في الجزء الشمالي الشرقي (الرقة والحسكة ودير الزور). كما أشار التقرير إلى زيادة حوادث الاعتداء الجنسي على الأطفال في المناطق التي تحتلها تركيا شمال سوريا.
وحثّ الأمين العام للأمم المتحدة كلّ الأطراف على التقيد بالتزاماتها بموجب القانون الدولي الإنسانيّ والقانون الدولي لحقوق الإنسان، واتخاذ الإجراءات اللازمة لتحسين حماية الأطفال في سوريا.
ولفت التقرير إلى تقارير جديدة عن تجنيد أطفال دون علم عائلاتهم، وأنّ الأطفال المجندين ينخرطون في القتال، إما بعد خداعهم أو غوايتهم بمكافآت مالية أو مكانة اجتماعية، أو إجبارهم على القتال ثم يرسلون إلى جبهات القتال لتشغيل الحواجز”.
وذكرت المفوضية إنّ «تجنيد الأطفال واستخدامهم في النزاعات المسلحة محظور تماماً بموجب القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان، وقد يشكل جريمة حرب إذا ما تعلق بحالات تجنيد أطفال أعمارهم أقل من 15 سنة». ودعت إلى إطلاق سراح هؤلاء الأطفال فوراً.
ليس من الممكن ضبط عمليات تجنيد الأطفال
في 25/5/2021 أصدرت “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” تقريراً وثقت فيه حالات تجنيد الأطفال، من قبل ميليشيات ما يسمى “الجيش الوطني السوريّ”، وما يزال الأطفال ضمن صفوف الميليشيات. وأكدت الشهادات والمعلومات التي جمعها الباحثون الميدانيون وجود ما لا يقل عن 20 طفل آخرين، وتحدث متزعمو الميليشيات عن عدم إمكانية ضبط عملية تجنيد الأطفال رغم القرارات الصارمة.
شارك أطفالٌ بالقتال على الجبهات مباشرة في العدوان التركي على شمال سوريا بالعملية المسماة “نبع السلام”، وتم تدريب البعض الآخر في معسكرات مختلفة في إعزاز وعفرين، ورغم إصدار ما يسمى “الجيش الوطنيّ”، في 19/5/2020 بياناً حول منع تجنيد الأطفال وتسريحهم فوراً، إلا أنّهم ما زالوا يؤدون المهام الموكلة إليهم.
ونشرت “سوريون” تقريراً في أيار 2020 عن تجنيد ميليشيات “الجيش الوطنيّ” للأطفال وإرسالهم للقتال في ليبيا، ونشرت تقريراً مفصلاً حول وجود أطفال مجندين عالقين في ليبيا لم يعادوا إلى سوريا، إضافة لتفاصيل عن أوضاع أطفال مازالوا يؤدون مهام عسكريّة هناك.
وأفاد مسلح في ميليشيا “السلطان مراد” بوجود 21 طفلاً دون سن 18 في معسكر تدريب “عبد القادر الصالح” بقرية سجو الحدودية قرب مدينة إعزاز، خلال شهري آذار وأيار 2020، وتم توزيعهم على مناطق متفرقة منها رأس العين وتل أبيض. وبحسب المصادر، فالأطفال المجندين يتلقون رواتب شهريّة مقدارها 400 -500 ليرة تركية، ولا تمييز بالمهام والواجبات بينهم وبين العناصر البالغين.
تركيا متورطة بتجنيد الأطفال
في 1/3/2021 أصدرت مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان تقريراً بعنوان “تورط تركيا في تجنيد الأطفال من المناطق التي تحتلها في شمال سوريا”، أكدت فيه على فشل المجتمع الدوليّ المتكرر بالتحرك الفعال لحماية المدنيين في سوريا، ما أدّى لتشجيع الميليشيات المسلحة التابعة لتركيا على ارتكاب جرائم الحرب الممنهجة والانتهاكات الأخرى للقانون الدوليّ، بما فيها تجنيد الأطفال.
وأشار التقرير إلى تورط الحكومة التركيّة مباشرةً بعمليات تجنيد الأطفال للقتال في شمال شرق سوريا، إضافة لنقل واستخدام هؤلاء الأطفال للقتال في ليبيا، باستخدام شركات أمنيّة تعمل على تجنيد أطفال دون سن 18 عامًا للمشاركة بالأعمال العدائيّة المسلحة خصوصًا في ليبيا.
وقال أيمن عقيل، رئيس مؤسسة ماعت، إنّ الميليشيات المسلحة الموالية لتركيا في شمال شرق سوريا تورطت بتجنيد نحو 1316 طفل خلال الفترة من 2014 ــ 2019، طبقاً للتقارير الأمميّة ومتابعة مؤسسة ماعت.
ولفت “عقيل” إلى إرسال السلطات التركيّة نحو 380 طفلا بعد تجنيدهم من قبل الميليشيات التابعة لها في الشمال السوريّ للقتال في مناطق النزاع المختلفة المتورطة فيها خاصة ليبيا، الأمر الذي أدى لمقتل نحو 25 طفل.
وفي 1/7/2019 أعلنت الأمم المتحدة في بيان لها أنها وقعت خطة عمل مع “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد) لإنهاء ومنع تجنيد الأطفال في صفوفها. وقعها كل من وكيل الأمين العام للأمم المتحدة فرجينيا غامبا ومظلوم عبدي قائد قوات سوريا الديمقراطيّة.