عفرين بوست ــ خاص
تنتشر ظاهرة تعاطي والاتجار بالمواد المخدرة في المناطق التي تحتلها القوات التركية وميليشيات تنظيم الإخوان المسلمين، وتنقل المواد عبر الحواجز بسهولة بحكم العائدية لتكون مصدراً لكسب المال، فيما يأتي الترويج لهذه المواد وزيادة عدد المدمنين لكسب مزيداً من المشترين. ومن المرجح أن سلطات الاحتلال لها الدور المباشر في انتشار ظاهرة المخدرات بغية السيطرة على المسلحين والميليشيات الإخوانية وكذلك لتغيير المجتمعات التي تسيطر عليها.
المخدرة ظاهرة تعاطٍ وإتجار
تفيد المعلومات من المصادر المحلية في المناطق التي تحتلها القوات التركية والميليشيات الإخوانية وبخاصة إقليم عفرين بأن ارتفاعاً ملحوظاً يطرأ على ظاهرة تعاطي المخدرات والاتجار بها، وتشمل الحبوب المخدرة وبعض أنواع الأدوية وكذلك مادة الحشيش. والتي يروّج لها ويتعاطاها مسلحو الميليشيات أنفسهم. كما أن “الحواجز الأمنية المنتشرة على الطرق الرئيسية في المنطقة، لها دور في هذه التجارة عن طريق التسهيلات وغض النظر”.
وكتبت إليزابيث تسوركوف في النيويورك ريفيو أوف بوكس يقوم مقاتلون في الثّالثة عشرة من عمرهم، كما يبدو، بتحذير النّساء من أجل ارتداء ملابس مناسبة، لكن في الوقت نفسه، يتعاطى هؤلاء المخدرات ويقومون بأشياء محظورة (دينيّاً)”.
وتابعت تقول: “عندما يُطرح السّؤال بشأن الهتافات ومقاطع الفيديو الجهاديّة، يدّعي المقاتلون (وأشخاص من مجتمعاتهم المحلّيّة) في كثير من الأحيان أنّهم ببساطة يقدّمون عرضاً ويتظاهرون بأنّهم محاربون مقدّسون، بينما هم في الواقع يشربون الخمر ويدّخنون ويتعاطون المخدرات”.
ونشرت عفرين بوست في 17/7/2020 نقلاً عن مصادره أنّ ثلاثة مستوطنين من حي السكري بحلب (أم واثنين من أبنائها) افتتحوا منذ عدة أشهر معملاً لصناعةِ الحبوب المخدرة مثل (كابتاغون وترامادول وبالتان ومعجون) بالإضافة إلى حشيش التتن. وأضاف “المعمل ظاهرٌ للعيان أمام الجميع حتى الأطفال، ويقع ما بين قريتي معرسكة وقطمة في ناحية شرا/شران، في بستان كمال عزت، بعدما احتله هؤلاء المستوطنون”. وأشار المصدر إلى أنّ “هذا المعمل يبيع الحبوب للصيدليات في المنطقة وهذا يجري بعلم الاحتلال التركيّ، كما أنّهم يبيعون منتجاتهم لقادة الميليشيات.
وفي هذا السياق أيضاً أفاد مصدر آخر بأنّ شخصاً يُدعى أبو يزن الحمصيّ يبيع الحبوب لمسلحي الميليشيات في ناحية شرا/شران”. ونوّه المصدر أيضاً إلى أنّه تتم زراعة الحشيش في قرية كفر مزة التابعة هي لناحية شرا/ شران وبالضبط في منزل المدعو إسماعيل اللهيبي.
شهادة المرصد السوري
المرصد السوري لحقوق الإنسان نشر تفاصيل من مصادر موثوقة، في مطلع نوفمبر 2018حول عملية إدخال وتهريب الحبوب المخدرة والمواد الممنوعة إلى المناطق التي تحتلها تركيا في الشمال السوري، حيث تشهد رواجاً للمواد المخدرة ومادة «الحشيش» وأكدت المصادر للمرصد، أن عملية بيع المخدرات والترويج لها، تجري باستخدام سيارات طبيّة كالهلال الأحمر، ومن المواد التي يروج لها الكبتاغون والترامادول والزولام وهيكزول (2 – 5)
المصادر الطبية أكدت أن تسع سيارات إسعاف تابعة للهلال الأحمر قادمة إلى منطقة إدلب عبر معبر قلعة المضيق، وصلت، إلى مدينة الباب بريف حلب الشمالي الشرقي، بعد مرورها بمناطق إدلب وعفرين وإعزاز، جرى إفراغ 7 منها من بعض الأدوية، فيما مُنعَ فتح السيارتين المتبقيتين، بذريعة أن حمولتها من الأدوية ستنقل لمنطقة الراعي الحدودية مع تركيا.
ومنذ بدء الاحتلال التركي لمناطق في الشمال السوري، ودعمه فصائل مسلحة يصنف معظمها على قوائم الإرهاب، أصبحت تلك المناطق مسرحاً للجريمة وتجارة المخدرات والآثار وعمليات الخطف مقابل الفدية والاغتيالات.
وقامت تركيا بعزل قائد شرطة إعزاز “محمد ضاهر عصفور الفيل” بعد اعتراض الأهالي على استمراره في قيادة قوات الشرطة التي لها اليد الطولى في خطف المدنيين، وانتشار تجارة المخدرات في المنطقة.
مدمن يقتل زوجته
تداولت مواقع إعلاميّة معلومات يوم أمس الإثنين 18/1/2021 تفيد بأن عنصر من ميليشيا الحمزات يدعى علاء عساني أقدم على قتل زوجته تحت تأثير المخدرات في قرية قبر المقري بريف الباب، وتتكرر مثل هذه الحالات كثيراً في مناطق التي يسيطر ميليشيات تنظيم الإخوان المسلمين المرتزقة بسبب عدم وجود محاسبة أو قانون يمنع ترويج لتجارة المخدرات
انتحار مدمن
في 28/9/2020 أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن مسلحاً من ميليشيا “عاصفة الشمال” أطلق النار على نفسه، بعد تناوله كمية كبيرة من المخدرات، في مدينة إعزاز المحتلة.
الميليشيات تروّج للمخدرات
تجارة وتعاطي المخدرات رائجة بشكل كبير في المناطق التي تحتلها تركيا والميليشيات الإخوانية التابعة له. ويتم تسهيل دخول المخدرات والاتجار بها من قِبل متزعمي الميليشيات دون وجود رقابة أو ردع انتشار المخدرات في المنطقة، وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان.
ــ ميليشيا السلطان مراد
ميليشيا السلطان مراد مثلاً استولت على أراضٍ زراعية هجر أصحابها قسراً بسبب الحرب، وتتوزع في قرى منطقة الباب بين مدينة كري سبي وسري كانيه المحتلتين، وقامت بزراعة حشيش “القنب” فيها.
قبل أيام اعتقلت “الاستخبارات التركية” ابن شقيق المدعو فيهم عيسى متزعم ميليشيا “السلطان مُراد” في منطقة حوار كلس الواقعة عند الحدود السورية – التركية في ريف حلب الشمالي، وضبطت بحوزته 4 كيلو غرامات من المواد المخدرة.
وكانت ميليشيا “السلطان مراد” قد ضبطت مطلع حزيران 2017، أراضٍ مزروعة بالحشيش من نوع “القنب” في قرية الجطل التابعة إداريًا لمدينة منبج، بمساحة دونم واحد زرعها نازحٌ في المنطقة، ولكن الميليشيا استولت على الأرض واستثمرت إنتاجها من القنب بدل إتلافه.
ــ ميليشيا المعتصم
في إقليم عفرين تفيد معلومات متداولة بين الميليشيات نفسها أن المدعو معتصم عباس”، متزعم ميليشيا “المعتصم بالله”، افتتح مزرعة للغزلان ويعمل في تجارة المخدرات والحبوب المنشطة في مناطق سيطرة القوات التركية بريف حلب الشمالي ومحافظة إدلب.
ميليشيا الحمزات
ذكر موقع عفرين بوست في 16/1/2021 أن مسلحين تابعين لميليشيا الحمزات الحمزات في مدينة عفرين وبلدة باسوطة يقومون بالاتجار بالمخدرات ويستدرجون أطفالاً أعمارهم بحدود 10 – 11 سنة للإيقاع بهم وإيقاعهم في شرك الإدمان على المخدرات ليكون أول خطوات الإدمان. وقد حصل مراسل عفرين بوست على أسماء مسلحين ممن يستدرجون الأطفال، وهم كل: من أبو رياح وأبو حسن وأبو فاضل، الذين تتوفر لديهم باستمرار حبوب مخدرة من كل الأنواع، ويتم بيعها في صيدليات افتتحها المستوطنون في عفرين.
ميليشيا أحرار الشرقية
ذكرت منظمة حقوق الإنسان ــ عفرين في 15/1/2021 نقلاً عن مصادر إعلامية أنّ عمليات تهريب المخدرات والحشيش وغيرها من المواد المخدرة مستمرة من قبل مسلحي ميليشيا أحرار الشرقية التابعة للاحتلال التركي، ويعتبر المدعو حاتم أبوشقر متزعم ميليشيا أحرار الشرقية العقل المدبر الذي يدير عمليات تهريب وإدخال المخدرات والعبوات الناسفة والمتفجرات من معبر التفاحة الحدودي بين سوريا وتركيا. ويساعده في أعماله شقيقه المدعو “أبو الوليد شقرا”.
ميليشيا الجبهة الشامية
من الميليشيات التي تُعرف أيضاً بنشاط مسلحيها في الاتجار بالمخدرات وتداولها، ميليشيا الجبهة الشامية التي تتخذ من قرية كفرجنة مقراً لأحد أهم سجونها، وضمن السجن توجد مستودعات المخدرات والهيروين والكوكائين، تقوم بالاتجار بها، ومن المعلومات المتداولة أن الاستخبارات التركية تتقاسم مكاسب هذه التجارة.
معبر السلامة في مدينة إعزاز أحد أهم قنوات مرور المواد المخدرة، والتي يعمل فيها مسلحو الجبهة الشامية” ويُعرف من منهم عبدالله دربالة الذي يقوم بعمليات تهريب للبشر والمخدرات من معبر باب السلامة وذلك بالتعاون والاشتراك مع هشام دربالة وهيثم عموري وصالح عموري ومدوش شيخو. وفي 31 آذار 2020 اُعتقل ماجد سجو وبحوزته خمس وثلاثون كيلو حشيش وأخلي سبيله بعد ساعتين.
يذكر أن المدعو أبوعلي سجو مسؤول سجن المعصرة في إعزاز التابع لميليشيا “الجبهة الشامية كان مسجوناً قبل الأزمة السورية بتهمة الاتجار بالمخدرات، وكان يهرّب المخدرات والدخان إلى تركيا، وله علاقة متينة مع والي غازي عينتاب، كما أنه كان عميلاً مزدوجاً، وقد عمل على تهريب المخدرات والبشر عبر بوابة السلامة، وله علاقة وثيقة بالاستخبارات التركية.
وفي 8/4/2020 وقعت اشتباكات بين ميليشيا “الجبهة الشامية” وميليشيا “أحرار الشام” على خلفية خلاف على صفقة بيع حشيش والمخدرات بين العناصر، بحسب أوساط الميليشيات.
ما ذكر أعلاه هو غيض من فيض، فقد وردت معلومات مواد إخبارية بتفاصيل أكثر حول نشاط كل الميليشيات في مجال تعاطي المخدرات، وقد تم تداول إقدام المدعو محمد جاسم متزعم ميليشيا سليمان شاه/ العمشات على ضرب أحد الأشخاص بقسوة بالغة تحت تأثير تناول المخدرات.