عفرين بوست-خاص
يواصل الاحتلال التركي والميليشيات الإسلامية التابعة لتنظيم الإخوان المسلمين، منع سكان قرية بافلون الايزيدية من دخول سكانها الايزيديين إليها، حيث يمنعون أي ايزيدي من الوصول إلى منزله أو أملاكه.
وأفاد مراسل “عفرين بوست” في مركز ناحية “شرا\شران” نقلاً عن أحد الكُرد الإيزيديين من قرية “بوفالونيه\بافلون” وهو خارجها الآن، ورفض الافصاح عن مكان سكنه واسمه، إن القرية التابعة لناحية شرا/شران بريف عفرين، لا تزال مُفرغة من سكانها الايزيديين بالكامل (منذ إطباق الاحتال التركي)، من قبل ميليشيا “الجبهة الشامية” ومستوطنين منحدرين من الغوطة ودرعا وحمص.
وأشار المراسل إن مواطنين إيزيديين حاولوا الوصول إلى منازلهم وأملاكهم إلا أن حواجز ميليشيا “الشامية” منعت ذلك، كما أكد المراسل إن المواطن قال له إن الميليشيا منعت وصول عدد من أقربائه إلى القرية وهم الآن في المدينة (مركز عفرين).
وأكد المراسل نقلاً عن المواطن إن المسلحين والمستوطنين استولوا على كامل أملاك الأهالي في القرية، ويسرقون كل المواسم منذ أكثر من عامين ونصف.
وتتكون قرية بافلون من قرابة ٦٠ منزلاً، وهي مشغولة بالكامل من قبل المستوطنين والمسلحين، حيث ينتهج الاحتلال التركي سياسة ترهيبية مزدوجة ضد الإيزيديين، فمن جهة هم كُرد ومن جهة أخرى إيزيديين، فيما قالت مصادر سابقة لـ عفرين بوست إنه من أصل ٢٥ ألفاً، بقي قرابة ألف إيزيدي فقط في عفرين، وهذا ما يبين مدى الانتهاكات ضدهم.
وضمن واقع مُغاير لما حظي به الكُرد الأيزيديون خلال عهد “الإدارة الذاتية” التي شكلها أبناء عفرين بمختلف أطيافهم الدينية والطائفية، حرم الكُرد من أتباع الديانة الأيزيدية من أداء طقوسهم وأعيادهم والإعلان عن انتمائهم الديني، كونه سبب كافي للتنكيل والاضطهاد والخطف والتعذيب من قبل المليشيات الإسلامية التابعة للاحتلال التركي وتنظيم الإخوان المسلمين.
ولم يعد الكُرد الأيزيديون يتمكنون من الاحتفاء بأعيادهم كعيد الأربعاء الأحمر الذي يتمتع بقدسية خاصة لدى أتباع الديانة، تتلخص في اعتبار ذلك اليوم، التوقيت الذي دبت فيه الحياة في الأرض، وفق المعتقدات الأيزيدية.
وخلال عهد “الإدارة الذاتية”، كان يجري تعطيل الدوائر الرسمية والمدارس احتفاءً بالعيد، كسائر الأعياد الدينية المرتبطة بالدين الإسلامي أو المسيحي، إلى جانب تنظيم “الإدارة” لـ احتفال مركزي، حيث سعت إلى حماية المكون الكُردي الأيزيدي وتقديم كل الإمكانات المتوفرة لديها في سبيل إحياء الديانة الكُردية القديمة لدى أبنائها ومنع اندثارها، عقب محاولة الإرهاب العالمي القضاء عليها في مركزها بشنكال، عبر هجوم تنظيم داعش عليها في العام 2014.
وعقب أربعة سنوات، تكررت هجمات داعش لكن هذه المرة في عفرين، وبلبوس آخر يسمى “الجيش الوطني السوري” التابع لتنظيم الإخوان المسلمين، بغية القضاء على التنوع الديني والطائفي والنموذج المتسامح في عفرين، والذي كان مثالاً على تآخي الأديان والطوائف والأثنيات بعيداً عن ثقافة القتل التي ينشرها المتطرفون كـ داعش والإخوان المسلمين برعاية الاحتلال التركي.