نوفمبر 08. 2024

أخبار

فجراً

عفرين بوست-لاوند ميركو

16-3-2018

في ذلك اليوم الذي اغتسلت فيه شوارع عفرين بالمطر والدماء وتطهرت أركان الدنيا الأربعة بالأشلاء وتناثر كل شيء في كل مكان ، وحين كان الضوء يتسلل خائفا في الأفق ، ضربت الطائرة منطقة الحرش بعدة قذائف ألهبت المبان السكنية شبه الخاوية ما جعل أمين يعود أدراجه إلى تلك المنطقة حيث كان العم أصلان وحيدا في آخر طريق راجو ، تلمس طريقه في الظلام ملتصقا بجدران المحلات التجارية نحو أنين خافت يصدر عن عجوز أنهكته الحياة وابتلعت الحرب أبناؤه ليواجه وحيدا ذلك الجرح الذي خلفه القصف في خاصرته اليمنى، همس أمين :

ياعم أصلان …ياعم أصلان

من ..أهو أنت يا أمين

عمي انهض لم يبق هنا أحد

لا أستطيع يابني

سأساعدك

حوارية سريعة دارت والعجوز يتأبط بأمين ويده الأخرى ممسكة بأمعائه المنبثقة من جرح الخاصرة

عندما وصل الإثنان قرب حديقة الزيدية جلس العجوز متثاقلا وهو يقول :

توقف …لا أستطيع

ومد يده في جيب السروال وأخرج منه ميدالية على وجهيها صورة شجرة زيتون والأخرى صورة للشيخ رشيد

ذهب أمين لاحضار المساعدة ، وحين عاد كان بعض المارة ينهوون دفن العم أصلان في الحديقة وقبل أن ينتهوا ، انهار قاع الجحيم فجأة وسقطت كل الحمم معلنة بدء المذبحة الكبرى……

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons