عفرين بوست-خاص
برزت خلال الحرب الأهلية التي بدأت العام 2011، في سوريا، وسيطر على مفاصلها تنظيم الإخوان المسلمين برعاية وتخطيط مباشريّن من جانب الاحتلال التركي ومؤسساته، مجموعة من الأسماء التي لم تكن معروفة سابقاً بين السوريين على اختلاف مشاربهم، ما طرح السؤال حول حقيقة هؤلاء وخلفياتهم الاجتماعية والثقافية، وانتمائتهم الفكرية والطائفية التي كان لها الدور الأهم في جعلهم كالسيف المسلط على رقاب السوريين دون إرادتهم.
وفيما يلي واحد من تلك الأسماء التي تتحكم برقاب السوريين بذريعتهم أنهم قيادات المعارضة، مع ما توفر عنه من معلومات، تمكنت “عفرين بوست” من جمعها:
خالد خوجة أم ألبتكين هوجا أوغلو: سليل بيئة إخوانية ظهر معارضاً سورياً وانتهى سياسياً تركياً
طبيب وسياسي يحمل الجنسيتين السورية والتركية، من أصول تركمانية، ولد في دمشق عام 1965 ونشأ فيها في بيئة إخوانية، واعتقل خلال مراحل تعليمه مرتين الأولى عام 1980 لأربعة أشهر، والثانية عام 1981 لمدة عام ونصف بسبب نشاط والده السياسي في نقابة الأطباء 1981 وانتمائه لتنظيم الإخوان المسلمين.
غادر إلى ليبيا وتابع دراسته عام 1985، ثم انتقل إلى جامعة إسطنبول لدراسة العلوم السياسية لعامين، ثم درس الطب في جامعة إزمير وتخرج عام 1994، وعمل العمل كمستشار للاستثمار والتطوير والإدارة في القطاع الطبي منذ عام 1994 حتى الآن. ومجموعة الأكاديمية الطبية، أسس مستشفيين ومستوصفين طبيين منذ عام 1995 حتى عام 2004.
مع بداية الأزمة السورية، أسس منبر التضامن مع الشعب السوري. ويُعد خوجة من مؤسسي المجلس الوطني السوريّ الذي أنشئ في 2/10/2011، وساهم بتأسيس الائتلاف الوطني السوري الذي أعلن عن تشكيله في تشرين الثاني 2012. وكان ممثلًا للائتلاف السوري في تركيا. وعضواً في الكتلة التركمانية في الائتلاف، ولاحقاً انتخب خوجة رئيساً رابعاً للائتلاف في 4/1/2015 خلفاً لهادي البحرة، متفوقاً على منافسه القريب من الإخوان المسلمين نصر الحريري بنتيجة 56 مقابل 50 صوتاً، وقد مكّنت أنقرة خوجة من رئاسة الائتلاف بسبب توجهاته الإخوانية وأصوله التركمانيّة. وظل حتى انتخاب أنس العبدة خلفاً له في 5/3/2016.
خوجة سليل البيئة الإخوانية استمر في المنهج نفسه، وكان داعماً مهماً لجبهة النصرة للسيطرة على الحراك الشعبيّ السوري، وصرّح علناً أن جبهة النصرة داعمة للشعب السوري في حراكه ضد النظام، وجاءت هذه الخطوة في سياق تنفيذ الخطة التركيّة بتعويم النصرة ورفعها توصيف الإرهاب عنها. وفي لقاء أجرته صحيفة الشرق الأوسط في باريس ونشرته في 10/3/2015 اعتبر جبهة النصرة خطراً ودعاها إلى فك الارتباط عن القاعدة، وفي مؤتمر صحفي عقد في إسطنبول في 23/11/2105 جدد خوجة دعوته لجبهة النصرة بإعلان فك ارتباطها بالقاعدة: “أدعو الثوار السوريين الشرفاء في هذا التنظيم إلى العودة إلى المظلة الواسعة للثورة السوريّة وتجنيب البلاد المزيد من الدمار”.
وجهت إلى خوجة اتهامات كثيرة بتهميش المعارضة، وكتم الأصوات المناهضة للمواقف التركية، وبخاصة ما يتعلق بفرض (سياسة التتريك) في المناطق والمدن التي تحتلها القوات التركية (عفرين وإعزاز وجرابلس والباب)، فضلاً عن الموقف من الحرب على الكرد السوريين التي أيّدها خوجة.
في 13/12/ 2019 شارك بتأسيس حزب المستقبل التركيّ بزعامة أحمد داود أوغلو. ولكن باسم تركي هو “ألبتكين هوجا أوغلو”، وحسب قائمة المؤسسين للحزب اسمه أمام الرقم 17 من قائمة تتألف من 154 عضواً، وهو حسب الرقم يعتبر من الدائرة الضيقة للمؤسسين الذين انشق معظمهم عن حزب العدالة والتنمية الإخواني.
نشرت صحيفة راي اليوم في 14/12/2019 تحت عنوان “صدمة في الأوساط السياسيّة والشعبية السورية.. “خالد الخوجة” رئيس الائتلاف السوريّ المعارض السابق سياسيّ تركيّ ظهر باسم “ألبتكين هوجا أوغلو” مشارك في تأسيس حزب داوود أوغلو الجديدوسألت الصحيفة “هل وضعت تركيا سياسيّاً تركيّاً رئيساً لأكبر تجمع للمعارضةالسورية؟”
موقع روسيا اليوم في 17/12/2019 نشر تحت عنوان خوجة أم “هوجا أوغلو”؟ شيخون أم أردوغان؟ سياسيون سوريون أم ودائع تركية؟ وأشار إلى الانتقادات الموجهة إلى خوجة وتناقضات الآراء واتهامه بأنه كان وديعة تركية في المعارضة السورية. وذكر قول البعض “ذلك يقدم تصوراً عن أن قيادات المعارضة السوريّة في تركيا “مُستعارون مؤقتاً وستتم إعادتهم عند الحاجة”، وفي إشارة إلى خوجة قال إنّه تمت إعادته إلى أصحابه بعدما انتهى دوره”.
ردَّ خوجة على الانتقادات الموجّهة إليه بأنه كان من مؤسسي المجلس الوطني والائتلاف “عن المكون التركي”. وعن اسمه الذي ظهر به قال: “أحمله منذ طفولتي”.
وبانضمام خوجة إلى حزب المستقبل التركي بقيادة أحمد داوود أوغلو أنتقل خالد خوجة إلى مرحلة جديدة وانتهى دوره السياسيّ في صفوف الائتلاف.