ديسمبر 23. 2024

“عبد الله المحيسني” كان في عفرين.. عندما يكون الإنكار إقراراً(فيديو)

Photo Credit To تنزيل

عفرين بوست ــ خاص

خرج شرعي “جبهة النصرة” المدعو عبد الله المحيسني في مقطع مصور يوم أمس الأربعاء، نافيا خبر اعتقاله من قبل ميليشيا “فرقة الحمزة” على حاجز لها في قرية باسوطة، ولكنه أكد زيارته لعفرين المحتلة بقصد تقديم العزاء للمدعو “عمر أبو حذيفة” وهو أحد متزعمي ميليشيا “فيلق الشام” بمناسبة وفاة والده.  

قال “المحيسني” في المقطع المصور، إنه حاول تجنب حواجز ميليشيا “الحمزات”، ولكنه أضاع الطريق فوجد نفسه يقف على حاجز للميليشيا، وادعى أنه بعد سجالٍ قصير، اُستقبل بحفاوة من قبلهم قدموا له التحية العسكرية! ولم بفصح عن سبب توجسه من هذه الميليشيا، الأمر الذي يثبت حقيقة تعرضه للاعتقال رغم انطاره، إذ من المرجح أن سلطات الاحتلال التركي تدخلت لدى الميليشيا وأفرجت عنه.

الواقع ليس مهماً كل تفاصيل الحدث التي أوردها، ولعله وقد أراد إنكار خبر تعرضه للاعتقال، وتأكيد حسن المعاملة، بعدما تأكدوا من هويته، إلا أنه أثبت الحقيقة الأهم وهي وجوده في عفرين، وهو ما نشره عفرين بوست واحتجازه على الحاجز ريثما وصلت التعليمات الخاصة به.

إنكار بمقام إقرار

إذا ما افترضنا أن ما قاله المحيسني في حديثه صحيحا (خبر اعتقاله)، إلا أنه أخفى الجزء المهم من الحادثة، وهو ما يتعلق بغايةِ وجوده في عفرين، وقد جاء للتنسيق مع السلطات التركية، لأن حجة التعزية لا تكفي، وجاء حديثه بعد وصوله إلى مدينة إدلب متعمداً، لإضافة تأكيدٍ على جملة الخبر الذي نشره عفرين، وأن الاحتجاز حدث في طريق العودة، وأن دخوله لعفرين تم عبر المناطق التي تحتلها ميليشيا “فيلق الشام” التي قصدها “المحيسني” وهي الميليشيا التي تتبع مباشرة لتنظيم الإخوان المسلمين.  

وأما الحفاوة التي حظي بها فكانت بعد تدخل السلطات التركية التي كان “المحيسني” في ضيافتها، ومن الطبيعي أن تؤدى له التحية امتثالاً للأوامر التي جاءت متضمنة إخلاء سبيله فوراً، ومن المتوقع أن زيارة المحيسني لعفرين والتي ادّعى أنها مجرد عبور، كانت سرية، وفيما أراد إنكار احتجازه، فقد أقر بوجوده في عفرين.

ما لم ينكره المحيسني:

بحسب ما نشرته “عفرين بوست”، فإن “المحيسني” بقي مدة نحو أسبوعين في مدينة عفرين، اجتمع خلالها بسلطات الاحتلال التركي، بهدف تشكيل غرفة عمليات عسكرية تحت مسمى “غرفة عمليات عفرين” دون التمكن من معرفة الهدف من تشكيل هذه الغرفة، وهذا ما تجاهله المحيسني خلال حديثه.

زيارة متزامنة مع متغيرات

جاء وجود المحيسني في عفرين متزامناً مع جملة الأحداث هو الأهم، وهي تتجاوز الوفاة والتعزية كما ادعى، فقد أُعلن قبل أيام عن تشكيل ميليشيا باسم “أحرار سوريا”، وقالوا إن قوامها 28 ألف مسلح، ومن جهة ثانية فالمحيسني يحظى بمكانة خاصة لدى أنقرة وهو الذي امتدحها أكثر مرة، وقد أجرت معه صحيفة “يني شفق” المقربة من الحكومة التركية لقاءً في 24/8/2016 طالب فيه بالتدخل التركي في سوريا، وفي نهاية شباط هذا العام طالب أنقرة أن تواصل عملية “درع الربيع”، وامتدح أحفاد العثمانيين، وبذلك فهو من الداعين لدور تركي أوسع في سوريا.

يُعرف “المحيسني” بأنه شرعي “هيئة تحرير الشام” التي تقودها “جبهة النصرة”، وتعمل أنقرة على إسقاط اسمها عن قائمة الإرهاب، كما حدث بالنسبة للحزب التركستاني الإسلامي، إذ أعلن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في 5/11/2020 ذلك. وتسعى أنقرة إلى اعتبار “الهيئة” جزءاً مما تسميه “المعارضة السوريّة المعتدلة”. وهذه المسألة كانت على مدى أكثر من عام عقدة تطبيق سوتشي 17/9/2018 وإنشاء مناطق عازلة.

ومع إخلاء القوات التركية لنقاط المراقبة المحاصرة، وإعادة نشر قواتها مجدداً، فإنها باتت أكثر قرباً من “هيئة تحرير الشام”.

 من الواضح أن أنقرة بصدد القيام بشيء، وتلك هي سياستها، بالانتقال من حدث لآخر، والسؤال ماذا بعد كراباخ؟ ماذا بعد تثبيت توصيف الارتزاق على الميليشيات وانتهاكاتها في عفرين؟ ما الحدث الذي ستشغل به الآخرين؟ ويرى مراقبون أنها بصدد تقديم “حراس الدين” قرباناً لصالح تبييض صفحة “هيئة تحرير الشام”، وكذلك افتعال حدث ضد الكرد استمراراً للخطة التي بدأتها، فما الأدوار التي ستوزعها على الميليشيات والتي احتاجت جملة من اللقاءات مع متزعميها؟

Post source : عفرين بوست

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons