ديسمبر 23. 2024

لماذا قرر الائتلاف الإخواني جعل الـ 21 من آذار يوم عطلة ؟

Photo Credit To عفرين بوست

عفرين بوست ــ خاص

قال كتّاب وصحافيون بأن الائتلاف بقراره جعل يوم الـ 21 من آذار عطلة يسعى لتقوية مواقف الكرد الرافضين للحوار الكردي – الكردي ويحاول بشتى الطرق وبتوصية من المخابرات التركيّة إلهاء الناس والمجتمع الدوليّ عن حجم وهول الانتهاكات التي تحدث في المناطق التي تحتلها تركيا.

أصدر الائتلاف السوري – الإخواني والذي يعد الواجهة السياسية للميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي والتي تحتل عفرين قراراً باعتبار يوم 21 من آذار – يوم عيد النوروز – عطلةً في كلِ المناطق التي يحتلها في سوريا.

حول الغاية الحقيقية والمساعي التي يرمي إليها الائتلاف من خلال هذا القرار تحدث كتّاب وصحافيون كرد لـ ” عفرين بوست” علماً بأنَّ الميليشيات كانت قد دمرت تمثال كاوا الحداد الذي يرمز للنوروز وسط مدينة عفرين يوم الـ 18 من آذار عام 2018.

كان حرياً بالائتلاف التنديد بجريمة واحدة من آلاف الجرائم

الكاتب الكردي شورش درويش من أهالي سري كانية/رأس العين التي تحتلها تركيا وميليشياتها المسلحة قال: رغم الدعاية التي يروّج لها قلة من الكرد لقرار الائتلاف اعتبار ٢١ آذار عطلة بمناسبة يوم النوروز: “إلا أن الشارع الكردي بعمومه لن يعتبر هذه الخطوة سوى خطوة استفزاز في إطار سياسة الاشتراك بجريمة تغيير التركيبة الديمغرافية للمناطق المحتلة”.

الكاتب شورش درويش

ويعتقد درويش أن الائتلاف يحاول بقراره هذا استمالة الكرد، بإعلان يوم النوروز عطلة في مناطق “حكومته المؤقتة” التي يمارس فيها القهر والإذلال والتمييز العرقي. ففي عفرين هناك مئات الجرائم والانتهاكات التي صنّفها الائتلاف باعتبارها “أخطاء فردية”، وفي رأس العين/سرى كانيه تكاد المنطقة تخلو من الكرد الذين نزحوا عنها خشية أعمال الانتقام، مع أن المنطقة الكردية التي تسيطر عليها تركيا والمليشيا التابعة لها تساوي قرابة نصف الأراضي التابعة للحكومة المؤقتة فيما تخضع الأراضي الأخرى لحكومة جبهة النصرة في إدلب ومناطق أخرى (حكومة الإنقاذ)، وأغلب الظن أن الائتلاف بقراره هذا يسعى لتقوية مواقف الكرد الرافضين للحوار الكردي – الكردي، وإلا كان حرياً بالائتلاف التنديد بجريمة واحدة من آلاف الجرائم التي وقعت بحق كرد عفرين وسرى كانيه”.

قتلوا تحت التعذيب 120 كردياً

ويقول الصحافي الكردي والإداري في مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا مصطفى عبدي بأنه بات واضحاً أن الائتلاف يحاول بشتى الطرق وبتوصية من المخابرات التركية إلهاء الناس والمجتمع الدولي عن حجم وهول الانتهاكات التي وثقتها منظمات دوليّة محايدة ومؤسسات الامم المتحدة.

ويشكك عبدي بغاية إصدار القرار: “وذلك عبر خلق مبادرات لخداع المجتمع الدوليّ بأن الوضع في منطقة عفرين وبقية المناطق المحتلة من قبل تركيا ليس سيئاً كما تؤكد شهادات الضحايا وتقارير الامم المتحدة. ومزاعم اعتبار يوم 21 آذار يوم عطلة عيد نوروز تندرج تحت تلك التصرفات، قبل الائتلاف النظام السوري منذ عقود أيضاً اعتبره يوم عطلة، لكن هل اختفلت الممارسات”.

الصحفي مصطفى عبدي

وأشار عبدي إلى التناقض ما بين إقرار يوم العطلة والانتهاكات الكبيرة التي تُمارس بحق الكرد: “يوم 21 آذار هو يوم قومي ووطني يخص الكرد، وهو مرتبط بمساعيهم في الحرية والخلاص من الاستعمار والاستبداد، ويرفع الكرد راية كردستان ويغنون الأغاني القومية. فيما يسعى الائتلاف لتفريغ العيد من محتواه القومي واعتبار عيد بداية الربيع، ولكن لا يمكنها أن تخدع أحداً، ترى كم بقي في عفرين أو سري كاني من الكرد ليحتفلوا بالنوروز؟ لقد تم تهجير قرابة نصف مليون كردي من المدينتين، واعتقال 7 آلاف كردي، مازال مصير 3 آلاف منهم مجهولاً، وقتلوا تحت التعذيب 120 كردياً، واغتصبوا النساء ونهبوا المحاصيل وحرقوا وقطعوا أشجار الزيتون وصادروا الزيت واستولوا على منازل الأهالي الذين تم تهجيرهم واعتقالهم أو قتلهم”.

وختم عبدي بالإشارة إلى أن الائتلاف ليس جهة قادرة على اعتماد أو منح الكرد شيئاً: “فهو المسؤول عن جرائم حرب ومتهم من قبل لجنة التحقيق الدولية المستقلة بارتكاب جرائم حرب وجريمة الإبادة، ويجب تقديم قادته وأعضائه لمحكمة الجنايات الدولية، ولن نثق بهم، وقد قال الشعب السوريّ كلمته مراراً بأنّ هذه “الكيان الساسيّ” دمية بيد تركيا ويمثل مصالحها، وليس مصالح السوريين ولا تعنينا بأيّ حال قراراتهم”.

Post source : عفرين بوست

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons