عفرين بوست ــ خاص
تلجأ سلطات الاحتلال التركي وميليشياته الإسلامية إلى كافة الأساليب للتضييق على أهالي إقليم عفرين المحتل، عبر حملات الاعتقال والاختطاف، والتي تأخذ بعداً أعمق باختطاف النساء ولكن أكثرها خطورة هو ستهداف القاصرات، لتتجاوز بذلك كل حدود انتهاكات حقوق الإنسان، والمعضلة أن معظم هذه الحوادث يبقى طي الكتمان نظراً لطبيعة العادات والتقاليد والحرج وكذلك بسبب الخوف من أعمال انتقامية.
من القصص التي تسربت من إقليم عفرين المحتل بحسب مصدر محلي، أن مجموعة مسلحة تابعة لميليشيا السلطان مراد أقدمت قبل نحو شهر ونصف على اختطاف فتاة كردية قاصر لا يتجاوز عمرها ثلاثة عشر عاماً، من منزلها الكائن في حي الزيدية بمدينة عفرين، وقد تم التحفظ على اسم الفتاة لاعتبارات عديدة اجتماعية وأمنية.
ولم تكن عملية الاختطاف التي تتعرض لها الفتاة من قبل المسلحين، ولم تُعرف بعد أسباب واضحة لاختطافها، إذ لا يمكن توجيه أية تهمة لطفلة كان عمره عشر سنوات يوم تم احتلال إقليم عفرين.
وأوضحت منظمة حقوق الانسان أن الفتاة القاصر تعرضت للعنف الجنسي من قبل المجموعة المسلحة الخاطفة، وتم نقلها إلى المشفى إثر تعرضها لهذه الجريمة البشعة، واختفت منذ حينها، رغم سؤال أهلها المتكرر عنها، إلا أن مسلحي ينكرون صلتهم بها.
يذكر أنّ قصة الفتاة الكردية القاصرة ملك نبي خليل، هي مثال آخر من بين القصص الكثيرة وقد اختطفت في وقفة عيد الفطر المصادف 23/5/2020 من منزلها في قرية درويش التي تحتلها ميليشيا “جيش النخبة”.
وفي قصة ثانية أقدم مسلحو ميليشيا “جيش النخبة” في 19/8/2020 على اختطاف الفتاة الكردية القاصرة “سلوى”، من أمام منزلها الكائن في سارع الفيلات وسط مدينة عفرين واقتادوها إلى مقرها في قرية عمارا، وذلك عبر الاستدراج إذ عمد المسلحون إلى فصل الكهرباء عن منزل العائلة الكُردية، وعندما نزلت الفتاة لرفع القاطع المثبّت في مدخل البناء السكني، قاموا بخطفها، إلا أن الجيران أحسوا بهم وأبلغوا ميليشيا “الشرطة العسكرية”، لتنكشف مع التحقيقات عمليات قتل متسلسل وقبور سرية تضم جثث 14 شخصاً قتلوا في أوقاتٍ مختلفة. إلا أن الفتاة سلوى عاد إلى المنزل في حالة هذيان وهي تقول “لا أريد الذهاب إلى ليبيا”
ومن الأمثلة أيضاً اختطاف المواطنة الكردية نادية حسن سليمان (20 عاماً)، من أهالي قرية “قزلباشا” والمواطنة فالنتينا عبدو من قرية درويش.
كانت حادة اقتحام مقر ميليشيا الحمزات مناسبة لخروج الموضوع إلى العلن بقوة لأول مرة، عندما تم الحديث عن وجود نساء عاريات محتجزات في المقر، وتم التلاعب بالملف ونقل المختطفات ليتم بعد أشهر الإفراج التدريجيّ عن معظمهن، ولكن يبقى السؤال مطروحاً ما مصير باقي النساء المختطفات.
بالمجمل فإن اختطاف النساء وبخاصة الفتيات القاصرات سيبقى الملف الأكثر ألماً والأكثر سرية، ويستمر رغم الحديث عنه في متن التقارير المنظمات الحقوقية والإعلامية، وما يتداول هو الجزء اليسير منه.