عفرين بوست
وقّع الرئيس التركي أردوغان على قرار افتتاح فرع لجامعةٍ تركيّةٍ في بلدة الراعي السورية التابعة لمنطقة إعزاز، والتي حولت سلطات الاحتلال التركي اسمها إلى “جوبان باي”. ونُشر القرار في الجريدة الرسمية، يوم السبت 6/2/2021.
وجاء فيه أنّه سيتم افتتاح كلية طب ومعهد عال للعلوم الصحيّة في بلدة الراعي وأنهما سيتبعان لجامعة العلوم الصحية التركية بإسطنبول، بحسب وكالة الأناضول التركية.
من جانبها أعربت دمشق رسمياً رفضها للقرار التركي بافتتاح كلية ومعهد يتبعان لجامعة إسطنبول في بلدة الراعي شمال حلب، وفي بيان رسمي أصدرته الخارجية والمغتربين السورية وصفت القرار بأنه يشكّل “عملاً خطيراً وخرقاً فاضحاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة”، وقالت: إن سوريا ترفضه “جملة وتفصيلاً”.
ونقلت وكالة “سانا” الرسمية عن مصدر مسؤول في الخارجية السورية قوله: إن القرار “الباطل يشكّل استمراراً لممارسات النظام التركي في تأجيج وإطالة أمد الأزمة في سوريا ودعم أطراف وتنظيمات إرهابية مثل (الإخوان المسلمين) و(داعش) و(جبهة النصرة) لخدمة أجنداته وتحقيق أطماعه وأوهامه العثمانية”.
ويأتي القرار الحالي في إطار عملية متكاملة لربط المناطق المحتلة بتركيا، والتي تشمل مختلف الجوانب الخدمية والاقتصاد والاتصالات وقطع علاقاتها مع الداخل السوري، وذلك في سياق سياسة تكريس تتريك المناطق المحتلة في الشمال السوري.
وسبق أن وقع أردوغان في 3/10/2019 على قرار إنشاء ثلاث كليات منفصلة في مناطق مختلفة بريف حلب، تتبع جميعها لجامعة غازي عينتاب، وتضمن إنشاء كلية “العلوم الاقتصادية والإدارية” في مدينة الباب، وكلية “العلوم الإسلامية” في مدينة إعزاز، و “كلية التربية” في مدينة عفرين.
يذكر أن جامعة غازي عينتاب سبق افتتحت معاهد لها في مدينة جرابلس، أبرزها “الإسعافات الأولية، الأمن والحماية (شرطة)، الإدارة والمكاتب
تتريك التعليم
ويرى مراقبون أن التعليمُ يعتبر أخطر حلقات عملية التتريك، إذ يستهدف عقول الطلاب بكل مراحل التعليم، ولا يقتصرُ آثاره على الحاضر بل المستقبل أيضاً، وتحرص سلطات الاحتلال التركيّ على الإدارة المطلقةِ لعملية التعليم وتمويلها لأهميتها.
وتعملُ سلطات الاحتلال على تكريسِ اللغةِ التركيّةِ وفرضِ التاريخِ التركيّ على الطلاب بما يتضمنه من تزويرٍ للحقائقِ والوقائعِ التاريخيّة والثقافية والعلميّة، وتعتمدُ وجهة النظرِ التركيّة وتلميعَ صورةِ الاحتلالِ العثمانيّ، واستبدلت عبارةَ الاحتلالِ العثمانيّ بالحكم العثمانيّ، وتمجيد السلاطين العثمانيين واعتبارهم رموزاً مقدّسةً، كما تضمنت المناهجَ إشارات إلى تركيا كدولةٍ عظمى، واعتمدت خرائط سوريّة لا تشير إلى المناطق التي توصف بالمحتلة، أي بدون لواء إسكندرون الذي ضمّته تركيا عام 1939.
ولا يقتصر تتريك التعليم على افتتاح المدارس، بل يتم العمل على افتتاح المعاهد الدينية وافتتاح مدرسة ثانوية إسلاميّة تركيّة شبيهةٌ بمدارس “إمام خطيب” التركيّة إلى جانب مدارس أخرى بتمويل تركي. وفي ظل الاحتلال نشط عمل الجمعيات الإخوانية التي تنظم دورات تعليمية للأطفال واليافعين وحتى النساء.