عفرين بوست ــ خاص
تقوم سلطات الاحتلال التركي في إقليم عفرين المحتل بالتوازي مع إجراءات التغيير الديمغرافيّ، بعملية الربط الإداري والاقتصادي للمنطقة بمحافظة هاتاي على الطرف الآخر من الحدود، وفي هذا السياق جاءت عملية ربط شبكات الكهرباء في منطقة عفرين المحتلة مع شبكة الطاقة التركية.
أفادت المعلومات التي تداولتها مواقع إعلامية وإخبارية بأنه تم في 19/11/2020 تشغيل شبكة الكهرباء التي تغذي مدينتي عفرين ومركز ناحية جنديرس، وذلك بحضور المدعو محمد سعيد سليمان وزير الإدارة المحلية والخدمات بالحكومة السورية المؤقتة والمدعو محمد شيخ رشيد نائب رئيس المجلس المحلي لمدينة عفرين وممثلين عن الشركة السورية التركية للطاقة الكهربائية STE energy.
ومن المفترض أن تكون تغذية مدينتي عفرين وجنديرس هي المرحلة الأولى من المشروع، على أن تليها في المرحلة الثانية تغذية باقي نواحي الإقليم، وأما القرى فستكون مشمولة بالمرحلة الثانية.
وتحدث نائب المجلس المحلي في عفرين المدعو محمد شيخ رشيد، عن طبيعة المشروع وأكد المساعي في الإسراع لإيصال الكهرباء إلى كل منزل فيما يسمى “منطقة غصن الزيتون”، وأشار إلى قيمة الطاقة المستهلكة ستُدفع وسيكون الاشتراك بالليرة التركية.
الشركة المنفذة وغاية المشروع:
حقيقة مشروع التغذية الكهربائية أنّه في سياق خطة متكاملة تستهدف الربط الاقتصادي والخدمي وإلحاق إقليم عفرين الكردي المحتل بتركيا، وهو بالمحصلة مشروع الكهرباء ذو ريعيّة اقتصادية، وهو مجرد عملية بيع للطاقة تستغل الظروف الصعبة وارتفاع أسعار الطاقة البديلة التي تعتمد على محركات الديزل (الأمبيرات المحدودة)، ويُنتظر رعاته أن يحقق عوائد مالية كبيرة، وبنفس الوقت تتم الدعاية له لتجميل صورة الاحتلال، كما أنّه يخدم واقع عفرين الحالي التي هُجّر غالبيّة أهلها عنها وتعرضت إلى أسوأ حالة تغيير ديمغرافيّ.
وقد شهدت مناطق الريف الشمالي لحلب، دخول عدة شركات استثمارية تعمل في مجال الطاقة وفق عقود مع المجالس المحليّة التي أوجدها الاحتلال. ومنها شركة الكهرباء التركية STE energy التي دخلت إلى عفرين، ومقرها في تركيا ويقوم على إدارتها مقاولون سوريون بينهم محمود أحمد قدور ومؤيد علي حميدي وضياء مصطفى قدور.
ويتم ربط المناطق المحتلة بولايات (غازي عينتاب، كيليس، هاتاي)، حيث ستُقدم الأرض للشركات التركية لإقامة محطات حرارية وأبنية إدارية وأخرى للتخزين، إضافة إلى المواد الأساسية مثل الأسلاك نحاسية وألمنيوم والكابلات الأرضية. وسبق أن أقدم المسلحون على سرقة الكابلات النحاسية المقطوعة وقاموا ببيعها عبر وسطاء إلى شركة الكهرباء التركية STE energy لتستخدمها في مدّ الشبكات.
مراحل المشروع
ويعود مشروع مد شبكة الكهرباء إلى إقليم عفرين المحتل إلى منتصف كانون الأول 2018، حيث حضر وفد من وزارة الكهرباء التركية إلى مدينة عفرين كان وفد من وزارة الكهرباء التركية، في 17/1/2019، لمناقشة تفاصيل مشروع استجرار الكهرباء من تركيا مع مجلس الاحتلال المحلي في المدينة. وعقد اتفاقاً بهذا الصدد، على أن ينفذ المشروع وفق ثلاث خطوات: الأولى، وتشمل تركيب المحطة، والثانية: نصب الأبراج وتمديد خطوط التوتر وتوصيل الكهرباء إلى المرافق الرئيسية، والثالثة توصيل الكهرباء إلى منازل المشتركين، وسيتم تحصيل أجور الكهرباء وفق آليات تحددها سلطات الاحتلال، وبذلك ستُفصل شبكات عفرين الكهربائية عن الشبكات السورية، وهي الطريقة نفسها التي تمت بالنسبة للاتصالات ونصب أبراجٍ اتصالات بديلة. وبدأ العمل في المشروع في 2/5/2020،
في حديث سابق لمسؤول قسم المراقبة والإعلام في “الشركة السورية- التركية للطاقة الكهربائية STE، محمد نجاتي، ينقسم مشروع توصيل الكهرباء التركية إلى عفرين إلى ثلاثة مرحل: المرحلة الأولى صيانة شبكات “التوتر المنخفض”، والثانية تجهيز الخط الأرضي الذي يُقصد به “التوتر المتوسط”، والمرحلة الثالثة تجهيز المراكز الكهربائية التي يبلغ عددها في عفرين 36 مركزاً.
وفي تصريح نُشره موقع شاهد المعارض في 10/4/2020، حدد نجاتي 1/8/2020 موعداً لوصول الكهرباء إلى مدينة عفرين وبلدة جنديرس، على أن يصل المشروع المقبل إلى بلدات راجو ومعبطلي وشران والشيخ حديد في الشهر الثاني من العام المقبل تقريباً. وأشار إلى مصدر الكهرباء من تركيا سيكون من محولة في مدينة الريحانية التركية بسعة 100 ميغا، ومحولة في مدينة عفرين بسعة 50 ميغا، قادرة على تغذية عفرين وريفها بالكهرباء.
الاشتراك وآلية الدفع وتحصيل قيمة الاستهلاك:
وعن آلية الدفع، أوضح المجلس المحلي أنه لن يتم العمل بموجب نظام الفواتير، بل عبر بطاقة مسبقة الدفع، يتم تعبئتها شهرياً من مراكز مخصصة متوزعة في المدينة. ولكن المجلس المحلي لم يحدد قيمة الكيلو واط الواحد، إلا أنه استناداً إلى أسعار الشركة التي بدأت عملها في منطقتي أخترين وصوران بريف حلب الشمالي، فإن سعر كيلو واط الكهرباء يصل إلى 95 قرشاً للمنازل، و105 قروش للمنشآت الصناعية والتجارية.
ولكن العشرات تظاهروا بمنطقة إعزاز، في تشرين الثاني الماضي، احتجاجاً على قرار شركة الكهرباء برفع سعر الكيلو واط من 85 قرشاً إلى 105 قروش، وبررت الشركة رفع سعر استجرار الكهرباء، لارتفاع سعر مادة المازوت التي تعمل عليها مولدات الكهرباء لأكثر من الضعف.
وقال المسؤول الإعلامي في “الشركة السورية التركية للطاقة الكهربائية” محمد نجاتي لموقع تلفزيون سوريا، الأهالي يشتركون في الخدمة عبر مراكز خدمة العملاء في مدينة عفرين، لن يكون هناك فواتير كهرباء بل سيتم العمل عبر آلية الكرت المسبق الدفع، الذي يُمكن المواطن من تعبئته من المراكز الموزعة في المدينة لاستجرار الكهرباء”.
وكان المجلس المحلي بعفرين قد أعلن في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، بدء تركيب عدادات الكهرباء للمشتركين، وبلغت قيمة العداد 300 ليرة تركية، ورسم الاشتراك في الخدمة مع شركة الكهرباء 300 ليرة تركية أيضاً”. ومن شروط الاشتراك منع استجرار الكهرباء إلى أي منزل أو محل آخر تحت طائلة المساءلة واعتباره سرقة كهرباء، ما سيجبر القاطنين بالمدينة على الاشتراك. فيما بلغ عدد المشتركين حتى نهاية تشرين الأول /أكتوبر الماضي نحو ثلاثة آلاف مشترك، في كل من عفرين وجنديرس.