عفرين بوست
أصدر اتحاد إيزيديي سوريا اليوم الإثنين، بياناً حول زيارة رئيس ما يسمى بـ”الائتلاف السوري” لقرية باصوفان الكردية الإيزيدية في ريف إقليم عفرين الكردي المحتل شمال سوريا.
وقال البيان: “في بداية المعركة التي شنتها تركيا في 20 كانون الثاني 2018 لاحتلال عفرين , كان أول عمل تخريبي تقوم به هو تدمير معبد عين دارا الأثري الذي يعود تاريخه الى 1300 عام قبل الميلاد بواسطة طائراتها الحربية، لأن تركيا تعلم بأنها لن تتمكن من السيطرة على عفرين إذا لم تدمر الثقافة الكردية بشكل عام، والإيزيدية بشكل خاص، وأضاءت تركيا بذلك الضوء الأخضر للفصائل المتشددة، بتدمير مزارات الإيزيديين، فدمروا مزارات القرى الإيزيدية في كل من قسطل جندو وسينكا وبافلون ومزار قره جرنه، ومع وصول المتشددين الى مدينة عفرين على متن الدبابات التركية، سارعت عدة فصائل تابعة للائتلاف السوري بتدمير مقر جمعية الإيزيديين الثقافية والاجتماعية في مدينة عفرين، وتابع المتشددون بتدمير مزارات قرى قيبار وطرندا وشادير وكان آخر المزارات التي دمروها مزار الشيخ علي في قرية باصوفان”.
وتابع البيان: “وبعد أن سيطرت الفصائل المسلحة التابعة للائتلاف السوري على المنطقة، قامت بإغلاق المدارس الإيزيدية التي فتحتها الإدارة الذاتية لتعليم الديانة الإيزيدية، وفتحت تلك الفصائل بدلاً منها مدارس لتعليم الديانة الإسلامية، وفتحت جوامع في القرى الإيزيدية، وفرضت على النساء الأيزيديات ارتداء اللباس الإسلامي، وحاول المتشددون إرغام الإيزيديين لترك ديانتهم واعتناق الديانة الإسلامية، وكان أول شخص قتلوه بدم بارد هو الشهيد عمر ممو من قرية قيبار الإيزيدية الذي رفض النطق بالشهادة الإسلامية، وضغطوا على الإيزيديين لتهجيرهم من قراهم وجلب المستوطنين من الغوطة وادلب وحمص لإحداث تغيير ديموغرافي”.
وأضاف البيان: “كل هذا كان يتم على مرآى ومسمع الائتلاف السوري والدولة التركية دون أن يتحركوا لوضع حد لانتهاكات أو لجم فصائلها المتشددة، لابل كان الائتلاف وجيش الاحتلال التركي يغضون النظر عن كل تلك الموبقات التي تقوم بها، حتى أصبح الايزيديون يعيشون في رعب مخافة انتهاك كرامتهم، وسارع القسم الأكبر منهم لدفع مبالغ طائلة للخروج من قراهم، حيث كان المتشددون يفتحون الطريق للإيزيديين ليخرجوا من ديارهم لإسكان المستوطنين بدلاً منهم، حتى لم يبق في القرى الإيزيدية سوى بعض كبار السن (مثال ذلك: قرية باصوفان كان عدد الإيزيديين قبل الثورة بحدود ثلاثة آلاف شخص، لم يبق الآن سوى 200 مائتي شخص أغلبهم من المسنين).
واستكمل البيان بالقول: “بعد كل هذا، وبعد أن فضحت وسائل الإعلام تلك الانتهاكات والتجاوزات للمحتل التركي والفصائل المتشددة التابعة للائتلاف السوري، يأتي رئيس الائتلاف السوري نصر الحريري الى قرى الإيزيدية (مصحوباً بعدد كبير من المتشددين المسلحين الذين يزرعون الرعب في قلوب المتبقين من الإيزيديين)، في محاولة منه لتلميع صورة جيشه، ولتبييض وجه فصائله المتشددة، متناسياً أن كل فصيل من جيشه يترأسها داعشي هرب من الموصل وشنكال، ومتناسياً أن هؤلاء قبل دخولهم الى عفرين كانوا يصرخون : نحن قادمون ايها الايزيديون، وسنحقق في عفرين ما عجزنا عن تحقيقه في شنكال”.
وختم البيان بالقول: “إننا في اتحاد إيزيديي سوريا نستنكر زيارة الحريري لقرية باصوفان الإيزيدية وباقي قرى عفرين، ونعتبرها زيارة استفزازية هدفها الأول هو التأكد من أن خطته وخطة تركيا في احداث التغيير الديموغرافي تسير وفق ما خططوا له، واستمراراً لإرهاب مسلحيهم بحق السكان الأصليين، ونطالب منظمات حقوق الإنسان والدول ذات الشأن، بالضغط على تركيا لسحب قواتها والفصائل والمستوطنين المدعومين من قبلها من كل سوريا، ليعود المهجرون الذين هجرتهم تركيا قسراً، الى قراهم وممتلكاتهم وإنهاء معاناتهم، وتعويض المتضررين تعويضاً عادلاً”.