ديسمبر 23. 2024

في الأربعاء الأحمر.. الاحتلال التركي يحاول اغتنام الفرصة لدحض التقارير الدولية حول الجرائم ضد إيزديي عفرين(فيديو)

عفرين بوست – خاص

علمت “عفرين بوست” من مصادرها في القرى الكُردية الإيزيدية، أن سلطات الاحتلال التركي تسعى لعقد احتفال في قرية فقيرا بناحية جنديرس، بمناسبة حلول عيد “الأربعاء الأحمر” على شاكلة الاحتفالات التي أقيمت بمناسبة عيد “نوروز” بهدف ترويجها إعلامياً للتغطية الانتهاكات المرتكبة بحق الكرد عامة والإيزيديين منهم على وجه الخصوص.

وأكدت المصادر بأن سلطات الاحتلال أرسلت وفوداً إلى القرى لدعوة وجهاء الديانة الإيزدية لحضور حفل مقرر عقده في قرية فقيرا بهذه المناسبة.   

ويحتفل الكٌرد الإيزيديون في مناطق انتشارهم في العالم بعيد “الأربعاء الأحمر”، وتعني بالكردية “جارشمبا سور” – وهو رأس السنة عند الإيزيدية – والذي يصادف الأربعاء الأول من شهر أبريل/نيسان في كل عام حسب التقويم الشرقي الذي يتأخر عن نيسان التقويم الغربي بـ 13 يوماً.

في السياق، أفاد المواطن الكردي الإيزيدي (سعيد. م) – المقيم بريف عفرين – / لـ “عفرين بوست” أن الوفود التي زارت القرى الإيزدية اعترفت بوقوع انتهاكات جسيمة بحق الإيزديين ومزاراتهم المقدسة، مدعين أنهم يحاولون إعادة الأمور إلى نصابها ورفع المظالم عنهم.

وإبان عهد الإدارة الذاتية في عفرين والتي امتدت من العام 2014 إلى العام 2018، تم إدخال تعليم الديانة الايزيدية بشكل رسمي ضمن منهاج الدراسة في مدارس عفرين، حيث كان يتم تدريسها في القرى التي يتواجد فيها أبناء الديانة ضمن المنهاج الدراسي لصفوف الرابع، الخامس والسادس من المرحلة الابتدائية وتتم عملية التعليم بإشراف “جمعية ايزيدي غرب كردستان و سوريا”.

وأضاف المواطن” سعيد” أن سلطات الاحتلال التركي تحاول بهذه الخطوة التقاط بعض الصور وترويجها على الاعلام لتكذيب التقارير الصادرة عن المنظمات الدولية والمحلية بشأن الجرائم والانتهاكات المرتكبة بحق أهالي عفرين عموما والإيزيديين منهم خصوصاً، مشيرا إلى أن هذه المحاولات هي لذر الرماد في الأعين، إذ كيف يستقيم ادعاء رفع المظالم عن الأيزديين مع استمرار تهجير أكثر من 300 ألف عفريني واستيلاء ميليشيات الاحتلال على أكثر من 60% من ممتلكات أهالي عفرين الباقين منهم والمهجرون قسراً، وكذلك مع  استمرار الإخفاء القسري لنحو 3 آلاف مواطن كردي منذ 3 سنوات، وبينهم إيزديون.

وأكد “سعيد” أن من تبقى من الإيزديين في إقليم عفرين المحتل، قد زاروا صباح اليوم الأربعاء، المقابر والمزارات الخاصة بهم، كأحد الطقوس المرافقة للاحتفال بعيد رأس السنة الإيزدية أو الأربعاء الأحمر، دون التمكن من عقد طقوس جماهيرية كما اعتادوا خلال عهد الإدارة الذاتية السابقة في الإقليم الكردي.

في السياق، حصلت “عفرين بوست” على مقطع مصور التقط حديثا – متداول على وسائل الواصل الاجتماعي- ويُظهر تعرض مزار “الشيخ حميد الإيزيدي” بقرية قسطل جندو بناحية شرا/شران للقصف والنبش والتدمير من قبل قوات الاحتلال التركي وميليشياتها الإخوانية.

ويعدُّ المزار وجهة ايزيدي عفرين في المناسبات والأعياد الخاصة بهم ومنها عيد الأربعاء الأحمر، علما أن هناك 30ــ 40 مزاراً تخصُّ الإيزيديين في عفرين، ففي قرية قسطل جندو هناك مزاران، بارسه خاتون، وشيخ حميد وفي بافلون شيخ حميد، باصوفان شيخ علي، ترندة عبد القادر وزاردوك، وفي قيبار شيخ خان وملك قادي وغيرها الكثير، وكان معروفاً أن في كل قرية إيزيدية مزاران أو ثلاثة على الأقل، وقد تعرضت معظمها للنبش والتدنيس والتدمير على يد المسلحين الإسلاميين التابعين لأنقرة.

وكانت عفرين بوست نشرت في 21 شباط/فبراير 2021 أن جماعات دينية دعوية ظهرت مؤخراً في مدينة عفرين، وبدأت بالتجوال بين الأهالي والتضييق عليهم من خلال نشر الأفكار المتطرفة وإكراههم على ارتياد الجوامع والمساجد.

ففي قرية قيباريه/عرش قيبار، تتمركز المجموعة المتطرفة التي تٌطلق على نفسها “أحباب الله” في جامع القرية – المختلطة من الكُرد (ايزديون ومسلمون) – وتتجول على منازل من تبقى من سكانها الأصليين وتدعوهم إلى دخول الدين الإسلامي عبر إكراههم على نطق الشهادتين. انطلاقا من منطقهم القاضي بـ” تكفير الايزيديين”.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons