ديسمبر 23. 2024

الاحتلال التركي ينبي مجمعاً استيطانياً على أرض “بافلون” الكُردية الإيزيدية بريف عفرين

عفرين بوست-خاص

“موطنٌ جديد”…هكذا يوصًف المجمّع الاستيطاني الذي يعمل على تنفيذه المدعو فادي… الذين ترك أرضه بريف حلب وسلّمها لجيش النظام لينتهي به المطاف في قرية بافلون بريف إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا.

فعلى عكس ما يروج له الإعلام الإخواني، على أن الخطوة عمل تطوعي محلي، فإن هذا المجمّع مخططٌ استيطاني جديد، يُطلق عليه اسم “مخيم التعاون”، وتشرفُ على بنائه سلطات الاحتلال وتنظيم الإخوان المسلمين، إذ تقوم منظمات إخوانية قطرية- كويتية، بتمويل بنائه.

وبحسب المعلومات التي حصلت عليها “عفرين بوست”، فإن هذه المنظمات قدّمت حتى الآن مبلغ مئتي دولار أمريكي لكل عائلة، لتتمكن كلٌّ عائلة مستوطنة من بناء منزل لها على الأرض التي منحتها لها سُلطة الاحتلال. 

الجهات الداعمة لمشروع القريةً الاستيطانيةْ، تخطط لإسكان نحو سعبين عائلة مستوطنة فيها، حيث تمت استقدامها من ريف حلب وإدلب والغوطة في أوقات سابقة.

وللمفارقة، أن هذه القرية الجديدة، تُبنى على سفح جبل بافلون الاستراتيجي وبجانب قرية “بافلون” الكُردية الايزيدية، والتي تم تهجير كل أهلها، ليتم إسكان الغرباء في منازلهم البالغة عددٌها ستون منزلاً. 

ومع بناء المجمّعات السكنية الاستيطاني، في بافلون وآفرازي وجبل ليلون وغيرها، تدخل “حرب الديموغرافيا” ضد الوجودي التاريخي للكُرد، مرحلة جديدة، تهدف للتوسع أكثر وخلق واقع سكاني جديد، يصبح، وذلك بعد أن ضمٍن الاحتلال صمت العالم عن توطين عشرات الألوف من المستوطنين في منازل المهجّرين الكُرد إبان الغزو التركي- الإخواني لعفرين.

هذا وكان قد أصدر في الأول من نوفمبر الجاري، المرصد السوري لحقوق الإنسان، تقريراً بخصوص التغيير الديموغرافي في عفرين، وقال فيه إن تركيا تعمل جاهدة بعد احتلالها عفرين على تغيير التركيبة السكانية للمنطقة بحيث تتواكب مع الأطماع التركية.

وذكر المرصد أن تلك المحاولات، بدأت في 13 مارس/ آذار 2018 في الداخل السوري، وكان باكورتها حي “القدم” في جنوب العاصمة “دمشق”، لتتالى بعدها عمليات الترحيل وفقاً لصفقات واتفاقات بين ممثلين عن المناطق التي جرى جلب مسلحيها إلى شمال سوريا.

ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان تعداد المستجلين وقال إنهم بحدود 120 ألف من الغوطة الشرقية وجنوب دمشق وريف دمشق الجنوبي والقلمون الشرقي وريف حمص الشمالي وريف حماة الجنوبي.

ووثق المرصد وصول الجزء الأكبر من المستجلبين كمستوطنين إلى “عفرين” التي هُجِّر منها مئات الآلاف من سكانها الأصليين الكُرد، بفعل الغزو التركي الإخواني المسمى “غصن الزيتون” التركية، حيث جرى توطين عشرات الآلاف من هؤلاء المستجلبين برعاية تركية-إخوانية في منازل المدنيين والمزارع المملوكة للمواطنين الكُرد الذين فروا من الانتهاكات التركية وانتهاكات المليشيات الإخوانية التابعة لها.

كما رصد “المرصد” توطين سلطات الاحتلال وتنظيم الإخوان المسلمين للمستجلبين من القلمون الشرقية وغوطة دمشق الشرقية في إقليم “عفرين”، ضمن عملية شاملة للتغيير الديموغرافي.

مقالات ذات صله

Show Buttons
Hide Buttons