عفرين بوست ــ خاص
مع احتلال عفرين من قبل القوات التركية والميليشيات الإسلامية التابعة لها، تم الاستيلاء على منازل المواطنين الكرد المهجرين قسراً، بذريعة أنهم من أعضاء (الحزب- قوات سوريا الديمقراطية)، كما أخرج بعض المواطنين بالقوة، فيما أقيمت بعض المخيمات العشوائية لتضم القادمين من الأرياف وسكان البادية ومعظمهم من رعاة الأغنام الذين يمتلكون قطعاً من السلاح.
أفاد مراسل عفرين بوست بأنّ مسلحي ميليشيا “الجبهة الشامية” بمساندة من الاستخبارات التركية قاموا بطرد مستوطنين من مخيم عشوائي أقيم قرب بلدة معبطلي بريف عفرين، وقد استخدم المسلحون العنف المستوطنين من قاطني المخيم، الذين رفضوا مغادرة المخيم المكوّن من أكثر من 30 خيمة، وبعدها بدأت بعض العوائل التحضير لمغدرة المخيم مضطرة.
وذكر المرصد السوري نقلاً عن مصادره، بأن المسلحين طردوا النازحين من المكان لإقامة مخيم بديل في المكان نفسه.
وعلم عفرين بوست من مصادره الخاصة أن المسلحين وعوائلهم لا يسكنون في الخيم، بل في منازل أهالي عفرين المستولى عليها، وأما معظم المخيمات العشوائيّة فتضم عوائل من البدو الذين يعملون في تربية الأغنام، ويسرحون بقطعانهم في الأراضي الزراعيّة لأهالي عفرين، ولهم علاقات وثيقة مع المسلحين، لتأمين المنتجات الغذائية (الحليب والألبان).
ورغم أن رعاة الأغنام ليسوا عناصر منظمة في صفوف الميليشيات إلا أن المخيمات لا تخلو من وجود السلاح، ولا يختلفون بسلوكهم عن المسلحين والمستوطنين. وقد وقعت في عفرين حوادث اعتداء كثيرة من قبل رعاة الأغنام على أهالي عفرين، عند ممانعتهم دخول الأغنام في حقولهم، كما حدث مع الشهيد المسن علي محمد أحمد” الملقّب عليكي (74 عاماً). فقد أقدم ثلاثة رعاة للأغنام على ضربه بالعصي واللكمات، بعدما طلب المسن الرعاة إخراج أغنامهم من أرضه القريبة من منزله والتي يُقدر عددها 200 رأس. ليرد الرعاة الثلاثة أنهم حرّروا هذه الأرض بدمائهم وستبقى لهم، وعلى الكرد أن يخرجوا منها. وأدى الضرب إلى نزيف بالدماغ، ليفقد حياته أثناء إسعافه إلى المشفى في عفرين. وكان الشهيد عليكي يُعاني من مرض في القلب، وسبق أن خضع لجراحة قلبية.
وتنتشر بين البدو ظاهرة تعدد الزوجات، وتتوزع العائلة الواحدة على خيمتين أو ثلاث حسب عدد الزوجات، ولكل زوجة حصة إغاثية خاصة بها، ومن الدارج أن تلك العوائل تقوم ببيع الحصص الإغاثية، ما يؤمن لها دخلاً شهرياً لهم قد يتجاوز مبلغ 500 ألف شهرياً.
باتت تجارة المواد الإغاثية ظاهرة مألوفة في منطقة عفرين المحتلة، وتجوب سيارات جوالة القرى لشراء المواد الإغاثيّة، وكثيراً ما يحضر سماسرة إلى في مراكز توزيع المواد الإغاثية لشراء المواد مباشرة.
فيما تنتشر ظاهرة الاتجار بالمواد الإغاثية وسرقتها أيضاً، يُحرم أهالي عفرين الكرد غالبا من المواد الإغاثية بحجة أنهم ميسوري الحال وأصحاب أملاك وكذلك لدوافع عنصرية.