ديسمبر 23. 2024

بدران جيا كرد: أي اتفاق روسي تركي حول تل رفعت ومحيطها سيكون له تداعيات كارثية وسوف يطيح بجهود روسيا

Photo Credit To تنزيل

عفرين بوست ــ خاص

 قال نائب الرئاسة المشتركة للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا إن الغموض لا زال يكتنف التحرك الروسيّ والانسحاب من بلدة تل رفعت وكشتعار وما حولها وتجميعها في نقاط قريبة من مدينة حلب، وأنهم لم يكونوا على علمٍ مسبق بذلك وقد حدث الأمر بشكل مفاجئ.

وأشار بدران جيا كرد في تصريح خاص له لشبكة عفرين بوست الإخبارية، إلى احتمال وجود اتفاق مع الجانب اتركي، وحذر من التداعيات الكارثية لأي تدخل تركي عسكري جديد، وأن ذلك من شأنه أن يطيح بالإنجازات التي حققتها روسيا ويُدخل المنطقة إلى مرحلة جديدة.

إجراءٌ لا يخدم الاستقرار

وفي تقييمه الأولي للانسحاب الروسيّ قال جيا كرد: “من المؤكد أن هذا الإجراء بهذه الصورة هو محل الأسف، وبهذا الصدد نراقب الوضع عن كثب لمعرفة الهدف من الانسحاب. ونعتقد أنّ الهدف ممارسة بعض الضغط على الإدارة الذاتية والكرد لتحصيل مكاسب أو تحقيق مطالب ما، وهذه الطريقة غير سديدة ولا تخدم التعاون في تحسين العمل المشترك بيننا، كما أنه سيؤدي إلى زعزعة ثقة الأهالي بالوجود العسكريّ الروسيّ، فيما من المفترض أن تقوم روسيا بدورٍ مهم وتمنح الأهالي الثقة بأن لا خطر عليهم، وتؤدي دورها في حمايتهم ومنع الاشتباك”.

وأضاف: “ما بدر من الجانب الروسيّ ليس سليماً، ولا يخدم الاستقرار، بل على العكس هو عامل تأزيم وسيعمق الأزمة ويوّلد رد فعلٍ عكسي لدى الأهالي وبخاصة أهالي عفرين المهجرين قسراً، وهذه المسألة يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار”.  

من غير المقبول أن يكون الأهالي ضحية اتفاق

وألمح جيا كرد إلى احتمال أن يكون هناك اتفاقٌ قد جرى مع الجانب اتركي لفتح الطريق أمام القوات التركية والميليشيات التابعة لها، للدخول إلى المنطقة، إذ إنه من المعلوم أنه المداولات التركية الروسية قد جرت سابقاً وبشكل مستمر حول بلدة تل رفعت.

وأشار جيا كرد إلى عدم القبول باتفاق بصيغة مبادلة فقال “هناك مخاوف جدية بأن تقوم موسكو بحل مشكلتها في شرق أوكرانيا (القرم) عبر اتفاق التبادل على حساب أهالي المنطقة، وهذا أسلوب لا نراه سليماً، وذلك بنقل المشكلة بين روسيا وتركيا إلى مناطق أخرى، وأن يكون أهالي المنطقة ضحية الاتفاق، وهي سياسة لا يقبل بها الأهالي والذين سيبدون رد فعلهم المحق والديمقراطيّ إزاءه”.

واستطرد قائلاً “هناك احتمال أن اتفاقاً قد جرى مع الدولة التركية، ولكنه إن حدث شيئاً من هذا القبيل، فإنه ينذر بكارثة إنسانيّة، فهناك أكثر من 250 ألف مواطن بالمنطقة منهم أكثر من 100 ألف مواطن من أهالي عفرين المهجرين قسراً، وإن حصل أي اتفاق على حساب المنطقة وأهلها ووقع هجوم تركي جديد فإن الأهالي سيعانون مضاعفات كبيرة”.

موسكو ستخسر إنجازاتها مع أي أزمة جديدة

وحذّر جيا كرد من تداعيات أي اتفاقٍ وبخاصة على الجهود الروسيّة فقال: “من جهة أخرى فالمناطق التي تمت استعادتها من سيطرة الميليشيات المسلحة ستخرج عن السيطرة مجدداً وتتحول المنطقة لبؤرة توتر وميدان صراع وستدخل المنطقة مرحلة جديدة. وسبق أن عانت مناطق مثل حلب ونبل والزهراء من كثير من الهجمات وتم تطهيرها من المسلحين ولكنها ستتحول إلى ميدان صراع، ما سيوّلد وضعاً جديداً بالمنطقة”.

وتابع: “لهذا نحذر من عدم إعطاء أي مجال لوضع كهذا اتفاق ومن الضروريّ أن تأخذ القيادة الروسيّة هذا المسألة بجدية وألا تفسح المجال لتأزم كهذا، وهذا ما سيسبب الضرر بالجهود الروسيّة وستخسر المنجزات التي حققتها بالمنطقة وتفقد ثقة الأهالي”

وفيما يتصل بالدور الذي يفترض أن تقوم به روسيا قال جيا كرد: “لهذا يتوجب على القوات الروسية أن تدرس خطواتها وأن تعمل على توطيد الاستقرار بالمنطقة وتخفيف الأعباء عن الأهالي لا أن تزيد المشاكل بهذا الأسلوب”، مضيفاً “نؤكد على أن دور موسكو يجب أن يكون حماية الاستقرار بالمنطقة وأن تكون ضامناً للحوار في سبيل حل المشكلات وألا تخطو بعكس ما يتطلب دورها”.

الحوار سبيل حل المشكلات

وناشد المسؤول في الإدارة الذاتية القيادة الروسية إلى أن تقوم بالدور الملقى على عاتقها، مؤكداً استعداد الإدارة الذاتية لحل المشكلات العالقة عبر الحوار، وأنّ أسلوب التهديد وسحب القوات المفاجئ من شأنه أن يسدَّ أقنية الحوار والحل، وإذا كانت موسكو لديها مشكلة مع الإدارة الذاتية فيجب أن يبقى سبيل الحوار مفتوحاً للحل.

وختم نائب الرئاسة المشتركة للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا جيا كرد بدران بالتأكيد على وجود تواصل مع القيادة الروسية على أرفع مستوى لحل المشكلات وأن هذا الحوار مستمر لتجنب وقوع أي ضرر على الأهالي.

Post source : عفرين بوست

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons