ديسمبر 23. 2024

تقرير: “سنذبح أحبُّ أبنائك إليك” يقول مسلح إخواني لفلاح كردي بعفرين

Photo Credit To تنزيل

عفرين بوست ــ خاص

تتبعُ الميليشياتُ المسلحة الإخوانيّة التابعة للاحتلال التركيّ أساليب مروّعة في التضييق على الأهالي للاستيلاء على أملاك المواطنين الكرد ودفعهم للتهجير، وما جرى للمواطن الكرديّ شريف حمدي قنبر وعائلته، هو قصة من آلاف القصص، انتهى بعضها للموت قهراً أو الخروج من الإقليم، فيما طُويت حكايات كثيرة بالكتمان خشية إجراءات انتقامية.

اعتداءٌ وضربٌ

يعاني المواطن “شريف أبو دلشاد” وأفراد عائلته أسوأ حالة من التضييق المتعمد والملاحقة المباشرة من قبل عناصر مسلحة تابعة لميليشيا “فيلق الشام”، في استهدافٍ مباشر لشخصه، إلا أنّه احتمل كلّ ما جرى سابقاً، من سبٍ وشتمٍ بعبارات تمسُّ الشرف وتحطُّ من الكرامة.

في 19/5/2021 ذهبت عائلة “أبو دلشاد” إلى كرم العنب العائد للجيران لمساعدتهم في قطف أوراق العنب، حيث الكروم متجاورة، فحضر مسلحون إلى الكروم، وقاوموا بأفعال استفزازيّة لاستدراج العائلة إلى مشكلة، تكون ذريعة للاعتداء عليها، فشرع أحدهم بهدم السور المحيط بالكرم، وصعد آخر على شجرة وراح يضرب الأغصان الفتية بالعصا ويكسرها، فتدخلت المواطنة “لمياء ــ أم دلشاد” وقالت له: “عيب عليكم ما تفعلونه”، فرد عليها أحدهم بعباراتٍ مستفزةٍ تمسُّ الشرف، فلم تتمالك نفسها، وردّت عليهم بما يناسب، وأضافت: “على مدى ثلاث سنوات ونحن نعاني من سوء أفعالكم، ما تريدون منا؟

ولم يمضِ وقتٌ طويلٌ حتى حضر عددٌ من المسلحين من جماعةِ المدعو “أبو جندل” التابعة لميليشيا “فيلق الشام”، حاملين العصي بأيديهم وانهالوا بالضرب على من كان بالكرم وبخاصة المواطن “أبو دلشاد” وزوجته. وشتموهم بأسوأ العباراتِ لدرجةِ الفحشِ.

تلقت “أم دلشاد” ضربة قاسية في ساعد يدها اليمنى ما أدى إلى كسر فيه، وكذلك في رأسها ما أدى لجرحٍ فيه، وقد أجرت عملاً جراحيّاً لتقطيب الجرح في رأسها، ووضعها الصحي غير مستقر، وتحتاج لتصوير لتشخيص حالتها لمعرفة الأذية التي لحقت بها، وهي تعاني ألماً شديداً. فيما تلقّى “أبو دلشاد” ضربات عديدة في أنحاء مختلفة من جسمه تسبب بكدمات وآثار مباشرة فيه.

منع من دخول المنزل

ليس بوسع العائلة أن تفعل شيئاً أمام هجمات مجموعة المستوطنين المسلحين، والمدعومين من قبل الميليشيا، فيما الجهات الأمنيّة التابعة للاحتلال التركي لا تقوم بأي إجراءات رادعة أو تحاسب المعتدين.

عائلة “أبو دلشاد” ممنوعة من دخول منزلها منذ أكثر من أسبوعين، وقد انتهز المواطن “أبو دلشاد” فرصة لتفقد داره، فوجد أن المسلحين قد عاثوا فيه خراباً وقد عمدوا إلى تخريب مصادر المياه بالبيت، ومنها ردم البئر، والخران الأرضي وتخريب الخزان الأرضي، حتى الحمار الذي كان مربوطاً في ركن من فناء الدار لم يسلم من أذاهم، وقد سرقوا كثيراً من الأغراض من فناء الدار.

إما الصلح أو القتل

قبل شهرين تعرض المسلحون للمواطن “أبو دلشاد” وضربوه، في داره، ولما اشتكى عقب الحادث، سأل إن لهم حقٌ لديه ليعيطه لهم، أو أخطأ في سلوكٍ ليمتنع عنه، أجابوه: “اذهب إلى بيتك، لا نريد منك شيئاً”، ولكنهم لم يتوقفوا عن التعرض له وشتمه. وحينها اضطر الأولاد للهرب وغابوا عن دارهم لأكثر من أسبوعين متتالين، لا يعرف عنهم والدهم ماذا حلَّ بهم،

المواطن “أبو دلشاد” أصيب بجلطة قلبيّة قبل فترة نتيجة القهر وسوء المعاملة والضغوطات وكان ذلك بعد حادث إطلاق مسلح الماشية وسط كرم العنب، ووضعه الصحي ّموثق بتقارير طبيّة اختصاصيّة.

ويواصل المسلحون مضايقاتهم للعائلة، إذ يسرحون بأغنامهم في الدار، وحيثما التقوا بهم يهددونهم، ويؤكدون لهم أنهم ممنوعون من العودة إلى دارهم، يقولون لهم: “يجب أن ترحلوا من هنا، البقاء إما لنا أو لكم”، بل ذهبوا في تهديدهم للمواطن “أبو دلشاد” إلى أبعد من ذلك بكثير بالقول: “سنذبحُ أحبَّ أبنائك إليك”.

وفي محاولة لاحتواء الشكاوى التي تقدم بها المواطن “أبو دلشاد”، يواصل المسلحون رسائل التهديد، بالقبول بالتصالح معهم، وكأنّ شيئاً لم يكن، والصيغة “إما التصالح معنا أو نقتلكم”.

لا إجراءات رادعة وخشية من الانتقام

القصة التي باتت معروفة لدى كل أهالي القرية حتى المستوطنين فيها، لدرجة أن قال مستوطن: أمام الظلم الكبير، لا يسع المرء إلا أن يبكي، وهذا الفاسد المسيء يجب وضع حدٍّ لتعدياته”.

راجع المواطن “أبو دلشاد” عدة جهات أمنيّة دون جدوى، والمفارقة في القصة أن المسلحين قلبوا الحقائق رأساً على عقب، وكأنهم الطرف المعتدى عليهم، بل إنّ المسلحين يواصلون مضايقة العائلة، في أدق تفاصيل الحياة، ويحيطون بمنزلهم، وحرموها طعم الراحة، ودمروا حياتها.

تفيد المعلومات من المصادر المحليّة، أنّ المواطنين الكرد وفيما يتعرضون للضغوطات واعتداءات المسلحين والمستوطنين، فإنّهم يخشون تداعيات الشكوى والانتقام، فقد يتعرضون لمزيد من المضايقات، وقد تُدبر لهم مكيدة بطريقة أو بأخرى، كأن يضعوا شيئاً من الممنوعات في دورهم أو يفبركوا لهم أي تهمة تكون سبباً لاعتقالهم واحتجازهم في السجون.

الجات الأمنيّة والمسلحين المعتدون يمثلون جهة واحدة، ولدى تقديم الشكوى، يقولون، سنقدم المعتدين للجهات المختصة والمحاكمة، وقد تقدم الأهالي إلى ما يسمى “لجنة رد المظالم”، إلا أنها لم تقم بأي إجراء وتجاهلوا الأمر فيما يواصل المسلحون التهديد ويقولون للعائلة: “يُمنع عليكم السكن في هذه الدار”، دون أيّ سببٍ.

التعديات الحالية تحدث بالتزامن مع موسم قطف أوراق العنب التي تعتبر أحد مصادر الرزق للعائلة، وفي ظل هذه الظروف واستمرار التهديد، لا يمكن للعائلة من جني الموسم ولا البقاء في منزلها   

هذه الأرض ملك لأردوغان وليست ملك لكم، ولنا حرية التصرف بهذه الأملاك

في يوم الجمعة 14/5/2021 أقدم مستوطنٌ على الاعتداء بالضرب المبرح على المواطنة المسنة “أمينة احمد” من أهالي قرية ساتيا التابعة لناحية موباتا /معبطلي.

فقد أطلق مستوطن أغنامه في حقل زيتون تعود ملكيته للمواطنة أمينة، وعندما طلبت منه المسنة منه إخراج أغنامه من الحقل، تهجم عليها المستوطن وشتمها بألفاظ نابية سيئة، وضرب بعصا كانت بيده على رأس المسنه، ما تسبب بإحداث جرح عميق في رأسها.

ولم يكتفِ المستوطن بالشتم والضرب، بل بالغ بإهانتها أمام أهالي القرية، الذين لم يجرؤوا على التدخل وتقديم المساعدة لها، لكون المستوطن مدعوم نت ميليشيا “فرقة الحمزات” التي تسيطر على القرية، وتطاول المستوطن على كل أهالي القرية الأصلاء عبر توجيهه الكلام للسيدة المسنة: “هذه الأرض ملك لأردوغان وليست ملك لكم، ونحن لنا حرية التصرف بهذه الأملاك”.

وعلى إثر الاعتداء على المسنة توجّه بعض سكان القرية لرفع شكوى ضد المستوطن مقر ميليشيا الشرطة العسكرية، في مركز ناحية موباتا/ معبطلي، إلا أنّ عناصر الشرطة العسكرية تجاهلت الشكوى، واكتفت بالقول بأنهم سيحاسبونه، دون عملية، فقد استمر المستوطن برعي أغنامه في حقول أهالي القرية، بعد تقديم الشكوى ضده، دون أن يحتسب لاحتمال المساءلة، وكأن شيئاً لم يكن.

أجبروهم على التنازل عن حقهم

في 17/5/2021 اعتدى رعاة مستوطنين من أبناء عشيرة الموالي المحسوبين على ميليشيا فيلق الشام الإخوانية، على ثلاثة شبان كرد في قرية علتانيا – ناحية راجو، بعد محاولتهم منعهم على رعي قطعانهم بين حقول أهالي القرية، وبحسب منظمة حقوق الإنسان بعفرين فإنّ قضية المواطنين المعتدى عليهم (غيفارا وعارف ومصطفى) تم تحويلها إلى مقر ميليشيا “فيلق الشام” التي أجبرتهم على التنازل عن حقهم تحت التهديد.

إشهار السلاح وتهديد بالقتل

في 15/5/2021 اعتدت ميليشيا “المجد” التابعة للاحتلال التركي على مواطن كردي في قرية كيلا – ناحية بلبل، بعد مطالبته بتدخلها لفض خلاف بينه وبين أحد الرعاة المستوطنين المعتدين.

وفي تفاصيل الحادث، أنّ راعياً مستوطناً أطلق أغنامه على أعلاف “ورق الزيتون” جلبها المواطن “محمد علي علو” (37 عاماً) إلى منزله في القرية، ولدى اعتراضه على هذا التعدّي، سارع المستوطنُ إلى إخراجِ بندقيته وهدده بالقتلِ بحال الاستمرارِ بالاعتراضِ. وطلب الموطن “علو” على إثر ذلك، من الميليشيا التدخل لإنصافه إلا أنّها اختطفته واقتادته إلى مقرها ليتعرض للتعذيب الشديد، وأفرجت عنه بعد دفعه مبلغاً ماليّاً.

وفي 19/4/2021 أطلق رُعاة مستوطنون يخيمون قرب قرية زركا، قطعان أغنامهم بين كروم العنب العائدة لأهالي قرية “كيلا” مسببين أضراراً كبيرة فيها، ولدى قيام أصحاب الكرمة بالاعتراض أشهر الرعاة سلاحهم في وجه مواطنين اثنين من قرية كيلا وهددوهما بالقتل بعد أن طلبا منهم إخراج قطعانهم من بين الكروم.

وفي شهر يونيو 2020، اعتدى 3 رعاة مستوطنين بالضرب المبرح على المواطن الكُردي “جميل إيبش” وولديه حسن (15 عاماً) وجكسار (8 أعوام) في قرية كيلا، بعد محاولتهم التصدي لهم ومنعهم رعي أغنامهم في حقلهم المزروع بالحبوب. وأسفر الاعتداء عن إصابة المواطن “جميل” وطفليه برضوض وكسور في مختلف أنحاء أجسادهم، وتدخلت ميليشيا “المجد” التي تحتل القرية، واكتفت بتوقيف المستوطنين لديها، دون تسليمهم إلى ميليشيا “الشرطة المدنية”..

Post source : عفرين بوست

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons