ديسمبر 23. 2024

#بانوراما_فبراير- شباط 2021: استشهاد 3 مواطنين بتفجيرين، ووفاة 3 مواطنين كرد بسجن الراعي، وتوثيق اعتقال 52 مواطناً وقطع 450 شجرة زيتون

Photo Credit To تنزيل

عفرين بوست-خاص

تواصل المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين ممن تسمي نفسها بـ” الجيش الوطني السوري/الجيش الحر”، انتهاكاتها بحق السكان الأصليين الكُرد في إقليم عفرين الكُردي المُحتل، التابع لـ “الإدارة الذاتية في شمال سوريا” سابقاً.

وفي هذا السياق رصدت “عفرين بوست” جملة من الوقائع التي حصلت خلال شهر فبراير/شباط 2021، (علماً أن هذه الانتهاكات ليست إلا ما تمكنا من توثيقه، وهي لا تتعدى أن تكون غيضاً من فيض الاحتلال!).

وفيما يلي الملــخص الشهري:

  • القتل: واستشهاد مواطنين ومواطنة بتفجير في قرية باسوطة وفاة 3 معتقلين كرد في سجن الراعي لسوء الظروف الصحية.
  • اعتقال واختطاف 51 مواطن كردي بينهم 4 نساء، بالإضافة إلى 6 مستوطنين
  • قطع 450 شجرة زيتون. و20 دالية عنب.
  • وقعت 5 حوادث تفجير، اثنان في مركز مدينة عفرين، وتفجيران متتاليان في باسوطة والخامس في مدخل جنديرس
  • اختتام أعمال الملتقى الحقوقي الثاني حول الانتهاكات في إقليم عفرين المحتل.
  • الآثار: الانتهاكات بحق تل شوربة الأثري، أعمال حفر في موقع آلجيا الأثري وتجريف محيط المدرج الروماني في موقع النبي هوري.
  • نساء عفرين: قصة محاولة تزويج قسري تحت طائلة التهديد
  • الإتاوات: مسلحو الميليشيات يفرضون إتاوات على المحال التجارية في مدينة عفرين وميليشيا الوقاص تفرض إتاوة على المواشي.
  • رد الحقوق: تواصل عروضها المسرحيّة، ومستوطنون يرفضون إخلاء منازل مستولى عليها.
  • الاستيلاء: استمرار عمليات بيع منازل أهالي عفرين الكرد.
  • قصص من عفرين: شهادتان من مواطنين يقيمان في عفرين حول انتهاكات الاحتلال والميليشيات الإسلاميّة.
  • حكاية قرية: قسطل جندو ــ قرية باسوطة ــ مركز ناحية راجو
  • تقارير مؤسسة ماعت الحقوقية المصرية تطلق حملة تضامن مع ضحايا العدوان التركي شمال سوريا. هيومن رايتس ووتش تندد بالنقل غير القانوني لمحتجزين سوريين إلى تركيا، صحيفة نيويورك تايمز تقع في فخ البروباغاندا التركية وعفرين بوست ترد
  • لقاء مع الرئيسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي عائشة حسو

وجاءت التفاصيل على الشكل التالي:

جرائم القتل..

في الرابع والعشرين من فبراير/شباط علمت “عفرين بوست” من مصادرها أن ثلاثة معتقلين كُرد من أهالي عفرين قد توفوا في سجن الراعي السيء الصيت نتيجة تردّي أوضاعهم الصحية جراء إصابتهم بمرض السل المتفشي بالسجن.

وأوضحت المصادر (معتقلون سابقون) أن المعتقلون الثلاثة توفوا في وقت سابق، وتم دفنهم في محيط السجن، ولم يتم إبلاغ ذويهم بخبر وفاتهم حتى اليوم، مشيرة إلى أن السجن عبارة عن مبنى حكومي يقع خارج البلدة وتم تحويلة لسجن من قبل سلطان الاحتلال التركي.

سجن الراعي الذي تديره عناصر من القوات التركية وميليشيات تركمانية، يحوي حاليا بحسب تلك المصادر، نحو 600 معتقل بينهم 100 من النساء، علما أن سلطات الاحتلال قد عمدت قبل نحو 6 أشهر إلى نقل 150 معتقلا ومعتقلة إلى سجن ماراتي/معراتة المركزي في كديم عفرين، بسبب تردي أوضاعهم الصحية ويتم الافراج عنهم على دفعات بعد تحسن أوضاعهم الصحية، أي عدد المعتقلين والمعتقلات كان بحدود 750 شخصا، عدا الاعتقالات الجديدة التي تمت بعد نلك الفترة. 

ويعدّ معتقلو ومعتقلات سجن الراعي السيء الصيت مخفيون قسرياً، كون أن ميليشيات الاحتلال التركي قد اختطفتهم وزجت بهم في ذلك السجن دون حصولهم على أي حقوق من زيارات وتكليف محامين وغيرها، علما أن هناك العديد من السجون السرية التي تديرها الميليشيات الإسلامية بعلم سلطات الاحتلال التركي في إقليم عفرين المحتل، وتستخدم لمركز للاختطاف بهدف تحصيل فدى مالية. 

ووفقا للمصادر ذاتها، لا تتوفر في سجن الراعي أدنى مقومات العناية الصحية، ويعتبر بمثابة المسلخ البشري، حيث يحرم نزلاؤه من الشمس طيلة فترة اعتقالهم ويتفشى بينهم مرض السل والأمراض الجلدية وغيرها، علاوة على ممارسة أشنع أساليب التعذيب بحقهم. 

الاختطاف وعمليات الابتزاز..

في الأول من فبراير/شباط أفاد مراسل عفرين بوست بأن سلطات الاحتلال التركي اعتقلت يوم الإثنين 1/2/2021، أربعة مستوطنين من العاملين في المنطقة الصناعية، على خلفية التفجير الدامي الذي ضرب المدينة عصر يوم السبت 30/1/2021. والمعتقلون هم (اثنين منهم منحدران من مدينة إعزاز، وشخص منحدر من إدلب والآخر من محافظة حماه).

وكانت شاحنة مفخخة انفجرت في محيط سوق الأربعاء في صناعية عفرين، وأسفر عن مقتل 6 أشخاص وإصابة 29 شخصاً، ثلثهم من الأطفال. بينهم شهيدان من عفرين، وخمسة مصابين. وأضاف المراسل أنه تم نقل المواطن حسين شيخ محمد، وهو من سكان عفرين، إلى أحد المستشفيات التركية، نظرا لتدهور وضعه الصحي.

في الأول من فبراير/شباط أفاد مراسل عفرين بوست بأن سلطات الاحتلال التركي شنت مساءً في حي الأشرفية حملة مداهمات وتفتيش واسعة للمنازل، على خلفية التفجير الدامي الذي ضرب السبت ماضي المنطقة الصناعية. ووفقاً لمراسل عفرين بوست فإن حملة التفتيش تنفذها دوريات مشتركة من الاستخبارات التركية والشرطة العسكرية، تطال المنازل العائدة للسكان الأصليين وبخاصة الدور الأرضيّة، بزعم البحث عن متفجرات، في ظل إغلاقٍ تام لشوارع المدنية أمام الشاحنات الكبيرة.

وأضاف المراسل أن منظمات عاملة في الإقليم المحتل بدأت بتوزيع تعويضات مالية لمصابي وذوي قتلى التفجير الأخير، وتصل قيمة التعويض إلى 30 ألف ليرة تركية لذوي كل قتيل، و10 آلاف ليرة تركية لكل مصاب، مشيرا إلى هذا التعويض يقتصر على المستوطنين فقط.

في الثاني من فبراير/شباط أفاد مراسل عفرين بوست بأنه فُقد أثر المواطنة الكردية بريفان شاهين قبل نحو أسبوع، أثناء توجهها من منزلها في قرية جلمة لزيارة أهلها في قرية كفر صفرة التابعة لناحية جنديرس، ولا تتوفر أي معلومات عن مصيرها.

ويتداول مقربون منها روايات تفيد بقيام مسلحين من ميليشيا “فيلق الشام” المسيطرة على قرية جلمة، باختطافها وتسليمها إلى “جبهة النصرة” التي ساقتها إلى إدلب بحسب زعمهم، بينما تفيد رواية أخرى أن ميليشيا “فيلق الشام” اختطفت السيدة الكُردية وتخفيها قسراً، وهي روايات لم تتمكن “عفرين بوست” من صحتها أو دقتها.  

في الثاني من فبراير/شباط أفاد مراسل عفرين بوست بأن عناصر تابعة للميليشيات المسلحة اختطفوا الأحد 31/1/2021 أربعة من المواطنين الشباب من أهالي قرية سيمالكا التابعة لناحية ماباتا /معبطلي، والمواطنون المختطفون هم: (1ــ شيار كلكل سيدو والدته عائشة 2ــ يوسف محمد بطال والدته لطفية 3ــ أحمد عبد الرحمن سيدو والدته مزيت 4ــ أراس يوسف بن محمد خليل). واقتيد الشباب المختطفون إلى جهة مجهولة ولم ترد معلومات حول التهمة الموجهة إليهم ولا عن أوضاعهم.

كما اعتقل عناصر من الاستخبارات التركية بالتنسيق مع ميليشيا الشرطة العسكرية الثلاثاء 26/1/2021 المواطن الكرديّ عبدو حنان (55عاماً) من منزله الكائن في قرية ماراته/ معراتة بتهمة التعامل مع الإدارة الذاتية السابقة. وبحسب منظمة حقوق الإنسان – عفرين فقد سيق المواطن “حنان” إلى السجن المركزي الكائن في قرية ماراته/ معراته، مشيرة إلى أن ميليشيا الشرطة العسكرية تطلب من عائلته دفع فدية مالية للإفراج عنه.

في الثالث من فبراير/شباط أفاد مراسل عفرين بوست بأن سلطات الاحتلال التركي تواصل حملات التضييق والتفتيش في مركز إقليم عفرين المحتل بذريعة البحث عن مطلوبين ومتفجرات وأسلحة، في أعقاب التفجير الذي مدينة عفرين قبل أيام. ووفقاً للمراسل فإنّ حملة التفتيش تنفذها الاستخبارات التركية وميليشيا الشرطة العسكرية وتركز على محيط شركة الكهرباء بحي الأشرفية، وتستهدف حصراً المنازل التي يقطنها الكُرد.

في الرابع من فبراير/شباط، أفاد مراسل عفرين بوست بأن المواطن الكردي رواد وحيد من أهالي قرية أرندة التابعة لناحية شيه/شيخ الحديد، ويقيم في مدينة عفرين ما بين حيي الزيدية والمحمودية، قد اختفى منذ نحو أسبوع أثناء ذهابه لمراجعة مشفى إعزاز، وأضاف المراسل بأن المعلومات تفيد بأن المواطن رواد معتقل لدى ما يسمى المباحث العسكرية في مدينة إعزاز، ولم تتوفر معلومات إضافية حول سبب الاعتقال ولا عن وضعه الحالي.

في الرابع من فبراير/شباط علمت عفرين بوست من مصادرها أن ميليشيا “الشرطة العسكرية” بالتنسيق مع ميليشيا “السلطان مراد”، اعتقلت قبل نحو أسبوع المواطن الكردي شيخ أحمد عزت آلو (52 عاماً) من منزله في قرية عين حجري مازن/ عين الحجر الكبير، بتهمة التعامل مع الإدارة الذاتية، واقتادته إلى جهة غير معروفة، ولا يزال مصيره مجهولاً.

وأكدت المصادر أن مسلحين من الميليشيا، قبيل عملية الاعتقال فتشوا منزل المواطن شيخ أحمد ونهبوا مبالغ مالية عائدة له، (سبعة آلاف دولار أمريكي، 4500 ليرة تركية وسبعمائة ألف ليرة سورية).

كما اختطفت جماعة المدعو (أحمد خليل) التابعة لميليشيا “الجبهة الشامية” المحتلة لقرية كفر مزة قبل نحو أسبوع، المواطن الكُردي محمد شيخ (55 عاماً) من أهالي قرية قره تبه، في منطقة قريبة من قرية “خالدية- شيراوا”، بجانب معمل البيرين، بتهمة بيعه سيارة مسروقة، واقتادوه لجهة مجهولة.

والمواطن “شيخ” لديه مكتب للسيارات في شارع الأوتوستراد الغربي، وأكد مراسل عفرين بوست أن سبب الاختطاف يعود لوضعه المالي الميسور، ورغبة المسلحين على انتزاع فدية مالية منه.

في السادس من فبراير/شباط اختطفت الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين سبعة مواطنين كرد من في قريتي كفر صفرة ودراقليا بريف إقليم عفرين المحتل شمال سوريا، ووفقاً لمراسل عفرين بوست، فقد اقتحم مسلحون من مليشيا “سمرقند”، الجمعة 5/2/2021، قرية كفر صفرة التابعة لناحية جندريسه/ جنديرس واختطفوا خمسة مواطنين من أهاليها، ولم تعرف بعد التهمة الموجهة إليهم.

ووثق مراسل عفرين بوست أسماء المواطنين المختطفين وهم كل من: (1ــ أحمد حسن مامد. 2ــ حسن حسين حاس. 3ــ مراد سيدو خلو. 4ــ عبدو محمد مجيد 5ــ محمد خليل مراد).

والجدير بالذكر أن هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها المواطنون للاختطاف، فقد سبق أن تم اختطافهم لأكثر مرة من قبل مسلحي الميليشيات الإخوانية، ودفعوا فدية مالية في كل مرة مقابل الإفراج عنهم.

ومن جهة أخرى، قال مراسل عفرين بوست، أن مسلحين من جماعة حيان المنضوية في صفوف ميليشيا “لواء صقور الشمال” اختطفوا بتاريخ 4/2/2021، في قرية دراقليا التابعة لناحية شران، المواطن الكردي (محمد محمد زيبو وابنه عمر زيبو)، بسبب رفض المواطن محمد دفع الإتاوة المفروضة عليه (تنكات الزيت)، واتهموه بالتعامل مع الإدارة الذاتية.

وتستولي ميليشيا صقور الشمال استولت على نحو 35 ألف شجرة زيتون، وذلك نقلاً عن عناصر مسلحين من الميليشيا نفسها في بداية موسم الزيتون في ناحية بلبله، بحسب المراسل.

وكانت مجموعة مسلحة أقدمت يوم السبت 30/1/2021، نحو الساعة الثانية من بعد الظهر بواسطة سيارة (سانتيفيه) بيضاء اللون، على اختطاف المواطن الكردي أحمد عبد الحنان خليل من أهالي قرية معرسته/معرسكة الخطيب التابعة لناحية شرا/شران، أثناء وجوده في منشأته (معمل البيرين)، ويبدو أن الهدف هو الابتزاز المادي وتحصيل الفدية، إذ لم توجه إلى المواطن أحمد أية تهمة، وتم اقتياده إلى جهة مجهولة وما زال مصيره مجهولاً حتى الآن.

كما أقدمت سلطات الاحتلال التركي، يوم الإثنين بتاريخ 01/02/2021 على اعتقال المواطن الكردي محمد شيخ محمد (48 عاماً)، من أهالي قرية قره تبه التابعة لناحية شران، وهو صاحب مكتب بيع السيارات في مدينة عفرين، وقبل فترة قام ببيع سيارة إلى أحد الزبائن من المكتب بموجب عقد نظامي، إلا أن الزبون المشتري قام بإلصاق لوحة على السيارة تشبه لوحات السيارات التركية، واللاصقة الدالة على خضوعها السيارة للمعاينة (الخبير).

ويأتي اعتقال المواطن “شيخ محمد” بغرض الابتزاز المادي وتحصيل الفدية. وتم اقتياده إلى المقر الأمني في مدينة عفرين، ولا تتوفر معلومات حول مصيره حتى الآن.

في السابع من فبراير/شباط أفاد مراسل عفرين بوست بأن مسلحين من الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركيّ، اختطفوا يوم السبت 6/2/2021 المواطن الكردي روهات وحيد مصطفى (37 عاماً)، من أهالي قرية أرنده التابعة لناحية شيه بريف عفرين فيما كان متجهاً إلى مدينة إعزاز، لشراء المواد الأولية للورشة، حيث يعمل في مجال التطريز، ولا تتوفر معلومات حول سبب الاختطاف ومكان احتجازه، ومازال مصيره مجهولاً حتى الآن.

في التاسع من فبراير/شباط أفاد مراسل عفرين بوست بأن سلطات الاحتلال التركي أفرجت الإثنين 8/2/2021، عن الشاب الكردي مصطفى عبد الرحمن بعبو بعد نحو ثلاثة أعوام من الإخفاء القسري في سجن ماراتي/معراته المركزي التابع للاحتلال التركي بمركز إقليم عفرين المحتل شمال سوريا.

وقد نقلت سلطات الاحتلال مصطفى” قبل نحو 3 أشهر من سجن سري (قد يكون سجن الراعي السيء الصيت) ليتم الإفراج عنه يوم أمس من سجن ماراتي.

المواطن مصطفى، كان قد اختطف من قبل ميليشيا “لواء محمد الفاتح” بتاريخ 9/4/2018 عقب مداهمة مجموعة يتزعمها المدعو (حميدو الجحيشات) منزله في قرية عرابا – ناحية ماباتا/معبطلي، واتهموه بأداء واجب “الدفاع الذاتي” إبان فترة الإدارة الذاتية السابقة.

وظل مصيره مجهولا طيلة فترة اختطافه، وسط أنباء عن أن المواطن مصطفى كان في قبضة المخابرات التركية، علما أن ذويه دفعوا مبالغ مالية طائلة لميليشيا ”الفاتح” لقاء كشف مصيره، إلا أنها ادعت أن ملفه بات في عهدة الأتراك ولم تستطع الوصول إليه كون تهمته خطيرة.

في العاشر من فبراير/شباط داهمت دورية تابعة لميليشيا ما تسمى بالشرطة العسكرية في إقليم عفرين المحتل يوم الأربعاء 10/2/2021 منزل المواطن الكردي أصلان مصطفى هورو (55عاماً) من أهالي قرية قورت قولاق صغير التابعة لناحية شران، ووجهت له تهماً مفبركة من قبيل التعامل مع الإدارة الكردية سابقاً، وعلى هذا الأساس جرى اعتقاله واقتياده إلى جهة مجهولة، كما قامت الدورية بمصادرة الهواتف المحمولة لكامل أفراد أسرته.

في الثاني عشر من فبراير/شباط ذكر مراسل عفرين بوست أن رتلاً من العربات العسكرية التابعة لسلطات الاحتلال التركي اقتحمت صباح الأربعاء 10/2/2021، قرية موساكا بناحية راجو بحثاً عن عدد من الشباب الكرد، واستهدفت الحملة مواطنين كرد من الشباب لاعتقالهم، إلا أنها لم تجد الأسماء المطلوبة في القرية، وانتقلت العربات نفسها إلى مدينة عفرين، واعتقلت الشاب (زكي علي صبري –خجونة) أثناء عمله في ورشة الخياطة العائدة له، واقتادته إلى جهة غير معروفة.

حملة المداهمة تمت باشتراك عدد من الآليات: عربة (بانزر) تركية، وحافلة لميليشيا الشرطة المدنية وأربع سيارات تابعة للاستخبارات وسيارتين لميليشيا الشرطة العسكرية في ناحية راجو. ولم تتوفر المعلومات إضافية حول التهمة الموجهة للشباب المراد اعتقالهم.

وفي سياق متصل قال مراسل عفرين بوست إن عناصر من ميليشيا “سمرقند” اختطفوا شاباً قاصراً لا يتجاوز عمره 17 عاماً من أهالي قرية كفرصفرة، ولم يعرف اسم الشاب ولا سبب اختطافه.

في الثالث عشر من فبراير/شباط أفاد مراسل عفرين بوست بأن سلطات الاحتلال التركي أقدمت يومي الأربعاء والخميس 10-11/2/2021، على اعتقال أربعة مواطنين كُرد من مركز إقليم عفرين المحتل شمال سوريا، واقتادتهم إلى جهة غير معروفة. فقد اعتقلت الاستخبارات التركية اعتقلت الخميس الماضي، المواطن عدنان أبو مظلوم وابن شقيقه محمد صفوان، من مكان عملهما في حي عفرين القديمة (طريق جنديرس) حيث يفتتحان متجراً للحوم (قصاب). لم تعرف تفاصيل أخرى.

وفي اليوم التالي (الخميس) اعتقلت الاستخبارات التركية الشابين الكُرديين نضال محمد) وهو حلاق رجالي، والآخر اسمه (باسل) ويعمل مساعداً للحلاق. من مكان عملهما على طريق راجو بجانب مخبز (أبو عماد) ولم تُعرف بعد التهمة الموجهة إليهما ولا المكان الذي اقتيدا إليه.

وأضاف المراسل أن دورية مشتركة من الاستخبارات التركية وميليشيا “الشرطة العسكرية” توجهت يوم الجمعة 12/2/2021 إلى قرى باسوطة وغزاوية وبرج عبدالو، لتنفيذ حملة تفتيش واعتقالات في تلك القرى، ولم ترد بعد أي معلومات عما أسفرت عنها الحملة.

في الرابع عشر من فبراير/شباط أفاد مراسل عفرين بوست بأن مواطناً خامساً اعتقلته الاستخبارات التركية في إطار حملة الاعتقالات التي نفذتها نهاية الأسبوع الماضي في مدينة عفرين المحتلة، فقد اعتقلت الأربعاء 10/2/2021 الماضي المواطن الكرديّ عمر رمضان في محله التجاري الكائن في شارع راجو في مدينة عفرين، دون معرفة التهمة الموجه له أو معرفة مصيره حتى الآن.

في الخامس عشر من فبراير/شباط أفاد مراسل عفريت بوست بأن مسلحين من مليشيا “لواء الوقاص” التابعة للاحتلال التركي أطلقوا الإثنين 14 شباط، الرصاص الحي على سيارة مدنية تنقل عمال من أهالي قرية هيكجة لقرية قرميلق في ناحية شيه بعفرين لكساحة أشجار الزيتون، ما أدى لإصابة المواطن عبدو طانة (19 عاماً) برصاصة في ظهره نُقل على الإثر إلى مشفى آفرين (الشفاء حاليا) بمركز إقليم عفرين. وبقية العمال المختطفين هم كل من: عارف رشيد دالو (33 عاماً)، محمد مصطفى شيخ حنان (38 عاماً)، وليد محمد (50عاماً). وتذرعت الميليشيا بعدم حصول المواطنين على “إذن خروج” وأن السيارة كانت “غريبة”. 

وأضاف المراسل أن عنصرين من ميليشيا “الوقاص” يرافقون المصاب “عبدو” في المشفى، وفي مسعى لتحريف مجريات القضية، قاما بتلقين ذويه رواية “مفبركة” تفيد بإصابته برصاصة طائشة من جهة مجهولة للتنصل من المسؤولية.

في الخامس عشر من فبراير/شباط أفاد مراسل عفرين بوست بأن ميليشيا “السلطان مراد” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين اختطفت قبل نحو أسبوع، المواطن الكردي خليل منلا من أهالي قرية قورتقلاق التابعة لناحية شرّا/شران، بتهمة التعامل مع “حزب الاتحاد الديمقراطي” وذلك بعد تقدّمه بشكوى لدى منظمة زارت القرية حول الانتهاكات التي يتعرض لها على يد مسلحي الميليشيا، إلا أنه بعد انصراف المنظمة أقدم المسلحون على اختطافه وسوقه إلى مقرها وتعريضه للضرب والتعذيب الشديد.

وأضاف المراسل أن الميليشيا أفرجت عن المواطن “خليل” بعد إجباره على دفع فدية مالية وقدرها ألف ليرة تركية، مشترطين عليه التزام الصمت حيال ما يتعرض له من انتهاكات. 

في السادس عشر من فبراير/شباط أفاد مراسل بمزيد من التفاصيل عن نتائج حملة الاعتقالات التي قادتها سلطات الاحتلال التركي على مدى يومين، باعتقال مواطن في حي الأشرفية ونقل أحد المعتقلين إلى تركيا فيما نُقل ثالثٌ إلى مدينة إعزاز. وأفاد مراسل عفرين بوست بأن المواطن الكردي محمد حسين من قرية كوركا/كوركان التابعة لناحية راجو قد تم اعتقاله قبل أربع أيام، من قبل الاستخبارات التركية خلال الحملة التي شنتها نهاية الأسبوع الماضي في مدينة عفرين المحتلة. وأضاف المراسل أن المواطن محمد حسين يقيم بحي الأشرفية ولديه محل بيع ألبسة أوروبية مستعملة (بالة). وبذلك فإن المواطن حسين هو سادس من اعتقالهم خلال تلك الحملة.

وقد حصل موقع عفرين بوست من مصادره على معلومات تفيد بأنّ المواطن عدنان (أبو مظلوم) قد تم نقله إلى تركيا، فيما تم نقل المواطن زكي علي صبري ــ خجونة من أهالي قرية موساكو إلى مدينة إعزاز. 

وكان رتلٌ من العربات العسكرية التابعة لسلطات الاحتلال التركي قد اقتحم صباح الأربعاء 10/2/2021 قرية موساكا بناحية راجو بحثاً عن عدد من الشباب الكرد، إلا أنها لم تجد الأسماء المطلوبة في القرية، وانتقلت العربات نفسها إلى مدينة عفرين، واعتقلت الشاب (زكي علي صبري –خجونة) أثناء عمله في ورشة الخياطة العائدة له، واقتادته حينها إلى جهة غير معروفة.

في الثامن عشر من شباط أفاد مراسل عفرين بوست بأنّ ما تسمى أمنيّة دوار كاوا التابعة لميليشيا “الجبهة الشامية” اختطفت يوم الخميس 18/2/2021، مستوطنين ينحدران من محافظة إدلب، من مكان عملهما بسوق الهال، بتهمة التخابر مع قوات سوريا الديمقراطية، وتزويدها بمعلومات عسكرية.          

كما أفرجت سلطات الاحتلال التركي يوم الخميس 18/2/2021 عن المواطن الكُردي ”رياض أبو كاعود” بعد اعتقالٍ دام نحو شهرين. وجاء الإفراج بعد دفع فدية مالية مقدارها 2200 ليرة تركية بالإضافة إلى مبلغ 700 دولار أمريكيّ دُفعت في وجوه مختلفة في سياق القضية. بحسب ذكرت شبكة عفرين بوست.

وكان المواطن رياض الذي يعمل في نقل المياه الصالحة للشرب إلى المنازل، قد اُعتقل في 19/12/2020 واُستولي على جراره في مدينة عفرين، دون توجيه أي تهمة إليه.

في العشرين من فبراير/شباط ذكرت عفرين بوست أن سلطات الاحتلال التركي أفرجت قبل نحو أسبوع، عن الشاب الكُردي (نضال علي) بعد مرور أكثر من عامين ونصف على اعتقاله من منزله في قرية كفردلي – جنديرس بتهمة الانتماء لقوات سوريا الديمقراطية.

المواطن “نضال” في الثلاثينات من عمره قضى نحو عامين وتسعة شهور في سجون الاحتلال، بحسب مراسل عفرين بوست.

ومن جهة أخرى، لا يزال مصير الشاب الكردي كاوا رشيد أحمد عليكو، والدته فاطمة مجهولاً منذ اختطافه بتاريخ 8/10/2018 على يد مسلحين من ميليشيا “السلطان مراد” التابعة للاحتلال التركي، بذريعة الانتماء لصفوف قوات الدفاع الذاتي في إبان عهد الإدارة الذاتية السابقة.

المواطن “كاوا” من مواليد 1989 قرية داركريه – معبطلي، لا يزال في قبضة ميليشيات الاحتلال، وسط أنباء عن وجوده في سجن بقرية كفرجنة – شران. 

في الحادي والعشرين من فبراير/شباط اعتقلت سلطات الاحتلال التركي ثلاثة مواطنين كُرد بريف إقليم عفرين المحتل واقتادتهم إلى جهة غير معروفة. ووفقاً لمراسل عفرين بوست، فإنّ الحاجز الأمني التابع لسلطات الاحتلال التركي المُقام في مفرق قرية كوكانيه التابعة لناحية ماباتا/معبطلي، اعتقل المواطنين (أصلان احمد أمين واصلان بحري أمين) أثناء توجههم من قريتهما عمارا إلى مدينة عفرين.

وفي قرية موساكا/راجو، اعتقلت الاستخبارات التركية اليوم، المواطن الكردي (حميد قدرو محمد) من منزله في القرية وتم اقتياده إلى جهة مجهولة.

في الحادي والعشرين من فبراير/شباط ذكرت عفريت بوست أن سلطات الاحتلال التركي أفرجت يوم الجمعة 19/2/2021، عن الشاب الكُردي عبد الرحمن علي من سجن ماراتي/معرتة المركزي، بعد عامين كاملين من الإخفاء القسري في سجن الاحتلال التركي وميليشياته الإسلامية. ووفقاً لمراسل عفرين بوست، فإنّ المواطن عبد الرحمن (27 عاماً اختطفته ميلشيا “الحمزات” قبل عامين من منزله في قرية كفردليه/جنديرس وقادته إلى سجنٍ بمنطقة الباب المحتلة، ثم نُقل إلى سجن الراعي السيء الصيت، وبعدها تم تحويله إلى ميليشيا “الشرطة العسكرية” التي نقلته إلى سجن ماراتي حتى الإفراج عنه.

وأضاف المراسل أن ذوي “عبد الرحمن” كانوا قد دفعوا مبلغ 30 ألف دولار أمريكي كفدية مالية لقاء الإفراج عنه، وتقاسمت المبلغ المالي ميليشيات “الشرطة العسكرية والحمزات”، منوهاً أنه اُستولي على سيارته ومبنى سكنيّ لعائلته بحي الاشرفية.

في الثاني والعشرين من فبراير/شباط ذكرت عفرين بوست نقلاً عن مراسلها أن عناصر ميليشيا الأمن السياسي في مدينة عفرين اعتقلوا يوم الثلاثاء 16/02/2021 المواطن الكردي إسماعيل نبي شيخو (35 عاماً) من أهالي قرية قره تبه ـ شران بتهمة التعامل مع الإدارة السابقة واقتيد إلى المقر الأمني دون معرفة مصيره حتى الآن.

كما اعتقلت الميليشيا نفسها المواطن الكردي علي حسن حسن (30 عاماً) من أهالي قرية قطمة ــ ناحية شران بتهمة التعامل مع الإدارة السابقة وتشابه في الأسماء وتم اقتياده إلى المقر الأمني.

 كما وثق مراسل عفرين بوست أسماء مواطنين آخرين اُعتقلا يوم الأحد 21/2/2021، على حاجز قرية كوكاني التابع للاحتلال التركي، وهم كل من (محمد مصطفى علي من قرية بعدينا/راجو، رشيد حبش من قرية عمارا/معبطلي) كما تم توقف المواطن (محمد سعيد محمد) في الحملة ذاتها إلا أنه تم إطلاق سراحه بعد 3 ساعات.

من جهة أخرى، أفرج الاحتلال التركي خلال الأسبوع الماضي عن شابين كُرديين من سجن ماراتي/معراتة المركزي، أحدهما قضى في غياهب سجون الاحتلال أكثر من عامين ونصف.

وفقاً لمصادر “عفرين بوست” تم الإفراج عن المواطن آراس شيخو (35 عاماً) من أهالي قرية قستليه خدريا/قسطل خضريانلي-ناحية بلبل، خلال الأسبوع الماضي، بعد قضائه أكثر من عامين ونصف.

(آراس) كان قد تم نقله من سجن الراعي السيء الصيت قبل نحو ستة أشهر إلى سجن ماراتي بسبب تردّي وضعه الصحيّ إلى أن أُفرج عنه. 

كما أفرجت سلطات الاحتلال التركي الأحد 21/2/2021عن الحلاق (نضال محمد) بعد حوالي 15 يوم من الاعتقال. وكان (نضال) قد اعتقل من مكان عمله (صالون حلاقة) الكائن على طريق راجو برفقة مساعده “باسل” الذي لا يُعرف مصيره حتى الآن.

في الرابع والعشرين من فبراير/شباط اعتقلت سلطات الاحتلال التركي ستة مواطنين كُرد، من أقرباء الشهيدين الذين قضيا جراء التفجير الذي ضرب منزل المواطن شريف قاسم (كوليليه) صبيحة الثلاثاء 23 شباط 2012. 

 وفقا لمصادر عفرين بوست فإنه تم اعتقال كل من أوميد أكرم بطال ودوران عمر عبروش، وثلاثة من أبناء المواطن مستو حسين، إضافة لزوجة الشهيد نوزاد أكرم طوبال، وكلهم من أقرباء شهيدي تفجير باسوطة بريف إقليم عفرين الجنوبي، وسط استمرار الطوق الأمني المفروض على القرية.  

التفجير الذي أسفر عن استشهاد الشابين هيفا ونوزاد، أدى لإصابة والدة هيفا وشقيقتها، اللواتي يخضعن للمعالجة في أحد مشافي مدينة عفرين.

وأكدت المصادر أن المعتقلين يتعرضون في السجن إلى تعذيب شديد لإجبارهم على الاعتراف بالوقوف وراء التفجير، في حين لم تقم بعد سلطات الاحتلال إلى تسليم جثامين الشهيدين حتى اليوم.

وأشارت المصادر إلى أن علاقة شراكة تجارية (تجارة بالمواشي) كانت تربط بين الشهيد نوزاد ومسلح من ميليشيا “الحمزات” في القرية، وسط ورود أنباء غير مؤكدة وتفيد بأن خلافا ماليا بين الطرفين دفع المسلح إلى تصفية المواطن نوزاد بواسطة لغم تم إلقاؤه إلى دخل المنزل.    

في الخامس والعشرين من فبراير/شباط أفاد مراسل عفرين بوست بتعرض المواطن الكردي محمد محمد سوران (42 عاماً)، مساء يوم الأحد 21/02/2021 لعملية اختطاف بخدعة تركيب جهاز بث فضائي، حيث يعمل تقنياً في محلٍ لتركيب أجهزة وأطباق البث التلفزيوني “الستالايت” بدوار معراته ــ شارع البريد. والمواطن محمد من أهالي بلدة ميدان أكبس ــ راجو، ويقيم في مدينة عفرين.

وبحسب المصدر فإن مجموعة مسلحة دخلت إلى محل المواطن محمد متظاهرين بأنهم زبائن عاديون، وطلبوا منه أن يرافقهم بحجة تركيب جهاز البث الفضائي، وبذلك اقتادوه إلى جهة مجهولة، ولم ترد معلومات عنه حتى الآن. علماً بأن مسلحي عدة ميلشيات مسلحة تتشارك السيطرة على الحي منها أحرار الشرقية والسلطان مراد بالإضافة إلى بعض مسلحي ميليشيا المعتصم.

وفي حالة اختطاف أخرى، أقدم مسلحون قبل نحو ثلاثة أسابيع، على اختطاف الشاب الكردي بشار عمر بكر (18 عاماً) من أهالي قرية قرمتلق التابعة لناحية شيه/شيخ الحديد. فيما كان برفقة عمه المواطن رشيد حسين بكر، متوجهين إلى تركيا من معبر باب السلامة في مدينة إعزاز. ولا تتوفر معلومات حول مصيره حتى تاريخه.

يذكر أنّ المواطن رشيد حسين بكر (42 عاماً) كان مقيماً في مدينة عفرين المحتلة بحي الأشرفية فوق مؤسسة البذار، وقام ببيع منزله الكائن في الحي مع كامل أثاثه بمبلغ 25 مليون ليرة سورية، وتصفية أموره بقصد مغادرة عفرين بعد المضايقات التي تعرض لها بعد الإفراج عنه من قبل مسلحي ميليشيا “الجبهة الشامية” التابعة للاحتلال التركي.

وكان المواطن رشيد قد اختطف في 20/9/2020 في مدينة إعزاز، وتمت مطالبته بدفع فدية مالية مقدارها 3 آلاف دولار أمريكيّ للإفراج عنه.

كان المواطن رشيد بحكم عمله في تجارة البطاطا بالجملة، موزعاً على سيارة، على علاقة عمل بشخص من مدينة إعزاز، إلا أن خلافاً وقع بينهما، فبادر الشخص الذي من إعزاز لإرسال مقاطع صوتية يسبه فيها ويشتمه، فأخذ المواطن رشيد التسجيلات الصوتية في مسعى لتقديم شكوى بحقه في مدينة إعزاز، وكانت زوجته بصحبته.

ولدى خروج المواطن رشيد من مدينة إعزاز، تم إنزاله من السيارة على أول حاجزٍ واختطافه مع زوجته، واتهموه بالعلاقة مع الإدارة الذاتية سابقاً. وعُرف لاحقاً أن الشخص الآخر تابعٌ لفصيل “الجبهة الشامية”، ويبدو أنه لفق له تهمة كيدية، مقابل الخلاف في العمل. وقد أفرج عن زوجة المواطن رشيد بعد يومين من الاختطاف، من أجل تأمين مبلغ الفدية.

في السادس والعشرين من فبراير/شباط أفاد مراسل عفرين بوست بأن سلطات الاحتلال وميليشيا “الحمزات” تشن حملة اعتقالات واسعة تطال أفراداً من عائلتي الشهيدين بالتوازي مع إجراءات أمنيّة مشددة وفرض حصار على ثلاث قرى، فيما يعتبر مقدمة لحرف مسار التحقيق وتبرئة مرتكبي التفجير

وكان انفجار غامض قد استهدف منزل المواطن الكردي شريف كوليليه في قرية باسوطة بناحية شيراوا صباح يوم الثلاثاء 23 فبراير/شباط الجاري، وارتقى بنتيجته الفتاة الكردي هيفا شريف قاسم والمواطن نوزاد كرم طوبال شهيدين، وعلى إثرها فرضت سلطات الاحتلال التركي طوقاً امنياً على قرى باسوطة وبرج عبدالو وغزاوية.

من جهة ثانية بدأت الاستخبارات التركية وميليشيا الحمزات حملة مداهمات لمنازل جميع أقرباء ضحايا التفجير واعتقلت على خلفية التفجير شنت مليشيات الاستخبارات التركية وفصيلة فرقة الحمزات عملية مداهمات واعتقالات على جميع منازل أقرباء الشهيدين واعتقلت عشرات المواطنين، تم توثيق اعتقال 15 مواطن بينهم ثلاثة نساء:

1ــ أوميد أكرم بطال، شقيق نوزاد

2ــ هيلان بطال خضر (28 عاماً) زوجة الشهيد نوزاد أكرم طوبال.

3ــ المسن حسن طوبال (70 عاماً) وعم الشهيد نوزاد وهو مريض قلب وسكري.

4ــ المسنة أمينة مصطفى قاسم (60 عاماً) والدة الشهيدة هيفا.

5 ــ المواطن عبدو مستو قاسم (50 عاماً) خال الشهيد نوزاد.

8ــ ثلاثة من أبناء خاله عبدو لم يتسنَّ لنا معرفة أسمائهم.

9 ــ محمد بطال خضر (43 عاماً) شقيق هيلان.

10ــ المواطن شادي بطال خضر (36 عاماً) شقيق هيلان.

11ــ سوزان بطال خضر (25 عاماً) شقيقة هيلان وهي متزوجة وأم لطفل.

12ــ دوران عمر عبروش.

13ــ ريفان أحمد نجار.

14-جميل خليل

15- حج خليل خليل (أبو محمد)

وذكر المراسل أن الاعتقال طال عشرات الشبان من أقرباء الشهيدين اللذين تربطهما صلات قربى، وفيما يستمر الطوق الأمني المفروض على القرية حتى الساعة، فقد استولى مسلحو مليشيات الاحتلال التركي على منزل الشهيد نوزاد وفرضت السيطرة على أملاكه بالكامل..

وأضاف مراسل عفرين بوست أنه بينما تحتفظ سلطات الاحتلال التركي بجثماني الشهيدين، فإنّ المواطنين المعتقلين يتعرضون في سجن الاحتلال التركي بمركز عفرين لسوء المعاملة وأشد أنواع التعذيب الجسدي والنفسي لإجبارهم على الاعتراف بعلاقتهم بالتفجير الوقوف وراء التفجير.

وسبق أن نقلت عفرين بوست عن مصادرها الخاصة، فيما يتصل بالشبهات والغموض الذي يكتنف حادث التفجير، وصاحب المصلحة فيها، بأن علاقة شراكة بتجارة بالمواشي كانت تربط بين الشهيد نوزاد ومسلحين من ميليشيات “فرقة الحمزات” في القرية، ويتم تداول معلومات غير مؤكدة تفيد بوجود خلافٍ مالي بين الطرفين، الأمر الذي قد يشكل دافعاً للمسلح لتصفية المواطن نوزاد عبير إلقاء لغم إلى داخل المنزل.

يذكر أنه تم تداول معلومات عن قيام متزعم ميليشيا الحمزات في قرية باسوطة المدعو “عبد الله حلاوة” بإحالة المسؤول الأمني للميلشيا في القرية للتحقيق.

أما اعتقال الأهالي فهو محاولة لإسقاط المسؤولية عن مسلحي الميليشيا وتبرئة الفاعلين، فقد أقدمت ميليشيا “الوقاص” في قرية هيكجه على اعتقال أفراد من عائلة الشهيدة المسنة فاطمة كنه (80 عاماً) لحرف مسار التحقيق، ليكون مطلب العائلة هو الإفراج عنهم بدل المطالبة بمحاسبة القتلة.

وفي السادس والعشرين من شهر شباط //فبراير، أقدمت سلطات الاحتلال التركي، على اعتقال شاب كردي في ريف إقليم عفرين الكُردي المحتل، واقتادته إل جهة مجهولة حتى الآن.

وأوضح المراسل أن الحاجز الأمني التابعة لسلطات الاحتلال المُقام في مفرق قرية كوكانيه – ناحية موباتا/معبطلي، أقدم على اعتقال الشاب (محمد رمو) وهو من سكان مدينة عفرين ويعمل على سيارة أجرة، دون التمكن من معرفة الجهة التي اقتيد إليها ولا التهمة الموجهة إليه.

في السابع والعشرين من فبراير/شباط علمت “عفرين بوست” أن ميليشيا “صقور الشمال: التابعة للاحتلال التركي أقدمت قبل نحو أسبوع، على اختطاف المواطن الكردي عثمان شعبان من منزله في مركز ناحية بلبل/بلبلة، بتهمة الانتماء لصفوف قوات الدفاع الذاتي إبان عهد الإدارة الذاتية السابقة. ولا يزال مصيره مجهولاً حتى اليوم، علماً أنه قد تعرّض سابقاً للاعتقال وأفرج عنه بموجب وثيقة تثبت براءته من التهمة.

وبحسب مراسل عفرين بوست، فقد تقدمت عائلة عثمان بشكوى مركز لسلطات الاحتلال التركي، إلا أنها رفضت التدخل في الملف معتبرة أنّ اعتقاله مبرّر.

 وتتقاسم عدة ميليشيات إسلامية السيطرة على بلدة بلبل، وهي مركز الناحية، التي تم تهجير 95% من سكان الكرد الأصليين، ليتم توطين مئات العوائل من ذوي المسلحين فيها.

وضع النساء في عفرين..

في الثامن من فبراير/شباط علم موقع عفرين بوست من مصادره الخاصة أنّ مسلحاً من ميليشيا “الجبهة الشامية” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، ينحدر من مدينة إعزاز، هدد مواطناُ كُردياً في حي الأشرفية بالقتل إذا لم يوافق على تزويجه ابنته القاصر (14 عاماً) قسراً، ما دفعه للإسراع بتزويجها من أحد أفراد العائلة، إلا أن المسلح صعّد من تهديداته بعدما علم بأمر تزويج الفتاة من غيره، فراح يهدد بقتل الفتاة وعريسها حال العثور عليهما، اللذين اضطرا للتخفي في إقليم عفرين المحتل، خشية تهديدات المسلح.

وأكدت المصادر أن المسلح عرض على والد الفتاة دفع فدية مالية وقدرها خمسة آلاف دولار لقاء التراجع عن تهديداته بقتل العروسين الكرديين اللذين تتحفط “عفرين بوست” على ذكر هويتهما وتفاصيل أخرى، حرصاَ على سلامة العائلة، وكذلك مراعاة للحرج الاجتماعي.    

 والحادثة ليست الأولى من نوعها، ففي 6/1/2021، هدد مسلحٌ من ميليشيا “الحمزات” عائلة كردية بريف عفرين بخطف ابنتها في حال إصرارها على عدم تزويجها به. وأوضحت المصادر حينها أن الفتاة الكردية رفضت الزواج من المسلح الذي تقدم لها، إلا أنه حاول ممارسة شتى أنواع الضغوطات على ذويها للقبول بالأمر، ومن جملة ما قام به أنه قطع 200 شجرة زيتون وجرّ والد الفتاة مرتين متتاليتين إلى مقر الميليشيا، وعمل على تخويفه وترهيبه بتوجيه اتهامات مفبركة له.

في السابع عشر من فبراير/شباط قالت منظمة حقوق الإنسان ــ عفرين إن السيدة الكردية شيرين رسول محمود (20 عاماً) توفيت في 15 شباط الجاري، جراء إصابتها بالصدمة نتيجة اختطاف زوجها وتعرضه للضرب والتنكيل في منزلهم بقرية حسيه – ناجية موباتا/معبطلي في ريف إقليم عفرين المحتل.

وفي التفاصيل قالت المنظمة حقوق الإنسان- عفرين أن السيدة “شيرين الحامل في شهرها السادس، تعرضت لصدمة نفسية بعدما شهدت عملية اختطاف زوجها (عبدو عزت كنج خميس) والتنكيل به على يد مسلحي ميليشيا “الجبهة الشامية”، وبعدما ساء وضعها الصحي نُقلت إلى مركز طبي في مدينة عفرين ومن ثم تم تحويلها إلى مشفى في مدينة قرقخان التركية بعد تدهور وضعها الصحي، حيث وافتها المنية، وقد سارع الفريق الطبي إلى إجراء عملية ولادة قيصرية لها لترزق بطفلتين لا تزالان في حواضن المشفى التركي تحت المراقبة.

وأكدت المنظمة أن تم نقل جثمان “شيرين” لتوارى الثرى في قرية حسيه، بينما لا يزال مصيرها زوجها “عبدو” مجهولاً منذ اختطافه في إطار حملة الاعتقالات التي شنتها ميليشيا “الجبهة الشامية” بتاريخ 22/12/2020، وطالت أيضا كلاً من (مصطفى بكر عمر 62 عاما – مصطفى محمود حنان 61 عاماً – محمد منان عبدو 60 عاماً – محمد مصطفى حسيكو 45 عاماً).

في الثامن عشر من فبراير/شباط أفاد مراسل عفرين بوست بأنّ مسلحين من ميليشيا “لواء صقور الشمال” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين اعتدوا لفظيّا على امرأة كردية في إحدى قرى ناحية بلبل، وقصوا عنوة، بعد توجيه إهانات إليها ونعتها بالكافرةِ.

كانت السيدة الكُردية الستينيّة تسرّح شعرها في فناء دارها بالقرية، إلا مسلحي الميليشيا الذين يتمركزون في أحد المنازل المجاورة توجهوا إليها واعتدوا عليها بالكلمات النابية متهمين إياها بالسفور والتشبه بالمقاتلات الكردية في إطالة شعرها.

وقال المسلحون لها: “أنتِ كافرة.. كيف تمشطين شعرك في الخارج؟ أنتِ عاهرة وتتشبهين بمقاتلات الحزب” في إشارة إلى مقاتلات وحدات حماية المرأة، ومن ثم أقدموا على قص شعرها بالكامل عقابا لها، بحسب المراسل. وتتحفظ “عفرين بوست” على اسم السيدة والقرية التي شهدت الحادثة حرصاً على سلامتها.

وتأسست ميليشيا “لواء صقور الشمال” عام 2012 بدعم وتمويل من دولة قطر، وتضم مسلحين من إدلب وجسر الشغور، قاتلوا جيش النظام في الشمال السوري، حتى قررت أنقرة تشكيل ميليشيا “الجيش الوطني” في 30 كانون الأول 2017، التي ضمت عدة ميليشيات إسلامية- جهادية بينها “لواء صقور الشمال” بهدف خدمة أجندات أنقرة في سوريا. وتحتل الميليشيا عدداً من القرى في ناحيتي بلبل وشران، وتستولي على 35 ألف شجرة زيتون في ناحية بلبل لوحدها.  

التفجيرات في عفرين..

في الرابع عشر من فبراير شباط انفجرت سيارة فان في مدخل مركز ناحية جنديرس وتحديداً أمام محل المواطن عبدو محمود ما أدى إلى إصابة شخصين بجراح أحدهما إصابته حرجة، وأضرار مادية كبيرة بالمكان.

في السادس عشر من فبراير/شباط أفاد مراسل عفرين بوست بأن انفجار وقع مساء الثلاثاء 16/2/2021، بسبب في حي المحمودية في مركز إقليم عفرين المحتل، بسبب عبوة ناسفة مزروعة بسيارة من نوع “سنتافيه” عائدة لأحد المستوطنين المنحدرين من غوطة دمشق، وقد أُصيب بشكل بليغ، وأشار المراسل إلى أنّ المستوطن المصاب محسوبٌ على ميليشيا “فيلق الشام” ولديه محل للمحروقات في محيط مدرسة الصناعة بحي المحمودية. 

وكان انفجاراً مماثل بعبوة ناسفة مزروعة بسيارة “فان” وقع وسط مدينة الباب المحتلة، قرب دوار السنتر عند مسجد النصر ما أدى لمقتل شخص وإصابة السائق ممن كانوا ضمن السيارة، إضافة إلى جرح ثلاثة أشخاص كانوا قرب موقع الانفجار.

في الرابع والعشرين من فبراير/شباط صباحاً انفجرت عبوة لاصقة بسيارة مركونة أمام مقر ميليشيا “أحرار الشرقية” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، ما أدى لإصابة أربعة أشخاص.

ووفقاً لمراسل عفرين بوست فالسيارة تعود لمسلح في ميليشيا “الشرقية” وكانت مركونة أمام مقر جماعة “أهل البدر” التابعة لميليشيا “الشرقية” بالمنطقة الواقعة بين مدينة الملاهي بشارع الفيلات والأوتوستراد الغربي، وانفجرت بواسطة عبوة لاصقة، وأسفرت عن إصابة أربعة مستوطنين، علاوة على وقوع أضرار كبيرة في السيارات المركونة في موقع التفجير، علما أن نسبة السكان الأصليين في تلك المنطقة لا تتجاوز 2% ويستوطنها المسلحون وذووهم، بعد تهديد أصحاب تلك المنازل.

يُذكر أن التفجير الذي وقع في مدخل بلدة جنديرس في 14/2/2021 أدى إلى إصابة المواطن الكردي المسن عزت خليل عثمان (70 عاماً) من أهالي قرية جقلا وسطاني ــ جنديرس، ومقيم في جنديرس، بشكل بليغٍ، وقد اُستشهد بالمشفى باليوم التالي متأثراً بإصابته.

في الرابع والعشرين من فبراير/شباط ذكرت عفرين بوست نقلاً عن مصادرها أن مواطنين كرديين استشهدا صباح يوم الثلاثاء 23/2/2021، في قرية باسوطة جراء انفجار “غامض” استهدف منزل المواطن شريف كوليليه، في حين عمدت سلطات الاحتلال التركي إلى تطويق قرى باسوطة وبرج عبدالو والغزاوية، وسط شن عمليات مداهمات واعتقالات.

 وأكدت المصادر أنَّ انفجارين وقعا في قرية باسوطة/ناحية شيراوا، الأول قد وقع في الساعة الخامسة والنصف صباحاً، في منزل المواطن شريف كوليليه، ما أسفر عن استشهاد ابنته (هيفا 21عاما)، والشاب الكردي (نوزاد أكرم 45 عاماً) الذي كان يحلُّ ضيفا على العائلة، دون التمكن من معرفة حيثيات التفجير وظروفه.

وأشارت المصادر أن تفجيراً آخر وقع بعد ساعات من التفجير الأول في المنزل ذاته، وحسب الفيديو المتداول، فإن عبوة ناسفة تم تفجيرها عن بُعد من قبل سلطات الاحتلال التركي وميليشياته، وتم تصوير العملية بحرفية تامة، حيث صاحب التفجير أصوات تكبيرات التي دأب مسلحو الميليشيات ترديدها في كل عملية تفجير.

وأسفر التفجير عن تدمير ما تبقى من منزل المواطن “شريف كوليله” فيما لا يزال مصير بقية أفراد عائلته (زوجته وابنته الأخرى) مجهولاً حتى الآن.

وبادرت ميليشيا “الحمزات” التي تحتل القرية، إلى إقالة المسؤول الأمني لديها، بزعم وجود خلل أمني حسبما ورد في التعميم الصادر، إلا أن هذا التعميم قد يكون بهدف التغطية على حيثيات الجريمة ودفعها باتجاه اتهام الضحايا أنفسهم وتثبيت رواية ” قيام الشهيدين بتجهيز عبوة ناسفة وانفجارها بالخطأ بهما”، حيث دأبت الميليشيات إلى اتباع هذا الأسلوب بهدف شن عمليات اعتقال وابتزاز بحق أهالي قرية، كما حصل في حادث تفجير سيارة متزعم “العمشات” في قرية كاخريه/معبطلي، الذي كان يقف خلفه أحد مسلحي الميليشيا على خلفية خلافات على النفوذ!

وأضافت المصادر أن سلطات الاحتلال التركيّ تواصل فرض تطويق قرية باسوطة وكذلك على قريتي برج عبدالو والغزاوية المجاورتين، وتشن عمليات مداهمة واعتقال، وسط ورد أنباء عن اعتقال زوجة الشهيد “نوزاد” فيما لا يزال أجواء الخوف تخيم على القرى الثلاثة.

الجدير ذكره أن مسلحين من ميليشيا الحمزات اختطفوا في 17/9/2018 المواطن نوزاد ومعه ابن خاله الطفل إيفان عيدو قاصو من أهالي قرية باسوطة، أثناء ذهابهما إلى قرية غزاوية ومعهم مبلغ قدره ثلاثمائة ألف ل.س عربون لحقل رمان مستأجر من ذويه. واعتدى المسلحون بالضرب المبرح على الطفل “إيفان” وأرسلوه إلى القرية واختطفوا المواطن “نوزت” وخلال فترة احتجازه تعرض للضرب والتعذيب في سجن الميليشيا، وأطلق سراحه بعد 10 أيام لقاء دفعه فدية مالية.

في الخامس والعشرين من فبراير/شباط مساءً سقط عدد من القذائف الصاروخية على عدة مواقع في مركز إقليم عفرين المحتل، دون التمكن من معرفة حجم الأضرار، في حين أقدمت قوات الاحتلال التركيّ على قيامها بالقصف المدفعيّ على قرى في ناحية شيراوا والشهباء.

وفقاً لمراسل عفرين بوست في المركز فإن القذائف سقطت على ثلاثة مواقع أمنية بمحيط مشفى آفرين “الشفاء حالياً” ومحيط مدرسة فيصل قدور التي تتمركز فيها قوات الكوماندوس التركي، وكذلك سقطت قذيفة صاروخية على الأوتوستراد الغربي حيث تنتشر مقرات ميليشيا “أحرار الشرقية”، ولم ترد أي معلومات لحد الآن عن الأضرار الناجمة عن القصف، ولا عن الجهة التي قامت به.

من جهتها أقدمت قوات الاحتلال التركي والميليشيات الإسلامية التابعة لها، انطلاقاً من قاعدة كلجبرين الواقعة بين مدينة إعزاز ومارع، على قصف قرى ناحيتي شران/ شرا وشيراوا التابعتين لمقاطعة عفرين بالصواريخ والمدفعية. وفقاً لمراسلنا في الشهباء.

وأوضح المراسل أن القصف يتركز على قرى الشوارغة وقلعتها والمالكية تابعة لناحية شرا وكذلك قرى كشتعار والعلقمية ومرعناز تابعة لناحية شيراوا. مشيرا إلى أن أكثر من ٢٥ قذيفة مدفعية وصاروخية سقط على المنطقة ولايزال القصف مستمر حتى هذه اللحظة.

الاستيلاء على أملاك الكُرد العفرينيين

في الثالث من فبراير/شباط وثق مراسل عفرين بوست عدة حالات جديدة من التعدي على الممتلكات من منازل وعقارات وأراضٍ زراعية عائدة للسكان الأصليين في إقليم عفرين المحتل، من قبل الميليشيات الإسلامية وذويهم المستوطنين، بينها حالات استيلاء وحالات بيع واستثمار، وهذا تفاصليها:

أقدم مسلح من ميليشيا “لواء المعتصم” على بيع شقتين سكنيتين عائدتين للمواطن الكردي (محمد كالو) وهو من أهالي قرية كفرزيتيه/ جنديرس، وذلك بمبلغ ألفي دولار أمريكي لكل واحدة منها، علما أن الشقتين تقعان في محيط مدرسة ميسلون بحي الأشرفية.

كما باع المسلح ذاته منزلاً تعود ملكيته للمواطن (رزكار محمود) بمحيط مدرسة ميسلون، بمبلغ 1300 دولار أمريكي، قبل تركه إقليم عفرين نهائياً وتوجهه إلى تركيا.

-قام مسلح من ميليشيا “لواء سمرقند” ببيع منزلاً كائناً بحي المحمودية – القسم الفوقاني، وتعود ملكيته للمواطن الكردي (محمد علو) وهو من أهالي قرية آفرازيه، بمبلغ 800 دولار أمريكي، وينحدر المسلح من محافظة حماه، كما قام المسلح ذاته ببيع منزل المواطن الكردي ”شيخ موس محمد” لمستوطن إدلب لقاء مبلغ مالي وقدره ألف دولار أمريكي، ويقع المنزل في محيط مينى (هيئة الدفاع) سابقاً الكائن قرب أحراش المحمودية. 

-قامت جماعة المدعو “أبو زاهي” التابعة لميليشيا “الجبهة الشامية” ببيع 6 شقق في مبنى سكنيّ عير مكتمل البناء (ع الهيكل) بحي الأشرفية، وبسعر 450 دولار أمريكي لكل شقة، علماً أنَّ متعهد البناء هو “مالك كوسا”.

-قامت ميليشيا “مجد الإسلام” التابعة للاحتلال التركي ببيع تقوم عدة محاضر عقاريّة واقعة بمحيط مشفى ديرسم بذريعة أنها تابعة لحزب الاتحاد الديمقراطيّ، علماً أنّها تعود لأهالي عفرين وعُرف من بين أصحابها المواطن “محمد ديبو” الذي تقدم بشكوى لدى ما تسمى بـ “لجنة رد الحقوق”، إلا أنّها طلبت منه مبلغ 4000 دولار لاستعادة محضره! 

– رفض مستوطن منحدر من الغوطة الخروج من منزل كائن بحي عفرين القديمة، رغم تقدم صاحبة بشكوى لدى ما تسمّى “لجنة رد الحقوق”، وتعود ملكية المنزل للمواطن الكردي (مصطفى محمد) من أهالي كفرشيل.

– أقدمت ميليشيا “رجال الحرب” على بيع عدة منازل في القطاع الأمني الذي تحتله الميليشيا بحي الأشرفية، لمسلحيها المرتزقة العائدين من ليبيا، وهم بدورهم قاموا بتأجيرها لآخرين، ومن ثم عادوا متوجهين إلى ليبيا، بينها منزلان تعود ملكيتهما للمواطن “محمد بركات”، وشراؤهما بمبلغ 2200 دولار.

– يستولي المستوطنون “الغنّامة” على أراض زراعيّة عائدة لأهالي عفرين المهجرين، وخاصة تلك الوقعة في حوض نهر عفرين قرب الجسر الجيد وسط المدينة، وذلك بعد قيامهم بنصب خيامهم عليها، حيث يقومون بزراعتها لصالحهم، وتعود ملكية تلك الأراضي لعائلات (فيو – زلفو – غباري). 

الاستيلاء على أملاك الكُرد العفرينيين

في السادس من فبراير/شباط أفاد مراسل عفرين بوست بأن لجنة ما يسمى “رد الحقوق والمظالم” قامت بزيارة إلى قرية ميدانكي قبل خمسة أيام، واجتمعت مع الأهالي الذين قدموا بعض الشكاوى حول أوضاعهم المعيشيّة، إلا أنّ كلّ من تحدث بشكوى يتم تهديده حالياً.

الشكاوى كانت حول جملة الانتهاكات وأعمال التضييق على الأهالي مثل قطع أشجار الزيتون، ورعي الأغنام في حقول الزيتون، وأعمال السرقة العلنية وكذلك الضرائب التي تفرضها الميليشيات الإخوانية على أهالي القرية.

يذكر أن ثلاث ميليشيات تتقاسم السيطرة على بلدة ميدانكي وجوارها وهي “الجبهة الشامية” و”السلطان” و”صقور الشمال”، والميليشيات تتماثل في ممارستها ضد الأهالي.

وفيما يتصل بالاستيلاء على أملاك وبيوت المواطنين الكرد، ذكر مراسل عفرين بوست بأن أكثر من 135 عائلة من أهالي بلدة بلبله/ بلبل الكرد والقرى القريبة والتابعة للناحية يسكنون في منازل مستأجرة في مدينة عفرين بسبب منعهم من العودة إلى بيوتهم في مركز الناحية وقراها، من قبل مسلحي الميليشيات، ولذلك بقيت تلك العوائل في مدينة عفرين حتى تاريخه، فيما تم الاستيلاء على البيوت من قبل المستوطنين المستقدمين من محافظة حمص، وكان ضمنهم نحو 600 عائلة تركمانية، بالإضافة إلى مستوطنين قادمين من بلدة حيان.

في سياق آخر وفيما بتعلق بسوء الأوضاع العامة ترفض إدارة مشفى (ابن سينا) استقبال أي مريض إلا بعد مساومته حول أجرة الغرفة في المشفى، وتبلغ تكلفة منامة يوم واحد 30 دولاراً، عدا أجرة الطبيب والأدوية، ومن جهة أخرى توقف مشفى السلام عن العمل وسط أنباء عن توقف الدعم الماديّ، رغم الظروف الصحية الحرجة جراء انتشار جائحة كورونا.

في السابع من شباط أفاد مراسل عفرين بوسته بأنه وفي إطار عمليات بيع أملاك أهالي عفرين تم بيع منزل المواطن الكردي محمد أحمد أحمد من أهالي ناحية شيه/شيخ الحديد الكائن في حي الأشرفية طابق الأول، قرب مولدة سعيد جانب الصناعة بمبلغ مقداره 1200دولار أمريكي إلى مستوطن ينحدر من محافظة إدلب كان يسكن بالخيم عند نهر عفرين، والي باع من جماعة الشامية (احمد عادل)

وتم بيع منزل محمد حنان من كوندي قاسم بينو بحي الأشرفية جانب جامع بلال تحت مغسلة الغوطاني حاليا والبائع هو المدعو أبو أحمد الديري وينحدر من محافظة دير الزور ويعمل مع ميليشيا “الجبهة الشامية” ولديه سيارة ميتسوبيشي قديمة، فيما المشتري مسلح ينحدر من محافظة إدلب قادم من ليبيا، وقد تمت عملية تم في مكتب عقاري لشخص من عفرين مقابل مبلغ مقداره ألف دولار أمريكي، وقبض الدلال العفريني (سمير) مبلغ 200 ألف اليوم

وباع مستوطن ينحدر من محافظة إدلب دكاناً في (البناية الحمراء) الكائنة بحي الأشرفية، بمبلغ 700 دولار أمريكي، إلى مستوطن آخر ينحدر من الغوطة ليفتتح فيه محلاً للسمانة والخضرة، وتعود ملكية المحل إلى المواطن الكردي (محمد أوسو) وهو من أهالي قرية قورنة/بلبل، وهذه هي المرة الثانية التي يتم فيها بيع المحل.

في العاشر من فبراير/شباط قال مراسل عفرين بوست في مركز إقليم عفرين المحتل اليوم، أن المدعو (أبو أحمد مباحث عسكرية) المتزعم في ميليشيا “الشرطة العسكرية” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، يستولي على أكثر من 70 منزلاً عائداً لمهجّري عفرين وتستثمرها لصالحه، بينما يتخذ عددا منها كمقرات لعناصره.

وأوضح المراسل أن المنازل المستولى عليها، تقع في شارع يقع مقابل مدرسة التقدم بحي عفرين القديمة أو ما يُعرف بشارع “أبو دليل” الذي كان يفتتح سابقا فيه محلا لصيانة الأسلحة.

 في السياق ذاته، أقدم عنصر من ميليشيا “جيش الشرقية” على بيع منزل المواطن الكُردي “منان محمد” وهو من أهالي قرية بيليه/بلبل، وذلك بمبلغ وقدره 1700 دولار أمريكي، علما أن المنزل يقع بحي الأشرفية.

وذكر مراسل عفرين بوست أيضاً أن مجموعة المتزعم في ميليشيا “الجبهة الشامية” الإسلامية، المدعو ”أبو محمد شامية”، تقوم بتوزيع المنازل الكائنة في حارة الفيل – الأشرفية على عناصرها، وترفض تسليمها لأصحابها الموجودين في عفرين، علماً أن عدداً محدوداً جداً من أصحاب تلك المنازل قد استردوا منازلهم ، ولكنهم اضطروا لإيجارها كونها باتت أشبه بثكنة عسكرية.

وكانت القوات التركية اتخذت في بداية عام 2019، الأبنية السكنية كقاعدة عسكرية رئيسيّة لها في مركز مدينة عفرين وذلك بعد قيامها بطرد ساكنيها من أهالي المدينة، وأتبعت عملية الطرد تبعتها بحملة نهب شاملة للبيوت الواقعة في تلك الكتلة السكنية.

وأخلت القوات التركية تلك الأبنية في أواخر أكتوبر 2020، لتستولي عليها ميليشيا “الجبهة الشامية بشكل كامل، وترفض إعادتها لأصحابها الأصليين.

وتبلع عدد الأبنية السكنية في الموقع نحو 30 بناء سكنيّ (أربعة طوابق) والتي تتوسطها مدرسة “التقدم”، واتخذتها قاعدة عسكرية بعد قطع الشوارع المؤدية إليها بالسواتر الترابية والأسلاك الشائكة وتركيب أضواء كاشفة ونشر قناصين على أسطح المباني السكنيّة.

وكانت تتمركز في القاعدة عدد من الدبابات وتقوم ميليشيا “الفرقة 23” بحراسة القاعدة التي تقع في حارة الفيل – خلف مركز الأسايش سابقاً – في حي الأشرفية وسط المدينة.

في السادس عشر من فبراير/شباط رصد مراسل عفرين بوست في مركز إقليم عفرين المحتل، جملة من الانتهاكات التي ينفذها المستوطنون بحق ممتلكات أهالي عفرين، سواء الباقين منهم أو المهجرين وهي كالتالي:

– مستوطن منحرد من الغوطة الشرقية بريف دمشق، يرفض تسليم متجر لصاحبه بدعوى أن مالكه “كافر” وكان يبتاع فيه المشروبات الروحية، ويقع المتجر على طريق جنديرس وسط مدينة عفرين وتعود ملكيته للمواطن الكرد “فهد” وهو من أهالي قرية قيباريه/عرش فيبار.

-مستوطن مسنود من ميليشيا “لواء السلطان محمد الفاتح” يبيع منزل المواطن المهجر (خليل محمد- من أهالي قرية كازيه) بمبلغ 2500 دولار أمريكي لمسلح قادم من ليبيا مؤخراً، علما أن المنزل يقع في محيط مركز البريد وسط المدينة.

-مسلح منحدر من مدينة حمص ومنتمي لميليشيا “لواء المعتصم” يبيع منزل في الجمعية السكنية (مساكن الفيلات)، ضافة لمتجر موجود في المحضر ذاته، بمبلغ 3500 دولار أمريكي، لمستوطن إدلبي، علما أن المنزل والمتجر تعود ملكيتهما للمواطن (محمد يوسف) وهو من أهالي قرية موساكا- راجو.

-مستوطن منحدر من الغوطة يبيع متجر عائد للمواطن غانم كعدة (من أهالي نبل ويقيم بعفرين منذ القدم) بمبلغ 1000 دولار أمريكي، والمتجر يقع على طريق ترنده – حي الأشرفية، علما أن المتجر ذاته قد تم بيعه سابقا بمبلغ 400 دولار أمريكي

-ميليشيا “الحمزات” تفرض على المستوطنين الذين يحتلون منازل مهجري قريتي براد وكيمار، إتاوة 50 ليرة تركية على كل منزل، واستثنت عائلات مسلحيها من الإتاوة المفروضة.

في السادس عشر من فبراير/شباط أفاد مراسل عفرين بوست بأن مستوطناً ينحدر من الغوطة الشرقية راجع مؤسسة الكهرباء، ليقدم طلبات لتركيب ستة عدادات كهرباء، باسمه فقط، ما يعني وجود ستة عقارات بتصرفه، ولدى سؤاله عن العدادات الستة، أجاب: إنه يملك ستة منازل في مدينة عفرين، وقد اشترى المنازل الستة، وكل منزل بمبلغ 800 دولار أمريكي، وهي تقع في حي الأشرفية فوق البازار (سوق الأربعاء الأسبوعي) وفي بناء واحد يعرف ببناية أبو هفال من أهالي قرية ميدانا- راجو.

ويضيف المستوطن إنه يشغل أحد هذه المنازل على سبيل السكن، فيما يقوم بتأجير المنازل الخمسة الباقية، التي كان قد اشتراها من عنصر مسلح تابع لميليشيا المعتصم.

وفي سياق أملاك أهالي عفرين المستولى عليها عرض عنصر مسلح ينحدر من قرية رتيان بريف حلب الشمالي منزلاً استولى عليه للبيع، وتعود ملكيته للمواطن الكردي المهجر قسراً محمد جعفر من أهالي قرية كرزيليه/قرزيحل.

في الحادي والعشرين أفاد مراسل عفرين بوست بأن مسلحين تابعين لميليشيا “صقور الشرقية” قاموا ببيع أربع شقق سكنيّة تعود ملكيتها للمتعهد الكرد محمد فريد، وتقع الشقق في بناء على طريق جنديرس جانب معصرة فؤاد ناصر، وتم بيع كل شقة بمبلغ 900 \ولار أمريكي، وتتذرع الميليشيا بحجة أن الشقق هي غنائم وتعود للحزب.

في الرابع والعشرين من فبراير/شباط أفاد مراسل عفرين بوست بأنه تمّ مساء الثلاثاء 23/2/2021 بيع شقة سكنية تعود ملكيته للمواطن الكردي سيدو عارف من أهالي قرية كوندي ديكة بمبلغ قدره 700 دولار أمريكي، وتقع الشقة في حي الأشرفية قرب مدرسة رش.

كما تم بيع منزل المواطن الكردي محمد زمجي الكائن قرب مثلث الاستيراد، في الطابق الأول البناء الأوسط بمبلغ قدره 2500دولار أمريكي، والبائع عنصر مسلح تابع لميليشيا “جيش الشرقية” فيما المشتري مستوطنٌ وافد من المنطقة الشرقية.

وأضاف المراسل أن الخلافات ما تزال مستمرة بين المسلحين والمستوطنين حول منازل أهالي عفرين، وقد أقدم مسلحون تابعون لميليشيا “صقور الشرقية” على إخراج مستوطنين من البيوت والممتلكات التي استولوا عليها في بناية المواطن فريد محمد من أهالي كاخرة الكائنة على طريق جنديرس، ليقوموا بتأجير البيوت والمحلات لصالحهم، ويبلغ عددها 17 شقة سكنية و8 محلات تجارية.

في سياق آخر رفض مسلحون يتبعون إلى ميليشيا ملكشاه إعادة سيارة فان استولوا عليها إلى صاحبها المواطن الكردي محمد خليل شيخو من أهالي كوندي كردو، وبادروا إلى إخراجها من نطاق إقليم عفرين وتهريبها إلى بلدة الراعي.

في السابع والعشرين من شباط أفاد مراسل عفرين بوست أن مسلحاً من ميليشيا “الجبهة الشامية” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، باع منزل المواطن الكُردي “محمد أمين إبراهيم” –من أهالي شيراوا- الكائن بحي الأشرفية، وانشق من صفوف الميليشيا وفر إلى مناطق النظام بحلب.

وأوضح المراسل المسلح المدعو “أبو إبراهيم الديري” باع المنزل الذين كان يحتله بمبلغ 800 دولار أمريكي لمستوطن من دير الزور ومن ثم انشق عن الميليشيا وفر.

وفي إطار الاتجار بممتلكات أهالي عفرين المهجرين، قام مسلح آخر من “الجبهة الشامية” – منحدر من بلدة حيان- ببيع منزل المواطن “علي محمد علي” الكائن بحي الأشرفية، بمبلغ 1200 دولار أمريكي إلى مستوطن من بلدة ان العسل بريف حلب. 

 وفي إقرار علني بالانتهاكات، اعترف المدعو “محمد الخطيب عضو فيما تسمى بـ “لجنة رد الحقوق” التابعة للائتلاف الإخواني، في تصريح لصحيفة ”عنب بلدي” بتسجيل 826 حالة انتهاك على ممتلكات الأهالي في الفترة الممتدة بين 20 أيلول 2020 حتى 2 شباط الجاري، علما أن اللجنة تتكون من متزعمي الميليشيات الذين يمارسون الانتهاكات.

السرقات والإتاوات في عفرين

في الرابع من فبراير/شباط أفاد مراسل عفرين بوست بوقوع عملية سرقة هذا الأسبوع لسيارة “سوزوكي” على طريق السرفيس بحي الأشرفية، وجرى تبادل لإطلاق النار بين مستوطنين منحدرين من قرية “العويجة” واللصوص الذين فروا باتجاه مقرٍ لميليشيا “جيش الإسلام في منطقة طريق ترنده للاحتماء فيها.

في السادس من فبراير/شباط قال مراسل عفرين بوست إن عناصر ميلشيا “الوقاص” المسيطرين على قرى التالية (سنارة – أنقلة – هيكجة – مروانية تحتاني – مروانية فوقاني) التابعة لناحيتي شيه وجنديرس، فرضت منذ يومين إتاوة (ضريبة) مالية قدرها 50 ليرة تركية عن كل رأس ماشية يمتلكها المواطنين الكُرد دون أن يشمل المستوطنين من عرب وتركمان.

وقد تم تداول نموذج من الإيصالات صادر عن ميليشيا الوقاص وممهورة بخاتم ما يسمى الجهاز الأمني للميليشيا، تبين نطاق رعي الماشية وعدد رؤوسها، والذي يتم وفقه استيفاء مبالغ الضريبة.

في السابع من فبراير/شباط أفاد مراسل عفرين بوست بأن ابن عم المدعو محمد أوسو يرفض إخلاء منزل المواطن الكردي محمد عثمان من أهالي قرية حسن ديرا التابعة لناحية بعد أن قدم شكوى لاستعادة منزله الكائن بحي الأشرفية إلى ما يسمى لجنة “رد الحقوق”.

وأضاف المراسل بأن مقر ميليشيا السلطان مراد الكائن في شارع التلل يواصل أخذ الإتاوات من المحلات الكائنة في شارع التلل والشوارع المجاورة، رغم صدور قرار من اللجنة بإزالة كل المقرات، وتفرض الميليشيا من كل محل 10 آلاف ليرة سورية شهرياً، علماً أن المنطقة تضم أكثر من فيها أكثر من 200 محل تجاري.

فيما يفرض مسلحو ميليشيا “أحرار الشرقية” يفرضون إتاوات على المحلات التجارية الواقعة في الأحياء الواقعة تحت سيطرتهم، فالمحلات الواقعة على شارع الأوتوستراد يؤخذ منها مبلغ 10 آلاف ليرة سورية إذا كان المحل صغيراً، أما محلات الصرافة وبيع الجملة فالإتاوة مقدارها 50 ليرة تركي، فيما المحلات الكائنة على طريق جنديرس وطريق راجو والواقعة في المدينة فإنها تفرض على كل محل إتاوة مقدارها 10 آلاف ليرة سورية.

في الثامن من فبراير/شباط أفاد مراسل عفريت بوست بأن عنصراً من ميليشيات الاحتلال التركي” الشرطة المدنية”، استولى على منزل مسن كُردي في حي الأشرفية، رغم تواجده في المنزل، حيث أجبر المسلح المواطن “أبو جوان” وهو من أهالي قرية ترنده، على السكن في الطابق الأرضي من المنزل ذاته وقام ببيع الدور العلوي منه لمستوطن بمبلغ 2700 دولار أمريكي.

في الثامن من فبراير/شباط أقدمت مجموعة مسلحين من ميليشيات الاحتلال التركي، على نصب حاجز “طيّار” مؤقت على طريق عفرين – حلب، وسلب تاجر حلبي (مستوطن) مبالغ مالية وبضائع، رغم أن موقع الحادث لا يبعد كثيراً عن أنظار حواجز سلطات الاحتلال التركي.

ووفقاً لمراسل عفرين بوست في مركز الإقليم الكُردي المحتل، فإن عدداً من المسلحين أوقفوا سيارة (سوزوكي) في منطقة قريبة من مفرق قرية قيباريه/عرش قيبار، وسلبوا صاحبها المدعو (عمر محمد) وهو مستوطن منحدر من حي الصاخور بحلب ويقيم بحي الأشرفية بعفرين، مبلغاً مالياً مقداره 4000 ليرة تركية، إضافة لبضائع تقدر قيمتها بـ 400 دولار أمريكي، والبضائع عبارة عن ماكينات حلاقة وبعض الإكسسوارات.

وأضاف المراسل المسلحين أخذوا مفتاح السيارة أيضاَ، ليضطر صاحبها إلى ترك سيارته في موقع الحادث متوجهاً إلى حاجز لسلطات الاحتلال التركي في مفرق القرية، ويقدم شكوى بخصوص حادث السطو المسلح، إلا أن عناصر من ميليشيا “الأمن السياسي” بدلاً من التوجه إلى القبض على الجناة، أدخلوه إلى غرفة التحقيق! ورفضوا البت في شكواه.

في الرابع عشر من فبراير/شباط أفاد مراسل عفرين بوست بأنّ مسلحين من ميليشيا “محمد الفاتح” التابعة لجيش الاحتلال التركي أقدموا على سرقة أسلاك وأكبال الكهرباء للشبكة العامة في قرية معملا /معمل أوشاغي بناحية موباتا في عفرين، بحجة تصليح عطل وإعادة تأهيل شبكة الكهرباء للمنطقة. وأضاف المراسل إلا أن المسلحين لم يقوموا بإصلاح العطل ومضوا سارقين جميع أكبال وأسلاك الكهرباء.

في السادس عشر من فبراير/شباط أفاد مراسل عفرين بوست بأن مجموعة مسلحة تعرف باسم جماعة أبو الوليد التابعة لميليشيا (فيلق المجد) قاموا بفك الأعمدة الحديدية، في عريشة تقع في محيط قرية جوبانا، ويبلغ إجمالي وزن الحديد نحو 60 طناً وتمتد على مساحة هكتار واحد، وتعود ملكيتها للمواطن الكردي المغترب رشيد بلال علو من أهالي قرية كيلا/ كيلانلي.

في السابع عشر من فبراير/شباط أفاد مراسل عفرين بوست بأنّ لصوصاً مجهولين أقدموا قبل أسبوع على سرقة محل البيك للهواتف المحمولة الكائن على طريق راجو بمركز عفرين شمال سوريا، وتصل قيمة المسروقات لحوالي 30 ألف دولار أمريكي، وأشار المراسل إلى أن المنطقة التي وقعت فيها السرقة فيها تخضع لسيطرة ميليشيا “السلطان مراد” مرجحاً وقوف مسلحي الميليشيا ذاتها وراء عملية السرقة، ويعود المتجر لمستوطن يُلقب بـ “البيك” وينحدر من بلدة دير جمال.

وأضاف المراسل أن عملية السرقة تمت رغم وجود العديد من كاميرات المراقبة المركبة من قبل سلطات الاحتلال، منوهاً أن صاحب المتجر تقدّم بشكوى لدى السلطات، إلا أنها أنكرت معرفتها بهوية اللصوص.

وفي سياق متصل، يشهد محيط مطعم “فين” بحي عفرين القديمة عمليات سرقة متكررة للسجادات وينفذها المدعو “مصطفى الشيشاني” وهو مسلح من ميليشيا “السلطان مراد”، والذي سرق أكثر من عشر سجادات منشورة على شرفات المنازل بهدف التنشيف بعد غسلها!

في الثامن عشر من فبراير/شباط أفاد مراسل عفرين بوست بأنّ مسلحين يستقلون مركبة تابعة لميليشيا “الشرطة العسكرية” أقدموا على سرقة 4 رؤوس أغنام من منطقة خزان المياه بحي الأشرفية، علما أن قيمتها تقدر بـ مليون وستمئة ألف ليرة سورية. 

كما شهد محيط مشفى جيهان بحي عفرين القديمة عملية سرقة طالت متجر ألبسة، يفتتحها مستوطن منحدر من حي السكري بحلب، إضافة لسرقة جهاز تحضير القهوة “اكسبريس” في سوق التلل وتعود ملكيتها لمستوطن منحدر من الغوطة، علما أن قيمتها تبلغ نحو 500 دولار أمريكي حسب المراسل.

ولا تقتصر أعمال السرقة على مسلحي الميليشيات الإخوانية، وإنما تقوم بها على نحو كبير عوائل المستوطنين الذين يجتاحون الحقول ويسرقون الأرزاق، وقد وقعت حوادث قتل لدى محاولة ممانعة أصحاب الأملاك الكُرد للسارقين سواء في البيوت أو الحقول.

في العشرين من فبراير/شباط أصيب شخص بالرصاص في شجار تطور إلى إطلاق الرصاص بين عدد من المستوطنين، بسبب خلاف على دراجة نارية في سوق الدراجات وسط مركز إقليم عفرين المحتل. ووفقاً لمراسل عفرين بوست فإنّ مستوطناً ينحدر من إدلب (خان شيخون) أصيب بطلقة في اشتباك مسلح بين عدد من المستوطنين، على خلفية سرقة دراجة نارية وعرضها في سوق الدراجات الكائن بجانب معصرة “فؤاد” على طريق جنديرس وسط مدينة عفرين.

وشهدت تلك المنطقة الواقعة ضمن نطاق سيطرة ميليشيا “جيش الشرقية” يوم الجمعة 19/2/2021 سرقة 3 دراجات نارية مركونة أمام مداخل الأبنية السكنيّة، وسط تفشي أعمال اللصوصيّة في ظل حالة الفوضى والفلتان الأمني وغياب القانون، كما شهدت المنطقة ذاتها سرقة متجر للأدوات الكهربائية افتتحه مستوطن منحدر من الغوطة الشرقية. 

وأضاف المراسل أن حي طريق ترنده وسط المدينة شهد أيضا عملية سرقة سيارة من نوع “كيا” عائدة لمستوطن ينحدر من قرية كلجبرين التابعة لإعزاز المحتلة.

أعمال السرقة لا تنحصر في المسلحين والمستوطنين فقط، فقد أفاد مراسل عفرين بوست أن ضابطا في جيش الاحتلال التركي ويُدعي “جنكيز” قد أقدم على سرقة مولدة كهربائية شركة الكهرباء في المدينة وذلك بحجة الصيانة، إلا أنه قام بنقلها إلى داخل الأراضي التركية وتم بيعها بمبلغ 30 ألف دولار أمريكي، كما أن مولدة كهربائية أخرى تمت سرقتها من حديقة “الشرعية” من قبل الضابط نفسه وتم بيعها بمبلغ 13 ألف دولار أمريكي داخل الأراضي التركية.   

وأشار المراسل أن المدعو “جنكيز” كان أقدم في وقت سابق على نقل الأثاث المنزلي من كتلة الأبنية بحارة “الفيل- الأشرفية”، والتي كانت تتخذ كقاعدة عسكرية من قبل جيش الاحتلال، بواسطة الشاحنات إلى الأراضي التركية وبيعها هناك.

في الرابع والعشرين من فبراير/شباط أفاد مراسل عفرين بوست بأن مجهولين أقدموا في توقيت مبكر من فجر اليوم وتحديداً لدى توقيت صلاة الصبح على سرقة ألواح الطاقة الشمسية الموجودة فوق بناة “ابن السباقة” في حي الأشرفية بمركز مدينة عفرين فوق الصناعة.

وأضاف المراسل أنه تمت أيضاً سرقة دراجتين ناريتين لعناصر تابعة لميليشيا الشرطة المدنية في بناء سكني يقع قريباً من حديقة الأشرفية.

اقتتال المليشيات التركية والإخوانية

في الثامن من فبراير/شباط، قال مراسل عفرين بوست أن شجاراً اندلع ظهر اليوم الإثنين، بين مسلحين من ميليشيا “السلطان مراد” ولصوص من المستوطنين بعد قيامهم بتنفيذ عدة سرقات في سوق التلل وسط مركز إقليم عفرين المحتل شمال سوريا. وبحسب مراسل عفرين بوست فقد تطور الشجار بين الطرفين إلى تبادل لإطلاق الرصاص وسط السوق، ما سبب بحالة ذعر وهلع بين المدنيين.

وفي ريف الإقليم الكُردي، نشب توتر بين مسلحين من ميليشيا “أحرار الشرقية” و”أحرار الشام”، بسبب قيام مسلحي “الشرقية” بطرد مسلح من الطرف الثاني من منزل كان يحتله، لإسكان عائلة محسوبة على متزعم ميليشيا “الشرقية” المدعو (أبو نور شرقية)، واستمر التوتر ما بعد ذلك اليوم.

في السابع والعشرين من فبراير/شباط شهد مركز إقليم عفرين صباح اليوم السبت، استنفاراً أمنياً كبيراً من قبل ميليشيات الاحتلال التركي، وانتشرت العناصر المسلحة داخل المدينة وتم إغلاق مداخلها بالحواجز، وذلك بعد الإعلان عن حملة أمنية موسّعة من قبل ما تسمّى “وزارة الدفاع للحكومة المؤقتة” الإخوانية لاجتثاث “الخلايا الإرهابية” ومحاربة المفسدين بحسب ما جاء في بيانها.

الاستنفار الأمني من قبل ميليشيات الاحتلال امتد أيضاً إلى مداخل ومخارج مدينتي الباب وإعزاز المحتلتين، وسط تحركات مكثفة لدوريات ومسلحي الميليشيات داخل تلك المناطق.

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن متزعم ميليشيا “الجبهة الشامية” أصدر تعميماً على مسلحيه يقضي بمنع أي قوة تابعة لميليشيات “الجيش الوطني” بالاقتراب من المناطق الخاضعة لسيطرته ضمن إقليم عفرين وإعزاز والباب.

ويتخوف الأهالي من حلقة جديدة من المعارك التي تدور بين الميليشيات المتنافسة في المدن المكتظة بالمدنيين، كما دأبت تلك الميليشيات منذ تأسيسها على يد الاحتلال التركي.

وبحسب المعلومات الواردة فإن ميليشيا “الشرطة العسكرية” نسقت في الحملة التي تعتزم القيام بها، مع ميليشيات “فرقة الحمزة والسلطان مراد وأحرار الشرقية وجيش الإسلام” لاستهداف عدد من متزعمي ميليشيا “الجبهة الشامية” أو طردها نهائيا من المناطق المحتلة غربي الفرات، ما دفع الأخيرة إلى نصب الحواجز في مداخل المدن المذكورة لمنع تحركات باقي الميليشيات وخاصة في مدينتي عزاز وعفرين.  

في الثامن والعشرين من فبراير/شباط نشرت ميليشيا “الجبهة الشامية” التابعة للاحتلال التركي مساء اليوم الأحد، أسلحة ثقيلة في مركز إقليم عفرين المحتل بالتزامن مع نصب حواجز للتدقيق في هويات المارة لاعتقال مسلحي ميليشياتٍ متحالفة ضدها.

وفقاً لمراسل عفرين بوست فإن الميليشيا نشرت حواجز في دواري القبّان وكاوا وسط مدينة عفرين، وسط تمركز عربات دوشكا في محيط الدوارين، وبدأت بحملة تدقيق في هويات المارة، حيث تعمد هذه الحواجز إلى اعتقال المسلحين وخاصة إذا كان منتمياً لميليشيا العمشات والحمزات وملكشاه والسلطان مراد، كونها دخلت في حلف واحد بهدف إقصاء ميليشيا “الشامية” من الساحة.

كما شهد أحد مقرات ميليشيا “أحرار الشرقية” قرب دوار ماراتي في القسم الغربي من المدينة، اليوم، اجتماعاً مع متزعمين في ميليشيا “الشامية” للبحث في كيفية التصدي للتحالف المشكل من الميليشيات التركمانية. 

جرائم الاعتداء البدني..

في الرابع عشر من فبراير/شباط أفاد مراسل عفرين بوست بأنّ مسلحي ميليشيا “صقور الشام” اختطفوا الشاب الكردي حمزة حمو (30 عاماً) من منزله الكائن في قرية زعرة التابعة لناحية بلبله/بلبل، قبل نحو أسبوع. ووجهوا له تهمة التعامل مع الإدارة الذاتية، وظل المواطن حمزة رهن الاحتجاز مدة ثلاثة أيام، تعرض خلالها لتعذيب شديد، وأضاف المراسل أن الميليشيا أفرجت عن المواطن حمزة، وأخبرته أن اختطافه جرى بالخطأ بسبب وجود تشابهٍ بالأسماء.

اقتتال المليشيات التركية والإخوانية

في الثالث عشر من فبراير/شباط أفاد مراسل عفرين بوست بأنّ اشتباكات عنيفة اندلعت مساء اليوم السبت 13/2/2021، بين ميليشيات “الجبهة الشامية” و”جيش الإسلام” التابعتين للاحتلال التركي، في قلب مدينة عفرين، وسط حالة من الهلع والذعر في صفوف المدنيين نتيجة استخدام الطرفين المتقاتلين للأسلحة الثقيلة وسط المدنيين. ووفقاً لمراسل عفرين بوست فإنَّ الاشتباكات بين الطرفين وقعت في المنطقة الممتدة بين دوار القبّان وداو كاوا وسط المدينة، يتم استخدام أسلحة متوسطة وثقيلة من آربي جي والدوشكا والمدفعية وسط توتر شديد تشهده المدينة، التي تشهد تقاطرا لمسلحي “جيش الإسلام” إلى موقع الاشتباكات للمشاركة فيها، كما طلبت “الجبهة الشامية من جهتها مؤازرات وإمدادات عسكرية من مدينة إعزاز المحتلة.

وأكد المراسل أن الذعر دبّ بين صفوف المدنيين الذين نزلوا إلى الطوابق الأرضية للاحتماء من القذائف التي تتساقط على مقر “الجبهة الشامية” ومحيطها في منطقة دوار كاوا انطلاقا من منطقة دوار قبان حييت تتواجد مقرات “جيش الإسلام”.

ولم تتوفر بعد أي أنباء عن خسار بشرية في هذه الجولة الجديدة من الاشتباكات بين الميليشيات المتقاتلة ولم تُعرف بعد الأسباب المؤدية لذلك، بيد أن الصراع على النفوذ والاستيلاء على ممتلكات الأهالي كان السبب الأبرز المؤدي للجولات السابقة من التقاتل والتصارع.

وفي خبر لاحق أفاد مراسل عفرين بوست بأنّ الاشتباكات أسفرت الاشتباكات عن مقتل مسلحين من ميليشيا “جيش الإسلام” وإصابة 6 آخرين بجراح، كما أصيب 3 مسلحين في صفوف ميليشيا “الجبهة الشامية” التي قامت بحرق مقر الطرف الأول في منطقة دوار القبان. 

وتخللت الاشتباكات قيام مسلحين من ميليشيا “الجبهة الشامية” بالسطو المسلح على صرّاف منحدر من ريف دمشق، حيث تم الاستيلاء على الأموال التي كانت بحوزته، كما تعرض لإطلاق الرصاص ما أدى لإصابته.  

وحصل مراسل “عفرين بوست” على نسخة ورقة من ذلك الاتفاق الذي يقضي بتشكيل لجنة من مشايخ الطرفين، للبت في الخلاف الحاصل بين المجموعتين المنضويتين في صفوف ميليشيا الجيش الوطني” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين.

ووفقا لبنود الاتفاق، طلبت اللجنة المشكلة متزعمي مقرات المتسببة في الاشتباكات، وبناء على التحقيق معهما سيتم توقيف المتسببين المباشرين في الاقتتال ليصار إلى التحقيق ومن ثم إنزال العقوبة بمن يصدر الحكم عليه، بحسب الوثيقة الصادرة.

في الرابع عشر من فبراير/شباط نشرت عفرين بوست تقريراً بعنوان “الاقتتال بين ميليشيات جيش الإسلام والجبهة الشامية ــ القصة الكاملة”

شهدت مدينة عفرين المحتلة أجواء حرب استخدمت فيها الأسلحة المتوسطة والثقيلة، إذ أن ميليشيات “جيش الإسلام و”الجبهة الشامية” انخرطت في جولة جديدة للصراع المسلح، وتوقف القتال بهدنة مشروطة بالتحقيق ومع تهديد بالانتقام.

كيف اندلعت الاشتباكات؟

المشكلة بدأت من التنازع على الاستيلاء على دار تعود ملكيتها لمواطن كردي اسمه “أبو حيدر” من بلدة موباتا، وهي عبارة عن دار عربية في حي الأشرفية، قريبة من المنطقة الصناعية في مدينة عفرين، وقد استولى عليها مستوطن من الغوطة الشرقية وهو تابعٌ لميليشيا جيش الإسلام، وقد حاول مراراً مسلحون تابعون لجماعة المدعو نضال بيانوني التي تنضوي في صفوف ميليشيا الجبهة الشامية، إخراجه من تلك الدار دون جدوى.

يوم أمس السبت 1382/2021 حاول مسلحو “البيانوني” مجدداً إخلاء الدار، ولكن بأسلوبٍ مختلف، فقد اعتمدوا التعنيف والتهديد، ما جعل المستوطن الغوطاني يهرب منهم ويلجأ إلى مقر ميليشيا جيش الإسلام بالحي، وهو يقع قريباً من مقر المدعو “البيانوني”. وبذلك أطلق النار خلف “الغوطاني”، ليردَّ مسلحو ميليشيا جيش الإسلام بالنار أيضاً، وبذلك بدأ الاشتباك المسلح واتسعت دائرته، وانقلب الحي إلى ميدان معركة.

ووفقاً لمراسل عفرين بوست فإن الاشتباكات بين الطرفين وقعت في المنطقة الممتدة بين دوار القبّان وداو كاوا وسط المدينة، واُستخدمت فيها أسلحة متوسطة وثقيلة من آربي جي والدوشكا والمدفعية وسط توتر شديد شهدته المدينة، فيما تقاطر مسلحو “جيش الإسلام” إلى موقع الاشتباكات للمشاركة فيها، وطلبت ميليشيا “الجبهة الشامية من جهتها مؤازرات وإمدادات عسكرية من مدينة إعزاز المحتلة.

وأكد المراسل أن المدنيين نزلوا إلى الطوابق الأرضية للاحتماء من القذائف التي تساقطت على مقر ميليشيا “الجبهة الشامية” ومحيطها في منطقة دوار كاوا انطلاقاً من منطقة دوار قبان حيث جد مقرات “جيش الإسلام”.

وأسفرت الاشتباكات عن مقتل مسلحين من ميليشيا “جيش الإسلام” وإصابة 6 آخرين بجراح، كما أصيب 3 مسلحين في صفوف ميليشيا “الجبهة الشامية” التي قامت بحرق مقر الطرف الأول في منطقة دوار القبان.

توقف القتال مع تدخل ميليشيات للوساطة وتمت صياغة بيان مقتضب لاتفاقِ هدنة حصل “عفرين بوست” على نسخة منه يقضي بتشكيل لجنة من مشايخ الطرفين، للبت في الخلاف، ووفقاً للاتفاق، طلبت اللجنة متزعمي مقرات الميليشيا التي تسببت بالاشتباكات، وبناء على التحقيق معهما سيتم توقيف المتسببين المباشرين بالاقتتال ليصار إلى محاسبتهم بحسب الوثيقة الصادرة.

وتخللت الاشتباكات قيام مسلحين من ميليشيا “الجبهة الشامية” بالسطو المسلح على صرّاف منحدر من ريف دمشق، حيث تم الاستيلاء على الأموال التي كانت بحوزته، (7000 دولار و13 ألف ليرة تركية)، كما تعرض لإطلاق الرصاص ما أدى لإصابته. 

تهديد بالانتقام خلال تشييع القتلى:

خلال تشييع القتيلين، وصف المدعو “عصام البويضاني” (أبو همام) متزعم ميليشيا “جيش الإسلام” اليوم الأحد، ميليشيا “الجبهة الشامية” بالحثالة متوعداً إياهم بالانتقام وقال “والله لن يهدأ لنا بال حتى نأخذ حقهم”، وإحقاق الحق بـ “الطرق المشروعة”.

ونقلت مصادر من الميليشيات أنه ميليشيات الشرطة العسكرية والفيلق الثالث كانت في حالة استنفار لمنع أي احتكاكٍ، وقد تم اليوم تشييع قتلى ميليشيا جيش الإسلام في منطقة كرسانة، وقيل إنهما ينحدران من مدينة عربين في الغوطة الشرقية، وشارك في مراسم التشييع المئات من المستوطنين المنحدرين من مدن وبلدات ريف دمشق، الذين جابوا شوارع مدينة عفرين مرددين شعارات تخوّن “الجبهة الشامية”، وترافق التشييع مع إطلاق نار كثيف خلالها

وبذلك فإن كامل الحي ومعه أحياء المدينة تعيش حالة هدوء حذر مترافق مع استنفار عسكري تحسباً لانهيار الهدنة مع التهديدات التي صدرت، ويتوعد مسلحو “جيش الإسلام” بالانتقام، وأنه بمجرد أن يفتح الطريق أمام مسلحيهم المتمركزين في منطقة الباب للقدوم إلى مدينة عفرين، ويقولون إن في مدينة الباب الثقل الأكبر لقواتهم العسكرية.

توتر سابق وفتوى

وسبق أن أقدم مسلحون من ميليشيا “جيش الإسلام” في 16/1/2021 على طعن المدعو “أبو وكيل الحمصي” المتزعم في “الجبهة الشامية” واتهامه بالتحرش بنساء منحدرات من ريف دمشق، فقد حاول المدعو “أبو وكيل” دخول منازل زوجات قتلى ميليشيا “جيش الإسلام” في حي ترنده، بذريعة توزيع المعونات عليهن، إلا أن مسلحين من ميليشيا “جيش الإسلام” اتهموه بالتحرش بـ “زوجات الشهداء” وأقدموا على طعنه بعدة طعنات، ما أدى لنشوب توتر بين ميليشيا “جيش الإسلام”، وميليشيا “الجبهة الشامية”، وتوسع نطاقه، من حي ترنده إلى منطقة دوار كاوا فيما استقدمت ميليشيا “الجبهة الشامية” تعزيزات عسكرية من مدينة إعزاز المحتلة.

وفي تصعيد للتوتر، نقل مراسل عفرين بوست عن أوساط المسلحين، أن الشرعي في “جيش الإسلام” المدعو “سمير كعكة” وصف مسلحي “الجبهة الشامية” بـ “الخوارج” وحضّ عناصر الميليشيا على قتالهم، وفي حال قُتل أحدهم فإن أجره “أجر شهيدين” بحسب الفتوى التي أصدرها.

ومن جولات الاشتباك السابقة بين الطرفين، اشتباكات وقعت في 21/5/2020 في محيط دوار نوروز أسفرت عن مقتل مستوطن من زملكا برصاص طائش وإصابة اثنين. وفي 19/9/2019 اندلعت اشتباكات في حي الأشرفية أسفرت عن 3 إصابات.

طلب للتعتيم الإعلامي

وفي تصريح ملتبس في معناه وكلماته وجه المدعو “حسن الدغيم” مدير ما يسمى “إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الوطني السوري” نداءً لمن سماهم “إعلاميي الثورة” بالتوقف عن تداول أخبار الاشتباكات التي تحصل بشكل متكرر بين ميليشيا في المناطق المحتلة في الباب وعفرين. وألا يجعلوا من الأخطاء الأمنية والاشتباكات المعزولة وينظروا إليها وكأنها مادة دسمة للتراشق الإعلامي وتفريغ شحنات الإحباط واللوم”

طلب المدعو “الدغيم: نفسه يثبت حالة العجز عن وضع حدٍ للاقتتال الفصائلي، ولذلك طلب عدم نقل التفاصيل، وحاول خلال تصريحه لفت النظر إلى مسألة أخرى وإعادة أسطوانة “الثورة” المشروخة.

في الخامس عشر من فبراير/شباط علمت عفرين بوست من مصادرها أن ميليشيا “جيش الإسلام” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، طلبت من سلطات الاحتلال جعل إقليم عفرين خاليا من السلاح وإخراج كافة المقرات العسكرية إلى خارج المدينة، وإلا أنها ستلجأ إلى التصعيد ضد ميليشيا “الجبهة الشامية” التي قتلت عنصرين منها في اشتباكات أول أمس.

وأوضحت المصادر أن الميليشيا اشترطت لوقف التصعيد ضد ”الشامية” بنقل كافة مقرات الميليشيات إلى خارج مدينة عفرين وتسليم الملف الأمني فيها إلى ميليشيات “الشرطة العسكرية والشرطة المدنية”.

وكان متزعمون في ميليشيا “جيش الإسلام” توعّدوا بالانتقام من ميليشيا “الجبهة الشامية” ثأراً لمقتل وإصابة 8 مسلحين، إثر هجوم على مقرها في منطقة دوار القبان وسط عفرين.

في حين لا يزال الاستنفار والتوتر في أوساط الميليشيتين، وسط ترويج “الجبهة الشامية” لدعاية أن سبب الاشتباكات بين الطرفين يعود لقيام مسلحين من “جيش الإسلام” بتهريب مؤيدين لـ “حكومة دمشق” إلى مدينة عفرين.

في الخامس عشر من فبراير/شباط أفاد مراسل عفرين بوست أن متزعمين في ميليشيا “جيش الإسلام” توعدوا بالانتقام من ميليشيا “الجبهة الشامية” ثأراً لمقتل وإصابة 8 مسلحين، إثر هجوم على مقر لهم في منطقة دوار القبان وسط عفرين. وأضاف المراسل أن الاستنفار والتوتر يسود أوساط الفصيلين، وسط ترويج “الجبهة الشامية” لدعاية أن سبب الاشتباكات بين الطرفين يعود لقيام مسلحين من “جيش الإسلام” بتهريب مؤيدين لـ “حكومة دمشق” إلى مدينة عفرين.

السياق ذاته، اندلعت في مدينة جنديرس يوم أمس الأحد 14/2/2021، اشتباكات عنيفة بين مجموعتين من مليشيات” جيش الشرقية” التابعة للاحتلال التركي، بسبب خلافهما على تقاسم السيطرة على ممتلكات أهالي عفرين. واستخدم الطرفان مختلف أنواع الأسلحة، بدءاً من الأسلحة الخفيفة ومن ثم قذائف صاروخية من نوع RPG إضافة لاستخدام رشاشات ثقيلة بين الأحياء المأهولة بالسكان المدنيين. وأسفرت عن وقوع ست إصابات في صفوف الطرفين وتم إسعافهم إلى المشفى العسكريّ بمدينة عفرين (مشفى الشهيد فرزندا).

مهجرو عفرين في الشهباء وشيراوا..

مظاهرة أطفال عفرين المهجرين قسراً تنديداً بالقصف التركي على الشهباء

في السابع من فبراير/شباط خرجت تظاهرة في بلدة تل رفعت بمقاطعة الشهباء، بمشاركة العشرات الأطفال والطلاب والمعلمات والمعلمين من أهالي عفرين المهجرين قسراً، للتنديد بالقصف التركي المجازر المرتكبة بحق الأطفال مطالبين المجتمع الدولي بوقفها.

رفع الأطفال خلال التظاهرة صور رفاقهم الشهداء ضحايا قصف الاحتلال التركي والميليشيات الإسلامية التابعة له، على بلدة تل رفعت، ولافتات كتبت عليها “نريد أن نحيا حياةٍ كريمة على أرضنا وبلغتنا”، “لا تعبثوا بألعابنا”، “لا تقتلوا طفولتنا”، “أين منظمات حماية حقوق الطفل”، “بعلمنا وقلمنا نبني مستقبلنا”.

طافت التظاهرة الشوارع الرئيسية في البلدة وتم ترديد الشعارات المنددة بالعدوان التركي والمجازر التي ارتكبها بحق الأطفال، وطالبت المجتمع الدولي بوقف القصف والعدوان التركي، كما أكدت الإصرار في مواصلة الصمود والمقاومة.

توقفت التظاهرة أمام النقطة الروسية الموجدة في بلدة تل رفعت، حيث تمت قراءة بيان للرأي العام باسم لجنة التدريب وتعليم المجتمع الديمقراطي في إقليم عفرين. وقرئ البيان باللغتين العربية والكردية.

وذكر البيان نموذج الحياة الهادئة والطبيعية التي عاشها الأطفال في عفرين قبل عدوان القوات التركيّة والميليشيات الإسلامية التابعة له عليها، والذي في 20/1/2021، والتغيرات الذي طرأت وحالة الخوف والانقطاع عن المدرسة وتوقف التعليم لمدة شهرين.

كما توقف البيان على المجازر الدموية التي سببها القصف التركي والميليشيات الإخوانية على مناطق التهجير القسريّ وارتقى بسببها الأطفال شهداء، وكذلك استشهاد أطفال بسبب الألغام.

وسأل الأطفال القيادة الروسية باعتباره الطرف الضامن ومنظمة حقوق الإنسان الأممية “عندما يلعب أطفالكم في الحدائق ويتمتعون بطفولتهم هل تفكرون بطفولتنا، عندما تسلب منا حياتنا ونحن صغار ألا تتذكرون أطفالكم؟ ألا تعلمون بأننا لا نعرف من الحياة سوى الحرب، إذا كنتم تحملون على عاتقكم حمايتنا، فلماذا نُقتل كلَّ يوم؟”.

وذكر البيان المضاعفات التي سببتها الحرب على الأطفال وسأل مجدداً “من يتحمل مسؤولية هذه المأساة؟”.

وختم البيان بمناشدة أصحاب العلاقة بأن يتحملوا مسؤولياتهم لإخراج أطفال عفرين الوضع الحالي وحمايتهم وتوفير الأمان ليذهبوا إلى مدارسهم ويلعبوا مع رفاقهم ويناموا، وأن تؤخذ بعين الاعتبار دماء رفاقهم الصغار الشهداء وقلوبهم المجروحة ويضمنوا حقهم بالحياة الآمنة”.

واختتمت التظاهرة بترديد شعارات تحيي مقاومة أهالي عفرين وتل رفعت وتندد هجمات الاحتلال التركيّ وقصفه.

ــ القصف على جغرافيا التهجير القسري

في السابع من فبراير/شباط قال مراسل عفرين بوست في مناطق الشهباء، إن قوات الاحتلال التركي قصفت مساء اليوم الأحد، عدة قرى في مناطق التهجير القسري بالشهباء، وذلك انطلاقاً من قاعدة كلجبرين بريف إعزاز، دون ورود أنباء عن الخسائر.   وأوضح المراسل القرى التي تستهدفها المدفعة التركية هي كل من مرعناز وشوارغة وقلعة شوارغة ومنغ وعين دقنه ومطار منغ، ويتم استخدام الصواريخ والمدفعية في القصف، ولا يزال القصف مستمرا حتى لحظة إعداد الخبر.

 وكانت قوات الاحتلال التركي قصفت بتاريخ 32 يناير 2021، مدينة تل رفعت الآهلة بسكانها الأصليين ومهجري عفرين، ما أسفر عن ارتقاء 3 شهداء (طفلين وامرأة) إضافة لإصابة 9 أشخاص آخرين، جراح بعضهم خطيرة.

في التاسع من فبراير/شباط قال مراسل عفرين بوست إن قوات الاحتلال التركي وميليشياتها الإسلامية قصفت مساء اليوم الإثنين، بالمدفعية والهاون عدة قرى في ناحية شرا/شران ومناطق الشهباء، انطلاقاً من إقليم عفرين المحتل، دون أنباء عن آثار القصف.

وأوضح المراسل أن مدفعية الاحتلال التركي استهدفت قرى مرعناز، علقمية في ناحية شرا، بأكثر من 15 قذيفة، كما طال القصف مدينة تل رفعت وبلدة شيخ عيسى وقرى بيلونية وحربل التابعة لمناطق الشهباء، مضيفاً أن القصف لا يزال مستمراً حتى الآن.

في الخامس عشر أفاد مراسل عفرين بوست بأنّ قوات الاحتلال التركي وميليشياتها الإسلامية، قصفت هذه الليلة عدة قرى بمناطق الشهباء، باستخدام الصواريخ والمدفعية، دون ورود أنباء عن إصابات. وأوضح المراسل أن القرى التي تتعرض للقصف هي الشوارغة والعلقمية وعين دقنة وبيلونية التابعة لمقاطعة الشهباء، وقد سقطت أكثر نحو 17 قذيفة في تلك القرى.

في السابع عشر من فبراير/شباط أفاد مراسل عفرين بوست في مناطق الشهباء شمال سوريا بأن القوات التركية والميليشيات الإسلامية التابعة لها استهدفت مساء اليوم الأربعاء، من مواقعها في بلدة مارع المحتلة بعدة قذائف مخيماً يقطنه مهجرو عفرين في مناطق الشهباء بريف حلب الشمالي، دون ورود أنباء عن إصابات. وأوضح المراسل أنّ أكثر من عشرة قذائف مدفعية سقطت في محيط مخيم “سردم” الذي يأوي الآلاف من مهجري عفرين، ما سبب بحالة هلع بين صفوف المدنيين، مضيفاً أن القصف استهدف أيضا قرية تل قراح في مناطق الشهباء بريف حلب الشمالي.

في العشرين من فبراير/شباط خرج الآلاف من مهجري عفرين المحتلة في تظاهرة بمقاطعة الشهباء، للتنديد بجرائم وانتهاكات الاحتلال التركي وميليشياته الإسلامية، وذلك في إطار النشاطات والفعاليات التي تنظمها الجالية الكردية في أوروبا.

وسار المتظاهرون على الطريق الواصل بين قرية تل قراح ومخيم “سردم” رافعين صور شهداء مقاومة عفرين والأطفال الذين استشهدوا جراء القصف الاحتلال على تل رفعت، وكذلك حمل المتظاهرون لافتات كتبت عليها، (هزيمة الاحتلال اليوم في غارا وغداً سيكون في عفرين – بروح افيستا خابور وايلان دارا سننتصر بتأكيد – عفرين او عفرين – لا لقتل المدنيين – بمقاومتنا على ارض الشهباء سوف نحرر عفرين –  شعلة المقاومة ستبقى عالية). 

وتجمّع المتظاهرون في مخيم سردم، حيث ألقى نائب الرئاسة المشتركة لمجلس مقاطعة عفرين (محمد عبدو) عبّر فيها عن مساندته للجالية الكردية في أوروبا وفعالياتها، مؤكدا على الاستمرار في مسيرة فضح جرائم الاحتلال التركي.

في حين أكدت الإدارية في مؤتمر ستار لإقليم عفرين شيرين حسن بأن مقاومة أهالي عفرين تفوق على جميع المؤامرات والاتفاقيات التي يتعرض لها أهالي عفرين وأن صمودهم في الشهباء مصيره تحرير عفرين لا محالة.

آثار عفرين..

في السادس من فبراير/شباط نشر موقع عفرين بوست تقريراً عن مديرية آثار عفرين حول تواصل سلطات الاحتلال التركي تدمير المواقع والأوابد الأثرية في إقليم عفرين المحتل في إطار سياسة الإبادة الثقافية لضرب الهوية الحضارية والتاريخية للإقليم الكردي.

وأفاد التقرير بأن سلطات الاحتلال التركي قامت في أوقات سابقة بتجريف وتدمير تل “شوربه” الأثري، متسببة في اقتلاع أشجار الزيتون المعمرة المزروعة على سفح التل.

موقع التل

يقع تل شوربة شمال مدينة عفرين على بعد حوالي 20 كم، ويرتبط التل إدارياً بقرية كمروك وسيمالكا حيث يبعد عن قرية كمروك حوالي 700 م إلى الشمال منها، هو من التلال الأثرية المسجلة لدى وزارة الثقافة ومديرية الأثار السورية بالقرار 244 / أ الصادر عام 1981.

بحسب المديرية فإن التل الأثري تعرض لحفريات تخريبية بالأليات الثقيلة بعد الاحتلال التركي لمقاطعة عفرين وذلك خلال أواخر النصف الثاني من عام 2019، مستعينة بالصور الفوتوغرافية الملتقطة بتاريخ 12 كانون الأول 2019، كما أنها تأكدت من ذلك باللجوء على الصور فضائية تعود لتاريخ 28 في ذات الشهر.

وتظهر في الصورة الفضائية إجراء الاحتلال التركي حفريات ضخمة على كامل مساحة التل المرتفع(الاكروبول)، وتدمير الطبقات ودفائنها، بالإضافة لاقتلاع العديد من أشجار الزيتون المعمرة على منحدر التل الشمالي والشمالي الغربي و امتداد الحفريات نحو المدينة المنخفضة بشكلٍ كبير وعلى مساحاتٍ واسعة تقدر بـ2 هكتار (20000)م2 بينما تقدر المساحة التي طالتها هذه الحفريات التخريبية على التل المرتفع بحوالي (7000)م2 بحسب قائس المساحات على برنامج الغوغل إيرث.

في الرابع والعشرين من فبراير/شباط نشرت عفرين بوست تقريراً حول قيام سلطات الاحتلال والميليشيات الإخوانيّة التابعة له بتخريب وتدمير موقع ألجيا الأثريّ في منطقة عفرين من خلال إجراء حفريات تخريبيّة باستخدام الأليات الثقيلة في الحفر، والأمر الذي يؤدي إلى تدمير الطبقات والمواد الأثريّة فقد أسندت سلطات الاحتلال التركي مهمة البحث والتنقيب عن الآثار إلى الميليشيات الإخوانيّة التابعة له مقابل حصة من قيمة المكتشفات التي يتم العثور عليها أثناء الحفريات التخريبيّة.

الموقع:

 يقع تل ألجيا في ناحية شران بمنطقة عفرين، على مسافة 30 كم شمال مركز مدينة عفرين، وهو من التلال الواقعة ضمن التجمعات السكنيّة، ويقع التل وسط قرية ألجيا، وهو من التلال الأثرية التي لم تُجرَ فيها أية تحريات أثريّة، وهو غير مسجل في قيود مديرية الآثار السورية.

الأعمال التخريبية المنفذة:

من خلال متابعة ملف تل ألجيا حصلنا على صور فضائيّة  تعود إلى مرحلة ما بعد الاحتلال التركي تثبت تعرضَ التلِّ الأثريّ لحفريات تخريبيّة بالأليات الثقيلة في الطرف الشماليّ المرتفع (الأكروبول) بشكلٍ خاص، كما يظهر في الصورة تعرض مساحات من المدينة المنخفضة في الطرف الجنوبي الشرقي من قاعدة التل المرتفع الذي تمَّ إشغاله منذ مئات السنين بمخالفات إشادة الأبنية السكنيّة والتي أفادت من حيث بقاء المساحات الواقعة أسفل الأبنية الحديثة  مقارنةً بممارسات الاحتلال التركيّ التي ساهمت بتدمير التراث الثقافيّ الإنسانيّ بشكلٍ عام والمواقع والتلال الأثريّة بشكلٍ خاص والتي تم تجريفها وتدميرها بالآليات الثقيلة خلال فترة الاحتلال وما زالت هذه الحملة مستمرة إلى الآن.

الجدير بالذكر أنَّ المساحة المحددة باللون الأحمر تشير إلى الحفريات التخريبيّة على التل المرتفع (الأكروبول) وتقدر بنحو (3500) م2، بينما تشير الساحات المحددة باللون البرتقاليّ إلى حفريات المدينة المنخفضة التي تقدر بنحو (4000) م2، ولا نعلم تماماً مدى الضرر الذي لحق بالتل وطبقاته الأثريّة، كما نملك أية فكرة عن اللقى والمواد الأثرية التي عثر عليها أثناء الحفريات التخريبية. وهذه الأعمال التخريبية مستمرة بعد تاريخ الصورة الفضائية الملتقطة بتاريخ 28/9/2019.

في الثامن والعشرين ذكرت عفرين بوست سلطات الاحتلال التركي والميليشيات الإسلامية التابعة له تستمر بالانتهاكات والتعديات على معالم المواقع الأثرية في إقليم عفرين الكردي، بغاية تغيير هوية عفرين التاريخية وسرقة الآثار واللقى الثمينة.

وذكر المرصد السوريّ لحقوق الإنسان، يوم الجمعة 26/2/2021 بأنّ مجموعات عسكريّة من الميليشيات المسلحة التابعة لأنقرة، عاودت خلال الأيام السابقة عمليات تجريف محيط “المدرج الروماني” في موقع النبي هوري في ناحية شران بريف عفرين، ووفقاً لمصادر المرصد، فقد قام المسلحون بعمليات تجريف التربة المحيطة بالمدرج بالآليات الثقيلة، بحثاً عن لقى أثريّة، وذلك على مرأى سلطات الاحتلال التركيّة.

وقد سبق أن تعرض موقع النبي هوري لأعمال الحفر والنبش من قبل ميليشيات مختلفة بحثاً عن الآثار والدفائن. وقد نشر المرصد السوريّ في 11/11/2019 أنّ عمليات سرقة وسلب ونهب ممنهجة لآثار “عفرين” تتواصل مقابل مبالغ ماليّة ضخمة، وأكدت مصادر موثّقة أن الميليشيات التابعة لتركيا أطلقت يد منقبي الآثار في عفرين مقابل مبالغ مالية ضخمة.

وأفادت المصادر بأنّه عُثر على قطعٍ أثريّة في موقع النبي “هوري” أو(سيروس) أو(قورش) والتي تعود إلى عدة حضارات أقدمها من الفترة الهلنستية نحو 280 ق.م وجرى سرقتها، واستخدم عمال التنقيب آلات للحفر وأجهزة متطورة للكشف عن أماكن تلك القطع الأثريّة، فيما قالت مصادر “المرصد” إن المنقبين عثروا على لوحات فسيفسائيّة تم تهريبها إلى تركيا عبر تجار بتسهيلات مشتركة من قوات الاحتلال التركي والميليشيات المسيطرة على تلك المنطقة.

أشجار عفرين ومحاصيلها..

في الرابع من فبراير/شباط أفاد مراسل عفرين بوست بأنّ ميليشيا “السلطان مراد” أقدمت على قطع حوالي 70 شجرة زيتون من حقل في محيط قرية ميدانكي، يعود ملكيته للمواطن الكردي محمد علي محمد، من أهالي قرية قزلباشا- بلبل

وأضاف المراسل أن عمليات قطع أخرى طالت حقل يعود للمواطن الكردي محمد علي محمد/ أبو هفال، من أهالي قرية قره تبه – مركز عفرين وهو صاحب صالة “روتانا” للأفراح، وتم قطع نحو 35 شجرة زيتون من حقل يقع بالقرية والطريق العام، ويضم 140 شجرة.

في السادس من فبراير/شباط أفاد مراسل عفرين بوست بأنّ عناصر الميلشيا (الوقاص) أقدموا الخميس 04/02/2021 على قطع 40 شجرة زيتون تعود ملكيتها للمواطن الكردي كمال محمد نبي من أهالي قرية هيكجة- شيه.

في التاسع من فبراير/شباط أفاد مراسل عفرين بوست بأن ميليشيات الاحتلال التركي قطعت نحو 80 شجرة زيتون في الحقول الواقعة بمركز إقليم عفرين المحتل للاتجار بأحطابها. وأوضح المراسل أن تم قطع 25 شجرة زيتون (بشكل جزئي) عائدة للمواطن الكردي (محرم محمد) وهون من أهالي كفرشيليه- مركز عفرين، إضافة لقطع 14 شجرة من الجذوع، ويقع الحقل المستهدف في قرية تل طويل.

وأضاف المراسل أن الميليشيات قطعت في الموقع ذاته (قرية تل طويل – أسفل قبور حي الزيدية) 40 شجرة زيتون أخرى عائدة للمواطن (فائق محمد) وهو من أهالي قرية جقلا- شيه.

في الثالث عشر من فبراير/شباط أفاد مراسل عفرين بوست بأن ميليشيا “فرقة الحمزة” أباحت للغّنامة المستوطنين رعاية أغنامهم في حقول الزيتون العائدة لأهالي قرية تلفيه (تللف)- جنديرس، لقاء دفعهم مبلغ 50 ألف ليرة سورية عن كل حقل، على أن تقوم الميليشيا بالتغطية عليهم وتضمن لهم سكوتها عن الشكاوى المقدمة من الأهالي، مشيراً إلى أن الغنامة المستوطنين ينتمون لعشيرة الموالي. وأضاف المراسل أن الميليشيا التي تحتل عدة قرىً أقدمت على قطع عشر أشجار زيتون عائدة ملكيتها للمواطن (علي جاسم)، وهو من أهالي قرية كوكبة (من المكون العربي). 

وأشار المراسل أن الميليشيا ذاتها أقدمت أيضاً على الاستيلاء على 200 شجرة زيتون في قرية كفر زيت، رغم وجود وكالة قانونية صادرة عن سلطة الاحتلال، تتيح له الاعتناء بالحقل، علماً أن الحقل تعود ملكيته للمواطن الكردي المهجّر (كاظم حسن) وهو من أهالي قرية برج حيدر- شيراوا. 

في السادس عشر من فبراير/شباط أفاد مراسل عفرين بوست بأن مجموعة مسلحة من ميليشيات الاحتلال أقدمت على قطع 50 شجرة زيتون في قرية جومكه تعود ملكيتها للمواطن الكردي زكريا حمزة الشيخ محمد.

كما أقدمت مجموعة مسلحة أخرى على قطع أكثر من 15 شجرة من حقل تعود ملكيته للمواطن الكردي محمد علي محمد من أهالي قرية كوندي جي عند قرية تل طويل.

في الثامن عشر من فبراير/شباط أفاد مراسل عفرين بوست بأنّ مسلحين من الميليشيات الإسلاميّة التابعة للاحتلال التركي قطعوا 75 شجرة زيتون في أوقات متفرقة بقريتي جما/ناحية شران وقرية قيباريه – مركز عفرين، لبيعها كحطب تدفئة.

ففي محيط قرية جما ــ شران قطع مسلحون من ميليشيا “السلطان مراد” 35 شجرة زيتون من حقل تعود ملكيته للمواطن الكردي (محمد جاويش)، من أهالي بلدة شرا/شران، وقطع مسلحون آخرون على قطع 40 شجرة زيتون إضافة لـ 4 أشجار جوز، عائدة للمواطن الكردي (فاروق نجار) وهو من أهالي قرية عين دارة، ويقع الحقل في المنطقة الواقعة بين حي الأشرفية وقرية قيباريه/عرش قيبار.

وتقدّر منظمات حقوقيّة محليّة، عدد الأشجار التي قطعها المستوطنون ومسلحو ميليشيات الاحتلال، بأكثر من نصف مليون شجرة زيتون، عدا الأشجار المثمرة الأخرى، كما اختفت غابات حراجية وصنوبريّة كاملة من الوجود بسبب تواصل عملية التحطيب.

في الحادي والعشرين من أفاد مراسل عفرين بوست بأن مجموعة مسلحة أقدمت يوم الجمعة 19/2/2021 على قطع 20 شجرة زيتون من حقل تعودُ للمواطن الكردي محمد قصاب من أهالي قرية قوجما/ قوجمان التابعة لناحية جنديرس، كما أقدم المسلحون على قطع 17 دالية عنب.

كما أقدمت مجموعة مسلحة تتبع للمدعو “أبو شقرا” على قطع 45 شجرة زيتون من حقل تعود ملكيته للمواطن الكردي حنان رحمان من أهالي قرية ماتينا/ماتنلي التابعة لناحية شرا/شران، ويقع الحقل في محيط قرية قرية قره تبه، في منطقة تُعرف باسم كيلو متر، وهي قريب من حرش قرية قورت قلاق. وأشار المراسل إلى عملية القطع مستمرة.

في الثامن والعشرين من فبراير/شباط أفاد مراسل عفرين بوست بأن ميليشيا “الحمزات” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، قطعت 60 شجرة زيتون في قرية بابليت – ناحية جنديرس، وتعود ملكية الحقل للمواطن “محمد موسى”، وهو من أهالي قرية (جديدة)، وذلك بهدف الاتجار بأحطابها.

وكانت “عفرين بوست” قد نشرت سابقا أن مسلحي ميليشيا “فرقة الحمزة” يقطعون أشجار الزيتون عشوائياً في الحقول العائدة لأهالي قريتي “ماراتيه/معراتة” و”كوندي مازن”، وينقلونها إلى محل بيع الحطب في مركز مدينة عفرين.

تغيير معالم عفرين وريفها

في الثاني والعشرين من فبراير/شباط نشرت عفرين بوست تقريراً بعنوان “الحريري وأبو عمشة يضعان حجر الأساس لمشفى على أرضٍ مُستولى عليها بعفرين” وجاء في التقرير: على وقع الانتهاكات والفظائع التي ترتكبها ميليشيا “السلطان سليمان شاه” بحق الأهالي، زار المدعو “نصر الحريري” رئيس الائتلاف الإخواني بتاريخ 17/2/2021، ناحية شيه/الشيخ حديد برفقة المدعو “سليم إدريس” وزير الدفاع فيما تسمى “الحكومة المؤقتة” الإخوانية، وقام خلال زيارته بوضع الحجر الأساس لمشفى سيقام في مدخل بلدة شيه، وذلك بحضور المدعو “أبو عمشة” متزعم الميليشيا. وبحضور الجندرمة التركية والوالي التركي المعين في الناحية.

ووفقاً للمعلومات التي وصلت إلى “عفرين بوست” فإن العقار الذي سيقام عليه المشفى مستولى عليه، وهو “حقل زيتون” تعود ملكيته لعائلة “صوفي- 3حصص”، أما الحصة الرابعة فتعود ملكيته لأرملة كردية، حيث كان المدعو “أبو عمشة” استولى عليها مدعياً بأنها هبة من أصحابها!

كما افتتحت الميليشيا التي يحفل سجلها بالإجرام والانتهاكات، مقهى باسم دوار “رجب طيب أردوغان” الذي أعيد تأهيله وسط ساحة النبعة، وقد ارتفع في وسطها العلم التركي، كما أن المحلات المفتتحة مستولى عليها أيضاً، وكذلك افتتحت مولاً تجارياً ضمن المحلات مستولى عليها.

 خطواتٌ وصفها حزب الوحدة الكُردي في تقرير له صدر السبت الماضي، بمحاولةٍ لتبييض أموال الأموال التي نهبها من أهالي الناحية على شكل إتاوات وفدى مالية أو اقتطعها من المرتزقة الذي كانت الميليشيا ترسلهم إلى ليبيا، علاوة على أنها أرادت تغطية جرائمها وإضفاء نوعٍ من الشرعية على وجودها.

وعدّ الحزب الكردي أن تغطية تركيا والائتلاف لمشاريع “أبو عمشة” الذي ينهب أموال طائلة بأساليب عديدة، تُعدّ جريمةً بحد ذاتها ومشاركة معه في الانتهاكات والجرائم التي يقترفها مع ميليشياته.

بينما رأي آخرون أن زيارة الحريري تهدف لانتشال “أبو عمشة” من مستنقع الجرائم التي يغوص فيها والتغطية على سجله الإجرامي الحافل بالنهب والاختطاف والاغتصاب والقتل، وإظهار المنطقة الخاضعة لسيطرته على أنها تنعم بالأمن والاستقرار، بالترويج للمشاريع التي يفتتحها دون الإشارة إلى مصادر تمويل تلك المشاريع!

وأثارت زيارة “الحريري” والمراسم التي صاحبها ردوداً ساخرة، نظراّ للأسلوب الذي اتبع في استقبال “الحريري ومرافقيه”، إذ انتشر مقطع مصور يظهر استقبال المدعو “أبو عمشة” للوفد الزائر، في حين عمد بعض النشطاء إلى تطبيق نشيد “حزب البعث” عليه ونشره على وسائل التواصل الاجتماعي.

وكانت مصادر خاصة من مركز ناحية شيه كشفت لـ “عفرين بوست” استمرار مسلحي ميليشيا “سلطان سليمان شاه”، بالقيام بعمليات سطو وسلب ممتلكات الأهالي وفرض إتاوات على أهالي ناحية شيه/ شيخ الحديد لعام 2020 تقدر قيمتها بنـحو 12 مليون دولار أمريكي.

منذ إعلان احتلال إقليم عفرين الكردي في 18آذار 2018 من قبل جيش الاحتلال التركي وميليشيات تنظيم الإخوان المسلمين “الجيش الوطني السوري”، مورست أبشع الانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية بحق أهالي الكرد سكان عفرين الأصليين، بعد تهجير قسري لنحو 80% من أهلها إلى مناطق الشهباء.

ومن جانب آخر يفرض مسلحو الميليشيات كل أنواع الإتاوات على المحاصيل والمواسم الزراعية وعلى مختلف أنواع الممتلكات، ويحصّلون الفدية المالية جراء القيام بأعمال الخطف للمواطنين الكرد بعد اتهامهم بحجج واهية وتهم مفبركة، بغية التضييق على الأهالي وتضيق الخناق عليهم وتهجير من تبقى من الأهالي من ديارهم.

ميليشيا “سلطان سليمان شاه” والمعروفة بالعمشات نسبة إلى متزعمها المدعو “محمد الجاسم” الملقب “أبو عمشة”، هي من أبرز تلك ميليشيات التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين والتي تعمل بأوامر مباشرة من الاستخبارات التركية.

 سجل محمد الجاسم/ أبو عمشة

هو محمد حسين الجاسم يُعرف بلقبه “أبو عمشة” متزعم ميليشيا “سلطان سليمان شاه”، من مواليد 1985 قرية الجوصة في منطقة السقيلبية بريف حماة الشمالي، ينحدر من أصول تركمانية، وقد اقترن اسمه بأبشع الجرائم والانتهاكات التي لا تعد ولا توصف في عفرين المحتلة.

محمد الجاسم كان يعمل في مقلع الحجر في منطقة السقيلبية بريف حماة براتب شهري لا يتجاوز 30 ألف ليرة سورية، ومع بدء الأزمة السورية وفي أواخر العام 2011 أسس ما يعرف بـ”لواء خط النار” بدعم من المخابرات التركيّة والذي ضم 500-700 مسلح من أصحاب السمعة السيئة بالمنطقة الغربية بريف حماه. وعمل قواداً لدى للمدعو أبو الوليد الكويتيّ متزعم “كتائب شهداء بسقلا” وأصله من درعا وابتزّه بصور في موقف شائنٍ.

وتؤكد مصادر كثيرة، أنّ “أبو عمشة” اشتهر ببيع وتجارة الأسلحة والمحروقات وقطع الطرق وسرقة المنشآت الحيوية والمعامل وطلب الفدية من المدنيين تحت تهديد السلاح منذ 2012، وقد غدر بالفصائل التي انضوى في صفوفها، وشارك القتال مع جبهة النصرة وكان يتمركز هو وجماعته في منطقة كفرنبل وهرب مع السلاح وكذلك فعل مع حركة حزم.

عمل “أبو عمشة” مع المدعو “أبي وليد الكويتي” بتهريب المحروقات من سوريا إلى تركيا، وبوصوله إلى منطقة إعزاز تعرف إلى أبو علي سجو وضباط في الاستخبارات التركية وشكل ميليشيا باسم “سلطان سليمان شاه.

“أبو عمشة” صناعة الاستخبارات التركيّة ومعروف عنه وعن مسلحيه ارتكاب الانتهاكات بالجملة ومنها: قتلُ نائبِ رئيس مجلس “شيه” المحليّ، أحمد شيخو، بعد تعذيبه بطريقةٍ وحشيّة. ومنذ سيطرة ميليشيا العمشات على ناحية “شيه/ شيخ الحديد، لم يتورعوا عن ارتكاب كلِّ أعمال النهب والسلب وسرقة المنازل وممتلكات المواطنين الكرد هناك، وكذلك أعمال الخطف لمئات المواطنين الكرد وطلب الفديات منهم.

وأبو عمشة أحد عرّابي عملية نقل المرتزقة للقتال إلى ليبيا وأذربيجان، وقد ذهب بنفسه إلى هناك دعماً لحكومة الإخوان المسلمين، ونشر صوراً له في زيارة جرحى مرتزقته بمشفى في ليبيا.

سوء أخلاق وتطهير عرقي

يشتهر مسلحو ميليشيا “العمشات” بتعاطي المواد المخدرة والحبوب وممارسة أفظع الجرائم والانتهاكات بحق المدنيين في ناحية شيه/ سيخ الحديد والقرى التابعة لها، وتدريجياً أضحت ناحية شيه ولاية مستقلة يحكمها المدعو “أبو عمشة” وإخوته. حيث تُفرض الضرائب والإتاوات بشكل اعتباطي وتمارس أعمال السرقة والنهب لمواسم ومحاصيل الأهالي ويتم بيعها عنوة بقوة السلاح.

عرف المدعو أبو عمشة بسوء صيته وقيامه باغتصاب زوجات عناصر الميليشيا مستغلاً غيابهم بسبب إرسالهم إلى ليبيا ونارغونو كارباغ، فيما يقوم بتحضير أعدادٍ منهم لإرسالهم مؤخراً إلى إقليم كشمير المتنازع عليه بين الهند وباكستان. وقد كشفت زوجة أحد المسلحين المدعوة “إسراء خليل”، في مقطعٍ مصوّر انتشر على نطاق واسع، أن “أبو عمشة” اغتصبها مراراً وتكراراً.

تتهم منظمات ووسائل إعلام كردية ميليشيا “السلطان سليمان شاه” بالقيام بالتطهير العرقي وتهجير المواطنين الكرد في إطار العملية العسكرية المسماة “درع الفرات” إذ تم تفريغ 70 قرية كردية شمال الباب من أهلها، وأقر المدعو “أبو عمشة” بتهجير الأهالي الكرد من قريتي سوسنباط وقباسين بريف حلب الشرقي، قائلاً “تم توطين 60 عائلة تركمانية قدمت من حمص، ومن مخيمات جرابلس في منازل الكرد”.

الانتهاكات في ناحية شيه/ شيخ الحديد

أفاد مصدر خاص من ناحية شيه/ شيخ الحديد بنماذج من الجرائم والانتهاكات التي يرتكبها مسلحو ميليشيا “سلطان سليمان شاه” / “العمشات” بقيادة أبو عمشة، في مقدمها اختطاف مئات المواطنين الكرد وفرض الفديات عليهم للإفراج عليهم. بالإضافة الاستيلاء على ممتلكات المدنيين.

الاستيلاء على ممتلكات ومحاصيل أهالي ناحية شيه

ــ أكد المصدر على إقدام المدعو “أبو عمشة” الاستيلاء على محطة الوقود (كازية) العائدة ملكيتها لآل كوجر، والاستيلاء على بستان عائلة شيخ إسماعيل زادة بمساحة تقديرية خمسة هكتارات من أشجار التفاح والإجاص وتحويله إلى مركز تربية للخيول وحلبة سباق وتدريب.

ــ الاستيلاء على معصرة الزيتون العائدة ملكيتها لعائلة شيخ إسماعيل زادة وجعلها مقراً لمرتزقتها ومركز تدريب لعناصره.

ــ الاستيلاء على المحلات التجارية الكائنة مقابل محطة الوقود، العائدة ملكيتها لآل شيخ مراد واستثمارها لصالح المدعو أبو عمشة.

ــ الاستيلاء على سبعة محلات تجارية تعود ملكيتها إلى أهالي ناحية شيه بغية تحويلها إلى سوبرماركت ومول، وذلك لصالح أبو عمشة.

ــ الاستيلاء على حقول الزيتون لكافة الأهالي المهجرين قسراً إلى مقاطعة الشهباء المقدّرة بنحو 270 ألف شجرة زيتون والاستيلاء على أكثر من 300 حقل من كروم العنب والمحاصيل الأخرى، كما استولى على حقل الزيتون العائدة ملكيتها إلى عائلة كمال آغا والمقدر عدد أشجارها بحوالي 3000 شجرة زيتون وجنى ثمارها.

فرض الإتاوة وتحديد نسبة فرضها على أهالي شيه

يفرض المدعو “أبو عمشة” الإتاوات على أهالي ناحية شيه بحجج واهية وهي التعامل مع مؤسسات الإدارة الذاتية سابقاً في عفرين.

ــ عمد إلى فرض إتاوة نسبتها 15% من محصول الأهالي المهجرين قسراً لصالح المسلحين باسم المجلس المحلي لناحية شيه، بالإضافة إلى فرض مبلغ مالي قدره 8 دولارات عن كل شجرة لقاء السماح لجني الثمار.

ــ فرض مبلغ مالي قدره 3 دولار أمريكي عن كل شجرة عائدة ملكيتها للأهالي الموجودين في قراهم ناهيك عمليات السرقة والسلب والنهب.

ــ تحصيل نسبة 1/8 من أجور العمال اليوميين بعد تحديد ساعة العمل بمبلغ مالي قدره 500 ليرة سورية.

ــ فرض إتاوة تعادل نصف دولار أمريكي من سعر صفيحة الزيت الفارغة (تنكة) المقدّرة قيمتها بـ 3000 ليرة سورية.

ــ فرض الإتاوة على أهالي القرى من موسم الزيتون، بنسب متفاوتة من صفائح الزيت، وهي (جقلا تحتاني 800 تنكة زيت ـ جقلا وسطاني 700 تنكة زيت ـ كاخرة 2000 تنكة زيت).

ــ فرض إتاوة على كل معصرة مقدارها 500 تنكة، والقيام بجرد عدد تنكات الزيت الصادرة بغرض تحصيل نسبة 20% من مردود زيت الزيتون من الأهالي.

ــ بحسب مصادر من ناحية شيه تم فرض إتاوة مقدارها 250 ألف دولار على مركز الناحية وقرية قرمتلق التابعة لناحية شيه 125 ألف دولار، إضافة إلى قرى جقلا الثلاث 150 ألف دولار.

وقد وصل مجموع الإتاوات في ناحية شيه لعام 2020 ما مقداره (12) مليون دولار أمريكي

خلاص عفرين..

نشر التطرف..

في العاشر من فبراير/شباط نشر موقع عفرين بوست تقريراً تعريفياً بحزب “التحرير الإسلاميّ” بعد ظهوره للعلن من خلال نشاطٍ لأنصاره في مدينة عفرين المحتلة، وجاء في التقرير:

في ظل الاحتلال التركي والميليشيات الإخوانية التابعة لإقليم عفرين، ظهر حزب التحرير الإسلامي ينظم وقفة يدعو فيها إلى نصرة أهالي درعا و”دعم الثورة”، الأمر الذي يطرح جملة من الأسئلة حول أسباب وجوده وزمن توافد أنصاره إلى عفرين المحتلة.

يصفه مراقبون بأنّه حزب إسلاميّ ذي شطحات فكريّة، إذ لا يعترف بالدولةِ الوطنيّة ولا الحدود، ويسمونه “حزب الحيطان” في حلب والشمال، لأنَّ أبرز نشاطاته هي طلاء الجدران وكتابة الشعارات وعبارات تكفير الديمقراطيّة والدعوة إلى الخلافة الإسلاميّة. أما الاسم الأخطر فهو “داعش الأبيض” بسببِ التطرّفِ النظريّ الشديد وتكفيره مخالفيه، ورغم امتناعه عن العمل المسلح فهو يدعو لفتح الجبهات. وبعد حلب وإدلب، ظهر فجأة في مدينة عفرين في نشاطٍ له، يدعو لثورةٍ فاقدةٍ الصلاحيّةِ الزمانيّةِ والمكانيّةِ.

نظّم أنصار “حزب التحرير الإسلاميّ”، في مدينة عفرين المحتلة في 5/2/2021 وقفةً بعنوان “الثورة فكرة والفكرة لا تموت” رُفعت خلالها شعاراتٍ إسلاميّة ودعت إلى إقامة دولة الخلافة.

ذكر “منبر الأمة” وهو موقع إلكترونيّ يشرف عليه المكتب الإعلاميّ لحزب التحرير- ولاية سوريا، أن أنصار الحزب نظموا وقفةً احتجاجيّة في مدينة عفرين، تحت شعار “الثورة فكرة، والفكرة لا تموت”، دعوا إلى دعم أهالي حوران باعتبارها مهد “الثورة السورية”، ونددوا بالمؤامرة القوى الكبرى على الثورة، في إطار حملة شعارها “لا لجريمة الحل السياسيّ”.

حزب التحرير تكتل سياسيّ إسلاميّ يدعو إلى إقامة دولة الخلافة الإسلاميّة وتوحيد المسلمين تحت مظلة الخلافة. وينظم هذا التكتل السياسيّ نفسه كحزب سياسيّ ينشط في المجالات السياسيّة والإعلاميّة وفي مجال الدعوة الإسلاميّة وبناءً على منشورات الحزب فإنه يتخذ من العمل السياسيّ والفكري طريقاً لعمله، ويتجنب ما يسميه “الأعمال الماديّة” مثل الأعمال المسلحة لتحقيق غايته.

يُوصف حزب التحرير بالتشدد في مواقفه، فلا يقبل الحل الوسط بين الإسلام والعلمانيّة، ولا يرضى بأنصاف الحلول لتغيير واقع المسلمين، ولا يقبل بالحلول الترقيعيّة للواقع الفاسد فيطول عمره، وتتأخر نهضة المسلمين، بحسب رؤيته. ومن اللافت أنه لا يقبل أي شكل منظومة إسلامية تعددية، ويفترض على غير المسلمين دفع الجزية.

وما حدث في عفرين بعد الاحتلال هو تغيير ثقافة التسامح الديني والتعددية، وبتهجير أهلها قسراً وتشجيع الاستيطان أضحت بؤرة للتطرف والتشدد، وهو ما يخدم خطة الاحتلال التركي بتغيير هوية إقليم عفرين وتركيبته الديمغرافية. ولا يمكن أن تنظم أي جهة نشاطها وتجمعها إلا بعلم سلطات الاحتلال التركي.

في الحادي والعشرين من فبراير/شباط نشرت عفرين بوست تقريراً عن نشر نساء مستوطنات للتطرف في إقليم عفرين المحتل وتحت عنوان “حبيبات الله ينشرن التطرف في عفرين”.

أفاد مراسل عفرين بوست أنّ جماعات دينيّة دَعويّة ظهرت مؤخراً في مدينة عفرين، وبدأت بالتجوال بين الأهالي والتضييق عليهم من خلال نشر الأفكار المتطرفة وإكراههم على ارتياد الجوامع والمساجد. 

في التفاصيل، أوضح المراسل أن بعض المستوطنين يجبرون الأهالي على ارتياد الجامع إكراهاً، ففي حي طريق جنديرس، شوهد عددا من المستوطنين يتجولون على المحال التجارية ويأمرون أصحابها بإغلاق محالهم والذهاب إلى الجامع لأداء الصلاة، بدعوى أن العمل في وقت الصلاة حرام، مؤكداً أن الأمر يتم بالإكراه والترهيب.

وأضاف المراسل أنه لوحظ مؤخرا ظهور نسوة منقبات في شوارع المدينة تحت مسمى “حبيبات الله”، ويترددن على المحال التجارية التي تديرها النساء، ويعملن على نشر أفكار متطرفة بينهنّ، منوهاً أن إحدى تلك الداعيات المتطرفات اعترفت أنها من جماعة “أحباب الله” التي تضم العديد من النسوة اللواتي يعملن في دعوة الناس للدين وهدايتهم، كما أنها اعترفت زوجها منتمي لتنظيم داعش، وأن هناك أخريات غيرها يعملن في المجال الدعوي.  

ويأتي تشجيع الاحتلال التركي للدورات الدينية استكمالاً لسياساته الطائفية التي يعمل على تغذيتها منذ احتلال عفرين آذار العام 2018، حيث افتتح العديد من المعاهد والهيئات الدينية.

فقد افتتح الاحتلال التركي بالتعاون مع “تجمع شباب تركمان سوريا” معهداً دينياً باسم “معهد الفَتح المُبين”، في قرية كورزيليه/قرزيحل التابعة لمركز إقليم عفرين الكٌردي، لتخريج أطفال بأعمار صغيرة جداً من دورات تحفيظ القرآن من المعهد المذكور.

وفي سياق متصل، افتتح الاحتلال التركي مدرسة الإمام الخطيب “باشا كاراجا” مكان الثانوية الشرعية وسط مدينة عفرين، ويُعرف أن مدارس” باشا كاراجا” تعتبر من أكثر المدارس الدينية رواجاً في تركيا، وتخرج منها الكثير من الشخصيات بينها أردوغان.

وفي السادس من فبراير/شباط الماضي، حصلت “عفرين بوست” على صور جلاءات الاحتلال التركي التي وزعت في عفرين، وتتضمن قائمة المواد وفقاً لجلاء المرحلة الابتدائية 11 مادة رئيسية، منها 3 مواد دينية!، حيث تضمنت قائمة المواد الدينية، المواد التالية: (التربية الدينية، القرآن الكريم، حياة الرسول محمد)، والتي خصص لكل منها خانة في الجلاء.!

وفي التاسع من أبريل الماضي، أظهر مقطع مصور تابعته “عفرين بوست” قيام إحدى المنظمات العاملة تحت عباءة العمل الخيري، بتعليم الأطفال في ناحية “شيه\شيخ الحديد”، للصلاة مع توزيع مجموعة من المقبلات على الأطفال لدفعهم نحو المشاركة معهم في تلك الأنشطة.

ويقوم هؤلاء بتلقين الأطفال طريقة الصلاة، عبر تجميعهم حولهم على شكل حلقة، حيث تتواجد مجموعة من الأطفال بين ذكور وإناث تتراوح أعمارهم ما بين 5 إلى 10 سنوات تقريباً، فيما بينت مشاهد مصورة أحد الأطفال وهو يتلو آيات من القرآن، يعقبه طفل يشرح كيفية القيام بالوضوء، بينما يترافق المقطع المصور بأغنية من الطراز الإسلامية تقول “شمس الهدى أشرقت”.!

 وتشير أغنية “شمس الهدى أشرقت” إلى الرواية التي تتبناها المليشيات الإسلامية والمنظمات العاملة في كنفها، في التعامل مع الشعب الكُردي على أنه مُلحد أو كافر، وهي الحجة التي برر من خلالها الموالون لتنظيم الإخوان المسلمين المصنف إرهابياً القتال ضد أبناء الشعب الكُردي في عفرين.

تآمر الاحتلال التركي ومخططاته..

في الأول من فبراير/شباط أفاد مراسل عفرين بوست، بأن طريق عفرين – جنديرس شهد صباحاً، انتشاراً كثيفاً للجنود الأتراك ومسلحي الميليشيات الإسلامية على طول الطريق، وسط أنباء تتحدث عن زيارة وفد سعودي- تركي للمدينة، دون التمكن من معرفة حيثيات الزيارة والهدف منها.

في العاشر من فبراير/شباط ذكر مراسل عفرين بوست بأن ميليشيا “فرقة السلطان سليمان شاه” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، أنهت دورة تدريبية “جهادية” للعشرات من مسلحيها، والتي أقيمت في أحد معسكراتها الكائنة بناحية شيه/شيخ الحديد بريف عفرين، تمهيدا ً لإرسالهم إلى ليبيا.

وقال مراسل عفرين بوست في الناحية أن الميليشيا قد أتمت الاستعدادات بشأن تجهيز المرتزقة، ومن المقرر أن يتم يوم غدٍ الخميس، إرسال دفعة بينهم (حوالي 130 مرتزقاً) عبر معبر حمام على الحدود التركية السورية إلى الأراضي التركية، ليتم نقلهم فيما بعد إلى ليبيا.

في حين قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن عملية عودة دفعة من المرتزقة السوريين من ليبيا، قد توقفت لأسباب مجهولة حتى اللحظة، ووفقاً للمرصد فإن المقاتلين الذين تحضروا للعودة والبالغ عددهم نحو 140، تم إبلاغهم بإيقاف عملية عودتهم دون إيضاح الأسباب، ما آثار استياءهم لاسيما أن هذه الدفعة كان من المرتقب عودتها في 25 الشهر الفائت وتم إيقاف العملية حينها، لتكون هذه المرة الثانية التي يتم إيقاف عودتهم بعد إبلاغها بالاستعداد للعودة خلال 15 يوماً، على أن يتم مقابل ذلك تجهيز دفعة مماثلة لخروجها من سورية نحو تركيا ومنها إلى ليبيا.

في الثامن والعشرين من فبراير/شباط نشرت عفرين بوست تقريراً بعنوان “ تطعيم الائتلاف الإخواني بـ أبو عمشة كعضوٍ جديد في كتلة الميليشيات المسلحة“، وجاء في التقرير: يبدو أنّ الحفاوة التي استقبل بها المدعو أبو عمشة متزعم ميليشيا “سليمان شاه” للمدعو نصر الحريري، ومراسم وضع حجر الأساس للمشفى في ناحية شيه، لم تقتصر على عملية تبييض الأموال، بل كانت مقدمة لدور قادمٍ، ضمن عملية تطعيم الائتلاف بمتزعمي ميليشيات لهم وجود على الأرض، تحت يافطة إصلاح الائتلاف

قال مصدر داخل “الائتلاف” المعارض، إنّ حركة التغييرات المرتقب إجراؤها داخل الهيئة العامة للائتلاف تشمل إضافة أعضاء إلى “كتلة الفصائل” وإيجاد كتلة من المستقلين-أقليّات (علويون، دروز، وإسماعيليون)، بهدف إحداث توازن نفوذ ترضى عنه تيارات موجودة داخل الائتلاف.

وتهدف التغييرات المزمع إجراؤها ــ بحسب تعبير المصدر لموقع “روزنة” السوري استبدال بعض الأعضاء من “كتلة الفصائل” بعد توافق بين تيارين داخل الائتلاف، أحدهما يتمثل بالرئاسة، وكذلك تقاسم النفوذ بين التيارين، بحيث يُضمن تصويت وولاء أعضاء “كتلة الفصائل” لرئاسة الائتلاف، في حين يُترك للتيار المقابل مهمة انتقاء أعضاء كتلة الأقليات لضمان أصواتهم بأي عمليات تصويت مُقبلة. وبعبارة أخرى هي محاولة لاحتواء الميليشيات المسلحة ضمن الجسم السياسيّ الافتراضي المسمى “الائتلاف”.

يذكر أنه تم تداول معلومات في أوساط المعارضة تفيد بفصل عددٍ أعضاء “الائتلاف” التابعين لما يسمى “كتلة الفصائل”، وهم: العقيد فاتح حسون، وبشار الزعبي، وراكان الخضير، والنقيب محمد الفضلي، والعميد محمد رجب رشيد، وتم تبرير استبدالهم/فصلهم بعدم “وجود حقيقي على الأرض”.

موقع “روزنة” اعتبر أنّ “الأمر لا يتعدى عن كونه تقاسم نفوذ بين هذين التيارين، ولا علاقة له بما سيُسمى إصلاحاً داخل الائتلاف، كما سيُشاع لاحقاً في التصريحات الإعلامية لأعضاء في الائتلاف، حتى أن بعض الأعضاء الجدد من الفصائل لا يوجد لهم أي وزن عسكري على الأرض”.

وتتضمن الإضافة الجديدة إلى جسم الائتلاف بحسب الموقع بثلاثة أشخاص يمثلون الميليشيات المسلحة وهم: ياسر دلوان، أيمن العاسمي، ومحمد الجاسم المعروف بـ “أبو عمشة”.

ياسر دلوان: عُرف برئاسته للمكتب السياسي في ميليشيا فصيل “جيش الإسلام”.

أيمن العاسمي كان المتحدث باسم وفد المعارضة إلى مسار “أستانا”،

محمد جاسم “أبو عمشة” متزعم ميليشيا “سليمان شاه” ويُعرف عنه وفق تقارير صحفيّة ارتكابه لأنواع مختلفة من الانتهاكات من اختطاف وفديات وإتاوات واستيلاء على الأملاك والتعذيب المفضي إلى الموت، في ناحية شيه/منطقة الشيخ حديد وأهالي في قرى عفرين، فضلاً عن نقله مرتزقة سوريين إلى ليبيا وأذربيجان

فيما لم تُعرف بعد أسماء 15 عضواً سيُضافون إلى كتلة الميليشيات، موزعين على النحو التالي: ستة لكتلة المستقلين، وسبعة من ميليشيا “الجبهة الوطنية للتحرير” و7 مما يسمى “الجيش الوطني” وعضو من الوفد العسكري في أستانه.

مجالس الاحتلال..

في الثالث من فبراير/شباط أفاد مراسل عفرين بوست بأن المجلس المحلي في مدينة عفرين التابع للاحتلال التركي، رفع رسم فاتورة الاشتراك الشهري للمياه إلى 20 ليرة تركية أي ما يعادل 8500 ليرة سورية، علما أنها في السابق كان المجلس يتقاضى مبلغ 3000 ليرة سورية. وأضاف المراسل أن جمعية إغاثية تقوم بإمداد شركة المياه بمواد التعقيم وتكاليف الصيانة وغيرها مجانا، مشيرا إلى أن 90% من المستوطنين لا يدفعون اشتراكاتهم الشهرية، بينما يتم التركيز على جباية الفواتير مما تبقى من المواطنين الكرد.

وأكد المراسل أن موظفين إثنين من قسم الجباية في الشركة تعرضا اليوم الأربعاء، للاعتداء والطرد على يد مسلح من ميليشيا “السلطان مراد” اعتراضاً على رفع قيمة فاتورة المياه من قبل المجلس المحلي.

في السياق ذاته، أوضح المراسل أن إقدام الاحتلال التركي على فتح بوابات سد ميدانكي بهدف ملء سد ريحانلي (داخل الأراضي التركية) أدى انجراف مخيمات عشوائية كانت مقامة في حوض نهر عفرين في الأيام الأخيرة وخاصة في المنطقة الواقعة أسفل الجسر الجديد في مركز إقليم عفرين المحتل. وتسبب الفيضان بإلحاق أضرار مادية كبيرة بقاطني المخيمات من الغنّامة، حيث جرفت المياه عشرات رؤوس الأغنام في تلك المخيمات، وأغرقت الخيام بالمياه والوحول. 

جرائم الاحتلال وتنظيم الإخوان المسلمين..

في الرابع من فبراير/شباط أفاد مراسل عفرين بوست بأن ميليشيات الاحتلال التركي أقدمت على تحطيم وتدنيس شواهد القبور في مقبرة قرية كوسا التابعة لناحية راجو، بسبب احتوائها على كتابات باللغة الكردية. وأفاد مصدر من المنطقة لموقع عفرين بوست” أن المسلحين التابعين لميليشيا “فيلق الشام” الإسلامية، أقدموا في وقت سابق على تحطيم شواهد قبر يعود لشاعر كُردي من أهالي قرية كوسا، بسبب احتوائها على قصيدة باللغة الكردية، تم كتبتها على سطع القبر. ويعود القبر للشاعر الكُردي عارف خليل بن شيخو (المولود عام 1956 والمتوفي عام 2012). وبحسب المصدر فإن المقبرة تقع على جبل يقع على بعد 1 كم شمال غربي القرية، والمنازل القريبة من المقبرة يسكنها حاليا المستوطنون.

واستنكرت زوجة الشاعر الكردي السيدة (فاطمة محو)، في منشور بصفحتها على الفيسبوك، حادثة تدنيس وتحطيم القبر بالقول: حتى الأموات لم يخلصوا من شرهم، اللعنة عليهم وعلى مؤسسيهم”، معبّرة عن حزنها العميق تصرف ميليشيات الاحتلال مع حرمة القبور.

وكانت قوات الاحتلال التركي وميليشياتها الإسلامية، قد انتهجت تدمير القبور والانتقام منها، فلى سبيل الذكر لا الحصر، تم تدمير مقابر الشهداء (مقبرة الشهيد رفيق/قرية متينا – ومقبرة الشهيد سيدو – جبل قازقلي بكفر صفرة) بواسطة دهسها بالمجنزرات والقصف الجوي، كما تعرض مرقد المناضل والمثقف الكردي نوري ديرسمي في مقبرة “حنان” بقرية مشاليه/مشعلة وكذلك قبر الشهيد كمال حنان بقرية تللف/جنديرس للتدمير والتدنيس على يد مسلحي الاحتلال، دون أي رادع أخلاقي أو ديني.

في التاسع من فبراير/شباط علمت عفرين بوست اليوم من مصادرها، أن مسلحين من ميليشيا “لواء محمد الفاتح” التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين، أقدموا قبل نحو ثلاثة أشهر على اختطاف مستوطن منحدر من بلدة النيرب في حي الأشرفية، بغية استحصال فدية مالية.

وبحسب المصادر أن الميليشيا أطلقت سراح المستوطن (محمد أحمد عساني) لقاء دفعه مبلغ 60 ألف دولار، إلا أن ذويه تعرفوا على الخاطفين والميليشيا التي ينتمون إليها، فبلغوا ميليشيا “الشرطة العسكرية” عنهم، إلا أن الميليشيا سلمّت خاطفاً واحدا وهو المدعو (حسن عويد) وقامت بتهريب بقية أفراد المجموعة (متنفذين في الميليشيا).

أضافت المصادر أن ميليشيا “الشرطة العسكرية” أفرجت عن الخاطف “حسن” مقابل دفعه مبلغ 15 ألف دولار لمتزعم الميليشيا المدعو ”محمد حمادين –أبو رياض).   

في سياق متصل، تعكف ميليشيا “لواء محمد الفاتح” حاليا على بناء معسكر تدريبي في منطقة درومييه/ في المنطقة الواقعة بين قريتي كوركا وعربا التابعتين لناحية ماباتا/معبطلي، وذلك بدعم من سلطات الاحتلال التركي(ميت).

وبحسب مراسل “عفرين بوست” فإن سلطات الاحتلال قد زوّدت المعسكر الذي سيحمل اسم “فوج المهام الخاصة” بالغرف مسبقة الصنع والحمامات الجاهزة، وقد بدأت الميليشيا بفتح باب الانتساب إلى الدورات التدريبية التي ستقام في المعسكر الجديد. 

في العاشر من فبراير/شباط أفاد مراسل عفرين بوست بأن حي الأشرفية بمركز إقليم عفرين المحتل، شهد مساء أمس الثلاثاء، اندلاع حريق في مستودع للمواد البلاستيكية، بينما سارعت فرق الإطفاء إلى إطفاء الحريق فيما تبقى منها دون وقوع أضرار بشرية.

في التفاصيل، أفاد مراسل “عفرين بوست” في المدينة أن مسلحاً من ميليشيا “جيش الإسلام” أقدم على حرق المستودع بسبب خلاف بين وبينه مستوطن من إدلب حول أحقية الاستيلاء على المتجر الذي تعود ملكيته للمواطن الكُردي المهجر ”محمد رشيد” من أهالي قرية قدا/راجو.

في السابع والعشرين من فبراير/شباط ذكرت عفرين بوست أن الميليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وعلى رأسها “أحرار الشام والسلطان مراد وأحرار الشرقية والجبهة الشامية” تقوم بزراعة “الحشيش” على نطاق واسع في ريف إقليم عفرين دونما رقيب أو حسيب، وخاصة ضمن قرى ميدان اكبس، وخرابي سلوك وسوركه التابعة لناحية راجو، وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

وكانت “عفرين بوست” قد نشرت ملفاً عن تفشي ظاهرة تعاطي والاتجار بالمواد المخدرة في المناطق التي تحتلها القوات التركية وميليشيات تنظيم الإخوان المسلمين، حيث تنقل المواد عبر الحواجز بسهولة بحكم العائدية لتكون مصدراً لكسب المال، فيما يأتي الترويج لهذه المواد وزيادة عدد المدمنين لكسب مزيداً من المشترين.

ومن المرجح أن سلطات الاحتلال لها الدور المباشر في انتشار ظاهرة المخدرات بغية السيطرة على المسلحين والميليشيات الإخوانية وكذلك لتغيير المجتمعات التي تسيطر عليها.

المخدرة ظاهرة تعاطٍ وإتجار

تفيد المعلومات من المصادر المحلية في المناطق التي تحتلها القوات التركية والميليشيات الإخوانية وبخاصة إقليم عفرين بأن ارتفاعاً ملحوظاً يطرأ على ظاهرة تعاطي المخدرات والاتجار بها، وتشمل الحبوب المخدرة وبعض أنواع الأدوية وكذلك مادة الحشيش. والتي يروّج لها ويتعاطاها مسلحو الميليشيات أنفسهم. كما أن “الحواجز الأمنية المنتشرة على الطرق الرئيسية في المنطقة، لها دور في هذه التجارة عن طريق التسهيلات وغض النظر”.

وكتبت إليزابيث تسوركوف في النيويورك ريفيو أوف بوكس يقوم مقاتلون في الثّالثة عشرة من عمرهم، كما يبدو، بتحذير النّساء من أجل ارتداء ملابس مناسبة، لكن في الوقت نفسه، يتعاطى هؤلاء المخدرات ويقومون بأشياء محظورة (دينيّاً)”.

وتابعت تقول: “عندما يُطرح السّؤال بشأن الهتافات ومقاطع الفيديو الجهاديّة، يدّعي المقاتلون (وأشخاص من مجتمعاتهم المحلّيّة) في كثير من الأحيان أنّهم ببساطة يقدّمون عرضاً ويتظاهرون بأنّهم محاربون مقدّسون، بينما هم في الواقع يشربون الخمر ويدّخنون ويتعاطون المخدرات”.

ونشرت عفرين بوست في 17/7/2020 نقلاً عن مصادره أنّ ثلاثة مستوطنين من حي السكري بحلب (أم واثنين من أبنائها) افتتحوا منذ عدة أشهر معملاً لصناعةِ الحبوب المخدرة مثل (كابتاغون وترامادول وبالتان ومعجون) بالإضافة إلى حشيش التتن. وأضاف “المعمل ظاهرٌ للعيان أمام الجميع حتى الأطفال، ويقع ما بين قريتي معرسكة وقطمة في ناحية شرا/شران، في بستان كمال عزت، بعدما احتله هؤلاء المستوطنون”. وأشار المصدر إلى أنّ “هذا المعمل يبيع الحبوب للصيدليات في المنطقة وهذا يجري بعلم الاحتلال التركيّ، كما أنّهم يبيعون منتجاتهم لقادة الميليشيات.

وفي هذا السياق أيضاً أفاد مصدر آخر بأنّ شخصاً يُدعى أبو يزن الحمصيّ يبيع الحبوب لمسلحي الميليشيات في ناحية شرا/شران”. ونوّه المصدر أيضاً إلى أنّه تتم زراعة الحشيش في قرية كفر مزة التابعة هي لناحية شرا/ شران وبالضبط في منزل المدعو إسماعيل اللهيبي.

النظام السوري..

في السابع عشر من فبراير/شباط أفاد مراسل عفرين بوست بأنّ جيش النظام السوري قصف ليلة اليوم الأربعاء، مركز مقاطعة عفرين بالقذائف، رداً على قصف القوات التركية والميليشيات الإسلامية التابعة له على عدة مواقع في مناطق الشهباء بريف حلب الشماليّ،

وأفادت مصادرنا من مدينة عفرين أن عدة قذائف سقطت في مركز مدينة عفرين المحتلة، وسقطت إحداها في مدخل مشفى أفرين (الشفاء حالياً) والباقي في محيط المشفى، فيما يسمى المربع الأمني قري مدينة الملاهي، وسقطت قذيفة على الأوتوستراد الغربي، وسقطت قذيفة على مقر لميليشيا “أحرار الشرقيّة”.

وأضاف المصدر أن حالة من الهلع والفوضى العارمة تسود في صفوف ميليشيات الاحتلال التركي، وهناك معلومات أولية بإصابة 11 مسلح بجراح ولم تُعرف درجة خطورة الإصابات

وجاء قصف قوات النظام لمدينة عفرين المحتلة بعد استهداف قصف الجيش التركي والميليشيات الإسلامية لقريتي تل سوسين وتل قراح ومحيط مخيم سردم للمهجرين قسراً من عفرين. كما قصفت الميليشيات الإسلامية من نقاط تمركزها في مدينة عفرين قريتي صوغانكة، أقيبة ومحيط قرية بينة في ناحية شيراوا.

اختتام أعمال الملتقى الحقوقي الثاني حول الانتهاكات في عفرين، فما التوصيات التي خرج بها؟

في الأول من شباط نشر موقع عفرين بوست توصيات الملتقى الحقوقيّ حول انتهاكات حقوق الإنسان في إقليم عفرين المحتل الذي اختتم أعماله في مدينة قامشلو يوم السبت.

الملتقى الحقوقي الثاني من نوعه عُقد برعاية “منظمة حقوق الإنسان في عفرين والجزيرة، ومركز الأبحاث وحماية حقوق المرأة في سوريا، ومنظمة مبادرة دفاع الحقوقية ومركز روج آفا للدراسات الاستراتيجية.”

حظي الملتقى بحضور أكثر من مئة وخمسون مشاركا من داخل سوريا وخارجها، وتوقفوا على الجرائم والانتهاكات المرتكبة في إقليم عفرين من قبل الاحتلال التركي والميليشيات الإسلامية التابعة له.

وبعد مداولات ومداخلات من المشاركين خرج الملتقى بجملة من التوصيات، جاءت كما يلي:

١ــ التأكيد على أن التدخل العسكريّ التركي في الأراضي السورية هو جريمة عدوان على سيادة الدولة السورية العضو في الأمم المتحدة لعدم استنادها إلى قرار دولي أو قرار وطني سوري يجيز لها التدخل وبعد خرقاً واضحاً لأحكام ميثاق الأمم المتحدة ولأحكام القانون الدولي الإنساني.

٢ــ العمل على إنهاء الاحتلال التركي للأراضي السورية وضمان عودة المهجرين قسرياً إلى ديارهم وبرعاية دولية.

٣ــ التأكيد على أن الجرائم المرتكبة بحق النساء في عفرين ترقى لمستوى جريمة الإبادة الجماعية والعمل على فضحها أمام المجتمع الدولي.

٤ــ مطالبة الأمم المتحدة إرسال لجنة تقصي الحقائق الدولية إلى مقاطعة عفرين للتحقيق في الجرائم المرتكبة مم قبل دولة الاحتلال التركي والفصائل المنضوية تحت لوائها.

٥ــ مطالبة الأمم المتحدة والجهات الدولية ذات العلاقة بتحمل مسؤولياتها القانونية والأخلاقية حيال مئات الآلاف من مهجرين عفرين واعتبارها جريمة تهجير قسري بغرض التغيير الديمغرافي وجريمة تطهير عرقي وهي جريمة حرب وفق نظام روما الأساسي ١٩٩٨ وإحالة مرتكبيها إلى المحكمة الجنائية الدولية.

٦ــ التواصل مع العاملين في الحقل الدولي الإنساني والأكاديميين والباحثين والناشطين لإعداد ملفات بالانتهاكات المرتكبة في عفرين وتقديمها إلى المحاكم الدولية الأوروبية بالمعية والتواصل مع أقرباء الضحايا في أوروبا وأمريكا.

٧ــ إنشاء برنامج دولي للتعويضات الفردية والجماعية لجميع ضحايا الاحتلال التركي وبالأخص النساء والأطفال.

٨ــ التواصل مع وسائل الإعلام العالمية ومعدي الأفلام الوثائقية والعمل على فضح الجرائم التي ترتكبها تركيا والفصائل المسلحة الموالية لها.

٩ــ تشكيل لجنة محلية ودولية لمتابعة التوصيات والقرارات الصادرة عن الملتقى والتحضير لعقد ملتقيات ومنتديات لاحقة بهذا الصدد.

لقاء

في الثالث والعشرين من فبراير/شباط نشرت عفرين بوست لقاءً أجرته مع الرئيسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي عائشة حسو، قالت فيه: “مجيء إدارة بايدن غيّر توافقات أطراف أستانا” وأضافت: إن اجتماعات أستانا تعد انقلاباً على جنيف والقرارات الدولية، مؤكدةً أن روسيا تستخدم “البعبع” التركي ضد قوات سوريا الديمقراطية وإن اتهام قسد بالانفصال يهدف لتحقيق مصالح لأطراف أستانا لكنها ترى أيضاً إن مجيء إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن غير اللعبة.

جاء ذلك خلال حديث للسياسية الكُردية لـ “عفرين بوست”، حيث تطرقت إلى اجتماعات أستانا واتهام أطرافها لقوات سوريا الديمقراطية بالانفصال، وكذلك عن المدلولات السياسية لزيارات مسؤولي الإتلاف الإخواني إلى إقليم عفرين المحتل شمال سوريا.

وكانت أطراف استانا تركيا وروسيا وإيران قد اجتمعت قبل أيام للاستمرار في تقاسم الكعكة السورية. إبان الاجتماع تستمر قوات النظام بالتحشد قرب مدينة الباب شمال شرق مدينة حلب التي احتلتها تركيا عام 2016، بينما صرح وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف بعد الاجتماع مطالباً خروج تركيا من سوريا.

هذا التصريح عكس المشاكل والتناقضات التي تدور بين أطراف أستانا الملقب بثالوث الشر.

تعقيبا على مرجات مؤتمر آستانا الأخير قالت عائشة حسو:” آستانا تلعب دوراً سياسياً معادياً لمصالح الشعب السوري عموماً والكردي خصوصاً، وتحولت إلى نادي لتقاسم الكعكة السورية بين “روسيا، إيران، تركيا” بعيداً عن أي سعي لتحقيق انفراجة في الملف السوري، وكانت آستانة ومازالت انقلاباً على جنيف والقرار 2254 في محاولة لخلق مسار موازي للقرارات الاممية والشرعية الدولية لتقاسم مناطق النفوذ وتبادلها وإفراغ المناطق من سكانها الأصليين بلغة “الانسحابات واعادة الانتشار والمصالحات”.

تضيف “حسو”: “روسيا تحاول ابتزاز قوات سوريا الديمقراطية تارة بالبعبع التركي وتارة بالنظام وايران، ولكنها فشلت حتى الآن في تحقيق أهدافها وكل مؤامراتها لتحقيق اختراق لمواقف قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا باءت بالفشل، وفي مناخ كهذا فالمنطقة مفتوحة على كل الاحتمالات، ولكننا نرى أيضاً أن أطراف آستانة لن تستطيع التحرك بحرية في سوريا كما السابق وسياسات ترامب، فمع مجيء بايدن تغيرت المعادلة وباتت الإدارة الأميركية تقوي مواقعها وهي تحاول أن تسعيد هيبتها التي أزهقها ترامب في المنطقة والعالم”.

الائتلاف يبث سمومه بحق الكرد

وفي تعليق لها على الزيارة التي قام بها رئيس الائتلاف الإخواني المدعو “نصر الحريري”، قال عائشة إن الائتلاف وممثليه يتحركون بما تمليه عليهم دولة الاحتلال التركي، وتهدف هذه الزيارات لعفرين المحتلة لإيهام الناس أنهم يتحكمون بمقاليد الأمور وأن حكومتهم المؤقتة في المناطق المحتلة تستطيع أن تدير هذه المناطق.

مضيفة أن هذه الزيارات والممارسات تتم لشرعنة كل الإجراءات التركية المتمثلة في تغيير ديمغرافية عفرين تمهيدا لضم المناطق المحتلة إلى تركيا وقوننة هذا الاحتلال.

وترى عائشة حسو أيضاً أن أطراف أستانا تتهم قوات سوريا الديمقراطية بالانفصال لشرعنة توافقاتها السياسية بهدف إدامة الأزمة السورية وتعميق الشقاق المجتمعي.

وأضافت السياسية الكُردية أن قوات سوريا الديمقراطية تشكلت من كل مكونات المنطقة كرداً وعرباً وسرياناً وآشوريين وأرمن وهم يدافعون عن مناطقهم، فمشروع الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا وقوات سوريا الديمقراطية هي الحل الأمثل للحفاظ على وحدة سوريا أرضاً وشعباً بعكس طرفي المعادلة سواء النظام السوري أو المعارضة الجهادية الارهابية وممثليها الاخوان المسلمين الذي يهيمن على قرار الائتلاف ويسوق للمشروع التركي”.

قصص من عفرين

في الرابع من فبراير/شباط نشر عفرين بوست تقريراً عن أولى لحظات احتكاك أهالي عفرين بالغزاة، يرويها مواطنون في عفرين. وجاء في القصة الأولى ما يلي:

لم يكن اتخاذ قرار العودة إلى مدينة عفرين بعد إحكام قوات الاحتلال التركي والميليشيات الإسلامية التابعة له قبضتها عليها، بالأمر السهل، نظراً للصورة التي شكلها المسلحون الإسلاميون في أذهان أهالي عفرين طيلة 58 يوما من العدوان، وما رافقه من مشاهد مصورة نشرها المسلحون الغزاة تظهر أسلوبهم في استسهال عمليات التصفية والقتل، وبخاصة ذلك المقطع الذي يظهر قيام المسلحين بتصفية فلاح كرديّ بعد سلبه جراره الزراعي في إحدى قرى عفرين الحدوديّة والإمعان في إطلاق الرصاص عليه، وكذلك مشاهد التمثيل بجثمان المقاتلة “بارين كوباني”، وكذلك الكثير من المقاطع المصورة التي تحدث فيها المسلحون بعبارات الكراهية وأظهرت دوافع الحقد.

أمينة وقرار العودة

إلا أنَّ كلَّ ذلك لم يقف حائلاً أمام “أمينة – اسم مستعار”، من الإقدام على مغامرة العودة إلى عفرين، وتحمل تبعات ذلك من المخاطر والعواقب. 

فضّلت المرأة الكرديّة الأربعينيّة أمينة العودة إلى عفرين على العيش في المخيمات في مناطق الشهباء التي توجهت إليها عشرات الآلاف من أهالي عفرين مع اشتداد المعارك وحصار المدينة ونتيجة التهجير القسريّ والعمليات العسكرية، رغم أنها كانت تدرك مسبقاً أنَّ المسألة في غاية الخطورة، وأنها تحمل روحها على كفها، ووضعت نصب عينيها أسوأ الاحتمالات حتى الموت.

تقول أمينة: “أول ما رجعنا ع عفرين كنا حاطين أرواحنا على كفوفنا، وقلنا رايحين للموت، يا يقتلونا كلنا، أو بيخلونا ندخل، ووصلنا إلى حاجز للمرتزقة، وفتشوا وحققوا معنا، بس أول ما شفنا أعلام تركيا والحر بعفرين، كان أحسننا كلنا بشعور خانق، يصعب وصفه، وكانت الصدمة قوية جداً”.

أكثر ما آلمها 

 تتابع أمينة وصف أولى الانطباعات لدى عودتها، فقد اعتراها الشعور بالصدمة من الوجوه الغريبة الملتحية للحظات، إلا أن أكثر ما آلمها بعد ذلك، هو مشاهد الخراب والدمار في مدينة عفرين، ورؤية الأعلام التركية وأعلام الميليشيات المرفوعة في كل مكان، وتقول السيدة الأربعينية الكردية: ” كانت عفرين حزينة جداً وكأنها تصرخ وتبكي، فقد تغير بسرعة، شعبها وسكانها اليوم أناس لا يعرف أصلهم، ولكن أصعب ما شاهدناه هو أعلام الاحتلال ترفرف فوقنا”.

استغرق الكابوس الثقيل طويلاً جاثماً على صدر السيدة الكردية، ومضت الأيام، وأوشك العام الثالث على الانقضاء، ورغم أنه من الصعب الاستمرار في هذه البيئة، إلا أنها ترفض أن تترك عفرين وراءها رغم كل الآلام والمصاعب، وعللت ذلك بالقول:” بحس عفرين بترابها وأشجارها، خايفة أتركها، وهاد يلي عم يصبرني، لأنه متل ما بحب عفرين هي كمان بتحبني.. إحساااس”.

مسلح يخاطب كلباً: أتتجرأ على النباح في وجهي يا كُردي!

التجربة المريرة، التي مر بها “أبو خليل- اسم مستعار” بعد وصوله إلى قريته الواقعة في ناحية شران، لا تزال عالقة في ذهنه رغم مضي نحو ثلاثة أعوام على احتلال عفرين.

يقول أبو خليل إنه لدى وصوله إلى قريته برفقة زوجته قادماً من عفرين، كانت القرية التي تضم نحو 500 منزلٍ، خاوية على عروشها، خالية من سكانها، فقد كان أول الواصلين إليها، ومن بعدها عاد عدد قليل من أهالي القرية، قادمين من مدينة عفرين أو مناطق الشهباء.

يستذكر المواطن الكردي الخمسيني أبو خليل أولى لحظات وصوله إلى منزله قائلاً: “كانت قريتنا فيما مضى عامرة وصاخبة، تضج بالحياةِ، ولكنها بدت موحشة، وكان الخوف والقلق من القادم المجهول هو العنوان الأبرز.

يتابع أبو خليل سرد الساعات الأولى من وصوله: “ولكن بعد ساعات من وصولنا إلى منزلنا، وصلت عربة عسكرية على متنها مسلحون ملتحون، واقتحموا الدار، وقالوا لنا: من سمح لكم بالدخول إلى هذا المنزل، فأجابهم بدون تردد: “ممن تريدني أن آخذ الإذن.. إنه منزلي!” وانصرف بعدها المسلحون. 

يستغرق أبو خليل في ذكرياته المريرة التي مر بها، ويحكي لـ “عفرين بوست” بعضاً مما شهده، قائلاً: “ذات يوم صعدت عربة عسكريّة إلى قريتنا، ولدى وصولها إلى أمام منزل جاري، خرج كلبهم، وراح يهجم على العربة العسكرية، فقد أحس بغريزته أنهم غرباء عن القرية، إلا أنّ مسلحاً ترجل منها وصرخ عليه قائلاً: “أتتجرأ بالنباح في وجهي أيها الكرديّ! ولقم سلاحه وأفرغ مخزنه في جسد الكلب وقتله، وبعد ذلك انصرفوا”. ويضيف أبو خليل: اقشعر بدني من الإهانة وصُدمت بحجم العنصرية التي تكتنزها نفوس الغزاة وتملأ قلوبهم، إزاء الكُرد”. 

وروى “أبو خليل” حادثة أخرى حدثت أمام أنظاره في الأيام الأولى للاحتلال، فقد أقدم المسلحون على إشعال النيران في منزلٍ في الجوار بتهمة شغله منصباً قيادياً في الإدارة الذاتية السابقة، ويواصل الحكاية: “ظلت النيران مشتعلة طيلة ثلاثة أيام، كان ذلك مشهداً مؤلماً، فقد أردوا منه بث الرعب في نفوس الأهالي العائدين إلى القرية، ليدفعونا إلى ترك ديارنا، وهذا ما أسرّه لي أحد المسلحين الذين أقدموا على تلك الفعلة، مستغرباً من بقائنا رغم ذلك!”.

في السادس من فبراير/شباط نشر عفرين بوست تقريراً بعنوان “عفرين تغيرت دفعة واحدة ــ مواطن كُرديّ يستذكر أولى أيام الاحتلال التركي لعفرين“.

أصعب ما مر على المواطن العفرينيّ خلال سنوات الأزمة السورية، بعد الحصار والقصف من وقتٍ لآخر ومن بعد العدوان الهمجي بأحدث أنواع السلاح ومنتهى العدوانية والتوحش هو احتلال إقليم عفرين، من قبل الجيش التركي والميليشيات الإخوانية التابعة له منذ قرابة الثلاث سنوات، والشاب رزكار (اسم مستعار يسترجع أولى الصور بعد الاحتلال ويرويها لموقع عفرين بوست.

أرادوا إدخال الخوف إلى قلوبنا

يقول الشاب العفريني (رزكار مراد) إن قوات الاحتلال التركي ومسلحو الميليشيات التابعة لها تعمدت محاولة بث الرهبة والخوف في قلوب أهالي عفرين الكرد الذين بقوا داخل المدينة وفي القرى، وقد عملوا على ذلك في كل القرى التي تم احتلالها تباعاً، فاعتدوا على كل شيء، وقتلوا ومثلوا بجثامين الشهداء، ليدفعوا الأهالي للخروج من بيوتهم، مستذكرا ” يوم الجراد” في الثامن عشر من آذار ، حيث تم الهجوم على المحال التجارية والممتلكات العامة والخاصة ونهب كل شيء وجدوه في طريقهم.

العودة كانت مغامرة دونها الموت

يسترجع الشاب رزكار تلك المشاعر القاسية والمؤلمة في بداية دخول مسلحي الميليشيات وقوات الاحتلال التركي إلى قريته، وشعوره عندما رأى أعلام الاحتلال ترفع في كل مكانٍ.

عاد رزكار مع عائلته إلى القرية بعد عدة أيام من الاحتلال، في يوم عصيب جداً مع غصة، ويقول: “كانت العودة إلى عفرين مغامرة، لا نعرف ما يمكن أن تؤول إليه، ووضعنا ذلك في حساباتنا عندما قررنا العودة، وقلنا: “نحن عائدون إلى قريتنا وبيوتنا، إما أن نموت أو أن نعيش، إما أن يقتلونا كلنا، أو يدعونا في حال سبيلنا”.

ويضيف رزكار: “وصلنا إلى حاجز للميليشيات المسلحة، الذي قام بتفتيش كل شيء، وأجروا تحقيقات معنا، وهناك على الحاجز، بدأت أرى أعلام تركيا وأعلام الميليشيات، كان شعوراً صعباً جداً علي وعلى كلّ من كان معي”.

يدّعون الانتصارَ ويغطون وجوههم خوفاً!

ويتابع رزكار: “كنا نرى في وجوههم ملامح السخرية، وعيونهم تفصح عن الكراهية، وكذلك أسلوب حديثهم، وكأنهم يقولون ها قد قمنا باحتلال أرضكم، وأغرب ما في الأمر أنهم ادعائهم الانتصار، إلا بعضهم كان يحرص على إخفاء وجهه ووقد ظهرت أطراف لحاهم، كان واضحاً أنهم يخشون أن نحفظ ملامحهم، كان ذلك محل استغرابنا الشديد، فقد كانوا خائفين حقاً، بدى منظرهم وكأنهم خرجوا للتو من حياة الأدغال بأشكالهم الشعثة وهندامهم الرث جداً، وكأنهم قضوا هناك سنين طويلة.

ويتابع رزكار بحرقة: أما نحنا فقد كنا في عالم آخر، وبدا لنا أن كل شيء تغير بسرعة كبيرة، مشهد أعلام الاحتلال كان صادماً، إذ لم نتخيله، وكذلك مشاهد الخراب والدمار بسبب القصف الجوي والمدفعيّ، وأما مدينة عفرين فقد أحسسنا أن الحزن يجتاح شوارعها وطرقاتها وأشجار الزيتون وكل شيء فيها، أحسست بها وكأنها تريد تصرخ، وتكبت الصرخة، إلا أنها تئن بصمتٍ، والصحيح أنّ عفرين لا تختلف عنا بشيء.

عفرين الحزينة

يواصل رزكار حديثه بعد وقفة، ويعبُّ من سيكارته ويطلقُ سحابةَ دخان مع تنهيدة فيقول: “كيف لا تكون عفرين حزينة، وقد اجتاحها التغير في غفلة الزمان، في مجرد أيام، هل يمكن للمرء أن يتصور أن طوابير الأهالي تخرج دفعة واحدة في يوم واحد، وفي ظروف صعبة وأن يخوضوا السير في الحقول والوحول فيما كانت الطائرات تهدر في السماء، وتردد الآفاق صوت المدفعية والانفجارات، ثم فجأة تدخل المدينة أرتال الحافلات على متنها المستوطنون ليحلوا مكاننا، شوارع المدينة كانت شاهدة على من خرج من المدينة ومن دخلها، وأما رؤية الأعلام التركية فكانت الأشد إيلاماً بالنسبة لنا، إذ لا يربطنا به أي شيء. فهو يمثل الاحتلال والعدوان وكل ما نجم عنه من قتل ومجازر.

ويضيف رزكار: “نحن أهالي عفرين، لم نعد نستطيع أن نتجول في مدينتنا بحرية، ونجتمع في ساحاتها، أو نتوقف في ركن أي شارعٍ، لا أدري كيف أصف القدر، هل هو قاسٍ لهذه الدرجة، فأدار لنا ظهره؟ المحتلون يرمقوننا بحقد، ويتهموننا بسهولة بأي شيء، يقولون أنتم من الحزب وذلك كافٍ لاعتقالٍ أي منا من غير دليل، ويجيزون لأنفسهم الحصول على أي شيء تحت طائلة الاتهامات الجاهزة التي يمكن أن توجه لأي منا حتى النساء والأطفال وكبار السن…

يتهموننا بأننا من الحزب ويعتقلوننا، ويرون أنه يمكنهم الحصول على أي شيء يريدونه وإلا فإن التهمة جاهزة”.

الموقف الأصعب …

رزكار يكشف عن أحد أصعب المواقف التي شهدها، فيقول: “وأصعب شيء تأثرت فيه، أن المحتلين يدخلون أراضينا، ويقطفون ثمارنا على مرأى منا بوقاحة ولا يمكننا منعهم، فهم يستقوون بدولة الاحتلال والسلاح. في إحدى المرات حاولت منعهم، فقالوا لي: “ماذا تفعل هنا”، فأجبتهم هذه أرضي، فقالوا لي: “هذه أرضنا ونحن الذي حررناها ويمكننا أن نأخذ ما نشاء”، الحقيقة أني شعرت بالإهانة والضعف حينها”.

في السابع من فبراير/شباط نشر عفرين بوست تقريراً آخر عن قصص عفرين بعنوان “مسلح من أحرار الشرقية لمسن كُردي هذه الأرض لنا، لماذا أنت باقٍ هنا؟ كان من المفترض أن تخرج من عفرين!” أحد مشاهد العنصرية التي يتعرض له الباقون من المواطنين الكُرد الأصليين في إقليم عفرين المحتل، في مختلف المؤسسات التي أنشأها الاحتلال التركي، وسياسة التضييق والتهجير المتبعة من قبل سلطة الاحتلال وميليشياتها الإسلامية.

فقد توجه مسن كُردي إلى توجه لمشفى آفرين (الشفاء حاليا) بغرض إجراء تحليلات طبية، إلا أن طاقم الاستقبال في المشفى تصرف بعنصرية معه بسبب لباسه التقليدي الكُردي، إذ أن كادر الاستقبال كان يقوم بتأخيره كلما يحين دوره في الطابور وذلك بإدخال المسلحين والمستوطنين، ما أثار سخط المسن ”ح ن ع” فاعترض قائلا: “هذه الأرض لنا وهذا المشفى نحن بنيناه، من أنتم حتى تفعلوا معنا هذا؟” ليرد عليه مسلح من ميليشيا “أحرار الشرقية قائلا: ”عندما دخلنا إلى هنا هذه الأرض أصبحت لنا، لماذا أنت هنا، كان من المفترض أن تخرج من هنا”. فخرج المسن من الطابور ولم يجري تحاليله الطبية.

من جهة أخرى، أقدم مسلحون من ميليشيا “السلطان مراد” على الاعتداء على المواطن الكردي” رشيد أمونة” من أهالي قرية قوتا، بالضرب الشديد في قرية بركاشيه/بلبل، بحجة تأخره في تأمين الخبز، كونه يعمل كمعتمد لبيعه، بحسب التقرير الأسبوعي لحزب الوحدة الكُردي الصادر يوم أمس السبت. 

حكاية قرية

قرية قسطل جندو:

في الثالث من فبراير/شباط نشر عفرين بوست تقريراً جديداً عن قرية في إقليم عفرين المحتل، تحت عنوان قسطل جندو ــ تغييرٌ ديموغرافي بنسبة تتجاوز 70% والاستيلاء على 50 ألف شجرة مثمرة فيها وتدمير مزاراتها الإيزيدية

قسطل جندو القرية الكردية التي ظلت القلعة الحصينة والموقع الدفاعي الأول عن مقاطعة عفرين، طيلة سنوات الأزمة، وخلال العدوان التركي تم التركيز عليها بكثافة نارية عالية جداً لإيجاد اختراق للدخول عبرها، فقد كانت بداية أحد أهم محاور القتال، ويمكن وصف ما حصل بالقرية بعد احتلالها بأنه تهجير جماعي قسري يصل حد التطهير العرقي بسبب القومية والعقيدة، بالإضافة إلى جملة الانتهاكات ومصادرة ممتلكات الأهالي.

الموقع والجغرافيا:

 تقع قرية قسطل جندو شرق مدينة عفرين بحوالي 30 كم، وغرب مدينة إعزاز بنحو 5 كم، تتميز القرية بموقع استراتيجية، حيث تقع على مقربة من الحدود التركية. وتتبع إدارياً لناحية شرا/ شران

جبل برصايا: يعد أهم المعالم في القرية، ويُعرف أيضاً باسم “جبل قسطل” ويتجاوز ارتفاعه 600 م، ويشرف على مدينة إعزاز التي تفصلها عنه قرية معرين.

أصل الاسم:

كلمة قسطل أصولها آرامية فيما قالوا وتعني النبع، وكذلك قناة توزيع المياه، والقرية كانت مسكونة في الحقبة الرومانية، وتم تزويدها بأقنية توزيع الماء من النبع الموجود في سفح جبل برصايا وهناك بقايا آثار رومانية فيها، مثل خزانات المياه الأرضية. وتعرف النبعة باسم النبع الأبيض “Kaniya spî”.

يقول عبد الله الحلو /ص448/، بأنّ لفظة قسطل دخلت البلاد السورية عبر الآرامية، وهي في اليونانية واللاتينية كاستيلوم Castellum، وتعني الأنابيب المستعملة في جر المياه. وكلمة القسطل بمدلولها الكردي المحلي، تشير إلى ينبوع ماء جارٍ مع بركةِ ماء، وتصل المياه إلى ذلك الموقع عبر أقنية (قساطل) من مكان آخر، وهي بهذه الصفات تشبه المعنى اللاتيني للكلمة.

أما اسم علي جندو فيقول المعمرون من أهل القرية إنه يعود لشخص من أولى عائلتين اتخذت من موقعها سكناً، (آل جندو وحميكو) ثم توالى قدوم الناس والعوائل من القرى المجاورة مثل قطمة وسينكا /سنكرلي، وكانوا في غالبيتهم من أتباع الديانة الزرادشتيّة، وعدد محدود من أتباع الديانة الإسلاميّة.

القرية ذات غالبية إيزيدية، وفيها مزاران هما پارسه خاتون Parse Xatûnê، في أعلى الجبل، وشيخ حميد غرب القرية.

 السكان والنشاط العام:

تضم القرية نحو 280 بيت، وعدد سكانها يتجاوز 1000 نسمة، ويقول البعض هم أكثر من ذلك بكثير بسبب وجود عوائل في مدينة حلب، ويقول المختار إنّ عدد سكانها يتجاوز 3000 نسمة. وهناك عشرة عوائل أساسية بالقرية.

الزراعة هي النشاط الأساسي لأهل القرية، وقبل عقود كانت حقول الزيتون وكروم العنب أهم الزراعات، ومع توفر مصادر المياه وحفر الآبار تنوعت الأشجار، وبخاصة الكرز حيث توجد حقول لآلاف أشجار الكرز، وكذلك التفاح بالإضافة إلى الدراق والخوخ واللوز وكذلك الخضار. ولذلك فالنشاط الزراعي يستمر على مدار العام.

قسطل جندو خلال الأزمة السوريّة:

ــ دفعت قرية قسطل جندو ثمناً غالياً بسبب موقعها على تخوم منطقة إعزاز، ففي مطلع عام 2012 دارت اشتباكات بين عناصر ما يسمى “الجيش الحر” وقوات النظام في مدينة إعزاز، التي انسحبت باتجاه القرية، في طريقها إلى مطار منغ العسكري، فتمت ملاحقتها، وشهدت القرية اشتباكات عنيفة بين الطرفين، ويومها التزم أهل القرية في بيوتهم وعاشوا أوقاتاً عصيبة جداً وألحقت أضراراً كبيرة بالممتلكات والبيوت، وانسحب الطرفان كلٌّ إلى وجهته (إعزاز ومطار منغ)، وكانت تلك المعركة صورة مصغرة لما سيؤول إليه وضع الكرد، جراء التناقضات والتوافقات اللاحقة فكانت عفرين ثمناً لها.

ــ نشر الموقع الألمانيّ DW في 3/3/2015 أن القرية تعرضت في نهاية شهر تشرين الأول/أكتوبر 2012 لهجوم عسكري بعد سيطرة فصائل ما يسمى “الجيش الحر” على مدينة أعزاز المجاورة لها. وذكر روايات أهالي القرية أن عناصر ما يسمى “الجيش الحر” استهدفوهم بحجة اعتناقهم ديناً غير الإسلام”.

أظهر “الجيش الحر” سلوكيات مسيئة للأهالي وإلى معتقدهم الديني، وطالبوهم بتبديل دينهم ولكنه سرعان ما انسحب، وظهرت مجموعة منهم أمام المحال التجارية في قرية قسطل جندو الإيزيدية، حيث قال أحدهم، بأنهم أمام محلات الخنازير، في إشارة منه إلى “الإيزيديين”.

في 29/12/2012 شنت ميليشيا “عاصفة الشمال” التي كان يتزعمها المدعو “عمار داديخي” هجوماً واسعاً على القرية، واستخدمت أسلحة ثقيلة تم الحصول عليها من دولة الاحتلال التركي، وتصدى أهل القرية ولجان الدفاع الشعبي حينها وشباب القرى المجاورة للهجوم وردوه على أعقابه، وقُتل حينها المدعو “داديخي”. واستمرت الهجمات على مدى أيام. وكانت تلك المعركة مؤشراً مهماً لضرورة تشكيل نواة لقوات عسكرية تأخذ على عاتقها مهمة الدفاع.

في مواجهة داعش

وصل مسلحو داعش إلى مدينة إعزاز وسيطر عليها وطردوا منها ميليشيا “عاصفة الشمال”، واستهدفوا القرى القريبة. ومنها قرية علقينو التي هجر أهلها وخطف عدداً من أبنائها وفرض عقائدها على أهلها، ثم استهدفوا قرية قسطل جندو.

في ٤ /١٠/2013 صدت وحدات حماية الشعب هجوم “داعش” على حواجزها في قرية قسطل جندو انطلاقاً من قرية معرين التي سيطروا عليها، ومنعت تقدمها، وقُتل العشرات من مسلحي داعش، واستشهدت القيادية في وحدات حماية الشعب جيندا روناهي وروكسان إلى جانب عدد من المقاتلين، وكانت وحدات حماية الشعب في طور التشكل حينها ولم تأخذ صيغتها النهائية. واستمر الهجوم عدة أيام. وفي 7/10/2013 مساءً سقطت 8 قذائف في الحرش المطل على القرية ما أدى لاندلاع الحرائق فيها.

هاجم مسلحو داعش حاجزاً لوحدات حماية الشعب في قرية قسطل جندو ظهر الأربعاء 8/10/2013، واندلعت عنيفة أدت إلى مقتل وإصابة نحو 200 مسلحاً من داعش خلال يومين (مقتل 52 مسلح)، وتدمير دبابة وعربة لهم. وتصدتِ الوحدات المتمركزة على قمة جبل قسطل بمساعدة كبيرة من أهالي قرى (قسطل جندو، بافليون وقطمة) للهجمات التي استمرت نحو شهر، ولم يتمكن مسلحو داعش التقدم.

في مواجهة الميليشيات التابعة لأنقرة:

طيلة فترة الإدارة الذاتية كانت قسطل جندو في عين العاصفة، والخندق الدفاعي الأول للدفاع عن مقاطعة عفرين، وفيما كانت معظم القرى تنعم بالاستقرار والهدوء، كانت قسطل جندو تُستهدف بالقذائف من وقت لآخر، بتعليمات تركية، لدفع الأهالي إلى الخروج من القرية، ويقول شهود عيان من القرية: “كثيراً ما كنا نضطر بسبب القصف للخروج من البيوت لساعات نهاراً أو لأيام محدودةٍ، ونلجأ إلى ملاذات آمنة، وسرعان ما نعود، إلا أننا لم نغادر القرية بشكل نهائي”. ومن أمثلة استهداف القرية نذكر التواريخ التالية:

في 29/4/2016 اُستهدفت قرى قسطل جندو وبافليون وقطمة بالقذائف الصاروخية ما أدى لإصابة 9 أشخاص بينهم 5 أطفال بجروح وأضرار مادية في الممتلكات.

في 3/5/2017 استهدفت قوات الاحتلال التركي والميليشيات الإخوانية التابعة له قرية قسطل جندو، مستخدمة الأسلحة الثقيلة، وتم التصدي للهجوم ورده.

في 12/6/2017 بدأ استهداف قرى (أناب، تنب، قسطل جندو وقطمة) في ناحية شرا، بالأسلحة الثقيلة. واستمر الاستهداف على مدى أكثر من أسبوع وألحقت أضراراً بممتلكات الأهالي.

في 17/6/2017 اندلعت اشتباكات عنيفة شملت عدة مواقع من بينها جبل برصايا، واستخدمت فيها الأسلحة المتوسطة والثقيلة، وقد شن الهجوم ما تسمى غرفة عمليات “أهل الديار” بمساندة من المدفعية التركية، وقد تشكلت الغرفة في 7/6/2017 وضمت مجاميع متطرفة عمدت إلى إجراء تهجير قسري بحق أهالي قرية “علقينو”..

استهدف الجيش التركي وفصائل ما تسمى “درع الفرات” مساء 28/8/2017 بعشرات القذائف المدفعية والصاروخية قريتي قسطل جندو مرعناز في ناحية شرا من مواقعها في مدينة إعزاز، وتسبب القصف المدفعي والصاروخي بأضرار مادية في منازل المدنيين بقرية قسطل جندو.

في 3/11/2017 قصفت القوات التركية والميليشيات التابعة لها قرى (قسطل جندو، عين دقنة، مرناز، باسوفان، تل بارين) واندلعت اشتباكات مع وحدات حماية الشعب.

خلال العدوان التركي على عفرين:

بقيت قسطل جندو قلعة حصينة في مواجهة الاستهداف المسلح، حتى بدأ الدوان التركي على عفرين في 20/1/2018، وكان لقرية قسطل جندو نصيبٌ كبير من الاستهداف بسبب الموقع الاستراتيجي لجبل برصايا باعتباره من التلال الحاكمة نارياً والمشرفة على القرى المحيطة. وفي ثاني أيام العدوان شن الطيران التركي غارات على الجبل، كما كثفت الغارات في 25/1/2018.

لم يتوقف استهداف الجبل عبر القصف الجوي والمدفعي للسيطرة على المرصد الواقع على جبل برصايا، وبعد أسبوع تمكن من الوصل إلى قمة الجبل لكنه سرعان ما انسحب في هجوم معاكس لمقاتلي قسد، وفي 28/1/2018 أعلن الاحتلال السيطرة على القرية والجبل ونشر صوراً مباشرة من المواقع التي تم احتلالها.

 الانتهاكات في القرية

خلال العدوان التركي على القرية تم تدمير حوالي (10) منازل بشكل جزئي ومعصرة زيتون عائدة للمواطن حميد مصطفى بشكلٍ كامل.

سُرقت محتويات المنازل من مفروشات ومؤن وزيت زيتون وتجهيزات الطاقة الكهربائية المنزلية وأوانٍ نحاسيّة، وكل آلات تجهيزات معصرتي أبو شوقي، حميد يوسف حسو كما سُرقت (40) مجموعة توليد كهربائية والغطاسات الخاصة بالأراضي الزراعيّة ونحو (50) جرار زراعي و (15) سيارة.

استولت ميليشيا “الجبهة الشامية” ومتزعمها في القرية المدعو “وليد عزيزي” على معصرة زيتون عائدة للمواطن نوري خان جنيد وعلى حوالي (40) ألف شجرة زيتون و (10) آلاف شجرة فاكهة عائدة لأهالي القرية. كما تم قلع الكثير من أشجار الزيتون والفاكهة.

جرى الاعتداء على ممتلكات أهالي قرية قسطل جندو وسُرقت المواشي وتم الاستيلاء على كامل محصول الكرز.  وقُطعت معظم الأشجار الحراجية في الجبل غرب القرية. وقُطعت ثلاث أشجار توت معمرة والأشجار الحراجية أيضاً في الموقع.

التغيير الديمغرافي والتضييق على الأهالي:

تم تهجير معظم أهالي القرية، وبقي من أصل /280/ عائلة، (30) عائلة فقط بسبب التهجير القسري، أي نحو (60) نسمة من سكانها الأصليين وأغلبهم من كبار السن، وفقا لتقرير دوري لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا.

تم توطين حوالي /300/ عائلة بما يعادل (1500) نسمة من المستقدمين من المحافظات الأخرى فيها، وضمن جملة إجراءات التغيير الديمغرافي جرى توطين أكثر من 50 عائلة تركمانية بالقرية وذلك في إطار سعي الاحتلال التركي لإنشاء حزام تركماني قرب الحدود.

اُختطف المواطن المسن علي علو إيبو (75 عاماً) من القرية.

تم تخريب مزار (بارسه خاتون) الإيزيدي، وكذلك تخريب ونبش وتدنيس ضريح مزار (شيخ حميد) الإيزيدي- (2) كم جنوب القرية على طريق قرية “قطمة”.

نكايةً بأهل القرية تم تحويل مبنى معصرة قديمة إلى مسجد، والمتبقون منهم لا يجرؤون على ممارسة معتقداتهم الدينيّة. ويُجبر الأهالي على حضور أداء الصلاة والدروس الدينية.

الائتلاف والإعلام التابع لأنقرة في قسطل جندو:

مع احتلال القرية أجرت الفضائيات الموالية لأنقرة لقاءات قيل فيها إن المسائل الخدمية تم تسليمها إلى المجلس المحلي في مدينة إعزاز والذي بدأ ورشة عمل لإعادة تأهيل القرية، وتأمين عودة الأهالي، وكان ذلك من جملة الأكاذيب والدعاية، لأن سلطات الاحتلال كانت تحضر القرية لتوطين المستقدمين من محافظات أخرى وهم يشكلون حاضنة الميليشيات التابعة لأنقرة. وأما ورشة العمل التي بدأت في القرية فقد تجسدت بسلسلة أعمال السرقة للبيوت وممتلكات الأهالي.

في 17/2/2018، دُنّست قرية قسطل جندو بعد الاحتلال بزيارة أعضاء الائتلاف الإخواني الذين باركوا العدوان والاحتلال التركي.

فاجعة على طريق النزوح

في 12/5/2018 استشهد 11 مدنياً من عفرين كان متوجهين إلى مدينة حلب حين انفجر عند قرية تل جبين، وكان بينهم 7 أشخاص من قسطل جندو هم: حسن عبدو (86 عاماً) وزجته قدرت موسى سليمان (65 عاماً)، ياسر حسن عبدو (32 عاماً)، وزوجته حميدة خليل حسو (23 عاماً)، وابنتهما الطفلة الرضيع روهين ياسر عبدو (6 أشهر)، فيدان خليل رشيد (62 عاماً)، شيرين حمد وسيمو (30 عاماً)،

في الثاني عشر من فبرابر نشر عفرين بوست تقرين عن قرية باسوطة تحت عنوان “باسوطة قرية سياحّية فقدت هدوءها ووداعتها في ظل الاحتلال التركي والميليشيات الإسلامية”.

باسوطة Basûte كانت أهم المعالم السياحيّة في إقليم عفرين، ومع العدوان التركي واحتلال الإقليم الكردي خسرت القرية وداعتها وهدوءها، ونالت قسطها من مخطط الاحتلال التركي، من تغيير الملامح العامة، وتولت الميليشيات الإسلامية مهمة التضييق على أهلها بالاختطاف والاعتقال، والاستيلاء على البيوت وسرقة المواسم، واستباحة الأملاك.

إدارياً وجغرافياً:

تتبع قرية باسوطة إداريّاً لناحية شيراوا وتبعد عن مدينة عفرين 9 كم جنوباً، وعن حلب 72 كم، وأقرب القرى إليها عين دارا شمالاً وقرية كيمار شرقاً.

تقع في السهل بجانب المضيق الجبليّ (لجبل ليلون)، الذي يحيط بها من الشرق والجنوب، وارتفاعها 240 م عن سطح البحر، وتتعرض لرياح شماليّة باردة شتاء، قد تسبب تلف الفاكهة. إلا أن مناخها معتدل إجمالاً، وهواؤها عليل.

تتميز باسوطة بالمساحات الخضراء فيها، ووفرة المياه، ويحيط بها نهر عفرين من الغرب والجنوب وفيها نبع غزارته 15 ل/ثا ينبع من أسفل جبل ليلون، وتحيط به الحقول والبساتين المثمرة، وقد امتدت دورها الحديثة شمالاً وشرقاً صعوداً على سفح جبل ليلون والطرق التي تصل إلى القرية معبدة.

الاسم:

قيل إنّ باسوطة اسم آرامي، “با” بمعنى بيت، و”سوطة” تعني الصدر فيكون المعنى بيت الصدر أو بيت الخير، دلالة على الخير الوفير بالقرية، ويقول آخرون إن أصل التسمية كُرديّ Ba تعني الريح، وSût تعني حاد أو حارق (الهواء الحار أو القوي).

وورد اسم باسوطة ورد في مخطوطة “الأعلاق الخطيرة في ذكر أمراء الشام والجزيرة” لابن ابن شداد (1217-1285) حققه: يحيى زكريا، بالجزء الأول -القسم الثاني ص137 تحت اسم: حصن باسوطا.

تاريخيّاً:

فيها بقايا قلعة باسوطة (حصن باسوطة) Kelê Basûtê بنيت على تلة صخريّة وسط القرية، ولا يُعرف تاريخ بنائها، ويُقال إنّها كانت موجودة قبل الفترة الأيّوبيّة، وأول ذكر للقلعة التاريخية كان في القرن الحادي عشر في كتاب “تاريخ حلب” للمؤرخ محمد بن علي العظيمي (1090-1161) وتحدث فيها عن معركة جرت وشارك بها صاحب باسوطة.

ورد في موسوعة جياي كورمنج: سلّم الأيوبيون حكم القلعة ما بين عامي 1200-1300م إلى الأسرة المندية الكردية، وشهدت مشاكل وحروب وتمردات، فأهملت قلعة باسوطة وتخربت لترممها الأسرة المندية لاحقاً. ويذكر التاريخ وقوع معركة بين الدولة العثمانية الغازية والجنبلاطيين آخر أمراء الأسرة المندية (ربما عام في 1601) وانتهت لصالح العثمانيين وأصبحت القلعة تابعة لولاية كلس آنذاك. ومنذ القرن السابع عشر تداولت عدة سلالات كردية السيطرة على القلعة: آل روباري – ومن ثم – آل كنج – ومن ثم آل بطال.

آلت القلعة إلى الإهمال والخراب، وبقيت آثارها قائمة حتى مطلع القرن العشرين، حين استخدم أهالي قرية الباسوطة حجارتها لاستعمالها للسكن والبناء.

يرتبط حي أغيول القديم بحلب مباشرةً بشخصية من قرية باسوطة، ويعني طريق الآغا بالتركية axa yol ويُقصد به الآغا بطال بطال صاحب باسوطة وسيدها وقائدها الثائر، والذي سلك طريقاً إلى حلب ومعه ألف من جنده تلبيةً لدعوةٍ من إبراهيم باشا لإصلاح خلافٍ، ولكنه قتله مع ابنه إيبش عام 1832، ودفنا في منطقة تُعرف باسمه حتى اليوم.

السكان والنشاط العام:

عدد سكان باسوطة 4160 نسمة، يشكل الكرد نسبة 80%، والباقي عوائل عربية، يعتمدون على تربية المواشي، والزراعة، وأشهر الزراعات الرمان وهي الأقدم نسبياً وتعود لأكثر من قرنين وبه تُعرف، وفي العقود الأخيرة بدأت زراعة أنواع أخرى من الأشجار المثمرة، مثل (التفاح، الدراق، المشمش، السفرجل، أكدنيا، الخوخ، الجوز، كروم العنب والزيتون) وأنواع أخرى من الفواكه وكذلك الخضار.

كانت باسوطة تنعم بحياة ريفية بسيطة هادئة، وكانت معلماً سياحياً ومقصد رحلات الترفيه، واعتاد أهلها هذا النموذج من الحياة والانفتاح الاجتماعي.

خلال العدوان على عفرين

استهدفت مدفعية العدوان التركي قرية باسوطة كغيرها من قرى عفرين، وفي 18/2/2018 أصيب مواطن جريح جراء قصف مدفعي للجيش التركيّ.

وفي 19/2/2018، تعرضت باسوطة لقصف أسفر عن استشهاد الطفلة هيفاء محمد كلاحو (12عاماً) وإصابة ثمانية أشخاص 7 منهم أطفال وهم: محمد نبيه (4 أعوام)، ديلبر كلاحو (13 عاماً)، حنان كلاحو (11 عاماً)، جيناف كلاحو (8 أعوام)، دجوار كلاحو (8 أعوام)، آفا كلاحو (11 عاماً) شفان كلاحو (7 أعوام)، خليل كلاحو (42 عام).

في 23/2/2018 تعرضت عدة قبور في قرية باسوطة للدمار نتيجة القصف المركز، واستهدف القصف المدفعيّ التركي أطراف قرى سوغانكه وباسوطة” ومنطقة جبل ليلون.

في 20/3/2018 تم احتلال قرية الباسوطة، بالإضافة إلى عين دارة، كرزيلية، قاضي ريحلة.

باسوطة بعد الاحتلال:

في 11/7/2018 استقدم الجيش التركي تعزيزات عسكرية ضخمة من مدافع ودبابات إلى قرية باسوطة.

في أيلول 2019 أصدرت ميليشيا (الحمزة) تعميماً ممهوراً بخاتم الميليشيا والأمنية التابعة لها يتضمن منع فتح المحلات التجارية في بلدة باسوطة أثناء أوقات الصلاة، تحت طائلة المحاسبة.

في تشرين الأول 2019 فرضت إتاوة /10/ آلاف ل.س على كل عائلة في قرى (برج عبدالو، باسوطة، كفيريه، كفرزيت) لتغطية نفقات دفن قتلى الميليشيات المسيطرة على تلك القرى والمشاركة بالعدوان التركي على شمال شرق سوريا.

في تشرين الثاني 2019 فرضت ميليشيا الحمزة إتاوة مقدراها دولاران عن كل شجرة زيتون في القرى التي تسيطر عليها ومنها قرية باسوطة.

 تقوم ميليشيا “الحمزة” بأعمال سرقة وسلب ونهب ممنهجة في مواسم الفاكهة (الخوخ والمشمش والجانورك) في قريتي باسوطة وبرج عبدالو”، وتبيع الفواكه بأسعار زهيدة في سواق الهال، بالتعاون مع مستوطنين ينحدرون من قرية “تل جبين” كما تمنع الميليشيا فلاحي قرى (عين دارة وباسوطة وبرج عبدالو)، من سقاية حقولهم الزراعيّة وتفرض عليهم دفع 20% من نسبة مبيعات المحاصيل. منا يسرق المستوطنون الرمان قبل نضوجه، ما يضطر الأهالي أن يبكروا في قطفه بسبب السرقات، وبيعه بأسعار زهيدة.

وتمارس الحواجز على الطريق إلى مدينة عفرين التضييق على الأهالي وتتعدد الحواجز بحسب تابعيتها (ميليشيا الحمزة والسلطان مراد). وهي قد تفرض إتاوات العبور على الأهالي أو تنزلهم من المركبات لأيّ سبب وتختطفهم.

الاستيطان:

في 5/2/2020 ذكرت مصادر إعلامية أن “ميليشيات الاحتلال التركي تعمل على خطة الاستيطان في قرى عفرين وأن 68 عائلة تم توطينها بقرية برج حيدر و240 عائلة بقرية عين دارة، و66 عائلة بقرية إسكان و38 عائلة بقرية باسوطة بناحية شيراوا، إضافة إلى 57 عائلة بقرية كفر زيت بناحية جندريس”.

في 29/6/2019 أضرم مسلحون مجهولون النار في الجبل المطل على قرية باسوطة.

ــ أنشأت ميليشيا “الحمزة” سجناً في قرية باسوطة، تشرف عليه الاستخبارات التركية ويُعرف باسم القلعة نسبة إلى سجن القلعة بدمشق خلال الحقبة العثمانية.

7/5/2020 ذكرت شبكة نشطاء عفرين أن ميليشيا تابعة للاحتلال التركي حوّلت منزل المواطن “عثمان آغا” من عائلة غباري الكائن على طريق باسوطة- عفرين إلى مشفى “المحبة”، وكانت قبل ذلك مركزاً أمنيّاً للميليشيا.

بعد فضيحة النساء المتحجزات في سجن مقر ميليشيا الحمزة في مدينة عفرين جرى نقل 26 مواطناً ومواطنة مختطفين إلى سجن الحمزة من سجن ميليشيا “الشرطة العسكرية”، إلى سجن “باسوطة” وتسلميهم إلى المتزعم في الميليشيا المدعو “عبد الله حلاوة”.

في 2/6/2020 طلب مندوب منظمة “يداً بيد” المدعو “أبو لؤي” حضور الناس عند جامع القرية لتنظيم جداول بعوائل قرية “باسوطة” لتوزيع سلال الإغاثة، ولدى اجتماع الناس (الكرد الأصليون والمستوطنون) قال المدعو “أبو لؤي”: “أي عائلة من بلدة باسوطة أو شخص يتكلم الكردية لا يستحق سلة إغاثة، والإغاثة فقط للنازحين”، ويقصد المستوطنين.

في 4/2/2019 قال وائل علوان أحد متزعمي ميليشيا “فيليق الرحمن” أنها أعادت تنظيم نفسها، وأن المجلس المحلي بعفرين أقطعهم أرضاً جبلية ما بين عفرين وقرية باسوطة.

في 12/7/2020 توفي المواطن المسن جمعة عبد الله (70 عاماً) من أهالي قرية باسوطة بعد يوم من حادث صدم بسيارة مسرعة عائدة للمدعو عبد الله حلاوة المتزعم في ميليشيا “الحمزات”، الذي تهرب من مقابلة من عائلة المغدور.

ــ عمليات الاختطاف

في بداية احتلال إقليم عفرين اختطفت ميليشيا الحمزة المواطن رزكار وليد عمر (30 عاماً) من أهالي قرية باسوطة بتهمة التعامل مع الإدارة الذاتية، يعمل في خياطة الألبسة الرجالية، واختطف الميليشيا نفسها شقيقه حسين وليد عمر في حزيران 2019 وأفرجت عنه بعد دفع فدية مالية.

٨/5/٢٠١٨: اختطفت ميليشيا “محمد الفاتح” الشاب الكردي جميل خليل خليل (28 عاماً) من قرية باسوطة واقتادته لجهة مجهولة.

3/7/2018: شنّت الميليشيات التابعة للاحتلال التركي حملة مداهمات في قرية باسوطة، وجمعت أهالي القرية في الساحة العامة، فيما تمت سرقة المنازل العبث بها، واُختطف 3 شبان من القرية، وأُفرج عنهم مساءً.

14/7/2018: داهمت ميليشيا “الحمزة” قرية باسوطة وفتشت منازل أربعة مواطنين وصادرت هواتفهم المحمولة، واتهمتهم بإخفاء أسلحة حربيّة. ثم اختطفتهم، والمواطنون هم: حسين جمعة كريش (45 عاماً)، مجيد عبدو عمر (50 عاماً)، خيري وليد عمر (27 عاماً)، شادي بطال قدير (40 عاماً).

6/9/2018: اختطف مسلحون المواطنين: مصطفى جمعة حسن وريناس محمد حسن من قرية باسوطة على حاجز قرية ترندة أثناء توجههم إلى مدينة عفرين واُتهم ريناس بأداء واجب الدفاع الذاتي في فترة عهد الإدارة الذاتية، وعدم حمل مصطفى البطاقة الشخصية. وأطلق سراحه لاحقاً.

17/9/2018: ذكرت منظمة حقوق الإنسان في عفرين في تقرير لها أن ملثمين مجهولين من عناصر الميليشيات اختطفوا المواطن نوزاد أكرم طوبال (37 عاماً) برفقة ابن خاله إيفان عيدو قاصو من أهالي قرية باسوطة، أثناء ذهابهما إلى قرية غزاوية ومعهم مبلغ قدره ثلاثمائة ألف ل.س عربون لحقل رمان مستأجر من ذويه». واعتدى المسلحون بالضرب المبرح على الطفل “إيفان” وأرسلوه إلى القرية واختطفوا المواطن “نوزاد” وأطلق سراحه لاحقاً.

منتصف شباط 2019: اُختطف الشاب دوران عمر عبروش (26 عاماً) وهو أب لطفلين، من منزله في قرية باسوطة

21‏/5‏/2019: اختطف المواطن طاهر شاهين جمو شاهين (50 عاماً) من أهالي قرية كيمار ويقيم بقرية باسوطة ولفقوا له (بيع المشروبات الكحولية ووجود متفجرات لديه).

صباح 9/6/2019: اختطف عناصر من الميليشيات التابعة للاحتلال التركي المواطن علي زكي بطال (38 عاماً) من أهالي قرية باسوطة قرب قرية ترندة في مدخل مدينة عفرين. أثناء ذهابه إلى مركز عمله بسوق الهال.

21/06/2019: شنّت مسلحون تابعين لميليشيات للاحتلال التركي حملة مداهمات واختطافات واسعة بقرية باسوطة، وقال مركز توثيق الانتهاكات في شمال سوريا، إن ما لا يقل عن 20 مواطناً اُختطفوا.

26/7/2019: اختطف مسلحون المواطن مصطفى محمد طه باش (40 عاماً) من عائلة بهارو- قرية باسوطة، على طريق ترندة، مع السيارة المُحملة بفاكهة الأجاص العائدة له، والتي كان يرافقها قاصداً سوق الهال بعفرين.

19/8/2019: اعتقلت الاستخبارات التركية المواطنة زينب أحمد بطال (34 عاماً) من أهالي باسوطة لدى خروجها من مدينة عفرين

21/8/2019 اختطف مسلحون من ميليشيا “الحمزة” عضو المجلس المحليّ بقرية باسوطة المواطن “محمد أحمد خضر”، أثناء توجهه إلى سوق الهال في مدينة عفرين.

 23/11/2019 ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مجموعة من ميليشيا “الحمزة” داهمت قرية باسوطة واختطفت 4 مواطنين من أهالي القرية من منازلهم، واقتادتهم إلى سجن في مدينة عفرين.

18/11/2019 اُختطف أربعة مواطنون من قرية باسوطة هم (علي خليل خالد، حمزة خالد، حسين دمسو، حيدر سمير ولو)، ويرجح أن الخاطفين من ميليشيا الحمزة المسيطرة على البلدة.

14/5/2020 اعتقلت ميليشيا الشرطة العسكرية القاصر نوري أحمد مصطفى (١٧ عاماً) من أهالي بلدة باسوطة، ومن عشيرة العميرات، ووجهت له تهمة التعامل مع الإدارة الذاتية السابقة واقتيد إلى جهة مجهولة.

التفجيرات:

31/7/2018: نفذت ميليشيا “الحمزات” تفجيراً بدراجة نارية مفخخة بقرية باسوطة ما أسفر عن إصابة 3 مدنيين.

مساء 3/6/2019: انفجار قوي، في قرية باسوطة ولم يخلف أضراراً بشريّة.

22/07/2019: انفجار عبوة ناسفة بسيارة بالسوق الشعبي في قرية باسوطة.

مساء يوم 30/10/2020 انفجرت دراجة نارية مفخخة عند مدخل بلدة باسوطة قرب مطعم الرمانة. ما أودى بحياة شخصين وجرح ثلاثة آخرين وأضرار ماديّة.

14/11/2019: مقتل ثلاثة عناصر من ميليشيا (لواء شهداء بدر)، أثناء وجودهم في بلدة باسوطة، وبحسب موقع “زمان الوصل” فالقتلى هم (يوسف صقر محمد، عادل عبد الغني صقر، أحمد عمر شاكر).

17/11/2019: عثر الأهالي على ثلاث جثث مجهولة الهوية ضمن بساتين قرية باسوطة، ورُجح أنها لعناصر مسلحة من الميليشيات ونتيجة لخلافهم مع آخرين من أمثالهم، حيث تُسيطر على القرية ميليشيا الحمزات.

التعدي على التلة الأثريّة

أفادت مديرية الآثار في إقليم عفرين 12/8/2020 بأنّ الاحتلال التركي وميليشياته أقدموا على العبث بالتلة الأثرية في قرية باسوطة، بغية سرقة آثارها، وقالت إنهم يستخدمون آليات الحفر الثقيلة. وقالت المديرية إنها حصلت في 14/7/2019، على صور فضائية تظهر تعدّيات مسلحي الميليشيات التابعة للاحتلال التركي على تلة باسوطة الأثرية.

وأشارت المديرية إلى أن الصور تبين تعرضها لعملية حفر واسعة على مجمل السطح بآليات ثقيلة، وتقدر مساحة الحفر بحوالي 4000 م2، وقد أنشئ طريق لمرور الآليات بطرف التلة الجنوبيّ الغربيّ.

وقالت المديرية إنها حصلت على صور من أرض الواقع أيضًا تثبت بشكل أوضح التعديات على التلة الأثرية، ونوهت إلى أنه بسبب تشديد الحراسة من قبل الاحتلال التركي لم يتح المجال للتصوير عن قرب.

المقاومة تستهدف ميليشيات الاحتلال التركيّ في باسوطة:

في 3/5/2018 قُتل المدعو جمال الزغلول (أبو خالد) أحد مؤسسي جهاز الشرطة بالغوطة الشرقية، من أهالي مدينة عربين بالغوطة الشرقية، ولقي حتفه مع زوجته بانفجار لغم أرضي بين قريتي باسوطة وكورزيلية. وفي بيان لوحدات حماية الشعب قالت: إنها راقبت زغلول وكانت تنتظر الفرصة المناسبة لقتله، وأضافت أن دورية تتبع لميليشيا “فيلق الشام” توجهت إلى مكان التفجير، وتم استهدافهم ما أدى إلى مقتل ثلاثة منهم وتدمير سيارة عسكرية.

عمليات قوات تحرير عفرين في باسوطة:

في 18/10/2019 تنفيذ عملية على محورين: جبل الأحلام وقرية باسوطة ضد حواجز ميليشيات الاحتلال، تسفر عن مقتل 9 عناصر من جيش الاحتلال التركي وميليشياته وإصابة عدد كبير منهم. بعد العملية، قصف جيش الاحتلال التركي وميليشياته بقذائف الهاون قرى صوغوناكه، بينه، أقيبة بناحية شيراوا وقرى شوارغة وقلعة شوارغة ومالكية بناحية شرا”.

17/2/2019 هجوم على عناصر ميليشيا “الحمزة” بالمنطقة الواقعة بين قريتي باسوطة وكرزيلية.

18/5/2019 تفجير عبوة ناسفة أسفرت عن مقتل عنصرين في ميليشيا “الحمزة” وإصابة أربعة آخرين بجروح.

20/5/2019، تفجير عبوة ناسفة تستهدف مقراً لميليشيا “أحرار الشرقية” في قرية باسوطة، ومقتل عنصر وإصابة اثنين آخرين بجروح.

3/6/2019، تفجير عبوة ناسفة بعربة عسكرية تابعة لمجموعات المدعو “عبد الله حلاوة” التابعة لميليشيا “الحمزة” في قرية باسوطة، وإصابة مسلحين بجروح، وإعطاب آلية عسكريّة”.

26/6/2019، نصب كمين لرتل من جيش الاحتلال التركي على الطريق الواصل بين مدينة عفرين وقرية باسوطة، وخوض اشتباكات عنيفة بالأسلحة الخفيفة أسفرت عن مقتل جندي تركي، وإصابة سبعة آخرين بجروح بينهم إصابات بليغة.

4/7/2019 قتل ثلاثة جنود للاحتلال التركي في قرية باسوطة باستهدافهم بصاروخ

5/7/2019، تنفيذ هجوم بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة يستهدف مجموعة من ميليشيا “أحرار الشام” على الطريق الواصل بين قريتي باسوطة وغزاوية، وتفجير عبوة ناسفة بعدد من المسلحين حاولوا التدخل، وبنتيجة العمليتين قُتل أربعة مسلحين وأُصيب أربعة آخرين بجروح.

16/8/2019 تفجير دراجة نارية مفخخة لغرفة غضب الزيتون في قرية باسوطة أمام مقر المرتزقة ومقتل عنصرين وإصابة أربعة آخرين بجروح.

18/10/2019 خوض اشتباكات عنيفة مع عناصر مسلحين في محيط قرية باسوطة وجبل الأحلام بناحية شيراوا.

11/4/2020 تفجير عبوة ناسفة بتجمع لميليشيا الاحتلال التركي بقرية باسوطة، ومقتل عنصرين وإصابة ثلاثة آخرين بجروح.

1/1/2020 تنفيذ عملية نوعية استهدفت مقراً لميليشيا “فرقة الحمزات” في قرية باسوطة وتفجير المقر، ومقتل عنصرين وإصابة ثلاثة آخرين. ووفق مصادر موالية لميليشيات الاحتلال أسفرت العملية عن مقتل 4 عناصر من الميليشيات وإصابة خامس، ونعى المدعو مصطفى سيجري، رئيس المكتب السياسي لميليشيا “المعتصم” القتلى اﻷربعة، وهم (إبراهيم طلال المرعي، فراس محمود هلال، عبد القادر فيصل مرعي، معتز عبد الجبار نور الدين).

7/5/2020 تفجير عبوة ناسفة بتجمع لعناصر الميليشيات بقرية باسوطة ومقتل عنصرين وإصابة ثلاثة آخرين بجروح.

في 27/11/2020 عملية عسكريّة في قرية باسوطة استهدفت مقرّاً عسكرياً تركيّاً قُتل على إثرها خمسة منهم ودُمرت أربع عربات”. فيما هاجم عناصر الميليشيا قرية كيمار، ما أسفر عن استشهاد مواطنين وإصابة ثالث.

في الثاني والعشرين نشرت عفرين بوست تقريراً عن بلدة راجو بعنوان “كيف باتت راجو بعد الاحتلال؟ البلدة التي أحرقها الاحتلال التركيّ” وجاء في التقرير:

 راجو (بالكردية Reco‏) مركز ناحية، وتقع شمال غرب مدينة عفرين وتبعد عنها 30 كم. و3 كم عن الحدود التركية، تتربع على قمة جبل ومرتفع كلسيّ ارتفاعه 585 م، وتنحدر البلدة بتدرجٍ لطيف باتجاه سهل باليا غرباً. وتتبعها 45 قرية و20 مزرعة. وتعرف ببلدة راجو الحديد. سُميت بلدة راجو ناحية عام 1922، ضمن قضاء “كرداغ”، ومنطقة عفرين لاحقاً.

السكان:

تجاوز عدد سكان بلدة راجو 22 ألف نسمة، في أولى سنواتِ الأزمة السوريّة، وزاد عددهم بعد نزوح أبنائها من مدينة حلب، وشهدت البلدة حركة عمرانيّة لافتة جداً، خلال سنوات الإدارة الذاتية.

يعمل سكان راجو بالزراعة، ويأتي الزيتون على رأس الزراعات، بالإضافة لزراعة كروم العنب وأشجار الفستق الحلبي والحبوب بأنواعها والخضار.

تضم سوق البلدة محلات تجاريّة مختلفة وورش لصيانة الآليات الزراعيّة والحدادة والنجارة، ويقام فيها سوق أسبوعي يوم السبت والذي أضحى تراثاً للبلدة، ويعود إلى بداية ثلاثينات القرن الماضي.

معالم هامة وتاريخ:

من معالم راجو الهامة محطة للقطار، ويمر بها الخط الحديديّ الذي بناه الألمان عام 1913ويصل إلى بلدة ميدان أكبس ويدخل إلى الأراضي التركية، وهو تكملة قطار “الشرق السريع”، بالإضافة إلى مخفر البلدة الذي شيّده الفرنسيون خلال فترة احتلال سوريا.

تدل الآثار المكتشفة في قرى الناحية على أنها كانت عامرة وشهدت عدة حضارات، وفي تشرين الثاني 2015 عثرت لجنة الآثار بناحية راجو على آثار كنيسة تعود للقرن الثاني الميلادي قرب قرية علبسكي، كما عُثر على لوحات فسيفساء عليها صور حيوانات وأشكال هندسيّة، وثلاثة شواهد للقبور، إضافة لثلاثة آبار على شكل جرر. وتبين خلال التنقيب بأنّها كانت كنيسة تعود للعهد الروماني والقرنين الثاني والخامس الميلادي وتبلغ مساحتها 900 م2ولها بابان رئيسيان شرقي وغربي، وفيه جدار ولوحات موزاييك.

جندي تركي: نحن من أحرق راجو

تعرضت ناحية راجو وقراها للقصف مبكراً، ففي 26/4/2017 تعرضت قرى فرفرك وقره بابا وجسر حشركة في ناحية راجو لقصفٍ تركيّ بالأسلحة الثقيلة وقذائف الهاون. وفي 1/7/2017 قصفت القوات التركية جسر حشركه.

كانت بلدة راجو في أولى خطوط المواجهة مع العدوان التركيّ والميليشيات الإسلاميّة، ومساء الأربعاء 17/1/2018 قصفتِ المدفعيّة التركيّة “محيط قرى قره بابا، وكمرش وجسر حشركه وقرية هوبكا والتلال المحيطة بمركز راجو.

كانت راجو بوابة الدخول إلى عفرين بسبب قربها من الحدود ولذلك استهدفتها قوات الغزو التركي بالقصف المدفعي المركز، وقصفتها الطائرات التركية مراراً، وشهدت البلدات معارك عنيفة جداً ومقاومة نادرة، وكذلك القرى التابع لها وفي قرية قدة التابعة لناحية راجو تم إسقاط حوامة تركية في 10/2/2018، وعلى مدى أيام تواصل قصف البلدة وفي 5/2/2018 شنّ طيران العدوان التركيّ غارات جويّة استهدفت البلدة وألحقت أضراراً كبيرة بمنازل المدنيين واستهدفت أيضاً نقاط طبيّة للهلال الأحمر الكرديّ والمدارس وفي اليوم التالي أصابت القذائف المدرسة والجامع ومقبرة البلدة وفي 10/2/2018 استهدف طيران العدوان مركز الناحية بشكل مباشر ما أسفر عن خسائر ماديّة ودمار كبير بالسوق “راجو” وإخراجِ المخبز عن الخدمةِ نهائيّاً، واستمر القصف اليوميّ، وبقيت البلدة صامدة نحو /45/ يوماً حتى احتلالها في 4/3/2018.

كتب جندي تركيّ على جدار منزل في ناحية راجو: “لا أعرف من أحرق روما، أما راجو فنحن أحرقناها”، وواضحٌ أن الجندي يقر بالمهمة المسندة إليهم هي إحراق كل شيء.

دمر قوات العدوان 6 بنايات ونحو 20 منزلاً ومبنى المدرسة القديمة، والمخفر القديم الذي تم تشييده في مرحلة الاحتلال الفرنسيّ وأصبح من معالم البلدة المميزة.

دمر العدوان أيضاً أربع معاصر زيتون (معصرة المرحوم حج رشيد رشيد- مدخل طريق عتمانا، أبناء عثمان محك- طريق موسكا، شكري أوميه- طريق مَمالا، “سعيد أوميه- د.عزيز باكير قرب التل-مدخل البلدة) وسُرقت آلاتها المتبقية تحت الأنقاض وحديد تسليح أبنيتها، وتدمير مخبز آلي عائد لـ”علي كنجو” وحوالي 50 منزلاً بشكلٍ جزئي، واستهدف أربعة مواقع تابعة للنقطة الطبيّة أثناء الحرب،

راجو بعد الاحتلال

تُسيطر على البلدة عدة ميليشيات هي “أحرار الشرقية- وهي الأكثر نفوذاً فيها، الفرقة التاسعة، أحفاد الرسول، لواء الشمال”.

ــ السرقات

بعد الاحتلال سرقت الميليشيات محتويات معظم المنازل والمحلات من مؤن ومواد غذائية وحبوب وزيت وأدوات منزلية ومفروشات وتجهيزات الطاقة الكهرضوئية وأوانٍ نحاسية، وكذلك الكوابل وأعمدة ومحوِّلات وتجهيزات شبكتي الكهرباء والهاتف الأرضي العامة، وعشرات السيارات والجرارات الزراعية، وكافة تجهيزات محطتي ضخ مياه الشرب إلى البلدة وبعض قراها (الأولى قرب قرية قره بابا، والثانية في منحدر أرموت)، اللتين أُعيدت تأهيلهما فيما بعد. إضافةً إلى قطع آلاف أشجار الزيتون واللوز والتين والجوز والحراجية في محيط البلدة. وتم تخريب وسرقة مرمر أضرحة الموتى في مقبرة راجو.

ــ الاستيلاء على الممتلكات العامة والخاصة، وفق ما رصده التقرير الأسبوعي لحزب الوحدة الكُردي:

– تم الاستيلاء على (1100) منزل و80% من المحلات التي يتجاوز عددها 200، من قبل مختلف الميليشيات.

– تم الاستيلاء على أكثر من 100 ألف شجرة زيتون وآلاف من أشجار الفاكهة وأراضٍ زراعية، في محيط البلدة وبعض قراها، وتعود ملكيتها للمواطنين الكرد المُهَجَّرين قسراً.

– فرضت ميليشيا “الشرقية” نفسها شراكة قسرية في استثمار مخبزين آليين (فرن علي كنجو الذي تم تجديده، فرن أبناء بنفشة) وكذلك محطة وقود “أومر شريف” في البلدة.

– استولت ميليشيا الشرقية على كثيرٍ من الممتلكات الخاصة والعامة منها:

ــ معصرة زيتون تعود ملكيتها للمواطن “مراد أوميه”- طريق مَمالا رغم وجوده في راجو.

ــ معصرة تعود ملكيتها لعائلة المرحوم “ممدوح أوميه”- مدخل راجو، رغم وجود أرملته في راجو.

ــ معصرة زيتون تعود ملكيتها للمواطن “حسن عبد كوريه” المُهجر قسراً- قرب قوس مدخل راجو، كما استولت الميليشيا على منزله وحوّلته لمقرٍ أمنيّ وسجن.

ــ محطة وقود عائدة لعائلة “أوميه” في أول البلدة، كما استولت على منزلٍ للعائلة وحوّلته إلى مقرٍّ لهيئتها الاقتصادية.

– الكراج القديم تم تحويله لما يشبه “سوق الهال” وحُصرت فيه عمليات البيع والشراء للمنتجات الزراعية والمواد الغذائية، ومنعت توجه البائعين والمشترين من سكان الناحية إلى مدينة عفرين. كما مُنع خروج الزيتون الأخضر من ناحية راجو، وحُصر بيعه لمندوبي (الاقتصادية- أحرار الشرقية) بهذا السوق. وأجبرت بائعي الخضار في عموم الناحية على الشراء من هذا السوق يقوم مندوبان من الميليشيا بجلب ما يلزم من عفرين؛ وحصرت بنفسها التجارة. ومن جهة أخرى يمتنع المسلحون وعوائلهم عن إيفاء ديونهم المتراكمة ما أدى إلى توقف المواطنين الكُـرد عن العمل في بيع الخضار والفاكهة والمواد الغذائية والمنظفات.

– مجموعات وشبكات التوليد الكهربائية الخاصة بالأمبيرات واستثمارها من قبل “الشرقية”.

80% من خطوط الهاتف النقال التركية في ناحية راجو تم قطعها من قبل الشركات منذ 26/9/2019، رغم أن بعضها قديمة باعتبار الناحية قريبة من الحدود وهناك تغطية تركية منذ سنوات.

أبنية أخرى تم الاستيلاء عليها:

– مبنى المدرسة الإعدادية والثانوية سابقاً، وتحويله إلى مقرٍّ للجيش والاستخبارات التركية.

– منزلا المواطنين الشقيقين “محمد وحمو محك”، وتحويلهما إلى مقرّ “المحكمة العسكرية”.

– مبنى “مركز الهاتف الأرضي”، وأصبح مقرَّ “الشرطة المدنية”.

– مبنى “الزراعة”، وأصبح مقر “النيابة العامة ومحكمة الصلح”.

– مبنى المخفر ومبنى شركة الكهرباء، وجعلهما مقرَّين لـ”الشرطة العسكرية”.

– منازل للمدنيين وجعلها مقرّات لميليشيات “الفرقة التاسعة، أحفاد الرسول، لواء الشمال”.

لم يبقَ في البلدة سوى مدرسة ابتدائية وإعدادية بمبنى واحد، وألغيت المدرسة الثانوية فيها والتي تأسست منذ أكثر من /35/ عاماً.

في 10/10/2018 أعلن مجلس راجو التابع للاحتلال التركي عن نيته ضمان حقول زيتون، وذكر مصدر موثوق أنّه تم الاستيلاء على نحو 15 ألف شجرة زيتون بين قرية عداما وميدان أكبس حتى ذلك التاريخ. ضمان حقول من قبل مجالس محلية، مثل ما جاء في عقد اتفاق منشور بين مجلس راجو وما تسمى “شركة النور”.

ــ الاستيطان

يبلغ عدد المنازل في بلدة راجو نحو 1500 منزل، وعدد المنازل التي بقي فيها أصحابها الأصلاء من الكرد 400 عائلة، وتم توطين نحو 1500 عائلة مستقدمة من باقي المناطق السوريّة، ولا يشمل العدد العوائل المستوطنة في مخيم أنشئ قرب محطة القطار.

6/12/2018 افتتحت وزارة الصحة التركية، مستوصفاً متعدد الاختصاصات في بلدة راجو.

ضحايا من راجو

ــ رجب شكري رشيد من قرية درويش- راجو، استشهد بتاريخ 14/5/2018، كان يتردد على مقر ميليشيا “أحرار الشرقية” للسؤال عن ابنه المختطف فأطلقوا عليه النار وقتلوه.

ــ حسين شيخو (52 عاماً) من قرية موسكه- راجو كان يعاني خللاً عقليّاً، اُستشهد تحت التعذيب في 12/7/2018، بعدما اختطفته ميليشيا “أحرار الشرقية” بعدة أيام.

ــ عصمت حبش حنان ديكو من قرية قاسم- راجو، أصيب بانفجار لغم أرضي به وتوفي في 15/9/2018، في أحد مشافي تركيا.

ــ شيار شكري حسين من ناحية راجو، استشهد بحادث تفجير سيارة فان داخل سوق الهال 16/12/2018.

ــ خوشناف فائق حنان (24 سنة) من قرية بربنه بناحية راجو، وُجد في 7/2/2019 مشنوقاً داخل منزله في مدينة عفرين بظروف غامضة، بعد اختفائه ليومين.

ــ عبد الرحمن شيخ أحمد بن بلال (36 عاماً)، وحنان حسين حنان (34 عاماً) من قرية شيخ- راجو، اُستشهدا بإطلاق الرصاص في 8/6/2019، قرب مفرق بلدة معبطلي، على يد مجهولين.

ــ محمد حنيف حسين (30 عاماً) الملقب (حمادة)، من قرية بليلكو- ناحية راجو، اُستشهد تحت التعذيب لدة ميليشيا الشرطة في راجو، وأُبلغت عائلته بوفاته في 9/9/2019، في مشفى عفرين، وكان قد اُعتقل في 30/8/2019.

ــ محمد سعيد عبد المجيد رشيد صاحب معصرة “جبيه” في بلدة راجو اُستشهد بسبب التعذيب بعد اختطافه، عُثر على جثته في 1/2/2020 مرمية في الأحراش ما بين قرية كوندي حسية وكاخرة. وكان اُختطف في ظروفٍ غامضة في “وادي النشاب\كاليه تيرا”، وسُلب منه مبلغ كبير، وطالبت ميليشيا “الحمزة” عائلته بفدية مالية مقدراها 15 ألف دولار.

الاختطاف:

بدأت عمليات الاختطاف بعد الاحتلال مباشرة، واستمرت حتى تاريخه، وما سيذكر مجرد أمثلة على عمليات الاختطاف، فقد اُعتقلت سلطات الاحتلال التركيّ والميليشيات الإسلامية المواطنون: رشيد عبدو بن مصطفى وسلطان، فريد مصطفى بن أحمد ومولودة، محمد ملا علي بن عدنان” في أواسط عام 2018، ولم يقدم هؤلاء إلى أية محاكمة، ومازال مصيرهم مجهولاً.

في بداية تشرين الأول من عام 2018 اختطفت استخبارات الاحتلال التركي تسع شبان كُرد من قرية “عمرا /عمر أوشاغي” التابعة لناحية راجو بذريعة الانتماء لوحدات حماية الشعب، رغم كونهم مدنيون.  وتمت إحالتهم إلى محاكم تركية والتي أصدرت في تشرين الأول 2019 أحكاماً جائرة تراوحت بين السجن لخمس سنوات والمؤبد.

27/1/2019 اختطفت ميليشيا “فيلق الشام” الإسلامية والتابعة للاحتلال التركي المعالج الفزيائيّ الكردي عدنان بستان من أهالي قرية بليلكو/بلاليكو في ناحية راجو وأفرجت عنه بعد تعذيبه بشدة وفرض فدية عليه.

اعتقال المواطن حميد سارو من أهالي قرية “كمرشيه” في 2/11/2019.  وكانت قد اعتقلت المواطن “إبراهيم عبد القادر” من أهالي قرية “جقماق كبير” بعدما عزلته لجنة البلديات بالمجلس المحلي من مخترة القرية وأفرجت عنه ميليشيا “الشرطة العسكرية” بعد إصابته بإغماء، كما تم اعتقال المواطنة “صديقة كور نعسان” من أهالي بلدة راجو، بتهمة المشاركة بانتخابات المجالس أيام الإدارة الذاتية السابقة.

في 26/2/2020 اقتحمت مجموعة مسلحو مليشيا “أحرار الشرقية” مع عناصر المكتب الاقتصادي مبنى “المجلس المحلي” التابع للاحتلال التركي بالناحية، ودخلوا عنوة غرفة ما يسمى “رئيس المجلس المحلي” المدعو “فاضل هورو” (محمد فاضل قرة بيك). وصادروا سلاحه وضربوه ثم سحلوه على الدرج وهددوه، لتلبية مطالبهم بالاستيلاء على الخيم المخصصة للقادمين من أرياف إدلب وتأجيرها لهم لقاء مبلغ مالي وفرض ضريبة على أصحاب المواشي بمبلغ مالي قدره 2500 ل.س عن كل رأس ماشية وبيعهم السلال الغذائية والمساعدات الإنسانية والاستفادة منها مادياً.

في 20/7/2020 أقدمت دورية لما تسمى بالشرطة العسكرية بناحية راجو على اعتقال مختار الناحية خليل عثمان بكر/ أبو إبراهيم (٤٨ عاماً).

التضييق على الأهالي

تعرض أهالي بلدة راجو لمختلف أنواع الانتهاكات واُرتكبت بحقهم جرائم مختلفة؛ (قتل وتهجير واختطاف، اعتقالات تعسفيّة وتعذيب ومعاملة مهينة وقاسية وفرض أتاوى وفدى مالية وسرقات وغيرها) وقد سرق مسلحون مؤخراً مقتنيات ومؤن من منزل المواطنة الأرملة “أم سامر” لدى غيابها عنه ليومٍ واحد.

7/10/2020 ذكرت عفرين بوست أن مسلحي “الاقتصادية” التابعة لميليشيا “أحرار الشرقية” في راجو طردوا، المواطن الكردي “شكري سارو” (70 عاماً) من أهالي قرية كمرشيه من منزله في مركز الناحية، بغية تأجير البيت للمستوطنين، عقب تهديده بالاعتقال من قبل المسلحين.

تعرض الزوجان المسنان (رفعت إسماعيل مصطفى (70عاماً)، مريم داوود) من بلدة راجو، في أوائل تشرين الأول 2018، وتعرضا للضرب وعملية سطو مسلح وسلب نحو كيلو غرام مصاغ ذهب و(40) ألف دولار، داخل منزلهما الذي سُلم لهما في حينه بعد الاستيلاء عليه مدة ستة أشهر، فأُصيب الرجل بجلطة وأصيبت زوجته بكسور في أضلاعها، فاضطرَّا للهجرة قسراً.

نشر التطرف

في 14/12/2019 شهدت بلدة راجو توتراً بعد اعتراض مستوطنين متطرفين على قرار رئاسة الشؤون الدينية التركية “ديانت” التابعة لحكومة أنقرة، بتعيين الإمام الكُردي “إبراهيم نعسان” في الجامع الفوقاني. ورفض مستوطنون متطرفون الصلاة يوم الجمعة 13/12/2019، خلفه كونه “كُردي” ولا يجوز الصلاة خلفه. ويعتبر المستوطنون المنحدرون من مجتمعات متطرفة، أن الكُرد “ملاحدة وكفار” ولا يتوجب أن يأمهم كُردي “كافر” حسب زعمهم، وهي واحدة من الأفكار التي زرعها تنظيم الإخوان المسلمين بين أنصاره،

وكانت رئاسة الشؤون الدينية “ديانت” المرتبطة بالرئاسة التركية مباشرة، قد عينت كل من المواطنين “إبراهيم نعسان” إماماً، و”مصطفى بلال” خطيباً في الجامع الفوقاتي في بدلة راجو. ويقوم شيخ جامع مركز ناحية راجو المستوطن وعائلته، بالسرقة، وقد سرق ورق العنب من كرم عائد للمواطن مصطفى شيخ نور.

تجبر ميليشيا أحرار الشرقية أصحاب المحلات في مركز ناحية راجو على إغلاق محلاتهم للتوجه إلى صلاة الجمعة في الجوامع، كما تجبرهم على الصيام وتعتقل وتهين من يشاهد مفطراً، رغم أن كثيراً من المسلحين لا يصومون.

حوادث تفجير

28/2/2019 وقع انفجار في منطقة راجو الواقعة ما تسبب بقتل مسلح من الميليشيات الإسلاميّة وإصابة آخر.

3/9/2019 قتل مستوطن وأصيب آخر في حادث إلقاء قنبلة على محل حدادة

في 7/11/2020 نعت ميليشيا “شرطة راجو” التابعة للاحتلال التركي على معرفاتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي مقتل ثلاثة من مسلحيها جراء انفجار عبوة ناسفة أثناء محاولتهم تفكيكها، دون تحديد مكان وقوع الحادث. والقتلى هم (محمود الخالد- أيمن نقشبندي – زكريا استنابولي).

سجن راجو

يُعرف سجن راجو باسم سجن المحطة لكونه يقع ضمن محطة القطار وتديره ميليشيا “أحرار الشرقية”، وقد زُجَّ فيه العشرات من أهالي ناحيتي راجو ومعبطلي، ويُعرف كواحد من أسوأ السجون بسبب قسوة المشرفين عليه وسوء معاملتهم. وفي 20/1/2021 سهّل مسلحو ميليشيا أحرار الشرقية هروب معتقلين كانوا سابقاً عناصر في داعش من السجن وكانت وجهة الهروب إلى الحدود التركية.

قاتل قائداً للشرطة المدنية براجو

في كانون الأول 2020 عيّنت سلطات الاحتلال التركي المدعو “أيهم القباع” المعروف باسم “أبو شهاب”، قائداً لميليشيا “الشرطة المدنية” بدلاً عن المدعو “المقدم فاروق”. والمدعو “القباع”، ينحدر من مدينة تل رفعت، أقدم على قتل الشاب الكردي محمد حنيف حسين (30 عاماً) تحت التعذيب، بعد اعتقاله من منزله في 30/8/2019، وتم سوقه حينها إلى سجن الميليشيا في مركز ناحية راجو، بتهمة الانتماء لمؤسسات الإدارة الذاتية السابقة، ليُعاد إلى ذويه جثة هامدة في 9/9/2019، واعتقلت سلطات الاحتلال المدعو “أيهم القباع”، بعد جريمة قتل الشاب الكردي، لكنها سرعان ما أفرجت عنه، وأعادته للعمل في صفوف الميليشيا، ثم قامت بترقيته وتعيينه قائد “الشرطة المدنية” بالناحية.

داعش في راجو

تفيد كثيرٌ من التقارير الإعلاميّة أن ميليشيا أحرار الشرقية ضمّت إلى صفوفها عدداً كبيراً من مسلحي داعش ينحدرون من محافظات الرقة ودير الزور والحسكة، وأضحت بلدة راجو وبعض قراها تعجُّ بعناصر داعش الذين يظهرون علناً ليؤكدوا انتمائهم للتنظيم الإرهابي، ويرتدون الكلابيات القصيرة ويسرون حفاة في شوارع البلدة.

وذكرت عفرين بوست عن مصادر موثوقة في 22/11/2019 أنّ المدعو “أبو يعقوب”، وهو عنصر معروف من داعش، شوهد متجولاً في بلدة راجو بلباس مسلحي داعش والقاعدة بكلابية قصيرة. كما شوهد أيضاً في “المحكمة العسكرية” التابعة للاحتلال، وأفادت مواقع إخبارية بأنه يعمل في أمنية راجو التابعة لميليشيا “أحرار الشرقيّة”، التي يتزعمها المدعو خالد علوش “أبو سليمان”.

مستوطنو راجو يتظاهرون   

14/11/2020 خروج المستوطنين أمام مبنى المجلس المحلي في مركز ناحية راجو بمظاهرة بسبب الفوضى والفلتان الأمني تطالب بتحسين الوضع المعيشي والخدمي، وحملة اعتقالات تطال المشاركين فيها وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان: إن الفصائل المسلحة، قامت بحملة دهم واعتقالات في راجو، واقتادوهم إلى مراكز الشرطة العسكرية.

تقارير:

ــ مؤسسة ماعت الحقوقية المصرية تطلق حملة تضامن مع ضحايا التدخل التركي في شمال سوريا المحتل

في الثاني من فبراير/شباط نشر موقع عفرين بوست لقاءً من السيد أيمن عقيل رئيس مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان بمناسبة إطلاقها “حملة “إلكترونية” يوم الإثنين 1 فبراير/شباط 2021، بعنوان “الشمال السوري ينزف” لدعم ضحايا الانتهاكات الناتجة عن التدخل التركي والميليشيات الموالية لها في شمال سوريا، خاصة بعدما أدى الاحتلال التركي إلى مقتل مئات المدنيين، فضلاً عن استهداف البنية التحتية المدنية الرئيسية، بما في ذلك محطات ضخ المياه والسدود ومحطات الطاقة وحقول النفط. الأمر الذي دفع ما يقرب من 300 ألف سوري للنزوح بسبب أعمال العنف، حسبما ذكرته المنظمة.

في تصريحه خاص لـ “عفرين بوست” علق السيد أيمن عقيل، على الحملة وقال: “الشمال السوري ينزف هي حملة حقوقيّة أطلقتها مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان في 1 فبراير/شباط 2021 إلى 15 فبراير/شباط الجاري بهدف تسليط الضوء على انتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها الفصائل المسلحة التابعة للحكومة التركية في شمال شرق سوريا في ظل تنامي التوغل العسكري التركي في الشمال السوري، ما أسفر عن مقتل مئات المدنيين، فضلاً عن استهداف البنية التحتية المدنية الرئيسية، بما في ذلك محطات ضخ المياه والسدود ومحطات الطاقة وحقول النفط، هذا بالإضافة إلي عمليات التعذيب والاختفاء القسري والاعتقالات التي تقوم بها المليشيات المسلحة التابعة لأنقرة في الشمال السوري ناهيك عن استمرار عمليات التغيير الديمغرافي والتهجير القسري واستهداف الأقليات، وبالتالي هدف الحملة هو تسليط الضوء على هذه الانتهاكات حتى يتحرك المجتمع الدولي للضغط على الحكومة التركية لتكف عن الانتهاكات التي تقوم بها في شمال سوريا”.

آلية توثيق الانتهاكات؟

تفرض سلطات الاحتلال التركي والميليشيات الإخوانية حصاراً داخلياً على الأهالي وتضيق عليهم سبل التواصل مع العالم الخارجي، وتُمنع الإعلام المحلي والدولي من العمل في المناطق المحتلة وعلى وجه الخصوص عفرين، وهذا ما يؤدي غالباً إلى مواجهة صعوبات في توثيق الانتهاكات التي تجري من قبل وسائل الإعلام ومؤسسات حقوق الإنسان.

عن آلية العمل في ظل الظروف التي فرضها الاحتلال التركي وإغلاق المناطق المحتلة أمام الإعلام قال أيمن عقيل:  “تعتمد مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان على أكثر من طريقة لجمع الانتهاكات داخل تركيا من بينها عملية التوثيق وجمع المعلومات عن انتهاكات حقوق الإنسان المعتمدة على الرصد الكمي لكافة الأخبار والتقارير الحقوقية والبيانات الصادرة عن المؤسسات الحقوقية والمنظمات الدولية الحكومية هذا بالإضافة إلى مسح وسائل التواصل الاجتماعي بحيث يتم رصد منشورات النشطاء والمستخدمين المتعلقة بالانتهاكات إلي أن يتم إدراج المعلومات التي جمعها عن الوضع الحقوقي للقضية المطروحة وتحليلها باستخدام الاتجاه الاستدلالي وذلك للوقوف على المعاني الضمنية أو الكامنة في الانتهاكات المختلفة، ويتم التواصل مع هؤلاء النشطاء والعاملين بشكل سري بسبب قمع الحكومة التركية للعمل الحقوقي”.

وأضاف أيضاً: “كما أن المؤسسة تعتمد في أحيان كثيرة على التواصل مع الضحايا الذين يتعرضوا لانتهاكات في تركيا ولديها شبكة من الباحثين تعمل على توثيق الانتهاكات بشكل ميداني خصوصًا في مناطق جنوب شرق تركيا وهي المنطقة التي تمركز بها الأقلية الكردية، على هذا النحو تعتمد المنظمة على شهادات الضحايا وذويهم عن الانتهاكات التي يتعرضوا لها، دون الإفصاح عن هويتهم بسبب انتقام الحكومة التركية”.

عقيل: نتواصل مع لجان تحقيق خاصة بالوضع السوري

وعن علاقات التواصل والتعاون مع المؤسسات الحقوقية ذات الصلة قال عقيل: “تتواصل مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان مع الآليات الدولية الخاص بمجلس حقوق الإنسان إذ تقوم بإصدار نداءات عاجلة إلى المقررين الخواص وتقدم لهم تقارير عن انتهاكات حقوق الإنسان في تركيا، بينما تتواصل مع لجان التحقيق الخاصة بالوضع في سوريا والتي ترصد انتهاكات حقوق الإنسان في شمال سوريا كجزء من عملها وهي المنطقة التي ترتكب بها الفصائل المسلحة المدعومة من تركيا انتهاكات لحقوق الإنسان، وخلال حملة الشمال السوري ينزف سوف توضح المؤسسة التقارير الحقوقية التي تقدمها عن الوضع الحقوقي في شمال سوريا، المنطقة التي ترتكب بها تركيا انتهاكات عن طريق فصائل ووكلاء محليين”.

نبذة عن مؤسسة ماعت

قال رئيس المنظمة أيمن عقيل إن “ماعت”هي منظمة غير حكومية وغير ربحية وغير حزبية مصرية مشهرة وفق أحكام القانون 84 لسنة 2002 المعدل بالقانون 149 لسنة 2019 للمنظمات الأهلية، وهي حاصلة على المركز الاستشاري بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي بالأمم المتحدة وعضو الجمعية العمومية للمجلس الاقتصادي والاجتماعي بالاتحاد الإفريقي، ومنسق مجموعة شمال أفريقيا في منتدى السياسات رفيع المستوى المعني بالتنمية المستدامة بالأمم المتحدة، وعضو مجلس أمناء الشبكة الوطنية المصرية لمؤسسة أناليند الاورومتوسطية للحوار بين الثقافات. تعمل المؤسسة على تعزيز واحترام حقوق الانسان فى أفريقيا والشرق الأوسط، تطبق المؤسسة معايير الإدارة الرشيدة وتلتزم بنهج مستجيب لحقوق الإنسان وتهتم بشكل خاص بقضايا السلام والتنمية المستدامة، من خلال بناء قدرات أصحاب المصلحة ذوي الصلة والعمل مع المنظومة الدولية والإقليمية المعنية بالسلام وحقوق الإنسان”.

وصرح أيمن عقيل لدى إطلاق الحملة قائلاً: “منذ بداية التدخل العسكري التركي في شمال شرق سوريا في أغسطس 2016 شنت الحكومة التركية 3 عمليات عسكرية على المنطقة مخلفًة احتلالاً لمساحات واسعة من الأراضي السورية في مخالفة إعلان عدم جواز التدخل بجميع أنواعه في الشئون الداخلية للدول والذي تم اعتماده طبقًا لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 36/103، وكذلك بالمخالفة للمادة الثانية الفقرة السابعة من ميثاق الأمم المتحدة والتي تنص على عدم التدخل الخارجي في شئون الدولة أي كان نوعه.

وعن التهجير القسري والتطهير العرقي قال عقيل: “وخلال هذه الفترة نفذت القوات التركية والفصائل الموالية لها عمليات التهجير القسري والتطهير العرقي في حق السكان الأصليين، بهدف التغيير الديموغرافي للمنطقة من أجل توطين الفصائل المسلحة المتشددة وعائلاتهم على حساب المواطنين المدنيين، فيما نفذت الفصائل المسلحة الموالية لتركيا أكثر من 604 حالة قتل خارج إطار القانون بالمخالفة للمادة الثالثة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، في حين انخفض أعداد الأقلية الإيزيدية من 35000 مواطن إلى 1500 مواطن وذلك بفعل عمليات التطهير العرقي التي تقوم بها الفصائل المسلحة بمناطق تمركزهم في شمال سوريا”.

وأضاف: “لتحقيق هدف الحملة، بدأ فريق وحدة الأبحاث بمؤسسة ماعت برصد كافة الانتهاكات المرتكبة من قبل السلطات التركية في شمال شرق سوريا، وكذلك التواصل مع عدد من الضحايا لتقديم الدعم القانوني والمعنوي لهم، من خلال تقديم شكاوى إلى الإجراءات الخاصة بالأمم المتحدة لإدانة الانتهاكات التي ترتكبها تركيا بحق المواطنين السوريين”.

هيومن رايتس ووتش تندد بالنقل غير القانوني لمحتجزين سوريين إلى تركيا

في الثالث من فبراير/شباط أصدرت “هيومن رايتس ووتش” تقريراً عن قيام القوات التركية والميليشيات التابعة له بعمليات نقل غير شرعي لمعتقلين سوريين وتقديمهم للمحاكمة أمام المحاكم التركية ووجهت إليهم اتهامات بأخطر الجرائم لا تؤيدها أدلة قانونية لتصدر بحقهم أحكاماً جائرة وعقوبات سجن مديدة.

مخالفة لاتفاقية جنيف

تقرير “هيومن ووتش رايتس” الذي قالت إنه استند إلى 4700 صفحة من الوثائق شمل حالات لـ 63 مواطناً سورياً، تم اعتقالهم في منطقة رأس العين/سري كانيه، التي بدأ الجيش عملية عسكرية فيها 9/10/2019، ووصفت العملية بأنها انتهاك لالتزامات تركيا باتفاقية “جنيف الرابعة” باعتبارها “سلطة احتلال في شمال شرق سوريا. وتنصّ المادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة على “حظر النقل الجبري الجماعي أو الفردي والترحيل للأشخاص المحميين من الأراضي المحتلة إلى أراضي دولة الاحتلال… أيّا كانت دواعيه”. ينطبق الحظر بغضّ النظر عما إذا كان الأشخاص الخاضعون للنقل القسري أو الترحيل من المدنيين أو المحاربين.

قال مايكل بَيْج نائب مدير قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: “يُفترض بالسلطات التركية باعتبارها سلطة احتلال أن تحترم حقوق الشعب بموجب قانون الاحتلال في شمال شرق سوريا، بما في ذلك حظر الاحتجاز التعسفي ونقل الناس إلى أراضيها. عوضا عن ذلك، تنتهك تركيا التزاماتها من خلال اعتقال هؤلاء الرجال السوريين واقتيادهم إلى تركيا لمواجهة تهم مشكوك فيها وفي غاية الغموض متعلقة بنشاطهم المزعوم في سوريا”.

وذكر التقرير أنّ العدد الفعلي للسوريين الذين نُقلوا بصورة غير قانونية إلى تركيا قد يصل إلى 200 سوري. وأن العملية مستمرّة.

وفي تعريف الاحتلال قال التقرير: “تعتبر الأرض “محتلة” عندما تقع تحت سيطرة أو سلطة فعلية للقوات المسلحة الأجنبية، سواء جزئيا أو كليا، دون موافقة الحكومة المحلية. هذا تحديد واقعي للحقائق، وبمجرد أن تصبح الأرض تحت السيطرة الفعلية للقوات المسلحة الأجنبية، تنطبق قوانين الاحتلال”.

وفي توصيف الوجود العسكري التركي قال التقرير: “تركيا هي سلطة احتلال لأجزاء من شمال شرق سوريا غزتها في أكتوبر/تشرين الأول 2019، وتمارس سيطرة لفعلية في المنطقة من دون موافقة الحكومة السورية في دمشق.

وأضاف: “من الناحية الإدارية، تعامل تركيا المناطق التي تحتلها كجزء من تركيا – وتحديداً في هذه الحالة، مثل محافظة شانلي أورفا. حتى ديسمبر/كانون الأول 2020”.

اتهامات مفبركة ومحاكمات شكلية

تُوجه السلطات التركية أخطر الاتهامات إلى المعتقلين مثل: تقويض وحدة الدولة وسلامتها الإقليمية، والانتساب إلى منظمة إرهابية، والقتل. وتستند بشكل أساسي إلى ادعاءات غير مثبتة بأنّ المحتجزين لديهم علاقات مع “وحدات حماية الشعب”، وبموجب القانون التركي، فإن تقويض وحدة الدولة وسلامة أراضيها يحمل أعلى عقوبة بموجب القانون الجنائي التركي (السجن المؤبد دون الإفراج المشروط ويعاقب على العضوية في منظمة إرهابية بالسجن من خمس إلى عشر سنوات)، ويفيد التقرير أنه تبين بعد مراجعة هيومن رايتس ووتش للوثائق أنّ السلطات التركية، في معظم الحالات، لم تبرز إثباتات بأنّ المحتجزين كانوا محاربين نشطين أو أنهم ارتكبوا أي جرائم. وقالت أسر المحتجزين وأقرباؤهم إنّهم كانوا يشغلون مناصب إدارية أو منخفضة المستوى داخل الحزب.

أخطر ما في القضية هو تزويرها للحيثيات والتفاصيل وتناقضها، ويذكر التقرير أن الوثائق تؤكد اعتقال ونقل سبعة من الأشخاص الثمانية الذين قابلنا أقرباءهم. تشير لوائح الاتهام الموجهة ضدهم اسميا إلى شانلي أورفا كموقع اعتقالهم والجريمة المزعومة رغم الإشارة إلى أن أنشطة الأفراد المزعومة حدثت فقط في سوريا، وتتضمن الوثائق الداعمة التي تسجل اعتقالهم على الأراضي السورية ونقلهم إلى تركيا.

كما تحدث التقرير عن محاكمات شكلية وأن توكيل المحامين لم يتجاوز التمثيل القانوني شير الوثائق ولا يتضح ما إذا يمكنهم تقديم أي تمثيل قانوني فعال.

قال بَيْج: “لم يُنقل هؤلاء السوريون فقط بشكل غير قانوني إلى تركيا للخضوع لمقاضاة تعسفية، إنّما أيضا فرضت عليهم المحاكم أعلى عقوبة ممكنة في تركيا، وهي السجن المؤبد من دون إفراج مشروط، في خطوة فائقة القساوة”.

أدانت محكمة الجنايات العليا في شانلي أورفة خمسة من أصل 63 سوريا وحكمت عليهم بالسجن المؤبد. قال والد أحدهم: “حُكم على ابني بالسجن لمدّة 36 عاما. أرسلوا الحكم إلى محكمة الاستئناف المحلية في غازي عنتاب لتخفيضه، لكنهم أعادوه نفسه. كان حكم القاضي حكما أسود، ولا رحمة في مثل هذه الحالات”.

اعتقالات تعسفية وتعذيب

يذكر التقرير أن الاعتقالات جرت بصورة تعسفية، وفي إحدى الحالات تم دفع مبلغ 10 دولار لتجنب الاعتقال فيما لم تتوفر إمكانية المال بالنسبة لآخرين.

وفيما يتعلق بالمعاملة ذكر التقرير أن 27 سجلَ تعريفٍ مكتوب للمحتجزين على الأقل تضمن صوراً لمحتجزين تظهر فيها علامات لسوء معاملة شديد، (كدمات على الوجوه، وتورم في العينين، وكسر بالأنف، وتشقق في الشفاه).

تشمل صور بعض المحتجزين، وتظهر كدمات، وشفاها مشقّقة، وغيرها من العلامات الدالّة على سوء معاملة. قال شقيق أحد المحتجزين إنّ شقيقه أخبره عبر الهاتف أنّه تعرّض للضرب لدى اعتقاله على يَد عناصر الجيش الوطني السوري، ولاحقا من القوى الأمنية التركية.

تجاهل لحقوق المحتجزين

كما تتجاهل سلطات الاحتلال التركي حقوق المحتجزين، وذكر التقرير أن القوات التركية والجيش الوطني السوري ملزمة بالامتثال لقوانين حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، في معاملة المحتجزين بإنسانية والحرص على تأمين جميع حقوقهم. ويحظر القانون الدولي الاحتجاز التعسفي ويستوجب من السلطات تسجيل جميع الاعتقالات بطريقة صحيحة وتقديم معلومات عن وضع أي شخص محتجز ومكان وجوده لمَن يطلبها. ينبغي أن يُسمح للمحتجزين الاتصال بعائلاتهم. ولكن السلطات التركية لا تلتزم حتى بالقانون التركي الذي يضمن حق المحتجزين بالاتصال بعوائلهم.  ويذكر التقرير أن الوثائق تُظهر أن محتجزين وقّعوا على وثائق يتنازلون فيها حقهم في الاتصال بأسرهم

التوصيات

خلص التقرير إلى توصيات مقتضبة، منها توقف السلطات التركية عن نقل المواطنين السوريين من المنطقة المحتلة واحتجازهم ومحاكمتهم في تركيا. والسماح فوراً للمحتجزين لديها بالاتصال بأسرهم، وإعادة المحتجزين السوريين الذين نُقلوا إلى تركيا إلى الأراضي المحتلة في سوريا فوراً. واستبعاد اعترافات التي أخذت بالإكراه، أو عبر قانون “التوبة والندم”، ومحاسبة المسؤولين عن الاعتقالات التعسفية.

وما يلفت الانتباه أن التقرير رغم توصيف الوجود التركي في الأراضي السورية بالاحتلال أوصى بمراعاة اتفاقية جنيف، ولم يوصي بإنهاء الاحتلال، وكأنه أراد تجميل الاحتلال، فهل خضع لضغوطٍ في هذا الصدد، لأن سيادة الدول لا تخرج عن مضمون القوانين الدولية أيضاً.

ــ هيومن ووتش رايتس تتجاهل معتقلين من عفرين نُقلوا إلى تركيا وأصدرت بحقهم أحكامٌ جائرة

في الرابع من فبراير/شباط نشر عفرين بوست تقريراً حول تجاهل “هيومن ووتش رايتس” نقل معتقلين من عفرين وما يحدث في معتقلات الميليشيات الإخوانية في عفرين المحتلة.

في 3/2/2021 صدر تقرير مطول عن منظمة حقوق الإنسان (هيومن ووتش رايتس) حول نقل المواطنين السوريين المعتقلين في منطقة رأس العين/سري كانيه، التي هاجمتها القوات التركية وميليشيات تنظيم الإخوان المسلمين في 9/10/2019 وتضمن تفاصيل عن اعتقال 63 مواطنا سورياً، وتحدث عن سوء المعاملة والتهم المفبركة، إلا أن تقرير المنظمة الدولية لم يتوقف على الانتهاكات وعمليات نقل معتقلين ومعتقلات من أهالي عفرين التي تم احتلالها في 18/3/2018 إلى تركيا، حيث لا تُعرف تفاصيل عمليات الإخفاء القسري ولا مصير المئات من المواطنين المختطفين والمعتقلين، والذين تفيد معلومات أن عدداً منهم تم نقلهم إلى تركيا عن طريق الاستخبارات التركية أو الميليشيات الإخوانيّة.

عددٌ كثيرٌ من المختطفين في عفرين تم احتجازهم في سجون تركية تشرف عليها الميليشيات الإخوانية، ويحضر ضباط من الاستخبارات التركية لإجراء التحقيق، كما يتم نقل معتقلين إلى الأراضي التركية ويقدمون إلى محاكم تركية.

ففي الثاني عشر من ديسمبر\كانون الأول الجاري، أصدرت محكمة هاتاي التركية أحكاماً متفاوتة على أحد عشر من المواطنين الكُرد الذين اعتقلوا في أواسط أيلول العام 2018، من منازلهم في قرية “عمرا/عمر اوشاغي” التابعة لناحية راجو، على يد استخبارات الاحتلال التركية وميليشيا “الشرطة المدنية” التابعة لها ولتنظيم الإخوان المسلمين.

وذكر مصدر مقرب من المعتقلين للمكتب الإعلامي لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا، أن محكمة هاتاي-التركية أصدرت قرارها، في 12 كانون الأول 2019، بالحكم المؤبد على سبعة منهم (الشقيقين “إدريس وجنكيز إبراهيم نعسان”، ريزان بهجت أحمد بهجت، مسعود مجيد كلكاوي، رمضان حنيف محو، محمد خلوصي جعفر، فراس فائق كلكاوي)، وأصدرت حكماً بالسجن لمدة (12عاماً) على أربعة مواطنين آخرين هم كل من (الشقيقان “إيبش وأحمد محمد محو”، حسين أحمد كلكاوي، رشيد صبري محو).

وفي تصريحٍ لوكالة ميزوبوتوميا، بتاريخ الرابع عشر من ديسمبر/كانون الأول 2019، أكد المحامي صبحي ظريف – من فريق الدفاع عن المعتقلين-أن محكمة الجنايات الثانية في هاتاي حكمت بالمؤبد ثلاث مرات على السبعة بتهم (تخريب وحدة الدولة وسلامتها، القتل العمد، الانتماء إلى التنظيم) وبالسجن (12 عاماً) على الأربعة بتهمة (الانتماء إلى التنظيم).

وأفاد ظريف للوكالة أن هيئة المحكمة لم تأخذ رأي والدلائل التي قدَّمها فريق الدفاع بالاعتبار ولا إنكار المعتقلين لإفاداتهم التي أخذت منهم تحت التعذيب الشديد لدى الاستخبارات والدرك التركي، وأكد أن العسكريين التركيين اللذين اُتُهم المعتقلون بقتلهما، قد توفيا بشظايا كبيرة أثناء الأعمال القتالية، وشدد على أن المحكمة وضعت ختمها على قرارٍ غير محق أبداً ضد موكليهم وبدون ذنب وبحجج بعيدة عن العقل، وأن فريق الدفاع سيطعن في قرارات الحكم لدى محكمة الاستئناف.

ولم يكن للمعتقلين أية علاقة بالإدارة الذاتية السابقة ومؤسساتها، وتتراوح أعمارهم بين 18-45 عاماً، حيث تعرضوا للاعتقال في قريتهم من قبل الاستخبارات التركية والشرطة المحلية التابعة للاحتلال أواسط أيلول 2018.

وكانت وكالة الأناضول ووسائل إعلام تركية أخرى، نشرت الخبر في حينه مع صور ومقطع فيديو يُظهر نقلهم إلى مركز للجندرمة في ولاية هاتاي التركية، ويتبين من خلاله أن المعتقلين قد تعرضوا للتعذيب، إذ كانت أجسادهم منهكة وبالكاد يتمكنون من المشي وهم حفاة وعلى أرجلهم ضمادات الجروح.

ويذكر أن مواطنين آخرين من نفس القرية (خوشناف نعسان بن رمزي-اعتقل في القرية، شيرفان نعسان بن عزيز-اعتقل في تركيا) وتم إخفائهما قسراً منذ آذار 2018، ولايزال مصيرهما مجهولاً.

في السابع من يوليو 2020 نشرت عفرين بوست نقلاً عن مصادره، خبر اعتقال الاستخبارات التركية الشاب الكردي “منان عبدو إيبش (19 عاماً) بتاريخ 15/8/2019 من منزله الكائن في الحارة التحتانية ــ محيط التل الأثري بمدينة “جندريسه\جنديرس”، واتهمته بزرع الألغام، وساقته إلى داخل الأراضي التركية.

وأضاف المصدر أنهم علموا مؤخراً أن محكمة تركية قضت بالسجن المؤبد على الشاب منان، بتهمة انتمائه للقوات العسكرية إبان فترة “الإدارة الذاتية” السابقة، وقيامه بزرع الألغام، علما أنه كان قاصراً لحظة اعتقاله.

ــ تقرير لمؤسسة ماعت المصرية للسلام والتنمية وحقوق الإنسان

في العاشر من فبراير/شباط أصدرت مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان المصرية، تقريراً يرصد انتهاكات الميليشيات التابعة للاحتلال التركي، وعمليات الاعتقال التي طالت 884 مواطن، وواقع السجون السرية التي يتجاوز عددها20، وعمليات التعذيب والجسدي النفسي، ورئيس المؤسسة يصف الانتهاكات بجرائم الحرب الممنهجة.

في إطار الحملة الإلكترونية التي أطلقتها مؤسسة ماعت مطلع الشهر الجاري بعنوان “الشمال السوري ينزف” لدعم ضحايا الانتهاكات الناتجة عن التدخل التركي والميليشيات التابعة لها في شمال وشرق سوريا، أصدرت مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان الأربعاء 10/2/2021 تقريراً بعنوان “جرائم الفصائل الموالية لتركيا في شمال وشرق سوريا“، تناول التقرير انتهاكات حقوق الإنسان في مناطق سيطرة الميليشيات المسلحة التابعة لتركيا خلال عام 2020، حيث ارتكبت هذه المليشيات عمليات القتل خارج إطار القانون بشكل منهجي لتخويف وترهيب المواطنين لقبولهم للاحتلال التركي، وكذلك حوادث وقعت أثناء عمليات الاعتقال والاحتجاز لأشخاص معترضين على سياسات الميليشيات والانتهاكات التي تمارسها. وأوضح التقرير أن سياسة الإفلات من العقاب هي السائدة في كل هذه الوقائع.

وأشار التقرير إلى اعتقال نحو 884 مواطن خلال العام 2020 في منطقة عفرين فقط، وذلك لمجرد التعبير عن آرائهم الرافضة لهذا الاحتلال أو الاعتراض على الممارسات القسرية للمليشيات المسلحة مثل فرض الإتاوات ونهب المحلات والاعتداء على النساء، وذلك دون وجود أوامر قضائية أو سند قانوني واضح للقبض عليهم، مع احتجازهم في أماكن مجهولة ودون إبلاغ ذويهم بأماكن احتجازهم.

كما ألقى التقرير الضوء على السجون السرية التابعة للمليشيات الموالية لتركيا، حيث يوجد أكثر من 20 سجناً سريّاً، تمارس فيها أبشع أنواع التعذيب النفسي والجسدي ضد سكان مدينة عفرين من العرب والكرد، على مرأى ومسمع من القوات التركية.

جرائم حرب ممنهجة

اعتبر رئيس مؤسسة ماعت أيمن عقيل فشل المجتمع الدولي المتكرر بالتحرك الفعال لحماية المدنيين في سوريا، شجّع تركيا والميليشيات التابعة لها على ارتكاب جرائم الحرب الممنهجة والانتهاكات الأخرى للقانون الدولي، بما في ذلك الهجمات المستهدفة للبنية التحتية المدنية والمرافق الطبية، وانتشار الهجمات العشوائية بالمناطق المأهولة.

وأشار عقيل إلى أن الميليشيات التابعة لأنقرة تمارس شتى أنواع الانتهاكات غير الإنسانية بحق السكان الأصليين من استهداف المدنيين وسرقة ممنهجة لممتلكاتهم بمختلف أنواعها من منازل ومحال تجاريّة وأراضٍ زراعية، على مرأى ومسمع من القوات التركية المنتشرة ضمن قواعدها ومقراتها العسكرية في مدينة عفرين والنواحي التابعة لها.

وأوضح عقيل أن هذه الانتهاكات لم تقتصر على سرقة الممتلكات المدنية فقط، بل امتدت لاعتقال الآلاف من المدنيين خاصة بعدما فرضت الميليشيات سطوتها الأمنية على هذه المناطق، بهدف تحصيل فدية مالية من هؤلاء المواطنين مقابل إطلاق سراحهم بعد اعتقالهم وممارسة أبشع أنواع التعذيب النفسي والجسدي بحقهم ضمن سجونها السرية التي أنشأتها في مختلف المناطق الذين يسيطرون عليها.

الإدانة لا تنفع والمطلوب التشديد

شريف عبد الحميد مدير وحدة الأبحاث والدراسات بمؤسسة ماعت أكد أن الدولة التركية، تتبنى مشروع واستراتيجية “العثمانية الجديدة”، وتتدخل في العديد من الدول العربية، عبر دعم أحزاب ومليشيات وأنظمة خارجة عن القانون، وأن حضور وتمدد تركيا نتج عنه الكثير من انتهاكات حقوق الإنسان.

وأضاف عبد الحميد إلى أن اكتفاء المجتمع الدولي بإدانة الانتهاكات والجرائم الجسيمة في شمال وشرق سوريا لم يعد نافعًا، حسب ما أثبتت بشكل مأساوي السنوات الماضية.

وطالب عبد الحميد المجتمع الدولي بتشديد وجوب احترام الحكومة التركية والميليشيات التابعة لها لوقف إطلاق النار والكف ارتكاب الجرائم بحق المدنيين، والضغط عليهم لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية دون قيود إلى المناطق المتضررة، وذلك وفقًا لالتزاماتها الدولية بحماية المدنيين في النزاعات المسلحة.

في السادس والعشرين من فبراير/شباط نشرت ع فرين بوست تقريراً بعنوان “ كيف رضخ فيسبوك للابتزاز التركيّ وفرض حجباً جغرافياً على المواقع الكردية أثناء العدوان على عفرين، وجاء في التقرير.

تمارس أنقرة سياسة رقابية دقيقة على مواقع التواصل الاجتماعي وتعتقل منتقدي سياستها الداخلية والخارجية، وقد بدأت مبكراً بالضغط على فيسبوك لحجب المواقع الكردية التي تنقل صور ضحايا عدوانها والحقائق على الأرض.

 نشر موقع أحوال التركي في 25/2/2021 تقريراً مترجماً عن موقع بروباليكا، بعنوان “فيسبوك أسكت أعداء أردوغان كيلا يخسر السوق التركية”، وتضمن كيف أن فيسبوك أوجد صيغة للاستجابة لمطالب الحكومة التركيّة بحظر منشورات وحدات حماية الشعب خلال العدوان على عفرين.

فيسبوك أمام مفترق الخضوع للاستبداد وحرية التعبير

يقول تقرير بروباليكا “لكن، في 2018، وأثناء الحملة العسكرية التركيّة، خضع فيسبوك في النهاية إلى مطالب الحكومة. وتظهر رسائل البريد الإلكتروني أن المداولات تركزت على إبقاء المنصة عاملة، وليس على حقوق الإنسان”.

ويضيف التقرير: ”تضمنت ضغوط الحكومة التركية على المحتوى المتعلق بعفرين مكالمة من رئيس هيئة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في تركيا. وكتب مارك سميث، مدير السياسات في المملكة المتحدة، لجويل كابلان، نائب رئيس السياسة العامة العالمية في فيسبوك، أن رئيس الهيئة ذكّر فيسبوك بوجوب “توخي الحذر بشأن المواد التي يتم نشرها، وخاصة صور الجرحى”. وأشار إلى أن الحكومة قد تطلب حظر صفحات وملفات شخصية كاملة إذا أصبحت نقطة محورية لمشاركة محتوى غير قانوني.

يذكر التقرير أن كبار المسؤولين التنفيذيين في فيسبوك واجهوا معضلة سياسية، فقد كانت تركيا تطالب عملاق وسائل التواصل الاجتماعي بحظر منشورات من وحدات حماية الشعب”.

ووفقاً للتقرير فإن فيسبوك كان أمام خيارين إما تتجاهل الطلب، كما فعل في مكان آخر، وتخاطر بفقدان الوصول إلى عشرات الملايين من المستخدمين في تركيا أم تسكت الجماعة على حساب سمعة الشركة وأنها في كثير من الأحيان تنحني لرغبات الحكومات الاستبداديّة؟

أنقرة طلبت حجب صور ضحايا عدوانها

حصلت بروبابليكا على محادثات تعطي نظرة على كيفية تعامل عمالقة التكنولوجيا مثل فيسبوك مع طلبات الرقابة التي تحد ما يمكن نشره. وأن الحكومة التركية اعتقلت المئات من منتقدي عملية الهجوم على الكرد في عفرين.

وفقأً لرسائل البريد الإلكترونيّ الداخلية فقد تضمن المحتوى الذي اعتبرته تركيا مسيئا، صورا على موقع إنستغرام المملوك لموقع فيسبوك “لمقاتلي وحدات حماية الشعب الجرحى والجنود الأتراك وربما المدنيين”. وانتقدت وحدات حماية الشعب ما فهمت أنه رقابة على مثل هذه المواد. ونشرت الجماعة صورا مؤثرة، بما في ذلك لمقاتلين أصيبوا بجروح قاتلة. وكتبت وحدات حماية الشعب في إحدى المنشورات: “هذه هي الطريقة التي تحمي بها تركيا، حليفة الناتو، حدودها”.

تظهر رسائل البريد الإلكترونيّ التي كُشف عنها مؤخراً أنَّ المديرة التنفيذيّة لعمليات فيسبوك، شيريل ساندبيرغ، كتبت رسالة من جملة واحدة إلى الفريق الذي راجع الصفحة، معلنة عن موافقتها. وبعد ثلاث سنوات، لا يزال يتعذر على مستخدمي فيسبوك داخل تركيا مشاهدة صور وتحديثات وحدات حماية الشعب الكرديّة حول الهجمات الوحشيّة التي يشنها الجيش التركي على الأقلية الكردية في سوريا.

في 2018، حدد فريق المراجعة، الذي شمل رئيسة إدارة السياسة العالمية في فيسبوك، مونيكا بيكرت، عواقب الحظر. إذ يمكن أن تكون الشركة مثالا سيئا. وقالت إحدى رسائل البريد الإلكتروني في أواخر يناير إن الحظر الجغرافي لوحدات حماية الشعب لا يخلو من المخاطر، فمن المرجح أن يلاحظه النشطاء خارج تركيا، وقد يلفت القرار الانتباه غير المرغوب فيه إلى سياسات الحظر الجغرافي.

بسبب خشية مسؤولي فيسبوك من إغلاق كامل لمنصتهم تركيا. قرروا تأييد “الحجب الجغرافيّ” لمحتوى وحدات حماية الشعب، إذا كانت احتمالات حجب الخدمة كاملة كبيرة. بعد تلقوا أمر محكمة من السلطات في تركيا يطالب بتقييد الوصول إلى محتوى معين. وبعد مراجعة دقيقة، وامتثل للأمر”.

فيسبوك يراعي القوانين المحلية وليس معاييره

حدث ذلك رغم أن فيسبوك يزعم أنّه يمجّد بحرية التعبير. وكتبت الشركة في منشور الشهر الماضي: “نعتقد أنَّ حرية التعبير هي حق أساسيّ من حقوق الإنسان، ونعمل لحماية هذه القيم والدفاع عنها في جميع أنحاء العالم. يعتمد أكثر من نصف الأشخاص في تركيا على فيسبوك للبقاء على اتصال مع أصدقائهم وعائلاتهم والتعبير عن آرائهم وتنمية أعمالهم”.

ارتأت الشركة إلى حلٍ وسطٍ عبر “الحظر الجغرافي” أو “الحظر الانتقائيّ” للمستخدمين في منطقة جغرافية من مشاهدة محتوى معين، في حالة تصاعد التهديدات من المسؤولين الأتراك. وسبق أن تجنب فيسبوك هذه الممارسة، رغم أنها أصبحت شائعة بين الحكومات التي تريد إخفاء المنشورات من داخل حدودها. وأكد فيسبوك لبروبابليكا أنّه اتخذ قراراً بحجب الصفحة في تركيا بناء على أمر قانونيّ من الحكومة التركية، وبعد أن أصبح واضحاً أن عدم خضوعه سيؤدي إلى منع خدماته في البلاد. وقالت الشركة إنها حُظرت في تركيا من قبل، بما في ذلك ست مرات في 2016.

قدم المتحدث باسم فيسبوك، أندي ستون، بياناً مكتوباً رداً على أسئلة بروبابليكا. وقال: “نسعى للحفاظ على صوت أكبر عدد ممكن من الناس. ومع ذلك، هناك فترات نقيّد فيها المحتوى بما يتوافق مع القانون المحليّ حتى لو لم ينتهك معاييرنا. في هذه الحالة، اتخذنا القرار بناء على سياساتنا المتعلقة بالطلبات الحكومية لتقييد المحتوى والتزاماتنا الدولية في مجال حقوق الإنسان. نكشف عن المحتوى الذي نحجبه في تقارير الشفافية التي نصدرها مرتين سنويا”.

في حكم مؤلف من تسع صفحات، أدرج المسؤولون الحكوميون صفحة وحدات حماية الشعب على فيسبوك ضمن عدة مئات من صفحات موجودة على وسائل التواصل الاجتماعي التي اعتبروها إشكالية. وكتبت المحكمة أنه يجب حجب المواقع “لحماية الحق في الحياة أو أمن الحياة والممتلكات، أو ضمان الأمن القومي، أو حماية النظام العام، أو منع الجرائم، أو حماية الصحة العامة”، وفقا لنسخة من الأمر حصلت عليها بروبابليكا.

أكد كابلان، في 26 يناير 2018، عبر البريد الإلكتروني إلى ساندبيرغ والرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك مارك زوكربيرغ، أن الشركة تلقت أمرا من الحكومة التركية يطالب بمراقبة الصفحة. ونصح كابلان الشركة “على الفور بحظر الصفحة جغرافيا” إذا هددت تركيا بمنع أي وصول إلى فيسبوك.

وبسبب تشدد السفارة التركية في واشنطن اعتبر فيسبوك صفحة وحدات حماية الشعب حساسة سياسياً منذ سنة 2015 على الأقل.

في بيان لبروبابليكا، قالت وحدات حماية الشعب إن الرقابة التي يمارسها فيسبوك ومنصات التواصل الاجتماعي الأخرى “وصلت إلى أقصى الحدود”.

وتابعت المجموعة: “تستخدم وحدات حماية الشعب بنشاط منصات التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر ويوتيوب وإنستغرام وغيرها منذ تأسيسها. كما تعتمد وسائل التواصل الاجتماعي للترويج لنضالها ضد الجهاديين والمتطرفين الآخرين. وتلعب هذه المنصات دورا حاسما في بناء حضور عام والوصول بسهولة إلى المجتمعات في جميع أنحاء العالم. ومع ذلك، واجهنا العديد من التحديات على وسائل التواصل الاجتماعي خلال هذه السنوات”.

قال يمان أكدنيز، وهو أستاذ القانون في جامعة بيلجي في إسطنبول والخبير في القانون السيبراني، والمشارك في تأسيس جمعية حرية التعبير، إن قضية وحدات حماية الشعب “لم تكن سهلة لأن تركيا تعتبرها منظمة إرهابية وتريد حظر حساباتها من تركيا. لكنه أكد أن فيسبوك لا يريد الطعن في هذه الطلبات، وأنه مستعد للخضوع “. وتابع: ” يعاني فيسبوك من مشكلة الشفافية”.

في الواقع، لا يكشف فيسبوك للمستخدمين أن صفحة وحدات حماية الشعب محظورة بشكل صريح. فعندما حاولت بروبابليكا الوصول إلى صفحة فيسبوك الخاصة بوحدات حماية الشعب باستخدام شبكة خاصة افتراضية لمحاكاة تصفح الإنترنت من داخل تركيا. وورد في إشعار: “هذه الصفحة غير متوفرة قد يكون الرابط الذي استخدمته معطّلا، أو قد تكون الصفحة تمت إزالتها”. ولا تزال الصفحة متاحة على فيسبوك للأشخاص الذين يشاهدون الموقع في الولايات المتحدة.

10% من طلبات تقييد فيسبوك من تركيا

أبلغ موقع فيسبوك عن حوالي 15300 طلب حكوميّ حول العالم لقيود المحتوى خلال النصف الأول من سنة 2018، وكان نحو 1600 طلب من تركيا خلال تلك الفترة، وهو أكثر من 10% من مجمل الطلبات على مستوى العالم، وقال فيسبوك في منشور موجز: “إنّه قيّد الوصول إلى 1106 عنصراً رداً على طلبات من منظم الاتصالات التركيّ والمحاكم والوكالات الأخرى”.

قالت مسؤولة الحريات الدوليّة بمنظمة الجبهة الإلكترونيّة، كاتيتزا رودريغيز، إنّ الحكومة التركيّة تمكنت من إجبار فيسبوك ومنصات أخرى على تعيين ممثلين قانونيين في البلاد. وإذا لم تمتثل شركات التكنولوجيا، فسيُمنع الأتراك من وضع إعلانات ودفع مبالغ إلى فيسبوك.  وشددت على أنّ “الشركات ملزمة باحترام حقوق الإنسان بموجب القانون الدوليّ”.

أعد التقرير جاك غيلوم وجاستين إليوت

موقع بروبابلكا ونشره موقع (أحوال تركية)

ــ التسول… ظاهرة تنتشر بين المستوطنين في عفرين المحتلة

في السابع والعشرين من فبراير/شباط نشرت عفرين بوست تقريراً عن ظاهرة التسول في عفرين المحتلة، وجاء في التقرير: تنتشر على نحو لافتٍ جداً ظاهرة التسول في مدينة عفرين التي تخضع للاحتلال التركي وميليشيات تنظيم الإخوان المسلمين، وما يشاهد في شوارع المدينة هو نتيجة، أسهم عوامل كثيرة في ظهورها التدريجيّ منذ بداية الاحتلال ووصلت إلى أقصى حدٍ بعد ثلاث سنوات، والخيارات التي وضعتها سلطات الاحتلال التركي أمام المستوطنين هي: الارتزاق والعمل المسلح أو السرقة والنهب أو التسول.

أفاد مراسل عفرين بوست من عفرين بأنه لا يمكن للمرء أن يقطع عدة أمتار في مدينة عفرين المحتلة إلا وأن يصدف أشخاصاً متسولين، من الجنسين ومن مختلف الفئات العمرية، ما يعكس الحالة الاقتصادية المزرية التي وصلت إليها المناطق التي احتلتها تركيا بدءاً من عام 2016، وذلك بأخذ الحالة السائدة في إقليم عفرين المحتل منذ ثلاث سنوات نموذجاً للمناطق المحتلة.

تحاول أنقرة استثمار تردّي الحالة الاقتصادية والحاجة الملحة لمصادر تؤمن دخلاً كافياً لمواجهة حالة غلاء المعيشة، الأمر الذي سيدفع إلى حالات احتقان وصدام ويزيد من معدلات الجريمة، في الوقت نفسه يزيد من ولاء المسلحين والمستوطنين لها. فالخيارات المتاحة للمستوطنين محدودة فهي: الارتزاق والعمل المسلح أو السرقة والنهب أو التسول. 

ويشير المراسل أنَّ أغلب المتسولين هم من المستوطنين الذين جاءت بهم تركيا من مناطق سوريّة مختلفة، بعد الاتفاق مع الجانب الروسيّ لغاية سياسيّة وتنفيذ أجندة التغيير الديمغرافيّ، ولم تضع في حسابها تأمين سبل المعيشة لهم، وهو أمر لا يمكن تحقيقه في ظل واقع الاحتلال، والمستقدمون إلى إقليم عفرين الكرديّ، لا تربطهم أي صلات بالمنطقة، وبذلك شكلوا طوابير من العاطلين عن العمل، وبالمقابل لم توفر فرص للعمل لهم، كما لم تخصص لهم رواتب شهرية لتأمين الحد الأدنى لضروريات العيش، ولذلك توجه هؤلاء إلى ممارسة أعمال السرقة والنهب والتعدي على أملاك أهالي عفرين الكرد، حتى خطف المواطنين الكرد وطلب الفديات، وبمرور الوقت فإن كل ما يمكن سرقته تم نهبه، ولم يعد متاحاً الاستمرار في السرقة، كما أن الحالة المالية للمواطنين الكرد تراجعت بشكل كبير، وإذ لم يعد بالإمكان تلبية الحاجات اليومية، كان الخروج إلى الشوارع للتسول هو النتيجة.

يذكر المراسل سبباً آخر لنشوء التسول، بسبب عدم وجود المعيل لكثير من الأسر، وبخاصة عوائل المرتزقة الذين أرسلتهم تركيا للقتال في ليبيا وأذربيجان، وقُتلوا في المعارك، وقد تجاهلت سلطات الاحتلال ومتزعمو الميليشيات عوائلهم، بل تمت سرقة رواتبهم قبل ذلك، كما سُرقت التعويضات المحدودة التي يُفترض أنها أُرسلت إلى عوائلهم.

تتحمل سلطات الاحتلال التركي كامل المسؤولية عن الانفلات الأمني والبطالة وكل حالات القتل والخطف التي تحدث في إقليم عفرين وسائر المناطق التي تحتلها، والتي كانت مضمون العديد من التقارير لمنظمات حقوقيّة ودوليّة مؤسسات إعلاميّة، ورغم أن بعض التقارير انحاز إلى جانب تركيا واكتفي بتحميل الميليشيات المسلحة المسؤولية وتجاهل مسؤولية سلطات الاحتلال التي تقودهم، إلا أنها لا تستطيع إنكار أنها هي التي جاءت بهم وبعوائلهم وبكل المستوطنين إلى عفرين.

مواقف دولية

وزيرة الخارجية السويدية ــ ملف احتلال عفرين سيكون دوماً على جدول أعمال البرلمان الأوروبي

في الثالث عشر من فبراير/شباط نشرت عفرين بوست عن وكالات تأكيد وزيرة الخارجية السويدية آنا ليند مجدداً عن موقف بلادها الرافض لجرائم الاحتلال التركي، وقالت في ردها على البرلمانيين بخصوص المجازر التي يرتكبها المحتل التركي في عفرين المحتلة بأن ملف عفرين سيكون دوماً على جدول الأعمال الأوروبية.

وقدم المتحدث باسم سياسة العلاقات الخارجية ماركوس ميشيل اقتراحاً إلى البرلمان في 1/2/2021، وحث فيه الحكومة السويدية على وضع جرائم تركيا الممارسة ضد الإنسانية في عفرين على جدول أعمال الأمم المتحدة وتكثيف الجهود لمقاضاتها.

ورداً على هذا الاقتراح أفادت وزيرة الخارجية السويدية آنا ليند موافقتها مع وجهة نظر البرلمانيين بأن المعاناة والجرائم التي تنتهك حقوق الإنسان في عفرين ليست على جدول الأعمال بشكل كاف ويجب تكثيف النقاشات والحوارات لمقاضاتها.

ونوهت آنا بأنه وفقاً للتقارير الواردة من المنطقة لهم، فإن العنف الممارس ضد الشعب يتزايد يوماً بعد يوم، ولا يزال الأهالي الذين اضطروا إلى النزوح من المنطقة عام 2018 بعد الاحتلال، غير قادرين على العودة إلى ديارهم، وبأن الجرائم والانتهاكات ضد الشعب الكردي والإيزيديين مستمرة في تلك المنطقة.

ولفتت إلى أن البرلمان السويدي وضع قضية احتلال عفرين عدة مرات على جدول أعمال المنابر الدولية ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.

وذكرت أيضاً بأن لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة في سوريا تراقب عن كثب جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان التي ارتكبتها مرتزقة دولة الاحتلال التركي في عفرين، مضيفة “الممثل السويدي الخاص لسوريا زار أهالي عفرين في مخيمات شمال وشرق سوريا منذ 2018 والتقى بمسؤولي المخيمات لتحديد احتياجاتهم آنذاك”.

وأشارت إلى أن احتلال عفرين من قبل تركيا أدى إلى تفاقم الحرب وازدياد سوء الوضع الإنساني أكثر فأكثر، وذكرت أنه وفور الاحتلال التركي أوقفت السويد مبيعات الأسلحة إلى تركيا وتقدمت بتوصياتها إلى مجلس الأمن الدولي من أجل إعلان وقف إطلاق النار.

كما أكدت وزيرة الخارجية السويدية أنها ستضع ملف الاحتلال التركي لعفرين على جدول أعمال البرلمان الأوروبي دوماً.

وكانت وزيرة خارجية السويد قد زارت أنقرة في 13/10/2020 وشهد المؤتمر الصحفي المشترك مع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو مشادة كلامية واتهمت الوزيرة ليندي، خلال اللقاء، حزب العدالة والتنمية بإشعال الصراعات في سوريا وليبيا، وإقليم ناغورني قره باغ، والانتهاك المتكرر لسيادة دول البحر المتوسط، وطالبت بانسحاب القوات التركية المحتلة من الأراضي السورية، متهمة أنقرة بالمسؤولية عن تقسيم هذا البلد واضطهاد الأكراد، معربة عن رفضها لتصاعد الانتهاكات الحقوقية والاعتقالات الممنهجة ضدهم في الداخل التركي.

مصر واليونان وقبرص يطالبون بسحب جميع المرتزقة والقوات الأجنبية من سوريا

في سياق المواقف السياسية الرسمية ضد سلوك أنقرة، أصدر وزراء خارجية مصر وقبرص واليونان، الجمعة 12/2/2021 بياناً طالبوا فيه بضرورة استقلال وسيادة سوريا، وسحب جميع المرتزقة والمقاتلين الأجانب من البلاد.

وقال البيان: “جددنا التزامنا بوحدة واستقلال وسيادة سوريا وسلامة أراضيها، معربين عن دعمنا الحثيث لتسوية سياسية دائمة للأزمة السورية بالاتساق التام مع قرار مجلس الأمن رقم 2254، وأعدنا التشديد على الضرورة الملحة لانسحاب جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من البلاد”.

وتابع: “ندعم بشدة الحل السياسي الليبي الخالص للأزمة، فإننا نعتبر أي تدخل أجنبي غير مقبول وأن كل الاتفاقيات المبرمة بالمخالفة للقانون الدولي هي لاغية وباطلة، وندعو بشكل خاص الحكومة الليبية الجديدة لاعتبار مذكرات التفاهم الموقعة من قبل تركيا وفايز السراج في نوفمبر 2019 لاغية”.

يذكر أن علاقات تركيا متوترة مع الدول الثلاثة، والتي تتفق في مواقفها إزاء قضية التنقيبات التركية عن الغاز في عرض المتوسط، وهي أعضاء في منتدى غاز شرق المتوسط التي تم تأسيسه في 14/1/2019 كما أنها وقعت فيما بينها اتفاقات ترسيم حدود البحرية.

ــ صحيفة نيويورك تايمز تقع في فخ البروباغاندا التركية وعفرين بوست ترد

في السابع عشر من فبراير/شباط نشرت عفرين بوست تقريراً رداً على المغالطات التي وردت في تقرير لصحيفة نيويورك عن واقع مدينة عفرين الحالي للصحفية “كارلوتا غال” مديرة مكتب إسطنبول بعنوان “In Turkey’s Safe Zone in Syria, Security and Misery Go Hand in Hand”، وترجمته بالعربية “في المنطقة الآمنة التركيّة في سوريا، الأمن والبؤس جنباً إلى جنب”.

تبدو نوايا الكاتبة اعتباراً من العنوان أنها بصدد تجميل الاحتلال التركيّ لمنطقة سورية واجتزاء الحقيقة، وتسليط الضوء على ما تبتغيه تركيا من إبرازه، وكأن التقرير معدٌّ لوكالة الأناضول التركية، وليس في مؤسسة إعلاميّة عريقة لها سمعتها العالمية وتتمتع بدرجة عالية من المهنية الصحفيّة والمصداقية، ومقارباتها الموضوعية سواء للشأن الداخلي الأمريكيّ أو شؤون العالم.

صورة عفرين اليوم لا تعكس حقيقتها، فهي مختلفة تماماً في أدق تفاصيل الحياة، وكان حرياً بكاتبة التقرير عندما تتحدث بتعاطفٍ مبالغ عن المهجرين قسراً من مناطق الغوطة الشرقية وتم ترحيلهم إلى عفرين وإسكانهم في بيوت أهلها الكرد، أن تطرح السؤال البديهي، ماذا حلّ بأصحاب تلك البيوت؟ كيف خرجوا من بيوتهم وتركوا حقولهم وأملاكهم حتى قبور ذويهم؟ كيف تم اقتلاعهم بالقوة من وطنهم؟ وكيف يعيشون اليوم؟ وأي معادلة اسمها “الأمن القوميّ التركي “تتحقق عبر تهجير الناس من بيوتهم ومنع عودتهم؟

كاتبة التقرير تجاهلت أنّ من استوطن في عفرين هم حملة السلاح وتم نقلهم ضمن اتفاقٍ سياسيّ، اقتضى نقل تفاصيل الأزمة من منطقة إلى أخرى كانت آمنة وملاذاً للنازحين السوريين طيلة سنوات ولم تفرق بين السوريين على أساس عرقيّ أو دينيّ أو سياسيّ، وأنّ من بين من انتقل إلى عفرين أفرادٌ كثيرون ارتكبوا انتهاكات وجرائم قتل، وقاموا بمصادرة المعونات الغذائية في مستودعاتهم وحرموا أهاليهم منها، رغم أنها تذكر في التقرير أنها التقت بمسلحين سابقين. 

كثيرٌ من التقارير الرصينة والمنصفة صدرت حول الانتهاكات التي تحدث في عفرين ويبدو أن كاتبة التقرير، لم تطلع على الواقع ولا على تلك التقارير التي أصدرتها منظمات مثل منظمة العفو الدولية (الأمنيستي) – لجنة التحقيق الدولية الخاصة بسوريا ولجنة الحريات الدينية الأمريكية ومؤسسة ماعت الحقوقية المصرية والمرصد السوري لحقوق الإنسان، بالإضافة لمئات التقارير الحقوقيّة المحليّة والإعلاميّة. والتي تضمنت كثيراً من التفاصيل لما حدث في عفرين المحتلة.

في كثير من التقارير تم توصيف ما يحدث في عفرين بأنها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانيّة وتقوم على أساس عرقي ودينيّ وأن الميليشيات التي احتلت عفرين متطرفة ومتشددة دينياً، وقد ألزمت أتباع الديانة الإيزيديّة على اعتناق الإسلام بالقوة، كما أنها هدمت مزاراتهم الدينيّة ودنست القبور الإيزيدية والإسلامية وجرفت كثيراً من المقابر في عفرين.  

الكتابة عن واقع عفرين تتطلب ضرورة الاطلاع على واقعها قبل الحرب التي شنّتها تركيا والميليشيات الإسلامية عليها، لمعرفة حجم التغيير والانتهاكات التي تحصل، ومن جملة ذلك نذكر:

ــ تهجير أهالي عفرين الكرد بالقوة من قراهم.

ــ الاستيلاء على ممتلكات أهالي عفرين الكرد وبيوتهم، وإسكان المرحلين من باقي المناطق السورية مكانهم.

ــ استكمال خطة التغيير الديمغرافي وتغيير التركيبة السكانية، وكانت نسبة الكرد في عفرين 97%، وأصبحت بحدود 20% بعد الاحتلال التركيّ.

ــ تم اعتقال واختطاف آلاف المواطنين الكرد، وتعذيبهم في أقبية سجون الميليشيات الإسلامية، وأفضى التعذيب إلى موت العشرات. ولا توجد إحصائية دقيقة بعدد المختفين قسراً في عفرين.

ــ لم يكشف حتى الآن عن مصير مئات المفقودين منذ إعلان احتلال إقليم عفرين.

ــ نحو 150 ألف مواطن يعيشون في المخيمات وبيوتٍ مهدمة نتيجة المعارك في منطقة الشهباء، والجيش التركي مستمر في قصف تلك المناطق وقد ارتكب مجازر بحق المهجرين قسراً وأهالي المنطقة.

عندما تتحدث الكاتبة عن الأمن القومي التركيّ، تتجاهل الانتهاكات الكبيرة بحق حقول الزيتون واقتلاع الأشجار والتحطيب الجائر وحرق الغابات والتعديات على المواقع الأثرية وتجريفها وتغيير ملامحها، رغم أنّ كثيراً من تلك المواقع مسجل لدى المنظمة الدولية للثقافة والعلوم “اليونيسكو”، وهي ميراثٌ إنسانيّ، ويجب تحييدها من الحروب، والسؤال ما علاقتها الأشجار والآثار بالأمن القومي التركيّ؟

سردية الملايين الخمسة في إدلب خيالية، وهناك تلاعب واضح بالأرقام، لأنّ إدلب لا تحتمل هذا العدد الكبير، ويبدو أنّ الكاتبة تجهل حجم النزوح إلى باقي المناطق وبخاصة عفرين، واللجوء وكذلك الهجرة إلى أوروبا، وأنّ القوات الحكوميّة استعاد كثيراً من المناطق بداية عام 2020، وأما إذا كانت تقصد آلاف الجهاديين الأجانب من الإيغور والقوقازيين ودول عربيّة وهيئة تحرير الشام “جبهة النصرة” المصنفة على لوائح الإرهاب الدوليّ، بالإضافة ميليشيات تنظيم القاعدة، وتعتبرهم من أهالي إدلب لأن الأمر مختلف، وكلّ هؤلاء دخلوا سوريا عن طريق الأراضي التركيّة، وأنشأوا إمارات في إدلب.

وفي سياق متصل بالأرقام تقول الكاتبة أن أردوغان يستضيف 3.6 ملايين لاجئ سوري، ليصبح المجموع 8.6 ملايين وهو رقم كبيرٌ جداً ولا يمكن قبوله، فيما عدد سكان سوريا لا يتجاوزون 23 مليون.

 تذكر الكاتبة المسؤول التركي أورهان أكتورك، نائب حاكم مقاطعة هاتاي التركية المجاورة، والمسؤول أيضًا عن عفرين: “هدفنا الرئيسي هو جعل حياتهم طبيعية أكثر”. “حافظ على المدارس مفتوحة، والمستشفيات تعمل حتى يتمكن الناس من استئناف حياتهم”.

والصحيح أن عفرين كانت تعيش حياة طبيعيّة عندما كان أهلها الأصليين فيها، والحياة الطبيعية تعني عودة أهالي عفرين إلى بيوتهم، وإنهاء الاحتلال وليس إجراءات تجميل الاحتلال وتثبيته.

من الحقائق الكبيرة أن تركيا لم تحارب داعش في سوريا، فقد دخلت مدينة جرابلس في 24/8/2016 خلال ساعات معدودة، كما أنّ المئات من عناصر داعش الإرهابي انضموا إلى صفوف الميليشيات التي شكلتها باسم الجيش الوطني. وقد ظهر عناصر داعش علناً أمام الكاميرات في مدينة رأس العين التي تحتلها القوات التركية. والأمثلة كثيرة حول العلاقة بين أنقرة وداعش

وتنقل الكاتبة قول قائد الشرطة التركية في عفرين: إنّ 99% من الهجمات كانت من عمل حزب العمال الكردستاني، الحركة الانفصالية الكردية، وفرعها في سوريا، Y.P.G.، المتحالف مع القوات الأمريكية في محاربة تنظيم الدولة الإسلامية.

من الواضح أن الرؤية والأجندة التركية هي المعتمدة مصدراً أساسياً في التقرير، وليس الحقائق، لأن عفرين طيلة السنوات ما قبل الحرب عليها واحتلالها كانت تنعم بالاستقرار والأمان ولم تقع حوادث تفجير، والتفجيرات بدأت تحدث بعد الاحتلال، والتهديد الأمني لا يقتصر على التفجيرات، بل على ظاهرة الاقتتال الفصائلي، فالميليشيات التابعة لتركيا تتصارع في المدينة وتحول الأحياء إلى ميدان معركة، وكثيراً ما أودى الاقتتال بحياة الأهالي من أهالي عفرين، وبسبب تنافس الميليشيات تقع حوادث التفجير أيضاً.

لا يمكن الحديث عن واقع أمني مستقر بوجود قوة احتلال، ومستوطنين من خارج المنطقة، وما يصل من معلومات عن عفرين هو القليل، فالمنطقة مغلقة أمام الإعلام، ويشكل المستوطنون جيشاً إضافياً يمارس الانتهاكات وهم أيضاً يحملون السلاح.

لو أن الكاتبة قصدت مخيمات التهجير القسري لأهالي عفرين، لسمعت من الحكايات الشيء الكثير، ليس عن الغلاء والفقر والخيمة والبرد والحر، بل قصص مروعة عن الانتهاكات وجرائم القتل وإلقاء الجثث في العراء والاختطاف وأخذ الفديات والاغتصاب الجماعي للنساء. والسؤال الأساسي من يفوض هذه الجماعات المسلحة بارتكاب كل هذه الانتهاكات؟ والإجابة واضحة هي أنقرة، ثم يأتي دور بعض الإعلاميين في تجميل الاحتلال وتجاهل الحقائق وتبديلها.

هناك الكثير من القضايا التي يمكن الحديث عنها، ولكننا نكتفي بهذا القدر، ونتمنى على مؤسسة إعلامية كبيرة ولها سمعتها العالمية مثل نيويورك تايمز أن تتبنى تقارير أكثر دقة كما اعتدنا منها.   

Post source : عفرين بوست

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons